[center]
يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
إخوتي الكرام
أعضاء و زوار منتديات مملكة الخليج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
أفكار لحياة أجمل..يكتبها شعراء وفلاسفة.
[/center]
* سميرة سليمان
كتب الشاعرة العراقية الراحلة نازك الملائكة تقول: (قد بحثنا عن السعادة لكن.. ما عثرنا بكوخها المسحور/ أبدا نسأل الليالي عنها.. وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور).
السعادة تلك الغاية المنشودة والفردوس المفقود الذي يبحث عنه كل منا، حتّى لقد قال أحد الحكماء (أيتها السعادة، لقد عرفتك من الصوت الذي صدر منك بعد رحيلك).
والسعادة في المفهوم الفلسفي العام هي حالة إرضاء وجودي قد يكون مادياً أو عقلياً أو وجدانياً، وتترابط هذه السعادة بالخير والعدل والواجب والعقل والقلب والجمال والوجود والفضيلة والكمال.
- سعادة الآخرة:
يقول الأديب محمود تيمور: بالصلاة تتخلص النفس البشرية من شوائبها.. فتتسامى إلى آفاق علوية صافية.. وبالعمل الجاد تتجرد النفس للأهداف المرسومة وتتحرر من تلك النوازع والنزوات التي تجر إلى الشرور.
أمّا د. يوسف القرضاوي فيقول: إذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية والقلب الإنساني.. فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها وغذائها وهواؤها وضياؤها.
يذهب الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال) وفق ما كتب د. جميل حمداوي إلى أن سعادة الآخرة لا تكتمل إلا بالخلوة والعزلة والمكاشفة والتقوى واستعمال القلب في إدراك الحقائق الربانية بدلا من تشغيل العقل الفلسفي الذي يقصر عن إدراك كنه الغيبيات وكنه الذات الربانية المعشوقة: (ظهر لي أنه لا مطمح لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور، وكما أن أدوية البدن تؤثر في كسب الصحة بخاصية فيها لا يدركها العقلاء ببضاعة العقل، بل يجب فيها تقليد الأطباء الذين أخذوها من الأنبياء الذين اطلعوا بخاصية النبوة على خواص الأشياء، لكذلك بان لي على الضرورة بأن أدوية العبادات بحدودها ومقاديرها المحدودة المقدرة من جهة الأنبياء لا يدرك وجه تأثيرها ببضاعة عقل العقلاء، بل يجب فيها تقليد الأنبياء الذين أدركوا تلك الخواص بنور النبوة لا ببضاعة العقل).
يتبع
البلاغ