المواقع الالكترونية العربية..الواقع و التحديات.
نزار حيدر.
......
لقد منحتنا التكنولوجيا اليوم الكثير من الفرص للوصول الى المتلقين و في اية بقعة من العالم، اذ لم يعد نتاجنا الخبري او الفكري و الثقافي محصورا على فئة دون اخرى من المتلقين،او على شريحة دون اخرى منهم،لا في الزمان و لا في المكان،اذا ان فرصة الوصول الى المتلقين في اقصى الارض باتت بين ايدينا فهي متاحة بلا رقيب.
....
و لعل ظاهرة انتشار المواقع و وكالات الانباء الاليكترونية دليل واضح على هذه الحقيقة.
و اذا ارادت هذه المواقع ان تحقق التميز،او ان ترتفع بواقعها لتصل الى المستوى العالمي،فان عليها ان تلتزم بشرطين اساسيين:
الاول: هو ان تفصل بين الخبر و الراي،لتتيح للمتلقي حرية التفكير و بالتالي اختيار الانسب من الآراء و الافكار بشان اي خبر او نبأ ينشر فيها.
و نحن نعرف جيدا بان امام المتلقي اليوم الكثير جدا من الخيارات عندما يقرر ان يقرا خبرا او رايا،و لذلك فهو غير مجبر على اختيار وكالة انباء بعينها اذا ما اراد ان يطلع على الانباء، و لهذا السبب فاذا احس هذا المتلقي بان هذا الموقع او تلك الوكالة الاليكترونية تحاول فرض صيغة معينة لخبر ما فانه سوف لن يرجع اليها مرة اخرى و يقاطعها،و ان المتلقي يشعر بذلك عندما يعرف بان الموقع يسعى لدس الراي او الموقف بين سطور الخبر.
يجب ان نتعامل مع الخبر كمادة اولية،نقدمه للمتلقي بلا توابل و آراء،ثم ندعه يفكر بما وراء الخبر،او يختار ما يراه صحيحا من الآراء و التحليلات.
علينا ان نترك المتلقي ليختار بحرية فيبحث فيفكر ليقرر،فان ذلك اقرب الى المساهمة في نشر الوعي من الفرض و الاكراه او التضليل كما تفعل وسائل الاعلام الطائفية.
....
ان الوكالة التي تريد ان تستقطب اكبر عدد من المتلقين عليها ان تفرد صفحات خاصة للاخبار،و اخرى للرأي،الاولى التي يجب ان تتميز بالدقة و الصدق و كذلك بالحيادية و المهنية الى جانب الجدة،اي ان لا يكون الخبر مكررا و منشورا،و هي الظاهرة التي تنتشر اليوم في جل المواقع،ما يفقدها التميز عن قريناتها من المواقع الاخرى،و الثانية،صفحات الراي،التي يجب ان تتحلى بما يلي.
الف: الجدية و الرزانة،بعيدا عن الاسفاف و الانشاء و التكرار و الاستنساخ.
باء: ان تبتعد عن التساقط و التسافل من خلال الابتعاد عن المهاترات (الاعلامية) و التورط بالنفس الطائفي و العنصري،و كذلك الابتعاد عن بث روح اليأس.
جيم: ان تكون اما تحليلا لخبر او نقدا ايجابيا بناءا لظاهرة سيئة او حلا حقيقيا و واقعيا لمشكلة او قراءة استشرافية لمستقبل.
دال: ان تكون بعيدة عن التهجم ضد الخصم او المنافس،او اطراءا و مدحا لمن نحب او نهوى،و بعبارة اخرى،ان يكون الراي واقعيا بعيدا عن المثالية.
هاء: ان يكون في اطار حاجة الواقع و ليس تغريدا خارج السرب،كما يقولون،او بطرا بعيدا عن الحاجة.
.......
الثالث: هو ان يحترم الموقع نفسه و قراءه و الاقلام التي تنشر فيه،من خلال عدم خلط الاقلام مع بعضها،فنشر نتاجات اقلام ساقطة او متهافتة او ساذجة الى جانب نتاجات اقلام موزونة و لها قيمتها المعرفية المشهود لها عند المتلقين،يعتبر تسافلا و تساقطا و استخفافا من قبل الموقع بقرائه و بكتابه المحترمين.
و ان مثل هذا التسافل يخسر بسببه الموقع الكثير من المتلقين،و لذلك تسمى اليوم بعضها بالمواقع القذرة لكثرة ما تنشر من نتاجات لا يصح حتى اطلاق كلمة (نتاج) عليها،لما تحمل من سباب و تسقيط و هجوم غير اخلاقي على الاخر و حقدا طائفيا و عنصريا،فهي مواقع لنشر كل ما من شانه ان يثير الحقد و البغضاء و الكراهية و التكفير.
و الملفت للنظر،و للاسف الشديد،هو ميل مساحات واسعة من الراي العام لمثل هذه المواقع،و ذلك سببه هبوط المستوى الثقافي و المعرفي لدى هذه الشريحة،الى جانب عدم جديتها في التعامل مع الاخبار و الآراء بشكل ينم عن عدم تحليها بروح المسؤولية،فهي انما تتابع للتشفي مثلا او الاستهزاء او لاشباع ميلا روحيا في نفوسها كالميل الى العنصرية مثلا او الطائفية او ما اشبه.
و لذلك،فكما ان المواقع و اصحاب الاقلام مطالبين باحترام انفسهم و متلقيهم،كذلك فان على المتلقين ان يساهموا في اشاعة هذا الاحترام من خلال اختيار كل ما هو موزون من الاقلام للتواصل معها بعيدا عن الاستخفاف بالعقول.
اما ان نرى،مصلا،ان عدد قراء المقالات الهابطة من النوع الذي تبحث عن الاثارات الطائفية و العنصرية او تهدف الى الفضائح و اثارة المشاكل و النعرات و الازمات،عددها كبير فيما لا يقرأ المقالات الرزينة الا العدد القليل،فان ذلك مؤشر على تدني المستوى المعرفي و الوعي العام عند القراء،كما انه يؤشر الى انهم الراي العام غير مسؤول و لذلك يميل الى كل قلم غير مسؤول.
.......
بقي ان نتحدث عن فرص تحول مواقعنا و وكالاتنا الالكترونية الى مصدر عالمي للاخبار.
في البدء يجب ان ننوه الى ان بعض وكالاتنا قد تحولت بالفعل الى مصدر مهم من مصادر الاخبار لوسائل الاعلام العالمية.
و برايي،فان الفرصة متاحة لكل المواقع و الوكالات الاليكترونية لان تتحول الى مصدر عالمي للاخبار،اذا ما حققت شرطين اساسيين:
الشرط الاول؛هو ان تكون اخبارها ذات مصداقية عالية جدا،و في نفس الوقت ذات مهنية عالية جدا.
و للاسف الشديد فان الكثير من هذه المواقع و الوكالات لازالت غير مهنية على هذا الصعيد، فعندما تحلل الخبر،مثلا،لا تجد فيه اي من عناصر الخبر السليمة،ما يقلل من اهميته و يضعف من مصداقيته و ان كان الخبر صحيحا و مهما،و قديما قيل (الكذب المرتب خير من الصدق المبعثر) من دون ان يعني ذلك دعوة مبطنة للكذب في صناعة الاخبار،ابدا،الا ان هذه هي الحقيقة،فكم من خبر صحيح و مهم ضاع في مزابل الاخبار بسبب عدم صياغته بشكل سليم او بسبب عدم السعي لتسويقه بشكل سليم؟ و العكس هو الصحيح.
الشرط الثاني: هو ان تتعاون مؤسساتنا الرسمية،و كذلك القوى السياسية المعارضة في بلداننا، مع هذه المواقع و الوكالات لمساعدتها على التميز بنشر الاخبار الخاصة،من خلال تغذيتها باخبارها الخاصة ليتسنى لها شيئا فشيئا ان تجد مكانها اللائق بين الوكالات العالمية.
ان الخبر الخاص يلعب دورا مهما و مفصليا في الارتفاع بوكالات الانباء الى المستويات المتقدمة،فكم من خبر خاص انفردت بنشره وكالة مطمورة و غير معروفة،ساعدها على الارتفاع بمستواها العالمي؟.
و لذلك ترى الغربيين اذا ما قرروا رفع وكالة او قناة خبرية ما و دفعها الى الامام،يمنحونها هذه الفرصة من خلال خصها باخبار مهمة لتنشرها دون الاخرين لتراها شيئا فشيئا في الصدارة عن بقية الوكالات او القنوات الفضائية.
اما نحن،فان الظاهرة السيئة المعروفة عندنا هي ان المسؤول اذا اراد ان يدلي بخبر او راي او حوار متلفز يبحث عن المصدر المعروف،حتى اذا كان معاديا،فهو لم يفكر بمقدار قلامة اظفر في ان يخص موقعه الوطني او قناته او وكالته الوطنية هذا الخبر او الراي او الحوار الخاص ليساعدها على التميز و ليأخذ بها لتقف في الصدارة،ما يجعلنا دائما اسرى المصادر المعادية،فترى المسؤولين يغذونه باخبارهم،و يسبونه اذا ما غير او حرف،ثم نتوقع من مواقعنا الاليكترونية مثلا ان تتميز بين هذا الكم الهائل من وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المقروءة.
ان التميز مسؤولية تشاركية،يساهم فيها الموقع و الاقلام التي تكتب فيها و المؤسسات و الجهات المسؤولة،اما ان نترك المواقع لوحدها قائلين لها اذهبي انت و ربك و قاتلي كل هذا الكم الهائل من الاعلام المعادي،ثم ننتظر منها التميز،فان ذلك ليس من الانصاف في شيء،كما انه ليس من الاخلاق الوطنية في شيء.
ان على كل المعنيين بإعلامنا ان يتحملوا مسؤولياتهم ازاء هذا الامر المهم،فنجاح الاعلام نجاح لنا جميعا،فإلى متى نظل اسرى الاعلام المعادي،و تحت تأثيره السلبي؟.
....
*ملخص المداخلة التي قدمتها لقناة (الثقلين) الفضائية ضمن برنامج خاص عن المواقع و وكالات الانباء الاليكترونية.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 6/شباط/2013
NHAIDAR@HOTMAIL.COM
نزار حيدر.
......
لقد منحتنا التكنولوجيا اليوم الكثير من الفرص للوصول الى المتلقين و في اية بقعة من العالم، اذ لم يعد نتاجنا الخبري او الفكري و الثقافي محصورا على فئة دون اخرى من المتلقين،او على شريحة دون اخرى منهم،لا في الزمان و لا في المكان،اذا ان فرصة الوصول الى المتلقين في اقصى الارض باتت بين ايدينا فهي متاحة بلا رقيب.
....
و لعل ظاهرة انتشار المواقع و وكالات الانباء الاليكترونية دليل واضح على هذه الحقيقة.
و اذا ارادت هذه المواقع ان تحقق التميز،او ان ترتفع بواقعها لتصل الى المستوى العالمي،فان عليها ان تلتزم بشرطين اساسيين:
الاول: هو ان تفصل بين الخبر و الراي،لتتيح للمتلقي حرية التفكير و بالتالي اختيار الانسب من الآراء و الافكار بشان اي خبر او نبأ ينشر فيها.
و نحن نعرف جيدا بان امام المتلقي اليوم الكثير جدا من الخيارات عندما يقرر ان يقرا خبرا او رايا،و لذلك فهو غير مجبر على اختيار وكالة انباء بعينها اذا ما اراد ان يطلع على الانباء، و لهذا السبب فاذا احس هذا المتلقي بان هذا الموقع او تلك الوكالة الاليكترونية تحاول فرض صيغة معينة لخبر ما فانه سوف لن يرجع اليها مرة اخرى و يقاطعها،و ان المتلقي يشعر بذلك عندما يعرف بان الموقع يسعى لدس الراي او الموقف بين سطور الخبر.
يجب ان نتعامل مع الخبر كمادة اولية،نقدمه للمتلقي بلا توابل و آراء،ثم ندعه يفكر بما وراء الخبر،او يختار ما يراه صحيحا من الآراء و التحليلات.
علينا ان نترك المتلقي ليختار بحرية فيبحث فيفكر ليقرر،فان ذلك اقرب الى المساهمة في نشر الوعي من الفرض و الاكراه او التضليل كما تفعل وسائل الاعلام الطائفية.
....
ان الوكالة التي تريد ان تستقطب اكبر عدد من المتلقين عليها ان تفرد صفحات خاصة للاخبار،و اخرى للرأي،الاولى التي يجب ان تتميز بالدقة و الصدق و كذلك بالحيادية و المهنية الى جانب الجدة،اي ان لا يكون الخبر مكررا و منشورا،و هي الظاهرة التي تنتشر اليوم في جل المواقع،ما يفقدها التميز عن قريناتها من المواقع الاخرى،و الثانية،صفحات الراي،التي يجب ان تتحلى بما يلي.
الف: الجدية و الرزانة،بعيدا عن الاسفاف و الانشاء و التكرار و الاستنساخ.
باء: ان تبتعد عن التساقط و التسافل من خلال الابتعاد عن المهاترات (الاعلامية) و التورط بالنفس الطائفي و العنصري،و كذلك الابتعاد عن بث روح اليأس.
جيم: ان تكون اما تحليلا لخبر او نقدا ايجابيا بناءا لظاهرة سيئة او حلا حقيقيا و واقعيا لمشكلة او قراءة استشرافية لمستقبل.
دال: ان تكون بعيدة عن التهجم ضد الخصم او المنافس،او اطراءا و مدحا لمن نحب او نهوى،و بعبارة اخرى،ان يكون الراي واقعيا بعيدا عن المثالية.
هاء: ان يكون في اطار حاجة الواقع و ليس تغريدا خارج السرب،كما يقولون،او بطرا بعيدا عن الحاجة.
.......
الثالث: هو ان يحترم الموقع نفسه و قراءه و الاقلام التي تنشر فيه،من خلال عدم خلط الاقلام مع بعضها،فنشر نتاجات اقلام ساقطة او متهافتة او ساذجة الى جانب نتاجات اقلام موزونة و لها قيمتها المعرفية المشهود لها عند المتلقين،يعتبر تسافلا و تساقطا و استخفافا من قبل الموقع بقرائه و بكتابه المحترمين.
و ان مثل هذا التسافل يخسر بسببه الموقع الكثير من المتلقين،و لذلك تسمى اليوم بعضها بالمواقع القذرة لكثرة ما تنشر من نتاجات لا يصح حتى اطلاق كلمة (نتاج) عليها،لما تحمل من سباب و تسقيط و هجوم غير اخلاقي على الاخر و حقدا طائفيا و عنصريا،فهي مواقع لنشر كل ما من شانه ان يثير الحقد و البغضاء و الكراهية و التكفير.
و الملفت للنظر،و للاسف الشديد،هو ميل مساحات واسعة من الراي العام لمثل هذه المواقع،و ذلك سببه هبوط المستوى الثقافي و المعرفي لدى هذه الشريحة،الى جانب عدم جديتها في التعامل مع الاخبار و الآراء بشكل ينم عن عدم تحليها بروح المسؤولية،فهي انما تتابع للتشفي مثلا او الاستهزاء او لاشباع ميلا روحيا في نفوسها كالميل الى العنصرية مثلا او الطائفية او ما اشبه.
و لذلك،فكما ان المواقع و اصحاب الاقلام مطالبين باحترام انفسهم و متلقيهم،كذلك فان على المتلقين ان يساهموا في اشاعة هذا الاحترام من خلال اختيار كل ما هو موزون من الاقلام للتواصل معها بعيدا عن الاستخفاف بالعقول.
اما ان نرى،مصلا،ان عدد قراء المقالات الهابطة من النوع الذي تبحث عن الاثارات الطائفية و العنصرية او تهدف الى الفضائح و اثارة المشاكل و النعرات و الازمات،عددها كبير فيما لا يقرأ المقالات الرزينة الا العدد القليل،فان ذلك مؤشر على تدني المستوى المعرفي و الوعي العام عند القراء،كما انه يؤشر الى انهم الراي العام غير مسؤول و لذلك يميل الى كل قلم غير مسؤول.
.......
بقي ان نتحدث عن فرص تحول مواقعنا و وكالاتنا الالكترونية الى مصدر عالمي للاخبار.
في البدء يجب ان ننوه الى ان بعض وكالاتنا قد تحولت بالفعل الى مصدر مهم من مصادر الاخبار لوسائل الاعلام العالمية.
و برايي،فان الفرصة متاحة لكل المواقع و الوكالات الاليكترونية لان تتحول الى مصدر عالمي للاخبار،اذا ما حققت شرطين اساسيين:
الشرط الاول؛هو ان تكون اخبارها ذات مصداقية عالية جدا،و في نفس الوقت ذات مهنية عالية جدا.
و للاسف الشديد فان الكثير من هذه المواقع و الوكالات لازالت غير مهنية على هذا الصعيد، فعندما تحلل الخبر،مثلا،لا تجد فيه اي من عناصر الخبر السليمة،ما يقلل من اهميته و يضعف من مصداقيته و ان كان الخبر صحيحا و مهما،و قديما قيل (الكذب المرتب خير من الصدق المبعثر) من دون ان يعني ذلك دعوة مبطنة للكذب في صناعة الاخبار،ابدا،الا ان هذه هي الحقيقة،فكم من خبر صحيح و مهم ضاع في مزابل الاخبار بسبب عدم صياغته بشكل سليم او بسبب عدم السعي لتسويقه بشكل سليم؟ و العكس هو الصحيح.
الشرط الثاني: هو ان تتعاون مؤسساتنا الرسمية،و كذلك القوى السياسية المعارضة في بلداننا، مع هذه المواقع و الوكالات لمساعدتها على التميز بنشر الاخبار الخاصة،من خلال تغذيتها باخبارها الخاصة ليتسنى لها شيئا فشيئا ان تجد مكانها اللائق بين الوكالات العالمية.
ان الخبر الخاص يلعب دورا مهما و مفصليا في الارتفاع بوكالات الانباء الى المستويات المتقدمة،فكم من خبر خاص انفردت بنشره وكالة مطمورة و غير معروفة،ساعدها على الارتفاع بمستواها العالمي؟.
و لذلك ترى الغربيين اذا ما قرروا رفع وكالة او قناة خبرية ما و دفعها الى الامام،يمنحونها هذه الفرصة من خلال خصها باخبار مهمة لتنشرها دون الاخرين لتراها شيئا فشيئا في الصدارة عن بقية الوكالات او القنوات الفضائية.
اما نحن،فان الظاهرة السيئة المعروفة عندنا هي ان المسؤول اذا اراد ان يدلي بخبر او راي او حوار متلفز يبحث عن المصدر المعروف،حتى اذا كان معاديا،فهو لم يفكر بمقدار قلامة اظفر في ان يخص موقعه الوطني او قناته او وكالته الوطنية هذا الخبر او الراي او الحوار الخاص ليساعدها على التميز و ليأخذ بها لتقف في الصدارة،ما يجعلنا دائما اسرى المصادر المعادية،فترى المسؤولين يغذونه باخبارهم،و يسبونه اذا ما غير او حرف،ثم نتوقع من مواقعنا الاليكترونية مثلا ان تتميز بين هذا الكم الهائل من وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المقروءة.
ان التميز مسؤولية تشاركية،يساهم فيها الموقع و الاقلام التي تكتب فيها و المؤسسات و الجهات المسؤولة،اما ان نترك المواقع لوحدها قائلين لها اذهبي انت و ربك و قاتلي كل هذا الكم الهائل من الاعلام المعادي،ثم ننتظر منها التميز،فان ذلك ليس من الانصاف في شيء،كما انه ليس من الاخلاق الوطنية في شيء.
ان على كل المعنيين بإعلامنا ان يتحملوا مسؤولياتهم ازاء هذا الامر المهم،فنجاح الاعلام نجاح لنا جميعا،فإلى متى نظل اسرى الاعلام المعادي،و تحت تأثيره السلبي؟.
....
*ملخص المداخلة التي قدمتها لقناة (الثقلين) الفضائية ضمن برنامج خاص عن المواقع و وكالات الانباء الاليكترونية.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 6/شباط/2013
NHAIDAR@HOTMAIL.COM