الذهب الأزرق...مصدر مهم يشغل بال الجميع !
.............
توفير مصادر الطاقة الاساسية اصبحت اليوم اهم ما يشغل بال الكثير من الدول التي تفتقر لمثل هكذا مصادر مهمة خصوصا مع وجود هذا الكم الهائل من المشاكل و التوترات بين اغلب دول العالم و التي قد تؤثر بشكل سلبي المسيرة الاقتصادية لباقي البلدان المعتمدة على النفط المستورد،و يرى بعض المراقبين ان هنالك مساعي حثيثة من قبل البعض لايجاد مصادر اخرى قد تكون اقل تكلفة و اكثر فائدة و في هذا الشأن توقع خبراء مجتمعون في دوفيل (شمال غربي فرنسا) في مؤتمر ان يشهد الغاز «عصراً ذهبياً» على المستوى العالمي،مدفوعاً بكثير من نقاط القوة و مع انطلاق عمليات استخراج الغاز الحجري،و حذّروا من ان اوروبا قد تبقى خارج هذا العصر.
و في وقت يكون فيه الطلب على الطاقة مقبلاَ على الانفجار في العقود المقبلة،يستفيد «الذهب الازرق» من درجة تصنيف «AAA»،وفق فيليب بوكلي،المدير العام لشركة «جي آر تي غاز»،التي تدير الشبكة الفرنسية لنقل الغاز.
و أوضح بوكلي خلال «منتدى اينر برس»،و هو مؤتمر حول الطاقة ينظم في المنتجع الفرنسي في منطقة نورماندي،ان الغاز في الوقت ذاته «متوافر بكثرة و مقبول و سهل المنال».
و تكفل الاحتياطات المحددة العالمية 200 عام من الاستهلاك على مستوى الكرة الارضية،وفق الوتيرة الحالية،كما ان انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضعيفة الناجمة عن الغاز تجعل منه طاقة بيئية مفضّلة على الفحم و النفط.
و سعره مغر مقارنة بمصادر طاقة اخرى،و لو أنه يتقلب بقوة حسب المناطق.
و بفضل هذه العوامل،ينمو الطلب على الغاز في شكل كبير في كل مكان،مع استثناء كبير هو اوروبا،وفق آن صوفي كوربو،الخبيرة المتخصصة في شؤون الغاز في «وكالة الطاقة الدولية»،التي تتوقع زيادة الطلب العالمي على الغاز 17 في المئة في غضون خمس سنوات.
و قالت كوربو: «عندما ننظر الى الوضع العام،يمكننا القول ان العالم يتجه نحو عصر ذهبي للغاز، لكن ليس في اوروبا على الارجح».
و العام الماضي،كان هذا التفاوت فاضحاً،إذ قفز استهلاك الغاز بنسبة تقارب اثنين في المئة عالمياً،مع بقاء منطقة واحدة تسير عكس التيار تماماً،هي القارة العجوز التي شهدت تدهوراً كبيراً في هذا الاستهلاك (-11 في المئة في الاتحاد الاوروبي).
و هذا التدهور مرتبط بالمناخ الحار الذي ساد العام الماضي و بتأثيرات الازمة الاقتصادية الاوروبية في الوقت ذاته.
و أوضحت خبيرة وكالة الطاقة الدولية ان الغاز يجد نفسه «عاجزاً تماماً» امام الاختراق الذي تحققه الطاقات المتجددة في انتاج الكهرباء،و يجد نفسه في حالة تنافس مع سعر الفحم،و هو في غالب الاحيان الطرف الخاسر في هذه المعركة الاقتصادية.
و التناقض مع اميركا الشمالية حادّ للغاية،لأن تنمية استخراج الغاز الحجري على نطاق واسع فيها سمح بتدهور كبير في سعر هذا المصدر للطاقة الذي بات في صدد الحلول محل الفحم في انتاج الكهرباء،و قد يشجع لتجدد حال صناعية اميركية.
و تبقى اوروبا مترددة بسبب الخلافات التي تحيط بتراجع توليد الكهرباء بواسطة المياه،و هي التكنولوجيا الوحيدة المعروفة التي تسمح باستخراج المياه من تحت الارض،لكنها تثير الخلاف بسبب أخطارها على البيئة.
و في الوقت الراهن،حسمت بولندا وحدها في القارة العجوز موقفها في الانطلاق في عملية استغلال حقول الغاز بهدف سياسي بامتياز،التخلص من حاجتها للغاز الروسي.بحسب فرنس برس.
و أوضح رئيس الفرع الفرنسي للمجموعة الروسية العملاقة «غازبروم» للغاز،يوري فيروبيان،ان عدو تنمية «العصر الذهبي» للغاز في اوروبا هو الاتحاد الاوروبي نفسه الذي يضاعف الحواجز التي تحول دون وصول المستهلكين الى اشباع شهيتهم للغاز،عبر عدم تشجيع بناء انابيب لنقل الغاز و عبر مساعدات سخية جداً للطاقات المتجددة.
.............
مشاكل و حلول.
الى جانب ذلك بدأت شركة نوبل انيرجي الأميركية ضخ الغاز الطبيعي من حقل بحري جديد في جنوب اسرائيل سعيا لتفادي انقطاع الكهرباء بسبب انقطاع الإمدادات المصرية.
و قالت الشركة في بيان "نوبل انيرجي و شركاؤها ينفذون وعدهم بالقيام بكل ما هو ممكن لضخ اكبر كمية ممكنة من الغاز الى السوق الاسرائيلي في غياب توصيل الغاز من مصر".
و أضافت "بدأنا باستغلال حقل غاز بيناكل قبل شهر من الموعد المرتقب" في اشارة الى خط غاز جنوب إسرائيل.
و اشار البيان الى ان هذا الحقل بإمكانه توفير 4,24 مليون متر مكعب من الغاز يوميا مما سيسمح لإسرائيل بتوفير 650 مليون شيكل (134 مليون يورو) هذا الصيف.
و حفرت شركة نوبل انيرجي بئري بيناكل ونوا المتجاورين لوصلها بمنصة ماري-ب المجاورة حيث يتم استغلال احتياطي غاز "يام تيثيس" الذي تم استخدامه بشكل مكثف للتعويض عن وقف الإمدادات من مصر.
و كانت مصر تمد اسرائيل ب43% من مجمل الغاز المستهلك فيها و تنتج اسرائيل 40% من الكهرباء من الغاز الطبيعي المصري.
و في 2010 تم اكتشاف حقلي تمار و ليفياتان للغاز على عمق اكثر من 1600 متر على بعد 130 كلم قبالة حيفا.
و قد يحتوي حقل ليفياتان على 450 مليار متر مكعب من الغاز و تمار على 238 مليار متر مكعب.
و هذه اهم ثروة محروقات بحرية يعثر عليها في العالم منذ عقد و تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.بحسب فرنس برس.
و تحاول اسرائيل استغلال هذه الحقول لتوفير احتياجاتها من الطاقة خاصة منذ توقف إمدادات الغاز المصري.
و توقفت إمدادات الغاز المصري عدة مرات بسبب سلسلة من الهجمات على خط الانابيب منذ سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك ثم توقفت تماما في نيسان/ابريل الماضي بعد ان قررت مصر الغاء اتفاقها مع الشركة المصرية التي تصدر الغاز لإسرائيل.
.........
غزة.
في السياق ذاته اتهمت سلطة الطاقة في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس الاحد جهات مصرية و اسرائيل "بتبادل للأدوار لخنق الشعب الفلسطيني و استمرار الحصار على قطاع غزة" و ذلك بعد تاجيل دخول الوقود القطري الى قطاع غزة.
و قالت سلطة الطاقة في بيان صحافي انها "تستغرب التأخير المتكرر لإدخال شحنة الوقود القطري الى قطاع غزة معتبرة " ذلك تأكيدا جديدا على المماطلة المتعمدة من طرف السلطات المصرية و كذلك التعنت الإسرائيلي الصريح لمعاقبة الشعب الفلسطيني".
و اكدت ان هناك "تبادلا للأدوار بين الاحتلال الإسرائيلي و جهات مصرية لخنق الشعب الفلسطيني و استمرار الحصار عل قطاع غزة".
و اعلن رائد فتوح منسق دخول البضائع لدي السلطة الفلسطينية في معبر كرم ابو سالم جنوب قطاع غزة "انه تم تاجيل دخول الوقود القطري لأسباب فنية من قبل الجانب المصري".
و اوضحت سلطة الطاقة انها "استنفدت كافة الجهود و الإجراءات اللازمة من طرفها لاستقبال شحنة الوقود القطري الموجودة في خزانات ميناء السويس منذ شهر و نصف،و اتفقت أكثر من مرة مع هيئة البترول المصرية لإدخال الشحنة فورا و هو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن".
و حذرت "من مغبة الاستمرار في تأخير وصول شحنة الوقود القطري إلى قطاع غزة و بالتالي استمرار ازمة الكهرباء الخانقة في غزة خصوصا مع دخول فصل الصيف".
و طالبت "جميع الأطراف المعنية بان تأخذ دورها لتذليل كافة العراقيل التي تحول دون ادخال الوقود و عدم السماح لأي طرف كان بابتزاز الشعب الفلسطيني و ممارسة الضغوط عليه من خلال احتياجاته الإنسانية و الخدماتية".بحسب رويترز.
و كان مسؤول في الحكومة الاسرائيلية اعلن في القدس ان حكومته "اعطت الضوء الاخضر" للسماح بوصول 30 مليون ليتر من الوقود القطري الى قطاع غزة عبر المعابر الاسرائيلية لمحطة توليد الكهرباء في القطاع "بناء على طلب مصري".
و يعاني سكان القطاع البالغ عددهم اكثر من 1,7 مليون نسمة،من ازمة انقطاع متكرر في التيار الكهربائي تصل لمدة 12 ساعة يوميا بسبب نقص الوقود لتشغيل محطة كهرباء غزة الرئيسية و الوحيدة.
و توقفت هذه المحطة التي تؤمن ثلث احتياجات القطاع عن العمل منتصف شباط/فبراير لعدم توفر الوقود بما في ذلك الوقود المهرب من مصر عبر الانفاق المنتشرة على الحدود بين القطاع و مصر.
.........
الأردن.
على صعيد متصل قررت الحكومة الاردنية زيادة اسعار الكهرباء و بنسب متفاوتة بعد الخسائر التي تكبدها هذا القطاع أثر استمرار انقطاعات امدادات الغاز المصري للمملكة و التي بلغت حوالى 3,5 مليار دولار.
و قال مجلس الوزراء في بيان له بعد اجتماع عقده برئاسة رئيس الوزراء فايز الطراونة انه قرر رفع التعرفة الكهربائية للمستهلكين ممن يصل استهلاكهم المنزلي الى 750 كيلواط/ساعة شهريا بنسبة 6% و الذين يصل استهلاكهم 1000 كيلواط/ساعة شهريا بنسبة 12% ،و على الاشتراكات التجارية التي يبلغ استهلاكها اكثر من 2000 كيلواط/شهريا بنسبة 20%.
كما قرر المجلس "زيادة التعرفة على القطاع الصناعي المتوسط بنسبة 5% و الصناعي الكبير غير التعديني 14% و القوات المسلحة 10% و محطات الاذاعة و التلفزيون الفضائية 24%".
فيما اعفى المجلس المستهلكين من القطاع المنزلي الذين يصل استهلاكهم الى 600 كيلواط/ساعة شهريا، او ما قيمته 50 دينارا (70 دولارا) للفاتورة من اي زيادة"،مشيرا الى ان "هذا يعني أعفاء 88% من المستهلكين المنزليين في أوقات ذروة الاستهلاك البرد و الحر الشديد،و ترتفع هذه النسبة الى 94% خلال فترات الاستهلاك العادي".
كما اعفت الاشتراكات التجارية التي يبلغ استهلاكها دون 2000 كيلواط/ساعة شهريا.
و اشار المجلس الى ان "كلفة أنتاج الطاقة الكهربائية تصل الى 189 فلسا لكل كيلواط/ساعة هذا العام،في حين يبلغ معدل البيع بعد التعديل 88 فلسا لكل كيلواط/ساعة".
و اوضح المجلس ان هذا التعديل يأتي "بالتزامن مع استمرار تقطع وصول الغاز المصري و وصوله بكميات محدودة و اعتماد نظام التوليد الكهربائي في المملكة بشكل كبير على الديزل و الوقود الثقيل الامر الذي يزيد من خسائر شركة الكهرباء الوطنية المملوكة بالكامل للحكومة هذا العام 2012 الى 1500 مليون دينار (2,1 مليار دولار) فضلا عن ما يزيد عن 1000 مليون دينار (1,4 مليار دولار) لعام 2011".
و قررت الحكومة الاردنية في 26 من الشهر الماضي زيادة اسعار بعض انواع المشتقات النفطية و التعرفة الكهربائية على قطاعات صناعية و تجارية و سياحية.
و قال رئيس الوزراء فايز الطراونة في تصريحات امام مجلس النواب الشهر الماضي ان حكومته "تدرس بتمعن" زيادة تعرفة الكهرباء و اسعار بعض المشتقات النفطية لتفادي ارتفاع عجز موازنة العام 2012 التي بلغت 9,6 مليارات دولار.
و اوضح ان "العجز سيرفع صافي الدين العام الى حوالى 17,5 مليار دينار (24,6 مليار دولار)" نهاية العام بعد ان تجاوز في شباط/فبراير الماضي 21 مليار دولار مقابل نحو 18 مليار دولار في 2010.
و تشهد امدادات الغاز المصري للأردن انقطاعات متكررة بعد تعرض خط الانابيب الذي يزود المملكة و اسرائيل بالغاز المصري ل14 تفجيرا رغم اعلان السلطات اكثر من مرة اجراءات امنية جديدة.
و كان الاردن يستورد 80 بالمئة من حاجاته من الغاز المصري لانتاج الكهرباء اي 6,8 ملايين متر مكعب من الغاز المستورد يوميا. بحسب فرنس برس.
و لجأت المملكة اثر الانقطاعات المتكررة الى استخدام الوقود الثقيل و الديزل كبديل لتوليد الكهرباء ما حمل خزينتها كلفة اضافية تقدر باربعة ملايين دولار يوميا.
و كان الاردن و مصر وقعا في 22 من كانون الاول/ديسمبر الماضي في القاهرة اتفاقية لتعديل اسعار تصدير الغاز المصري للمملكة.
و تقدر كميات الغاز التي يفترض ان يتسلمها الاردن بموجب الاتفاق الذي وقعه الجانبان العام 2001 حوالى 250 مليون قدم مكعبة.
.............
إنتاج 449 مليار متر مكعب.
من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام حكومية أن تركمانستان التي تملك رابع أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم تعتزم إنتاج 448.7 مليار متر مكعب منه في 2012-2016 و ذلك في إعلان نادر لبيانات من هذا النوع في البلد المنعزل عن العالم الخارجي.
و لم ينشر البلد الواقع في آسيا الوسطى و البالغ عدد سكانه 5.5 مليون نسمة بيانات لحجم الإنتاج الفعلي للغاز الطبيعي و صادراته في السنوات الأخيرة.
لكن التلفزيون الحكومي قال إن الرئيس قربان جولي بردي محمدوف الذي يملك سلطات مطلقة قد ترأس اجتماعا حكوميا لكي يوافق شخصيا على الخطوط العريضة لتطوير قطاع النفط و الغاز في تركمانستان حتى عام 2016.
و قال التلفزيون "وفقا للخطة...سيتم إنتاج 448.7 مليار متر مكعب من الغاز خلال تلك الفترة" مضيفا أن بردي محمدوف شدد على ضرورة تعزيز الاستثمار الأجنبي في القطاع الواعد.بحسب رويترز.
و بهذا يتجاوز الإنتاج السنوي المستهدف في الخطة الحكومية عند حوالي 90 مليار متر مكعب بيانات رسمية و مستقلة لإنتاج تركمانستان العام الماضي.
كانت تقديرات شركة الطاقة العملاقة بي.بي تفيد أن إنتاج تركمانستان من الغاز الطبيعي بلغ 59.5 مليار متر مكعب في 2011 بزيادة 40.6 بالمئة عن العام السابق.
و كان مسؤول من تركمانستان أبلغ مؤتمرا عالميا لصناعة الغاز في مايو أيار أن بلاده أنتجت 66 مليار متر مكعب في 2011.لكنه لم يذكرا بيانات مقارنة للعام السابق.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-الأحد 15/تموز/2012
.............
توفير مصادر الطاقة الاساسية اصبحت اليوم اهم ما يشغل بال الكثير من الدول التي تفتقر لمثل هكذا مصادر مهمة خصوصا مع وجود هذا الكم الهائل من المشاكل و التوترات بين اغلب دول العالم و التي قد تؤثر بشكل سلبي المسيرة الاقتصادية لباقي البلدان المعتمدة على النفط المستورد،و يرى بعض المراقبين ان هنالك مساعي حثيثة من قبل البعض لايجاد مصادر اخرى قد تكون اقل تكلفة و اكثر فائدة و في هذا الشأن توقع خبراء مجتمعون في دوفيل (شمال غربي فرنسا) في مؤتمر ان يشهد الغاز «عصراً ذهبياً» على المستوى العالمي،مدفوعاً بكثير من نقاط القوة و مع انطلاق عمليات استخراج الغاز الحجري،و حذّروا من ان اوروبا قد تبقى خارج هذا العصر.
و في وقت يكون فيه الطلب على الطاقة مقبلاَ على الانفجار في العقود المقبلة،يستفيد «الذهب الازرق» من درجة تصنيف «AAA»،وفق فيليب بوكلي،المدير العام لشركة «جي آر تي غاز»،التي تدير الشبكة الفرنسية لنقل الغاز.
و أوضح بوكلي خلال «منتدى اينر برس»،و هو مؤتمر حول الطاقة ينظم في المنتجع الفرنسي في منطقة نورماندي،ان الغاز في الوقت ذاته «متوافر بكثرة و مقبول و سهل المنال».
و تكفل الاحتياطات المحددة العالمية 200 عام من الاستهلاك على مستوى الكرة الارضية،وفق الوتيرة الحالية،كما ان انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضعيفة الناجمة عن الغاز تجعل منه طاقة بيئية مفضّلة على الفحم و النفط.
و سعره مغر مقارنة بمصادر طاقة اخرى،و لو أنه يتقلب بقوة حسب المناطق.
و بفضل هذه العوامل،ينمو الطلب على الغاز في شكل كبير في كل مكان،مع استثناء كبير هو اوروبا،وفق آن صوفي كوربو،الخبيرة المتخصصة في شؤون الغاز في «وكالة الطاقة الدولية»،التي تتوقع زيادة الطلب العالمي على الغاز 17 في المئة في غضون خمس سنوات.
و قالت كوربو: «عندما ننظر الى الوضع العام،يمكننا القول ان العالم يتجه نحو عصر ذهبي للغاز، لكن ليس في اوروبا على الارجح».
و العام الماضي،كان هذا التفاوت فاضحاً،إذ قفز استهلاك الغاز بنسبة تقارب اثنين في المئة عالمياً،مع بقاء منطقة واحدة تسير عكس التيار تماماً،هي القارة العجوز التي شهدت تدهوراً كبيراً في هذا الاستهلاك (-11 في المئة في الاتحاد الاوروبي).
و هذا التدهور مرتبط بالمناخ الحار الذي ساد العام الماضي و بتأثيرات الازمة الاقتصادية الاوروبية في الوقت ذاته.
و أوضحت خبيرة وكالة الطاقة الدولية ان الغاز يجد نفسه «عاجزاً تماماً» امام الاختراق الذي تحققه الطاقات المتجددة في انتاج الكهرباء،و يجد نفسه في حالة تنافس مع سعر الفحم،و هو في غالب الاحيان الطرف الخاسر في هذه المعركة الاقتصادية.
و التناقض مع اميركا الشمالية حادّ للغاية،لأن تنمية استخراج الغاز الحجري على نطاق واسع فيها سمح بتدهور كبير في سعر هذا المصدر للطاقة الذي بات في صدد الحلول محل الفحم في انتاج الكهرباء،و قد يشجع لتجدد حال صناعية اميركية.
و تبقى اوروبا مترددة بسبب الخلافات التي تحيط بتراجع توليد الكهرباء بواسطة المياه،و هي التكنولوجيا الوحيدة المعروفة التي تسمح باستخراج المياه من تحت الارض،لكنها تثير الخلاف بسبب أخطارها على البيئة.
و في الوقت الراهن،حسمت بولندا وحدها في القارة العجوز موقفها في الانطلاق في عملية استغلال حقول الغاز بهدف سياسي بامتياز،التخلص من حاجتها للغاز الروسي.بحسب فرنس برس.
و أوضح رئيس الفرع الفرنسي للمجموعة الروسية العملاقة «غازبروم» للغاز،يوري فيروبيان،ان عدو تنمية «العصر الذهبي» للغاز في اوروبا هو الاتحاد الاوروبي نفسه الذي يضاعف الحواجز التي تحول دون وصول المستهلكين الى اشباع شهيتهم للغاز،عبر عدم تشجيع بناء انابيب لنقل الغاز و عبر مساعدات سخية جداً للطاقات المتجددة.
.............
مشاكل و حلول.
الى جانب ذلك بدأت شركة نوبل انيرجي الأميركية ضخ الغاز الطبيعي من حقل بحري جديد في جنوب اسرائيل سعيا لتفادي انقطاع الكهرباء بسبب انقطاع الإمدادات المصرية.
و قالت الشركة في بيان "نوبل انيرجي و شركاؤها ينفذون وعدهم بالقيام بكل ما هو ممكن لضخ اكبر كمية ممكنة من الغاز الى السوق الاسرائيلي في غياب توصيل الغاز من مصر".
و أضافت "بدأنا باستغلال حقل غاز بيناكل قبل شهر من الموعد المرتقب" في اشارة الى خط غاز جنوب إسرائيل.
و اشار البيان الى ان هذا الحقل بإمكانه توفير 4,24 مليون متر مكعب من الغاز يوميا مما سيسمح لإسرائيل بتوفير 650 مليون شيكل (134 مليون يورو) هذا الصيف.
و حفرت شركة نوبل انيرجي بئري بيناكل ونوا المتجاورين لوصلها بمنصة ماري-ب المجاورة حيث يتم استغلال احتياطي غاز "يام تيثيس" الذي تم استخدامه بشكل مكثف للتعويض عن وقف الإمدادات من مصر.
و كانت مصر تمد اسرائيل ب43% من مجمل الغاز المستهلك فيها و تنتج اسرائيل 40% من الكهرباء من الغاز الطبيعي المصري.
و في 2010 تم اكتشاف حقلي تمار و ليفياتان للغاز على عمق اكثر من 1600 متر على بعد 130 كلم قبالة حيفا.
و قد يحتوي حقل ليفياتان على 450 مليار متر مكعب من الغاز و تمار على 238 مليار متر مكعب.
و هذه اهم ثروة محروقات بحرية يعثر عليها في العالم منذ عقد و تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.بحسب فرنس برس.
و تحاول اسرائيل استغلال هذه الحقول لتوفير احتياجاتها من الطاقة خاصة منذ توقف إمدادات الغاز المصري.
و توقفت إمدادات الغاز المصري عدة مرات بسبب سلسلة من الهجمات على خط الانابيب منذ سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك ثم توقفت تماما في نيسان/ابريل الماضي بعد ان قررت مصر الغاء اتفاقها مع الشركة المصرية التي تصدر الغاز لإسرائيل.
.........
غزة.
في السياق ذاته اتهمت سلطة الطاقة في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس الاحد جهات مصرية و اسرائيل "بتبادل للأدوار لخنق الشعب الفلسطيني و استمرار الحصار على قطاع غزة" و ذلك بعد تاجيل دخول الوقود القطري الى قطاع غزة.
و قالت سلطة الطاقة في بيان صحافي انها "تستغرب التأخير المتكرر لإدخال شحنة الوقود القطري الى قطاع غزة معتبرة " ذلك تأكيدا جديدا على المماطلة المتعمدة من طرف السلطات المصرية و كذلك التعنت الإسرائيلي الصريح لمعاقبة الشعب الفلسطيني".
و اكدت ان هناك "تبادلا للأدوار بين الاحتلال الإسرائيلي و جهات مصرية لخنق الشعب الفلسطيني و استمرار الحصار عل قطاع غزة".
و اعلن رائد فتوح منسق دخول البضائع لدي السلطة الفلسطينية في معبر كرم ابو سالم جنوب قطاع غزة "انه تم تاجيل دخول الوقود القطري لأسباب فنية من قبل الجانب المصري".
و اوضحت سلطة الطاقة انها "استنفدت كافة الجهود و الإجراءات اللازمة من طرفها لاستقبال شحنة الوقود القطري الموجودة في خزانات ميناء السويس منذ شهر و نصف،و اتفقت أكثر من مرة مع هيئة البترول المصرية لإدخال الشحنة فورا و هو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن".
و حذرت "من مغبة الاستمرار في تأخير وصول شحنة الوقود القطري إلى قطاع غزة و بالتالي استمرار ازمة الكهرباء الخانقة في غزة خصوصا مع دخول فصل الصيف".
و طالبت "جميع الأطراف المعنية بان تأخذ دورها لتذليل كافة العراقيل التي تحول دون ادخال الوقود و عدم السماح لأي طرف كان بابتزاز الشعب الفلسطيني و ممارسة الضغوط عليه من خلال احتياجاته الإنسانية و الخدماتية".بحسب رويترز.
و كان مسؤول في الحكومة الاسرائيلية اعلن في القدس ان حكومته "اعطت الضوء الاخضر" للسماح بوصول 30 مليون ليتر من الوقود القطري الى قطاع غزة عبر المعابر الاسرائيلية لمحطة توليد الكهرباء في القطاع "بناء على طلب مصري".
و يعاني سكان القطاع البالغ عددهم اكثر من 1,7 مليون نسمة،من ازمة انقطاع متكرر في التيار الكهربائي تصل لمدة 12 ساعة يوميا بسبب نقص الوقود لتشغيل محطة كهرباء غزة الرئيسية و الوحيدة.
و توقفت هذه المحطة التي تؤمن ثلث احتياجات القطاع عن العمل منتصف شباط/فبراير لعدم توفر الوقود بما في ذلك الوقود المهرب من مصر عبر الانفاق المنتشرة على الحدود بين القطاع و مصر.
.........
الأردن.
على صعيد متصل قررت الحكومة الاردنية زيادة اسعار الكهرباء و بنسب متفاوتة بعد الخسائر التي تكبدها هذا القطاع أثر استمرار انقطاعات امدادات الغاز المصري للمملكة و التي بلغت حوالى 3,5 مليار دولار.
و قال مجلس الوزراء في بيان له بعد اجتماع عقده برئاسة رئيس الوزراء فايز الطراونة انه قرر رفع التعرفة الكهربائية للمستهلكين ممن يصل استهلاكهم المنزلي الى 750 كيلواط/ساعة شهريا بنسبة 6% و الذين يصل استهلاكهم 1000 كيلواط/ساعة شهريا بنسبة 12% ،و على الاشتراكات التجارية التي يبلغ استهلاكها اكثر من 2000 كيلواط/شهريا بنسبة 20%.
كما قرر المجلس "زيادة التعرفة على القطاع الصناعي المتوسط بنسبة 5% و الصناعي الكبير غير التعديني 14% و القوات المسلحة 10% و محطات الاذاعة و التلفزيون الفضائية 24%".
فيما اعفى المجلس المستهلكين من القطاع المنزلي الذين يصل استهلاكهم الى 600 كيلواط/ساعة شهريا، او ما قيمته 50 دينارا (70 دولارا) للفاتورة من اي زيادة"،مشيرا الى ان "هذا يعني أعفاء 88% من المستهلكين المنزليين في أوقات ذروة الاستهلاك البرد و الحر الشديد،و ترتفع هذه النسبة الى 94% خلال فترات الاستهلاك العادي".
كما اعفت الاشتراكات التجارية التي يبلغ استهلاكها دون 2000 كيلواط/ساعة شهريا.
و اشار المجلس الى ان "كلفة أنتاج الطاقة الكهربائية تصل الى 189 فلسا لكل كيلواط/ساعة هذا العام،في حين يبلغ معدل البيع بعد التعديل 88 فلسا لكل كيلواط/ساعة".
و اوضح المجلس ان هذا التعديل يأتي "بالتزامن مع استمرار تقطع وصول الغاز المصري و وصوله بكميات محدودة و اعتماد نظام التوليد الكهربائي في المملكة بشكل كبير على الديزل و الوقود الثقيل الامر الذي يزيد من خسائر شركة الكهرباء الوطنية المملوكة بالكامل للحكومة هذا العام 2012 الى 1500 مليون دينار (2,1 مليار دولار) فضلا عن ما يزيد عن 1000 مليون دينار (1,4 مليار دولار) لعام 2011".
و قررت الحكومة الاردنية في 26 من الشهر الماضي زيادة اسعار بعض انواع المشتقات النفطية و التعرفة الكهربائية على قطاعات صناعية و تجارية و سياحية.
و قال رئيس الوزراء فايز الطراونة في تصريحات امام مجلس النواب الشهر الماضي ان حكومته "تدرس بتمعن" زيادة تعرفة الكهرباء و اسعار بعض المشتقات النفطية لتفادي ارتفاع عجز موازنة العام 2012 التي بلغت 9,6 مليارات دولار.
و اوضح ان "العجز سيرفع صافي الدين العام الى حوالى 17,5 مليار دينار (24,6 مليار دولار)" نهاية العام بعد ان تجاوز في شباط/فبراير الماضي 21 مليار دولار مقابل نحو 18 مليار دولار في 2010.
و تشهد امدادات الغاز المصري للأردن انقطاعات متكررة بعد تعرض خط الانابيب الذي يزود المملكة و اسرائيل بالغاز المصري ل14 تفجيرا رغم اعلان السلطات اكثر من مرة اجراءات امنية جديدة.
و كان الاردن يستورد 80 بالمئة من حاجاته من الغاز المصري لانتاج الكهرباء اي 6,8 ملايين متر مكعب من الغاز المستورد يوميا. بحسب فرنس برس.
و لجأت المملكة اثر الانقطاعات المتكررة الى استخدام الوقود الثقيل و الديزل كبديل لتوليد الكهرباء ما حمل خزينتها كلفة اضافية تقدر باربعة ملايين دولار يوميا.
و كان الاردن و مصر وقعا في 22 من كانون الاول/ديسمبر الماضي في القاهرة اتفاقية لتعديل اسعار تصدير الغاز المصري للمملكة.
و تقدر كميات الغاز التي يفترض ان يتسلمها الاردن بموجب الاتفاق الذي وقعه الجانبان العام 2001 حوالى 250 مليون قدم مكعبة.
.............
إنتاج 449 مليار متر مكعب.
من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام حكومية أن تركمانستان التي تملك رابع أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم تعتزم إنتاج 448.7 مليار متر مكعب منه في 2012-2016 و ذلك في إعلان نادر لبيانات من هذا النوع في البلد المنعزل عن العالم الخارجي.
و لم ينشر البلد الواقع في آسيا الوسطى و البالغ عدد سكانه 5.5 مليون نسمة بيانات لحجم الإنتاج الفعلي للغاز الطبيعي و صادراته في السنوات الأخيرة.
لكن التلفزيون الحكومي قال إن الرئيس قربان جولي بردي محمدوف الذي يملك سلطات مطلقة قد ترأس اجتماعا حكوميا لكي يوافق شخصيا على الخطوط العريضة لتطوير قطاع النفط و الغاز في تركمانستان حتى عام 2016.
و قال التلفزيون "وفقا للخطة...سيتم إنتاج 448.7 مليار متر مكعب من الغاز خلال تلك الفترة" مضيفا أن بردي محمدوف شدد على ضرورة تعزيز الاستثمار الأجنبي في القطاع الواعد.بحسب رويترز.
و بهذا يتجاوز الإنتاج السنوي المستهدف في الخطة الحكومية عند حوالي 90 مليار متر مكعب بيانات رسمية و مستقلة لإنتاج تركمانستان العام الماضي.
كانت تقديرات شركة الطاقة العملاقة بي.بي تفيد أن إنتاج تركمانستان من الغاز الطبيعي بلغ 59.5 مليار متر مكعب في 2011 بزيادة 40.6 بالمئة عن العام السابق.
و كان مسؤول من تركمانستان أبلغ مؤتمرا عالميا لصناعة الغاز في مايو أيار أن بلاده أنتجت 66 مليار متر مكعب في 2011.لكنه لم يذكرا بيانات مقارنة للعام السابق.
.........
شبكة النبأ المعلوماتية-الأحد 15/تموز/2012