السينما الأمريكية...حضور متواصل لا يخلو من المنافسة.
كمال عبيد.
.........
على غير العادة حدثت مفاجآت غير مسبوقة في موطن الفن السابع،و ذلك من خلال حصد الفيلم الفرنسي "ذي أرتيست" على جائزة الأوسكار و هي من أرفع الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة و يعدها البعض أهم جائزة سينمائية في العالم.
إذ بات هذا الفيلم على كل شفة و لسان في فرنسا و اعتبره البعض نصرا تاريخيا على السينما الأمريكية،و ذلك لانه اول فليم يفوز بهذه الجائزة في فرنسا،فمن الواضح أن أهل الأوسكار بدوا هذا العام أكثر إنصافاً منهم في أي عام سابق بل أقل هوليوودية،إذ أعطوا فرنسا مكانة غير معهودة للتنافس مع امريكا بالفن السابع من قبل،و كذلك ترشيح إيران لجائزة الاوسكار عن فيلمها انفصال من إخراج أصـــغر فرهــادي بـــسيزار و فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي،بعدما فاز بجائزة «الدب الذهبي» في مهرجان برلين 2011 و بجائزة غولدن غلـــوب أفضـــل فيلم أجنبي في 2012،و هو مرشح في الفئة ذاتها للأوسكار،و تعتبر هذه النتائج انتصارات تكاد تكون غير مسبوقة، في حين يتساءل الخبراء بهذا الشأن هل سيحقق فيلم "أنتوشابل" النجاح عينه الذي حصده فيلم "ذي آرتيست" الذي جمع أكثر من 32 مليون دولار في الصالات الأميركية و خمس جوائز أوسكار في هوليوود؟
و يعد حفل الاوسكار من الأحداث التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة و مشاركة الكثير من الشركات الكبرى التي تحاول استخدام ليلة المهرجان لترويج منتوجاتها من الملابس و الزينة،و في بعض الأحيان يستخدم المهرجان للتعبير عن آراء سياسية مثيرة للجدل من قبل الحائزين على الأوسكار.
مثل رفض الممثل الشهير مارلون براندو الحصول على جائزة أفضل ممثل بسبب موقف حكومة الولايات المتحدة من الهنود الحمر،و أيضا أثناء حفل توزيع الجوائز عام 2003 حينما ندد العديد من الفائزين بالحرب على العراق لاسيما المخرج مايكل مور الذي حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي. و يبقى السؤال قائما بعد كل هذه المفاجآت هل يشهد الفن السابع منعطفا جديدا و ينهي حكر السينما الأمريكية على العالم؟
.........
أربعون مليون مشاهد.
فقد ذكرت مجلة "فاراييتي" أن أربعين مليون مشاهد تقريبا تابعوا على شاشات التلفزيون البث المباشر لحفل توزيع جوائز الأوسكار السنوي في هوليوود الذي شهد فوز الفيلم الفرنسي "ذي أرتيست"،و قد شاهد 39,3 ملايين شخص تحديدا سهرة الأوسكار التي بثتها قناة "أيه بي سي" مباشرة أي أكثر من السنة الماضية بنسبة 4%،على ما أوضحت المجلة الأميركية مستندة إلى أرقام شركة "نيلسن"،و عزت المجلة ارتفاع نسبة المشاهدين إلى عودة الممثل المخضرم بيلي كريستال بطل فيلم "وين هاري مت سالي" (1989) كمقدم للحفل.و كان الحفل التاسع الذي يتولى الممثل البالغ من العمر 63 عاما تقديمه،و قد حاولت أكاديمية الأوسكار التغيير السنة الماضية على أمل استقطاب المشاهدين الشبان فكلفت الممثلين آن هاثاواي (29 عاما)و جيمس فرانكو (33 عاما)مهمة تقديم الحفل لكن الثنائي تعرض لانتقادات لاذعة.بحسب فرانس برس.
...............
موسم جوائز الأوسكار.
و في موسم الأوسكار الذي يبلغ ذروته مع حفل توزيع الجوائز،يبسط السجاد الأحمر على كيلومترات عدة و تمتد طوابير سيارات الليموزين في حين تكثر الحاجة إلى مصممين و طباخين و تقنيين...فيشكل ذلك انتعاشا اقتصاديا كبيرا للوس أنجليس،و السجاد الأحمر لا يعتبر أمرا استثنائيا في عاصمة السينما العالمية،فابتداء من شهر تشرين الثاني/نوفمبر،يشهد كل أسبوع تسليم جوائز بالإضافة إلى عروض أولى للأفلام،لكن شهر شباط/فبراير الذي يتوج بحفل توزيع جوائز الأوسكار،يأتي ك"جائزة كبرى" للعاملين في مجال عالم الاستعراض.
و على سبيل المثال،شركة "ريد كاربيت سيستم" التي تزود الجهة المعنية بالسجاد الأحمر.فهي تبيع كيلومترا واحدا منه في شباط/فبراير مقابل 500 متر في آب/أغسطس عندما تكون الأعمال في أدنى مستوياتها،و يشرح مدير الشركة الفرنسي طوني أدزار أنه "خلال موسم تسليم الجوائز،نسجل رقم أعمال يتراوح ما بين 150 ألف و 250 ألف دولار،في حين يتراوح هذا الرقم ما بين 100 ألف و 125 ألف دولار في شهر هادئ" نسبيا.
و تجدر الإشارة إلى أن شركته تقدم خدماتها لحفلات توزيع جوائز "غرامي" و "غولدن غلوبز" و"أوسكار"،و بناء على طلب الزبائن،يمكن للشركة أن توفر أيضا ملصقات و ستائر مخملية و مصورين و طاولات لاستقبال الشخصيات المهمة و حواجز لتحديد نطاق الحشود،و المهاجرون هم الذين يطأون أولا السجاد الأحمر عندما يقومون ببسطه،و ليس النجوم.
فغالبية اليد العاملة التي تعتبر موسم "القطاف" الهوليوودي مصدر رزق لها تأتي من أميركا اللاتينية،بحسب ما يؤكد طوني أدزار من دون الكشف عن أعداد هؤلاء،و من القطاعات الأخرى التي يعود عليها موسم الجوائز بأرباح كثيرة،نجد قطاع تأجير سيارات الليموزين.بحسب فرانس برس.
و تقول جوانا سابروف رئيسة شركة "إنتيغريتيد ترانسبورتيشن سيرفيسيز" أن أكبر الشركات التي تملك 25 سيارة فارهة "تسجل حجوزات تتخطى طاقتها،فتضطر إلى الاستعانة بمصادر خارجية".
تضيف "ينبغي الاستعانة بشركات تأجير سيارات الليموزين جميعها في منطقتي لوس أنجليس و أورانج لتلبية الحاجة الهائلة خلال الموسم".و تشير إلى أن السائقين أيضا يعملون ساعات إضافية في هذا الموسم،تصل إلى 10 ساعات في اليوم،و تقدم شركة "إنتيغريتيد ترانسبورتيشن سيرفيسيز" خدماتها لشركة "سيكويا بروداكشينز" لتنظيم الحفلات التي تتولى منذ 23 عاما تنظيم مأدبة العشاء الخاصة ب"حفلة الحكام" و التي تقيمها أكاديمية فنون و علوم الصور المتحركة منظمة "الأوسكار" على شرف 1500 مدعو عند انتهاء حفل تسليم الجوائز،و بغية التحضير لهذه الحفلة فقط،تستعين الشركة ب 150 تقنيا و 400 طباخ و 30 منتجا، بحسب ما صرح غاري ليفيت نائب رئيس المؤسسة،و قد كشفت الأكاديمية عن ديكور الحفل و قائمة المأكولات التي ستقدم خلال مأدبة العشاء و التي سيعدها كبير طهاة النجوم فولفانغ بوك.
...........
الفخر الوطني يجتاح فرنسا.
فيما عمت فرنسا احتفالات بجوائز الاوسكار و فاز فيها فيلم (الفنانThe Artist) الفرنسي بالجائزة الكبرى و هي جائزة أحسن فيلم الى جانب أربع جوائز أخرى من بينها جائزة أحسن ممثل التي ذهبت لممثل فرنسي مما أثار شعورا عاما بالفخر الوطني،و تدور أحداث الفيلم الصامت الرومانسي (الفنان) و هو على غرار الافلام الصامتة القديمة بالابيض و الاسود حول نجم افلام صامتة تخبو نجوميته مع ظهور الافلام الناطقة و يجد الخلاص في علاقة رومانسية،و فاز بجائزة أحسن اخراج المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيشوس و هذه اول مرة يفوز فيها بالاوسكار و اول مرة يرشح فيها للجائزة بينما نال جائزة أحسن ممثل الممثل الفرنسي جان دوجاردان (39 عاما)و هو اول ممثل فرنسي يفوز بجائزة الاكاديمية الامريكية للعلوم و الفنون السينمائية لاحسن ممثل،و قال المخرج الفرنسي و هو يتسلم الجائزة في الحفل الذي زخر بنجوم هوليوود و تصدرهم جورج كلوني و ميشيل ويليامز و انجلينا جولي و براد بيت "أنا الان أسعد مخرج في العالم.شكرا لكم على هذا،و لم يقل دوجاردان عنه حماسا و قال لدى تسلمه جائزة أحسن ممثل "أحب هذه البلد" و شكر الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية و زوجته و قال ان ممثل الافلام الصامتة الشهير دوجلاس فيربانكس كان ملهمه.بحسب رويترز.
و أعادت محطات التلفزيون الفرنسية مرارا و تكرارا الكلمة التي قالها الممثل الفرنسي لدى تسلمه الجائزة و كتبت صحيفة لوموند الفرنسية في صفحتها الاولى أسفل صورة دوجاردان و هو يرفع تمثال الاوسكار في انتشاء "نصر فرنسي في هوليوود" بينما سعى سياسيون الى الاستفادة من اللحظة في حملاتهم الانتخابية،و وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اداء دوجاردان بأنه "مبهر" بينما قال منافسه الاشتراكي في سباق الرئاسة فرانسوا هولاند ان جوائز الاوسكار الخمس التي حصل عليها فيلم الفنان جعلته "اسطورة السينما الفرنسية،و فاز الفيلم بخمس جوائز اوسكار هي جائزة احسن فيلم و جائزة احسن اخراج و جائزة احسن ممثل بالاضافة الى جائزتي الموسيقى التصويرية و الملابس،و قال الممثل الفرنسي لاذاعة (ار.تي.ال) "أحسست كمن يأخذ حماما ساخنا و لا يريد ان يخرج منه.الضغط يتلاشى و يحل محله شعور ممتع للغاية،و في الاسبوع الماضي نشرت مجلة باري ماتش لقاء مطولا مع الكسندرا لامي زوجة دوجاردان -التي تنتظر عرض ثلاثة أفلام تشارك فيها- قالت فيه ان سلوك الفرنسيين اختلف منذ ترشيح زوجها لنيل الاوسكار،و قالت "كانوا يشجعون جان كانوا يريدونه ان يفوز من اجلهم من أجل فرنسا.نتصور و كأننا عدنا الى عام 1998 خلال مباريات كأس العالم" لكرة القدم حين فازت فرنسا بالكأس،و عرض فيلم الفنان في دور السينما الفرنسية في وقت سابق من الشهر و زاد من اقبال المشاهدين عليه الضجة المثارة حول جوائز الاوسكار و شعبية دوجاردان الذي عمل في مجال السينما لاكثر من عشر سنوات.
.......
مفاجآت غير مسبوقة.
الى ذلك من المعروف أن أكاديمية فنون السينما و علومها التي تنظم حفل الأوسكار تكره المفاجآت لكن أحداثا كثيرة غير متوقعة هذه السنة وضعت صبر هذه المؤسسة العريقة تحت الاختبار،ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي،تفوه المخرج السينمائي برت راتنر الذي كان قد اختير لإنتاج حفل الأوسكار للعام 2012 بعبارات مناهضة للمثليين جنسيا،و بالتالي،قررت الأكاديمية الاستغناء عن خدماته لكنها خسرت في الوقت نفسه الممثل إيدي مورفي المقرب من برت راتنر و الذي كانت الأكاديمية قد طلبت منه تقديم الحفل على أمل التعويض عن الفشل الذي مني به الثنائي آن هاثاواي و جيمس فرانكو السنة الماضية،و توخيا للحذر،قررت الأكاديمية أخيرا الاستعانة بالممثل بيلي كريستال الذي يملك خبرة طويلة في تقديم حفلات الأوسكار.و بعد بضعة أيام،قدمت مديرة قسم العلاقات العامة في الأكاديمية استقالتها من دون أي تبرير و من دون بديل حتى اليوم،لكن المفاجأة الأسوأ بالنسبة إلى المنظمين كانت طبعا تجريد مسرح كوداك الشهير الذي يستقبل حفل الأوسكار سنويا من اسمه بعد إعلان شركة كوداك المتخصصة في التصوير إفلاسها و حصولها على أمر من محكمة الإفلاس في نيويورك يسمح لها بفسخ العقد الذي كان من المفترض أن يستمر عشر سنوات إضافية.بحسب فرانس برس.
و بما أن لافتة كوداك لم تكن قد أزيلت بعد الأحد عن واجهة المسرح الواقع في قلب هولييود، يتحضر المنظمون لتسليم جوائز الأوسكار في مسرح لا يحمل اسما جديدا،و من بين المفاجآت أيضا اعتبار فيلم "ذي أرتيست" من المرشحين الاوفر حظا للفوز بجائزة أفضل فيلم.فهو فيلم فرنسي صامت بالأبيض و الأسود يحاكي الأفلام الصامتة التي طبعت عصر هوليوود الذهبي لكنه بعيد كل البعد عن الإنتاجات الأميركية،فمن كان ليتوقع لهذا الفيلم مصيرا مماثلا،باستثناء هارفي واينشتاين "ساحر" الأوسكار و موزع الفيلم الأميركي،و في حال نال "ذي أرتيست" جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم،سيكون فوزه سابقة تاريخية.فما من فيلم أجنبي فاز بهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار. إلى ذلك،فإن الفيلم مرشح في عشر فئات أي أنه يحل بعد فيلم "هوغو" للمخرج مارتن سكورسيزي الذي جمع أحد عشر ترشيحا،و خلال الحفل الذي سيضم عرضا استثنائيا لبهلوانيين كيبكيين من "سيرك دو سولاي"،ستعلن شخصيات بارزة عدة عن الفائزين،منها بن ستايلر و برادلي كوبر و بينيلوبي كروث و أنجيلينا جولي و كامرون دياز و توم كروز و توم هانكس و جينيفر لوبيز،و بالإضافة إلى "ذي أرتيست" و "وور هورس" و "هوغو"،تتنافس على جائزة أفضل فيلم التي تعتبر الجائزة الأهم في الحفل أفلام "موني بول" و"ذي ديسندنتس" و"ذي تري أوف لايف" و"ميدنايت إن باريس" و"ذي هالب" و"اكستريملي لاود أند اينكردبلي كلوس"،أما بالنسبة إلى الممثلين،فيدخل الممثل جان دوجاردان في مناسفة صعبة مع كل من جورج كلوني و براد بيت،و في فئة أفضل ممثلة،تملك ميريل ستريب حظوظا كبيرة بالفوز عن دورها في فيلم "ذي آيرون ليدي" الذي تؤدي فيه شخصية مارغريت تاتشر،علما أنها حطمت الرقم القياسي في كل الفئات بترشيحها للأوسكار للمرة السابعة عشرة. وتنافسها على الجائزة الممثلة غلين كلوس عن دورها في "ألبرت نوبس"،و من المتوقع أن يفوز الممثل الكندي كريستوفر بلامر بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن دوره في "بيغينرز" والممثلة أوكتافيا سبنسر بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في "ذي هالب"،خصوصا أنهما فازا بكل الجوائز التي تم تنظيمها في الشتاء في هوليوود،أما جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي فيرجح ان يفوز بها الفيلم الايراني "انفصال" الذي حقق نجاحا عالميا و حصد جوائز في كل أنحاء العالم.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية-26/آذار/2012
كمال عبيد.
.........
على غير العادة حدثت مفاجآت غير مسبوقة في موطن الفن السابع،و ذلك من خلال حصد الفيلم الفرنسي "ذي أرتيست" على جائزة الأوسكار و هي من أرفع الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة و يعدها البعض أهم جائزة سينمائية في العالم.
إذ بات هذا الفيلم على كل شفة و لسان في فرنسا و اعتبره البعض نصرا تاريخيا على السينما الأمريكية،و ذلك لانه اول فليم يفوز بهذه الجائزة في فرنسا،فمن الواضح أن أهل الأوسكار بدوا هذا العام أكثر إنصافاً منهم في أي عام سابق بل أقل هوليوودية،إذ أعطوا فرنسا مكانة غير معهودة للتنافس مع امريكا بالفن السابع من قبل،و كذلك ترشيح إيران لجائزة الاوسكار عن فيلمها انفصال من إخراج أصـــغر فرهــادي بـــسيزار و فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي،بعدما فاز بجائزة «الدب الذهبي» في مهرجان برلين 2011 و بجائزة غولدن غلـــوب أفضـــل فيلم أجنبي في 2012،و هو مرشح في الفئة ذاتها للأوسكار،و تعتبر هذه النتائج انتصارات تكاد تكون غير مسبوقة، في حين يتساءل الخبراء بهذا الشأن هل سيحقق فيلم "أنتوشابل" النجاح عينه الذي حصده فيلم "ذي آرتيست" الذي جمع أكثر من 32 مليون دولار في الصالات الأميركية و خمس جوائز أوسكار في هوليوود؟
و يعد حفل الاوسكار من الأحداث التي تحظى بتغطية اعلامية واسعة و مشاركة الكثير من الشركات الكبرى التي تحاول استخدام ليلة المهرجان لترويج منتوجاتها من الملابس و الزينة،و في بعض الأحيان يستخدم المهرجان للتعبير عن آراء سياسية مثيرة للجدل من قبل الحائزين على الأوسكار.
مثل رفض الممثل الشهير مارلون براندو الحصول على جائزة أفضل ممثل بسبب موقف حكومة الولايات المتحدة من الهنود الحمر،و أيضا أثناء حفل توزيع الجوائز عام 2003 حينما ندد العديد من الفائزين بالحرب على العراق لاسيما المخرج مايكل مور الذي حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي. و يبقى السؤال قائما بعد كل هذه المفاجآت هل يشهد الفن السابع منعطفا جديدا و ينهي حكر السينما الأمريكية على العالم؟
.........
أربعون مليون مشاهد.
فقد ذكرت مجلة "فاراييتي" أن أربعين مليون مشاهد تقريبا تابعوا على شاشات التلفزيون البث المباشر لحفل توزيع جوائز الأوسكار السنوي في هوليوود الذي شهد فوز الفيلم الفرنسي "ذي أرتيست"،و قد شاهد 39,3 ملايين شخص تحديدا سهرة الأوسكار التي بثتها قناة "أيه بي سي" مباشرة أي أكثر من السنة الماضية بنسبة 4%،على ما أوضحت المجلة الأميركية مستندة إلى أرقام شركة "نيلسن"،و عزت المجلة ارتفاع نسبة المشاهدين إلى عودة الممثل المخضرم بيلي كريستال بطل فيلم "وين هاري مت سالي" (1989) كمقدم للحفل.و كان الحفل التاسع الذي يتولى الممثل البالغ من العمر 63 عاما تقديمه،و قد حاولت أكاديمية الأوسكار التغيير السنة الماضية على أمل استقطاب المشاهدين الشبان فكلفت الممثلين آن هاثاواي (29 عاما)و جيمس فرانكو (33 عاما)مهمة تقديم الحفل لكن الثنائي تعرض لانتقادات لاذعة.بحسب فرانس برس.
...............
موسم جوائز الأوسكار.
و في موسم الأوسكار الذي يبلغ ذروته مع حفل توزيع الجوائز،يبسط السجاد الأحمر على كيلومترات عدة و تمتد طوابير سيارات الليموزين في حين تكثر الحاجة إلى مصممين و طباخين و تقنيين...فيشكل ذلك انتعاشا اقتصاديا كبيرا للوس أنجليس،و السجاد الأحمر لا يعتبر أمرا استثنائيا في عاصمة السينما العالمية،فابتداء من شهر تشرين الثاني/نوفمبر،يشهد كل أسبوع تسليم جوائز بالإضافة إلى عروض أولى للأفلام،لكن شهر شباط/فبراير الذي يتوج بحفل توزيع جوائز الأوسكار،يأتي ك"جائزة كبرى" للعاملين في مجال عالم الاستعراض.
و على سبيل المثال،شركة "ريد كاربيت سيستم" التي تزود الجهة المعنية بالسجاد الأحمر.فهي تبيع كيلومترا واحدا منه في شباط/فبراير مقابل 500 متر في آب/أغسطس عندما تكون الأعمال في أدنى مستوياتها،و يشرح مدير الشركة الفرنسي طوني أدزار أنه "خلال موسم تسليم الجوائز،نسجل رقم أعمال يتراوح ما بين 150 ألف و 250 ألف دولار،في حين يتراوح هذا الرقم ما بين 100 ألف و 125 ألف دولار في شهر هادئ" نسبيا.
و تجدر الإشارة إلى أن شركته تقدم خدماتها لحفلات توزيع جوائز "غرامي" و "غولدن غلوبز" و"أوسكار"،و بناء على طلب الزبائن،يمكن للشركة أن توفر أيضا ملصقات و ستائر مخملية و مصورين و طاولات لاستقبال الشخصيات المهمة و حواجز لتحديد نطاق الحشود،و المهاجرون هم الذين يطأون أولا السجاد الأحمر عندما يقومون ببسطه،و ليس النجوم.
فغالبية اليد العاملة التي تعتبر موسم "القطاف" الهوليوودي مصدر رزق لها تأتي من أميركا اللاتينية،بحسب ما يؤكد طوني أدزار من دون الكشف عن أعداد هؤلاء،و من القطاعات الأخرى التي يعود عليها موسم الجوائز بأرباح كثيرة،نجد قطاع تأجير سيارات الليموزين.بحسب فرانس برس.
و تقول جوانا سابروف رئيسة شركة "إنتيغريتيد ترانسبورتيشن سيرفيسيز" أن أكبر الشركات التي تملك 25 سيارة فارهة "تسجل حجوزات تتخطى طاقتها،فتضطر إلى الاستعانة بمصادر خارجية".
تضيف "ينبغي الاستعانة بشركات تأجير سيارات الليموزين جميعها في منطقتي لوس أنجليس و أورانج لتلبية الحاجة الهائلة خلال الموسم".و تشير إلى أن السائقين أيضا يعملون ساعات إضافية في هذا الموسم،تصل إلى 10 ساعات في اليوم،و تقدم شركة "إنتيغريتيد ترانسبورتيشن سيرفيسيز" خدماتها لشركة "سيكويا بروداكشينز" لتنظيم الحفلات التي تتولى منذ 23 عاما تنظيم مأدبة العشاء الخاصة ب"حفلة الحكام" و التي تقيمها أكاديمية فنون و علوم الصور المتحركة منظمة "الأوسكار" على شرف 1500 مدعو عند انتهاء حفل تسليم الجوائز،و بغية التحضير لهذه الحفلة فقط،تستعين الشركة ب 150 تقنيا و 400 طباخ و 30 منتجا، بحسب ما صرح غاري ليفيت نائب رئيس المؤسسة،و قد كشفت الأكاديمية عن ديكور الحفل و قائمة المأكولات التي ستقدم خلال مأدبة العشاء و التي سيعدها كبير طهاة النجوم فولفانغ بوك.
...........
الفخر الوطني يجتاح فرنسا.
فيما عمت فرنسا احتفالات بجوائز الاوسكار و فاز فيها فيلم (الفنانThe Artist) الفرنسي بالجائزة الكبرى و هي جائزة أحسن فيلم الى جانب أربع جوائز أخرى من بينها جائزة أحسن ممثل التي ذهبت لممثل فرنسي مما أثار شعورا عاما بالفخر الوطني،و تدور أحداث الفيلم الصامت الرومانسي (الفنان) و هو على غرار الافلام الصامتة القديمة بالابيض و الاسود حول نجم افلام صامتة تخبو نجوميته مع ظهور الافلام الناطقة و يجد الخلاص في علاقة رومانسية،و فاز بجائزة أحسن اخراج المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيشوس و هذه اول مرة يفوز فيها بالاوسكار و اول مرة يرشح فيها للجائزة بينما نال جائزة أحسن ممثل الممثل الفرنسي جان دوجاردان (39 عاما)و هو اول ممثل فرنسي يفوز بجائزة الاكاديمية الامريكية للعلوم و الفنون السينمائية لاحسن ممثل،و قال المخرج الفرنسي و هو يتسلم الجائزة في الحفل الذي زخر بنجوم هوليوود و تصدرهم جورج كلوني و ميشيل ويليامز و انجلينا جولي و براد بيت "أنا الان أسعد مخرج في العالم.شكرا لكم على هذا،و لم يقل دوجاردان عنه حماسا و قال لدى تسلمه جائزة أحسن ممثل "أحب هذه البلد" و شكر الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية و زوجته و قال ان ممثل الافلام الصامتة الشهير دوجلاس فيربانكس كان ملهمه.بحسب رويترز.
و أعادت محطات التلفزيون الفرنسية مرارا و تكرارا الكلمة التي قالها الممثل الفرنسي لدى تسلمه الجائزة و كتبت صحيفة لوموند الفرنسية في صفحتها الاولى أسفل صورة دوجاردان و هو يرفع تمثال الاوسكار في انتشاء "نصر فرنسي في هوليوود" بينما سعى سياسيون الى الاستفادة من اللحظة في حملاتهم الانتخابية،و وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اداء دوجاردان بأنه "مبهر" بينما قال منافسه الاشتراكي في سباق الرئاسة فرانسوا هولاند ان جوائز الاوسكار الخمس التي حصل عليها فيلم الفنان جعلته "اسطورة السينما الفرنسية،و فاز الفيلم بخمس جوائز اوسكار هي جائزة احسن فيلم و جائزة احسن اخراج و جائزة احسن ممثل بالاضافة الى جائزتي الموسيقى التصويرية و الملابس،و قال الممثل الفرنسي لاذاعة (ار.تي.ال) "أحسست كمن يأخذ حماما ساخنا و لا يريد ان يخرج منه.الضغط يتلاشى و يحل محله شعور ممتع للغاية،و في الاسبوع الماضي نشرت مجلة باري ماتش لقاء مطولا مع الكسندرا لامي زوجة دوجاردان -التي تنتظر عرض ثلاثة أفلام تشارك فيها- قالت فيه ان سلوك الفرنسيين اختلف منذ ترشيح زوجها لنيل الاوسكار،و قالت "كانوا يشجعون جان كانوا يريدونه ان يفوز من اجلهم من أجل فرنسا.نتصور و كأننا عدنا الى عام 1998 خلال مباريات كأس العالم" لكرة القدم حين فازت فرنسا بالكأس،و عرض فيلم الفنان في دور السينما الفرنسية في وقت سابق من الشهر و زاد من اقبال المشاهدين عليه الضجة المثارة حول جوائز الاوسكار و شعبية دوجاردان الذي عمل في مجال السينما لاكثر من عشر سنوات.
.......
مفاجآت غير مسبوقة.
الى ذلك من المعروف أن أكاديمية فنون السينما و علومها التي تنظم حفل الأوسكار تكره المفاجآت لكن أحداثا كثيرة غير متوقعة هذه السنة وضعت صبر هذه المؤسسة العريقة تحت الاختبار،ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي،تفوه المخرج السينمائي برت راتنر الذي كان قد اختير لإنتاج حفل الأوسكار للعام 2012 بعبارات مناهضة للمثليين جنسيا،و بالتالي،قررت الأكاديمية الاستغناء عن خدماته لكنها خسرت في الوقت نفسه الممثل إيدي مورفي المقرب من برت راتنر و الذي كانت الأكاديمية قد طلبت منه تقديم الحفل على أمل التعويض عن الفشل الذي مني به الثنائي آن هاثاواي و جيمس فرانكو السنة الماضية،و توخيا للحذر،قررت الأكاديمية أخيرا الاستعانة بالممثل بيلي كريستال الذي يملك خبرة طويلة في تقديم حفلات الأوسكار.و بعد بضعة أيام،قدمت مديرة قسم العلاقات العامة في الأكاديمية استقالتها من دون أي تبرير و من دون بديل حتى اليوم،لكن المفاجأة الأسوأ بالنسبة إلى المنظمين كانت طبعا تجريد مسرح كوداك الشهير الذي يستقبل حفل الأوسكار سنويا من اسمه بعد إعلان شركة كوداك المتخصصة في التصوير إفلاسها و حصولها على أمر من محكمة الإفلاس في نيويورك يسمح لها بفسخ العقد الذي كان من المفترض أن يستمر عشر سنوات إضافية.بحسب فرانس برس.
و بما أن لافتة كوداك لم تكن قد أزيلت بعد الأحد عن واجهة المسرح الواقع في قلب هولييود، يتحضر المنظمون لتسليم جوائز الأوسكار في مسرح لا يحمل اسما جديدا،و من بين المفاجآت أيضا اعتبار فيلم "ذي أرتيست" من المرشحين الاوفر حظا للفوز بجائزة أفضل فيلم.فهو فيلم فرنسي صامت بالأبيض و الأسود يحاكي الأفلام الصامتة التي طبعت عصر هوليوود الذهبي لكنه بعيد كل البعد عن الإنتاجات الأميركية،فمن كان ليتوقع لهذا الفيلم مصيرا مماثلا،باستثناء هارفي واينشتاين "ساحر" الأوسكار و موزع الفيلم الأميركي،و في حال نال "ذي أرتيست" جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم،سيكون فوزه سابقة تاريخية.فما من فيلم أجنبي فاز بهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار. إلى ذلك،فإن الفيلم مرشح في عشر فئات أي أنه يحل بعد فيلم "هوغو" للمخرج مارتن سكورسيزي الذي جمع أحد عشر ترشيحا،و خلال الحفل الذي سيضم عرضا استثنائيا لبهلوانيين كيبكيين من "سيرك دو سولاي"،ستعلن شخصيات بارزة عدة عن الفائزين،منها بن ستايلر و برادلي كوبر و بينيلوبي كروث و أنجيلينا جولي و كامرون دياز و توم كروز و توم هانكس و جينيفر لوبيز،و بالإضافة إلى "ذي أرتيست" و "وور هورس" و "هوغو"،تتنافس على جائزة أفضل فيلم التي تعتبر الجائزة الأهم في الحفل أفلام "موني بول" و"ذي ديسندنتس" و"ذي تري أوف لايف" و"ميدنايت إن باريس" و"ذي هالب" و"اكستريملي لاود أند اينكردبلي كلوس"،أما بالنسبة إلى الممثلين،فيدخل الممثل جان دوجاردان في مناسفة صعبة مع كل من جورج كلوني و براد بيت،و في فئة أفضل ممثلة،تملك ميريل ستريب حظوظا كبيرة بالفوز عن دورها في فيلم "ذي آيرون ليدي" الذي تؤدي فيه شخصية مارغريت تاتشر،علما أنها حطمت الرقم القياسي في كل الفئات بترشيحها للأوسكار للمرة السابعة عشرة. وتنافسها على الجائزة الممثلة غلين كلوس عن دورها في "ألبرت نوبس"،و من المتوقع أن يفوز الممثل الكندي كريستوفر بلامر بجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن دوره في "بيغينرز" والممثلة أوكتافيا سبنسر بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في "ذي هالب"،خصوصا أنهما فازا بكل الجوائز التي تم تنظيمها في الشتاء في هوليوود،أما جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي فيرجح ان يفوز بها الفيلم الايراني "انفصال" الذي حقق نجاحا عالميا و حصد جوائز في كل أنحاء العالم.
..........
شبكة النبأ المعلوماتية-26/آذار/2012