الإكتئاب...بوابة دخول لبقية الأمراض.
كمال عبيد.
.........
الاكتئاب الشتوي.
فمع انتهاء فصل الخريف يشعر الكثيرون بالتعب والخمول بصفة مستمرة، بل إن البعض يصاب بما يسمى بـ"الاكتئاب الشتوي"، والآن، بعد أن أخرت معظم الدول الأوروبية ساعتها 60 دقيقة عملا بالتوقيت الشتوي، باتت هناك فرصة أكبر للإصابة بالاكتئاب وتثبيط الهمة، يقول الأستاذ الجامعي يورغن تسولاي، الباحث المتخصص في مجال النوم بمدينة ريجنسبورغ الألمانية، إن السبب في ذلك هو عدم كفاية وقت سطوع الشمس، اذ سرعان ما يحل الظلام في الشتاء، ورغم ذلك، فإن الليل الطويل يمثل في الواقع تطورا إيجابيا بالنسبة لإيقاعاتنا الحيوية، يقول تسولاي: "ساعتنا الداخلية تسعد كثيرا بأن اليوم زاد ساعة واصبح خمساً وعشرين ساعة، وهو ما يتناغم مع إيقاعنا الطبيعي"، إذن المشكلة هي غياب أشعة الشمس، وهو ما أوضحه تسولاي بقوله: "تفرز أجسامنا هرمون الميلاتونين أثناء ساعات الليل. وهرمون الميلاتونين هو المسؤول عن شعورنا بالتعب"، أما في ساعات النهار فإن أجسامنا تفرز هرمون "السيروتونين" الذي يحسن حالتنا المزاجية، ويوصي تسولاي بقضاء أطول فترة ممكنة في الأماكن المفتوحة ، قائلا: "يجب أن تصل (هذه الفترة) إلى 30 دقيقة على الأقل"، وأضاف: "ينبغي عليك الحصول على قدر من الهواء النقي، حتى وإن لم تشعر برغبة في الخروج عندما يكون الجو ملبدا بالغيوم. ففي اليوم الملبد بالغيوم، يكون هناك ما يكفي من الضوء لإيقاظنا. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويظل ضوء الشمس أكثر إشراقا بكثير من الضوء المنبعث من المصباح الكهربائي"، ويقول تسولاي: "يتعين عليك إنارة الأضواء في منزلك بمجرد أن تستيقظ من النوم، نظرا لأن ذلك يمدك بالقدر الأولي من الضوء الذي يحتاجه جسمك"، ويمكنك أيضا تنشيط جهازك الدوري بالتبديل بين المياه الباردة والدافئة عند الاستحمام، ويوصي تسولاي بالمواظبة على التمرينات الرياضية حتى وإن كان الجو الممطر والبارد في الخارج سيدفعك إلى ملازمة أريكتك للاستمتاع بالدفء، يقول تسولاي: "تساعدنا التمارين الرياضية على الشعور بالارتياح والمزيد من التوازن"، ويشير الباحث إلى أن من الطبيعي للغاية أن يصاب المرء بنوع من السبات الشتوي، قائلا: "خلال أشهر الشتاء ، ينبغي عليك أن تحاول الإصغاء لإيقاعك الطبيعي وأخذ المزيد من الراحة".
........
التمرينات الرياضية.
في سياق متصل اظهرت دراسة امريكية شملت الاف السيدات ان الاكبر سنا منهن اللواتي يعتدن على ممارسة اكبر للتمرينات الرياضية ويقللن من مشاهدة التلفزيون كن الاقل عرضة للاصابة بالاكتئاب موضحة ان النشاط البدني كان له التأثير الاكبر في النتيجة، وجاء في الدراسة التي نشرت بالدورية الامريكية لعلم الاوبئة ان الباحثين اكتشفوا ان النساء اللواتي اعتدن على ممارسة التمرينات الرياضية خلال الاعوام الاخيرة قلت لديهن بنسبة 20 في المئة احتمالات الاصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهن اللائي اعتدن على التمرينات الرياضية لفترات قصيرة، وعلى جانب اخر كلما قضين اوقاتا اطول كل اسبوع امام التلفزيون كلما زادت مخاطر اصابتهن بالاكتئاب، وقالت ميشيل لوكاس الباحثة بمدرسة هارفارد للصحة العامة في بوسطن ومؤلفة الدراسة "المستويات العالية من النشاط البدني ارتبطت بتراجع احتمالات الاصابة بالاكتئاب، وأوضحت الدراسة ان قضاء المزيد من الوقت في نشاط بدني قد يدعم احترام الذات واحساس المرأة بالسيطرة وايضا يزيد الاندروفين في الدم.
الا ان لوكاس اوضحت ان الدراسة لم تبرهن بشكل مباشر على ان مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة وتجنب التمرينات يسبب الاكتئاب، وشملت الدراسة ما يقرب من خمسين الف سيدة قمن بملء استبيانات كل عامين في اطار دراسة "صحة الممرضات الامريكيات" وشملت الفترة من عام 1992 وحتى 2006، وسجلت المشاركات المدد الزمنية التي قضينها في مشاهدة التلفزيون كل اسبوع في عام 1992 واجبن ايضا على اسئلة بشأن عدد المرات التي اعتدن فيها على المشي وركوب الدراجات الهوائية والجري والسباحة خلال الفترة بين عامي 1992 و2000، وفي نفس الاستبيانات كتبت المشاركات عن اي تشخيص جديد عن الاصابة بالاكتئاب او اي ادوية اخذت لعلاج المرض، وشملت الدراسة سيدات لم يكن مصابات بالاكتئاب في عام 1996.
وعلى مدار العقد التالي سجلت 6500 حالة اصابة بالمرض. بحسب رويترز.
وبعد ان شرح الباحثون المظاهر الصحية والحياتية المرتبطة بالاكتئاب ومنها الوزن والتدخين وبعض الامراض كانت ممارسة الرياضة لنحو 90 دقيقة او اكثر كل يوم بالنسبة للسيدات تعني تراجع بنسبة 20 في المئة في احتمالات الاصابة بالاكتئاب بالمقارنة بمن مارسن تمرينات رياضية لعشر دقائق او اقل في اليوم، وكانت السيدات اللاتي يشاهدن التلفزيون لثلاث ساعات او اكثر يوميا اكثر عرضة بنسبة 13 في المئة للاصابة بالاكتئاب بالمقارنة بغيرهن اللاتي يكدن لا يديرون مفتاح التشغيل نهائيا وقالت لوكاس ان بعض ذلك على الاقل يرتبط على الارجح باستغلال السيدات للوقت المخصص للتمرينات في الجلوس امام التلفزيون، ومن التفسيرات البديلة التي اثارها الباحثون هي ان النساء ربما عانين من بعض اعراض الاكتئاب قبل تشخيصهم بالاصابة بالمرض مما دفعهم لتقليل ممارستهم للرياضة، وقد يأتي التشخيص الرسمي فيما بعد، وقالت جيليان مياد الباحث في طب الشيخوخة بمستشفى ادنبرة الملكية لكنها لم تشارك في الدراسة "رجحت دراسات سابقة ان يكون النشاط البدني مرتبط بتراجع مخاطر الاصابة بأعراض الاكتئاب.
وقالت في رسالة الكترونية لرويترز ان ما توصلت اليه الدراسة "يضيف لكم كبير من الادلة المتزايدة التي تفيد بان النشاط البدني مهم للحفاظ على صحة المخ."
........
شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 18/حزيران/2012
كمال عبيد.
.........
الاكتئاب الشتوي.
فمع انتهاء فصل الخريف يشعر الكثيرون بالتعب والخمول بصفة مستمرة، بل إن البعض يصاب بما يسمى بـ"الاكتئاب الشتوي"، والآن، بعد أن أخرت معظم الدول الأوروبية ساعتها 60 دقيقة عملا بالتوقيت الشتوي، باتت هناك فرصة أكبر للإصابة بالاكتئاب وتثبيط الهمة، يقول الأستاذ الجامعي يورغن تسولاي، الباحث المتخصص في مجال النوم بمدينة ريجنسبورغ الألمانية، إن السبب في ذلك هو عدم كفاية وقت سطوع الشمس، اذ سرعان ما يحل الظلام في الشتاء، ورغم ذلك، فإن الليل الطويل يمثل في الواقع تطورا إيجابيا بالنسبة لإيقاعاتنا الحيوية، يقول تسولاي: "ساعتنا الداخلية تسعد كثيرا بأن اليوم زاد ساعة واصبح خمساً وعشرين ساعة، وهو ما يتناغم مع إيقاعنا الطبيعي"، إذن المشكلة هي غياب أشعة الشمس، وهو ما أوضحه تسولاي بقوله: "تفرز أجسامنا هرمون الميلاتونين أثناء ساعات الليل. وهرمون الميلاتونين هو المسؤول عن شعورنا بالتعب"، أما في ساعات النهار فإن أجسامنا تفرز هرمون "السيروتونين" الذي يحسن حالتنا المزاجية، ويوصي تسولاي بقضاء أطول فترة ممكنة في الأماكن المفتوحة ، قائلا: "يجب أن تصل (هذه الفترة) إلى 30 دقيقة على الأقل"، وأضاف: "ينبغي عليك الحصول على قدر من الهواء النقي، حتى وإن لم تشعر برغبة في الخروج عندما يكون الجو ملبدا بالغيوم. ففي اليوم الملبد بالغيوم، يكون هناك ما يكفي من الضوء لإيقاظنا. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويظل ضوء الشمس أكثر إشراقا بكثير من الضوء المنبعث من المصباح الكهربائي"، ويقول تسولاي: "يتعين عليك إنارة الأضواء في منزلك بمجرد أن تستيقظ من النوم، نظرا لأن ذلك يمدك بالقدر الأولي من الضوء الذي يحتاجه جسمك"، ويمكنك أيضا تنشيط جهازك الدوري بالتبديل بين المياه الباردة والدافئة عند الاستحمام، ويوصي تسولاي بالمواظبة على التمرينات الرياضية حتى وإن كان الجو الممطر والبارد في الخارج سيدفعك إلى ملازمة أريكتك للاستمتاع بالدفء، يقول تسولاي: "تساعدنا التمارين الرياضية على الشعور بالارتياح والمزيد من التوازن"، ويشير الباحث إلى أن من الطبيعي للغاية أن يصاب المرء بنوع من السبات الشتوي، قائلا: "خلال أشهر الشتاء ، ينبغي عليك أن تحاول الإصغاء لإيقاعك الطبيعي وأخذ المزيد من الراحة".
........
التمرينات الرياضية.
في سياق متصل اظهرت دراسة امريكية شملت الاف السيدات ان الاكبر سنا منهن اللواتي يعتدن على ممارسة اكبر للتمرينات الرياضية ويقللن من مشاهدة التلفزيون كن الاقل عرضة للاصابة بالاكتئاب موضحة ان النشاط البدني كان له التأثير الاكبر في النتيجة، وجاء في الدراسة التي نشرت بالدورية الامريكية لعلم الاوبئة ان الباحثين اكتشفوا ان النساء اللواتي اعتدن على ممارسة التمرينات الرياضية خلال الاعوام الاخيرة قلت لديهن بنسبة 20 في المئة احتمالات الاصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهن اللائي اعتدن على التمرينات الرياضية لفترات قصيرة، وعلى جانب اخر كلما قضين اوقاتا اطول كل اسبوع امام التلفزيون كلما زادت مخاطر اصابتهن بالاكتئاب، وقالت ميشيل لوكاس الباحثة بمدرسة هارفارد للصحة العامة في بوسطن ومؤلفة الدراسة "المستويات العالية من النشاط البدني ارتبطت بتراجع احتمالات الاصابة بالاكتئاب، وأوضحت الدراسة ان قضاء المزيد من الوقت في نشاط بدني قد يدعم احترام الذات واحساس المرأة بالسيطرة وايضا يزيد الاندروفين في الدم.
الا ان لوكاس اوضحت ان الدراسة لم تبرهن بشكل مباشر على ان مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة وتجنب التمرينات يسبب الاكتئاب، وشملت الدراسة ما يقرب من خمسين الف سيدة قمن بملء استبيانات كل عامين في اطار دراسة "صحة الممرضات الامريكيات" وشملت الفترة من عام 1992 وحتى 2006، وسجلت المشاركات المدد الزمنية التي قضينها في مشاهدة التلفزيون كل اسبوع في عام 1992 واجبن ايضا على اسئلة بشأن عدد المرات التي اعتدن فيها على المشي وركوب الدراجات الهوائية والجري والسباحة خلال الفترة بين عامي 1992 و2000، وفي نفس الاستبيانات كتبت المشاركات عن اي تشخيص جديد عن الاصابة بالاكتئاب او اي ادوية اخذت لعلاج المرض، وشملت الدراسة سيدات لم يكن مصابات بالاكتئاب في عام 1996.
وعلى مدار العقد التالي سجلت 6500 حالة اصابة بالمرض. بحسب رويترز.
وبعد ان شرح الباحثون المظاهر الصحية والحياتية المرتبطة بالاكتئاب ومنها الوزن والتدخين وبعض الامراض كانت ممارسة الرياضة لنحو 90 دقيقة او اكثر كل يوم بالنسبة للسيدات تعني تراجع بنسبة 20 في المئة في احتمالات الاصابة بالاكتئاب بالمقارنة بمن مارسن تمرينات رياضية لعشر دقائق او اقل في اليوم، وكانت السيدات اللاتي يشاهدن التلفزيون لثلاث ساعات او اكثر يوميا اكثر عرضة بنسبة 13 في المئة للاصابة بالاكتئاب بالمقارنة بغيرهن اللاتي يكدن لا يديرون مفتاح التشغيل نهائيا وقالت لوكاس ان بعض ذلك على الاقل يرتبط على الارجح باستغلال السيدات للوقت المخصص للتمرينات في الجلوس امام التلفزيون، ومن التفسيرات البديلة التي اثارها الباحثون هي ان النساء ربما عانين من بعض اعراض الاكتئاب قبل تشخيصهم بالاصابة بالمرض مما دفعهم لتقليل ممارستهم للرياضة، وقد يأتي التشخيص الرسمي فيما بعد، وقالت جيليان مياد الباحث في طب الشيخوخة بمستشفى ادنبرة الملكية لكنها لم تشارك في الدراسة "رجحت دراسات سابقة ان يكون النشاط البدني مرتبط بتراجع مخاطر الاصابة بأعراض الاكتئاب.
وقالت في رسالة الكترونية لرويترز ان ما توصلت اليه الدراسة "يضيف لكم كبير من الادلة المتزايدة التي تفيد بان النشاط البدني مهم للحفاظ على صحة المخ."
........
شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 18/حزيران/2012