جدل بسبب منع إطلاق اللحى للقوى الأمنية في العراق.
............
احيا مرسوم أصدرته الحكومة العراقية بمنع أفراد الجيش و الشرطة الموجودين في الخدمة من إطلاق لحاهم جدلا بشأن الممارسات الدينية في بلد مازالت تعتمل فيه الانقسامات الطائفية بين السنة و الشيعة تحت السطح.
و ظل العراق لفترة طويلة يسمح لأفراد الجيش و الشرطة بإطلاق لحاهم لطول معين لكن وزارة الداخلية بدأت في ابريل نيسان في إصدار أوامر بعدم إطلاق اللحى لأسباب قالت إنها تصب في "المصلحة العامة."
و أحيانا ما يتم الربط بين اللحى و ميليشيات السنة و الشيعة في العراق التي قاتلت بعضها البعض و تحارب قوات الامن و القوات الاجنبية منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 .
و بالنسبة لأبو حيدر و يعمل ميكانيكيا لدى الشرطة فإن الحظر قضى على آماله في مزيد من الحرية الدينية في العراق بعد الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
و قال في مدينة البصرة معقل الشيعة "عندما رأيت الخطاب الذي يقول إن الوزارة لن تسمح لنا بإطلاق اللحى شعرت بالاستياء."
و تعرضت الاغلبية الشيعية في العراق للقمع و كانت شعائرهم الدينية تحظر أيام حكم صدام الذي كان علمانيا إلى حد كبير حيث أمسك الرئيس الراحل و حزب البعث الذي كان ينتمي إليه البلاد بقبضة من حديد.
و قال أبو حيدر "هذا تدخل في الحريات الشخصية التي بدأنا في تذوقها بعد الاطاحة بالنظام."
و القضية حساسة في منطقة الشرق الأوسط التي حقق فيها السلفيون السنة مكاسب في أعقاب انتفاضات ليبيا و تونس و مصر.
و في العراق على وجه الخصوص تكون الحاجة مزمنة للسير بحذر شديد.و العراق أقل تحفظا من كثير من جيرانه مثل السعودية و إيران و السبب في ذلك يرجع إلى حد كبير للخليط الديني و العرقي و الطائفي و الذي يجعل من الصعب فرض قيود تناسب الجميع.
لكن و مع رحيل صدام فإن أحزاب سياسية إسلامية متشددة سواء كانت سنية او شيعية سعت لفرض تفسيرات أكثر تشددا للدين في الحياة و السياسة.
و في أعقاب غزو العراق عام 2003 سيطرت ميليشيات شيعية غير مشروعة و إسلاميون سنة على أجزاء عدة في بغداد و فرضت توجها محافظا دينيا صارما.
و كان زعماء الميليشيات و قادة المتمردين من الطائفتين يطلقون لحاهم كل وفقا لمعتقداته. و أجبرت النساء المسلمات و كذلك المسيحيات في العراق على ارتداء الحجاب درأ للشبهات و أغلقت محلات الحلاقة و تصفيف الشعر للسيدات أو تلقت تهديدات لأنها تعرض صورا لنساء غير محجبات.
و ولت الايام الاصعب في العنف الطائفي بالعراق لكن مازال كثير من العراقيين يخشون التعبير عن أنفسهم بالطرق التي تجذب انتباه المتشددين دينيا.
و على الرغم من أن النساء في بغداد كثيرا ما يخرجن بدون حجاب فإنهن يرتدين الحجاب في المناطق التي يعيش فيها عراقيون من طوائف مختلفة أو من هم أكثر تشددا.
و بدأت محلات التجميل و العناية بالجسم و محلات تصفيف الشعر و حتى القاعات الرياضية تظهر في بعض أحياء بغداد التي كان المتشددون يفرضون فيها زيا معينا بالقوة.
لكن ملصقات ظهرت في الاشهر القليلة الماضية قرب مرقد شيعي تحث النساء على نبذ الزي الغربي و ارتداء الحجاب.
و تكشف ردود الفعل على منع إطلاق اللحى عن مواقف القوى المتنافسة المختلفة.
يعتقد كثير من العراقيين أن أفراد قوات الأمن بدون لحى سيظهرون أن الجنود و ضباط الشرطة لا يوالون أي انتماء سياسي و ديني.
و قال حامد المطلك و هو عضو في لجنة أمنية بالبرلمان العراقي و زعيم في الكتلة العراقية العلمانية التي يوجد بين أفرادها الكثير من السنة إن إطلاق اللحى قد يعطي انطباعا بأن قوات الامن لها صلات بحزب ديني أو لها ميول سياسية و هذا أمر لا يريده العراق لأفراد الأمن.
لكن مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي الأصولي الذي كانت ميليشيا تابعة له تحارب القوات الأمريكية في يوم من الايام و أصبح الان جزءا من ائتلاف حكومي يضم الشيعة و السنة و الاكراد قال إن منع إطلاق اللحى "وزر".
و ستقدم مجموعة من ضباط الجيش العراقي شكوى مكتوبة للحكومة يقولون فيها إن حرياتهم الشخصية انتهكت بهذا القرار.
و قال هادي غالي عوض و هو رجل شرطة "لماذا هذه القيود؟ إطلاق اللحية لا يؤذي أحدا.إنه جزء من حرياتنا الشخصية و أيضا جزء من تعاليم الاسلام."
و يشير التعليق إلى اتجاه ديني محافظ ينشط في العراق.و رغم توقف الاقتتال الطائفي الذي أسفر عن مقتل عشرات الالاف سنويا إلى حد كبير فإن المتمردين مازالوا يشنون الهجمات خاصة السنة الذين يهاجمون قوات الشرطة.و مازلت الميليشيات الشيعية تمثل تهديدا أيضا.بحسب رويترز.
و قتلت ميليشيات شيعية في وقت سابق من هذا العام 14 شابا على الاقل في حملة بدا أنها تستهدف من يرتدون أزياء غربية و يصففون شعرهم على الطريقة الغربية.و وصفت الداخلية العراقية في وقت سابق من العام ظاهرة شباب (الايمو) في العراق بأنها عبادة للشيطان و أمرت الشرطة بالقضاء عليها كما يغلق مجلس مدينة بغداد حانات و محلات بيع الخمور بشكل دوري.
لكن الكثير من سكان بغداد مازالوا مهتمين بشكل أكبر بالوظائف و انقطاع الكهرباء.
و قال حيدر فلايح و هو رجل شرطة عراقي يبلغ من العمر 29 عاما و يعمل حلاقا في حي مدينة الصدر الشيعي الفقير في بغداد "هل قمنا بحل مشاكل البلاد كالفساد و الخدمات الاساسية و البطالة؟ لا و لكننا نشغل أنفسنا بالقلق بشأن اللحى و الحجاب."
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 30/حزيران/2012
............
احيا مرسوم أصدرته الحكومة العراقية بمنع أفراد الجيش و الشرطة الموجودين في الخدمة من إطلاق لحاهم جدلا بشأن الممارسات الدينية في بلد مازالت تعتمل فيه الانقسامات الطائفية بين السنة و الشيعة تحت السطح.
و ظل العراق لفترة طويلة يسمح لأفراد الجيش و الشرطة بإطلاق لحاهم لطول معين لكن وزارة الداخلية بدأت في ابريل نيسان في إصدار أوامر بعدم إطلاق اللحى لأسباب قالت إنها تصب في "المصلحة العامة."
و أحيانا ما يتم الربط بين اللحى و ميليشيات السنة و الشيعة في العراق التي قاتلت بعضها البعض و تحارب قوات الامن و القوات الاجنبية منذ غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 .
و بالنسبة لأبو حيدر و يعمل ميكانيكيا لدى الشرطة فإن الحظر قضى على آماله في مزيد من الحرية الدينية في العراق بعد الاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
و قال في مدينة البصرة معقل الشيعة "عندما رأيت الخطاب الذي يقول إن الوزارة لن تسمح لنا بإطلاق اللحى شعرت بالاستياء."
و تعرضت الاغلبية الشيعية في العراق للقمع و كانت شعائرهم الدينية تحظر أيام حكم صدام الذي كان علمانيا إلى حد كبير حيث أمسك الرئيس الراحل و حزب البعث الذي كان ينتمي إليه البلاد بقبضة من حديد.
و قال أبو حيدر "هذا تدخل في الحريات الشخصية التي بدأنا في تذوقها بعد الاطاحة بالنظام."
و القضية حساسة في منطقة الشرق الأوسط التي حقق فيها السلفيون السنة مكاسب في أعقاب انتفاضات ليبيا و تونس و مصر.
و في العراق على وجه الخصوص تكون الحاجة مزمنة للسير بحذر شديد.و العراق أقل تحفظا من كثير من جيرانه مثل السعودية و إيران و السبب في ذلك يرجع إلى حد كبير للخليط الديني و العرقي و الطائفي و الذي يجعل من الصعب فرض قيود تناسب الجميع.
لكن و مع رحيل صدام فإن أحزاب سياسية إسلامية متشددة سواء كانت سنية او شيعية سعت لفرض تفسيرات أكثر تشددا للدين في الحياة و السياسة.
و في أعقاب غزو العراق عام 2003 سيطرت ميليشيات شيعية غير مشروعة و إسلاميون سنة على أجزاء عدة في بغداد و فرضت توجها محافظا دينيا صارما.
و كان زعماء الميليشيات و قادة المتمردين من الطائفتين يطلقون لحاهم كل وفقا لمعتقداته. و أجبرت النساء المسلمات و كذلك المسيحيات في العراق على ارتداء الحجاب درأ للشبهات و أغلقت محلات الحلاقة و تصفيف الشعر للسيدات أو تلقت تهديدات لأنها تعرض صورا لنساء غير محجبات.
و ولت الايام الاصعب في العنف الطائفي بالعراق لكن مازال كثير من العراقيين يخشون التعبير عن أنفسهم بالطرق التي تجذب انتباه المتشددين دينيا.
و على الرغم من أن النساء في بغداد كثيرا ما يخرجن بدون حجاب فإنهن يرتدين الحجاب في المناطق التي يعيش فيها عراقيون من طوائف مختلفة أو من هم أكثر تشددا.
و بدأت محلات التجميل و العناية بالجسم و محلات تصفيف الشعر و حتى القاعات الرياضية تظهر في بعض أحياء بغداد التي كان المتشددون يفرضون فيها زيا معينا بالقوة.
لكن ملصقات ظهرت في الاشهر القليلة الماضية قرب مرقد شيعي تحث النساء على نبذ الزي الغربي و ارتداء الحجاب.
و تكشف ردود الفعل على منع إطلاق اللحى عن مواقف القوى المتنافسة المختلفة.
يعتقد كثير من العراقيين أن أفراد قوات الأمن بدون لحى سيظهرون أن الجنود و ضباط الشرطة لا يوالون أي انتماء سياسي و ديني.
و قال حامد المطلك و هو عضو في لجنة أمنية بالبرلمان العراقي و زعيم في الكتلة العراقية العلمانية التي يوجد بين أفرادها الكثير من السنة إن إطلاق اللحى قد يعطي انطباعا بأن قوات الامن لها صلات بحزب ديني أو لها ميول سياسية و هذا أمر لا يريده العراق لأفراد الأمن.
لكن مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي الأصولي الذي كانت ميليشيا تابعة له تحارب القوات الأمريكية في يوم من الايام و أصبح الان جزءا من ائتلاف حكومي يضم الشيعة و السنة و الاكراد قال إن منع إطلاق اللحى "وزر".
و ستقدم مجموعة من ضباط الجيش العراقي شكوى مكتوبة للحكومة يقولون فيها إن حرياتهم الشخصية انتهكت بهذا القرار.
و قال هادي غالي عوض و هو رجل شرطة "لماذا هذه القيود؟ إطلاق اللحية لا يؤذي أحدا.إنه جزء من حرياتنا الشخصية و أيضا جزء من تعاليم الاسلام."
و يشير التعليق إلى اتجاه ديني محافظ ينشط في العراق.و رغم توقف الاقتتال الطائفي الذي أسفر عن مقتل عشرات الالاف سنويا إلى حد كبير فإن المتمردين مازالوا يشنون الهجمات خاصة السنة الذين يهاجمون قوات الشرطة.و مازلت الميليشيات الشيعية تمثل تهديدا أيضا.بحسب رويترز.
و قتلت ميليشيات شيعية في وقت سابق من هذا العام 14 شابا على الاقل في حملة بدا أنها تستهدف من يرتدون أزياء غربية و يصففون شعرهم على الطريقة الغربية.و وصفت الداخلية العراقية في وقت سابق من العام ظاهرة شباب (الايمو) في العراق بأنها عبادة للشيطان و أمرت الشرطة بالقضاء عليها كما يغلق مجلس مدينة بغداد حانات و محلات بيع الخمور بشكل دوري.
لكن الكثير من سكان بغداد مازالوا مهتمين بشكل أكبر بالوظائف و انقطاع الكهرباء.
و قال حيدر فلايح و هو رجل شرطة عراقي يبلغ من العمر 29 عاما و يعمل حلاقا في حي مدينة الصدر الشيعي الفقير في بغداد "هل قمنا بحل مشاكل البلاد كالفساد و الخدمات الاساسية و البطالة؟ لا و لكننا نشغل أنفسنا بالقلق بشأن اللحى و الحجاب."
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 30/حزيران/2012