ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية.
إقتباس من موضوع: عنف الملاعب و الربيع العربي.
حيدر الجراح.
..........
لافتة عنف الملاعب الذي لا يقتصر على دولة معينة سواءا كانت من الصف الاول المتقدم او من الصفوف الاخيرة.
في العام 2008 انطلقت بطولة امم اوروبا،و قد لاحظ عدد من المتابعين و الباحثين ظهور كلمات كثيرة ترافقت مع انطلاف مباريات البطولة،منها: (الهوية،و النزعة القومية،و العنف،و العائلة،و المشجعين،و العنصرية،و الديمقراطية).
كيف يمكن لمثل مبارة كرة قدم ان تتحول الى بؤرة تتكثف فيها التعبيرات القومية لدى جمهور المتفرجين؟
يرى بابلو آلابارسيس،عالم إجتماع أرجنتيني متخصص في الثقافات الشعبية في احد لقاءاته الصحفية: أصبحت النزعة القومية لدى الجمهور الرياضي تتركز على المستويين المحلي و الجهوي أكثر منه على المستوى الوطني.
و في إيطاليا مثلا،تُعد المقابلات الكروية بين مدن و مناطق الشمال من ناحية و مدن و مناطق الجنوب من ناحية أخرى "أكثر أهمية" من مباريات الفريق الوطني.
و يمكن ذكر حالة سكوتلاندا أيضا،و التي يحلو للبعض وصفها (بوطنية التسعين دقيقة)،أي الوطنية التي لا تظهر إلا خلال المباريات الرياضية.
و الحال أيضا في إسبانيا،إذ يشجع الجمهور الفريق الوطني،و لكن في الواقع،يظل التجاذب أقوى و أهم بين الباسكيين،و الكتلان و الفالنسيين،و الغاليسيين و الأستوريين.
و في المناطق التي تشهد انتشارا حادا للنزعات القومية،يمكن أن تلعب رياضة كرة القدم دور المحفّز للروح الوطنية.
و نجد هذا في أوروبا الشرقية و في منطقة البلقان،و تحديدا بين الصرب و البوسنيين،و أيضا الكروات،و إن كان بدرجة أقل حدة.و في هذه المناطق بالذات،لا تزال النزعات القومية قوية جدا،و تلعب الرياضة في هذا المستوى دور "المحرك".
و يرى بابلو آلابارسيس ان العنف الموجود في مباريات كرة القدم عنف مطلوب لذاته،و لا تُرجى منه منفعة بعينها.
فالمسألة لا تشبه في شيء ظاهرة "barras bravas" الأرجنتينية (مجموعة من المشجعين يهدفون من خلال العنف إلى تحقيق أرباح اقتصادية)،بل هم أشخاص يحققون متعة قصوي من خلال أعمال العنف التي يقترفونها.
و يرى ن العنف في الحالة الأوروبية،غالبا ما يكون له بعد سياسي،و هنا تتدخل العنصرية.
و في أوروبا،و نجد العنف الذي يمارسه اليمين المتطرف،و يغذيه خطاب متشدد،و معاد للأجانب، و لأصحاب البشرة السوداء...و العنف الذي تشهده الملاعب الأوروبية في بعض الأحيان يطغى عليه الطابع السياسي.
و أوضح مثال على ذلك و أشهره في إيطاليا،التعارض بين مشجعي فريق لاتزيو،المتبنين لنزعة فاشية موسيلينية،و مشجعو فريق ليفورنو،المتبنين لنزعة شيوعية ستالينية.
و يعتبر الشغب و العنف الرياضي من المفاهيم الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر،و هو ظاهرة من الظواهر الإجتماعية،النفسية و الأمنية التي بدأت تظهر في العديد من المجتمعات المعاصرة،حيث أصبحت تشكل خطرا على الأرواح و الممتلكات من خلال الإخلال بالنظام العام و المساس به بسبب السلوك العدواني للاعبين،الإداريين،الحكام،و المشجعين و الأنصار قبل،أثناء و بعد المنافسات الرياضية.
العنف (Violence) يشبه العدوان (Agression) و لكنه يشير إلى أشكال قاسية من الاعتداء البدني التي تظهر بين الأفراد و في حياة الجماعات على السواء.
و تشير معظم الدراسات السيكولوجية لظاهرة العنف في الملاعب الرياضية إلى أنه شكل من أشكال الانفعال الرياضي الذي يظهر على شكل المهاجمة بقصد إلحاق الأذى أو الضرر بالآخرين،إذ أن المتتبع للتاريخ الرياضي يجده حافلا بالعديد من الوقائع و الأحداث الجسيمة و المأساوية،التي تصنف على أنها نوع من أنواع العنف و الشغب الرياضي،الذي تحتفظ كرة القدم الصدارة فيه.
و من زاوية أخرى للتحليل،ينظر إلى هذه الأفعال و السلوكيات العدوانية على أنها غير مقبولة رياضيا،دينيا،إجتماعيا و خلقيا،لأنها تؤدي إلى تحطيم القيم التربوية و التنافسية الشريفة التي تعمل الرياضة على تلقينها للفرد.
و العنف بمناسبة التظاهرات الرياضية يحدث في الأماكن التالية قبل الدخول إلى الملعب:
* الازدحام و التدافع بمداخل الملعب.
* الاعتداءات المختلفة بالطريق العام و الساحات المحاذية للملعب بين الأنصار
* الاعتداءات بالرشق بالحجارة على الحافلة التي تقل الفريق الزائر
و تعد حالة العنف و أعمال الشغب،التي حدثت في ملعب غلاسكو سنة 1920 أثناء مباراة أنجلترا و اسكتلندا و التي راح ضحيتها 40 قتيلا و500 جريح،أول حالة عنف في الملاعب الرياضية في العصر الحديث،بينما أعتبرت مباراة البيرو و الأرجنتين خلال تصفيات الألعاب الأولمبية بطوكيو سنة 1964، من أكبر الكوارث الرياضية،حيث توفي أكثر من 300 شخص و جرح أكثر من 400 مناصر.
من جهة أخرى و على الرغم من أن عنف الملاعب الرياضية لغة عالمية،إلا أنه اقترن بالمشجعين الأنجليز،الذين يعرفون بالهوليغنز (Hooliganisme)،إذ تعد ظاهرة العنف و الشغب من أخطر الظواهر التي يواجهها المجتمع الإنجليزي،بحيث أشتقت كلمة هوليغان (Hooligan) من إسم إحدى العائلات الإيرلندية (Hooligan) التي عاشت في لندن و اشتهرت بشغبها و مشاكستها.
في الوقت الحاضر،أصبح لجماهير العنف في الأندية الرياضية أمثال نادي (ويست هام يونايتد)، (تشيلسي) و (ليفربول) و غيرهم،رابطة مشجعين محصورة على بعض الفئات و تتمتع بسلسلة هرمية ذات سلطة خاصة تساعد في معظم الأحيان على تنظيم و إحداث العنف،قبل أن تمتد هذه الظاهرة إلى ملاعب الدول الأوربية،بحيث كانت كل من ألمانيا،هولندا،بلجيكا و إيطاليا الأكثر تضررا من غيرها جراء انتشارها.
............
شبكة النبأ المعلوماتية-الأحد 5/شباط/2012
إقتباس من موضوع: عنف الملاعب و الربيع العربي.
حيدر الجراح.
..........
لافتة عنف الملاعب الذي لا يقتصر على دولة معينة سواءا كانت من الصف الاول المتقدم او من الصفوف الاخيرة.
في العام 2008 انطلقت بطولة امم اوروبا،و قد لاحظ عدد من المتابعين و الباحثين ظهور كلمات كثيرة ترافقت مع انطلاف مباريات البطولة،منها: (الهوية،و النزعة القومية،و العنف،و العائلة،و المشجعين،و العنصرية،و الديمقراطية).
كيف يمكن لمثل مبارة كرة قدم ان تتحول الى بؤرة تتكثف فيها التعبيرات القومية لدى جمهور المتفرجين؟
يرى بابلو آلابارسيس،عالم إجتماع أرجنتيني متخصص في الثقافات الشعبية في احد لقاءاته الصحفية: أصبحت النزعة القومية لدى الجمهور الرياضي تتركز على المستويين المحلي و الجهوي أكثر منه على المستوى الوطني.
و في إيطاليا مثلا،تُعد المقابلات الكروية بين مدن و مناطق الشمال من ناحية و مدن و مناطق الجنوب من ناحية أخرى "أكثر أهمية" من مباريات الفريق الوطني.
و يمكن ذكر حالة سكوتلاندا أيضا،و التي يحلو للبعض وصفها (بوطنية التسعين دقيقة)،أي الوطنية التي لا تظهر إلا خلال المباريات الرياضية.
و الحال أيضا في إسبانيا،إذ يشجع الجمهور الفريق الوطني،و لكن في الواقع،يظل التجاذب أقوى و أهم بين الباسكيين،و الكتلان و الفالنسيين،و الغاليسيين و الأستوريين.
و في المناطق التي تشهد انتشارا حادا للنزعات القومية،يمكن أن تلعب رياضة كرة القدم دور المحفّز للروح الوطنية.
و نجد هذا في أوروبا الشرقية و في منطقة البلقان،و تحديدا بين الصرب و البوسنيين،و أيضا الكروات،و إن كان بدرجة أقل حدة.و في هذه المناطق بالذات،لا تزال النزعات القومية قوية جدا،و تلعب الرياضة في هذا المستوى دور "المحرك".
و يرى بابلو آلابارسيس ان العنف الموجود في مباريات كرة القدم عنف مطلوب لذاته،و لا تُرجى منه منفعة بعينها.
فالمسألة لا تشبه في شيء ظاهرة "barras bravas" الأرجنتينية (مجموعة من المشجعين يهدفون من خلال العنف إلى تحقيق أرباح اقتصادية)،بل هم أشخاص يحققون متعة قصوي من خلال أعمال العنف التي يقترفونها.
و يرى ن العنف في الحالة الأوروبية،غالبا ما يكون له بعد سياسي،و هنا تتدخل العنصرية.
و في أوروبا،و نجد العنف الذي يمارسه اليمين المتطرف،و يغذيه خطاب متشدد،و معاد للأجانب، و لأصحاب البشرة السوداء...و العنف الذي تشهده الملاعب الأوروبية في بعض الأحيان يطغى عليه الطابع السياسي.
و أوضح مثال على ذلك و أشهره في إيطاليا،التعارض بين مشجعي فريق لاتزيو،المتبنين لنزعة فاشية موسيلينية،و مشجعو فريق ليفورنو،المتبنين لنزعة شيوعية ستالينية.
و يعتبر الشغب و العنف الرياضي من المفاهيم الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر،و هو ظاهرة من الظواهر الإجتماعية،النفسية و الأمنية التي بدأت تظهر في العديد من المجتمعات المعاصرة،حيث أصبحت تشكل خطرا على الأرواح و الممتلكات من خلال الإخلال بالنظام العام و المساس به بسبب السلوك العدواني للاعبين،الإداريين،الحكام،و المشجعين و الأنصار قبل،أثناء و بعد المنافسات الرياضية.
العنف (Violence) يشبه العدوان (Agression) و لكنه يشير إلى أشكال قاسية من الاعتداء البدني التي تظهر بين الأفراد و في حياة الجماعات على السواء.
و تشير معظم الدراسات السيكولوجية لظاهرة العنف في الملاعب الرياضية إلى أنه شكل من أشكال الانفعال الرياضي الذي يظهر على شكل المهاجمة بقصد إلحاق الأذى أو الضرر بالآخرين،إذ أن المتتبع للتاريخ الرياضي يجده حافلا بالعديد من الوقائع و الأحداث الجسيمة و المأساوية،التي تصنف على أنها نوع من أنواع العنف و الشغب الرياضي،الذي تحتفظ كرة القدم الصدارة فيه.
و من زاوية أخرى للتحليل،ينظر إلى هذه الأفعال و السلوكيات العدوانية على أنها غير مقبولة رياضيا،دينيا،إجتماعيا و خلقيا،لأنها تؤدي إلى تحطيم القيم التربوية و التنافسية الشريفة التي تعمل الرياضة على تلقينها للفرد.
و العنف بمناسبة التظاهرات الرياضية يحدث في الأماكن التالية قبل الدخول إلى الملعب:
* الازدحام و التدافع بمداخل الملعب.
* الاعتداءات المختلفة بالطريق العام و الساحات المحاذية للملعب بين الأنصار
* الاعتداءات بالرشق بالحجارة على الحافلة التي تقل الفريق الزائر
و تعد حالة العنف و أعمال الشغب،التي حدثت في ملعب غلاسكو سنة 1920 أثناء مباراة أنجلترا و اسكتلندا و التي راح ضحيتها 40 قتيلا و500 جريح،أول حالة عنف في الملاعب الرياضية في العصر الحديث،بينما أعتبرت مباراة البيرو و الأرجنتين خلال تصفيات الألعاب الأولمبية بطوكيو سنة 1964، من أكبر الكوارث الرياضية،حيث توفي أكثر من 300 شخص و جرح أكثر من 400 مناصر.
من جهة أخرى و على الرغم من أن عنف الملاعب الرياضية لغة عالمية،إلا أنه اقترن بالمشجعين الأنجليز،الذين يعرفون بالهوليغنز (Hooliganisme)،إذ تعد ظاهرة العنف و الشغب من أخطر الظواهر التي يواجهها المجتمع الإنجليزي،بحيث أشتقت كلمة هوليغان (Hooligan) من إسم إحدى العائلات الإيرلندية (Hooligan) التي عاشت في لندن و اشتهرت بشغبها و مشاكستها.
في الوقت الحاضر،أصبح لجماهير العنف في الأندية الرياضية أمثال نادي (ويست هام يونايتد)، (تشيلسي) و (ليفربول) و غيرهم،رابطة مشجعين محصورة على بعض الفئات و تتمتع بسلسلة هرمية ذات سلطة خاصة تساعد في معظم الأحيان على تنظيم و إحداث العنف،قبل أن تمتد هذه الظاهرة إلى ملاعب الدول الأوربية،بحيث كانت كل من ألمانيا،هولندا،بلجيكا و إيطاليا الأكثر تضررا من غيرها جراء انتشارها.
............
شبكة النبأ المعلوماتية-الأحد 5/شباط/2012