ردود القراء في المواقع الإلكترونية..الصورة و المرآة للمجتمعات العربية.
حيدر الجراح.
...........
تفرد الكثير من مواقع الانترنت العائدة لصحف او فضائيات او شبكات الكترونية خاصة مساحات كبيرة لردود القراء و تعليقاتهم حول المواد المنشورة.
و تتوزع المواد المنشورة على حقول عديدة و متنوعة فهناك السياسي و الاقتصادي و الثقافي و الفني و الترفيهي و الصحي و غيرها اضافة الى مقالات الراي و التحليل.
و تتفاوت طبيعة الردود حسب طبيعة القراء المرسلين لها و توزعهم البلداني و خلفياتهم المذهبية و القومية و السياسية،اضافة الى اختلافها تبعا لاختلاف شخصيات اصحاب تلك الردود،فهناك ردود جدية و هناك ردود مازحة و غيرها ظريفة.
و حتى لغة الردود تختلف من قارىء الى اخر،هناك ردود تمتلىء بالاخطاء الطباعية و اخرى تفيض بالاخطاء النحوية و الاملائية،و هناك الردود المتسرعة او العصبية او المتشنجة او اليائسة او المتفائلة.
.........
من مساحة الردود الواسعة التي تفردها الوسيلة الاعلامية على المواد المنشورة و طبيعتها و لغتها يستطيع الباحث ان يكتشف عددا من المعطيات و الدلالات:
1 – توجهات الوسيلة الاعلامية.
2 – شخصية القارىء.
3 – انتماء القارىء المذهبي او الاثني او القومي.
4 – ثقافته، تحصيله العلمي، توجهاته السياسية، الى اخر ما يتعلق بالقارىء.
اكثر المواضيع التي تستقطب الردود و التعليقات ياتي في المقدمة منها:
1 – المواضيع المتعلقة بالجنس.
2 – المواضيع المتعلقة بالسياسة.
3 – المواضيع المتعلقة الدين.
و هذه المواضيع هي التي عرفت بالتابو الذي لا يجوز الاقتراب منه لانها تعد من المحرمات،هناك بعض التداخلات التي تحدث في هذه المواضيع الا ان اللافت في هذا التداخل هو غلبة الديني على ما يتعلق بالجنس و السياسة و غلبة المذهبي و الطائفي على ما يتعلق بالسياسي تحديدا.
هناك اكثر من طريقة لمتابعة هذا الموضوع و الكتابة حوله،اما ان يقوم الباحث بمتابعة عشوائية لعدد من المواضيع عن طريق عناوين رئيسية في محرك البحث غوغل(جنس – سياسة – دين)او يقوم بزيارة مواقع محددة تهتم بنشر مثل هذه المواضيع و متابعتها لمدة زمنية محددة و جمع الردود و التعليقات و تصنيفها.
في الطريقة الاولى و على سبيل المثال عناوين البحث على غوغل ستكون على الشكل التالي:
* الجنس في المجتمعات العربية.
* الجماعات الدينية في البلدان العربية.
* السياسة و حقوق الانسان في المجتمعات العربية.
او يقوم الباحث باختيار عدد من هذه المواقع و هي المعروف عنها اعطاءها مساحة واسعة لردود القراء و تعليقاتهم مثل موقع ايلاف او موقع العربية او الجزيرة او هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي او جريدة الشرق الاوسط او جريدة القدس العربي او جريدة الحياة و هي من كبريات المواقع و الصحف التي يتابعها الكثيرون عبر شبكة الانترنت.
........
المواضيع الثقافية تحتل مرتبة متدنية في اهتمامات القراء و نستشف ذلك من فقر الردود والتعليقات عليها ان لم يكن انعدامها بالكامل رغم اهمية القضايا التي تثيرها و تطرحها.
المواضيع الفنية لها نصيب من الردود و احيانا يدخل العامل الطائفي عليها(المواد الفنية المنتجة في ايران –الاعمال الفنية المشتركة بين ايران و سوريا).
........
قضايا المرأة يدخل عليها العامل الذكوري في مجتمعاتنا العربية و النظرة الدينية المغلوطة نحوها و نحو قضاياها،المشاكل الاجتماعية(الدعارة – الطلاق – المخدرات – العنوسة) يدخل عليها العامل الطائفي او الوطني او حديث الطائفة الناجية او حديث الطهرانية الوطنية.
........
مواضيع حقوق الانسان و حقوق الاقليات تكشف عن الكثير من مديات اللاتسامح و الاقصاء و التهميش.
مواضيع الانتماءات الوطنية يتداخل فيها التخوين و الاتهام بالعمالة و غيرها.
........
المواضيع المتعلقة بالدين يدخل فيها تكفير الاخر و الدعوة الى محاربته و اهدار دمه و النيل من معتقداته و تسفيهها،تغيب عن هذه الردود،مسالة النسبية و امكانات التساوي و التوازن في الحقائق و الافتراضات و تميل الى المطلق و الجزم،فالحقيقة ثابتة و واحدة و قارة لا يمكن الحديث عما يخالفها او تخالف ما تعارف عليه من مطلقات.
المواضيع المتعلقة بالاشخاص تميل الردود عليها الى قمة المديح المبتذل او قساوة الهجاء المسف و الى السباب و الشتم و الى تبادل الردح بين القراء.
تمتاز مقالات الراي باستقطابها للكثير من الردود و التعليقات.
و هناك مواضيع تاخذ الحصة الاكبر من مساحات الرد ود حتى لو كانت مواضيع الراي ماخوذة من مواقع اخرى.
فعلى سبيل المثال هناك باب في ايلاف يحمل اسم جريدة الجرائد و هو مختارات من مقالات راي لمواقع اخرى لصحف عربية او فضائيات كالشرق الاوسط و الحياة و القدس العربي و العربية و الجزيرة.
بالعودة الى المواقع الاصلية لتلك المقالات لا تجد عليها ردودا او تعليقات او مداخلات للقراء، كما هي غي ايلاف،مما يشي بان موقع ايلاف يتصدر و يتقدم على تلك المواقع في اجتذاب القراء و التفاعل معهم،و كمثال على ذلك ما يكتبه عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي في صحيفته لا نجد ردودا عليه الا في موقع ايلاف و كذا القول بنسب متفاوتة على باقي الكتاب في جريدة الشرق الاوسط او الحياة.
و قد تؤشر مثل هذه الملاحظة لحقيقة مهمة و هي ان المواقع المنتجة لهذه المقالات ليست مقروءة بقدر المواقع الفرعية الناقلة عنها و قد يرجع ذلك الى الحرية التي تتيحها هذه المواقع مقارنة بالمواقع الاصلية.
.........
تستأثر المواضيع السياسية و الدينية و الجنسية بالحصة الاكبر من الردود و التعليقات و تتسيد المرجعيات التاريخية و المذهبية و الطائفية في الردود على مواضيع السياسة و الدين و تنسحب احيانا الى الجنس بدرجة اقل خاصة اذا كان الموضوع يتناول زواج المتعة او المسيار او غيرها من انواع الزواجات،او اذا كان الموضوع يتناول ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالجنس و لها علاقة بمنطقة معينة توجد فيها طائفة او مذهب معين.
معظم الردود و التعليقات تبتعد عن جوهر الموضوع المنشور و يحمّل الكاتب من الشروحات و الاتهامات الجاهزة و القطعية مالم يقله في متن كلماته بل يحتكم اصحاب تلك الردود الى تقرير النوايا،نوايا الكاتب.
بعبارة اخرى نلاحظ طغيان الهامش(ردود و تعليقات القراء)على المتن(كلمات الكاتب و افكاره).
او تتحول الردود الى حفل من المديح المجاني لافكار الكاتب العبقرية و سعة افقه او بعد نظره (سلمت يداك –امتعنا قلمك–الى المزيد من هذه الافكار) او على العكس من ذلك فهو يهذي و لا يعرف ما يقول او انه متأمرك او متصهين او ملحد او ما شابه ذلك.
..........
و ماذا عن العراق و قضاياه في تلك الردود و التعليقات؟
ليست هناك من مواضيع تاخذ الحيز الاكبر من اهتمامات القراء و ردودهم و تعليقاتهم مثل المواضيع المتعلقة بالعراق و التي تظهر فيها جميع علل و امراض العرب الفكرية و الثقافية و المذهبية و الطائفية.
تتشكل تلك المواضيع من قاسمين رئيسيين هما الشيعة–السنة.
يتفرع عنها الموقف من صدام حسين تاييدا او استنكارا و يستدعي ذلك التخوين و الاتهام بالعمالة و الغمز من قناة الفرس المجوس او قتلة الحسين و اهل البيت.
في مواضيع العراق تتجلى الطائفية السياسية و المجتمعية في ابشع صورها مستمدة خطاباتها من هذا الارث الثقيل و التراكم التاريخي للعديد من النصوص المهملة و هي ليست اختلافا مذهبيا سليما فيه من دلائل الصحة اكثر من علامات المرض.
و قد نشر موقع عين تحقيقا حول ردود القراء وجد فيه:
تنامي ظاهرة المعلقين على المواد المعروضة بكثافة على المواقع الإلكترونية.بعض منهم صار يترقب سيلا من التعليقات التي تحاول النيل من كاتب المادة،و أخرى تسعى لإثارة النعرات،فيما يرصد بعض آخر إقبالا لافتاً على مواد بعينها،لاسيما تلك التي تتناول موضوعات كانت حتى الأمس القريب (تابوهات)يحرم الاقتراب منها،مثل الجنس و الدين و السياسة.
محرر التعليقات في أحد المواقع الإلكترونية الأردنية أحمد غنيم يقول بأن خاصية التعليقات(تتيح للقارئ التفاعل المباشر و السريع مع المادة المنشورة سواء كانت خبرا أو تحقيقا أو صورة أو رسما كاريكاتورياً).
و يصف غنيم تلك المساحة بـ(المتنفس الوحيد الذي يتيح للمواطن إبداء رأيه من خلاله،كما يعده المواطن حقا شخصيا لا يملك أحد مصادرته منه بعد أن تم منحه إياه مؤخرا).
يقر غنيم بحدوث تجاوزات كثيرة لدى المعلقين،ما يترك محرر الموقع في(حيرة، بين إجازة هذه التعليقات و بين حذفها لعدم التزام كثير منها بالمعايير الأخلاقية،كتلك التعليقات التي تحوي الشتائم و تكيل الاتهامات و تثير الفتن في مرات).
يبرر غنيم ما يحدث من(توتر و ارتباك)لدى المعلقين،بسرعة تصفح المواقع و ترك التعليقات عليها، إلى جانب كونها تخالف ما اعتاد عليه من هامش حرية ضيق و تحديدا في الصحافة الورقية.
المحرر السابق في أحد مواقع الصحف اليومية محمد خالد،يربط بين التعليق و حالة صاحبه النفسية حين دخول الموقع الإلكتروني،(أكثر من كونه تعليقا موضوعيا على المادة أو الفكرة المطروحة).
و يسوق أمثلة عدة حدثت معه إبان عمله،قائلا(في مرات كثيرة كان التعليق على مقال هام أو قضية مطروحة هو نكتة أو حكمة اليوم أو حتى اقتراح لطبق اليوم في مرات !).
يستذكر خالد تعليقات أخرى(لا تمت للمادة المنشورة بِصلةٍ تذكر)،و معلقين كانوا(يتركون بصمتهم على المواضيع كلها حتى و إن كان ذلك بعبارة ساخرة تعاد يوميا،فيما قسم آخر كان يصطاد بريد المعلقين الظاهر أسفل اسمهم ليضيفهم فيما بعد على مواقع المحادثة و التعارف).
يذكر خالد موقفا طريفا تعرض له مرارا من قِبل أحد المعلقين،قائلا(كان أحدهم يكتب تعليقه على مادة ما،و لا ينتظر حتى أجيزه ليظهر على الموقع،فيثير باسم آخر جدلا على تعليقه الذي لم يُنشر بعد !).
القائم على إحدى الصفحات الثقافية على موقع(الفيسبوك)إياد الحاج،يقول بأن الظواهر الآنفة لا تقتصر على عامة القراء،بل و على(المثقفين أنفسهم) في مرات،و تحديدا على موقع(الفيس بوك).
يقوم كثير من المثقفين بإنشاء (بروفايلات) بأسماء وهمية يعلقون من خلالها على مواد زملائهم بحريّة، إلى جانب تعليقهم على موادهم الشخصية و محاولتهم إثارة الجدل حولها،كما يستخدمونها في مرات لردّ التهم و الانتقادات عن موادهم لإشعار القارئ بأن الكاتب لم يكترث و أن ثمة من يفهمون مراده و ما يرمي إليه،بحسب الحاج.
أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي يرى بأن المواد التي تطرق (تابوهات)الجنس و الدين و السياسة، هي الأكثر حصداً للتعليقات من غيرها،معللا ذلك بأنها(لم تكن مطروحة علانية حتى الأمس القريب،كما أن التخفي وراء أسماء وهمية يسهل طرح وجهة النظر حولها دونما قلق أو حرج).
يصنف الخزاعي المعلقين إلى (جاديّن)و(ساخرين)،معرفا الأول بذلك(الذي لا يخفي اسمه،و إن حدث و أخفاه فإنه يتحرى الموضوعية في تعليقه سواء أثرى المادة بانتقاد أو تفنيد،أو حتى برأي عادي)،فيما الصنف الآخر(يتخفى وراء اسم مستعار ليتهكم على الكاتب أو ليقلل من الجهد المبذول في المادة،أو حتى ليعبر عن مكنونات نفسه و إن لم تتواءم و المادة المطروحة).
يطلق الخزاعي مسمّى(صعاليك الإنترنت)على بعض المعلقين السلبيين،الذين يتسببون في مرات كثيرة بانسحاب كتّاب من الفضاء الإلكتروني،إلى جانب محاولتهم إلحاق الأذى الشخصي و تحديدا حيال الكاتبات اللاتي لا يتفقون مع فكرهن،بحسبه.
يعتقد الخزاعي بأن معظم أولئك(المتهجمين)على الكاتب بشكل شخصي،هم(من الزملاء أو المعارف المقربين جدا،و الذين يمتلكون رصيدا معرفيا كافيا عن حياة الكاتب ينطلقون من خلاله للنيل الشخصي منه بالخفاء).
........
شبكة النبأ المعلوماتية-11/تشرين الثاني/2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
حيدر الجراح.
...........
تفرد الكثير من مواقع الانترنت العائدة لصحف او فضائيات او شبكات الكترونية خاصة مساحات كبيرة لردود القراء و تعليقاتهم حول المواد المنشورة.
و تتوزع المواد المنشورة على حقول عديدة و متنوعة فهناك السياسي و الاقتصادي و الثقافي و الفني و الترفيهي و الصحي و غيرها اضافة الى مقالات الراي و التحليل.
و تتفاوت طبيعة الردود حسب طبيعة القراء المرسلين لها و توزعهم البلداني و خلفياتهم المذهبية و القومية و السياسية،اضافة الى اختلافها تبعا لاختلاف شخصيات اصحاب تلك الردود،فهناك ردود جدية و هناك ردود مازحة و غيرها ظريفة.
و حتى لغة الردود تختلف من قارىء الى اخر،هناك ردود تمتلىء بالاخطاء الطباعية و اخرى تفيض بالاخطاء النحوية و الاملائية،و هناك الردود المتسرعة او العصبية او المتشنجة او اليائسة او المتفائلة.
.........
من مساحة الردود الواسعة التي تفردها الوسيلة الاعلامية على المواد المنشورة و طبيعتها و لغتها يستطيع الباحث ان يكتشف عددا من المعطيات و الدلالات:
1 – توجهات الوسيلة الاعلامية.
2 – شخصية القارىء.
3 – انتماء القارىء المذهبي او الاثني او القومي.
4 – ثقافته، تحصيله العلمي، توجهاته السياسية، الى اخر ما يتعلق بالقارىء.
اكثر المواضيع التي تستقطب الردود و التعليقات ياتي في المقدمة منها:
1 – المواضيع المتعلقة بالجنس.
2 – المواضيع المتعلقة بالسياسة.
3 – المواضيع المتعلقة الدين.
و هذه المواضيع هي التي عرفت بالتابو الذي لا يجوز الاقتراب منه لانها تعد من المحرمات،هناك بعض التداخلات التي تحدث في هذه المواضيع الا ان اللافت في هذا التداخل هو غلبة الديني على ما يتعلق بالجنس و السياسة و غلبة المذهبي و الطائفي على ما يتعلق بالسياسي تحديدا.
هناك اكثر من طريقة لمتابعة هذا الموضوع و الكتابة حوله،اما ان يقوم الباحث بمتابعة عشوائية لعدد من المواضيع عن طريق عناوين رئيسية في محرك البحث غوغل(جنس – سياسة – دين)او يقوم بزيارة مواقع محددة تهتم بنشر مثل هذه المواضيع و متابعتها لمدة زمنية محددة و جمع الردود و التعليقات و تصنيفها.
في الطريقة الاولى و على سبيل المثال عناوين البحث على غوغل ستكون على الشكل التالي:
* الجنس في المجتمعات العربية.
* الجماعات الدينية في البلدان العربية.
* السياسة و حقوق الانسان في المجتمعات العربية.
او يقوم الباحث باختيار عدد من هذه المواقع و هي المعروف عنها اعطاءها مساحة واسعة لردود القراء و تعليقاتهم مثل موقع ايلاف او موقع العربية او الجزيرة او هيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي او جريدة الشرق الاوسط او جريدة القدس العربي او جريدة الحياة و هي من كبريات المواقع و الصحف التي يتابعها الكثيرون عبر شبكة الانترنت.
........
المواضيع الثقافية تحتل مرتبة متدنية في اهتمامات القراء و نستشف ذلك من فقر الردود والتعليقات عليها ان لم يكن انعدامها بالكامل رغم اهمية القضايا التي تثيرها و تطرحها.
المواضيع الفنية لها نصيب من الردود و احيانا يدخل العامل الطائفي عليها(المواد الفنية المنتجة في ايران –الاعمال الفنية المشتركة بين ايران و سوريا).
........
قضايا المرأة يدخل عليها العامل الذكوري في مجتمعاتنا العربية و النظرة الدينية المغلوطة نحوها و نحو قضاياها،المشاكل الاجتماعية(الدعارة – الطلاق – المخدرات – العنوسة) يدخل عليها العامل الطائفي او الوطني او حديث الطائفة الناجية او حديث الطهرانية الوطنية.
........
مواضيع حقوق الانسان و حقوق الاقليات تكشف عن الكثير من مديات اللاتسامح و الاقصاء و التهميش.
مواضيع الانتماءات الوطنية يتداخل فيها التخوين و الاتهام بالعمالة و غيرها.
........
المواضيع المتعلقة بالدين يدخل فيها تكفير الاخر و الدعوة الى محاربته و اهدار دمه و النيل من معتقداته و تسفيهها،تغيب عن هذه الردود،مسالة النسبية و امكانات التساوي و التوازن في الحقائق و الافتراضات و تميل الى المطلق و الجزم،فالحقيقة ثابتة و واحدة و قارة لا يمكن الحديث عما يخالفها او تخالف ما تعارف عليه من مطلقات.
المواضيع المتعلقة بالاشخاص تميل الردود عليها الى قمة المديح المبتذل او قساوة الهجاء المسف و الى السباب و الشتم و الى تبادل الردح بين القراء.
تمتاز مقالات الراي باستقطابها للكثير من الردود و التعليقات.
و هناك مواضيع تاخذ الحصة الاكبر من مساحات الرد ود حتى لو كانت مواضيع الراي ماخوذة من مواقع اخرى.
فعلى سبيل المثال هناك باب في ايلاف يحمل اسم جريدة الجرائد و هو مختارات من مقالات راي لمواقع اخرى لصحف عربية او فضائيات كالشرق الاوسط و الحياة و القدس العربي و العربية و الجزيرة.
بالعودة الى المواقع الاصلية لتلك المقالات لا تجد عليها ردودا او تعليقات او مداخلات للقراء، كما هي غي ايلاف،مما يشي بان موقع ايلاف يتصدر و يتقدم على تلك المواقع في اجتذاب القراء و التفاعل معهم،و كمثال على ذلك ما يكتبه عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي في صحيفته لا نجد ردودا عليه الا في موقع ايلاف و كذا القول بنسب متفاوتة على باقي الكتاب في جريدة الشرق الاوسط او الحياة.
و قد تؤشر مثل هذه الملاحظة لحقيقة مهمة و هي ان المواقع المنتجة لهذه المقالات ليست مقروءة بقدر المواقع الفرعية الناقلة عنها و قد يرجع ذلك الى الحرية التي تتيحها هذه المواقع مقارنة بالمواقع الاصلية.
.........
تستأثر المواضيع السياسية و الدينية و الجنسية بالحصة الاكبر من الردود و التعليقات و تتسيد المرجعيات التاريخية و المذهبية و الطائفية في الردود على مواضيع السياسة و الدين و تنسحب احيانا الى الجنس بدرجة اقل خاصة اذا كان الموضوع يتناول زواج المتعة او المسيار او غيرها من انواع الزواجات،او اذا كان الموضوع يتناول ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالجنس و لها علاقة بمنطقة معينة توجد فيها طائفة او مذهب معين.
معظم الردود و التعليقات تبتعد عن جوهر الموضوع المنشور و يحمّل الكاتب من الشروحات و الاتهامات الجاهزة و القطعية مالم يقله في متن كلماته بل يحتكم اصحاب تلك الردود الى تقرير النوايا،نوايا الكاتب.
بعبارة اخرى نلاحظ طغيان الهامش(ردود و تعليقات القراء)على المتن(كلمات الكاتب و افكاره).
او تتحول الردود الى حفل من المديح المجاني لافكار الكاتب العبقرية و سعة افقه او بعد نظره (سلمت يداك –امتعنا قلمك–الى المزيد من هذه الافكار) او على العكس من ذلك فهو يهذي و لا يعرف ما يقول او انه متأمرك او متصهين او ملحد او ما شابه ذلك.
..........
و ماذا عن العراق و قضاياه في تلك الردود و التعليقات؟
ليست هناك من مواضيع تاخذ الحيز الاكبر من اهتمامات القراء و ردودهم و تعليقاتهم مثل المواضيع المتعلقة بالعراق و التي تظهر فيها جميع علل و امراض العرب الفكرية و الثقافية و المذهبية و الطائفية.
تتشكل تلك المواضيع من قاسمين رئيسيين هما الشيعة–السنة.
يتفرع عنها الموقف من صدام حسين تاييدا او استنكارا و يستدعي ذلك التخوين و الاتهام بالعمالة و الغمز من قناة الفرس المجوس او قتلة الحسين و اهل البيت.
في مواضيع العراق تتجلى الطائفية السياسية و المجتمعية في ابشع صورها مستمدة خطاباتها من هذا الارث الثقيل و التراكم التاريخي للعديد من النصوص المهملة و هي ليست اختلافا مذهبيا سليما فيه من دلائل الصحة اكثر من علامات المرض.
و قد نشر موقع عين تحقيقا حول ردود القراء وجد فيه:
تنامي ظاهرة المعلقين على المواد المعروضة بكثافة على المواقع الإلكترونية.بعض منهم صار يترقب سيلا من التعليقات التي تحاول النيل من كاتب المادة،و أخرى تسعى لإثارة النعرات،فيما يرصد بعض آخر إقبالا لافتاً على مواد بعينها،لاسيما تلك التي تتناول موضوعات كانت حتى الأمس القريب (تابوهات)يحرم الاقتراب منها،مثل الجنس و الدين و السياسة.
محرر التعليقات في أحد المواقع الإلكترونية الأردنية أحمد غنيم يقول بأن خاصية التعليقات(تتيح للقارئ التفاعل المباشر و السريع مع المادة المنشورة سواء كانت خبرا أو تحقيقا أو صورة أو رسما كاريكاتورياً).
و يصف غنيم تلك المساحة بـ(المتنفس الوحيد الذي يتيح للمواطن إبداء رأيه من خلاله،كما يعده المواطن حقا شخصيا لا يملك أحد مصادرته منه بعد أن تم منحه إياه مؤخرا).
يقر غنيم بحدوث تجاوزات كثيرة لدى المعلقين،ما يترك محرر الموقع في(حيرة، بين إجازة هذه التعليقات و بين حذفها لعدم التزام كثير منها بالمعايير الأخلاقية،كتلك التعليقات التي تحوي الشتائم و تكيل الاتهامات و تثير الفتن في مرات).
يبرر غنيم ما يحدث من(توتر و ارتباك)لدى المعلقين،بسرعة تصفح المواقع و ترك التعليقات عليها، إلى جانب كونها تخالف ما اعتاد عليه من هامش حرية ضيق و تحديدا في الصحافة الورقية.
المحرر السابق في أحد مواقع الصحف اليومية محمد خالد،يربط بين التعليق و حالة صاحبه النفسية حين دخول الموقع الإلكتروني،(أكثر من كونه تعليقا موضوعيا على المادة أو الفكرة المطروحة).
و يسوق أمثلة عدة حدثت معه إبان عمله،قائلا(في مرات كثيرة كان التعليق على مقال هام أو قضية مطروحة هو نكتة أو حكمة اليوم أو حتى اقتراح لطبق اليوم في مرات !).
يستذكر خالد تعليقات أخرى(لا تمت للمادة المنشورة بِصلةٍ تذكر)،و معلقين كانوا(يتركون بصمتهم على المواضيع كلها حتى و إن كان ذلك بعبارة ساخرة تعاد يوميا،فيما قسم آخر كان يصطاد بريد المعلقين الظاهر أسفل اسمهم ليضيفهم فيما بعد على مواقع المحادثة و التعارف).
يذكر خالد موقفا طريفا تعرض له مرارا من قِبل أحد المعلقين،قائلا(كان أحدهم يكتب تعليقه على مادة ما،و لا ينتظر حتى أجيزه ليظهر على الموقع،فيثير باسم آخر جدلا على تعليقه الذي لم يُنشر بعد !).
القائم على إحدى الصفحات الثقافية على موقع(الفيسبوك)إياد الحاج،يقول بأن الظواهر الآنفة لا تقتصر على عامة القراء،بل و على(المثقفين أنفسهم) في مرات،و تحديدا على موقع(الفيس بوك).
يقوم كثير من المثقفين بإنشاء (بروفايلات) بأسماء وهمية يعلقون من خلالها على مواد زملائهم بحريّة، إلى جانب تعليقهم على موادهم الشخصية و محاولتهم إثارة الجدل حولها،كما يستخدمونها في مرات لردّ التهم و الانتقادات عن موادهم لإشعار القارئ بأن الكاتب لم يكترث و أن ثمة من يفهمون مراده و ما يرمي إليه،بحسب الحاج.
أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي يرى بأن المواد التي تطرق (تابوهات)الجنس و الدين و السياسة، هي الأكثر حصداً للتعليقات من غيرها،معللا ذلك بأنها(لم تكن مطروحة علانية حتى الأمس القريب،كما أن التخفي وراء أسماء وهمية يسهل طرح وجهة النظر حولها دونما قلق أو حرج).
يصنف الخزاعي المعلقين إلى (جاديّن)و(ساخرين)،معرفا الأول بذلك(الذي لا يخفي اسمه،و إن حدث و أخفاه فإنه يتحرى الموضوعية في تعليقه سواء أثرى المادة بانتقاد أو تفنيد،أو حتى برأي عادي)،فيما الصنف الآخر(يتخفى وراء اسم مستعار ليتهكم على الكاتب أو ليقلل من الجهد المبذول في المادة،أو حتى ليعبر عن مكنونات نفسه و إن لم تتواءم و المادة المطروحة).
يطلق الخزاعي مسمّى(صعاليك الإنترنت)على بعض المعلقين السلبيين،الذين يتسببون في مرات كثيرة بانسحاب كتّاب من الفضاء الإلكتروني،إلى جانب محاولتهم إلحاق الأذى الشخصي و تحديدا حيال الكاتبات اللاتي لا يتفقون مع فكرهن،بحسبه.
يعتقد الخزاعي بأن معظم أولئك(المتهجمين)على الكاتب بشكل شخصي،هم(من الزملاء أو المعارف المقربين جدا،و الذين يمتلكون رصيدا معرفيا كافيا عن حياة الكاتب ينطلقون من خلاله للنيل الشخصي منه بالخفاء).
........
شبكة النبأ المعلوماتية-11/تشرين الثاني/2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة يناير 11, 2013 1:10 pm عدل 1 مرات