ارتفاع حرارة الارض...خطر يحدق بسكانها.
باسم حسين الزيدي.
.........
اجمع العلماء ان العقد الماضي من اكثر العقود التي مرت على الكرة الارضية حرارة فيما اكد المختصين ان هذا الارتفاع في درجات الحرارة و المصحوب بالتقلبات المناخية التي ادت الى ظواهر مناخية عدة كالاحتباس الحراري و التصحر و الجفاف و قلة الامطار و ذوبان الثلوج ليس سوى البداية او المقدمة لتغيرات ارضية قد تكون اشد وطئه على الانسان و الحيوان و النبات خصوصاً و ان اعراض تدهور صحة الارض باتت ملموسة للجميع حيث يعاني اليوم الملايين البشر و المليارات من الكائنات الحية من عواقب الاهمال للمناخ نتيجة للملوثات الصناعية و الغازات السامة و التي اثرت بشكل مباشر على الارض و غلافها الجوي،و قد اشارت العديد من التجارب العلمية التي اجريت على الكائنات الحية لمعرفة مدى تأثرها بتغير العوامل الطبيعة و كانت النتائج و التجارب كلها تؤكد حقيقة ان الحياة على الكرة الارضية واقعة تحت تهديد حقيقي مالم يتم العمل بجهود عالمية و استثنائية لتدارك الباقي و تقليل الخسائر و تعويض الاضرار من اجل الحفاض على الطبيعة و الحياة على الكوكب الحي.
.............
ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي.
في سياق متصل تظهر السجلات شهرًا تلو الآخر حدوث ارتفاع في درجات الحرارة التي تسبب تغير المناخ العالمي،و لكن أكبر دليل على التغير البيئي يظهر في المحيط المتجمد الشمالي،فازدياد ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف أصبح يفتح ممرات بحرية جديدة،و يخلق فرصًا جديدة و مخاطرَ جديدة للدول التي لها مصالح في المحيط الواقع في أقصى شمال الكرة الأرضية،و قال الأدميرال البحري في سلاح البحرية الأميركية ديفيد تيتلي،متحدثًا في ندوة نقاش عقدت خلال مؤتمر علمي برعاية الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي في واشنطن في الأول من أيار/مايو،"إننا نعتبر ما يحدث إلى حد ما كما لو أن هناك محيط جديد ينفتح للمرة الأولى منذ 500 عام"،و وصف الأستاذ في جامعة كالغاري،روب هيوبرت، التغييرات المتوقعة للذوبان المتزايد للجليد خلال فصل الصيف في المحيط المتجمد الشمالي بأنها تشكل "تحولا هائلا"،و أضاف، "إننا نشاهد تحولات فيزيائية لم يشهد مثلها الجنس البشري من قبل"،و شارك هيوبرت في كتابة التقرير الذي نشر حديثًا بعنوان "تغير المناخ و الأمن الدولي: القطب الشمالي كعامل رائد"،الذي أُعدّ لمركز حلول المناخ و الطاقة.
و وافق تتيلي على تكهنات هيوبرت بشأن التحولات المترتبة على وجود مصادر مياه مفتوحة جديدة في قمة العالم،و قال تتيلي "إن وجود مياه حيث كان يوجد جليد يغير أنظمة النقل البحري،و ربما يغير كيف تفكر روسيا في مناطقها الشمالية،و يغير طريقة استخراج الموارد،لذلك فهو حقًا عالم مختلف تمامًا"،و اتفق المشاركون في الندوة على أن صناعات متنوعة سوف تجد فرصًا للاستفادة بشكل أكبر من موارد القطب الشمالي،بحيث تشمل استخراج النفط و الغاز،و السياحة،و الشحن البحري، و صيد الأسماك،و سوف يولد هذا التطور تأثيرات حتمية على الملايين الأربعة الذين يعيشون في منطقة القطب الشمالي و كذلك الأمر بالنسبة للدول الثماني التي تعتبر من دول القطب الشمالي و هي كندا و الولايات المتحدة و غرينلاند،البلد الذي يتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدانمارك، و النرويج،و فنلندا،و أيسلندا،و روسيا،و السويد.
هذه الدول الثماني هي أعضاء في مجلس المحيط المتجمد الشمالي،و هو منتدى بين الحكومات أنشئ بمقتضى الاتفاق المتبادل في عام 1996 كوسيلة لتعزيز التعاون و التنسيق و التفاعل بين الأعضاء،و تشير بعض التقديرات إلى أن نسبة 13 بالمئة من كميات النفط غير المكتشفة في العالم موجودة في القطب الشمالي،كما توجد فيه نسبة 30 بالمئة من الغاز الطبيعي غير المكتشف.
و مع نمو الفرص لتحقيق الأرباح و الاستكشافات في القطب الشمالي،سوف تنمو أيضًا احتمالات الاختلافات و النزاعات عندما تتنافس الدول و المصالح للمطالبة بالحقوق،غير أن تتيلي أشار إلى أن الدول المتجاورة حول البحر الكاريبي تتقاسم المياه بالاتفاق فيما بينها،و هو ما يدل على أن التعاون حول الموارد المشتركة أمر ممكن،و مع بروز الفرصة لتحقيق المزيد من الأرباح تأتي المخاطر.
فالقطب الشمالي يعتبر مناخًا غير ودّي للعمل إذ لا يوجد سوى عدد محدود من الخرائط الدقيقة التي رُسمت له مع وجود طيف هائل من المخاطر،من ضمنها درجات الحرارة القاسية و التقنيات غير الدقيقة للتكهن بقوة الجليد و حركة الجليد البحري،و سوف يعني النشاط الاقتصادي المتزايد بالتأكيد تعرض أعداد متزايدة من البشر للمخاطر نتيجة لهذه العوامل المجهولة،و حذر تتيلي من أنه مع قيام بواخر الرحلات السياحية بزيادة رحلاتها في الممرات البحرية للمحيط المتجمد الشمالي التي فُتحت خلال المواسم العديدة السابقة،من المحتمل أن تحدث "كارثة مماثلة للباخرة تايتنك" عند نقطة ما من المياه القطبية،و تجذب شركات بواخر الرحلات البحرية الزبائن الذين يرغبون في أن يشاهدوا عن قرب جبال الجليد و الحيوانات التي تقطن المحيط المتجمد الشمالي،فتبحر في مياه مجهولة، رغم وجود مخاطر كامنة تحت سطح البحر مباشرة.
و لقد واجهت عدة بواخر الرحلات البحرية مشاكل في المحيط المتجمد الشمالي و مياه منطقة القطب الجنوبي و تم إنقاذ من تبقوا على قيد الحياة لأنه تصادف وجود سفن أخرى قريبة منها كانت لديها القدرة على الإنقاذ.
و حذّر الأدميرال تتيلي من أنه مع زيادة الرحلات البحرية في هذه المياه فقد لا تتوفر مثل هذه الحظوظ للسفن الأخرى،و خلص تتيلي إلى القول إن الارتكان على الأمل ليس استراتيجية جيدة عندما يكون عليك التعامل مع عمليات البحث و الإنقاذ،فعند نقطة ما،و في يوم ما،سوف تحصل كارثة،لا تملك قوات خفر السواحل الأميركية سوى قدرة محدودة على القيام بعمليات البحث و الإنقاذ في المحيط المتجمد الشمالي و القطب الجنوبي،و كشف هيوبرت أيضًا أن المنظمة البحرية الدولية لم تضع معايير أعلى لإضافة قوارب النجاة إلى البواخر التي تبحر في المياه الباردة،على الرغم من أنه جرى تقديم هذا الاقتراح للمرة الأولى بعد مقتل ما يزيد عن 1500 شخص عندما اصطدمت الباخرة تايتنك بجبل جليدي قبل مئة عام.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 5/حزيران/2012
باسم حسين الزيدي.
.........
اجمع العلماء ان العقد الماضي من اكثر العقود التي مرت على الكرة الارضية حرارة فيما اكد المختصين ان هذا الارتفاع في درجات الحرارة و المصحوب بالتقلبات المناخية التي ادت الى ظواهر مناخية عدة كالاحتباس الحراري و التصحر و الجفاف و قلة الامطار و ذوبان الثلوج ليس سوى البداية او المقدمة لتغيرات ارضية قد تكون اشد وطئه على الانسان و الحيوان و النبات خصوصاً و ان اعراض تدهور صحة الارض باتت ملموسة للجميع حيث يعاني اليوم الملايين البشر و المليارات من الكائنات الحية من عواقب الاهمال للمناخ نتيجة للملوثات الصناعية و الغازات السامة و التي اثرت بشكل مباشر على الارض و غلافها الجوي،و قد اشارت العديد من التجارب العلمية التي اجريت على الكائنات الحية لمعرفة مدى تأثرها بتغير العوامل الطبيعة و كانت النتائج و التجارب كلها تؤكد حقيقة ان الحياة على الكرة الارضية واقعة تحت تهديد حقيقي مالم يتم العمل بجهود عالمية و استثنائية لتدارك الباقي و تقليل الخسائر و تعويض الاضرار من اجل الحفاض على الطبيعة و الحياة على الكوكب الحي.
.............
ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي.
في سياق متصل تظهر السجلات شهرًا تلو الآخر حدوث ارتفاع في درجات الحرارة التي تسبب تغير المناخ العالمي،و لكن أكبر دليل على التغير البيئي يظهر في المحيط المتجمد الشمالي،فازدياد ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف أصبح يفتح ممرات بحرية جديدة،و يخلق فرصًا جديدة و مخاطرَ جديدة للدول التي لها مصالح في المحيط الواقع في أقصى شمال الكرة الأرضية،و قال الأدميرال البحري في سلاح البحرية الأميركية ديفيد تيتلي،متحدثًا في ندوة نقاش عقدت خلال مؤتمر علمي برعاية الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي في واشنطن في الأول من أيار/مايو،"إننا نعتبر ما يحدث إلى حد ما كما لو أن هناك محيط جديد ينفتح للمرة الأولى منذ 500 عام"،و وصف الأستاذ في جامعة كالغاري،روب هيوبرت، التغييرات المتوقعة للذوبان المتزايد للجليد خلال فصل الصيف في المحيط المتجمد الشمالي بأنها تشكل "تحولا هائلا"،و أضاف، "إننا نشاهد تحولات فيزيائية لم يشهد مثلها الجنس البشري من قبل"،و شارك هيوبرت في كتابة التقرير الذي نشر حديثًا بعنوان "تغير المناخ و الأمن الدولي: القطب الشمالي كعامل رائد"،الذي أُعدّ لمركز حلول المناخ و الطاقة.
و وافق تتيلي على تكهنات هيوبرت بشأن التحولات المترتبة على وجود مصادر مياه مفتوحة جديدة في قمة العالم،و قال تتيلي "إن وجود مياه حيث كان يوجد جليد يغير أنظمة النقل البحري،و ربما يغير كيف تفكر روسيا في مناطقها الشمالية،و يغير طريقة استخراج الموارد،لذلك فهو حقًا عالم مختلف تمامًا"،و اتفق المشاركون في الندوة على أن صناعات متنوعة سوف تجد فرصًا للاستفادة بشكل أكبر من موارد القطب الشمالي،بحيث تشمل استخراج النفط و الغاز،و السياحة،و الشحن البحري، و صيد الأسماك،و سوف يولد هذا التطور تأثيرات حتمية على الملايين الأربعة الذين يعيشون في منطقة القطب الشمالي و كذلك الأمر بالنسبة للدول الثماني التي تعتبر من دول القطب الشمالي و هي كندا و الولايات المتحدة و غرينلاند،البلد الذي يتمتع بالحكم الذاتي ضمن مملكة الدانمارك، و النرويج،و فنلندا،و أيسلندا،و روسيا،و السويد.
هذه الدول الثماني هي أعضاء في مجلس المحيط المتجمد الشمالي،و هو منتدى بين الحكومات أنشئ بمقتضى الاتفاق المتبادل في عام 1996 كوسيلة لتعزيز التعاون و التنسيق و التفاعل بين الأعضاء،و تشير بعض التقديرات إلى أن نسبة 13 بالمئة من كميات النفط غير المكتشفة في العالم موجودة في القطب الشمالي،كما توجد فيه نسبة 30 بالمئة من الغاز الطبيعي غير المكتشف.
و مع نمو الفرص لتحقيق الأرباح و الاستكشافات في القطب الشمالي،سوف تنمو أيضًا احتمالات الاختلافات و النزاعات عندما تتنافس الدول و المصالح للمطالبة بالحقوق،غير أن تتيلي أشار إلى أن الدول المتجاورة حول البحر الكاريبي تتقاسم المياه بالاتفاق فيما بينها،و هو ما يدل على أن التعاون حول الموارد المشتركة أمر ممكن،و مع بروز الفرصة لتحقيق المزيد من الأرباح تأتي المخاطر.
فالقطب الشمالي يعتبر مناخًا غير ودّي للعمل إذ لا يوجد سوى عدد محدود من الخرائط الدقيقة التي رُسمت له مع وجود طيف هائل من المخاطر،من ضمنها درجات الحرارة القاسية و التقنيات غير الدقيقة للتكهن بقوة الجليد و حركة الجليد البحري،و سوف يعني النشاط الاقتصادي المتزايد بالتأكيد تعرض أعداد متزايدة من البشر للمخاطر نتيجة لهذه العوامل المجهولة،و حذر تتيلي من أنه مع قيام بواخر الرحلات السياحية بزيادة رحلاتها في الممرات البحرية للمحيط المتجمد الشمالي التي فُتحت خلال المواسم العديدة السابقة،من المحتمل أن تحدث "كارثة مماثلة للباخرة تايتنك" عند نقطة ما من المياه القطبية،و تجذب شركات بواخر الرحلات البحرية الزبائن الذين يرغبون في أن يشاهدوا عن قرب جبال الجليد و الحيوانات التي تقطن المحيط المتجمد الشمالي،فتبحر في مياه مجهولة، رغم وجود مخاطر كامنة تحت سطح البحر مباشرة.
و لقد واجهت عدة بواخر الرحلات البحرية مشاكل في المحيط المتجمد الشمالي و مياه منطقة القطب الجنوبي و تم إنقاذ من تبقوا على قيد الحياة لأنه تصادف وجود سفن أخرى قريبة منها كانت لديها القدرة على الإنقاذ.
و حذّر الأدميرال تتيلي من أنه مع زيادة الرحلات البحرية في هذه المياه فقد لا تتوفر مثل هذه الحظوظ للسفن الأخرى،و خلص تتيلي إلى القول إن الارتكان على الأمل ليس استراتيجية جيدة عندما يكون عليك التعامل مع عمليات البحث و الإنقاذ،فعند نقطة ما،و في يوم ما،سوف تحصل كارثة،لا تملك قوات خفر السواحل الأميركية سوى قدرة محدودة على القيام بعمليات البحث و الإنقاذ في المحيط المتجمد الشمالي و القطب الجنوبي،و كشف هيوبرت أيضًا أن المنظمة البحرية الدولية لم تضع معايير أعلى لإضافة قوارب النجاة إلى البواخر التي تبحر في المياه الباردة،على الرغم من أنه جرى تقديم هذا الاقتراح للمرة الأولى بعد مقتل ما يزيد عن 1500 شخص عندما اصطدمت الباخرة تايتنك بجبل جليدي قبل مئة عام.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 5/حزيران/2012