جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون.

    مُساهمة من طرف In The Zone الخميس يونيو 07, 2012 2:39 pm

    الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون.
    ...........
    لهث علي يوسف و هو يفك الحبل الذي قيد به فقد كان الاثيوبي الشاب محظوظا لخروجه من هذه التجربة بذراع مكسورة و حسب بعد أن قفز من شاحنة نصف نقل مسرعة ليهرب من خاطفيه.
    و يوسف واحد من آلاف الاثيوبيين الذين تغريهم وعود بحياة افضل في دول الخليج الغنية بالنفط الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في منطقة ينعدم فيها القانون و يسودها العنف على الجانب اليمني من الحدود مع السعودية.
    و قال يوسف و هو يظهر قروحا على كفيه إن القفز "كان يستحق المجازفة" و أضاف "أفضل الموت على أن أدعهم يمسكون بي."
    كانت المنطقة الحدودية بين اليمن و السعودية و التي يبلغ طولها 1800 كيلومتر دوما مكانا مقفرا خطرا يعاني من العواصف الرملية و الجفاف و يزخر بمهربي الأسلحة و المخدرات.لكن تداعي سيطرة الحكومة و تدفق المهاجرين الذين يتركون منطقة القرن الافريقي بسبب الجفاف و الفقر و الاضطهاد حولاها الى جحيم اذ تتجول العصابات الإجرامية بحرية و تتاجر في المهاجرين كأنهم سلع.بحسب رويترز.
    و يقول عمال إغاثة في حراز و هي مركز للمهربين على الحدود إن خطف المهاجرين للحصول على فدى أصبح ممارسة شائعة الآن.
    و قال علي الجفري و هو مسؤول لوجيستي بالمنظمة الدولية للهجرة التي تدير مخيما في حراز به ثلاثة آلاف اثيوبي ينتظرون ترحيلهم "الخطف والسطو و التحرش الجنسي جزء من الحياة اليومية هنا." و أضاف "أصبحت تجارة و صناعة في حد ذاتها."
    و عبر اكثر من 103 آلاف رجل و امرأة البحر الأحمر الى اليمن عام 2011 مستغلين حالة الفوضى التي سادت البلاد بعد أن أجبرت احتجاجات شعبية الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي و الذي حكم البلاد 33 عاما.و تقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن هذا العدد هو ضعف عددهم العام الماضي.
    و ترجع زيادة الأعداد الى تدفق المهاجرين من منطقة القرن الافريقي و تقول مفوضية شؤون اللاجئين و المنظمة الدولية للهجرة إن هذا يمثل واحدا من اكبر تدفقات اللاجئين لأسباب اقتصادية على وجه الأرض.
    و قال يعقوب الحلو مدير مكتب مفوضية شؤون اللاجئين للشرق الأوسط و شمال افريقيا "ما تراه في اليمن هو مجرد قمة جبل الجليد...هذه تجارة مربحة.تجارة إجرامية و تنمو."
    و قال كريس هوروود مدير امانة الهجرة المختلطة و مقرها نيروبي إن الخطف أصبح تجارة مستقرة في سيناء و في شرق السودان في الآونة الأخيرة.و أضاف "نسمي هذا تسليع المهاجرين."
    و قال "إنها مصدر سري مربح للأموال.انتشار شبكات الهاتف المحمول و أنظمة تحويل الأموال التي تساعد المهاجرين على التواصل و تمويل رحلاتهم أصبح لعنة يستغلها المجرمون لابتزاز القليل الذي تبقى مع أفقر الفقراء."
    و نحو 75 في المئة من المهاجرين الذين يفدون الى اليمن من الاثيوبيين و أغلبهم يتجهون الى دول الخليج خاصة السعودية بحثا عن عمل.
    و قال حسين ريجين سوري و هو اثيوبي نحيل كان يسير على الطريق الساحلي نحو الحدود السعودية إنه ترك زوجته و عمله و طفله الذي لم يتجاوز عمره تسعة اشهر في اديس ابابا.
    و قال سوري "ما اكسبه في شهرين من التدريس في اثيوبيا يجنيه اخي في اسبوع من عمله في تقطيع الخضروات بالرياض."
    و بالنسبة للأغلبية في اليمن - و هي دولة بها واحد من أعلى معدلات سوء التغذية المزمن عند الأطفال بعد أفغانستان - يمثل المهاجرون عبئا و منافسا آخر في صراع شرس على الموارد المحدودة.
    و استشعرت العصابات الإجرامية وجود فرصة اذ تخطف المهاجرين من على الطرق و تحتجزهم و تعذبهم لتحصل على فدى من أقاربهم الذين يعيشون بالخارج.
    و تتذكر عائشة سعيد اندريس (19 عاما) كيف أطفأ خاطفوها سيجارة مشتعلة في ساعدها للحصول على رقم هاتف والدها بعد أن اشتروها من دورية حدودية يمنية.و أضافت عائشة قائلة في حراز بالمستشفى الذي كانت تعالج فيه من جروحها "وضعوا مرهما في عيني.ثم ضربوني في كل انحاء جسدي بسلسلة معدنية."
    و تابعت بصوت متهدج "كانوا يتناوبوني...ثبتني واحد بينما اغتصبني الآخر.ثم اتصلوا بوالدي في اثيوبيا و أبلغوه بأنه اذا لم يرسل لهم الأموال فسيقتلونني بالرصاص." و لم يتم الإفراج عن اندريس الا حين فر مهاجر آخر و أبلغ الشرطة بمكانها.
    و تشعر السعودية بالقلق بسبب تدفق المهاجرين بصورة غير مشروعة و المخدرات و الأسلحة لهذا استثمرت مليارات الدولارات لتعزيز الحدود على مدى السنوات العشر الماضية.و بدأ إنشاء سور حديدي طوله 75 كيلومترا عام 2008 .و تم تركيب أضواء كاشفة و كاميرات حرارية و اسلاك كهربائية مما جعل المعبر الحدودي اكثر خطورة عن ذي قبل.
    و يقول مهاجرون إنه في بعض الأحيان يلجأ حرس الحدود السعوديون الى القوة الغاشمة لصد من يحاولون التسلل عبر الحدود الى المملكة بحثا عن عمل.
    ينتهي المطاف بكثير ممن يحاولون القيام بالرحلة الى الأرضية الرطبة للمستشفى المتهالك في حراز. و كشف رجل سروالا قصيرا اصفر اللون ليكشف عن ندبتين متورمتين في فخذيه من الخلف.
    و قال إنه بعد ان اطلقت دورية سعودية النار على ساقيه وضعته في مؤخرة شاحنة ثم نقلته عبر الحدود و تركته في مصرف تحت حرارة الشمس الحارقة.و لولا أن مزارعا يمنيا عثر عليه و نقله الى المستوصف لكان قد توفي.
    و يشعر المسؤولون اليمنيون بالغضب بسبب سياسة السعودية التي تنطوي على إعادة المهاجرين المحتملين الذين يلقون القبض عليهم عبر الحدود.و قال ابراهيم زيدان و هو مسؤول بوزارة حقوق الانسان اليمنية مكلف بتوثيق الانتهاكات بحق المهاجرين إن السعودية اكثر ثراء الف مرة من اليمن و يفترض أن تنشيء مخيمات و تقوم بترحيل المهاجرين الى بلادهم لكنها تعيدهم عبر الحدود.و أردف قائلا إن هذا مثل محاولة إقامة سد على نهر سريع الجريان فعلى المدى القصير يمنع مرور بعض المياه لكن المياه ستفيض في نهاية المطاف.
    و قال متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن نصف مليون شخص يحاولون التسلل الى البلاد سنويا و إن حرس الحدود لا يفتحون النار الا حين يتعرضون لإطلاق النار.و أضاف أن النظام الأمني على الحدود لا يختلف عن الدول الاخرى فمن يصلون يعادون الى حيث أتوا.
    على الجانب اليمني من الحدود يسمح مناخ من التواطؤ و الافتقار الى الإرادة السياسية لاعتقال المهربين و محاكمتهم بازدهار تجارة المهاجرين و ارتكاب الانتهاكات بحقهم.
    احمد ضابط بالجيش اليمني من حراز اكتفى بذكر المقطع الأول من اسمه هو واحد من حفنة من مسؤولي الأمن اليمنيين الذين جمعوا ثروة من خلال مساعدة المهربين على نقل الأفارقة الى السعودية.
    و في دولة يعيش اكثر من 40 في المئة من سكانها على اقل من دولارين في اليوم يدر تنسيق احمد مع المهربين عليه نحو 20 الف دولار شهريا.
    و لدى سؤاله عما اذا كان يتعرض لمشاكل بسبب نقل المهاجرين عبر نقاط التفتيش الحكومية ضحك قائلا "اي نقاط تفتيش؟ هذه الدولة تديرها قبائل و ليس رجال شرطة...هؤلاء الناس أصدقائي."
    ورفضت وزارة الدفاع التعليق على الأمر.لكن السلطات المحلية في حراز تقول إن هناك تواطؤا بين حرس الحدود اليمنيين و المهربين لكنها لا تتمتع بالسلطة او الأسلحة الكافية للقضاء على المهربين.
    و قال العقيد محمد احمد نجد قائد شرطة منطقة حراز إن بالطبع هناك تسهيل و أضاف أنه ليست له سيطرة على حرس الحدود لأنهم يتبعون وزارة الدفاع.
    و أردف قائلا إنه عند مداهمة منازل المهربين تواجه الشرطة مقاومة شرسة و إطلاق رصاص مشيرا الى أن الأمر يشبه مكافحة تمرد.و قال إنه مادام المهاجرون يتوافدون و يخطفهم المهربون فإنه ليس في يد الشرطة شيء لتفعله.
    ........
    شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 7/حزيران/2012


    اليمن...تراكم الازمات الانسانية في ظل سلطة هشة


    عدل سابقا من قبل In The Zone في الخميس يناير 10, 2013 7:05 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام الملكيات الخليجية على محك التغيير.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء ديسمبر 26, 2012 6:51 pm

    تشهد معظم دول الخليج اضطرابات كبيرة و حراك سياسي غير مسبوق خاصة في المدة الاخيرة،تتمثل بالاحتجاجات الشعبية المستمرة،التي تحول بعضها إلى مواجهات عنيفة في أنحاء عديدة كما هو الحال في البحرين و اليمن و الكويت و السعودية و عمان،و حتى ما يحدث في الامارات و قطر مثل المعارضة على الانترنت،فعلى الرغم من انتهاج الحكومات الخليجية اشد أساليب القمع و التعسف على المعارضين،فضلا عن التعتيم الإعلامي المستمر،الا ان ثورات معارضين مازالت مستمرة و تستلهم ثورات الربيع العربي الاخرى،و هذا الامر يشكل خطراً على الحكومات الخليجية التي تتعامل مع المطالبين بقمع متواصل،و نظرا لما تشهده الساحة الاقليمية و الدولية من متغيرات و احداث متسارعة على المستويين الاقليمي و الدولي،التي تمثلت بالانتفاضات التي اطاحت بزعماء حكموا لعقود في دول عربية و المنافسة الاقليمية مع ايران و الصراع في سوريا،ستضع هذه الامور انفة الذكر الخليج امام تحديات كبيرة، لذا تحاول دول الخليج ايجاد وحدة خليحية في كافة المجالات تخفف من خطر الاضطرابات.
    فعلى الرغم من الثراء الفاحش يشتكي معظم المواطنين من تراجع الاصلاحات السياسية في دول الخليج العربي،و من تباطؤ تطور و تبلور المفاهيم السياسية الحديثة،و هذا يبعث الاستياء داخل الملكيات الخليجية التي تقف اليوم على محك التغيير.
    و يرى مراقبون في حال استمرار الجمود السياسي و التراجع الحقوقي في دول الخليج،فان الاسر الحاكمة قد تواجه عن قريب انتفاضات لا يمكن تفاديها في المستقبل القريب.

    ..........
    دول الخليج...شعوب متحركة و انظمة مرتبكة.
    شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 26/كانون الأول/2012
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام ربيع جزيرة العرب..ربيع النفط و دبلوماسية دفاتر الشيكات.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء ديسمبر 26, 2012 7:12 pm

    ربيع جزيرة العرب..ربيع النفط و دبلوماسية دفاتر الشيكات.
    موقع صوت ألمانيا.

    .......
    تحاول دول الخليج الغنية بالنفط الفرار من الموجة الثورية القائمة في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط.
    و هي حتى الآن لم تنجح في ذلك فحسب،بل إنها تمكّنت من الاستفادة من الانتفاضة العربية لمصلحتها الإستراتيجية أيضاً.

    .............
    على عكس تونس و مصر و ليبيا و اليمن،و سوريا حالياً،بقيَت دول مجلس التعاون الخليجي - باستثناء البحرين - في منأى عن الانتفاضات الكبرى،في الوقت الحاضر.
    لكن هذه الأنظمة الاستبدادية،أي أنظمة المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و دولة قطر و مملكة البحرين و سلطنة عمان و دولة الكويت،كان لها منذ البداية فُرَص بقاء أفضل بكثير من نظام مبارك و نظام بن علي و غيرهما من الأنظمة.
    فمن جانب،لدى معظم هذه الدول،بفضل عائداتها النفطية الكبيرة،إمكانية استرضاء مواطنيها من خلال منافع مادية،مثل منحهم وظائف في القطاع الحكومي أو رعايتهم رعاية صحية مجانية.
    و من جانب آخر،أدرك بعض شيوخ النفط كيفية كسب احترام مرؤوسيهم عن طريق الاستثمارات الذكية لأموال النفط.
    ففي الإمارات العربية المتحدة،على سبيل المثال،من الصعب العثور على إماراتيّين ناقمين على وضعهم إلى درجة قلب النظام على حُكّامهم.
    كما أن هذا الاحترام يتجاوز مجرد الولاءات القبلية.
    .......
    المادّية و أزمة الهوية.
    لكن ذلك لا يعني عدم وجود مشكلات في هذه البلدان،بل على العكس من ذلك: ففي الإمارات العربية المتحدة،أدت التنمية الاقتصادية السريعة،على سبيل المثال،إلى تدفق أعداد كبيرة من العمالة الوافدة،بحيث بات الإماراتيون يشكّلون حوالي 10% فقط من مجموع السكان.
    و ترافَقَ ذلك مع وجود مادّي بلا حدود و مع نمط غربي في الحياة اليومية أو ما يُسمَّى "التغريب": ففي مراكز التسوق الكثيرة العدد في هذا البلد مثلاً،ليس من النادر أن يرى المرء مُسلمات منقّبات إلى جانب نساء شقراوات طويلات السيقان و مُرتديات سراويل مُغرية.
    و هذا يعني أن هذا التطور أدى إلى أزمة هوية كاملة لكثير من السكان الأصليين.
    و إزاء هذه الخلفية،فليس من المدهش أن تَصدُر انتقادات ضد سياسات بعض الحُكّام في هذه البلدان. و هذا يحدث في الدول الخليجية التي تكون المشكلات الاجتماعية و الاقتصادية فيها أكثر منها في غيرها.
    ففي سلطنة عُمان الأقل شُهرَة،و التي ليس لديها عائدات نفطية كبيرة كتلك التي تتمتع بها الإمارات العربية المتحدة،خرج الآلاف في فبراير عام 2011 إلى الشوارع مُطالبين بتحسين ظروفهم المعيشة.
    أما النظام الحاكم في البحرين،التي أصبحت عائداتها النفطية منخفضة أيضاً،فهو يمارس التمييز ضد الأغلبية الشيعية،كما أنه قَمَعَ بشكل دمويّ الانتفاضة التي انطلقت في فبراير عام 2011.
    و حتى في المملكة العربية السعودية الغنية،حدثَت انتفاضات صغيرة في المنطقة الشرقية الشيعية القريبة من البحرين،و لكن تم قمعها بسرعة.
    و في الكويت،وضَعَ البرلمان كُلاً من أمير البلاد و حكومتها تحت ضغط هائل.
    و في نوفمبر عام 2011،سارَ نحو 50 ألف شخص في الشوارع و أجبروا رئيس الوزراء على الاستقالة للاشتباه بتورُّطه في قضايا فساد.
    ............
    الخوف يُساوِر الحُكَّام.
    و الآن،أمسى الخوف يُساوِر حُكّام هذه الدول.فَهُم لا يريدون أن يتعرّضوا لأي نوع من الأخطار،تجعلهم في النهاية يعانون،رغم ثرواتهم،من نفس مصير حكام مصر و ليبيا و تونس،و أيضاً سوريا قريباً.
    و حتى شيوخ الإمارات العربية المتحدة الذين يتمتعون بشعبية في أوساط السُّكان،بدؤوا الآن بخنق أية معارضة أو مطالب سياسية و هي في مهدها: فوفقًا لِـ"مركز الإمارات لحقوق الإنسان" يوجد حاليا 50 سجيناً سياسياً في سجون الإمارات العربية المتحدة.
    و في شهر يوليو/ تموز وحده،تم اعتقال ما لا يقل عن 37 من المدونين و الكُتّاب و الشعراء و المحامين.
    و تمّ نفي بعضهم إلى الخارج بعد أن تمّ حرمانهم من جنسيتهم.
    و وسائل الإعلام الحكومية تقوم بتبرير هذا النهج في كثير من الأحيان بعضوية هؤلاء في منظمة تُعادي الأهداف الدستورية للبلاد و تُعرِّض الأمن الوطني للخطر و يتم توجيهها من الخارج.
    و المقصود هنا هي جماعة "الإصلاح"،و هي تجمُّع إسلامي قريب فكرياً من جماعة "الإخوان المسلمون".
    .........
    مرتزقة شيوخ النفط.
    لكن الإجراءات التي اتخذتها دول الخليج ضد الاضطرابات السياسية تجاوزت ذلك بل و ذهبت أبعد من ذلك بكثير.
    فقد عُرِفَ في شهر مايو / آيار من العام الماضي،أن الإمارات العربية المتحدة تقوم بتدريب مرتزقة من كولومبيا في صحراء أبوظبي بمشاركة مؤسِّس شركة "بلاك ووتر"،و هي شركة خاصة للمرتزقة و سيِّئة السُّمعة.
    فالأنظمة الاستبدادية تستخدم هؤلاء المرتزقة الأجانب لأنهم أقل خشيةً و أكثر قساوة عند مواجهة شعب البلاد.
    حاكِم البحرين قام كذلك بتجنيد عدد كبير من المقاتلين و خصوصاً من الباكستانيين في أجهزته الأمنية.
    و حتى النقاش الدائر حول اتحاد مملكة البحرين الصغيرة مع المملكة العربية السعودية بالإمكان تأويله على أنه إجراء وقائي لتحسين و إحكام السيطرة على احتجاجات المشتعلة و المتجددة على الدوام ضد النظام هناك.
    ممالك و إمارات الخليج تُظهِر معظم هذه الخطوات على أنها تدابير وقائية ضد التهديد المزعوم الذي تشكّله إيران.

    و لكن،ما دفع دول الخليج إلى اتخاذ تدابير من هذا القبيل في النهاية هو الخوف من تصدير الثورة إليها،لاسيما من مصر التي بات يشارك في حكمها جماعة "الإخوان المسلمون".
    كما يقدِّم الفساد و طريقة الحياة الغربية و كذلك سوء إدارة الظروف الاجتماعية مساحة خصبة للانتقادات الدينية ضد الأنظمة.
    و لذلك،يستطيع المرء وصف سلوك دول الخليج تجاه دول الثورات بأنه سلوك عدواني.
    ............
    الخليج باعتباره خَطّاً أحمر.
    و في نهاية شهر يوليو/ تموز ساوى ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دُبي،في حديث له،بين جماعة "الإخوان المسلمون" بالعدو اللدود إيران،و وضعهما في نفس المستوى،حين قال: "على الإخوان و حكومات دمشق و شمال إفريقيا أن يعلموا أن الخليج خط أحمر،ليس لإيران فقط،بل للإخوان أيضاً. (...) علينا أن نكون متنبّهين و متأهبين لأنه كلما توسّعت هذه المجموعات ارتفع احتمال الاضطرابات".
    و قد كان قائد الشرطة المذكور هاجم جماعة "الإخوان المسلمون" المصرية بانتقادات حادة مِراراً و تَكراراً في الأشهر الأخيرة.
    علاقات مصر مع المملكة العربية السعودية مشحونة بالتوتر أيضاً.
    و كان آخر تصعيد بعد اعتقال المحامي المصري أحمد الجيزاوي الناشط في حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية،و أدّى هذا إلى مظاهرات أمام السفارة السعودية في القاهرة و من ثم سحب السفير.
    و كان المحامي يسعي في المملكة العربية السعودية إلى فتح إجراء قضائي لتأمين الإفراج عن عُمال مصريين مهاجرين،تم احتجازهم في السجون السعودية دون توجيه اتهامات إليهم.
    و تم اعتقال المحامي عند دخوله إلى البلاد بتهمة تهريب مزعوم للمخدرات،و أصبحت قضيته منذ ذلك الحين قضية سياسية.
    الخوف من تصدير الثورة ازداد في المملكة إلى أبعد من ذلك،منذ أن شاركت جماعة "الإخوان المسلمون" مشاركةً مباشرة في حكم مصر عبر الانتخابات الديمقراطية التي اِختير فيها محمد مرسي رئيساً جديداً للبلاد.
    و هو وضع خطير للعائلة المالكة في السعودية،فالإخوان المسلمون كانوا يمثلون دور الإسلام السياسي النشِط: و منذ بداية اضطهادهم من قِبَل جمال عبد الناصر في منتصف خمسينيات القرن الماضي وقفت جماعتهم في موقف معارض للنظام الحاكم.
    و منذ ذلك الحين،أصبح الحق في المقاومة ضد الحُكام الديكتاتوريين جزءاً من أيديولوجية جماعة الإخوان.
    على العكس تماماً من ذلك في المملكة العربية السعودية: حيث يتمتع رجال الدين المحافظون و المتشددون بحريات دينية كبيرة محلياً،و تراعيهم العائلة المالكة من الناحية المالية بكَرم.
    ..............
    انتفاضات "غير إسلامية".
    في المقابل،فإن رجال الدين في السعودية يؤيدون نظام آل سعود الاستبدادي،دون قيد أو شرط تقريبا.
    و ينعكس هذا،على سبيل المثال،في تصريحات مفتي العام للسعودية الذي ندّد بالانتفاضات العربية معتبراً إياها بأنها غير إسلامية.
    و في أبريل/ نيسان الماضي، قال المفتي العام في تصريح لصحيفة الوطن إن: "الانقسام و عدم الاستقرار و تردِّي الوضع الأمني و انهيار وحدة البلدان الإسلامية،التي تواجهها الدول الإسلامية في الوقت الراهن،ما هي إلا نتيجة لذنوب الشعوب و مغالاتها في الخطايا".
    و لكن جماعة "الإخوان المسلمون" في مصر تراجعت مؤخراً عن موقفها و أكدت للسعوديين عدم رغبتها في تصدير الثورة إلى منطقة الخليج.
    فالرئيس مرسي،الواقع تحت ضغط شديد،يدرك جيداً أنه يجب أن يُبرهن للمصريين في الأشهر المقبلة تحقيقه لتحسينات اجتماعية و اقتصادية ملموسة.
    من شأن الصراع مع المملكة العربية السعودية أن يكون بمثابة السُمّ في العلاقات بين البلدين: فهذا قد يُعرِّض التحويلات المالية الشهرية للعمال المصريين (التي بلغَت ما مجموعه حوالي ثمانية مليارات دولار أمريكي) إلى الخطر،مع العلم بأن عدد العُمال المصريين في السعودية يبلغ أكثر من مليون و سبعمئة ألف مهاجر مصري.
    كما أن المساعدات الخليجية المقدَّرة بمليارات الدولارات قد تتراجع كثيراً،في تلك الحالة،التي قد تتفاقم معها الأحوال الاقتصادية و المالية الكارثية في مصر لتصبِح أكثر تردّياً و سوءاً،و لا يمكن تحملها.

    و بذلك،تكون دول الخليج مَحْميّة،على الأقل في المستقبل المنظور،من تصدير الثورة إليها.
    و يمكنها أن تفاخِر في الوقت ذاته أمام شعوبها بدعمها لمقاتلي المقاومة في الجيش السوري الحر ضد نظام بشار الأسد.
    في السنوات المقبلة فقط سيتبيّن ما إذا كانت هذه الإستراتيجية التي تُشكّل مزيجاً من الإعانات المالية و دبلوماسية دفاتِر الشيكات و القمع: ستُبْقي الأنظمة الخليجية على شكلها الحالي،أم لا. و لكن ستظلّ احتمالات بقاء هذه الأنظمة قائمة على المدى القصير و المتوسط،على الأقل.
    ...........
    ماتياس سيلَر.
    ترجمة: علي المخلافي.
    مراجعة: هشام العدم.
    حقوق النشر: قنطرة 2012

    الحدود اليمنية السعودية...شريط خارج نطاق القانون. Moving_photo_that_explains_the_arab_spring_by_atetemiagare-d4ply8k

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 9:59 am