الطائرات بدون طيار: حروب بلا أبطال و القتل بالريموت كنترول.
.......
بشكل شبه يومي تقريبا،تشن طائرات بدون طيار هجمات قاتلة في عدة دول.
و أصبح امتلاك هذه الطائرات أمرا بديهيا لكل جيش حديث.
حتى الآن يوجه الجنود هذه الطائرات،لكن قد يأتي يوم يتولى فيه الإنسان الآلي -الروبوت- هذه المهمة.
.......
طائرات بدون طيار و حروب بلا جنود،أمور لم تعد ضرباً من ضروب الخيال العلمي،فالحرب الإليكترونية أصبحت جزءاً مهماً من الحرب الحقيقية و بطلها ليس الجندي المدجج بالأسلحة الفتاكة بل الطائرات الموجهة و الروبوت الذكي.
ازداد في السنوات العشر الأخيرة عدد العمليات الهجومية بطائرات بدون طيار من محطات قيادة أرضية على أهداف في باكستان و العراق و في اليمن و الصومال و فلسطين.
كما تم استخدام هذه النوع من الطائرات في مهام استطلاعية و استخبارية تعتمد على تقليص البعد الزمني و المخاطر و إلغاء العنصر البشري من حسابات المكسب و الخسارة .
......
الحرب الذكية.
و بفضل هذه التقنية الجديدة تم مضاعفة حجم العمليات العسكرية في المناطق المحفوفة بالمخاطر كباكستان،حيث تشكل العمليات المباشرة خطراً على أرواح الجنود.
فبين عامي 2004 و2007 لم يزد عدد العمليات الهجومية التي نفذتها الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار عن تسع،ثم ارتفع إلى 33 في عام 2008،ثم إلى 53 في عام 2009 حتى وصل إلى 118 في 2010.
و تتراوح التقديرات لعدد القتلى ما بين 600 إلى 1000 قتيل.
و قد كانت بعثات الاستطلاع الاستخباراتية بواسطة الطائرات الموجهة في مهمة البحث عن أسامة بن لادن من أشهر الوقائع التي تم فيها استخدام هذه التقنية بنجاح.
و يقول روبرت التمان،العضو المؤسس في اللجنة العالمية لمراقبة أسلحة الروبوت،أي الأسلحة التي تعمل بدون الحاجة إلى إنسان:" لم تكن الولايات المتحدة لترسل كل هذا العدد من الطائرات المقاتلة لو كان على متنها طيارون".
و يرى التمان أن طبيعة هذه الطائرات الموجهة،المتمثلة في صغر حجمها و عدم وجود طيارين على متنها،تسهل على الولايات المتحدة الحصول على موافقة الحكومة الباكستانية للقيام بعمليات هجومية على أراضيها.
....
حروب بلا أبطال.
و قد أتاحت ثورة التقنية الرقمية لرقائق الكمبيوتر و الكاميرات الرقمية و أنظمة الاستشعار تنفيذ مهمات عسكرية ذات مجازفة عالية و شن حروب بدون حدوث خسائر في صفوف المهاجمين،فما كان مستحيلاً في الماضي،أصبح اليوم جزءاً من الواقع.
و يقول نويل شاركي،أستاذ علوم الروبوتات و الذكاء الاصطناعي: "هذه النوعية من الحروب تشكل تهديداً للمدنيين،فالحرب غير المتكافئة تخلق أنواعاً جديدة من الإرهاب.العدو لن يستسلم لنا لمجرد أننا نمتلك تكنولوجيا متطورة".
......
سباق التسلح التكنولوجي.
الخطر الثاني الذي يتعلق بتطوير التكنولوجيا العسكرية يتمثل في سباق التسلح الذي يشهده العالم الآن.
حيث قامت حوالي 50 دولة في السنوات الأخيرة بشراء أو تطوير طائرات استطلاعية موجهة.
و من هذه الدول إسرائيل و ألمانيا و الصين و روسيا و إيران.
و تتصف هذه الطائرات بمزايا اقتصادية عدة،مما يحفز العديد من الدول على امتلاكها.
فمقارنة بسعر الطائرة المقاتلة اف 22 ،الذي يبلغ 150 مليون دولار،تصل تكلفة الطائرة الموجهة 10 ملايين دولار فقط،كما أن تكلفة تدريب طاقم التحكم عن بعد تعد قليلة للغاية مقارنة بتدريب طياري الطائرات المقاتلة.
......
ثمن الحروب الآمنة.
و رغم المزايا العديدة للطائرات الموجهة و تفوقها على البشر في عدة نواحي،فإن لديها نقاط ضعف خطيرة: فإدارة المعارك الالكترونية لا تتوافق في كل الأحيان مع مبادئ اتفاقية جنيف لحماية المدنيين خلال الحروب،مما يؤدي إلى وقوع كوارث إنسانية.
ففي 3 يوليو 1988 أخطأت طائرة أمريكية موجهة في التعرف الآلي على طائرة ركاب إيرانية تحمل على متنها مدنيين و قامت بقصفها على أساس أنها طائرة حربية.
و يقول بيتر فارين سنجر من مؤسسة بروكيبج للأبحاث: " الروبوتات لا تشعر بالغضب إذا سقط زميلها قتيلاً في ساحة الحرب،و لذا فهي لا تقتل بدافع الثأر أو الانتقام،على عكس البشر الذين قد يرتكبون جرائم حرب بسبب هذه العواطف.لكن الروبوتات لا تستطيع أن تميز بين عجوز مقعدة في كرسي متحرك و بين دبابة،فالاثنان بالنسبة لها سلسلة من الأصفار و الآحاد".
......
روبوت بنبل الفارس.
لكن الباحث في علم الروبوتات رونالد اركن،من معهد جورجيا لعلوم التكنولوجيا،يرى أن انعدام العواطف عند الروبوتات لا يعد نقطة ضعف بل مركز قوة.
فهو مؤمن بإمكانية صنع روبوتات تتفوق على العناصر البشرية في ساحة المعركة و ذلك عن طريق برمجتها كي تتوافق أفعالها مع اتفاقية جنيف.
رونالد اركن يحلم بروبوت يتمتع بقوى عسكرية خارقة تفوق قدرات البشر و يتحلى في الوقت نفسه بأخلاق الفارس النبيل،روبوت يرفض الأوامر العسكرية التي تتعارض مع قوانين الحرب و الاشتباكات في اتفاقية جنيف.
لكن عالم الكمبيوتر هانس يورغ كيروفسكي يعارضه في رأيه هذا و يقول: "لا أحد يعرف بالضبط، كيف يمكن برمجة الروبوتات على المبادئ الأخلاقية،فالأخلاق ليست مسألة حسابية"
سيناريوهات الحرب المستقبلية و دراسات تطوير الجندي الإلكتروني قد تشبه روايات الخيال العلمي التي لا تعرف المستحيل،لكن الحقيقة قد تكون في بعض الأحيان أغرب من الخيال.
.......
ماتياس فون هاين/ مي المهدي.
مراجعة: عبد الرحمن عثمان.
22.07.2011
موقع صوت ألمانيا.
الطائرة بدون طيار لا يمكن لأجهزة الرادار المعادية اكتشافها.
.......
بشكل شبه يومي تقريبا،تشن طائرات بدون طيار هجمات قاتلة في عدة دول.
و أصبح امتلاك هذه الطائرات أمرا بديهيا لكل جيش حديث.
حتى الآن يوجه الجنود هذه الطائرات،لكن قد يأتي يوم يتولى فيه الإنسان الآلي -الروبوت- هذه المهمة.
.......
طائرات بدون طيار و حروب بلا جنود،أمور لم تعد ضرباً من ضروب الخيال العلمي،فالحرب الإليكترونية أصبحت جزءاً مهماً من الحرب الحقيقية و بطلها ليس الجندي المدجج بالأسلحة الفتاكة بل الطائرات الموجهة و الروبوت الذكي.
ازداد في السنوات العشر الأخيرة عدد العمليات الهجومية بطائرات بدون طيار من محطات قيادة أرضية على أهداف في باكستان و العراق و في اليمن و الصومال و فلسطين.
كما تم استخدام هذه النوع من الطائرات في مهام استطلاعية و استخبارية تعتمد على تقليص البعد الزمني و المخاطر و إلغاء العنصر البشري من حسابات المكسب و الخسارة .
......
الحرب الذكية.
و بفضل هذه التقنية الجديدة تم مضاعفة حجم العمليات العسكرية في المناطق المحفوفة بالمخاطر كباكستان،حيث تشكل العمليات المباشرة خطراً على أرواح الجنود.
فبين عامي 2004 و2007 لم يزد عدد العمليات الهجومية التي نفذتها الولايات المتحدة بطائرات بدون طيار عن تسع،ثم ارتفع إلى 33 في عام 2008،ثم إلى 53 في عام 2009 حتى وصل إلى 118 في 2010.
و تتراوح التقديرات لعدد القتلى ما بين 600 إلى 1000 قتيل.
و قد كانت بعثات الاستطلاع الاستخباراتية بواسطة الطائرات الموجهة في مهمة البحث عن أسامة بن لادن من أشهر الوقائع التي تم فيها استخدام هذه التقنية بنجاح.
و يقول روبرت التمان،العضو المؤسس في اللجنة العالمية لمراقبة أسلحة الروبوت،أي الأسلحة التي تعمل بدون الحاجة إلى إنسان:" لم تكن الولايات المتحدة لترسل كل هذا العدد من الطائرات المقاتلة لو كان على متنها طيارون".
و يرى التمان أن طبيعة هذه الطائرات الموجهة،المتمثلة في صغر حجمها و عدم وجود طيارين على متنها،تسهل على الولايات المتحدة الحصول على موافقة الحكومة الباكستانية للقيام بعمليات هجومية على أراضيها.
....
حروب بلا أبطال.
و قد أتاحت ثورة التقنية الرقمية لرقائق الكمبيوتر و الكاميرات الرقمية و أنظمة الاستشعار تنفيذ مهمات عسكرية ذات مجازفة عالية و شن حروب بدون حدوث خسائر في صفوف المهاجمين،فما كان مستحيلاً في الماضي،أصبح اليوم جزءاً من الواقع.
و يقول نويل شاركي،أستاذ علوم الروبوتات و الذكاء الاصطناعي: "هذه النوعية من الحروب تشكل تهديداً للمدنيين،فالحرب غير المتكافئة تخلق أنواعاً جديدة من الإرهاب.العدو لن يستسلم لنا لمجرد أننا نمتلك تكنولوجيا متطورة".
......
سباق التسلح التكنولوجي.
الخطر الثاني الذي يتعلق بتطوير التكنولوجيا العسكرية يتمثل في سباق التسلح الذي يشهده العالم الآن.
حيث قامت حوالي 50 دولة في السنوات الأخيرة بشراء أو تطوير طائرات استطلاعية موجهة.
و من هذه الدول إسرائيل و ألمانيا و الصين و روسيا و إيران.
و تتصف هذه الطائرات بمزايا اقتصادية عدة،مما يحفز العديد من الدول على امتلاكها.
فمقارنة بسعر الطائرة المقاتلة اف 22 ،الذي يبلغ 150 مليون دولار،تصل تكلفة الطائرة الموجهة 10 ملايين دولار فقط،كما أن تكلفة تدريب طاقم التحكم عن بعد تعد قليلة للغاية مقارنة بتدريب طياري الطائرات المقاتلة.
......
ثمن الحروب الآمنة.
و رغم المزايا العديدة للطائرات الموجهة و تفوقها على البشر في عدة نواحي،فإن لديها نقاط ضعف خطيرة: فإدارة المعارك الالكترونية لا تتوافق في كل الأحيان مع مبادئ اتفاقية جنيف لحماية المدنيين خلال الحروب،مما يؤدي إلى وقوع كوارث إنسانية.
ففي 3 يوليو 1988 أخطأت طائرة أمريكية موجهة في التعرف الآلي على طائرة ركاب إيرانية تحمل على متنها مدنيين و قامت بقصفها على أساس أنها طائرة حربية.
و يقول بيتر فارين سنجر من مؤسسة بروكيبج للأبحاث: " الروبوتات لا تشعر بالغضب إذا سقط زميلها قتيلاً في ساحة الحرب،و لذا فهي لا تقتل بدافع الثأر أو الانتقام،على عكس البشر الذين قد يرتكبون جرائم حرب بسبب هذه العواطف.لكن الروبوتات لا تستطيع أن تميز بين عجوز مقعدة في كرسي متحرك و بين دبابة،فالاثنان بالنسبة لها سلسلة من الأصفار و الآحاد".
......
روبوت بنبل الفارس.
لكن الباحث في علم الروبوتات رونالد اركن،من معهد جورجيا لعلوم التكنولوجيا،يرى أن انعدام العواطف عند الروبوتات لا يعد نقطة ضعف بل مركز قوة.
فهو مؤمن بإمكانية صنع روبوتات تتفوق على العناصر البشرية في ساحة المعركة و ذلك عن طريق برمجتها كي تتوافق أفعالها مع اتفاقية جنيف.
رونالد اركن يحلم بروبوت يتمتع بقوى عسكرية خارقة تفوق قدرات البشر و يتحلى في الوقت نفسه بأخلاق الفارس النبيل،روبوت يرفض الأوامر العسكرية التي تتعارض مع قوانين الحرب و الاشتباكات في اتفاقية جنيف.
لكن عالم الكمبيوتر هانس يورغ كيروفسكي يعارضه في رأيه هذا و يقول: "لا أحد يعرف بالضبط، كيف يمكن برمجة الروبوتات على المبادئ الأخلاقية،فالأخلاق ليست مسألة حسابية"
سيناريوهات الحرب المستقبلية و دراسات تطوير الجندي الإلكتروني قد تشبه روايات الخيال العلمي التي لا تعرف المستحيل،لكن الحقيقة قد تكون في بعض الأحيان أغرب من الخيال.
.......
ماتياس فون هاين/ مي المهدي.
مراجعة: عبد الرحمن عثمان.
22.07.2011
موقع صوت ألمانيا.
الطائرة بدون طيار لا يمكن لأجهزة الرادار المعادية اكتشافها.