الهاكرز العرب وجه جديد للمعارضة السياسية.
.........
مع اختراق عدد من المواقع الحكومية في السعودية و الهجوم على مواقع مؤسسات عمومية بالمغرب،كان آخرها موقع قناة تلفزيونية مغربية،فإن نشاط الهاكرز العرب أصبح أكثر قوة وبات جزءا من المعارضة السياسية،لكن في العالم الافتراضي.
في عصر الانترنت،أصبح بإمكان أي شخص أن يحتج و يعارض و يعبر عن رأيه بطريقة ربما تكون أكثر تأثيرا و أوسع نطاقا من حشد المتظاهرين و رفع الشعارات و اللافتات في الشوارع و الميادين العامة.فقد جعل الهاكرز العرب من اختراق المواقع وسيلة لمعارضة الأنظمة و الحكومات العربية و ملاذا للتعبير عن آرائهم عن طريق الانترنت.
هم شباب لا تعرف هوياتهم الحقيقية و لا يمكن الحسم في المرجعيات التي يعتمدون عليها في ضرب المواقع،لكن طريقتهم في اختراق المواقع و الرسائل التي يتركونها متشابهة.
و قد أدت الهجمات الأخيرة على عدد من المواقع الحكومية في السعودية و على مؤسسات عمومية بالمغرب إلى تسليط الضوء على هؤلاء الشباب و وضع الأمن الإلكتروني في الدول العربية موضع تساؤل.
.........
كانت البداية في المغرب مع ظهور مجموعة من الهاكرز الذين يحملون اسم ”قوات الردع المغربية” التي ظهرت مع الحراك العربي و قامت باختراق صفحة الحركة الاحتجاجية 20 فبراير ثم بعد ذلك قامت باختراق عدد من المواقع الحكومية،الأمر الذي جعل من تحديد مرجعية هذه المجموعة أمرا صعبا.
رياض السباعي المختص في تسيير المواقع الإلكترونية يقول لـ DWعربية ”يصعب تحديد المرجعية الفكرية للهاكرز المغاربة أو القول بأن لهم إيديولوجية سياسية واحدة لأنهم يساندون قضايا مختلفة،لكن السمة المشتركة هي أنهم يعبرون عن الاحتجاج عن قضية تكون محل جدل لدى المواطنين”.
.......
مناضلون عن طريق الانترنت.
”مبدعــــــون و متميــــزون تحكمنــــا الأخــــلاق قبـــل الاختـراق” هو الشعار الذي تضعه قوات الردع المغربية على صفحتها للتأكيد على أن هدفهم ليس التخريب و التلاعب بالبيانات أو النصب عن طريق الأنترنت،و إنما إيصال رسائل إلى جهات بعينها عن طريق مواقعها.
و لأن اختراق المواقع أصبح له وقع أكبر،فقد اعتمد الهاكرز على ضرب المواقع ولكن دون العبث بها،و قد عرفت عمليات ضرب المواقع و اختراقها نشاطا كبيرا بعد الربيع العربي خاصة في المغرب الذي كان ”يعرف بأن القرصنة تتم فيه من أجل الحصول على الأموال و الاحتيال بطريقة هاوية.و لكن الأمور الآن تغيرت و أصبح هناك مجموعات مغربية تتخذ من السيطرة على المواقع وسيلة للنضال و التعبير عن الرأي” كما يوضح ذلك رياض السباعي.
و قد عرف المغرب العديد من حملات اختراق المواقع حيث تم اختراق عدد من صفحات الجامعات المغربية في وقت واحد و كانت الرسالة هي الاحتجاج على ”فساد التعليم و تحسين مستواه في المغرب و الرفع من جودة الجامعات المغربية”.
كما تم اختراق موقع قناة تلفزيونية مغربية احتجاجا على بعض الفقرات الموسيقية التي بثتها بدعوى ”أن هذه الفقرات لا تتناسب مع هوية المغرب الإسلامية”. المواقع الحكومية لم تسلم هي الأخرى من يد الهاكرز المغاربة حيث تم اختراق عدد من مواقع الوزارات المغربية و السيطرة على البريد الإلكتروني لبعض الوزراء،لكن دون العبث ببيانات هذه الصفحات أو تخريبها.
و كانت الرسالة هي ”إثبات أن هذه المواقع ليست محمية بالشكل المطلوب و تحدي القائمين على هذه المواقع”.
محمد الشريفي،مهندس في الأمن الإلكتروني قال لـ DWعربية بأن ”علينا أن نميز بين من يقومون بعمليات احتيال عن طريق الانترنت و مجموعات الهاكرز الذين يخترقون المواقع ارتباطا بحدث معين و لا يقومون بعملياتهم بطريقة عشوائية و لكن أي اختراق للمواقع يكون بسبب قضية أو حدث يثير ضجة في المجتمع”.
.......
الهاكرز السعوديون: على الدولة تأمين مواقعها.
السعودية بدورها تعتبر من بين الدول العربية الأكثر نشاطا في مجال القرصنة و اختراق المواقع خاصة مجموعة ”أنومينوس السعودية”.و قد اخترقت هذه المجموعة موقع إلكترونية لهيئة حقوق الإنسان و لوزارتي الداخلية و العمل.
كما وضعت أنومينوس السعودية رسالة على حسابها في تويتر تقول: ”نحن الجيل الجديد للسعودية لسنا أغبياء و لا خائفين” مضيفين في تعليق لهم ”السؤال المطروح الآن هو أننا نحن مجموعة و قد استطعنا عمل هذه الاختراقات،ماذا لو حصل هجوم إلكتروني من دول أخرى،هل نستطيع الصمود؟”،هذه الرسالة تؤكد بأن الأمن الإلكتروني في السعودية مازال ضعيفا و على الدولة بذل المزيد من الجهود في هذا المجال.
.......
الأمن الإلكتروني و الهاكرز معركة لا تنتهي.
"الآن أصبحت الدول تهتم بالأمن الإلكتروني نظرا لتزايد الهجمات على المواقع و كثرة محاولات اختراقها،و مع ذلك فمجال الإلكتروني في المغرب مازال يتطور.و أصبح هناك العديد من الدورات التدريبية لمواجهة محاولات اختراق المواقع” كما يقول محمد شريفي.
و مع ذلك،فالمواقع الحكومية العربية لازالت غبر محصنة بالشكل المطلوب.
و يقول حمزة قنداح،المستشار في تأمين المواقع،عن الهاكرز العرب: ”أنهم منظمون جيدا و يقومون بتقسيم المهام بينهم و لهم خطة عمل واضحة و لكل واحد داخل المجموعة مسؤولية يتحملها الأمر الذي يفسر نجاحهم في إسقاط عدد من المواقع”.
و لكن أهداف الهاكرز المتمثلة في التعبير عن آرائهم لا تكون من دون عواقب و خسائر مادية حيث أنه في حالة اختراق موقع حكومي فإن إعادة تأسيسه تتطلب حوالي 10000 يورو إضافة إلى تكاليف التأمين التي تصل إلى 5000 يورو،لذلك يرى حمزة قنداح بأنه ”يجب الاهتمام بالأمن الالكتروني أكثر في الدول العربية خاصة مع انتشار ثقافة الانترنت و سهولة تعلم كيفية قرصنة المواقع و اختراقها”.
و على الرغم من وجود عدد من القوانين التي تعاقب على اختراق المواقع في كل من المغرب و السعودية،فإن الهاكرز لازالوا جد نشيطين و مستمرين في عملياتهم التي تأتي دائما في سياق ظروف سياسية معينة من أجل التعبير عن رأيهم ليصبح الهاكرز العرب بذلك وجها آخر من أوجه المعارضة السياسية.
.........
20.06.2013
صوت ألمانيا.
.........
مع اختراق عدد من المواقع الحكومية في السعودية و الهجوم على مواقع مؤسسات عمومية بالمغرب،كان آخرها موقع قناة تلفزيونية مغربية،فإن نشاط الهاكرز العرب أصبح أكثر قوة وبات جزءا من المعارضة السياسية،لكن في العالم الافتراضي.
في عصر الانترنت،أصبح بإمكان أي شخص أن يحتج و يعارض و يعبر عن رأيه بطريقة ربما تكون أكثر تأثيرا و أوسع نطاقا من حشد المتظاهرين و رفع الشعارات و اللافتات في الشوارع و الميادين العامة.فقد جعل الهاكرز العرب من اختراق المواقع وسيلة لمعارضة الأنظمة و الحكومات العربية و ملاذا للتعبير عن آرائهم عن طريق الانترنت.
هم شباب لا تعرف هوياتهم الحقيقية و لا يمكن الحسم في المرجعيات التي يعتمدون عليها في ضرب المواقع،لكن طريقتهم في اختراق المواقع و الرسائل التي يتركونها متشابهة.
و قد أدت الهجمات الأخيرة على عدد من المواقع الحكومية في السعودية و على مؤسسات عمومية بالمغرب إلى تسليط الضوء على هؤلاء الشباب و وضع الأمن الإلكتروني في الدول العربية موضع تساؤل.
.........
كانت البداية في المغرب مع ظهور مجموعة من الهاكرز الذين يحملون اسم ”قوات الردع المغربية” التي ظهرت مع الحراك العربي و قامت باختراق صفحة الحركة الاحتجاجية 20 فبراير ثم بعد ذلك قامت باختراق عدد من المواقع الحكومية،الأمر الذي جعل من تحديد مرجعية هذه المجموعة أمرا صعبا.
رياض السباعي المختص في تسيير المواقع الإلكترونية يقول لـ DWعربية ”يصعب تحديد المرجعية الفكرية للهاكرز المغاربة أو القول بأن لهم إيديولوجية سياسية واحدة لأنهم يساندون قضايا مختلفة،لكن السمة المشتركة هي أنهم يعبرون عن الاحتجاج عن قضية تكون محل جدل لدى المواطنين”.
.......
مناضلون عن طريق الانترنت.
”مبدعــــــون و متميــــزون تحكمنــــا الأخــــلاق قبـــل الاختـراق” هو الشعار الذي تضعه قوات الردع المغربية على صفحتها للتأكيد على أن هدفهم ليس التخريب و التلاعب بالبيانات أو النصب عن طريق الأنترنت،و إنما إيصال رسائل إلى جهات بعينها عن طريق مواقعها.
و لأن اختراق المواقع أصبح له وقع أكبر،فقد اعتمد الهاكرز على ضرب المواقع ولكن دون العبث بها،و قد عرفت عمليات ضرب المواقع و اختراقها نشاطا كبيرا بعد الربيع العربي خاصة في المغرب الذي كان ”يعرف بأن القرصنة تتم فيه من أجل الحصول على الأموال و الاحتيال بطريقة هاوية.و لكن الأمور الآن تغيرت و أصبح هناك مجموعات مغربية تتخذ من السيطرة على المواقع وسيلة للنضال و التعبير عن الرأي” كما يوضح ذلك رياض السباعي.
و قد عرف المغرب العديد من حملات اختراق المواقع حيث تم اختراق عدد من صفحات الجامعات المغربية في وقت واحد و كانت الرسالة هي الاحتجاج على ”فساد التعليم و تحسين مستواه في المغرب و الرفع من جودة الجامعات المغربية”.
كما تم اختراق موقع قناة تلفزيونية مغربية احتجاجا على بعض الفقرات الموسيقية التي بثتها بدعوى ”أن هذه الفقرات لا تتناسب مع هوية المغرب الإسلامية”. المواقع الحكومية لم تسلم هي الأخرى من يد الهاكرز المغاربة حيث تم اختراق عدد من مواقع الوزارات المغربية و السيطرة على البريد الإلكتروني لبعض الوزراء،لكن دون العبث ببيانات هذه الصفحات أو تخريبها.
و كانت الرسالة هي ”إثبات أن هذه المواقع ليست محمية بالشكل المطلوب و تحدي القائمين على هذه المواقع”.
محمد الشريفي،مهندس في الأمن الإلكتروني قال لـ DWعربية بأن ”علينا أن نميز بين من يقومون بعمليات احتيال عن طريق الانترنت و مجموعات الهاكرز الذين يخترقون المواقع ارتباطا بحدث معين و لا يقومون بعملياتهم بطريقة عشوائية و لكن أي اختراق للمواقع يكون بسبب قضية أو حدث يثير ضجة في المجتمع”.
.......
الهاكرز السعوديون: على الدولة تأمين مواقعها.
السعودية بدورها تعتبر من بين الدول العربية الأكثر نشاطا في مجال القرصنة و اختراق المواقع خاصة مجموعة ”أنومينوس السعودية”.و قد اخترقت هذه المجموعة موقع إلكترونية لهيئة حقوق الإنسان و لوزارتي الداخلية و العمل.
كما وضعت أنومينوس السعودية رسالة على حسابها في تويتر تقول: ”نحن الجيل الجديد للسعودية لسنا أغبياء و لا خائفين” مضيفين في تعليق لهم ”السؤال المطروح الآن هو أننا نحن مجموعة و قد استطعنا عمل هذه الاختراقات،ماذا لو حصل هجوم إلكتروني من دول أخرى،هل نستطيع الصمود؟”،هذه الرسالة تؤكد بأن الأمن الإلكتروني في السعودية مازال ضعيفا و على الدولة بذل المزيد من الجهود في هذا المجال.
.......
الأمن الإلكتروني و الهاكرز معركة لا تنتهي.
"الآن أصبحت الدول تهتم بالأمن الإلكتروني نظرا لتزايد الهجمات على المواقع و كثرة محاولات اختراقها،و مع ذلك فمجال الإلكتروني في المغرب مازال يتطور.و أصبح هناك العديد من الدورات التدريبية لمواجهة محاولات اختراق المواقع” كما يقول محمد شريفي.
و مع ذلك،فالمواقع الحكومية العربية لازالت غبر محصنة بالشكل المطلوب.
و يقول حمزة قنداح،المستشار في تأمين المواقع،عن الهاكرز العرب: ”أنهم منظمون جيدا و يقومون بتقسيم المهام بينهم و لهم خطة عمل واضحة و لكل واحد داخل المجموعة مسؤولية يتحملها الأمر الذي يفسر نجاحهم في إسقاط عدد من المواقع”.
و لكن أهداف الهاكرز المتمثلة في التعبير عن آرائهم لا تكون من دون عواقب و خسائر مادية حيث أنه في حالة اختراق موقع حكومي فإن إعادة تأسيسه تتطلب حوالي 10000 يورو إضافة إلى تكاليف التأمين التي تصل إلى 5000 يورو،لذلك يرى حمزة قنداح بأنه ”يجب الاهتمام بالأمن الالكتروني أكثر في الدول العربية خاصة مع انتشار ثقافة الانترنت و سهولة تعلم كيفية قرصنة المواقع و اختراقها”.
و على الرغم من وجود عدد من القوانين التي تعاقب على اختراق المواقع في كل من المغرب و السعودية،فإن الهاكرز لازالوا جد نشيطين و مستمرين في عملياتهم التي تأتي دائما في سياق ظروف سياسية معينة من أجل التعبير عن رأيهم ليصبح الهاكرز العرب بذلك وجها آخر من أوجه المعارضة السياسية.
.........
20.06.2013
صوت ألمانيا.
الهاكرز العرب اتخذوا من ختراق المواقع وسيلة للتعبير عن ارائهم و إبلاغ رسائلهم بعيدا عن تخريب الموافع أو التلاعب بمعطياتها.