جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    المثقف العدمي و الراهن العربي...ظاهرة غياب المضمون.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    المثقف العدمي و الراهن العربي...ظاهرة غياب المضمون. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    رأي المثقف العدمي و الراهن العربي...ظاهرة غياب المضمون.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت مايو 26, 2012 3:20 pm

    المثقف العدمي و الراهن العربي...ظاهرة غياب المضمون.
    علي حسين عبيد.

    ........
    من بداهة القول أن العدمية ليست وليدة العصر الراهن،و لا تنحصر في مكان محدد من العالم،و لا يقتفي أثرها مثقفون في هذا البلد او ذاك حصرا،إنها كما - تؤكد تجارب التأريخ- وليدة الحروب و القهر و الظلم الذي يتعرض له الانسان من بني جنسه،لا أحد يعتدي على الانسان سوى نفسه، هكذا يقول التاريخ،أو معظم الوقائع الشاخصة،حتى الطبيعة عندما تغضب فإنها لا تستهدف الانسان وحده،و ربما تكون احيانا أكثر رحمة من الانسان بنفسه،لذا فإن العدمية هي نتاج إنساني بحت، تفرضه وقائع بشرية بالغة القسوة،ترفع من درجات اليأس بين الناس الى أقصاها،و ينعكس ذلك في وعي المثقف و طبيعة رؤيته للحياة و الكون برمته.
    إن (العدمية موقف فلسفي يقول إن العالم كله بما في ذلك وجود الإنسان،عديم القيمة و خال من اي مضمون أو معنى حقيقي)،لكن بعض الطروحات و الافكار الفلسفية و غيرها،تحاول أن تجمّل جوهر المثقف او الاديب العدمي،عندما تقول إن العدمية تدفع الى رؤية الجوهر الافضل للحياة،لكن الدلائل تشير الى أن المثقف العدمي ينحو الى اليأس،و الكسل،و الخمول،و التراجع عن دور المثقف في دفع الانسانية خطوة الى أمام.
    و نتيجة للنهج السياسي القمعي السائد في بلادنا العربية،فإن المثقف كان – و بعضهم لا يزال- أكثر ميلا الى العدمية،نعم لا احد يمكنه نفي القمع و التسلط،و ليس هناك من يتمكن من تجميل نوايا و اهداف الحكام و الساسة العرب،أو سلوكهم السلطوي و طرائق ادارتهم لمجتمعاتهم،فالسلطة الفردية هي عنوان و فحوى الانظمة السياسية القائمة،لكن الامر لا يسوّغ عذرا مقبولا لتهرّب المثقف من مسؤولياته،و مع ذلك –للاسف- لا نزال نقرأ المشهد الثقافي بعنوانه العدمي المتردد.
    ليس ثمة دور واضح و مؤثر للمثقف الوجودي الذي يراه الآخرون نقيضا للمثقف العدمي،بل ثمة تراجع و خمول و انزواء بالغ الوضوح،ينم عن إنكسار بيِّن يعاني منه المثقفون،بسبب ما جرى و يجري من وقائع سياسية بالغة الضرر،بيد أن الحياة واسعة،متنوعة الخيارات،متعددة المسارات،و لا يصح أن تتحكم بها سياسة القمع،فالثقافة و الدين و الفن بأشكاله و صوره البديعة،إضافة للفلسفة و الفكر الحر، كلها وسائل ذات أثر وجودي بالغ،تستطيع النخب توظيفها لتحييد الفكر العدمي،و تحويل المثقف من عدميته الى وجودية إنسانية فاعلة و منتجة في آن.
    القنوط و العدمية صنوان،و الواقع العربي يساعد على بث حالات القنوط في روح المثقف و رؤيته، بسبب عدمية المشهد اليومي،بل ربما نتمكن من ملامسة اللامبالاة و الانكسار في روح الفرد العربي عموما،و السبب واضح تماما،لكن الحال و تأثيراته ينبغي أن لا يشمل الجميع،فإذا طال اليأس عامة الناس بسبب ضآلة الوعي،لا ينبغي للمثقف أن يقع تحت طائلة التأثير العدمي حتى و إن كانت حساسيته عالية تجاه الاحداث و الافكار معا،فلابد أنه معبّأ بموقف وجودي ينتصر لارادة الانسان، أو ينبغي أن يتمتع بهذه السمة الاخلاقية في نهاية المطاف،فـ (الوجودية تكرّس التركيز على مفهوم ان الإنسان كفرد يقوم بتكوين جوهر و معنى لحياته) و بهذا فإنه ينأى عن العدمية التي ترى في لا جدوى الحياة هدفا و نتيجة في آن.
    و مع ذلك،في واقعنا العربي الراهن،أكدت الانتفاضات الشعبية إنحياز أكثرية المجتمع الى الموقف الوجودي المشرّف،فيما كان لبعض المثقفين (كتابا و فنانين و غيرهم) مواقف لا ترقى قط لمسؤولية المثقف،و أثبت بعض هؤلاء بأنهم عدميون أنانيون خاملون،لأنهم خائفون من التغيير اولا،و قد حاولوا الحفاظ على مصالح فردية بائسة،عندما رفضوا التغيير و طالب بعضهم بعودة المنتفضين الى ديارهم،و قد وصفهم بعض المنتمين الى الثقافة و الفن بأنهم (عيال) أو أطفال لا يعون خطورة ما يفعلونه،و لكن الوقائع أثبتت خطأ المثقفين العدميين المتراجعين عن ادوارهم و مسؤولياتهم.
    إننا في الواقع الآني،لا نتفق مع الرؤية العدمية،و لا نجد قبولا بتسويغها فلسفيا،على اعتبار أنها محاولة لتجاوز الواقع العدمي،و بهذا فإننا لا نتفق مع رؤية المثقف العدمي،و لا نؤمن بأنها تتسق مع حاجات الراهن العربي،إننا باختصار نحتاج الى المثقف الفاعل و المدرك لخطر المرحلة، و المؤمن تماما بأهمية دوره في البناء المجتمعي السليم.
    .......
    شبكة النبأ المعلوماتية-7/حزيران/2011

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 4:35 am