الفضائيات العربية...انحياز يشوه الربيع العربي
محمد حميد الصواف
مع بداية الثورات والحركات الاحتجاجية التي عصفت بالدول العربية فيما بات يعرف بالربيع العربي، تجلت حقيقة الانحياز الكامل لبعض الفضائيات التي كانت تغطي سير الأحداث، كاشفة في الوقت نفسه طبيعة الأجندات السياسية التي كانت توجه الخطاب الإعلامي لكل قناة. حيث يؤكد العديد من الخبراء إن المصداقية والموضوعية باتت صفة تفتقر لها تلك القنوات في التعامل مع الوقائع بين دولة وأخرى، مشيرين في الوقت ذاته بالتباين الشاسع في نقل حقيقة الأحداث بين دولة وأخرى.
فيما يذهب بعض المراقبين في تحليلاتهم الى كون أغلب الفضائيات العربية مارست سياسة مزدوجة في تعاملها، بعد ان قامت بالتعتيم على حركة الاحتجاجات في البحرين والسعودية من جهة، واتسم خطابها الإعلامي بالتحريض و تأجيج العنف من جهة أخرى أثناء تغطيتها لأحداث اليمن و سوريا.
ليبيا الاحرار قناة تحتضنها قطر.
و على بعد الاف الكيلومترات من بنغازي ينشط عشرات الصحافيين والتقنيين على مدار الساعة لدعم الثورة من خلال قناة "ليبيا الاحرار" التي تحتضنها قطر و تساهم في تمويلها، على ان تنتقل في المستقبل الى ليبيا لتتحول "من قناة ثورة الى قناة دولة".
و قال محمود شمام مسؤول الاعلام في المجلس الوطني الانتقالي، وهو بمثابة وزير الاعلام للثورة الليبية، "نحن لسنا قناة نضالية بمعنى النضال بل نحن قناة تتبنى مطالب الشعب الليبي و حقه في الحرية والكرامة".
و شمام اطلق مع عدد من الصحافيين والناشطين الليبيين القناة منذ نهاية اذار/مارس وهي تبث من مبنى في وسط الدوحة التاريخي مستخدمة معدات ومكاتب قناة الريان القطرية، بانتظار "تحرير طرابلس" بحسب شمام.
و قال المعارض الليبي المعروف المقيم منذ سنوات بين واشنطن والدوحة وبيروت لوكالة فرانس برس "بصورة عامة الهدف من القناة هو تقديم خدمة نوعية للمشاهد الليبي المحروم من اية قنوات ذات قيمة مهنية وسياسية، ولسد عجز في ظل عدم وجود اعلام مضاد للاعلام الحكومي" الليبي. بحسب فرانس برس.
ففي مكاتب القناة التي تتمتع بحماية مشددة وبتدقيق ملحوظ على الداخل اليها والخارج منها بسبب التهديدات التي تلقاها القيمون عليها، يعمل المعدون على برامج متنوعة تحظى الاخبار بحصة الاسد منها.
و تبث القناة اخبارا عن تقدم الثورة والاوضاع الميدانية، لاسيما في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، كما تبث رسائل مصورة من مقاتلين على الجبهة الى جانب البرامج الحوارية من بنغازي في شرق البلاد، معقل الثورة.
اما البرامج "غير الاخبارية" فغالبا ما تكون سياسية بامتياز ايضا، كبرنامج يفند في اطار هزلي كوميدي "فلسفة" الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ اكثر من اربعة عقود.
و غالبا ما يوصف القذافي في القناة بالطاغية، لاسيما في الاغاني والاناشيد الثورية التي تحث الليبيين على دعم الثوار.
و قال شمام ان المتوفر لليبيين منذ عقود هو "اعلام حكومي بكل خصائصه ودعاياته الغوبلزية المباشرة لذا اردنا الغاء هذا الاحتكار لنعطي لشعبنا قناة تناقش الامور بكل صراحة بشكل نقدي كصورة اخرى مقابلة للاعلام الحكومي".
من جانبه، قال المدير العام للقناة والذي شارك في تاسيسها محمد العكاري لوكالة فرانس برس ان "ليبيا الاحرار" يعمل فيها حوالى مئة صحافي وتقني وموظف وتبث حاليا 12 ساعة يوما بعد ان بثت في الفترة الاولى ست ساعات.
و الغالبية العظمى من موظفي القناة ليبيون، فباستثناء بعض التقنيين، يعمل عشرات الشبان و الشابات الليبيين على مدار الساعة لايصال صوت "الاحرار" الى مواطنيهم على بعد الاف الكيلومترات.
و تبث القناة على اقمار عرب سات ونورسات كما باتت تحظى بموقع على الانترنت "يحتل المرتبة الرابعة في ليبيا من بين كل المواقع"، بحسب العكاري، اضافة الى تطبيقات على اجهزة "اي باد" و"اي فون".
و قال عكاري "هناك عملية كاملة داخل ليبيا واجهزتنا وفرقنا موجودة في بنغازي وسيكون لدينا في المناطق المحررة ومناطق القتال الميدانية مراسلون".
و عن مستقبل القناة، قال عكاري "نحن اسسنا +ليبيا الاحرار+ لتكون قناة دولة وليس قناة ثورة"، اي ان مشروعها هو الدولة الليبية القادمة بعد تغيير النظام في ليبيا دون ان تكون حكومية.
اما شمام، فقال ان القناة وفرت للفرق العاملة لديها "افضل الاجهزة وستكون هناك محطة ارضية في طرابلس بعد ساعات من تحريرها وستكون لدينا محطة اف ام في بعض المناطق ومحطات ارضية في بعض المناطق الاخرى".
و اضاف "نحن الآن سوف ندرب الكوادر التي لدينا وقد تعاقدنا مع مدربين من هيئة الاذاعة البريطانية +بي بي سي+ لتدريبهم على كيفية العمل الاعلامي" و"نحن نامل ونخطط ايضا لان تنتقل هذه القناة برمتها الى طرابلس عندما تتحرر من قبضة القذافي".
و عن تمويل القناة، قال العكاري لوكالة فرانس برس "هناك العديد من رجال الاعمال والمتبرعين الذين يدعمون القناة، لكن السند الاقوى هو بالطبع دولة قطر التي لن نتمكن ابدا من شكرها بما يكفي"، علما ان قطر هي اول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كما انها تشارك في العمليات الجوية في ليبيا.
و حول علاقة القناة بالمجلس الوطني الانتقالي، اوضح شمام انها "علاقة ادبية، فانا أسست هذه المحطة حتى قبل ان اكون المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني وهذه القناة ليست صوتا للمجلس الوطني وانما على تواصل مع قرارات المجلس". واضاف "هي لا تتلقى توجيهاتها من المجلس وهي قناة يقرر محرروها خطها السياسي كل يوم".
و يقول احد مقدمي البرامج العاملين في القناة لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه خوفا "من بطش نظام القذافي باقاربه الموجودين في طرابلس" على حد قوله، "هناك كوادر في القناة يخشون من التهديدات الموجهة لاهلهم فالتهديدات والمضايقات طالت اناسا تكلموا في الاعلام من خلال مداخلات تلفونية فما بالك لمن يعمل في قناة".
الا انه كان متفائلا بنهاية وشيكة لهذا الخوف لانه اعتبر ان "الخناق يضيق على النظام وبعد تحرير طرابلس سننتقل مباشرة للبث من هناك".
محمد حميد الصواف
مع بداية الثورات والحركات الاحتجاجية التي عصفت بالدول العربية فيما بات يعرف بالربيع العربي، تجلت حقيقة الانحياز الكامل لبعض الفضائيات التي كانت تغطي سير الأحداث، كاشفة في الوقت نفسه طبيعة الأجندات السياسية التي كانت توجه الخطاب الإعلامي لكل قناة. حيث يؤكد العديد من الخبراء إن المصداقية والموضوعية باتت صفة تفتقر لها تلك القنوات في التعامل مع الوقائع بين دولة وأخرى، مشيرين في الوقت ذاته بالتباين الشاسع في نقل حقيقة الأحداث بين دولة وأخرى.
فيما يذهب بعض المراقبين في تحليلاتهم الى كون أغلب الفضائيات العربية مارست سياسة مزدوجة في تعاملها، بعد ان قامت بالتعتيم على حركة الاحتجاجات في البحرين والسعودية من جهة، واتسم خطابها الإعلامي بالتحريض و تأجيج العنف من جهة أخرى أثناء تغطيتها لأحداث اليمن و سوريا.
ليبيا الاحرار قناة تحتضنها قطر.
و على بعد الاف الكيلومترات من بنغازي ينشط عشرات الصحافيين والتقنيين على مدار الساعة لدعم الثورة من خلال قناة "ليبيا الاحرار" التي تحتضنها قطر و تساهم في تمويلها، على ان تنتقل في المستقبل الى ليبيا لتتحول "من قناة ثورة الى قناة دولة".
و قال محمود شمام مسؤول الاعلام في المجلس الوطني الانتقالي، وهو بمثابة وزير الاعلام للثورة الليبية، "نحن لسنا قناة نضالية بمعنى النضال بل نحن قناة تتبنى مطالب الشعب الليبي و حقه في الحرية والكرامة".
و شمام اطلق مع عدد من الصحافيين والناشطين الليبيين القناة منذ نهاية اذار/مارس وهي تبث من مبنى في وسط الدوحة التاريخي مستخدمة معدات ومكاتب قناة الريان القطرية، بانتظار "تحرير طرابلس" بحسب شمام.
و قال المعارض الليبي المعروف المقيم منذ سنوات بين واشنطن والدوحة وبيروت لوكالة فرانس برس "بصورة عامة الهدف من القناة هو تقديم خدمة نوعية للمشاهد الليبي المحروم من اية قنوات ذات قيمة مهنية وسياسية، ولسد عجز في ظل عدم وجود اعلام مضاد للاعلام الحكومي" الليبي. بحسب فرانس برس.
ففي مكاتب القناة التي تتمتع بحماية مشددة وبتدقيق ملحوظ على الداخل اليها والخارج منها بسبب التهديدات التي تلقاها القيمون عليها، يعمل المعدون على برامج متنوعة تحظى الاخبار بحصة الاسد منها.
و تبث القناة اخبارا عن تقدم الثورة والاوضاع الميدانية، لاسيما في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، كما تبث رسائل مصورة من مقاتلين على الجبهة الى جانب البرامج الحوارية من بنغازي في شرق البلاد، معقل الثورة.
اما البرامج "غير الاخبارية" فغالبا ما تكون سياسية بامتياز ايضا، كبرنامج يفند في اطار هزلي كوميدي "فلسفة" الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ اكثر من اربعة عقود.
و غالبا ما يوصف القذافي في القناة بالطاغية، لاسيما في الاغاني والاناشيد الثورية التي تحث الليبيين على دعم الثوار.
و قال شمام ان المتوفر لليبيين منذ عقود هو "اعلام حكومي بكل خصائصه ودعاياته الغوبلزية المباشرة لذا اردنا الغاء هذا الاحتكار لنعطي لشعبنا قناة تناقش الامور بكل صراحة بشكل نقدي كصورة اخرى مقابلة للاعلام الحكومي".
من جانبه، قال المدير العام للقناة والذي شارك في تاسيسها محمد العكاري لوكالة فرانس برس ان "ليبيا الاحرار" يعمل فيها حوالى مئة صحافي وتقني وموظف وتبث حاليا 12 ساعة يوما بعد ان بثت في الفترة الاولى ست ساعات.
و الغالبية العظمى من موظفي القناة ليبيون، فباستثناء بعض التقنيين، يعمل عشرات الشبان و الشابات الليبيين على مدار الساعة لايصال صوت "الاحرار" الى مواطنيهم على بعد الاف الكيلومترات.
و تبث القناة على اقمار عرب سات ونورسات كما باتت تحظى بموقع على الانترنت "يحتل المرتبة الرابعة في ليبيا من بين كل المواقع"، بحسب العكاري، اضافة الى تطبيقات على اجهزة "اي باد" و"اي فون".
و قال عكاري "هناك عملية كاملة داخل ليبيا واجهزتنا وفرقنا موجودة في بنغازي وسيكون لدينا في المناطق المحررة ومناطق القتال الميدانية مراسلون".
و عن مستقبل القناة، قال عكاري "نحن اسسنا +ليبيا الاحرار+ لتكون قناة دولة وليس قناة ثورة"، اي ان مشروعها هو الدولة الليبية القادمة بعد تغيير النظام في ليبيا دون ان تكون حكومية.
اما شمام، فقال ان القناة وفرت للفرق العاملة لديها "افضل الاجهزة وستكون هناك محطة ارضية في طرابلس بعد ساعات من تحريرها وستكون لدينا محطة اف ام في بعض المناطق ومحطات ارضية في بعض المناطق الاخرى".
و اضاف "نحن الآن سوف ندرب الكوادر التي لدينا وقد تعاقدنا مع مدربين من هيئة الاذاعة البريطانية +بي بي سي+ لتدريبهم على كيفية العمل الاعلامي" و"نحن نامل ونخطط ايضا لان تنتقل هذه القناة برمتها الى طرابلس عندما تتحرر من قبضة القذافي".
و عن تمويل القناة، قال العكاري لوكالة فرانس برس "هناك العديد من رجال الاعمال والمتبرعين الذين يدعمون القناة، لكن السند الاقوى هو بالطبع دولة قطر التي لن نتمكن ابدا من شكرها بما يكفي"، علما ان قطر هي اول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كما انها تشارك في العمليات الجوية في ليبيا.
و حول علاقة القناة بالمجلس الوطني الانتقالي، اوضح شمام انها "علاقة ادبية، فانا أسست هذه المحطة حتى قبل ان اكون المسؤول الاعلامي في المجلس الوطني وهذه القناة ليست صوتا للمجلس الوطني وانما على تواصل مع قرارات المجلس". واضاف "هي لا تتلقى توجيهاتها من المجلس وهي قناة يقرر محرروها خطها السياسي كل يوم".
و يقول احد مقدمي البرامج العاملين في القناة لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه خوفا "من بطش نظام القذافي باقاربه الموجودين في طرابلس" على حد قوله، "هناك كوادر في القناة يخشون من التهديدات الموجهة لاهلهم فالتهديدات والمضايقات طالت اناسا تكلموا في الاعلام من خلال مداخلات تلفونية فما بالك لمن يعمل في قناة".
الا انه كان متفائلا بنهاية وشيكة لهذا الخوف لانه اعتبر ان "الخناق يضيق على النظام وبعد تحرير طرابلس سننتقل مباشرة للبث من هناك".