التغيرات المناخية تزيد من مزاج الارض حرارة.
باسم حسين الزيدي.
.......
مرت الكرة الارضية مؤخراً بسنوات عجاف تغير خلالها مناخ الطبيعية كثيراً بعد ان تحول الى المزاجية و التغيرات الجذرية بين ارتفاع درجات الحرارة و موجات الحر و الجفاف و العواصف و غيره،و يعزو العلماء و الباحثون اسباب هذه التقلبات المناخية الى العامل البشري و نشاطاته الصناعية و غيرها و التي ساهمت بشكل مباشر في التأثير بتوازن الطبيعية و اختلال المناخ الارضي،و في حين يسعى المهتمون بشأن الطبيعة و دراسة هذه التغيرات و محاولة التقليل من تداعياتها الخطيرة على البشرية ما زال التجاهل و الجور عليها هو السمة الغالبة لدى الاخرين في الايغال بحرمان الطبيعة من حقوقه،ان ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات قياسية و غير مسبوقة جعلت من العقد الماضي مميزاً للغاية خصوصاً و ان تاريخ البشرية لم يشهد هذا التغير في المناخ من قبل و ما رافقته من سوء الاوضاع الطبيعية و تأثيرها السلبي على الكرة الارضية و الاضرار المباشرة على سكانها و التي راح ضحيتها الالاف في مناطق مختلفة من العالم حتى باتت الكوارث الطبيعية من اشد الاخطار التي تهدد الانسانية و امنها بالزوال في حال استمر الحال على ما هو عليه من الاهمال و التعدي من قبل الدول و المنظمات و الشركات الصناعية.
........
ارتفاع حرارة الارض.
حيث ذكرت دراسة بدورية "الطبيعة و التغير المناخي" مؤخراً ان الظواهر الجوية العنيفة خلال العقد الماضي زادت و كانت على الارجح نتيجة ارتفاع درجة حرارة الارض الناجم عن النشاط الانساني،و استعان علماء في معهد بوتسدام لابحاث المناخ و الفيزياء بتحليلات احصائية و محاكاة الكترونية للربط بين هطول امطار غزيرة و موجات حر من جانب و بين ارتفاع درجة حرارة الارض من جانب اخر،و كانت العلاقة بين ارتفاع الحرارة و بين العواصف اقل وضوحا،و ذكرت الدراسة "من المرجح جدا ان العديد من الموجات القاسية غير المسبوقة خلال العقد الماضي لم تكن لتحدث لولا ارتفاع درجة حرارة الارض بفعل النشاط البشري"،و كانت السنون العشر الماضية الاعلى على الارجح في درجات الحرارة على مستوى العالم منذ الف عام على الاقل،و كان العام الماضي العام الحادي عشر في قائمة الاعوام الاشد حرارة في التاريخ وفقا لما قالته منظمة الارصاد الجوية العالمية،و موجات الطقس الشديدة مدمرة في تأثيراتها و قد أثرت على كافة مناطق الارض تقريبا، و تشمل هذه الموجات الفيضانات و فصول الصيف ذات الحرارة شديدة الارتفاع باوروبا و الرقم القياسي للعواصف المدارية و اعاصير المحيط الاطلسي عام 2005 و اشد فصول الصيف حرارة في روسيا عام 2010 منذ 1500 و ايضا اسوأ موجة فيضان تضرب باكستان على الاطلاق.بحسب رويترز.
و في العام الماضي وحده شهدت الولايات المتحدة 14 ظاهرة مناخية تسببت في خسائر قدرت اثار الواحدة بأكثر من مليار دولار،و تقول الدراسة ان كثرة الموجات الشديدة ليس امرا طبيعي، و حتى خلال الفترة بين 13 و19 مارس حطمت الارقام القياسية لاعلى درجات حرارة مسجلة في اكثر من الف مكان بامريكا الشمالية،و بالنسبة لبعض انواع الظواهر المناخية العنيفة توجد اسباب فيزيائية تفسر سبب زيادتها في الفترة الحالية التي تشهد ارتفاع درجة حرارة الارض،و على سبيل المثال تقول الدراسة انه اذا ارتفع متوسط درجات الحرارة تزداد بدورها عدد موجات الحر،و يمكن ايضا للظواهر المناخية الاعتيادية مثل النينو و ظاهرة "لا نينا" ان تسبب ارتفاعا في درجات الحرارة او تزيد الترسيب الذي يؤدي بدوره الى وقوع فيضانات،و شهدت الاعوام الاخيرة عددا كبيرا بشكل استثنائي في موجات الحرارة القياسية و المدمرة في عدة مناطق على الارض،و ترى الدراسة ان الكثير من هذه الموجات ان لم تكن اغلبها لم تكن لتحدث لولا ارتفاع درجة حرارة الارض،و في الفترة الراهنة تشهد الولايات المتحدة و استراليا نحو ضعف عدد ايام الحرارة المرتفعة المسجلة كما تضاعفت تقريبا مدة موجات الحرارة في الصيف باوروبا الغربية وزاد تكرار ايام حارة بواقع الثلاثة اضعاف تقريبا خلال الفترة من عام 1880 و حتى عام 2005،و تشهد مساحة 10 في المئة تقريبا من كل اليابسة فصول صيف شديدة الحرارة مقارنة بنحو 0.1 - 0.2 في المئة خلال الفترة بين 1951 و1980 وفقا لما تقوله الدراسة،و اضافت الدراسة ان العلاقة بين العواصف و الاعاصير من جهة و ارتفاع درجة حرارة الارض ليست قاطعة لكنها اوضحت انه يمكن نسب بعض من احدث موجات الامطار الغزيرة الاخيرة لتأثيرات بشرية على المناخ.
.....
الاختلال المناخي تهديد للأمن.
في سياق متصل اعتبر كومي نايدو المدير التنفيذي لمنظمة "غرينبيس" خلال المداخلة الأولى لهذه المنظمة غير الحكومية الدولية في مؤتمر ميونيخ عن الأمن،أن الاختلال المناخي يشكل أكبر تهديد للأمن الدولي،و قال نايدو "لا أدري أي أسلحة ستستخدم خلال الحرب العالمية الثالثة لكنني أعلم أن الحرب الرابعة ستشن بالأحجار و العصي" مشيرا إلى أنه يتوقع ثورة يشنها الأكثر فقرا في حال لم تتخذ تدابير طارئة لتخفيض المخاطر المرتبطة بالكوارث البيئية،و أضاف كومي نايدو "نشهد نشوب عدة أزمات بالتزامن من الأزمة الغذائية و الأزمة المناخية و أزمة الفقر،مرورا طبعا بالأزمة المالية و الأزمة الديموغرافية وصولا إلى أزمة حوكمة ديموقراطية شاملة"،و دعا المدير التنفيذي للمنظمة البيئية الدبلوماسيين و المسؤولين عن شؤون الدفاع الملتئمين في ميونيخ إلى "التوقف عن زيادة النفقات العسكرية" و اتخاذ قرارات مهمة بغية ايجاد حلول مستدامة لهذه الأزمات المختلفة،و كانت تلك هي المرة الأولى التي يدعى فيها المدير التنفيذي لمنظمة "غرينبيس" إلى إلقاء خطاب خلال هذا المؤتمر السنوي بحضور مسؤولين من اكثر من 70 بلدا.بحسب فرانس برس.
.......
العقد الأكثر حرارة في التاريخ.
فيما اعتبر العقد الممتد من العام 2001 إلى العام 2011 "أكثر العقود حرارة في التاريخ و على مستوى القارات جميعها"،بحسب ما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،و قد سجل متوسط درجات الحرارة خلال هذا العقد 14،46 درجة مئوية،مقابل 14،25 درجة في العقد الممتد من العام 1991 إلى العام 2000 و 14،12 درجة في العقد الممتد من العام 1981 إلى العام 1990،و قد سجل متوسط درجات الحرارة هذا،على سطح الأرض،على اليابسة و في البحر،و شرحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن "وتيرة التغير المناخي قد تسارعت خلال هذا العقد" مضيفة أن "وتيرة الاحترار باتت (ملحوظة) منذ العام 1971"،و أضافت،صحيح أن بعض الظواهر الجوية من قبيل لا نينيا قد "خفضت من حرارة المناخ بصورة مؤقتة خلال بعض السنوات"،غير أنها لم تتمكن من وضع حد "الاحترار السائد عموما"،و تعتبر المنظمة أن "التراجع الهائل و المستمر للجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية (أركتيك)" يشكل واحدة من أبرز خصائص تغير المناخ خلال السنوات العشر الأخيرة،و قد وردت هذه البيانات في تقرير نشرت منه مقتطفات أولية في وقت سابق،على أن تصدر النسخة الكاملة منه خلال العام 2012.بحسب فرانس برس.
و في ما يخص الفترة الممتدة من العام 2001 إلى العام 2010،تعتبر سنة 2010 أكثر السنوات حرارة التي شهدها العالم منذ العام 1850 بداية جمع البيانات،و قد بلغ متوسط درجات الحرارة خلال هذه السنة 14،53 درجة مئوية يليه عن كثب المتوسط الذي سجل في العام 2005 و بلغ 14،51 درجة مئوية،و شهد هذا العقد أيضا ظواهر مناخية قصوى من قبيل الفيضانات و موجات الجفاف و الأعاصير و موجات البرد و الحر،و قد ضربت موجة حر لم يشهد لها مثيل أوروبا في العام 2003،في حين ضربت أخرى روسيا في العام 2010،و كانت لهما "تداعيات كارثية" إذ "قضى آلاف الأشخاص،كما اجتاحت الحرائق الغابات في المناطق المعنية"،إلى ذلك،ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الفيضانات اجتاحت أوروبا الشرقية في العامين 2001 و 2005 و إفريقيا في العام 2008 و باكستان و أستراليا في العام 2010،و قد كشف 48 بلدا من أصل 102 بلد مشمول في الدراسة التي أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،تحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة خلال هذه الفترة، أما في ما يتعلق بالأعاصير،فقد سجلت أيضا رقما قياسيا في منطقة شمال الأطلسي،و قد أتت حصيلة ضحايا إعصار كاترينا قياسية في الولايات المتحدة في العام 2005،بعدما لقي 1800 شخص مصرعهم، و في العام 2008،أودى إعصار نارجيس الاستوائي بحياة أكثر من 70 ألف شخص في ما اعتبر "أسوأ كارثة طبيعية تشهدها بورما و الإعصار الإستوائي الأكثر فتكا خلال العقد برمته".
.......
الحرارة المرتفعة تضر بمحاصيل القمح.
من جهتها اوضحت دراسة امريكية ان الحر الشديد يمكن ان يتسبب في شيخوخة محاصيل القمح بصورة اسرع و يخفض الكمية المنتجة مما يؤكد التحدي الذي يواجه اطعام سكان العالم الذين يتزايدون بشكل سريع مع ارتفاع درجة حرارة العالم،و عرف العلماء و المزارعون منذ فترة طويلة ان ارتفاع درجة الحرارة يمكن ان يضر بالمحاصيل و اوضحت دراسة ترأستها جامعة ستانفورد و نشرت يوم الاثنين كيف يحدث الضرر عن طريق تتبع معدلات شيخوخة القمح،و وجد العلماء في الدراسة التي نشرت في دورية طبيعة تغير المناخ انه اعتمادا على تاريخ وضع البذور فان خسائر الحبوب من الشيخوخة السريعة يمكن ان تصل الى 20 بالمئة،و درس واضع الدراسة الرئيسي ديفيد لوبيل و زملاؤه تسع سنوات من قياسات نمو القمح شمالي الهند عن طريق القمر الصناعي و تتبع تأثير التعرض لدرجات حرارة اكثر من 34 درجة مئوية لقياس معدلات الشيخوخة،و اكتشفوا تسارعا خطيرا للشيخوخة ادى الى خفض فترة امتلاء الحبوب،و تفرض بداية الشيخوخة حدا على الوقت الذي يستغرقه النبات لملء الحبوب الرئيسية،و قال لوبل لرويترز بالبريد الالكتروني "الجديد هنا هو الفهم الافضل لالية واحدة محددة لاسباب اضرار الحرارة بالمحاصيل"،و قال انه في الوقت الذي توضح فيه بعض التجارب شيخوخة متسارعة فوق 34 درجة مئوية فان دراسات قليلة نسبية هي التي درست درجات الحرارة بمثل هذا الارتفاع،و اضاف "قررنا رؤية اذا ما كانت تأثيرات هذه الشيخوخة تحدث بالفعل في حقول مزارعين و اذا ما كانت تحدث فهل هي كبيرة بدرجة كافية لاحداث ضرر،و في كلتا الحالتين الاجابة نعم"،و يقول علماء المناخ ان حلقات الحرارة المرتفعة تصبح اكثر تكرارا و اكثر انتشارا حول العالم و تمثل تغيرات ضخمة لانبات المحاصيل،و القمح هو ثاني اكثر المحاصيل انتاجا في العالم بعد الذرة و تقول منظمة الامم المتحدة للاغذية و الزراعة ان انتاج الطعام عالميا ينبغي ان يزيد بنسبة 70 بالمئة بحلول 2050 لاطعام عدد اكبر من السكان الموسرين القاطنين في المدن.بحسب رويترز.
..........
موجة حارة تجتاح الولايات المتحدة.
على صعيد ذي صلة قال خبراء في مجالي الصحة و الارصاد الجوية ان موجة حارة "غير مسبوقة" ضربت معظم أنحاء الولايات المتحدة خلال شهر مارس اذار الماضي اذ تساوت درجات الحرارة أو تجاوزت سبعة الاف من الارقام المسجلة مما يشير الى اتجاه درجات الحرارة الى الارتفاع بصورة عامة،و قال العلماء في تقارير عبر التليفون او المواقع الالكترونية انه في الوقت الذي تلعب فيه التغيرات المناخية الطبيعية دورا كبيرا الا ان ما يفاقمها التغيرات الناشئة عن الانشطة البشرية مما نتج عنه هذه الموجة الحارة الاستثنائية،و قالت هايدي كولن من منظمة (سنترال كلايميت) و هي هيئة علمية لا تسعى الى الربح "هذه الموجة الحارة غير مسبوقة اساسا"،و قالت انه منذ 12 مارس اذار تم تسجيل سبعة الاف درجة حرارة عظمى و دنيا تساوت او تجاوزت ارقاما سجلها المركز القومي الامريكي لبيانات المناخ،و أضافت ان الموقع الالكتروني للمركز القومي الامريكي لبيانات المناخ معطل بسبب كثرة عدد مستخدمي الموقع ممن يحاولون التعرف على درجات الحرارة المتطرفة.بحسب رويترز.
و قالت أن هذه القياسات تضمنت سجلات أعلى درجة حرارة خلال النهار و أدنى درجة حرارة خلال الليل فيما أوضحت درجات الحرارة المسجلة في بعض الحالات ارتفاعا عن ارقام قياسية سابقة خلال النهار،و مضت تقول ان هذا الارتفاع يجيء في اطار اتجاه يؤدي الى تبكير بدء موسم الربيع بمتوسط ثلاثة ايام في 48 ولاية امريكية،و قال ارون بيرنشتاين من مركز الصحة و البيئة العالمية في كلية طب هارفارد ان هذا التبكير يسهم في ايجاد ظروف صحية كارثية لاسيما بالنسبة للاطفال، و مضى يقول ان اعداد حبوب اللقاح المنتثرة من النباتات المزهرة تجاوزت الحدود القياسية في شتى ارجاء الولايات المتحدة مشيرا الى ان امراض الحساسية تكلف الاقتصاد الامريكي ما بين ستة الى 12 مليار دولار سنويا،و قال ان هذه الموجة الحارة المبكرة تنشط نمو النباتات الى جانب تأثيرها على تمديد موسم انتثار حبوب اللقاح بواقع اسبوعين الى ثلاثة اسابيع بالمقارنة بنصف القرن الماضي فيما تشجع ارتفاع نسبة غاز اكسيد الكربون في الجو انتاج حبوب اللقاح في نباتات تسبب حساسية الاطفال.
......
التأقلم مقابل التكيف.
من جهة اخرى يعمل سوجيت كومار موندال و زوجته روباشي موندال المقيمان في مقاطعة غوبالغونج في جنوب بنغلادش في حديقة منزلهما العائمة،التي تساعدهما على إنتاج الغذاء عندما يحدث فيضان، غالباً ما يستخدم الناس مصطلحي "التأقلم" و "التكيف" بشكل متبادل في سياق الاستجابة للكوارث،و هي مسألة تسعى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ للتصدي لها في تقريرها الجديد،و تشمل إدارة مخاطر الكوارث كلاً من التأقلم و التكيف،و هما مفهومان مركزيان للتعامل مع تغير المناخ في البحوث والممارسة على حد سواء،كما تشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في النسخة الكاملة من تقريرها الخاص الصادر بعنوان "إدارة مخاطر الظواهر الطبيعية الشديدة و الكوارث من أجل تطوير التكيف مع تغير المناخ"،و في هذا السياق،أوضحت ليزا شيبر، كبيرة العلماء في معهد ستوكهولم للبيئة و المؤلفة الرئيسية لأحد فصول التقرير في حديثها،أن التأقلم يمثل "إحدى طرق الاستجابة لتأثير مناخي قصير المدى (موسم واحد،على سبيل المثال)،أما التكيف فيمثل عملية التعامل مع تغيير (واقع أو متوقع) على المدى الطويل (عقد من الزمان أو أكثر، على سبيل المثال)".
و أضافت أن "الفرق العملي بين التأقلم و التكيف يتمثل في احتمال تقويض استراتيجيات التأقلم الحالية للفرص المتاحة للتكيف في المستقبل من خلال العشوائية و الاستخدام غير الاستراتيجي للموارد،بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي،و لهذا السبب،فإننا لا نريد أن نبني التكيف المستقبلي على أساس معظم استراتيجيات التأقلم المتبعة حالياً"،و أكدت شيبر أن هذا التمييز أساسي،بمعنى أن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "يسلط الضوء على الفرق بين القدرة التي يتمتع بها معظم الأشخاص في مختلف أنحاء العالم على التعامل مع الظواهر الطبيعية الشديدة،و القدرة التي يحتاجون إليها لتجنب عكس اتجاه التنمية (أي خسائر في الأرواح و سبل العيش و البنية التحتية و الأصول)"،و من جانبه،أشار توم ميتشيل،رئيس قسم تغير المناخ في معهد التنمية الخارجية (ODI) بالمملكة المتحدة،إلى أن استراتيجيات التكيف "استباقية أكثر"، بمعنى أنها تُنفذ لتفادي تحول الأخطار الطبيعية إلى كوارث.
فعلى سبيل المثال،إذا كان معروفاً أن إحدى المناطق معرضة للزلازل أو الفيضانات،فيجب أن تنطوي استراتيجيات التكيف على نقل السكان من تلك المناطق،أو بناء السدود لمنع الفيضانات، أو ضمان قدرة المنازل في تلك المنطقة على تحمل الصدمات الزلزالية.بحسب ايرين.
و أشارت شيبر إلى أن هذا يتطلب تحولاً في المواقف حيال التنمية "من أجل أن نبتعد عن نوع الاستجابة للكوارث المهيمن الآن (التركيز على إعادة توطين الناس بعد وقوع كارثة من دون أخذ الوقت الكافي للتفكير في سبب تعرضهم لها و تأثرهم بحالة الخطر) و نتوجه نحو نهج أكثر استدامة و استراتيجية"،و أضافت شيبر أن مفتاح القدرة على القيام بذلك يتمثل في فهم ظروف الناس،و هذا يعني إحداث تغيير في المواقف على مستوى المجتمع المحلي،و لكن هذا قد يمثل تحدياً،قد لا يمكن "تعديله بسرعة،مثل التقاليد الاجتماعية و الثقافية التي تعرض الناس لخطر أكبر،كالذين يعيشون في بعض المواقع الأكثر خطورة لأن اختيار سبل العيش يملي عليهم الإقامة هناك،إن الوعي بهذه العوامل سيساعدنا على تجنب سوء التكيف،و هو موطن زيادة الضعف عن غير قصد،نتيجة للاستجابة أو السياسة أو الخطة التي كانت مصممة في الأصل لمساعدة الناس على التكيف"،و لكن هذا لا يعني أن التأقلم يقل أهمية عن التكيف،فتوفير الإسعافات الأولية الأساسية و المواد الغذائية و المياه لمساعدة الناس على التأقلم بعد كارثة طبيعية مفاجئة مثل الزلازل أو الفيضانات أمر مهم و ضروري،حسب ميتشيل،المؤلف الرئيسي و منسق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
..........
دراسة طويلة الأمد عن تغير المناخ.
من جانب اخر و استنادًا إلى مجموعة من المعلومات التراكمية من خلال شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد(LTER)،و هو المشروع الذي ترعاه المؤسسة القومية الأميركية للعلوم (NSF)،فإنه من المحتمل أن تعاني النظم البيئية التي تعتمد على الثلوج و الجليد معظم التأثيرات السلبية بسبب تغير المناخ،و كانت شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد (LTER) تواصل جمع البيانات لمدة تزيد عن 30 عامًا،و ذلك من مختلف الأنظمة البيئية المتنوعة – الصحاري،و البحيرات،و المروج العشبية، و الغابات و غيرها- كي نتمكن من فهم أفضل لقوى البيئة التي قد تتكشف عبر العقود و تشمل مناطق جغرافية واسعة،و درست جوليا جونز،الباحثة لدى شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد (LTER)، و فريق عملها البيانات المستسقاة من 19 مستجمع للمياه في الغابات عبر أنحاء الولايات المتحدة، و تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أنه عندما ترتفع معدلات درجات الحرارة في الأنظمة البيئية الثلجية،تُفقد كمية كبيرة من مياه الجداول في الغلاف الجوي،و قد وجدوا مثل هذا التأثير في منطقة الجنوب الغربي القاحلة من الولايات المتحدة حيث تعتمد المناطق السكانية على تدفقات المياه من الثلوج المتراكمة على الجبال على ارتفاعات أعلى،لكن حالة الأنظمة البيئية في الغابات التي تفتقر ثلوج فصل الشتاء كانت أفضل بسبب تحملها لدرجات الحرارة المرتفعة،و قالت جونز،"يبدو أن جداول المياه في الأنظمة البيئية في الغابات الجافة أكثر قدرة على الصمود بوجه ارتفاع درجات الحرارة،فهذه النظم البيئية يمكنها الاحتفاظ بكميات أكبر من المياه عندما ترتفع درجة حرارة المناخ،مما يحافظ على انسياب مياه الجداول ضمن الحدود المتوقعة".
و سمحت الفترة الزمنية الطويلة من جمع البيانات للعلماء بتقييم مجموعة من العوامل التي تؤثر على مستجمعات المياه - التأثير البشري،و فترات الجفاف أو هطول الأمطار غير الاعتيادية،أوضحت جونز "أن مثل هذه الرؤى حول الفروق الدقيقة هي بالغة الأهمية للإدارة الفعالة لإمدادات المياه العامة"،و استنادًا إلى بيان صحفي أصدرته شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد (LTER)، فإن شبكتها تشمل 26 موقعًا في أميركا الشمالية،مثل بورتوريكو؛و جزيرة موريا في بولينيزيا الفرنسية،و منطقة القطب الجنوبي،و قد جمعت هذه الشبكة البيانات البيئية من هذه المواقع على مدى يفوق ثلاثة عقود،و وثّقت التغيرات التدريجية و التقلبات الطويلة الأمد التي لا تصبح جلية في الدراسات القصيرة الأمد،و أفاد سكوت كولينز،رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشبكة الأبحاث الأيكولوجية الطويلة الأمد،"تساعدنا بيانات كل سنة إضافية تستقيها الشبكة على الفهم الأفضل لكيفية استجابة الأنظمة الإيكولوجية للتغير البيئي،و يقدم مثل هذا الفهم معلومات قيّمة للوكالات الفدرالية،و لإداريي الأراضي،و للمشترعين الراغبين في تطوير سياسات مسؤولة للتعامل مع عالم يتغير بسرعة"،و لقد تميّز عدد نيسان/أبريل لمجلة "بيو ساينس" (العلوم الأحيائية)،التي ينشرها المعهد الأميركي للعلوم البيولوجية،بمجموعة من المقالات المستندة إلى النتائج المستخلصة من مواقع شبكة الأبحاث البيئية،و يحدد تقرير آخر من هم الكاسبين و من هم الخاسرين بيولوجيًا في مناطق غلاف الصقيع،أي في المناطق الجليدية من هذا الكوكب،من خلال التأثر بتغير المناخ.
و لقد شكل تقلص الغطاء الجليدي أحد الأمثلة المبلّغ عنها على نطاق واسع لعواقب تغير المناخ على الكوكب،و أكد أندرو فاونتين،رئيس فريق كتاب المقال في مقال آخر نشر في المجلة بيو ساينس، "سوف تتقلص الأعداد الإجمالية للجراثيم،و النباتات،و الحيوانات التي تعتمد على الثلوج و الجليد إن لم تتمكن من الهجرة إلى مناطق جديدة يكسوها الجليد"،و أضاف،"و لكن من المفروض أن تتوسع الحياة التي كانت تجد سابقًا أن مناطق غلاف الصقيع،أي المناطق الجليدية بالكامل،معادية لهم جدًا"،و من الممكن أن تجذب المناطق القطبية التي يكون عمق الثلوج فيها أقل،الحيوانات مثل الغزال ذي الذيل الأبيض،و الظبي،و الوعل (الكاريبو) – و هي حيوانات لا تعيش في تلك المناطق الآن لأن التنقل عبر طبقة ثلجية عميقة يتطلب منها بذل طاقة عالية جدً،و يُجري في كل سنة ألفا عالم و طالب تقريبًا أكثر من 200 تجربة واسعة النطاق لدى شبكة الأبحاث البيئية،و ينشرون نتائج تجاربهم مجانًا على شبكة الإنترنت،يقول ديفيد غارسيون،مدير البرامج في المؤسسة القومية الأميركية للعلوم حول مواقع الشبكة الساحلية و البحرية،"إن هذه المواقع تزود الشبكة معلومات تحويلية حول أسباب و عواقب التغيرات المناخية و البيئية على الأنظمة البيئية و تشكل هذه المواقع بعض أفضل آمالنا في تقديم الأسس العلمية السليمة اللازمة لإرشاد السياسة العامة في مواجهة التحديات المستقبلية التي يطرحها التغيير البيئي".
........
شبكة النبأ المعلوماتية-15/آيار/2012
باسم حسين الزيدي.
.......
مرت الكرة الارضية مؤخراً بسنوات عجاف تغير خلالها مناخ الطبيعية كثيراً بعد ان تحول الى المزاجية و التغيرات الجذرية بين ارتفاع درجات الحرارة و موجات الحر و الجفاف و العواصف و غيره،و يعزو العلماء و الباحثون اسباب هذه التقلبات المناخية الى العامل البشري و نشاطاته الصناعية و غيرها و التي ساهمت بشكل مباشر في التأثير بتوازن الطبيعية و اختلال المناخ الارضي،و في حين يسعى المهتمون بشأن الطبيعة و دراسة هذه التغيرات و محاولة التقليل من تداعياتها الخطيرة على البشرية ما زال التجاهل و الجور عليها هو السمة الغالبة لدى الاخرين في الايغال بحرمان الطبيعة من حقوقه،ان ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات قياسية و غير مسبوقة جعلت من العقد الماضي مميزاً للغاية خصوصاً و ان تاريخ البشرية لم يشهد هذا التغير في المناخ من قبل و ما رافقته من سوء الاوضاع الطبيعية و تأثيرها السلبي على الكرة الارضية و الاضرار المباشرة على سكانها و التي راح ضحيتها الالاف في مناطق مختلفة من العالم حتى باتت الكوارث الطبيعية من اشد الاخطار التي تهدد الانسانية و امنها بالزوال في حال استمر الحال على ما هو عليه من الاهمال و التعدي من قبل الدول و المنظمات و الشركات الصناعية.
........
ارتفاع حرارة الارض.
حيث ذكرت دراسة بدورية "الطبيعة و التغير المناخي" مؤخراً ان الظواهر الجوية العنيفة خلال العقد الماضي زادت و كانت على الارجح نتيجة ارتفاع درجة حرارة الارض الناجم عن النشاط الانساني،و استعان علماء في معهد بوتسدام لابحاث المناخ و الفيزياء بتحليلات احصائية و محاكاة الكترونية للربط بين هطول امطار غزيرة و موجات حر من جانب و بين ارتفاع درجة حرارة الارض من جانب اخر،و كانت العلاقة بين ارتفاع الحرارة و بين العواصف اقل وضوحا،و ذكرت الدراسة "من المرجح جدا ان العديد من الموجات القاسية غير المسبوقة خلال العقد الماضي لم تكن لتحدث لولا ارتفاع درجة حرارة الارض بفعل النشاط البشري"،و كانت السنون العشر الماضية الاعلى على الارجح في درجات الحرارة على مستوى العالم منذ الف عام على الاقل،و كان العام الماضي العام الحادي عشر في قائمة الاعوام الاشد حرارة في التاريخ وفقا لما قالته منظمة الارصاد الجوية العالمية،و موجات الطقس الشديدة مدمرة في تأثيراتها و قد أثرت على كافة مناطق الارض تقريبا، و تشمل هذه الموجات الفيضانات و فصول الصيف ذات الحرارة شديدة الارتفاع باوروبا و الرقم القياسي للعواصف المدارية و اعاصير المحيط الاطلسي عام 2005 و اشد فصول الصيف حرارة في روسيا عام 2010 منذ 1500 و ايضا اسوأ موجة فيضان تضرب باكستان على الاطلاق.بحسب رويترز.
و في العام الماضي وحده شهدت الولايات المتحدة 14 ظاهرة مناخية تسببت في خسائر قدرت اثار الواحدة بأكثر من مليار دولار،و تقول الدراسة ان كثرة الموجات الشديدة ليس امرا طبيعي، و حتى خلال الفترة بين 13 و19 مارس حطمت الارقام القياسية لاعلى درجات حرارة مسجلة في اكثر من الف مكان بامريكا الشمالية،و بالنسبة لبعض انواع الظواهر المناخية العنيفة توجد اسباب فيزيائية تفسر سبب زيادتها في الفترة الحالية التي تشهد ارتفاع درجة حرارة الارض،و على سبيل المثال تقول الدراسة انه اذا ارتفع متوسط درجات الحرارة تزداد بدورها عدد موجات الحر،و يمكن ايضا للظواهر المناخية الاعتيادية مثل النينو و ظاهرة "لا نينا" ان تسبب ارتفاعا في درجات الحرارة او تزيد الترسيب الذي يؤدي بدوره الى وقوع فيضانات،و شهدت الاعوام الاخيرة عددا كبيرا بشكل استثنائي في موجات الحرارة القياسية و المدمرة في عدة مناطق على الارض،و ترى الدراسة ان الكثير من هذه الموجات ان لم تكن اغلبها لم تكن لتحدث لولا ارتفاع درجة حرارة الارض،و في الفترة الراهنة تشهد الولايات المتحدة و استراليا نحو ضعف عدد ايام الحرارة المرتفعة المسجلة كما تضاعفت تقريبا مدة موجات الحرارة في الصيف باوروبا الغربية وزاد تكرار ايام حارة بواقع الثلاثة اضعاف تقريبا خلال الفترة من عام 1880 و حتى عام 2005،و تشهد مساحة 10 في المئة تقريبا من كل اليابسة فصول صيف شديدة الحرارة مقارنة بنحو 0.1 - 0.2 في المئة خلال الفترة بين 1951 و1980 وفقا لما تقوله الدراسة،و اضافت الدراسة ان العلاقة بين العواصف و الاعاصير من جهة و ارتفاع درجة حرارة الارض ليست قاطعة لكنها اوضحت انه يمكن نسب بعض من احدث موجات الامطار الغزيرة الاخيرة لتأثيرات بشرية على المناخ.
.....
الاختلال المناخي تهديد للأمن.
في سياق متصل اعتبر كومي نايدو المدير التنفيذي لمنظمة "غرينبيس" خلال المداخلة الأولى لهذه المنظمة غير الحكومية الدولية في مؤتمر ميونيخ عن الأمن،أن الاختلال المناخي يشكل أكبر تهديد للأمن الدولي،و قال نايدو "لا أدري أي أسلحة ستستخدم خلال الحرب العالمية الثالثة لكنني أعلم أن الحرب الرابعة ستشن بالأحجار و العصي" مشيرا إلى أنه يتوقع ثورة يشنها الأكثر فقرا في حال لم تتخذ تدابير طارئة لتخفيض المخاطر المرتبطة بالكوارث البيئية،و أضاف كومي نايدو "نشهد نشوب عدة أزمات بالتزامن من الأزمة الغذائية و الأزمة المناخية و أزمة الفقر،مرورا طبعا بالأزمة المالية و الأزمة الديموغرافية وصولا إلى أزمة حوكمة ديموقراطية شاملة"،و دعا المدير التنفيذي للمنظمة البيئية الدبلوماسيين و المسؤولين عن شؤون الدفاع الملتئمين في ميونيخ إلى "التوقف عن زيادة النفقات العسكرية" و اتخاذ قرارات مهمة بغية ايجاد حلول مستدامة لهذه الأزمات المختلفة،و كانت تلك هي المرة الأولى التي يدعى فيها المدير التنفيذي لمنظمة "غرينبيس" إلى إلقاء خطاب خلال هذا المؤتمر السنوي بحضور مسؤولين من اكثر من 70 بلدا.بحسب فرانس برس.
.......
العقد الأكثر حرارة في التاريخ.
فيما اعتبر العقد الممتد من العام 2001 إلى العام 2011 "أكثر العقود حرارة في التاريخ و على مستوى القارات جميعها"،بحسب ما كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،و قد سجل متوسط درجات الحرارة خلال هذا العقد 14،46 درجة مئوية،مقابل 14،25 درجة في العقد الممتد من العام 1991 إلى العام 2000 و 14،12 درجة في العقد الممتد من العام 1981 إلى العام 1990،و قد سجل متوسط درجات الحرارة هذا،على سطح الأرض،على اليابسة و في البحر،و شرحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن "وتيرة التغير المناخي قد تسارعت خلال هذا العقد" مضيفة أن "وتيرة الاحترار باتت (ملحوظة) منذ العام 1971"،و أضافت،صحيح أن بعض الظواهر الجوية من قبيل لا نينيا قد "خفضت من حرارة المناخ بصورة مؤقتة خلال بعض السنوات"،غير أنها لم تتمكن من وضع حد "الاحترار السائد عموما"،و تعتبر المنظمة أن "التراجع الهائل و المستمر للجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية (أركتيك)" يشكل واحدة من أبرز خصائص تغير المناخ خلال السنوات العشر الأخيرة،و قد وردت هذه البيانات في تقرير نشرت منه مقتطفات أولية في وقت سابق،على أن تصدر النسخة الكاملة منه خلال العام 2012.بحسب فرانس برس.
و في ما يخص الفترة الممتدة من العام 2001 إلى العام 2010،تعتبر سنة 2010 أكثر السنوات حرارة التي شهدها العالم منذ العام 1850 بداية جمع البيانات،و قد بلغ متوسط درجات الحرارة خلال هذه السنة 14،53 درجة مئوية يليه عن كثب المتوسط الذي سجل في العام 2005 و بلغ 14،51 درجة مئوية،و شهد هذا العقد أيضا ظواهر مناخية قصوى من قبيل الفيضانات و موجات الجفاف و الأعاصير و موجات البرد و الحر،و قد ضربت موجة حر لم يشهد لها مثيل أوروبا في العام 2003،في حين ضربت أخرى روسيا في العام 2010،و كانت لهما "تداعيات كارثية" إذ "قضى آلاف الأشخاص،كما اجتاحت الحرائق الغابات في المناطق المعنية"،إلى ذلك،ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الفيضانات اجتاحت أوروبا الشرقية في العامين 2001 و 2005 و إفريقيا في العام 2008 و باكستان و أستراليا في العام 2010،و قد كشف 48 بلدا من أصل 102 بلد مشمول في الدراسة التي أجرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،تحطيم الرقم القياسي لدرجات الحرارة خلال هذه الفترة، أما في ما يتعلق بالأعاصير،فقد سجلت أيضا رقما قياسيا في منطقة شمال الأطلسي،و قد أتت حصيلة ضحايا إعصار كاترينا قياسية في الولايات المتحدة في العام 2005،بعدما لقي 1800 شخص مصرعهم، و في العام 2008،أودى إعصار نارجيس الاستوائي بحياة أكثر من 70 ألف شخص في ما اعتبر "أسوأ كارثة طبيعية تشهدها بورما و الإعصار الإستوائي الأكثر فتكا خلال العقد برمته".
.......
الحرارة المرتفعة تضر بمحاصيل القمح.
من جهتها اوضحت دراسة امريكية ان الحر الشديد يمكن ان يتسبب في شيخوخة محاصيل القمح بصورة اسرع و يخفض الكمية المنتجة مما يؤكد التحدي الذي يواجه اطعام سكان العالم الذين يتزايدون بشكل سريع مع ارتفاع درجة حرارة العالم،و عرف العلماء و المزارعون منذ فترة طويلة ان ارتفاع درجة الحرارة يمكن ان يضر بالمحاصيل و اوضحت دراسة ترأستها جامعة ستانفورد و نشرت يوم الاثنين كيف يحدث الضرر عن طريق تتبع معدلات شيخوخة القمح،و وجد العلماء في الدراسة التي نشرت في دورية طبيعة تغير المناخ انه اعتمادا على تاريخ وضع البذور فان خسائر الحبوب من الشيخوخة السريعة يمكن ان تصل الى 20 بالمئة،و درس واضع الدراسة الرئيسي ديفيد لوبيل و زملاؤه تسع سنوات من قياسات نمو القمح شمالي الهند عن طريق القمر الصناعي و تتبع تأثير التعرض لدرجات حرارة اكثر من 34 درجة مئوية لقياس معدلات الشيخوخة،و اكتشفوا تسارعا خطيرا للشيخوخة ادى الى خفض فترة امتلاء الحبوب،و تفرض بداية الشيخوخة حدا على الوقت الذي يستغرقه النبات لملء الحبوب الرئيسية،و قال لوبل لرويترز بالبريد الالكتروني "الجديد هنا هو الفهم الافضل لالية واحدة محددة لاسباب اضرار الحرارة بالمحاصيل"،و قال انه في الوقت الذي توضح فيه بعض التجارب شيخوخة متسارعة فوق 34 درجة مئوية فان دراسات قليلة نسبية هي التي درست درجات الحرارة بمثل هذا الارتفاع،و اضاف "قررنا رؤية اذا ما كانت تأثيرات هذه الشيخوخة تحدث بالفعل في حقول مزارعين و اذا ما كانت تحدث فهل هي كبيرة بدرجة كافية لاحداث ضرر،و في كلتا الحالتين الاجابة نعم"،و يقول علماء المناخ ان حلقات الحرارة المرتفعة تصبح اكثر تكرارا و اكثر انتشارا حول العالم و تمثل تغيرات ضخمة لانبات المحاصيل،و القمح هو ثاني اكثر المحاصيل انتاجا في العالم بعد الذرة و تقول منظمة الامم المتحدة للاغذية و الزراعة ان انتاج الطعام عالميا ينبغي ان يزيد بنسبة 70 بالمئة بحلول 2050 لاطعام عدد اكبر من السكان الموسرين القاطنين في المدن.بحسب رويترز.
..........
موجة حارة تجتاح الولايات المتحدة.
على صعيد ذي صلة قال خبراء في مجالي الصحة و الارصاد الجوية ان موجة حارة "غير مسبوقة" ضربت معظم أنحاء الولايات المتحدة خلال شهر مارس اذار الماضي اذ تساوت درجات الحرارة أو تجاوزت سبعة الاف من الارقام المسجلة مما يشير الى اتجاه درجات الحرارة الى الارتفاع بصورة عامة،و قال العلماء في تقارير عبر التليفون او المواقع الالكترونية انه في الوقت الذي تلعب فيه التغيرات المناخية الطبيعية دورا كبيرا الا ان ما يفاقمها التغيرات الناشئة عن الانشطة البشرية مما نتج عنه هذه الموجة الحارة الاستثنائية،و قالت هايدي كولن من منظمة (سنترال كلايميت) و هي هيئة علمية لا تسعى الى الربح "هذه الموجة الحارة غير مسبوقة اساسا"،و قالت انه منذ 12 مارس اذار تم تسجيل سبعة الاف درجة حرارة عظمى و دنيا تساوت او تجاوزت ارقاما سجلها المركز القومي الامريكي لبيانات المناخ،و أضافت ان الموقع الالكتروني للمركز القومي الامريكي لبيانات المناخ معطل بسبب كثرة عدد مستخدمي الموقع ممن يحاولون التعرف على درجات الحرارة المتطرفة.بحسب رويترز.
و قالت أن هذه القياسات تضمنت سجلات أعلى درجة حرارة خلال النهار و أدنى درجة حرارة خلال الليل فيما أوضحت درجات الحرارة المسجلة في بعض الحالات ارتفاعا عن ارقام قياسية سابقة خلال النهار،و مضت تقول ان هذا الارتفاع يجيء في اطار اتجاه يؤدي الى تبكير بدء موسم الربيع بمتوسط ثلاثة ايام في 48 ولاية امريكية،و قال ارون بيرنشتاين من مركز الصحة و البيئة العالمية في كلية طب هارفارد ان هذا التبكير يسهم في ايجاد ظروف صحية كارثية لاسيما بالنسبة للاطفال، و مضى يقول ان اعداد حبوب اللقاح المنتثرة من النباتات المزهرة تجاوزت الحدود القياسية في شتى ارجاء الولايات المتحدة مشيرا الى ان امراض الحساسية تكلف الاقتصاد الامريكي ما بين ستة الى 12 مليار دولار سنويا،و قال ان هذه الموجة الحارة المبكرة تنشط نمو النباتات الى جانب تأثيرها على تمديد موسم انتثار حبوب اللقاح بواقع اسبوعين الى ثلاثة اسابيع بالمقارنة بنصف القرن الماضي فيما تشجع ارتفاع نسبة غاز اكسيد الكربون في الجو انتاج حبوب اللقاح في نباتات تسبب حساسية الاطفال.
......
التأقلم مقابل التكيف.
من جهة اخرى يعمل سوجيت كومار موندال و زوجته روباشي موندال المقيمان في مقاطعة غوبالغونج في جنوب بنغلادش في حديقة منزلهما العائمة،التي تساعدهما على إنتاج الغذاء عندما يحدث فيضان، غالباً ما يستخدم الناس مصطلحي "التأقلم" و "التكيف" بشكل متبادل في سياق الاستجابة للكوارث،و هي مسألة تسعى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ للتصدي لها في تقريرها الجديد،و تشمل إدارة مخاطر الكوارث كلاً من التأقلم و التكيف،و هما مفهومان مركزيان للتعامل مع تغير المناخ في البحوث والممارسة على حد سواء،كما تشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في النسخة الكاملة من تقريرها الخاص الصادر بعنوان "إدارة مخاطر الظواهر الطبيعية الشديدة و الكوارث من أجل تطوير التكيف مع تغير المناخ"،و في هذا السياق،أوضحت ليزا شيبر، كبيرة العلماء في معهد ستوكهولم للبيئة و المؤلفة الرئيسية لأحد فصول التقرير في حديثها،أن التأقلم يمثل "إحدى طرق الاستجابة لتأثير مناخي قصير المدى (موسم واحد،على سبيل المثال)،أما التكيف فيمثل عملية التعامل مع تغيير (واقع أو متوقع) على المدى الطويل (عقد من الزمان أو أكثر، على سبيل المثال)".
و أضافت أن "الفرق العملي بين التأقلم و التكيف يتمثل في احتمال تقويض استراتيجيات التأقلم الحالية للفرص المتاحة للتكيف في المستقبل من خلال العشوائية و الاستخدام غير الاستراتيجي للموارد،بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي،و لهذا السبب،فإننا لا نريد أن نبني التكيف المستقبلي على أساس معظم استراتيجيات التأقلم المتبعة حالياً"،و أكدت شيبر أن هذا التمييز أساسي،بمعنى أن تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "يسلط الضوء على الفرق بين القدرة التي يتمتع بها معظم الأشخاص في مختلف أنحاء العالم على التعامل مع الظواهر الطبيعية الشديدة،و القدرة التي يحتاجون إليها لتجنب عكس اتجاه التنمية (أي خسائر في الأرواح و سبل العيش و البنية التحتية و الأصول)"،و من جانبه،أشار توم ميتشيل،رئيس قسم تغير المناخ في معهد التنمية الخارجية (ODI) بالمملكة المتحدة،إلى أن استراتيجيات التكيف "استباقية أكثر"، بمعنى أنها تُنفذ لتفادي تحول الأخطار الطبيعية إلى كوارث.
فعلى سبيل المثال،إذا كان معروفاً أن إحدى المناطق معرضة للزلازل أو الفيضانات،فيجب أن تنطوي استراتيجيات التكيف على نقل السكان من تلك المناطق،أو بناء السدود لمنع الفيضانات، أو ضمان قدرة المنازل في تلك المنطقة على تحمل الصدمات الزلزالية.بحسب ايرين.
و أشارت شيبر إلى أن هذا يتطلب تحولاً في المواقف حيال التنمية "من أجل أن نبتعد عن نوع الاستجابة للكوارث المهيمن الآن (التركيز على إعادة توطين الناس بعد وقوع كارثة من دون أخذ الوقت الكافي للتفكير في سبب تعرضهم لها و تأثرهم بحالة الخطر) و نتوجه نحو نهج أكثر استدامة و استراتيجية"،و أضافت شيبر أن مفتاح القدرة على القيام بذلك يتمثل في فهم ظروف الناس،و هذا يعني إحداث تغيير في المواقف على مستوى المجتمع المحلي،و لكن هذا قد يمثل تحدياً،قد لا يمكن "تعديله بسرعة،مثل التقاليد الاجتماعية و الثقافية التي تعرض الناس لخطر أكبر،كالذين يعيشون في بعض المواقع الأكثر خطورة لأن اختيار سبل العيش يملي عليهم الإقامة هناك،إن الوعي بهذه العوامل سيساعدنا على تجنب سوء التكيف،و هو موطن زيادة الضعف عن غير قصد،نتيجة للاستجابة أو السياسة أو الخطة التي كانت مصممة في الأصل لمساعدة الناس على التكيف"،و لكن هذا لا يعني أن التأقلم يقل أهمية عن التكيف،فتوفير الإسعافات الأولية الأساسية و المواد الغذائية و المياه لمساعدة الناس على التأقلم بعد كارثة طبيعية مفاجئة مثل الزلازل أو الفيضانات أمر مهم و ضروري،حسب ميتشيل،المؤلف الرئيسي و منسق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
..........
دراسة طويلة الأمد عن تغير المناخ.
من جانب اخر و استنادًا إلى مجموعة من المعلومات التراكمية من خلال شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد(LTER)،و هو المشروع الذي ترعاه المؤسسة القومية الأميركية للعلوم (NSF)،فإنه من المحتمل أن تعاني النظم البيئية التي تعتمد على الثلوج و الجليد معظم التأثيرات السلبية بسبب تغير المناخ،و كانت شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد (LTER) تواصل جمع البيانات لمدة تزيد عن 30 عامًا،و ذلك من مختلف الأنظمة البيئية المتنوعة – الصحاري،و البحيرات،و المروج العشبية، و الغابات و غيرها- كي نتمكن من فهم أفضل لقوى البيئة التي قد تتكشف عبر العقود و تشمل مناطق جغرافية واسعة،و درست جوليا جونز،الباحثة لدى شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد (LTER)، و فريق عملها البيانات المستسقاة من 19 مستجمع للمياه في الغابات عبر أنحاء الولايات المتحدة، و تشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أنه عندما ترتفع معدلات درجات الحرارة في الأنظمة البيئية الثلجية،تُفقد كمية كبيرة من مياه الجداول في الغلاف الجوي،و قد وجدوا مثل هذا التأثير في منطقة الجنوب الغربي القاحلة من الولايات المتحدة حيث تعتمد المناطق السكانية على تدفقات المياه من الثلوج المتراكمة على الجبال على ارتفاعات أعلى،لكن حالة الأنظمة البيئية في الغابات التي تفتقر ثلوج فصل الشتاء كانت أفضل بسبب تحملها لدرجات الحرارة المرتفعة،و قالت جونز،"يبدو أن جداول المياه في الأنظمة البيئية في الغابات الجافة أكثر قدرة على الصمود بوجه ارتفاع درجات الحرارة،فهذه النظم البيئية يمكنها الاحتفاظ بكميات أكبر من المياه عندما ترتفع درجة حرارة المناخ،مما يحافظ على انسياب مياه الجداول ضمن الحدود المتوقعة".
و سمحت الفترة الزمنية الطويلة من جمع البيانات للعلماء بتقييم مجموعة من العوامل التي تؤثر على مستجمعات المياه - التأثير البشري،و فترات الجفاف أو هطول الأمطار غير الاعتيادية،أوضحت جونز "أن مثل هذه الرؤى حول الفروق الدقيقة هي بالغة الأهمية للإدارة الفعالة لإمدادات المياه العامة"،و استنادًا إلى بيان صحفي أصدرته شبكة أبحاث البيئة الطويلة الأمد (LTER)، فإن شبكتها تشمل 26 موقعًا في أميركا الشمالية،مثل بورتوريكو؛و جزيرة موريا في بولينيزيا الفرنسية،و منطقة القطب الجنوبي،و قد جمعت هذه الشبكة البيانات البيئية من هذه المواقع على مدى يفوق ثلاثة عقود،و وثّقت التغيرات التدريجية و التقلبات الطويلة الأمد التي لا تصبح جلية في الدراسات القصيرة الأمد،و أفاد سكوت كولينز،رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشبكة الأبحاث الأيكولوجية الطويلة الأمد،"تساعدنا بيانات كل سنة إضافية تستقيها الشبكة على الفهم الأفضل لكيفية استجابة الأنظمة الإيكولوجية للتغير البيئي،و يقدم مثل هذا الفهم معلومات قيّمة للوكالات الفدرالية،و لإداريي الأراضي،و للمشترعين الراغبين في تطوير سياسات مسؤولة للتعامل مع عالم يتغير بسرعة"،و لقد تميّز عدد نيسان/أبريل لمجلة "بيو ساينس" (العلوم الأحيائية)،التي ينشرها المعهد الأميركي للعلوم البيولوجية،بمجموعة من المقالات المستندة إلى النتائج المستخلصة من مواقع شبكة الأبحاث البيئية،و يحدد تقرير آخر من هم الكاسبين و من هم الخاسرين بيولوجيًا في مناطق غلاف الصقيع،أي في المناطق الجليدية من هذا الكوكب،من خلال التأثر بتغير المناخ.
و لقد شكل تقلص الغطاء الجليدي أحد الأمثلة المبلّغ عنها على نطاق واسع لعواقب تغير المناخ على الكوكب،و أكد أندرو فاونتين،رئيس فريق كتاب المقال في مقال آخر نشر في المجلة بيو ساينس، "سوف تتقلص الأعداد الإجمالية للجراثيم،و النباتات،و الحيوانات التي تعتمد على الثلوج و الجليد إن لم تتمكن من الهجرة إلى مناطق جديدة يكسوها الجليد"،و أضاف،"و لكن من المفروض أن تتوسع الحياة التي كانت تجد سابقًا أن مناطق غلاف الصقيع،أي المناطق الجليدية بالكامل،معادية لهم جدًا"،و من الممكن أن تجذب المناطق القطبية التي يكون عمق الثلوج فيها أقل،الحيوانات مثل الغزال ذي الذيل الأبيض،و الظبي،و الوعل (الكاريبو) – و هي حيوانات لا تعيش في تلك المناطق الآن لأن التنقل عبر طبقة ثلجية عميقة يتطلب منها بذل طاقة عالية جدً،و يُجري في كل سنة ألفا عالم و طالب تقريبًا أكثر من 200 تجربة واسعة النطاق لدى شبكة الأبحاث البيئية،و ينشرون نتائج تجاربهم مجانًا على شبكة الإنترنت،يقول ديفيد غارسيون،مدير البرامج في المؤسسة القومية الأميركية للعلوم حول مواقع الشبكة الساحلية و البحرية،"إن هذه المواقع تزود الشبكة معلومات تحويلية حول أسباب و عواقب التغيرات المناخية و البيئية على الأنظمة البيئية و تشكل هذه المواقع بعض أفضل آمالنا في تقديم الأسس العلمية السليمة اللازمة لإرشاد السياسة العامة في مواجهة التحديات المستقبلية التي يطرحها التغيير البيئي".
........
شبكة النبأ المعلوماتية-15/آيار/2012