"تعيين نساء في مجلس الشورى السعودي خطوة تاريخية".
........
يعتبر عضو مجلس الشورى السعودي السابق و المحاضر في جامعة الملك سعود،محمد آل زلفة،قرار الملك السعودي تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى خطوة تاريخية ستفتح المجال أمام المرأة للمشاركة في كل مناحي المجتمع السعودي.
......
DW عربية: قرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخير حول تمثيل النساء في مجلس الشورى بنسبة 20 في المئة يعتبر سابقة من نوعها في المملكة.
ما هو برأيك تأثير هذا القرار على مكانة المرأة في الحياة السياسية السعودية؟
...
محمد آل زلفة: من المؤكد أن الملك عبد الله أعطى المرأة الكثير من اهتمامه منذ أن تولى مقاليد السلطة،و وعد العام الماضي بأن المرأة ستكون صاحبة موقع في مجلس الشورى خلال دورته القادمة، أي بعد أقل من أربعة او خمسة أيام من الآن.
حتى أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع هذا العدد،إذ كنا في أحسن الأحوال نتوقع ربما 15 امرأة.
لكن الملك وفى بوعده و حقق آمال نصف المجتمع السعودي الذي بقي فترة طويلة مهمشاً،ليس لأنه تنقصه الكفاءة،فالمرأة أصبحت في مركز قوي من ناحية العلم و المعرفة و السعي للمشاركة في حياتها.لكنها لم تُمكّن بشكل رسمي.
لقد كانت هناك – بكل أسف – قوى ضاغطة كي لا تتحرك المرأة أبعد من خطوط معينة في المشاركة الاجتماعية.
أما اليوم فهي تحتل موقعاً جيداً في مجلس الشورى،و ممثلة بشخصيات اختيرت بسبب كفاءتها العالية، و نعرف أنه سيكون لهن الدور الأكبر في المشاركة في الحياة العامة...كل هذه الكفاءات أصبحن في موقع ينافسن فيه الرجال في تقديم أفضل ما هو ممكن للمجتمع السعودي.
.......
هناك بعض من يخشى من كون هذه الخطوة شكلية فقط و تهدف لإرضاء المجتمع الدولي و لن يرافقها أي تحسن ضمني لوضع المرأة في المملكة.
ما هو رأيك في ذلك؟
...
لا أعتقد ذلك.هذه الخطوة تعطي الدليل على أن للمرأة مكانتها في وطنها و لها الحق أن تكون شريكة في صناعة و بناء هذا الوطن.
لا أعتقد أن الملك عبد الله اتخذ هذه الخطوة ليرضي المجتمع الدولي،و هو يدرك تماماً أن المرأة السعودية مضى عليها وقت طويل دون أن تأخذ مكانتها الطبيعية في مجتمعها.
لا أخشى من أي شيء إلا من قوى ظلامية نعرفها،و هناك أيضاً نساء يتحركن في هذا الفضاء الظلامي ضد أن يكون للمرأة موقع متميز في مجتمعها.
للأسف كلما أردنا أن نخطو خطوة في الاتجاه الصحيح،يخرج لنا من يبرر أننا اتخذناها من أجل إرضاء المجتمع الدولي أو لإرضاء رغبات شريحة معينة من المجتمع و الأغلبية لا توافق على ذلك.
هذا غير صحيح،فالأغلبية الساحقة من المجتمع السعودي مع الملك عبد الله في قراره و مع أن يكون للمرأة موقعها. لقد هُمّشت المرأة فترة طويلة، وربما يمر بعض الوقت كي نتعود على أن يكون للمرأة كلمة و رأي،خاصة في مجلس الشورى.
......
هل تعتقد ان دخول المرأة المعترك السياسي على أرفع مستوياته،في مجلس الشورى،سيفتح أمامها باب الحصول على حقوق أخرى،مثل قيادة السيارة؟
...
كما يقال لدينا،فإن مجلس الشورى هو ساحة الاختبار لتولي مهام رسمية أعلى.
إذاً لا نستغرب أن يتم تعيين امرأة في القريب العاجل كنائبة لرئيس مجلس الشورى،لاسيما و أن من بين الأسماء التي أعلنت اليوم أسماء مرشحة لذلك،مثل الدكتورة ثريا عبيد،التي كانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السكان.
فما الذي لا يجعلها نائبة لرئيس مجلس الشورى في قضايا معينة؟
و أعتقد الآن أنه كُسر حاجز الخوف من المرأة،أو الخوف من المعارضين لوجود المرأة في المجتمع السعودي.
إعلان اليوم يشكل خطوة تاريخية تسجل للملك عبد الله،الذي لبى رغبات الأغلبية من الشعب السعودي،بصرف النظر عما يقال إن القوى التابعة للمؤسسة الدينية لها موقف.
فهو (الملك) قد صرح أنه سأل العلماء و الفقهاء و هيئة الإفتاء،و هم لا يرون في مشاركة المرأة ما يتعارض مع الإسلام.
.....
أشرت إلى أن بعض القوى تخشى مشاركة المرأة.ما هي هذه القوى؟
إنها القوى المحافظة و التقليدية،بكل أسف.
تقليدية لأنها تعودت – و هذا تفسيرهم و أعتبره تفسيراً خاطئاً – على أن صوت المرأة عورة و ظهورها عورة،و أن اختلاطها بالمجتمع يشكل خطورة على المجتمع.
أعتقد أن هذا العجز الذي كانت تعيشه المرأة بسبب عدم ممارسة حقوقها الطبيعية في المجتمع هو الذي خلق هذه المشاعر المعارضة لطبيعة الإنسان و حقه في الحياة.
أعتقد أن 30 سيدة سيذهبن كل صباح إلى مجلس الشورى،و أتصور أن أول ورقة ستتقدم بها النساء – و سيجدن أغلبية مؤيدة لهن – ستكون لاستصدار قرار يعطي المرأة حق قيادة سيارتها،و كسر هذا التابو الذي خلقته بعض الفئات بشكل غير موضوعي و منطقي،بناء على أوهام و حجج تافهة و ساذجة لتبرير ذلك.
سيكون للمرأة حضور ليس في مجلس الشورى فقط،بل و كما وعد الملك عبد الله،ستكون المرأة مرشحة و ناخبة في المجالس البلدية،التي يصل عددها في المملكة إلى أكثر 800 مجلس.
ستكون المرأة،إذاً،في كل مدينة و بلدة و حي شريكة في صنع القرار،و ستساهم في إضفاء حياة جديدة على المجتمع السعودي من خلال اللمسات الجميلة للمرأة المشاركة في كل مناحي حياة هذا المجتمع.
.....
أنت تتوقع إذاً أن تكون عضوات مجلس الشورى قادرات على كسر التابوهات في المجتمع السعودي.
بكل تأكيد،فهذه التابوهات قد كُسرت منذ أن أعلن الملك عبد الله أن للمرأة حقا في أن يكون لها مكانتها و مشاركتها.
لكنه اليوم أعطى دليلاً قاطعاً،لأن البعض كان يراهن على أن يتراجع الملك عن موقفه أو يعدله. لكني أعتقد أن آخر حواجز الخوف قد كُسرت اليوم،و ربما تفتح الطريق لما هو أكثر أمام المرأة،و هو أن تعيش بشكل طبيعي في مجتمع يجب أن يكون طبيعياً،لأن عزل المرأة عن مجتمعها يؤدي إلى مخاطر، و هذا ما يعرفه علماء الاجتماع و النفس و السياسة و الاقتصاد.
أتصور أن هذا فصل جديد في تاريخ المملكة العربية السعودية.
......
الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفة عضو سابق في مجلس الشورى السعودي و أستاذ محاضر في جامعة الملك سعود بالرياض.
حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة كامبريدج البريطانية سنة 1988.
.......
11.01.2013
أجرى الحوار: ياسر أبو معيلق.
موقع صوت ألمانيا.
........
يعتبر عضو مجلس الشورى السعودي السابق و المحاضر في جامعة الملك سعود،محمد آل زلفة،قرار الملك السعودي تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى خطوة تاريخية ستفتح المجال أمام المرأة للمشاركة في كل مناحي المجتمع السعودي.
......
DW عربية: قرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخير حول تمثيل النساء في مجلس الشورى بنسبة 20 في المئة يعتبر سابقة من نوعها في المملكة.
ما هو برأيك تأثير هذا القرار على مكانة المرأة في الحياة السياسية السعودية؟
...
محمد آل زلفة: من المؤكد أن الملك عبد الله أعطى المرأة الكثير من اهتمامه منذ أن تولى مقاليد السلطة،و وعد العام الماضي بأن المرأة ستكون صاحبة موقع في مجلس الشورى خلال دورته القادمة، أي بعد أقل من أربعة او خمسة أيام من الآن.
حتى أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع هذا العدد،إذ كنا في أحسن الأحوال نتوقع ربما 15 امرأة.
لكن الملك وفى بوعده و حقق آمال نصف المجتمع السعودي الذي بقي فترة طويلة مهمشاً،ليس لأنه تنقصه الكفاءة،فالمرأة أصبحت في مركز قوي من ناحية العلم و المعرفة و السعي للمشاركة في حياتها.لكنها لم تُمكّن بشكل رسمي.
لقد كانت هناك – بكل أسف – قوى ضاغطة كي لا تتحرك المرأة أبعد من خطوط معينة في المشاركة الاجتماعية.
أما اليوم فهي تحتل موقعاً جيداً في مجلس الشورى،و ممثلة بشخصيات اختيرت بسبب كفاءتها العالية، و نعرف أنه سيكون لهن الدور الأكبر في المشاركة في الحياة العامة...كل هذه الكفاءات أصبحن في موقع ينافسن فيه الرجال في تقديم أفضل ما هو ممكن للمجتمع السعودي.
.......
هناك بعض من يخشى من كون هذه الخطوة شكلية فقط و تهدف لإرضاء المجتمع الدولي و لن يرافقها أي تحسن ضمني لوضع المرأة في المملكة.
ما هو رأيك في ذلك؟
...
لا أعتقد ذلك.هذه الخطوة تعطي الدليل على أن للمرأة مكانتها في وطنها و لها الحق أن تكون شريكة في صناعة و بناء هذا الوطن.
لا أعتقد أن الملك عبد الله اتخذ هذه الخطوة ليرضي المجتمع الدولي،و هو يدرك تماماً أن المرأة السعودية مضى عليها وقت طويل دون أن تأخذ مكانتها الطبيعية في مجتمعها.
لا أخشى من أي شيء إلا من قوى ظلامية نعرفها،و هناك أيضاً نساء يتحركن في هذا الفضاء الظلامي ضد أن يكون للمرأة موقع متميز في مجتمعها.
للأسف كلما أردنا أن نخطو خطوة في الاتجاه الصحيح،يخرج لنا من يبرر أننا اتخذناها من أجل إرضاء المجتمع الدولي أو لإرضاء رغبات شريحة معينة من المجتمع و الأغلبية لا توافق على ذلك.
هذا غير صحيح،فالأغلبية الساحقة من المجتمع السعودي مع الملك عبد الله في قراره و مع أن يكون للمرأة موقعها. لقد هُمّشت المرأة فترة طويلة، وربما يمر بعض الوقت كي نتعود على أن يكون للمرأة كلمة و رأي،خاصة في مجلس الشورى.
......
هل تعتقد ان دخول المرأة المعترك السياسي على أرفع مستوياته،في مجلس الشورى،سيفتح أمامها باب الحصول على حقوق أخرى،مثل قيادة السيارة؟
...
كما يقال لدينا،فإن مجلس الشورى هو ساحة الاختبار لتولي مهام رسمية أعلى.
إذاً لا نستغرب أن يتم تعيين امرأة في القريب العاجل كنائبة لرئيس مجلس الشورى،لاسيما و أن من بين الأسماء التي أعلنت اليوم أسماء مرشحة لذلك،مثل الدكتورة ثريا عبيد،التي كانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السكان.
فما الذي لا يجعلها نائبة لرئيس مجلس الشورى في قضايا معينة؟
و أعتقد الآن أنه كُسر حاجز الخوف من المرأة،أو الخوف من المعارضين لوجود المرأة في المجتمع السعودي.
إعلان اليوم يشكل خطوة تاريخية تسجل للملك عبد الله،الذي لبى رغبات الأغلبية من الشعب السعودي،بصرف النظر عما يقال إن القوى التابعة للمؤسسة الدينية لها موقف.
فهو (الملك) قد صرح أنه سأل العلماء و الفقهاء و هيئة الإفتاء،و هم لا يرون في مشاركة المرأة ما يتعارض مع الإسلام.
.....
أشرت إلى أن بعض القوى تخشى مشاركة المرأة.ما هي هذه القوى؟
إنها القوى المحافظة و التقليدية،بكل أسف.
تقليدية لأنها تعودت – و هذا تفسيرهم و أعتبره تفسيراً خاطئاً – على أن صوت المرأة عورة و ظهورها عورة،و أن اختلاطها بالمجتمع يشكل خطورة على المجتمع.
أعتقد أن هذا العجز الذي كانت تعيشه المرأة بسبب عدم ممارسة حقوقها الطبيعية في المجتمع هو الذي خلق هذه المشاعر المعارضة لطبيعة الإنسان و حقه في الحياة.
أعتقد أن 30 سيدة سيذهبن كل صباح إلى مجلس الشورى،و أتصور أن أول ورقة ستتقدم بها النساء – و سيجدن أغلبية مؤيدة لهن – ستكون لاستصدار قرار يعطي المرأة حق قيادة سيارتها،و كسر هذا التابو الذي خلقته بعض الفئات بشكل غير موضوعي و منطقي،بناء على أوهام و حجج تافهة و ساذجة لتبرير ذلك.
سيكون للمرأة حضور ليس في مجلس الشورى فقط،بل و كما وعد الملك عبد الله،ستكون المرأة مرشحة و ناخبة في المجالس البلدية،التي يصل عددها في المملكة إلى أكثر 800 مجلس.
ستكون المرأة،إذاً،في كل مدينة و بلدة و حي شريكة في صنع القرار،و ستساهم في إضفاء حياة جديدة على المجتمع السعودي من خلال اللمسات الجميلة للمرأة المشاركة في كل مناحي حياة هذا المجتمع.
.....
أنت تتوقع إذاً أن تكون عضوات مجلس الشورى قادرات على كسر التابوهات في المجتمع السعودي.
بكل تأكيد،فهذه التابوهات قد كُسرت منذ أن أعلن الملك عبد الله أن للمرأة حقا في أن يكون لها مكانتها و مشاركتها.
لكنه اليوم أعطى دليلاً قاطعاً،لأن البعض كان يراهن على أن يتراجع الملك عن موقفه أو يعدله. لكني أعتقد أن آخر حواجز الخوف قد كُسرت اليوم،و ربما تفتح الطريق لما هو أكثر أمام المرأة،و هو أن تعيش بشكل طبيعي في مجتمع يجب أن يكون طبيعياً،لأن عزل المرأة عن مجتمعها يؤدي إلى مخاطر، و هذا ما يعرفه علماء الاجتماع و النفس و السياسة و الاقتصاد.
أتصور أن هذا فصل جديد في تاريخ المملكة العربية السعودية.
......
الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفة عضو سابق في مجلس الشورى السعودي و أستاذ محاضر في جامعة الملك سعود بالرياض.
حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة كامبريدج البريطانية سنة 1988.
.......
11.01.2013
أجرى الحوار: ياسر أبو معيلق.
موقع صوت ألمانيا.