الشرق الأوسط 2012 : عام من الاضطرابات المستمرة.
.........
استمر الشرق الأوسط في الغليان في السنة الثانية من ما كان ذات مرة "ربيعاً" عربياً نظراً لتفاقم الصراع في سوريا،و امتداد آثاره السامة إلى لبنان، والاشتباكات الدامية في مصر،و انتشار الأسلحة في ليبيا،و الاغتيالات و التفجيرات في اليمن،و المتمردين الذين ازدادوا جرأة في العراق،و الاحتجاجات المتواصلة في الأردن.
و في حين أصبحت الكثير من بلدان العالم مستغرقة في التطورات السياسية و الأمنية سريعة التغير في المنطقة،فإن القضايا الإنسانية الطويلة المدى تستعر تحت السطح - و أحياناً تكون واضحة للعيان،لكنها مهملة.
............
فيما يلي 10 من القضايا الرئيسية التي أبرزتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) هذا العام:
أزمة اللاجئين السوريين: ارتفع عدد السوريين المسجلين كلاجئين في البلدان المجاورة من 10,000 في بداية السنة،إلى نحو نصف مليون الآن،على الرغم من أن بعض الحدود لا تكاد تكون مفتوحة.
و قد أطلقت الأمم المتحدة النداء تلو الآخر لمساعدة اللاجئين الذين يعيشون على الكفاف في الأردن و لبنان و تركيا و حتى العراق،و على نحو متزايد في مصر،و لكن التمويل كان على الدوام غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة – و يرجع ذلك إلى حد كبير إلى السياسة و مخاوف الجهات المانحة. و في هذه الأثناء،يبقى اللاجئون عرضة للشتاء القاسي،و الاستغلال في العمل،و عمالة الأطفال،و الزواج المبكر،و التوترات السياسية.
........
الحصيلة الإنسانية في سوريا: شغلت سوريا عناوين الصحف يومياً على مدار العام الماضي،لكن معظم التقارير الإخبارية ركزت على التقدم الذي يحققه الثوار أو الجهود الدبلوماسية لانهاء الصراع المستمر منذ نحو عامين.
في الوقت نفسه،تدهورت جودة الحياة اليومية داخل البلاد بسرعة.
و في أوائل عام 2012،دق ناقوس الخطر للتحذير من سوء حالة الأمن الغذائي،و بحلول نهاية العام، وجد الناس صعوبة في العثور على الخبز حتى في العاصمة دمشق.
و كان المزارعون هم الأشد تضرراً.و الآن أصبح ما لا يقل عن مليوني شخص نازحين داخلياً،و تفاقمت المشكلة في يوليو الماضي عندما وصل القتال إلى دمشق.
كما جلب فصل الشتاء سلسلة جديدة و كبيرة من التحديات للنازحين،و أصبحت الرعاية الصحية بعيدة المنال.
و ينسى كثيرون أن سوريا كانت موطناً لأكثر من 1.5 مليون لاجئ - معظمهم من الفلسطينيين و العراقيين - الذين أصبحوا أكثر عرضة للخطر بسبب الأزمة.
و نظراً لتضرر الملايين من الأشخاص،تجد عملية الإغاثة صعوبة شديدة في مواكبة الزيادة السريعة في الاحتياجات بسبب انعدام الأمن،و نقص التمويل،و طول زمن المفاوضات الأولية مع الحكومة بشأن الوصول إلى المتضررين،و الأسئلة الدائرة حول قدرة و نزاهة الجهة الرئيسية التي تتولى الاستجابة للأزمة،و هي جمعية الهلال الأحمر العربي السوري.
و النتيجة هي نوع جديد من الجهود الإنسانية التي تتم من خلال الناشطين المحليين و تقديم المساعدات عبر الحدود بطرق غير قانونية أثارت بعض الدهشة في مجتمع المعونة.
......
الامتداد الإقليمي: أخذت الأزمة السورية أبعاداً إقليمية هذا العام؛حيث أطلقت الطوائف اللبنانية التي ترتبط مع سوريا بتحالفات النار على بعضها البعض؛و سعى الأكراد في تركيا و العراق و سوريا إلى الفوز بقطعة من الكعكة،و وصلت القذائف السورية إلى جنوب تركيا.
بل إن الجيش الامريكي أرسل قوات إلى الاردن تأهباً للتوسيع المحتمل للصراع.
و تقول الحكومة العراقية أن الصراع في سوريا قد زاد من جرأة المتمردين في الداخل و تدفق الأسلحة عبر الحدود،و تصاعد حدة التوتر الطائفي.
و توقع بعض المحللين حرباً بين السنة و الشيعة من شأنها أن تستقطب إيران و تركيا و لبنان و الجماعات المسلحة في الأرض الفلسطينية المحتلة،و يغمر أتونها المنطقة بأسرها.
.........
دبي 2/يناير/2013
شبكة الأنباء الإنسانية.
.........
استمر الشرق الأوسط في الغليان في السنة الثانية من ما كان ذات مرة "ربيعاً" عربياً نظراً لتفاقم الصراع في سوريا،و امتداد آثاره السامة إلى لبنان، والاشتباكات الدامية في مصر،و انتشار الأسلحة في ليبيا،و الاغتيالات و التفجيرات في اليمن،و المتمردين الذين ازدادوا جرأة في العراق،و الاحتجاجات المتواصلة في الأردن.
و في حين أصبحت الكثير من بلدان العالم مستغرقة في التطورات السياسية و الأمنية سريعة التغير في المنطقة،فإن القضايا الإنسانية الطويلة المدى تستعر تحت السطح - و أحياناً تكون واضحة للعيان،لكنها مهملة.
............
فيما يلي 10 من القضايا الرئيسية التي أبرزتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) هذا العام:
أزمة اللاجئين السوريين: ارتفع عدد السوريين المسجلين كلاجئين في البلدان المجاورة من 10,000 في بداية السنة،إلى نحو نصف مليون الآن،على الرغم من أن بعض الحدود لا تكاد تكون مفتوحة.
و قد أطلقت الأمم المتحدة النداء تلو الآخر لمساعدة اللاجئين الذين يعيشون على الكفاف في الأردن و لبنان و تركيا و حتى العراق،و على نحو متزايد في مصر،و لكن التمويل كان على الدوام غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة – و يرجع ذلك إلى حد كبير إلى السياسة و مخاوف الجهات المانحة. و في هذه الأثناء،يبقى اللاجئون عرضة للشتاء القاسي،و الاستغلال في العمل،و عمالة الأطفال،و الزواج المبكر،و التوترات السياسية.
........
الحصيلة الإنسانية في سوريا: شغلت سوريا عناوين الصحف يومياً على مدار العام الماضي،لكن معظم التقارير الإخبارية ركزت على التقدم الذي يحققه الثوار أو الجهود الدبلوماسية لانهاء الصراع المستمر منذ نحو عامين.
في الوقت نفسه،تدهورت جودة الحياة اليومية داخل البلاد بسرعة.
و في أوائل عام 2012،دق ناقوس الخطر للتحذير من سوء حالة الأمن الغذائي،و بحلول نهاية العام، وجد الناس صعوبة في العثور على الخبز حتى في العاصمة دمشق.
و كان المزارعون هم الأشد تضرراً.و الآن أصبح ما لا يقل عن مليوني شخص نازحين داخلياً،و تفاقمت المشكلة في يوليو الماضي عندما وصل القتال إلى دمشق.
كما جلب فصل الشتاء سلسلة جديدة و كبيرة من التحديات للنازحين،و أصبحت الرعاية الصحية بعيدة المنال.
و ينسى كثيرون أن سوريا كانت موطناً لأكثر من 1.5 مليون لاجئ - معظمهم من الفلسطينيين و العراقيين - الذين أصبحوا أكثر عرضة للخطر بسبب الأزمة.
و نظراً لتضرر الملايين من الأشخاص،تجد عملية الإغاثة صعوبة شديدة في مواكبة الزيادة السريعة في الاحتياجات بسبب انعدام الأمن،و نقص التمويل،و طول زمن المفاوضات الأولية مع الحكومة بشأن الوصول إلى المتضررين،و الأسئلة الدائرة حول قدرة و نزاهة الجهة الرئيسية التي تتولى الاستجابة للأزمة،و هي جمعية الهلال الأحمر العربي السوري.
و النتيجة هي نوع جديد من الجهود الإنسانية التي تتم من خلال الناشطين المحليين و تقديم المساعدات عبر الحدود بطرق غير قانونية أثارت بعض الدهشة في مجتمع المعونة.
......
الامتداد الإقليمي: أخذت الأزمة السورية أبعاداً إقليمية هذا العام؛حيث أطلقت الطوائف اللبنانية التي ترتبط مع سوريا بتحالفات النار على بعضها البعض؛و سعى الأكراد في تركيا و العراق و سوريا إلى الفوز بقطعة من الكعكة،و وصلت القذائف السورية إلى جنوب تركيا.
بل إن الجيش الامريكي أرسل قوات إلى الاردن تأهباً للتوسيع المحتمل للصراع.
و تقول الحكومة العراقية أن الصراع في سوريا قد زاد من جرأة المتمردين في الداخل و تدفق الأسلحة عبر الحدود،و تصاعد حدة التوتر الطائفي.
و توقع بعض المحللين حرباً بين السنة و الشيعة من شأنها أن تستقطب إيران و تركيا و لبنان و الجماعات المسلحة في الأرض الفلسطينية المحتلة،و يغمر أتونها المنطقة بأسرها.
.........
دبي 2/يناير/2013
شبكة الأنباء الإنسانية.
عدل سابقا من قبل In The Zone في السبت فبراير 16, 2013 9:13 pm عدل 1 مرات