اتجاهات الصراع في أزواد و تداعيات التدخل الفرنسي.
الشيخ التراد ولد محمدو.
.....
بدأت الحرب الاستعمارية العنصرية الافريقية بزعامة المغول الفرنسي ضد الشعب الأزوادي و ساكنة الشمال،حيث دك الطيران الفرنسي الساكنة مخلفا الخسائر البشرية و المادية،و لا يجد المتابع للحرب المشتعلة هناك سببا للاندفاع غير المسبوق للغزاة الفرنسيين سوى الطموح الاستعماري في ثوب الحماية الفرنسية.
..........
الفراغ السياسي في مالي و سباق فرنسي لملأ الفراغ.
منذ الانقلاب الأرعن الذي قاده بعض قيادات الصف الثاني من الجيش المالي بدأت الجارة المالية تشهد اضطرابات غير مسبوقة كان أولها سيطرة الجماعات المسلحة على الشمال المالي،و حصولها على الكثير من ذخائر الجيش بعد فرار عناصر ه أمام القاعدة،لتجد الدولة المالية نفسها في وضع لا تحسد عليه،فقد غاب الاستقرار عن الجزء المتبقي تحت سيطرة الانقلابيين،حيث ظلت قيادة الجيش ممسكة بزمام الأمور تعين حكومة و تطيح بأخرى،تعتقل رئيسا و تمنع آخر من مغادرة البلاد لأسباب غير مفهومة و لا واضحة،و في ظل وضع كهذا و أمام فراغ سياسي خيم على البلاد كان لابد من سد الفراغ،و هو ماحدا بالمستعمر الفرنسي لخوض المغامرة في سباق مع الأطماع الغربية الأخرى،و حشدت لذلك الغزو مايسمى بدول "الإيكواس"،و من ورائها مجلس الأمن الدولي،فاستطاع الفرنسيون انتزاع قرار من المجلس،يسمح بتدخل عسكري في مالي لمواجهة خطر الجماعات المسلحة،غير أن واحدة من دول الغرب لم تجرأ على قيادة الحرب،خوفا من تبعاتها في المستقبل،مما حدا بالفرنسيين إلى أخذ زمام المبادرة،و بدأت طبول الحرب تدق هنا و هناك،و قادت فرنسا حملة دبلماسية غير مسبوقة لخوض الحرب ،و استمرت الاعدادات لها،حتى فاجأت القاعدة و الجماعات المسلحة الجميع،معلنة عن بداية المواجهة و الزحف نحو الجنوب،مما اضطر الفرنسيين إلى الإسراع بالتدخل قبل موعده المحدد،دون مشاركة حتى الآن من الأفارقة،و هو ما مكن الجهاديين من تحقيق هدفين رئسيين:
أولا: أن تكون بداية الحرب بتدخل فرنسي غير مدعوم،مما يسمح للجماعات المقاتلة للترويج بأن الحرب مجرد حملة غربية صليبية،و هو ماأعتقد أن القاعدة نجحت فيه إلى حد كبير،حيث بدأت الدعوات المنادية بدعم الأشقاء في أزواد،بل صدرت فتاوي تحرم دعم الغزوالفرنسي بأي شكل من الأشكال.
ثانيا: هذا إضافة الى جر الفرنسيين نحو حرب على الأرض مما قد يسهل اقتناص الغزاة الفرنسيين في ميدان المواجهة،و إذا حصل ذلك فستكون القيادة الفرنسية هذه المرة في مواجهة غضب الفرنسيين مما قد يدفعها إلى الانسحاب.
.......
و ابعث في المدائن حاشرين.
و مع دخول الحرب يومها السادس و التوريط المفاجئ للفرنسيين استعجل الفرنسيون الأفارقة لخوض حربهم التاريخية العنصرية ضد شعب أزواد،"فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا و هم يتخافتون"،ثم توالت صيحات الفرنسيين ليصل صداها إلى الغربيين فأعلنت دول على استحياء عن دعمها اللوجستي للحرب الدائرة في مالي،و لم يكتف الفرنسيون بذلك بل شدوالرحال نحو أبوظبي طلبا للمال الخليجي في مواجهة حرب مالي،و هي محاولة خبيثة من الفرنسيين لجر العرب نحو الحرب،و حصولهم على غطاء عربي،لاستعادة النموذج الليبي مع الفارق الكبير،و تلك غاية لن يرض الفرنسيون بغيرها بديلا،خصوصا و أنهم وجدواأنفسهم أمام رفض إسلامي للحملة الهوجاء قد يصل صداه إلى المصالح الفرنسية في أرجاء المعمورة،فيقع مالم تتوقعه الاستخبارات الفرنسية.
........
دول الجوار بين ترغيب الفرنسيين و ترهيب السلفيين.
تبدو مواقف دول الجوار إزاء الحرب الفرنسية تجاه الأشقاء في أزواد و الجماعات المسيطرة هناك غامضة،فتارة تعلن رفضها المشاركة في الحرب و تعتبرها قرارا خاطئا،و أخرى تتحدث عن نيتها المشاركة إن فرضت عليها،أو جاء طلب رسمي من الدولة المعنية.
و يظل موقف الجزائريين و الجارة الموريتانية من يمثل بحق ذلك الموقف المتذبذب و غير المفهوم،فالجزائر بدت معارضة بشكل قوي للحرب في مالي لخبرة الجزائريين بمئالاتها المدمرة "و لاينبئك مثل خبير" إلا أن الضغط الفرنسي ظل يمارس على الجزائر للاستفادة من خبرتها في مواجهة الجماعات الجهادية من جهة،و من جهة أخرى حتى لا توصف الحرب الفرنسية الافريقية بأنها حرب عرقية ضد البيض في أزواد،و تلك مسبة يخشاها الفرنسيون في حربهم هذه،و ذلك ما يفسره حرص الفرنسيين على دخول بعض العرب في الحرب الدائرة،و إن كان الدعم ماليا كما يرجوه الفرنسيون من دول الخليج.
أما الجارة الموريتانية فتبدو أكثرغموضا و ترددا إزاء الحرب المالية،فقد أعلن الرئيس الموريتاني عدم مشاركة بلاده في الحرب،و سيكتفي الجيش الموريتاني بحماية حدوده،لكنه سيرد إن تمت مهاجمته،و من السهولة بمكان أن تدعي موريتانيا لحرصها على المشاركة مهاجمتها من طرف المسلحين و هو ما يرفع عنها حرج المشاركة،بل قد تمارس الدولة الفرنسية ذلك الدور فترسل قذائفها نحوالساكنة الموريتانية مخلفة خسائر جسيمة،و متهمة القاعدة بتعمد استهداف موريتانيا، فتضطر موريتانيا لخوض الحرب مكرهة "مكره أخاك لا بطل"،و تلك فرضية تبدوأكثر ترجيحا في ظل تورط فرنسا في الحرب و خشيتها من خطر التفرد مع القاعدة.
علما أن فرنسا كما تحدثت الصحف الاسبانية تطمح للسيطرة على اليورانيوم المالي،و ستبذل قصارى جهدها لحسمها لصالحها و هو ما لن يتم دون مشاركة دول الجوار،لكن التصريحات الأخيرة القادمة من فرنسا إن صحت تجعل موريتانيا كما لو خضعت للضغوط الفرنسية،و هوأمر قد يجعل موريتانيا هذه المرة في مواجهة حقيقية مع القاعدة،و ستكون أشد ضراوة من سابقاتها لسببين:
أولا:أن المشاركة الموريتانية في الحرب تجد معارضة شرسة من الشعب الموريتاني و قواه الحية،و ليست فتوى علماء البلد الأخيرة بتحريم المشاركة،إلا دليل على ذلك،و هو مايعطي الجماعات شرعية لم تكن تتمتع بها في مواجهتها للنظام الموريتاني باعتباره مرتدا و مواليا للغزاة.
ثانيا:أن الجماعات المقاتلة في الشمال المالي تملك عتادا كبيرا عكس ما كان بحوزتها في مواجهات سابقة،فقد حصلت الجماعات المقاتلة على غنائم كثيرة بعد سيطرتها على الشمال المالي،هذا إضافة إلى السلاح المهرب من الدولة الليبية،مما يجعل مغامرة النظام الموريتاني في حرب مع القاعدة في غاية الخطورة.
و ستبقى مصلحة موريتانيا في رفضها المشاركة حتى تجنب البلاد ويلات حرب خاسرة ستدفع المنطقة ثمنها تماما كما حصل في الحرب الأفغانية التي لم تضع أوزارها بعد،و الحرب الصومالية التي لازالت تحصد أرواح الساكنة هناك،و لعل الأيام القادمة تكشف المزيد عن ما تخبئه الأقدار لساكنة الصحراء الذي ظلت إلى عهد قريب في منأى عن حرب كهذه.
.........
20.01.2013
الأخبار..أول وكالة أنباء موريتانية مستقلة.
الشيخ التراد ولد محمدو.
.....
بدأت الحرب الاستعمارية العنصرية الافريقية بزعامة المغول الفرنسي ضد الشعب الأزوادي و ساكنة الشمال،حيث دك الطيران الفرنسي الساكنة مخلفا الخسائر البشرية و المادية،و لا يجد المتابع للحرب المشتعلة هناك سببا للاندفاع غير المسبوق للغزاة الفرنسيين سوى الطموح الاستعماري في ثوب الحماية الفرنسية.
..........
الفراغ السياسي في مالي و سباق فرنسي لملأ الفراغ.
منذ الانقلاب الأرعن الذي قاده بعض قيادات الصف الثاني من الجيش المالي بدأت الجارة المالية تشهد اضطرابات غير مسبوقة كان أولها سيطرة الجماعات المسلحة على الشمال المالي،و حصولها على الكثير من ذخائر الجيش بعد فرار عناصر ه أمام القاعدة،لتجد الدولة المالية نفسها في وضع لا تحسد عليه،فقد غاب الاستقرار عن الجزء المتبقي تحت سيطرة الانقلابيين،حيث ظلت قيادة الجيش ممسكة بزمام الأمور تعين حكومة و تطيح بأخرى،تعتقل رئيسا و تمنع آخر من مغادرة البلاد لأسباب غير مفهومة و لا واضحة،و في ظل وضع كهذا و أمام فراغ سياسي خيم على البلاد كان لابد من سد الفراغ،و هو ماحدا بالمستعمر الفرنسي لخوض المغامرة في سباق مع الأطماع الغربية الأخرى،و حشدت لذلك الغزو مايسمى بدول "الإيكواس"،و من ورائها مجلس الأمن الدولي،فاستطاع الفرنسيون انتزاع قرار من المجلس،يسمح بتدخل عسكري في مالي لمواجهة خطر الجماعات المسلحة،غير أن واحدة من دول الغرب لم تجرأ على قيادة الحرب،خوفا من تبعاتها في المستقبل،مما حدا بالفرنسيين إلى أخذ زمام المبادرة،و بدأت طبول الحرب تدق هنا و هناك،و قادت فرنسا حملة دبلماسية غير مسبوقة لخوض الحرب ،و استمرت الاعدادات لها،حتى فاجأت القاعدة و الجماعات المسلحة الجميع،معلنة عن بداية المواجهة و الزحف نحو الجنوب،مما اضطر الفرنسيين إلى الإسراع بالتدخل قبل موعده المحدد،دون مشاركة حتى الآن من الأفارقة،و هو ما مكن الجهاديين من تحقيق هدفين رئسيين:
أولا: أن تكون بداية الحرب بتدخل فرنسي غير مدعوم،مما يسمح للجماعات المقاتلة للترويج بأن الحرب مجرد حملة غربية صليبية،و هو ماأعتقد أن القاعدة نجحت فيه إلى حد كبير،حيث بدأت الدعوات المنادية بدعم الأشقاء في أزواد،بل صدرت فتاوي تحرم دعم الغزوالفرنسي بأي شكل من الأشكال.
ثانيا: هذا إضافة الى جر الفرنسيين نحو حرب على الأرض مما قد يسهل اقتناص الغزاة الفرنسيين في ميدان المواجهة،و إذا حصل ذلك فستكون القيادة الفرنسية هذه المرة في مواجهة غضب الفرنسيين مما قد يدفعها إلى الانسحاب.
.......
و ابعث في المدائن حاشرين.
و مع دخول الحرب يومها السادس و التوريط المفاجئ للفرنسيين استعجل الفرنسيون الأفارقة لخوض حربهم التاريخية العنصرية ضد شعب أزواد،"فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا و هم يتخافتون"،ثم توالت صيحات الفرنسيين ليصل صداها إلى الغربيين فأعلنت دول على استحياء عن دعمها اللوجستي للحرب الدائرة في مالي،و لم يكتف الفرنسيون بذلك بل شدوالرحال نحو أبوظبي طلبا للمال الخليجي في مواجهة حرب مالي،و هي محاولة خبيثة من الفرنسيين لجر العرب نحو الحرب،و حصولهم على غطاء عربي،لاستعادة النموذج الليبي مع الفارق الكبير،و تلك غاية لن يرض الفرنسيون بغيرها بديلا،خصوصا و أنهم وجدواأنفسهم أمام رفض إسلامي للحملة الهوجاء قد يصل صداه إلى المصالح الفرنسية في أرجاء المعمورة،فيقع مالم تتوقعه الاستخبارات الفرنسية.
........
دول الجوار بين ترغيب الفرنسيين و ترهيب السلفيين.
تبدو مواقف دول الجوار إزاء الحرب الفرنسية تجاه الأشقاء في أزواد و الجماعات المسيطرة هناك غامضة،فتارة تعلن رفضها المشاركة في الحرب و تعتبرها قرارا خاطئا،و أخرى تتحدث عن نيتها المشاركة إن فرضت عليها،أو جاء طلب رسمي من الدولة المعنية.
و يظل موقف الجزائريين و الجارة الموريتانية من يمثل بحق ذلك الموقف المتذبذب و غير المفهوم،فالجزائر بدت معارضة بشكل قوي للحرب في مالي لخبرة الجزائريين بمئالاتها المدمرة "و لاينبئك مثل خبير" إلا أن الضغط الفرنسي ظل يمارس على الجزائر للاستفادة من خبرتها في مواجهة الجماعات الجهادية من جهة،و من جهة أخرى حتى لا توصف الحرب الفرنسية الافريقية بأنها حرب عرقية ضد البيض في أزواد،و تلك مسبة يخشاها الفرنسيون في حربهم هذه،و ذلك ما يفسره حرص الفرنسيين على دخول بعض العرب في الحرب الدائرة،و إن كان الدعم ماليا كما يرجوه الفرنسيون من دول الخليج.
أما الجارة الموريتانية فتبدو أكثرغموضا و ترددا إزاء الحرب المالية،فقد أعلن الرئيس الموريتاني عدم مشاركة بلاده في الحرب،و سيكتفي الجيش الموريتاني بحماية حدوده،لكنه سيرد إن تمت مهاجمته،و من السهولة بمكان أن تدعي موريتانيا لحرصها على المشاركة مهاجمتها من طرف المسلحين و هو ما يرفع عنها حرج المشاركة،بل قد تمارس الدولة الفرنسية ذلك الدور فترسل قذائفها نحوالساكنة الموريتانية مخلفة خسائر جسيمة،و متهمة القاعدة بتعمد استهداف موريتانيا، فتضطر موريتانيا لخوض الحرب مكرهة "مكره أخاك لا بطل"،و تلك فرضية تبدوأكثر ترجيحا في ظل تورط فرنسا في الحرب و خشيتها من خطر التفرد مع القاعدة.
علما أن فرنسا كما تحدثت الصحف الاسبانية تطمح للسيطرة على اليورانيوم المالي،و ستبذل قصارى جهدها لحسمها لصالحها و هو ما لن يتم دون مشاركة دول الجوار،لكن التصريحات الأخيرة القادمة من فرنسا إن صحت تجعل موريتانيا كما لو خضعت للضغوط الفرنسية،و هوأمر قد يجعل موريتانيا هذه المرة في مواجهة حقيقية مع القاعدة،و ستكون أشد ضراوة من سابقاتها لسببين:
أولا:أن المشاركة الموريتانية في الحرب تجد معارضة شرسة من الشعب الموريتاني و قواه الحية،و ليست فتوى علماء البلد الأخيرة بتحريم المشاركة،إلا دليل على ذلك،و هو مايعطي الجماعات شرعية لم تكن تتمتع بها في مواجهتها للنظام الموريتاني باعتباره مرتدا و مواليا للغزاة.
ثانيا:أن الجماعات المقاتلة في الشمال المالي تملك عتادا كبيرا عكس ما كان بحوزتها في مواجهات سابقة،فقد حصلت الجماعات المقاتلة على غنائم كثيرة بعد سيطرتها على الشمال المالي،هذا إضافة إلى السلاح المهرب من الدولة الليبية،مما يجعل مغامرة النظام الموريتاني في حرب مع القاعدة في غاية الخطورة.
و ستبقى مصلحة موريتانيا في رفضها المشاركة حتى تجنب البلاد ويلات حرب خاسرة ستدفع المنطقة ثمنها تماما كما حصل في الحرب الأفغانية التي لم تضع أوزارها بعد،و الحرب الصومالية التي لازالت تحصد أرواح الساكنة هناك،و لعل الأيام القادمة تكشف المزيد عن ما تخبئه الأقدار لساكنة الصحراء الذي ظلت إلى عهد قريب في منأى عن حرب كهذه.
.........
20.01.2013
الأخبار..أول وكالة أنباء موريتانية مستقلة.