الوقت أثمن شيء نمتلكه في الحياة.
......
يمر بنا الوقت سريعاً من دون رقيب و لا حسيب،و تتسارع أمواج الأيام تباعاً كسرعة البرق، فيدهشنا تعاقبها و نصبح كالمحدق في كرة متحركة نحسبها ساكنة،و نحن في غفلة و سبات عميق،و لا نشعر بقيمة الساعات و الدقائق و الثواني بحجة انشغالنا بالحياة و همومها،و لكن هناك ما لا يمكن أن نتجاهله،أو نتغافل عنه أبداً،و هو تنظيم الوقت،و قد بين ربنا عزّ وجلّ في العديد من سور القرآن الكريم أهمية الوقت و أيضاً خير البشر و خاتم الأنبياء في السنة النبوية.
والمطّلع على الحضارات الإنسانية و على أقوال الحكماء قديماً يلاحظ أنهم اعتنوا غاية الاعتناء بأهمية تنظيم الوقت،محذرين من خطورة التفريط فيه و إضاعته،و العجب أنه على الرغم من معرفتنا بأنّ الوقت هو أثمن شيء نملكه في الحياة،و كما قيل "الوقت هو الحياة"،لكننا نتفنن في إضاعته و قتله غير عابئين بأننا نقتل معه أنفسنا،فما الإنسان إلا أيام و ساعات،فإذا ذهبت منه ساعة،خسر ساعة من عمره.
من أجل تنظيم و استثمار الوقت بصورة علمية و عملية،عليك بتطبيق القواعد الذهبية الآتية:
1- حدد قائمة بأهدافك:
لكل شخص منا أهداف يرغب في تحقيقها،و من المهم تحديد قائمة بالأهداف التي تسعى للوصول إليها، سواء كانت على الصعيد الشخصي أو العائلي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو العلمي أو المهني.. فوضوح الأهداف و بلورتها تعتبر الخطوة الأولى لاستثمار الزمن بطريقة فعالة،في حين أن الضبابية، و عدم وضوح الرؤية،و عدم تحديد الأهداف بدقة يجعل الإنسان يتخبط في حياته كلها،و قد لا يصل إلى أي شي مما يطمح إليه.
إن بعض الشباب يضيعون حياتهم لأنهم لم يحددوا لأنفسهم الأهداف التي يرغبون في تحقيقها،و بالتالي يتعاملون مع الوقت كسلعة زهيدة!
فإذا كنت ممن يرغب في الاستفادة من الوقت و إدارته بطريقة صحيحة فعليك في البداية تحديد قائمة بأهدافك في الحياة بدقة و وضوح،ثم اعمل بجد واجتهاد من أجل الوصول إليها.
2- رتب قائمة بأولوياتك:
بعد تحديد الأهداف بدقة،يجب ترتيب الأولويات،عملا بالقاعدة القائلة:
(ابدأ بالأهم ثم المهم)و هذا يعني أن تحدد قائمة بأولوياتك حسب الأولوية و الأهمية.
خذ مثلا على ذلك: أنت تريد أن تتزوج،و تشتري سيارة فاخرة،و تبني لك منزلا فخما،فمن أي هذه الأمور ترغب في تحقيقها أولا؟
هل الزواج ثم السيارة ثم المنزل؟أم السيارة ثم الزواج ثم المنزل؟أم المنزل ثم السيارة ثم الزواج؟!و على ذلك قس بقية الأمثلة.
و هكذا،فإن تحديد قائمة بالأولويات له الدور الأكبر في سير الأمور كما يجب،و في الوصول إلى الأهداف المرسومة،و إلا تحولت حياتك إلى خبط عشواء قد يصعب تنظيمها فيما بعد،و قد تخسر الكثير من الفرص،و قد تصبح في نهاية القافلة!
3- ضع خطة يومية:
من المهم جدا تحديد قائمة بالأعمال التي يجب إنجازها خلال اليوم الواحد،و عليك بتدوين تلك الأعمال في ورقة صغيرة أو دفتر مذكرات،كي لا تنسى ما يجب عليك عمله و ذلك عملا بالقاعدة المعروفة: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) لأنه سيكون في الغد أعمال جديدة،و إلا تراكمت عليك الأعمال،و قد تتزاحم إلى درجة قد لا تستطيع معها إنجاز أي عمل حقيقي.
و مشكلة الكثير من الشباب هو التأجيل المستمر،و التسويف الدائم،و التأخير بلا مبرر؛و هكذا يمضي الزمن،بدون أي إنتاج أو عمل،و قد لا يدركون هذه الحقيقة إلا عندما يصبحون غير قادرين على العمل و الإنتاج بفاعلية!
إن على كل من يريد استثمار وقته بطريقة منظمة،أن ينجز أعماله في الوقت المحدد،و أن لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد،و إلا فسوف يؤجل إنجاز أعمال الغد إلى ما بعد الغد..و هكذا يستمر التأجيل و التأخير و التسويف،و يتقلص العطاء و الإنتاج و الفاعلية،و تتراكم الأعمال بعضها فوق بعض،و هذا هو سر من أسرار من يكون في نهاية الطريق،و إن شئت أن تكون في البداية و الطليعة و الرواد فليكن شعارك: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد!
4- استثمر الوقت الضائع:
الوقت الضائع يعني ذلك الجزء من الوقت الذي خصصته لإنجاز أعمال ذات أهداف معينة إلا أنه حال دون تحقيقها وجود معوقات غير متوقعة.
و الأمثلة على ذلك كثيرة: فقد تكون ذاهبا للسفر بالطائرة،فيتأخر موعد الإقلاع لفترة قد تقصر أو تطول،و قد يتأخر الضيف الذي تنتظره على الغذاء أو العشاء عن الموعد المحدد،و قد يكون الصف طويلا جدا حتى يصل إليك الدور سواء في البنك،أو لشراء تذكره سفر،أو لإنجاز معاملة ما في دائرة ما،و على ذلك قس بقية الأمثلة.
في مثل هذه الحالات و ما أشبه عليك استثمار وقتك فيما يفيد و يمتع،كأن تقرأ كتابا أو صحيفة أو مجلة،أو تمارس رياضة التفكير،أو تتحاور مع من يكون بجانبك،أو تمارس الكتابة،أو تنجز أعمالا صغيرة،و ربما تستطيع إنجاز بعض الأعمال الكبيرة و لو من خلال الاستفادة من وسائل الاتصال السريعة كالهاتف و الإنترنت.
5- تعامل مع الطوارئ بذكاء:
إذا طبقت القواعد الأربع التي ذكرناها- فيما سبق- فإنك تكون قد خططت و نظمت وقتك بطريقة فعالة و منتجة،و لكن مع ذلك عليك أن تضع في حسبانك ما قد يحدث من طوارئ قد تضطرك إلى الإخلال بجدولة أوقاتك،و الأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها:
- زيارة غير متوقعة من أحد الأصدقاء أو الثقلاء من غير موعد مسبق!
- اتصال هاتفي يستغرق وقتا طويلا و بدون أن يكون له أي ارتباط بالعمل أو أية فائدة تذكر!
- مرض أحد أفراد العائلة،أو حدوث مشكلة غير متوقعة أصلا!
- عطل في السيارة يلغي كل برنامجك أو بعضه في الوقت الحرج!
و في مثل هذه الحالات الطارئة و غير المتوقعة عليك أن تتعامل معها بذكاء و هدوء،و لا تجعل التوتر يسيطر عليك،بل عليك في بعض الأحيان أن تتسم بالمرونة،و في أحيان أخرى بالحزم و الشجاعة،فلكل حالة طريقة من المعالجة.و المهم أن تكون خطتك جاهزة للتعامل مع الطوارئ..فهل أنت على استعداد لذلك؟!
و الآن..خذ قلما و دفتر مذكرات،و قم بهندسة وقتك و تنظيمه حسب القواعد الذهبية في التعامل مع الوقت..فهل أنت جاهز لذلك؟!
.......
موقع البلاغ.
......
يمر بنا الوقت سريعاً من دون رقيب و لا حسيب،و تتسارع أمواج الأيام تباعاً كسرعة البرق، فيدهشنا تعاقبها و نصبح كالمحدق في كرة متحركة نحسبها ساكنة،و نحن في غفلة و سبات عميق،و لا نشعر بقيمة الساعات و الدقائق و الثواني بحجة انشغالنا بالحياة و همومها،و لكن هناك ما لا يمكن أن نتجاهله،أو نتغافل عنه أبداً،و هو تنظيم الوقت،و قد بين ربنا عزّ وجلّ في العديد من سور القرآن الكريم أهمية الوقت و أيضاً خير البشر و خاتم الأنبياء في السنة النبوية.
والمطّلع على الحضارات الإنسانية و على أقوال الحكماء قديماً يلاحظ أنهم اعتنوا غاية الاعتناء بأهمية تنظيم الوقت،محذرين من خطورة التفريط فيه و إضاعته،و العجب أنه على الرغم من معرفتنا بأنّ الوقت هو أثمن شيء نملكه في الحياة،و كما قيل "الوقت هو الحياة"،لكننا نتفنن في إضاعته و قتله غير عابئين بأننا نقتل معه أنفسنا،فما الإنسان إلا أيام و ساعات،فإذا ذهبت منه ساعة،خسر ساعة من عمره.
من أجل تنظيم و استثمار الوقت بصورة علمية و عملية،عليك بتطبيق القواعد الذهبية الآتية:
1- حدد قائمة بأهدافك:
لكل شخص منا أهداف يرغب في تحقيقها،و من المهم تحديد قائمة بالأهداف التي تسعى للوصول إليها، سواء كانت على الصعيد الشخصي أو العائلي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو العلمي أو المهني.. فوضوح الأهداف و بلورتها تعتبر الخطوة الأولى لاستثمار الزمن بطريقة فعالة،في حين أن الضبابية، و عدم وضوح الرؤية،و عدم تحديد الأهداف بدقة يجعل الإنسان يتخبط في حياته كلها،و قد لا يصل إلى أي شي مما يطمح إليه.
إن بعض الشباب يضيعون حياتهم لأنهم لم يحددوا لأنفسهم الأهداف التي يرغبون في تحقيقها،و بالتالي يتعاملون مع الوقت كسلعة زهيدة!
فإذا كنت ممن يرغب في الاستفادة من الوقت و إدارته بطريقة صحيحة فعليك في البداية تحديد قائمة بأهدافك في الحياة بدقة و وضوح،ثم اعمل بجد واجتهاد من أجل الوصول إليها.
2- رتب قائمة بأولوياتك:
بعد تحديد الأهداف بدقة،يجب ترتيب الأولويات،عملا بالقاعدة القائلة:
(ابدأ بالأهم ثم المهم)و هذا يعني أن تحدد قائمة بأولوياتك حسب الأولوية و الأهمية.
خذ مثلا على ذلك: أنت تريد أن تتزوج،و تشتري سيارة فاخرة،و تبني لك منزلا فخما،فمن أي هذه الأمور ترغب في تحقيقها أولا؟
هل الزواج ثم السيارة ثم المنزل؟أم السيارة ثم الزواج ثم المنزل؟أم المنزل ثم السيارة ثم الزواج؟!و على ذلك قس بقية الأمثلة.
و هكذا،فإن تحديد قائمة بالأولويات له الدور الأكبر في سير الأمور كما يجب،و في الوصول إلى الأهداف المرسومة،و إلا تحولت حياتك إلى خبط عشواء قد يصعب تنظيمها فيما بعد،و قد تخسر الكثير من الفرص،و قد تصبح في نهاية القافلة!
3- ضع خطة يومية:
من المهم جدا تحديد قائمة بالأعمال التي يجب إنجازها خلال اليوم الواحد،و عليك بتدوين تلك الأعمال في ورقة صغيرة أو دفتر مذكرات،كي لا تنسى ما يجب عليك عمله و ذلك عملا بالقاعدة المعروفة: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد) لأنه سيكون في الغد أعمال جديدة،و إلا تراكمت عليك الأعمال،و قد تتزاحم إلى درجة قد لا تستطيع معها إنجاز أي عمل حقيقي.
و مشكلة الكثير من الشباب هو التأجيل المستمر،و التسويف الدائم،و التأخير بلا مبرر؛و هكذا يمضي الزمن،بدون أي إنتاج أو عمل،و قد لا يدركون هذه الحقيقة إلا عندما يصبحون غير قادرين على العمل و الإنتاج بفاعلية!
إن على كل من يريد استثمار وقته بطريقة منظمة،أن ينجز أعماله في الوقت المحدد،و أن لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد،و إلا فسوف يؤجل إنجاز أعمال الغد إلى ما بعد الغد..و هكذا يستمر التأجيل و التأخير و التسويف،و يتقلص العطاء و الإنتاج و الفاعلية،و تتراكم الأعمال بعضها فوق بعض،و هذا هو سر من أسرار من يكون في نهاية الطريق،و إن شئت أن تكون في البداية و الطليعة و الرواد فليكن شعارك: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد!
4- استثمر الوقت الضائع:
الوقت الضائع يعني ذلك الجزء من الوقت الذي خصصته لإنجاز أعمال ذات أهداف معينة إلا أنه حال دون تحقيقها وجود معوقات غير متوقعة.
و الأمثلة على ذلك كثيرة: فقد تكون ذاهبا للسفر بالطائرة،فيتأخر موعد الإقلاع لفترة قد تقصر أو تطول،و قد يتأخر الضيف الذي تنتظره على الغذاء أو العشاء عن الموعد المحدد،و قد يكون الصف طويلا جدا حتى يصل إليك الدور سواء في البنك،أو لشراء تذكره سفر،أو لإنجاز معاملة ما في دائرة ما،و على ذلك قس بقية الأمثلة.
في مثل هذه الحالات و ما أشبه عليك استثمار وقتك فيما يفيد و يمتع،كأن تقرأ كتابا أو صحيفة أو مجلة،أو تمارس رياضة التفكير،أو تتحاور مع من يكون بجانبك،أو تمارس الكتابة،أو تنجز أعمالا صغيرة،و ربما تستطيع إنجاز بعض الأعمال الكبيرة و لو من خلال الاستفادة من وسائل الاتصال السريعة كالهاتف و الإنترنت.
5- تعامل مع الطوارئ بذكاء:
إذا طبقت القواعد الأربع التي ذكرناها- فيما سبق- فإنك تكون قد خططت و نظمت وقتك بطريقة فعالة و منتجة،و لكن مع ذلك عليك أن تضع في حسبانك ما قد يحدث من طوارئ قد تضطرك إلى الإخلال بجدولة أوقاتك،و الأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها:
- زيارة غير متوقعة من أحد الأصدقاء أو الثقلاء من غير موعد مسبق!
- اتصال هاتفي يستغرق وقتا طويلا و بدون أن يكون له أي ارتباط بالعمل أو أية فائدة تذكر!
- مرض أحد أفراد العائلة،أو حدوث مشكلة غير متوقعة أصلا!
- عطل في السيارة يلغي كل برنامجك أو بعضه في الوقت الحرج!
و في مثل هذه الحالات الطارئة و غير المتوقعة عليك أن تتعامل معها بذكاء و هدوء،و لا تجعل التوتر يسيطر عليك،بل عليك في بعض الأحيان أن تتسم بالمرونة،و في أحيان أخرى بالحزم و الشجاعة،فلكل حالة طريقة من المعالجة.و المهم أن تكون خطتك جاهزة للتعامل مع الطوارئ..فهل أنت على استعداد لذلك؟!
و الآن..خذ قلما و دفتر مذكرات،و قم بهندسة وقتك و تنظيمه حسب القواعد الذهبية في التعامل مع الوقت..فهل أنت جاهز لذلك؟!
.......
موقع البلاغ.