مواقع الإنترنت العربية..ضرورة التطوير و التحديث.
صفات سلامة.
.........
تشهد مواقع و خدمات الإنترنت في الدول المتقدمة تطوراً و نمواً و تنافساً هائلاً و سريعاً و مستمراً،فعن طريق شبكة الإنترنت يمكن الآن مشاهدة البرامج التليفزيونية و عقد المؤتمرات و العلاج الطبي و تشخيص الأمراض عن بعد و العمل عن بعد،و غيرها من الخدمات الحديثة،و سوف تشهد السنوات القليلة المقبلة العديد من الخدمات و الاختراعات في مجال الإنترنت.
و قد أصبحت خدمات الإنترنت الآن صناعة هائلة توفر للعديد من الشركات مليارات الدولارات،و تدخل ضمن ما يسمى باقتصاديات محركات البحث.
إن تكنولوجيا البحث بينما كانت مقتصرة في مرحلة معينة على توفير قائمة من الروابط،أصبحت الآن تقدم نتائج بحث أكثر صلة بموضوع البحث و توفر خيارات أكبر و أدوات أكثر،كما أن البحث على الإنترنت سوف يصبح على مدى السنوات العشر المقبلة الطريقة الأفضل لاستعراض عالم المعلومات و الوسائط.
و لكن نظرة سريعة على مواقع الإنترنت العربية و بخاصة الرسمية منها ـ فيما عدا القليل ـ نجد أنها ما زالت محدودة و بخاصة مواقع «التجارة الإلكترونية»،و تعاني من مشكلات في التسويق للأفراد بسبب العديد من المخالفات،كما أن ما زال هناك فجوة كبيرة بين ما يقدمه المحتوى الرقمي العربي و تطلعات المستخدمين لشبكة الانترنت.
فعند محاولة تقييم مواقع الانترنت العربية من حيث تصميمها و تطويرها و محتواها و ما تقدمه من خدمات،نجد أنها أغلبها بشكل عام مدونات شخصية و مواقع للدردشة و التسلية،و لا تتناسب مع التقدم الحادث و المتسارع في مواقع الإنترنت العالمية،فمثلاً تعد مواقع الجامعات حول العالم،أحد معالم التقدم و التنافس و التقييم العلمي،لذلك تراعي الجامعات أهمية بناء و تصميم مواقعها من خلال استراتيجية واضحة المعالم و فعالة على شبكة الإنترنت لزيادة الاستفادة منها.
و لكن عند محاولة البحث عن مواقع لإحدى الجامعات أو الكليات العربية نجد أنها قد تكون غير موجودة بالمرة،فقد تفاجأ بكلمة «هذا الموقع تحت الإنشاء»Under Construction،و ان وجدت لا ترقى لأبسط المستويات و المعايير العالمية،فعند البحث على سبيل المثال عن أعضاء هيئة التدريس في احدى الجامعات العربية،تجد كلمة «لا توجد بيانات حالية»،أو بالبحث عن الأخبار الحديثة كالمؤتمرات و البحوث و الدوريات العلمية للجامعات و الكليات العربية،نجد أنها غير موجودة،و ان وجدت قد تكون عن سنوات سابقة.
لقد أصبح تقييم مواقع محركات البحث على الإنترنت الآن يتم وفق معايير دولية،منها مدى الثقة و امكانية الاعتماد عليها،و المسؤولية الفكرية بمعنى المؤهلات العلمية لمعد و مدير الموقع،و هوية الناشر هل شركة أو مؤسسة أو هيئة حكومية أو شبكة شخصية،و موضوعية الموقع،بمعنى الأهداف التي يحاول الموقع تحقيقها،و حداثة الموقع،بمعنى متى تم اعداد الموقع،و متى تم تحديثه،و هل هناك روابط على الموقع،هل يتم تحديثها باستمرار،و مدى تغطية الموقع لمصادر المعلومات على الانترنت،بمعنى هل هناك توازن بين النصوص و الصور،و هل يتم توثيق المعلومات المتاحة على الموقع،و هل يحتاج الموقع لبرامج خاصة ليتمكن المستخدم من تصفح ما فيه من معلومات.
...........
مواقع انترنت عربية و بلغات متعددة.
لقد أصبح هناك ضرورة للاسراع في انشاء و تصميم مواقع انترنت عربية متميزة و تزويدها بالمعلومات و المعارف المتجددة التي تهم العرب و العالم،بدلاً من الاعتماد على الشركات و المواقع العالمية،و هناك ضرورة أيضاً لتصبح هذه المواقع و بخاصة الرسمية منها،بلغات عالمية تسمح للهيئات و المؤسسات الدولية باستخدامها و الاستفادة منها،و يتطلب هذا تعاونا فعالا لوزارات الاتصالات في الدول العربية لإعطاء دفعة قوية و فعالة للاهتمام بصناعة المحتوى الرقمي العربي على الانترنت،من خلال استراتيجية واضحة المعالم و الأهداف تسمح بالاستفادة من الشركات المتخصصة العاملة في مجال تصميم مواقع الانترنت و صناعة المحتوى،من أجل تصميم مواقع انترنت عربية متميزة قادرة على تلبية احتياجات المستخدم العربي و الأجنبي و في نفس الوقت تعمل على الحفاظ على الهوية و الثقافة العربية في القرن الحادي و العشرين.
.........
* كاتبة و باحثة مصرية مهتمة بالشؤون العلمية.
المصدر:الشرق الأوسط اللندنية-23-9-2007
مـعـهـد الإمـام الـشـيرازي الـدولي للـدراسـات - واشــنطن.
صفات سلامة.
.........
تشهد مواقع و خدمات الإنترنت في الدول المتقدمة تطوراً و نمواً و تنافساً هائلاً و سريعاً و مستمراً،فعن طريق شبكة الإنترنت يمكن الآن مشاهدة البرامج التليفزيونية و عقد المؤتمرات و العلاج الطبي و تشخيص الأمراض عن بعد و العمل عن بعد،و غيرها من الخدمات الحديثة،و سوف تشهد السنوات القليلة المقبلة العديد من الخدمات و الاختراعات في مجال الإنترنت.
و قد أصبحت خدمات الإنترنت الآن صناعة هائلة توفر للعديد من الشركات مليارات الدولارات،و تدخل ضمن ما يسمى باقتصاديات محركات البحث.
إن تكنولوجيا البحث بينما كانت مقتصرة في مرحلة معينة على توفير قائمة من الروابط،أصبحت الآن تقدم نتائج بحث أكثر صلة بموضوع البحث و توفر خيارات أكبر و أدوات أكثر،كما أن البحث على الإنترنت سوف يصبح على مدى السنوات العشر المقبلة الطريقة الأفضل لاستعراض عالم المعلومات و الوسائط.
و لكن نظرة سريعة على مواقع الإنترنت العربية و بخاصة الرسمية منها ـ فيما عدا القليل ـ نجد أنها ما زالت محدودة و بخاصة مواقع «التجارة الإلكترونية»،و تعاني من مشكلات في التسويق للأفراد بسبب العديد من المخالفات،كما أن ما زال هناك فجوة كبيرة بين ما يقدمه المحتوى الرقمي العربي و تطلعات المستخدمين لشبكة الانترنت.
فعند محاولة تقييم مواقع الانترنت العربية من حيث تصميمها و تطويرها و محتواها و ما تقدمه من خدمات،نجد أنها أغلبها بشكل عام مدونات شخصية و مواقع للدردشة و التسلية،و لا تتناسب مع التقدم الحادث و المتسارع في مواقع الإنترنت العالمية،فمثلاً تعد مواقع الجامعات حول العالم،أحد معالم التقدم و التنافس و التقييم العلمي،لذلك تراعي الجامعات أهمية بناء و تصميم مواقعها من خلال استراتيجية واضحة المعالم و فعالة على شبكة الإنترنت لزيادة الاستفادة منها.
و لكن عند محاولة البحث عن مواقع لإحدى الجامعات أو الكليات العربية نجد أنها قد تكون غير موجودة بالمرة،فقد تفاجأ بكلمة «هذا الموقع تحت الإنشاء»Under Construction،و ان وجدت لا ترقى لأبسط المستويات و المعايير العالمية،فعند البحث على سبيل المثال عن أعضاء هيئة التدريس في احدى الجامعات العربية،تجد كلمة «لا توجد بيانات حالية»،أو بالبحث عن الأخبار الحديثة كالمؤتمرات و البحوث و الدوريات العلمية للجامعات و الكليات العربية،نجد أنها غير موجودة،و ان وجدت قد تكون عن سنوات سابقة.
لقد أصبح تقييم مواقع محركات البحث على الإنترنت الآن يتم وفق معايير دولية،منها مدى الثقة و امكانية الاعتماد عليها،و المسؤولية الفكرية بمعنى المؤهلات العلمية لمعد و مدير الموقع،و هوية الناشر هل شركة أو مؤسسة أو هيئة حكومية أو شبكة شخصية،و موضوعية الموقع،بمعنى الأهداف التي يحاول الموقع تحقيقها،و حداثة الموقع،بمعنى متى تم اعداد الموقع،و متى تم تحديثه،و هل هناك روابط على الموقع،هل يتم تحديثها باستمرار،و مدى تغطية الموقع لمصادر المعلومات على الانترنت،بمعنى هل هناك توازن بين النصوص و الصور،و هل يتم توثيق المعلومات المتاحة على الموقع،و هل يحتاج الموقع لبرامج خاصة ليتمكن المستخدم من تصفح ما فيه من معلومات.
...........
مواقع انترنت عربية و بلغات متعددة.
لقد أصبح هناك ضرورة للاسراع في انشاء و تصميم مواقع انترنت عربية متميزة و تزويدها بالمعلومات و المعارف المتجددة التي تهم العرب و العالم،بدلاً من الاعتماد على الشركات و المواقع العالمية،و هناك ضرورة أيضاً لتصبح هذه المواقع و بخاصة الرسمية منها،بلغات عالمية تسمح للهيئات و المؤسسات الدولية باستخدامها و الاستفادة منها،و يتطلب هذا تعاونا فعالا لوزارات الاتصالات في الدول العربية لإعطاء دفعة قوية و فعالة للاهتمام بصناعة المحتوى الرقمي العربي على الانترنت،من خلال استراتيجية واضحة المعالم و الأهداف تسمح بالاستفادة من الشركات المتخصصة العاملة في مجال تصميم مواقع الانترنت و صناعة المحتوى،من أجل تصميم مواقع انترنت عربية متميزة قادرة على تلبية احتياجات المستخدم العربي و الأجنبي و في نفس الوقت تعمل على الحفاظ على الهوية و الثقافة العربية في القرن الحادي و العشرين.
.........
* كاتبة و باحثة مصرية مهتمة بالشؤون العلمية.
المصدر:الشرق الأوسط اللندنية-23-9-2007
مـعـهـد الإمـام الـشـيرازي الـدولي للـدراسـات - واشــنطن.