التنوع البيئي وحرب الانسان على الطبيعة.
احمد عقيل الجشعمي.
..................
شبكة النبأ: مخلفات المصانع، نفايات الإنسان، مخلفات الوقود، الصيد الغير مشروع، قص الأشجار بدون دراسة، قاذورات البواخر، كل هذه الأسباب وأكثر هي السبب الوحيد الذي تؤدي الى التلوث وبجميع أنواعه، ولكن من الملفت للنظر إن هناك كائن واحد يقوم بتلك الأعمال! حيث يعتبر المسبب الأساسي والرئيسي في ذلك ولولاه او لولى محافظته على بيئته لما تلوثت، الا وهو الإنسان فعدم وجود الوعي الكافي والاهتمام الذاتي لبيئته يجعله ومن دون ان يعلم ان يخلق جوا ملوثا خطيرا قد يرجع الضرر عليه ويفتك به.
فأن الانقراض الذي سجلته العديد من البحوث التي قام بها الدارسين والمهتمين بنظافة البيئة الحاصل في المجال الحيواني والنباتي وبحسب ما صنفوه فهو خطير جدا، ويفسرون ذلك عن طريق النقص الحاصل في مادة الأوكسجين اذا تم قطع كميات كبيرة من غابات الأشجار، الذي بدوره يؤدي الى حدوث خلل في التوازن الهواء الذي يستنشقه الإنسان، كما وجود ضعف او نقص في الحيوانات او الأسماك عن طريق صيدها بشكل غير قانوني وغير منطقي يجعل ذلك عملية التكاثر صعبة ومستحيلة وفي الأخر يجعل ذلك الحصول على الغذاء او الاحتياجات الأخرى للحياة مهددة، لأن الحياة تعتمد على سلسلة وإذا فقدت أي حلقة منها فأن باقي الحلقات ستتباعد وتحصل فجوة كبيرة تهدد وجود الإنسان على الأرض.
الأمم المتحدة تحذر
فقد قالت دراسة أشرفت عليها الأمم المتحدة ان الحكومات والشركات في حاجة الى إصلاح السياسات والاستراتيجيات للتصدي للخسارة السريعة في الثروات الطبيعية التي تقدر بتريليونات الدولارات لكنها اعتبرت أمرا مفروغا منه لفترة طويلة.
وتقدر الأمم المتحدة حجم الأضرار في الثروات الطبيعية التي تشمل الغابات والأراضي الرطبة والمراعي بين تريليونين و 4.5 تريليون دولار سنويا لكن الرقم لم يدرج في بيانات اقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي أو في أي حسابات الشركات.
وقال بافان سوخديف الذي قاد الدراسة التي أجرتها مبادرة اقتصادات الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي وهي مبادرة تحظى بمساندة من الأمم المتحدة ان هذا "الاغفال" يحتاج الى تعديل بحيث يمكن اتخاذ خطوات لحماية الأنظمة البيئية التي هي مصدر رئيسي للغذاء والمياه والدخل. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وأضاف "للأسف يعني غياب رؤية اقتصادية لهذه الحقائق اننا تعاملنا مع هذه الامور بعدم اكتراث وانها لا تحظى بأهمية عند مناقشة السياسات أو المسائل التجارية." وقال التقرير انه على سبيل المثال يمكن أن يؤدي خفض معدلات إزالة الأشجار الى النصف بحلول 2030 الى تقليص الأضرار الناجمة عن تغير المناخ التي تقدر بأكثر من 3.7 تريليون دولار.
وأضاف التقرير أن تدمير الشعاب المرجانية لا يلحق أضرارا فقط بالحياة البحرية لكنه يمثل أيضا مخاطر على المجتمعات المحلية. ويعتمد نحو 30 مليون نسمة على موارد ترتبط بالشعاب المرجانية في إنتاج الغذاء والدخل وأسباب الرزق. وقال سوخديف "لقد فاقمت من معاناة البشر لاسيما من يقبعون في قاع الهرم الاقتصادي."
أنواع مفقودة
بينما تظهر دراسة انه أعيد اكتشاف أكثر من ثلث أنواع الثدييات التي كانت تعتبر منقرضة او مفقودة بالعالم وأن جهدا كبيرا يهدر في محاولة العثور على أنواع لم تعد هناك فرصة لظهورها مرة أخرى. وتقول الأمم المتحدة ان ثمة أنواع تواجه معدل انقراض متسارعا بسبب التلوث وتغير المناخ وفقد موطنها الطبيعي والصيد وان هذا المعدل يعرض الأنظمة البيئية لمخاطر أكبر من ذي قبل.
وقال باحثون في جامعة كوينزلاند في استراليا ان فهم أنماط الانقراض بصورة أفضل قد يوفر موارد أكبر للعثور على أنواع مسجلة على أنها مفقودة. وذكرت ديانا فيشر التي قادت جهود أعداد الدراسة "في الماضي كان شعور بالسعادة الغامرة ينتاب الناس عند العثور مرة اخرى على أنواع منفردة دون النظر للصورة الأكبر وإدراك ان الأمر ليس عشوائيا."
ودرست فيشر وزميلها سايمون بلومبرج بيانات عن معدلات إعادة اكتشاف ثدييات مفقودة لمعرفة ما اذا كان يمكن رصد الانقراض بشكل متساو لدى اختلاف أسبابه كما ارادا معرفة العوامل التي قد تؤثر على إمكانية اكتشاف الأنواع من جديد. ووجد الباحثان ان احتمال الخطأ في تصنيف الأنواع على أنها منقرضة أو لا تزال مفقودة أكبر بكثير في الأنواع التي تتأثر بفقد موطنها الطبيعي عن تلك التي تتأثر بالأمراض أو الحيوانات المفترسة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وذكرت الدراسة "يجري إهدار موارد حفظ الأنواع في البحث عن أنواع لا توجد فرصة لاكتشافها مجددا بينما لا تحظى معظم الفصائل المفقودة بأي اهتمام" مشيرة لجهود محاولة العثور على نمر تسمانيا. وشهدت إحدى حدائق الحيوان عام 1936 نفوق اخر نمر من هذا النوع كان يعرف بوجوده في العالم.: خطر الاندثار
من جانبها ذكرت دراسة عالمية ان واحدا من بين كل خمسة من 380 ألف نوع من النباتات في العالم مهدد بالاندثار وان النشاط البشري هو السبب في الجانب الأكبر من الأضرار التي تلحق بهذه النباتات. ووجد علماء من حدائق بوتانك في كيو ببريطانيا ومتحف التاريخ الطبيعي في لندن والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أن أكثر من 22 بالمائة من الأنواع معرضة للخطر بدرجات متفاوتة.
وقال التقرير "أكبر تهديد منفرد هو تحويل المواطن الطبيعية للنباتات الى الاستخدام الزراعي وهو ما يؤثر بشكل مباشر على 33 بالمئة من الأنواع المهددة بالاندثار." وأعلنت هذه النتائج قبل قمة للأمم المتحدة من المقرر ان تعقد في منتصف أكتوبر تشرين الأول في ناجويا باليابان حيث من المنتظر ان تحدد الحكومات أهدافا جديدة لمحاولة الحفاظ على المزيد من النباتات والحيوانات في العالم. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال ستيفن هوبر مدير كيو "لا نستطيع الجلوس ورؤية أنواع نباتات تندثر. النباتات هي أساس الحياة كلها على الأرض وهي التي تمنح الهواء النقي والماء والغذاء والطاقة. حياة جميع الحيوانات والطيور تعتمد عليها وكذلك نحن أيضا."
ووجدت الدراسة ان الزراعة والتطوير العقاري وقطع الأشجار واستخدام الأرض لتربية المواشي من بين الأسباب الرئيسية التي تهدد أنواع النباتات. وقالت ان أكثر المناطق تضررا هي الغابات المدارية مثل الغابات المطيرة في البرازيل.
وقف الانقراض
فيما يدرس زعماء العالم هدفا لوقف حالات انقراض الحيوانات والنباتات بحلول 2020 يقدره عديد من الخبراء بأنه تفاؤل مستحيل لتهديدات متزايدة مثل التغير المناخي وفقدان بيئات طبيعية.
وقالت انا لاريجاودري المديرة التنفيذية لأمانة التجمع الدولي لخبراء التنوع البيولوجي (ديفرسيتاس) الذي يتخذ من باريس مقرا له "حالات فقدان التنوع الحيوي في تسارع." ويضم ديفرسيتاس جماعات من علماء دوليين ويقدر ان الهدف الذي وضعته خطة مسودة الأمم المتحدة صعب المنال في 2020.
وتناقش دول في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الثاني والعشرين من سبتمبر أيلول كيفية حماية التنوع النباتي والحيواني وهو الشيء الحيوي لكل شيء من الغذاء وحتى المياه النقية وذلك بعد الفشل في تحقيق الهدف الذي وضع في 2002 والذي كان يهدف الى "تقليل كبير" في حالات الفقدان بحلول 2010. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وأحرز العالم بعض التقدم منذ 2002 مثل التوسع في حماية مناطق الحياة البرية. لكن دراسات الأمم المتحدة تقول ان معدلات الانقراض تتزايد بمعدل ألف مرة أعلى من تلك المعدلات التي تستنتج من الأرقام القياسية للوقود الاحفوري في أسوء أزمة منذ الدمار الذي تعرضت له الديناصورات منذ 65 مليون عام. وتطالب مسودة خطة إستراتيجية للامم المتحدة لعام 2020 والتي من المقرر ان يصادق عليها رسميا في محادثات الأمم المتحدة في اليابان في اكتوبر تشرين الاول "بعمل فعال وعاجل" اما "لوقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول 2020" او "نحو وقف فقدان التنوع البيولوجي" بدون موعد محدد. وقال اكيم شتاينر رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة " هدفنا هو وقف فقدان التنوع البيولوجي.
" هل يمكننا بالفعل الموافقة على أهداف وجداول زمنية تقودنا الى هذا في غضون عقد؟ سيكون هذا كفاح هائل." وحث شتاينر على أهداف صارمة. والى جانب الهدف الإجمالي لعام 2020 تشتمل مسودة الخطة الإستراتيجية على بعض الأهداف يمكن قياسها بصورة اكبر مثل خيار "إنهاء الصيد الجائر" او تقليل التصحر الى "النصف" بحلول 2020.
وتضيف الزيادة البشرية وانتشار المدن والتلوث والاحتباس الحراري لمشاكل ضارة بالبيئة وخدمات مجانية حيوية تراوح من حشرة تلقيح المحاصيل الى الشعاب المرجانية التي تعد حضانات للأسماء.
التلوث يهدد محمية طبيعية
من جانب آخر، وفي ركن ناء بالصحراء المغربية تضم منطقة من الأراضي الرطبة العديد من أنواع الطيور المختلفة. تقع بحيرة نعيلة التي يضمها متنزه أنخيليس الوطني على بعد نحو 70 كيلومترا من مدينة طانطان في جنوب المغرب وهي من أجمل المواقع الطبيعية في المملكة ويعيش فيها العديد من فصائل الطيور.
يمر زهاء 25 ألفا من الطيور المهاجرة سنويا بمنطقة البحيرة في رحلتها بين الشمال والجنوب في فصلي الخريف والربيع. والبحيرة واحدة من أربعة مواقع ذات أهمية بيولوجية وبيئية تحظى بالحماية بموجب اتفاقية رامسار للأراضي أو المناطق الرطبة المبرمة عام 1971. وتهدف الاتفاقية لتشجيع الحفاظ على الاراضي الرطبة من خلال اجراءات على المستوى الوطني والتعاون الدولي.
لكن المخلفات والنفايات التي تلقيها السفن العابرة في الممرات المائية القريبة من البحيرة بدأت تلوث البحيرة وشواطئها في السنوات الاخيرة وتهدد حاليا أنواع الحياة البرية الموجودة فيها. وذكر محمد الريبي رئيس إدارة المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية في المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الموقع أصبح رسميا محمية طبيعية في عام 2006.
وقال الريبي "كانت أهمية الحفاظ على أنواع الطيور المهاجرة والأراضي الرطبة هي العنصر الرئيسي الذي أهل هذا الموقع ليصبح محمية. حدث ذلك عام 2006. أنخيليس متنزه طبيعي صحراوي في المغرب." وتجتذب البحيرة هواة مراقبة الطيور والعلماء لزيارتها. ويستأجر بعض أولئك الزوار قوارب صغيرة لتقلهم في جولات على مياه البحيرة. ويصطحب محمد عياش السائحين القادمين لزيارة المحمية في قاربه الصغير.
ويقول عياش "الزوار يأتون من أوروبا ونأخذهم على متن هذه القوارب الصغيرة. يأتون لمراقبة الطيور المهاجرة والتقاط صور لها داخل البحر. أكثرية هؤلاء الزوار من أوروبا الشمالية ومن فرنسا واسبانيا. لكن الزوار المغاربة قليلون للأسف الشديد." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
ويهدد التلوث تلك البقعة الطبيعية الجميلة بعد أن أصبحت شواطئ البحيرة مليئة بالنفايات وآبار التلوث. وذكر عبد الله مقراني عضو تعاونية نعيلة للصيد التقليدي وحماية البيئة أن السفن العابرة تلقي مخلفاتها في مياه البحر فتحملها التيارات البحرية الى نعيلة وتبقى على شواطيء البحيرة.
وقال "نحن جمعية تحافظ على البيئة ونحاول أن نحافظ عليها باستمرار. لكن رغم ذلك وبسبب التيار فان النفايات التي يرميها أصحاب القوارب الكبيرة تصل الى شاطئنا. من خلال هذا المنبر الإعلامي نناشد أصحاب هذه القوارب أن يتعاونوا معنا لمحاربة هذه الظاهرة."
وتسعى السلطات المغربية بالتعاون مع السكان المحليين والمنظمات غير الحكومية الى تشجيع التنمية المستدامة في متنزه أنخيليس الوطني لكنها تقول ان بعد المنطقة عن العمران أدى الى بطء نتائج تلك الجهود.
احمد عقيل الجشعمي.
..................
شبكة النبأ: مخلفات المصانع، نفايات الإنسان، مخلفات الوقود، الصيد الغير مشروع، قص الأشجار بدون دراسة، قاذورات البواخر، كل هذه الأسباب وأكثر هي السبب الوحيد الذي تؤدي الى التلوث وبجميع أنواعه، ولكن من الملفت للنظر إن هناك كائن واحد يقوم بتلك الأعمال! حيث يعتبر المسبب الأساسي والرئيسي في ذلك ولولاه او لولى محافظته على بيئته لما تلوثت، الا وهو الإنسان فعدم وجود الوعي الكافي والاهتمام الذاتي لبيئته يجعله ومن دون ان يعلم ان يخلق جوا ملوثا خطيرا قد يرجع الضرر عليه ويفتك به.
فأن الانقراض الذي سجلته العديد من البحوث التي قام بها الدارسين والمهتمين بنظافة البيئة الحاصل في المجال الحيواني والنباتي وبحسب ما صنفوه فهو خطير جدا، ويفسرون ذلك عن طريق النقص الحاصل في مادة الأوكسجين اذا تم قطع كميات كبيرة من غابات الأشجار، الذي بدوره يؤدي الى حدوث خلل في التوازن الهواء الذي يستنشقه الإنسان، كما وجود ضعف او نقص في الحيوانات او الأسماك عن طريق صيدها بشكل غير قانوني وغير منطقي يجعل ذلك عملية التكاثر صعبة ومستحيلة وفي الأخر يجعل ذلك الحصول على الغذاء او الاحتياجات الأخرى للحياة مهددة، لأن الحياة تعتمد على سلسلة وإذا فقدت أي حلقة منها فأن باقي الحلقات ستتباعد وتحصل فجوة كبيرة تهدد وجود الإنسان على الأرض.
الأمم المتحدة تحذر
فقد قالت دراسة أشرفت عليها الأمم المتحدة ان الحكومات والشركات في حاجة الى إصلاح السياسات والاستراتيجيات للتصدي للخسارة السريعة في الثروات الطبيعية التي تقدر بتريليونات الدولارات لكنها اعتبرت أمرا مفروغا منه لفترة طويلة.
وتقدر الأمم المتحدة حجم الأضرار في الثروات الطبيعية التي تشمل الغابات والأراضي الرطبة والمراعي بين تريليونين و 4.5 تريليون دولار سنويا لكن الرقم لم يدرج في بيانات اقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي أو في أي حسابات الشركات.
وقال بافان سوخديف الذي قاد الدراسة التي أجرتها مبادرة اقتصادات الأنظمة البيئية والتنوع الحيوي وهي مبادرة تحظى بمساندة من الأمم المتحدة ان هذا "الاغفال" يحتاج الى تعديل بحيث يمكن اتخاذ خطوات لحماية الأنظمة البيئية التي هي مصدر رئيسي للغذاء والمياه والدخل. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وأضاف "للأسف يعني غياب رؤية اقتصادية لهذه الحقائق اننا تعاملنا مع هذه الامور بعدم اكتراث وانها لا تحظى بأهمية عند مناقشة السياسات أو المسائل التجارية." وقال التقرير انه على سبيل المثال يمكن أن يؤدي خفض معدلات إزالة الأشجار الى النصف بحلول 2030 الى تقليص الأضرار الناجمة عن تغير المناخ التي تقدر بأكثر من 3.7 تريليون دولار.
وأضاف التقرير أن تدمير الشعاب المرجانية لا يلحق أضرارا فقط بالحياة البحرية لكنه يمثل أيضا مخاطر على المجتمعات المحلية. ويعتمد نحو 30 مليون نسمة على موارد ترتبط بالشعاب المرجانية في إنتاج الغذاء والدخل وأسباب الرزق. وقال سوخديف "لقد فاقمت من معاناة البشر لاسيما من يقبعون في قاع الهرم الاقتصادي."
أنواع مفقودة
بينما تظهر دراسة انه أعيد اكتشاف أكثر من ثلث أنواع الثدييات التي كانت تعتبر منقرضة او مفقودة بالعالم وأن جهدا كبيرا يهدر في محاولة العثور على أنواع لم تعد هناك فرصة لظهورها مرة أخرى. وتقول الأمم المتحدة ان ثمة أنواع تواجه معدل انقراض متسارعا بسبب التلوث وتغير المناخ وفقد موطنها الطبيعي والصيد وان هذا المعدل يعرض الأنظمة البيئية لمخاطر أكبر من ذي قبل.
وقال باحثون في جامعة كوينزلاند في استراليا ان فهم أنماط الانقراض بصورة أفضل قد يوفر موارد أكبر للعثور على أنواع مسجلة على أنها مفقودة. وذكرت ديانا فيشر التي قادت جهود أعداد الدراسة "في الماضي كان شعور بالسعادة الغامرة ينتاب الناس عند العثور مرة اخرى على أنواع منفردة دون النظر للصورة الأكبر وإدراك ان الأمر ليس عشوائيا."
ودرست فيشر وزميلها سايمون بلومبرج بيانات عن معدلات إعادة اكتشاف ثدييات مفقودة لمعرفة ما اذا كان يمكن رصد الانقراض بشكل متساو لدى اختلاف أسبابه كما ارادا معرفة العوامل التي قد تؤثر على إمكانية اكتشاف الأنواع من جديد. ووجد الباحثان ان احتمال الخطأ في تصنيف الأنواع على أنها منقرضة أو لا تزال مفقودة أكبر بكثير في الأنواع التي تتأثر بفقد موطنها الطبيعي عن تلك التي تتأثر بالأمراض أو الحيوانات المفترسة. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وذكرت الدراسة "يجري إهدار موارد حفظ الأنواع في البحث عن أنواع لا توجد فرصة لاكتشافها مجددا بينما لا تحظى معظم الفصائل المفقودة بأي اهتمام" مشيرة لجهود محاولة العثور على نمر تسمانيا. وشهدت إحدى حدائق الحيوان عام 1936 نفوق اخر نمر من هذا النوع كان يعرف بوجوده في العالم.: خطر الاندثار
من جانبها ذكرت دراسة عالمية ان واحدا من بين كل خمسة من 380 ألف نوع من النباتات في العالم مهدد بالاندثار وان النشاط البشري هو السبب في الجانب الأكبر من الأضرار التي تلحق بهذه النباتات. ووجد علماء من حدائق بوتانك في كيو ببريطانيا ومتحف التاريخ الطبيعي في لندن والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أن أكثر من 22 بالمائة من الأنواع معرضة للخطر بدرجات متفاوتة.
وقال التقرير "أكبر تهديد منفرد هو تحويل المواطن الطبيعية للنباتات الى الاستخدام الزراعي وهو ما يؤثر بشكل مباشر على 33 بالمئة من الأنواع المهددة بالاندثار." وأعلنت هذه النتائج قبل قمة للأمم المتحدة من المقرر ان تعقد في منتصف أكتوبر تشرين الأول في ناجويا باليابان حيث من المنتظر ان تحدد الحكومات أهدافا جديدة لمحاولة الحفاظ على المزيد من النباتات والحيوانات في العالم. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وقال ستيفن هوبر مدير كيو "لا نستطيع الجلوس ورؤية أنواع نباتات تندثر. النباتات هي أساس الحياة كلها على الأرض وهي التي تمنح الهواء النقي والماء والغذاء والطاقة. حياة جميع الحيوانات والطيور تعتمد عليها وكذلك نحن أيضا."
ووجدت الدراسة ان الزراعة والتطوير العقاري وقطع الأشجار واستخدام الأرض لتربية المواشي من بين الأسباب الرئيسية التي تهدد أنواع النباتات. وقالت ان أكثر المناطق تضررا هي الغابات المدارية مثل الغابات المطيرة في البرازيل.
وقف الانقراض
فيما يدرس زعماء العالم هدفا لوقف حالات انقراض الحيوانات والنباتات بحلول 2020 يقدره عديد من الخبراء بأنه تفاؤل مستحيل لتهديدات متزايدة مثل التغير المناخي وفقدان بيئات طبيعية.
وقالت انا لاريجاودري المديرة التنفيذية لأمانة التجمع الدولي لخبراء التنوع البيولوجي (ديفرسيتاس) الذي يتخذ من باريس مقرا له "حالات فقدان التنوع الحيوي في تسارع." ويضم ديفرسيتاس جماعات من علماء دوليين ويقدر ان الهدف الذي وضعته خطة مسودة الأمم المتحدة صعب المنال في 2020.
وتناقش دول في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الثاني والعشرين من سبتمبر أيلول كيفية حماية التنوع النباتي والحيواني وهو الشيء الحيوي لكل شيء من الغذاء وحتى المياه النقية وذلك بعد الفشل في تحقيق الهدف الذي وضع في 2002 والذي كان يهدف الى "تقليل كبير" في حالات الفقدان بحلول 2010. بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وأحرز العالم بعض التقدم منذ 2002 مثل التوسع في حماية مناطق الحياة البرية. لكن دراسات الأمم المتحدة تقول ان معدلات الانقراض تتزايد بمعدل ألف مرة أعلى من تلك المعدلات التي تستنتج من الأرقام القياسية للوقود الاحفوري في أسوء أزمة منذ الدمار الذي تعرضت له الديناصورات منذ 65 مليون عام. وتطالب مسودة خطة إستراتيجية للامم المتحدة لعام 2020 والتي من المقرر ان يصادق عليها رسميا في محادثات الأمم المتحدة في اليابان في اكتوبر تشرين الاول "بعمل فعال وعاجل" اما "لوقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول 2020" او "نحو وقف فقدان التنوع البيولوجي" بدون موعد محدد. وقال اكيم شتاينر رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة " هدفنا هو وقف فقدان التنوع البيولوجي.
" هل يمكننا بالفعل الموافقة على أهداف وجداول زمنية تقودنا الى هذا في غضون عقد؟ سيكون هذا كفاح هائل." وحث شتاينر على أهداف صارمة. والى جانب الهدف الإجمالي لعام 2020 تشتمل مسودة الخطة الإستراتيجية على بعض الأهداف يمكن قياسها بصورة اكبر مثل خيار "إنهاء الصيد الجائر" او تقليل التصحر الى "النصف" بحلول 2020.
وتضيف الزيادة البشرية وانتشار المدن والتلوث والاحتباس الحراري لمشاكل ضارة بالبيئة وخدمات مجانية حيوية تراوح من حشرة تلقيح المحاصيل الى الشعاب المرجانية التي تعد حضانات للأسماء.
التلوث يهدد محمية طبيعية
من جانب آخر، وفي ركن ناء بالصحراء المغربية تضم منطقة من الأراضي الرطبة العديد من أنواع الطيور المختلفة. تقع بحيرة نعيلة التي يضمها متنزه أنخيليس الوطني على بعد نحو 70 كيلومترا من مدينة طانطان في جنوب المغرب وهي من أجمل المواقع الطبيعية في المملكة ويعيش فيها العديد من فصائل الطيور.
يمر زهاء 25 ألفا من الطيور المهاجرة سنويا بمنطقة البحيرة في رحلتها بين الشمال والجنوب في فصلي الخريف والربيع. والبحيرة واحدة من أربعة مواقع ذات أهمية بيولوجية وبيئية تحظى بالحماية بموجب اتفاقية رامسار للأراضي أو المناطق الرطبة المبرمة عام 1971. وتهدف الاتفاقية لتشجيع الحفاظ على الاراضي الرطبة من خلال اجراءات على المستوى الوطني والتعاون الدولي.
لكن المخلفات والنفايات التي تلقيها السفن العابرة في الممرات المائية القريبة من البحيرة بدأت تلوث البحيرة وشواطئها في السنوات الاخيرة وتهدد حاليا أنواع الحياة البرية الموجودة فيها. وذكر محمد الريبي رئيس إدارة المتنزهات الوطنية والمحميات الطبيعية في المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الموقع أصبح رسميا محمية طبيعية في عام 2006.
وقال الريبي "كانت أهمية الحفاظ على أنواع الطيور المهاجرة والأراضي الرطبة هي العنصر الرئيسي الذي أهل هذا الموقع ليصبح محمية. حدث ذلك عام 2006. أنخيليس متنزه طبيعي صحراوي في المغرب." وتجتذب البحيرة هواة مراقبة الطيور والعلماء لزيارتها. ويستأجر بعض أولئك الزوار قوارب صغيرة لتقلهم في جولات على مياه البحيرة. ويصطحب محمد عياش السائحين القادمين لزيارة المحمية في قاربه الصغير.
ويقول عياش "الزوار يأتون من أوروبا ونأخذهم على متن هذه القوارب الصغيرة. يأتون لمراقبة الطيور المهاجرة والتقاط صور لها داخل البحر. أكثرية هؤلاء الزوار من أوروبا الشمالية ومن فرنسا واسبانيا. لكن الزوار المغاربة قليلون للأسف الشديد." بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
ويهدد التلوث تلك البقعة الطبيعية الجميلة بعد أن أصبحت شواطئ البحيرة مليئة بالنفايات وآبار التلوث. وذكر عبد الله مقراني عضو تعاونية نعيلة للصيد التقليدي وحماية البيئة أن السفن العابرة تلقي مخلفاتها في مياه البحر فتحملها التيارات البحرية الى نعيلة وتبقى على شواطيء البحيرة.
وقال "نحن جمعية تحافظ على البيئة ونحاول أن نحافظ عليها باستمرار. لكن رغم ذلك وبسبب التيار فان النفايات التي يرميها أصحاب القوارب الكبيرة تصل الى شاطئنا. من خلال هذا المنبر الإعلامي نناشد أصحاب هذه القوارب أن يتعاونوا معنا لمحاربة هذه الظاهرة."
وتسعى السلطات المغربية بالتعاون مع السكان المحليين والمنظمات غير الحكومية الى تشجيع التنمية المستدامة في متنزه أنخيليس الوطني لكنها تقول ان بعد المنطقة عن العمران أدى الى بطء نتائج تلك الجهود.