جوليان اسانج...شخص ادخل العالم في أزمة!
كمال عبيد.
............
تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين بريطانيا و الإكوادور بشأن قضية لجوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في لندن،و في أول رد فعل من الجانب الإكوادوري وصف بأن توترات بلاده مع بريطانيا،بمثابة تهديد لامريكا اللاتينية و نبه بريطانيا الى ضرورة ان تفكر مليا قبل ان تتعدى على سيادة المنطقة،إذ تسعى الإكوادور و حلفاءها من امريكا اللاتينية لخلق قوى متوازنة ضد بريطانيا و حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية،من خلال العامل المشترك اسانج المهدد بالاعتقال،و الذي وجه في وقت سابق العديد من اللكمات للولايات المتحدة الأمريكية من خلال نشر وثائق سرية بموقع ويكيليكس،فعلى الرغم من إصرار الإكوادور بعدم تسليم اسانج الى لندن،لكنه يمكن تسوية الامر سياسيا و شريطة عدم تسليمه الى اي دولة أخرى و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
............
الكف عن ملاحقة ويكيليكس.
على الصعيد نفسه دعا جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الكف عن ملاحقة ويكيليكس،و ذلك في كلمة القاها من على شرفة سفارة الاكوادور في لندن في اول ظهور له منذ شهرين،و ظهر اسانج (41 عاما) على شرفة سفارة الاكوادور في العاصمة البريطانية التي كان لجأ اليها قبل شهرين،و القى خطابا لعشر دقائق شكر فيه اصدقاءه و خصوصا الاكوادور و وجه ايضا نداء دافع فيه عن حرية الصحافة في العالم و خصوصا الولايات المتحدة،مطالبا الرئيس اوباما بان يقوم "بواجبه" و "يكف" عن ملاحقة موقع ويكيليكس،و تحدث اسانج على مرأى من عناصر الشرطة البريطانية الذين يحرسون مبنى السفارة،علما بانهم عاجزون عن توقيفه كون السفارة تعتبر ارضا اكوادورية،و قال "ويكيليكس مهدد و كذلك حرية التعبير و سلامة كل مجتمعاتنا.هل ستعود الحكومة الاميركية الى القيم الثورية التي قامت عليها و تجدد تأكيدها،ام انها ستقودنا الى عالم من القمع يصمت فيه الصحافيون خشية ملاحقتهم و يهمس فيه المواطنون في الظل؟".
و اضاف اسانج "على الرئيس اوباما ان يقوم بالخيار السليم و على الولايات المتحدة ان تكف عن ملاحقة ويكيليكس".
داعيا الى انهاء "الحرب" الاميركية على هذا النوع من وسائل الاعلام.
من جهة اخرى،طالب بالافراج عن برادلي مانينغ،الجندي الاميركي السجين بعد الاشتباه بانه زود ويكيليكس البرقيات الدبلوماسية الاميركية التي نشرها الموقع العام 2010 و اثارت غضب واشنطن، و قال محامي اسانج القاضي الاسباني بلتسار غارثون ان موكله في حال ممتازة،لافتا الى انه كلفه "القيام بتحرك قضائي" لحماية "حقوقه و حقوق ويكيليكس و جميع من يخضعون لتحقيق"،و ردا على سؤال لفرانس برس،قالت وزارة الخارجية البريطانية ان ما حدث اليوم "لا يغير موقفنا في شيء"،و ذكرت متحدثة باسم الخارجية بتصريح ادلى به الوزير وليام هيغ الخميس و اكد فيه ان السماح بخروج اسانج حرا من بريطانيا هو امر غير وارد،لكنه تدارك ان لندن عازمة على ايجاد حل دبلوماسي لهذه القضية،و تريد بريطانيا تسليم اسانج للسويد حيث هو مطلوب للتحقيق معه بتهمتي الاغتصاب و الاعتداء الجنسي اللتين تتهمه بارتكابهما شابتان.
و لم يتم توقيفه احتياطيا في هذين الاتهامين حتى اللحظة. بحسب فرانس برس.
......
و يخشى اسانج من ان يكون ترحيله الى السويد مقدمة لتسليمه لاحقا الى الولايات المتحدة حيث قد تتم ملاحقته بتهمة التجسس بعد نشر موقعه مئات الاف الوثائق السرية الاميركية نهاية العام 2010،حتى ان بعض مؤيديه يحذرون من ان هذه التهم الاميركية قد تعرضه لعقوبة الاعدام.
و اكد متحدث باسم ويكيليكس ان اي تعهد من السويد بعدم تسليم اسانج الى الولايات المتحدة سيشكل "قاعدة جيدة" للتفاوض على طريقة لانهاء هذه القضية،لكن السويد ردت بحزم على لسان وزارة خارجيتها ان "المشتبه فيه لا يملك امتياز ان يملي شروطه".
و مساء السبت،حصلت الاكوادور خلال قمة طارئة دعت اليها في مدينة غواياكويل الاكوادورية على دعم قوي من اصدقائها في التحالف البوليفاري للاميركيتين الذي يضم خصوصا فنزويلا،كوبا و نيكاراغوا.
فقد حذر وزراء خارجية المجموعة الحكومة البريطانية من مغبة اقتحام الشرطة لمبنى سفارة الاكوادور في لندن،مؤكدين ان ذلك ستكون له "تبعات خطيرة في العالم اجمع"،و مع ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اكد انه من غير الوارد اقتحام السفارة الاكوادورية و ان حل المشكلة قد يستغرق وقتا "طويلا"،فان الاكوادور ما زالت تولي اهمية بالغة لقانون بريطاني صدر العام 1987 و يسمح للحكومة بسحب الصفة الدبلوماسية عن سفارة ما،و دعت الاكوادور ايضا وزراء خارجية اتحاد الدول الاميركية الجنوبية الى اجتماع الاحد في غواياكويل لبحث التطورات.
من جانبها،اعتبرت والدة اسانج من سيدني،ان ذهاب ابنها في نهاية المطاف الى الاكوادور سيكون امرا "واقعيا جدا".
و قالت لقناة ايه بي سي 24 ان لديه "مليارات المناصرين في العالم" في حين ان "الولايات المتحدة و حلفاءها وحيدون في هذه القضية".
و قالت ان على بريطانيا ان "تكف ربما عن ان تكون الكلب الصغير للولايات المتحدة".
و اشارت الى ان ابنها "قلق جدا" ازاء فكرة رؤية "حلفاء الولايات المتحدة يخترقون ليس فقط قواعدهم الدبلوماسية (بل ايضا) القواعد الدولية".
موضحة ان اسانج سيتفرغ لرياضة تسلق الجبال في الاكوادور "و قد يواصل عمله في الصحافة الاستقصائية".
................
واشنطن تنفي ملاحقتها اسانج و "ويكيليكس".
في المقابل ردت الولايات المتحدة على جوليان اسانج الذي اتهمها بملاحقته و موقعه ويكيليكس مذكرة بان الاسترالي الذي تدور حوله أزمة قانونية دولية متهم قبل كل شيء بالاغتصاب في السويد،و استغل اسانج الحصانة الدبلوماسية لمبنى السفارة الاكوادورية لالقاء كلمته مدافعا عن "العدالة" و حرية الصحافة و تحدي واشنطن و حثها على اتخاذ "الخيارات الجيدة"،و في اول رد على تلك التصريحات اعتبرت الخارجية الاميركية ان مؤسس ويكيليكس الذي اثار ضجة عالمية عام 2010 عندما نشر مئات الاف البرقيات الدبلوماسية الاميركية سعى من خلال اتهاماته الى "صرف الانتباه" عن الاتهامات الموجهة اليه في السويد بالاغتصاب،و قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان اسانج اللاجئ منذ شهرين في سفارة الاكوادور في لندن "يطلق كل انواع التصريحات المجانية بحقنا في حين ان حالته مع حكومة بريطانيا تتناول مثوله المحتمل امام القضاء السويدي في مسألة لا علاقة لها بتاتا بويكيليكس انما تتعلق باتهامات بجرائم جنسية".
و كررت ان "هذه القضية لا علاقة لها على الاطلاق" بالولايات المتحدة بل "تعني المملكة المتحدة و السويد و الآن الاكوادور".
و قال رئيس الاكوادور ان "بريطانيا و السويد اعتمدتا موقفا متصلبا تماما" مشيرا الى ان هاتين الدولتين لم تعطيا ابدا ضمانة بان اسانج لن يسلم الى الولايات المتحدة حيث يواجه مخاطر عقوبة سجن طويلة،غير ان الخارجية البريطانية ردت بان ترك الاسترالي يخرج حرا من بريطانيا غير وارد، مؤكدا التصميم على التوصل الى مخرج دبلوماسي للقضية. بحسب فرانس برس.
و بالرغم من اعطاء القضاء البريطاني الضوء الاخضر لتسليم الاسترالي الى السويد فان وزير الخارجية وليام هيغ استبعد علنا اقتحام الشرطة قنصلية الاكوادور لتوقيف اسانج،و كان كوريا اكد ان مؤسس ويكيليكس يمكنه ان يبقى "الى ما لا نهاية" في القنصلية مذكرا بمفهوم "اللجوء الدبلوماسي" الوارد في اتفاقية ابرمتها منظمة الدول الاميركية في كانون الاول/ديسمبر 1954،و هو "مفهوم...لا تعترف به" الخارجية الاميركية،بحسب ما اكدت.
........
وسط هذا الوضع المعقد على مستوى القانون الدولي تلقى اسانج و الاكوادور دعم اتحاد دول جنوب امريكا فيما تجمع حوالى الف مناصر للرئيس الاكوادوري في كويتو لمطالبة لندن بفتح طريق آمن لخروج اسانج الى الاكوادور.
في الوقت نفسه قررت مجموعة من المتظاهرين الاعتصام امام السفارة البريطانية في نيويورك "الى ان يتمكن جوليان اسانج من مغادرة سفارة" الاكوادور في لندن،بحسب احدهم،و من جهة اخرى هدد رئيس فنزويلا هوغو تشافيز بريطانيا "بردود جذرية جدا" في حال اقتحام القوات البريطانية السفارة الاكوادورية في لندن لتوقيف اسانج.
..........
استراليا.
من جهة أخرى اكدت استراليا ان سفارتها في واشنطن مستعدة لامكان ترحيل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج الى الولايات المتحدة،الا انها قللت من اهمية هذه الاستعدادات مشيرة الى انها تأتي في سياق اجراء اعتيادي لمواجهة الاحتمالات كافة.
و قال وزير التجارة الاسترالي كريغ ايميرسون ان السفارة الاسترالية في واشنطن "اعدت نفسها لاحتمال ترحيل" اسانج،الا انه لفت الى ان استعداد الدبلوماسيين لمواجهة كل الاحتمالات الواردة امر اعتيادي،و اوضح لقناة ايه بي سي الاسترالية ان "السفارة تقوم بعملها،كي تتمكن من اعلام الحكومة في حال تبين ان اجراء تمهيديا للترحيل بات وشيكا.لا دليل على اجراء كهذا في الوقت الحاضر". بحسب فرانس برس.
و تأتي هذه التصريحات بعد معلومات اوردتها وسائل اعلامية تفيد بان الدبلوماسيين الاستراليين يتوقعون ان يتعرض اسانج لملاحقات قضائية في الولايات المتحدة خصوصا بتهمة التجسس بسبب اعمال قام بها موقع ويكيليكس،و نقلت صحيفة ذي ايج عن برقيات دبلوماسية حصلت عليها تحت ستار حرية الاعلام تفيد بان كانبيرا لا تعارض ترحيلا محتملا لاسانج،و هو مواطن استرالي،كما انها طلبت من الولايات المتحدة اخطارها في حال التوجه لادانة اسانج و طلب ترحيله،و حصل رئيس الوزراء الاسترالي و وزير الخارجية على معلومات في هذا الموضوع،بحسب الصحيفة الاسترالية.
..................
الاكوادور تحشد امريكا اللاتينية في معركتها مع بريطانيا.
في حين شعرت الاكوادور بغضب من تهديد لندن باقتحام سفارة الاكوادور التي لجأ اليها اسانج و اتهمت حكومة الاكوادور بريطانيا بالبلطجة "الاستعمارية" و منحت اسانج حق اللجوء،و قال كوريا في كلمته الاسبوعية يوم السبت "انهم ليسوا على اتصال بالواقع.مع من يعتقدون انهم يتعاملون؟ الا يستطيعوا ان يفهموا ان هذه حكومة محترمة و ذات سيادة لن تركع امام اي شخص؟"، "انهم لم يدركوا ان امريكا اللاتينية حرة و ذات سيادة و اننا لن نتحمل التدخل و الاستعمار بأي شكل على الاقل في هذا البلد.." و ادلى كوريا بهذه التصريحات في الوقت الذي تستضيف فيه الاكوادور تجمعا في مطلع الاسبوع لوزراء خارجية مجموعة البا للدول اليسارية في امريكا اللاتينية و من اتحاد دول امريكا الجنوبية،و اصدرت "البا" التي تضم حكومات هوجو تشافيز في فنزويلا و راؤول كاسترو في كوبا بيانا قويا في كراكاس و قال " اننا نحذر المملكة المتحدة..من العواقب الوخيمة التي ستكون في العلاقات مع بلادنا في حال تنفيذ تهديداتها"،و يبدو ان التأييد للاكوادور يتزايد في المنطقة. بحسب رويترز.
و قال الرئيس البوليفي ايفو موراليس ان "بريطانيا..مخطئة..التهديد ليس فقط عدوانا على الاكوادور انه ضد بوليفيا و ضد امريكا الجنوبية و ضد كل امريكا اللاتينية".،و قالت وسائل الاعلام الرسمية الاكوادورية ان دولا اخرى من بينها كولومبيا و الارجنتين تؤيد موقف كوريا.
..............
بالصدفة..كشف خطة اسانج.
على صعيد مختلف لعبت الصدفة وحدها دوراً بارزاً في كشف خطة أعدتها شرطة العاصمة البريطانية لندن "متروبوليتان" لاعتقال مؤسس موقع "ويكيليكس"،جوليان أسانج،حال مغادرته سفارة الإكوادور،التي لجأ إليها،إثر صدور حكم قضائي يقضي بتسليمه إلى السلطات السويدية،لمحاكمته على خلفية اتهامات بـ"الاعتداء الجنسي"،و نشرت العديد من الصحف البريطانية السبت صورة لأحد أفراد الشرطة البريطانية،أثناء وقوفه أمام السفارة الإكوادورية،التي لجأ إليها أسانج في يونيو/ حزيران الماضي،حيث تم منحه حق اللجوء السياسي للدولة اللاتينية. بحسب السي ان ان.
و كان الضابط البريطاني يحمل بين يديه وثيقة يبدو أنها مكتوبة بخط اليد،و معنونة بكلمة "سري، و بعد تكبير صورة الشرطي البريطاني،التي التقطتها وكالة "برس أسوسيشن" للأنباء،تبين أن الوثيقة تتضمن أنه يجب اعتقال أسانج،البالغ من العمر 41 عاماً،"تحت أي ظرف"،في حال مغادرته سفارة الإكوادور،و أشارت إلى احتمال أن يغادر السفارة إما داخل حقيبة دبلوماسية،أو في سيارة تابعة للسفارة،كما تضمنت الوثيقة تحذيراً من احتمال أن يقوم أنصار أسانج،الذي نظموا في السابق عدداً من الاحتجاجات أمام السفارة الواقعة في وسط لندن لمساندته،بإثارة أعمال شغب بهدف تشتيت انتباه الشرطة،للتغطية على مغادرته مبنى السفارة.
............
شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 29/آب/2012
كمال عبيد.
............
تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين بريطانيا و الإكوادور بشأن قضية لجوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في لندن،و في أول رد فعل من الجانب الإكوادوري وصف بأن توترات بلاده مع بريطانيا،بمثابة تهديد لامريكا اللاتينية و نبه بريطانيا الى ضرورة ان تفكر مليا قبل ان تتعدى على سيادة المنطقة،إذ تسعى الإكوادور و حلفاءها من امريكا اللاتينية لخلق قوى متوازنة ضد بريطانيا و حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية،من خلال العامل المشترك اسانج المهدد بالاعتقال،و الذي وجه في وقت سابق العديد من اللكمات للولايات المتحدة الأمريكية من خلال نشر وثائق سرية بموقع ويكيليكس،فعلى الرغم من إصرار الإكوادور بعدم تسليم اسانج الى لندن،لكنه يمكن تسوية الامر سياسيا و شريطة عدم تسليمه الى اي دولة أخرى و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
............
الكف عن ملاحقة ويكيليكس.
على الصعيد نفسه دعا جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الكف عن ملاحقة ويكيليكس،و ذلك في كلمة القاها من على شرفة سفارة الاكوادور في لندن في اول ظهور له منذ شهرين،و ظهر اسانج (41 عاما) على شرفة سفارة الاكوادور في العاصمة البريطانية التي كان لجأ اليها قبل شهرين،و القى خطابا لعشر دقائق شكر فيه اصدقاءه و خصوصا الاكوادور و وجه ايضا نداء دافع فيه عن حرية الصحافة في العالم و خصوصا الولايات المتحدة،مطالبا الرئيس اوباما بان يقوم "بواجبه" و "يكف" عن ملاحقة موقع ويكيليكس،و تحدث اسانج على مرأى من عناصر الشرطة البريطانية الذين يحرسون مبنى السفارة،علما بانهم عاجزون عن توقيفه كون السفارة تعتبر ارضا اكوادورية،و قال "ويكيليكس مهدد و كذلك حرية التعبير و سلامة كل مجتمعاتنا.هل ستعود الحكومة الاميركية الى القيم الثورية التي قامت عليها و تجدد تأكيدها،ام انها ستقودنا الى عالم من القمع يصمت فيه الصحافيون خشية ملاحقتهم و يهمس فيه المواطنون في الظل؟".
و اضاف اسانج "على الرئيس اوباما ان يقوم بالخيار السليم و على الولايات المتحدة ان تكف عن ملاحقة ويكيليكس".
داعيا الى انهاء "الحرب" الاميركية على هذا النوع من وسائل الاعلام.
من جهة اخرى،طالب بالافراج عن برادلي مانينغ،الجندي الاميركي السجين بعد الاشتباه بانه زود ويكيليكس البرقيات الدبلوماسية الاميركية التي نشرها الموقع العام 2010 و اثارت غضب واشنطن، و قال محامي اسانج القاضي الاسباني بلتسار غارثون ان موكله في حال ممتازة،لافتا الى انه كلفه "القيام بتحرك قضائي" لحماية "حقوقه و حقوق ويكيليكس و جميع من يخضعون لتحقيق"،و ردا على سؤال لفرانس برس،قالت وزارة الخارجية البريطانية ان ما حدث اليوم "لا يغير موقفنا في شيء"،و ذكرت متحدثة باسم الخارجية بتصريح ادلى به الوزير وليام هيغ الخميس و اكد فيه ان السماح بخروج اسانج حرا من بريطانيا هو امر غير وارد،لكنه تدارك ان لندن عازمة على ايجاد حل دبلوماسي لهذه القضية،و تريد بريطانيا تسليم اسانج للسويد حيث هو مطلوب للتحقيق معه بتهمتي الاغتصاب و الاعتداء الجنسي اللتين تتهمه بارتكابهما شابتان.
و لم يتم توقيفه احتياطيا في هذين الاتهامين حتى اللحظة. بحسب فرانس برس.
......
و يخشى اسانج من ان يكون ترحيله الى السويد مقدمة لتسليمه لاحقا الى الولايات المتحدة حيث قد تتم ملاحقته بتهمة التجسس بعد نشر موقعه مئات الاف الوثائق السرية الاميركية نهاية العام 2010،حتى ان بعض مؤيديه يحذرون من ان هذه التهم الاميركية قد تعرضه لعقوبة الاعدام.
و اكد متحدث باسم ويكيليكس ان اي تعهد من السويد بعدم تسليم اسانج الى الولايات المتحدة سيشكل "قاعدة جيدة" للتفاوض على طريقة لانهاء هذه القضية،لكن السويد ردت بحزم على لسان وزارة خارجيتها ان "المشتبه فيه لا يملك امتياز ان يملي شروطه".
و مساء السبت،حصلت الاكوادور خلال قمة طارئة دعت اليها في مدينة غواياكويل الاكوادورية على دعم قوي من اصدقائها في التحالف البوليفاري للاميركيتين الذي يضم خصوصا فنزويلا،كوبا و نيكاراغوا.
فقد حذر وزراء خارجية المجموعة الحكومة البريطانية من مغبة اقتحام الشرطة لمبنى سفارة الاكوادور في لندن،مؤكدين ان ذلك ستكون له "تبعات خطيرة في العالم اجمع"،و مع ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اكد انه من غير الوارد اقتحام السفارة الاكوادورية و ان حل المشكلة قد يستغرق وقتا "طويلا"،فان الاكوادور ما زالت تولي اهمية بالغة لقانون بريطاني صدر العام 1987 و يسمح للحكومة بسحب الصفة الدبلوماسية عن سفارة ما،و دعت الاكوادور ايضا وزراء خارجية اتحاد الدول الاميركية الجنوبية الى اجتماع الاحد في غواياكويل لبحث التطورات.
من جانبها،اعتبرت والدة اسانج من سيدني،ان ذهاب ابنها في نهاية المطاف الى الاكوادور سيكون امرا "واقعيا جدا".
و قالت لقناة ايه بي سي 24 ان لديه "مليارات المناصرين في العالم" في حين ان "الولايات المتحدة و حلفاءها وحيدون في هذه القضية".
و قالت ان على بريطانيا ان "تكف ربما عن ان تكون الكلب الصغير للولايات المتحدة".
و اشارت الى ان ابنها "قلق جدا" ازاء فكرة رؤية "حلفاء الولايات المتحدة يخترقون ليس فقط قواعدهم الدبلوماسية (بل ايضا) القواعد الدولية".
موضحة ان اسانج سيتفرغ لرياضة تسلق الجبال في الاكوادور "و قد يواصل عمله في الصحافة الاستقصائية".
................
واشنطن تنفي ملاحقتها اسانج و "ويكيليكس".
في المقابل ردت الولايات المتحدة على جوليان اسانج الذي اتهمها بملاحقته و موقعه ويكيليكس مذكرة بان الاسترالي الذي تدور حوله أزمة قانونية دولية متهم قبل كل شيء بالاغتصاب في السويد،و استغل اسانج الحصانة الدبلوماسية لمبنى السفارة الاكوادورية لالقاء كلمته مدافعا عن "العدالة" و حرية الصحافة و تحدي واشنطن و حثها على اتخاذ "الخيارات الجيدة"،و في اول رد على تلك التصريحات اعتبرت الخارجية الاميركية ان مؤسس ويكيليكس الذي اثار ضجة عالمية عام 2010 عندما نشر مئات الاف البرقيات الدبلوماسية الاميركية سعى من خلال اتهاماته الى "صرف الانتباه" عن الاتهامات الموجهة اليه في السويد بالاغتصاب،و قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان اسانج اللاجئ منذ شهرين في سفارة الاكوادور في لندن "يطلق كل انواع التصريحات المجانية بحقنا في حين ان حالته مع حكومة بريطانيا تتناول مثوله المحتمل امام القضاء السويدي في مسألة لا علاقة لها بتاتا بويكيليكس انما تتعلق باتهامات بجرائم جنسية".
و كررت ان "هذه القضية لا علاقة لها على الاطلاق" بالولايات المتحدة بل "تعني المملكة المتحدة و السويد و الآن الاكوادور".
و قال رئيس الاكوادور ان "بريطانيا و السويد اعتمدتا موقفا متصلبا تماما" مشيرا الى ان هاتين الدولتين لم تعطيا ابدا ضمانة بان اسانج لن يسلم الى الولايات المتحدة حيث يواجه مخاطر عقوبة سجن طويلة،غير ان الخارجية البريطانية ردت بان ترك الاسترالي يخرج حرا من بريطانيا غير وارد، مؤكدا التصميم على التوصل الى مخرج دبلوماسي للقضية. بحسب فرانس برس.
و بالرغم من اعطاء القضاء البريطاني الضوء الاخضر لتسليم الاسترالي الى السويد فان وزير الخارجية وليام هيغ استبعد علنا اقتحام الشرطة قنصلية الاكوادور لتوقيف اسانج،و كان كوريا اكد ان مؤسس ويكيليكس يمكنه ان يبقى "الى ما لا نهاية" في القنصلية مذكرا بمفهوم "اللجوء الدبلوماسي" الوارد في اتفاقية ابرمتها منظمة الدول الاميركية في كانون الاول/ديسمبر 1954،و هو "مفهوم...لا تعترف به" الخارجية الاميركية،بحسب ما اكدت.
........
وسط هذا الوضع المعقد على مستوى القانون الدولي تلقى اسانج و الاكوادور دعم اتحاد دول جنوب امريكا فيما تجمع حوالى الف مناصر للرئيس الاكوادوري في كويتو لمطالبة لندن بفتح طريق آمن لخروج اسانج الى الاكوادور.
في الوقت نفسه قررت مجموعة من المتظاهرين الاعتصام امام السفارة البريطانية في نيويورك "الى ان يتمكن جوليان اسانج من مغادرة سفارة" الاكوادور في لندن،بحسب احدهم،و من جهة اخرى هدد رئيس فنزويلا هوغو تشافيز بريطانيا "بردود جذرية جدا" في حال اقتحام القوات البريطانية السفارة الاكوادورية في لندن لتوقيف اسانج.
..........
استراليا.
من جهة أخرى اكدت استراليا ان سفارتها في واشنطن مستعدة لامكان ترحيل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج الى الولايات المتحدة،الا انها قللت من اهمية هذه الاستعدادات مشيرة الى انها تأتي في سياق اجراء اعتيادي لمواجهة الاحتمالات كافة.
و قال وزير التجارة الاسترالي كريغ ايميرسون ان السفارة الاسترالية في واشنطن "اعدت نفسها لاحتمال ترحيل" اسانج،الا انه لفت الى ان استعداد الدبلوماسيين لمواجهة كل الاحتمالات الواردة امر اعتيادي،و اوضح لقناة ايه بي سي الاسترالية ان "السفارة تقوم بعملها،كي تتمكن من اعلام الحكومة في حال تبين ان اجراء تمهيديا للترحيل بات وشيكا.لا دليل على اجراء كهذا في الوقت الحاضر". بحسب فرانس برس.
و تأتي هذه التصريحات بعد معلومات اوردتها وسائل اعلامية تفيد بان الدبلوماسيين الاستراليين يتوقعون ان يتعرض اسانج لملاحقات قضائية في الولايات المتحدة خصوصا بتهمة التجسس بسبب اعمال قام بها موقع ويكيليكس،و نقلت صحيفة ذي ايج عن برقيات دبلوماسية حصلت عليها تحت ستار حرية الاعلام تفيد بان كانبيرا لا تعارض ترحيلا محتملا لاسانج،و هو مواطن استرالي،كما انها طلبت من الولايات المتحدة اخطارها في حال التوجه لادانة اسانج و طلب ترحيله،و حصل رئيس الوزراء الاسترالي و وزير الخارجية على معلومات في هذا الموضوع،بحسب الصحيفة الاسترالية.
..................
الاكوادور تحشد امريكا اللاتينية في معركتها مع بريطانيا.
في حين شعرت الاكوادور بغضب من تهديد لندن باقتحام سفارة الاكوادور التي لجأ اليها اسانج و اتهمت حكومة الاكوادور بريطانيا بالبلطجة "الاستعمارية" و منحت اسانج حق اللجوء،و قال كوريا في كلمته الاسبوعية يوم السبت "انهم ليسوا على اتصال بالواقع.مع من يعتقدون انهم يتعاملون؟ الا يستطيعوا ان يفهموا ان هذه حكومة محترمة و ذات سيادة لن تركع امام اي شخص؟"، "انهم لم يدركوا ان امريكا اللاتينية حرة و ذات سيادة و اننا لن نتحمل التدخل و الاستعمار بأي شكل على الاقل في هذا البلد.." و ادلى كوريا بهذه التصريحات في الوقت الذي تستضيف فيه الاكوادور تجمعا في مطلع الاسبوع لوزراء خارجية مجموعة البا للدول اليسارية في امريكا اللاتينية و من اتحاد دول امريكا الجنوبية،و اصدرت "البا" التي تضم حكومات هوجو تشافيز في فنزويلا و راؤول كاسترو في كوبا بيانا قويا في كراكاس و قال " اننا نحذر المملكة المتحدة..من العواقب الوخيمة التي ستكون في العلاقات مع بلادنا في حال تنفيذ تهديداتها"،و يبدو ان التأييد للاكوادور يتزايد في المنطقة. بحسب رويترز.
و قال الرئيس البوليفي ايفو موراليس ان "بريطانيا..مخطئة..التهديد ليس فقط عدوانا على الاكوادور انه ضد بوليفيا و ضد امريكا الجنوبية و ضد كل امريكا اللاتينية".،و قالت وسائل الاعلام الرسمية الاكوادورية ان دولا اخرى من بينها كولومبيا و الارجنتين تؤيد موقف كوريا.
..............
بالصدفة..كشف خطة اسانج.
على صعيد مختلف لعبت الصدفة وحدها دوراً بارزاً في كشف خطة أعدتها شرطة العاصمة البريطانية لندن "متروبوليتان" لاعتقال مؤسس موقع "ويكيليكس"،جوليان أسانج،حال مغادرته سفارة الإكوادور،التي لجأ إليها،إثر صدور حكم قضائي يقضي بتسليمه إلى السلطات السويدية،لمحاكمته على خلفية اتهامات بـ"الاعتداء الجنسي"،و نشرت العديد من الصحف البريطانية السبت صورة لأحد أفراد الشرطة البريطانية،أثناء وقوفه أمام السفارة الإكوادورية،التي لجأ إليها أسانج في يونيو/ حزيران الماضي،حيث تم منحه حق اللجوء السياسي للدولة اللاتينية. بحسب السي ان ان.
و كان الضابط البريطاني يحمل بين يديه وثيقة يبدو أنها مكتوبة بخط اليد،و معنونة بكلمة "سري، و بعد تكبير صورة الشرطي البريطاني،التي التقطتها وكالة "برس أسوسيشن" للأنباء،تبين أن الوثيقة تتضمن أنه يجب اعتقال أسانج،البالغ من العمر 41 عاماً،"تحت أي ظرف"،في حال مغادرته سفارة الإكوادور،و أشارت إلى احتمال أن يغادر السفارة إما داخل حقيبة دبلوماسية،أو في سيارة تابعة للسفارة،كما تضمنت الوثيقة تحذيراً من احتمال أن يقوم أنصار أسانج،الذي نظموا في السابق عدداً من الاحتجاجات أمام السفارة الواقعة في وسط لندن لمساندته،بإثارة أعمال شغب بهدف تشتيت انتباه الشرطة،للتغطية على مغادرته مبنى السفارة.
............
شبكة النبأ المعلوماتية-الأربعاء 29/آب/2012