سوريا و الأسلحة الكيماوية...التطبيل لحرب وشيكة
في الاونة الأخيرة شهدت الحرب السورية الدائرة منذ عامين و نصف أدمى حادث عنف و هو ما يشتبه بأنه هجوم بأسلحة كيماوية في سوريا،مع تصاعد التوترات المضطردة المتسمة بالأجندات و المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة و حلفائها من جهة،و بين سوريا و حلفائها من جهة أخرى،في محاولة لقلب موازين الحرب و ترجيح كفة طرف على حساب آخر،بعد ما عجزت جميع الاطراف المتخالف في فتح كوة بجدار الازمة السورية بل تضفي خلافاتهم المحتدمة بواعث خطر الانزلاق الى حرب كارثية،نظرا لشراسة المواجهة الدائرة بين أطراف الخصام حول سوريا،مما يعني قرع طبول الحرب بات عاجلا ام أجلا.
حيث صعد الهجوم الاخير العداء السياسي الممزوج بالمماطلة السياسية،و أذكى الخطاب الحربي المدمج بالجدل الدبلوماسي و الاتهامات المتبادلة،ليكشف صورة في غاية الوضوح للتباينات في المواقف الدولية بشان التعامل مع النزاع في سوريا و محاولة تغير مساره باتجاه حرب وشيكة باستخدام الأسلحة الكيميائية كذرائع تهدف لعرقلة جهود السلام.
إذ يرى أغلب المحليين أن لعب ورقة الأسلحة الكيماوية في هذا التوقيت تحديدا هو من أجل أن تبقى الأزمة السورية مائعة بين التضليل و التهويل، خصوصا بعدما حققت القوات السورية انتصارات متتالية على قوى المعارضة المسلحة خاصة خلال الاونة الاخيرة،و يعتقد هؤلاء المحللين ان هذه الذريعة ربما تكون تكرار السيناريو العراقي في سوريا و المتعلق باستخدام و تقصي وجود الاسلحة الكيمياوية في البلد كحجة للاطاحة بالنظام السوري،فأن اتهام امريكا و حلفائها لسوريا باستخدام الكيميائي قد يكون ذريعة للحرب،بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق أجنداتها لاستكمال مشروع الديمقراطيات الجديدة و التي بدورها ستعيد تشكيل وجه العالم العربي بما يضمن هيمنتها المطلقة.
في المقابل تنضم كل من روسيا و إيران الحلفاء الأساسين لسوريا الى الغربيين في مسألة الأسلحة الكيميائية،لتكسب هذه قضية مزيدا من التعقيد او التوازن، فقد حذرا من اي تدخل عسكري غربي في النزاع السوري بعدما اعلنت الولايات المتحدة انها تدرس مثل هذا الاحتمال،ليشكل النزاع في سوريا حاليا اكبر تهديد للسلام في العالم.
و عليه فقد أوضحت المعطيات آنفة الذكر ان الصراع في سوريا بات في حيلولة دون وصول الى حل يرضي أي طرف،فلم تعد الحرب بالوكالة خافية على أحد و لم تعد تنطلي المزاعم و الأجندات الدولية التي يتخفى وراءها ما يجري في سوريا،بعد أن اتضحت من خلال الحادث الاخير أبعاد المؤامرة الكبرى على سوريا،و هو ما يذكي مخاوف تحول الصراع في سوريا إلى حرب إقليمية أو ربما أوسع من ذلك.
.......
أسوأ هجوم كيماوي في ربع قرن
في سياق متصل كلما طال انتظار مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة في فندق فاخر بدمشق للحصول على تصريح بزيارة موقع ما يبدو أنه أسوأ هجوم بغاز سام في ربع قرن كلما قلت احتمالات تعرفهم على حقيقة ما جرى.
و جاء موت المئات جراء الغازات السامة بعد ثلاثة أيام فقط من وصول فريق من خبراء الأسلحة الكيماوية تابع للأمم المتحدة إلى سوريا.
لكن تفويضهم المحدود يعني أن المفتشين عاجزون حتى الآن عن الوصول إلى الموقع القريب من مقر اقامتهم،و قال الناشط براء عبد الرحمن في احدى ضواحي دمشق حيث تقول قوات المعارضة إن صواريخ القوات الحكومية حملت الغاز السام الذي قتل المئات قبل فجر الأربعاء الماضي "كنا نباد بالغاز السام بينما يتناولون هم قهوتهم و يجلسون في فندقهم" مشيرا الى اعضاء الفريق الدولي.
و تنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن القتل الجماعي و طالبت الأمم المتحدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح لمفتشيها بزيارة موقع الهجوم و قال الأمين العام بان جي مون انه يجب التحقيق في الهجوم "بلا تأخير"،و ذكر مفتشو أسلحة سابقون أن كل ساعة تمضي تحدث فرقا،و قال ديمتريوس بيريكوس الذي رأس فريق مفتشي الأمم المتحدة في العراق في العقد الأول من الألفية الجديدة "كلما طال الوقت كلما كان أسهل على من قام باستخدامها اخفاء الأمر"،و أضاف "و كلما تمكنت من اخفاء الواقعة كلما زاد الوقت المطلوب لكشف حقيقة الأمر.لذلك الوقت بالتأكيد ليس أمرا تريد اضاعته..لا تريد أن تفعل هذا ببطء".
و يقول خبراء في الأسلحة الكيماوية إنه ليس هناك شك تقريبا ان التعرض لغاز سام من نوع ما كان السبب وراء مقتل مئات الضحايا بالرغم من أنه لا يمكن تحديد نوع الكيماويات المستخدمة من مجرد النظر للصور،و يقول دان كاسزيته الضابط الأمريكي السابق في سلاح الحرب الكيماوية و الخبير السابق بوزارة الأمن الداخلي "من الواضح..قتل شيء ما الكثير من الناس.لن نعرف ما هو حتى يحصل شخص ما على عينة".
و أشار ستيفن جونسون الضابط السابق بالجيش البريطاني و المتخصص في الحرب الكيماوية و البيولوجية و النووية و يعمل حاليا زميلا في وحدة الطب الشرعي في جامعة كرانفيلد الى ان الهجوم كان أيضا "فعالا بشكل مذهل إذا كان هجوما كيماويا و هو ما يوحي بأكثر من صاروخ عارض أو اثنين"،لكن ما لم يحصل فريق الأمم المتحدة على أدلة خاصة به فسيكون من الصعب بناء قضية دبلوماسية دولية.و قد يتطلب اثبات من يقف وراء الهجوم دون اي شك أدلة مثل تحليل للمقذوفات يظهر من أين أطلقت الصواريخ.
و كشف الهجوم حدود التفويض الممنوح لفريق الأمم المتحدة الذي يقوده الخبير السويدي آكي سيلستروم والذي لم تعلن عن تفاصيله بالكامل،و تحركات أعضاء الفريق العشرين مقصورة على مواقع وافقت حكومة الأسد عليها سلفا.
و الفريق مخول بالتحقق في ثلاثة حوادث مزعومة فقط احدها على الأقل حادث تقول الحكومة إن مقاتلي المعارضة استخدموا خلاله الأسلحة الكيماوية و لم يكشف عن الحادثين الآخرين.
و يقول دبلوماسيون غربيون إنهم يأملون في أن يتمكن الفريق من استغلال وجوده على الأرض لتوسيع التفويض الممنوح له،و قال هانز بليكس الذي رأس فريقا لمفتشي الأسلحة في العراق "قد تكون أيديهم مكبلة فيما يتعلق بأين يمكنهم الذهاب لأن طرفا ما لديه سيطرة على الأرض...يمكنني جيدا تخيل الاعتراضات التي ستثار على الأرض من أنه لا يمكن ضمان أمن المفتشين في المنطقة المعنية". بحسب رويترز.
و ذكر رولف ايكيوس الدبلوماسي السويدي الذي عمل مع سيلستروم في العراق ان سيلستروم لديه الخبرة المطلوبة لتحديد ما حدث إذا ما سمح له بالوصول للموقع.
و أضاف لرويترز "سيلستروم على دراية كبيرة للغاية بكل هذه القدرات..هذا هو تخصصه"،و قادت فرنسا المطالب الدولية باستخدام القوة إذا ما ثبتت مسؤولية الحكومة عن الهجوم.،و قبل عام أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استخدام الأسلحة الكيماوية "خط أحمر" سيؤدي الى تحرك دولي جاد.
و منذ ثلاثة شهور خلص أوباما إلى أن سوريا تجاوزت هذا الخط باستخدامها غاز السارين و قال إن واشنطن سترد بتقديم المساعدات العسكرية للمعارضة لكن السلاح الأمريكي لم يصل بعد.
........
تأكيد استخدام السلاح الكيميائي
فيما اكدت منظمة اطباء بلا حدود وفاة 355 شخصا من اصل 3600 نقلوا الى مستشفيات في ريف دمشق بعدما ظهرت عليهم "عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي"،في أول تأكيد من مصدر مستقل لاستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الذي تبادل النظام و المعارضة الاتهامات باللجوء اليه،في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما مع فريقه الامني سبل الرد على هذا الامر.
و كان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اعلن ان البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس باراك اوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.
و اتى تصريح هيغل بعيد اعلان مسؤول عسكري اميركي ان البحرية الاميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز،و ذلك بعد الاتهامات الاخيرة التي وجهت الى النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد مناطق في ريف العاصمة،و سيجتمع رؤساء اركان الجيوش في دول غربية و عربية عدة بينها الولايات المتحدة و السعودية في الايام المقبلة في الاردن لبحث تداعيات النزاع السوري،وفق مسؤول اردني.
من جهة ثانية جاء في بيان صادر عن منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية "ان ثلاثة مستشفيات تقع في محافظة دمشق تتلقى دعما من منظمة اطباء بلا حدود،تلقت خلال اقل من ثلاث ساعات نحو 3600 مريض يعانون من عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي توفي 355 منهم"،و تعتبر منظمة اطباء بلا حدود بذلك اول مصدر مستقل يؤكد استخدام اسلحة كيميائية قرب دمشق،و لم تتمكن فرق منظمة اطباء بلا حدود من التوجه الى المكان الا انها على اتصال مباشر بالطاقم الطبي في المستشفيات الثلاثة و تقدم له الادوية و المعدات الطبية و الدعم التقني.
و اضاف بيان المنظمة "ان العوارض التي نقلت الينا، و الرسم البياني الوبائي لهذا الحدث الذي تجسد بتدفق كثيف لمرضى في وقت قصير جدا،و اصابة بعض المسعفين و العاملين الذين قدموا الاسعافات الاولية بالعدوى،كل ذلك يرجح بقوة حصول تعرض شامل لعنصر سمي يضرب الجهاز العصبي".
و اعتبرت المنظمة ان هذا الامر "يشكل خرقا للقانون الدولي الانساني الذي يحظر تماما استخدام الاسلحة الكيميائية و البيولوجية" من دون ان تتهم اي طرف باستخدامه.
و اضاف البيان "لقد عولج المرضى بدواء الاتروبين الذي تقدمه منظمة اطباء بلا حدود و يستخدم لمعالجة العوارض السمية التي تضرب الجهاز العصبي. و المنظمة تقوم بكل ما بوسعها حاليا لتعويض المخزون الذي استهلك من هذا الدواء في المستشفيات".
من ناحيته اتهم النظام السوري المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية في المعارك المستمرة في حي جوبر عند اطراف دمشق.الا ان المعارضة نفت في بيان على لسان ائتلاف قوى المعارضة هذا الامر.
و قال الجيش السوري في بيان انه ضبط "في منطقة جوبر بريف دمشق مستودعا يحتوي على مواد أولية لتصنيع السلاح الكيميائي و على أقنعة واقية و كميات كبيرة من الأدوية التي تستخدم للعلاج من آثار استنشاق المواد الكيميائية السامة".
و اضاف ان "وجود مثل هذه المواد الكيميائية بحوزة العصابات الإرهابية المسلحة يعد دليلا قاطعا على استخدام تلك العصابات للسلاح الكيميائي ضد أبناء شعبنا و قواتنا المسلحة و يؤكد تورط جهات خارجية في تزويد الإرهابيين بكل مستلزمات استخدام السلاح الكيميائي".بحسب فرانس برس.
اما وزير الاعلام السوري عمران الزعبي فاكد في حديث تلفزيوني ان سوريا "لم تستخدم على الاطلاق" اي سلاح كيميائي،من جهته اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اثر محادثة هاتفية مع نظيره السوري وليد المعلم ان سوريا ستسمح لمراقبي الامم المتحدة بزيارة موقع في ريف دمشق حصل فيه هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية ادى الى مقتل المئات.
و كان المجتمع الدولي دعا الى السماح للامم المتحدة بالتحقيق في منطقتي الغوطة الشرقية و معضمية الشام لمعرفة ما حدث بالتحديد،و وصلت مسؤولة عن المنظمة الدولية الى دمشق وهي تحاول الحصول على اذن لتمكين خبراء الامم المتحدة الموجودين اصلا في سوريا،من الانتقال الى مكان الحادث و اجراء التحقيقات اللازمة.
...........
شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 26/آب/2013
في الاونة الأخيرة شهدت الحرب السورية الدائرة منذ عامين و نصف أدمى حادث عنف و هو ما يشتبه بأنه هجوم بأسلحة كيماوية في سوريا،مع تصاعد التوترات المضطردة المتسمة بالأجندات و المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة و حلفائها من جهة،و بين سوريا و حلفائها من جهة أخرى،في محاولة لقلب موازين الحرب و ترجيح كفة طرف على حساب آخر،بعد ما عجزت جميع الاطراف المتخالف في فتح كوة بجدار الازمة السورية بل تضفي خلافاتهم المحتدمة بواعث خطر الانزلاق الى حرب كارثية،نظرا لشراسة المواجهة الدائرة بين أطراف الخصام حول سوريا،مما يعني قرع طبول الحرب بات عاجلا ام أجلا.
حيث صعد الهجوم الاخير العداء السياسي الممزوج بالمماطلة السياسية،و أذكى الخطاب الحربي المدمج بالجدل الدبلوماسي و الاتهامات المتبادلة،ليكشف صورة في غاية الوضوح للتباينات في المواقف الدولية بشان التعامل مع النزاع في سوريا و محاولة تغير مساره باتجاه حرب وشيكة باستخدام الأسلحة الكيميائية كذرائع تهدف لعرقلة جهود السلام.
إذ يرى أغلب المحليين أن لعب ورقة الأسلحة الكيماوية في هذا التوقيت تحديدا هو من أجل أن تبقى الأزمة السورية مائعة بين التضليل و التهويل، خصوصا بعدما حققت القوات السورية انتصارات متتالية على قوى المعارضة المسلحة خاصة خلال الاونة الاخيرة،و يعتقد هؤلاء المحللين ان هذه الذريعة ربما تكون تكرار السيناريو العراقي في سوريا و المتعلق باستخدام و تقصي وجود الاسلحة الكيمياوية في البلد كحجة للاطاحة بالنظام السوري،فأن اتهام امريكا و حلفائها لسوريا باستخدام الكيميائي قد يكون ذريعة للحرب،بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق أجنداتها لاستكمال مشروع الديمقراطيات الجديدة و التي بدورها ستعيد تشكيل وجه العالم العربي بما يضمن هيمنتها المطلقة.
في المقابل تنضم كل من روسيا و إيران الحلفاء الأساسين لسوريا الى الغربيين في مسألة الأسلحة الكيميائية،لتكسب هذه قضية مزيدا من التعقيد او التوازن، فقد حذرا من اي تدخل عسكري غربي في النزاع السوري بعدما اعلنت الولايات المتحدة انها تدرس مثل هذا الاحتمال،ليشكل النزاع في سوريا حاليا اكبر تهديد للسلام في العالم.
و عليه فقد أوضحت المعطيات آنفة الذكر ان الصراع في سوريا بات في حيلولة دون وصول الى حل يرضي أي طرف،فلم تعد الحرب بالوكالة خافية على أحد و لم تعد تنطلي المزاعم و الأجندات الدولية التي يتخفى وراءها ما يجري في سوريا،بعد أن اتضحت من خلال الحادث الاخير أبعاد المؤامرة الكبرى على سوريا،و هو ما يذكي مخاوف تحول الصراع في سوريا إلى حرب إقليمية أو ربما أوسع من ذلك.
.......
أسوأ هجوم كيماوي في ربع قرن
في سياق متصل كلما طال انتظار مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة في فندق فاخر بدمشق للحصول على تصريح بزيارة موقع ما يبدو أنه أسوأ هجوم بغاز سام في ربع قرن كلما قلت احتمالات تعرفهم على حقيقة ما جرى.
و جاء موت المئات جراء الغازات السامة بعد ثلاثة أيام فقط من وصول فريق من خبراء الأسلحة الكيماوية تابع للأمم المتحدة إلى سوريا.
لكن تفويضهم المحدود يعني أن المفتشين عاجزون حتى الآن عن الوصول إلى الموقع القريب من مقر اقامتهم،و قال الناشط براء عبد الرحمن في احدى ضواحي دمشق حيث تقول قوات المعارضة إن صواريخ القوات الحكومية حملت الغاز السام الذي قتل المئات قبل فجر الأربعاء الماضي "كنا نباد بالغاز السام بينما يتناولون هم قهوتهم و يجلسون في فندقهم" مشيرا الى اعضاء الفريق الدولي.
و تنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن القتل الجماعي و طالبت الأمم المتحدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالسماح لمفتشيها بزيارة موقع الهجوم و قال الأمين العام بان جي مون انه يجب التحقيق في الهجوم "بلا تأخير"،و ذكر مفتشو أسلحة سابقون أن كل ساعة تمضي تحدث فرقا،و قال ديمتريوس بيريكوس الذي رأس فريق مفتشي الأمم المتحدة في العراق في العقد الأول من الألفية الجديدة "كلما طال الوقت كلما كان أسهل على من قام باستخدامها اخفاء الأمر"،و أضاف "و كلما تمكنت من اخفاء الواقعة كلما زاد الوقت المطلوب لكشف حقيقة الأمر.لذلك الوقت بالتأكيد ليس أمرا تريد اضاعته..لا تريد أن تفعل هذا ببطء".
و يقول خبراء في الأسلحة الكيماوية إنه ليس هناك شك تقريبا ان التعرض لغاز سام من نوع ما كان السبب وراء مقتل مئات الضحايا بالرغم من أنه لا يمكن تحديد نوع الكيماويات المستخدمة من مجرد النظر للصور،و يقول دان كاسزيته الضابط الأمريكي السابق في سلاح الحرب الكيماوية و الخبير السابق بوزارة الأمن الداخلي "من الواضح..قتل شيء ما الكثير من الناس.لن نعرف ما هو حتى يحصل شخص ما على عينة".
و أشار ستيفن جونسون الضابط السابق بالجيش البريطاني و المتخصص في الحرب الكيماوية و البيولوجية و النووية و يعمل حاليا زميلا في وحدة الطب الشرعي في جامعة كرانفيلد الى ان الهجوم كان أيضا "فعالا بشكل مذهل إذا كان هجوما كيماويا و هو ما يوحي بأكثر من صاروخ عارض أو اثنين"،لكن ما لم يحصل فريق الأمم المتحدة على أدلة خاصة به فسيكون من الصعب بناء قضية دبلوماسية دولية.و قد يتطلب اثبات من يقف وراء الهجوم دون اي شك أدلة مثل تحليل للمقذوفات يظهر من أين أطلقت الصواريخ.
و كشف الهجوم حدود التفويض الممنوح لفريق الأمم المتحدة الذي يقوده الخبير السويدي آكي سيلستروم والذي لم تعلن عن تفاصيله بالكامل،و تحركات أعضاء الفريق العشرين مقصورة على مواقع وافقت حكومة الأسد عليها سلفا.
و الفريق مخول بالتحقق في ثلاثة حوادث مزعومة فقط احدها على الأقل حادث تقول الحكومة إن مقاتلي المعارضة استخدموا خلاله الأسلحة الكيماوية و لم يكشف عن الحادثين الآخرين.
و يقول دبلوماسيون غربيون إنهم يأملون في أن يتمكن الفريق من استغلال وجوده على الأرض لتوسيع التفويض الممنوح له،و قال هانز بليكس الذي رأس فريقا لمفتشي الأسلحة في العراق "قد تكون أيديهم مكبلة فيما يتعلق بأين يمكنهم الذهاب لأن طرفا ما لديه سيطرة على الأرض...يمكنني جيدا تخيل الاعتراضات التي ستثار على الأرض من أنه لا يمكن ضمان أمن المفتشين في المنطقة المعنية". بحسب رويترز.
و ذكر رولف ايكيوس الدبلوماسي السويدي الذي عمل مع سيلستروم في العراق ان سيلستروم لديه الخبرة المطلوبة لتحديد ما حدث إذا ما سمح له بالوصول للموقع.
و أضاف لرويترز "سيلستروم على دراية كبيرة للغاية بكل هذه القدرات..هذا هو تخصصه"،و قادت فرنسا المطالب الدولية باستخدام القوة إذا ما ثبتت مسؤولية الحكومة عن الهجوم.،و قبل عام أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استخدام الأسلحة الكيماوية "خط أحمر" سيؤدي الى تحرك دولي جاد.
و منذ ثلاثة شهور خلص أوباما إلى أن سوريا تجاوزت هذا الخط باستخدامها غاز السارين و قال إن واشنطن سترد بتقديم المساعدات العسكرية للمعارضة لكن السلاح الأمريكي لم يصل بعد.
........
تأكيد استخدام السلاح الكيميائي
فيما اكدت منظمة اطباء بلا حدود وفاة 355 شخصا من اصل 3600 نقلوا الى مستشفيات في ريف دمشق بعدما ظهرت عليهم "عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي"،في أول تأكيد من مصدر مستقل لاستخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الذي تبادل النظام و المعارضة الاتهامات باللجوء اليه،في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس الاميركي باراك اوباما مع فريقه الامني سبل الرد على هذا الامر.
و كان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اعلن ان البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس باراك اوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا.
و اتى تصريح هيغل بعيد اعلان مسؤول عسكري اميركي ان البحرية الاميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز،و ذلك بعد الاتهامات الاخيرة التي وجهت الى النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد مناطق في ريف العاصمة،و سيجتمع رؤساء اركان الجيوش في دول غربية و عربية عدة بينها الولايات المتحدة و السعودية في الايام المقبلة في الاردن لبحث تداعيات النزاع السوري،وفق مسؤول اردني.
من جهة ثانية جاء في بيان صادر عن منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية "ان ثلاثة مستشفيات تقع في محافظة دمشق تتلقى دعما من منظمة اطباء بلا حدود،تلقت خلال اقل من ثلاث ساعات نحو 3600 مريض يعانون من عوارض سمية تضرب الجهاز العصبي توفي 355 منهم"،و تعتبر منظمة اطباء بلا حدود بذلك اول مصدر مستقل يؤكد استخدام اسلحة كيميائية قرب دمشق،و لم تتمكن فرق منظمة اطباء بلا حدود من التوجه الى المكان الا انها على اتصال مباشر بالطاقم الطبي في المستشفيات الثلاثة و تقدم له الادوية و المعدات الطبية و الدعم التقني.
و اضاف بيان المنظمة "ان العوارض التي نقلت الينا، و الرسم البياني الوبائي لهذا الحدث الذي تجسد بتدفق كثيف لمرضى في وقت قصير جدا،و اصابة بعض المسعفين و العاملين الذين قدموا الاسعافات الاولية بالعدوى،كل ذلك يرجح بقوة حصول تعرض شامل لعنصر سمي يضرب الجهاز العصبي".
و اعتبرت المنظمة ان هذا الامر "يشكل خرقا للقانون الدولي الانساني الذي يحظر تماما استخدام الاسلحة الكيميائية و البيولوجية" من دون ان تتهم اي طرف باستخدامه.
و اضاف البيان "لقد عولج المرضى بدواء الاتروبين الذي تقدمه منظمة اطباء بلا حدود و يستخدم لمعالجة العوارض السمية التي تضرب الجهاز العصبي. و المنظمة تقوم بكل ما بوسعها حاليا لتعويض المخزون الذي استهلك من هذا الدواء في المستشفيات".
من ناحيته اتهم النظام السوري المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية في المعارك المستمرة في حي جوبر عند اطراف دمشق.الا ان المعارضة نفت في بيان على لسان ائتلاف قوى المعارضة هذا الامر.
و قال الجيش السوري في بيان انه ضبط "في منطقة جوبر بريف دمشق مستودعا يحتوي على مواد أولية لتصنيع السلاح الكيميائي و على أقنعة واقية و كميات كبيرة من الأدوية التي تستخدم للعلاج من آثار استنشاق المواد الكيميائية السامة".
و اضاف ان "وجود مثل هذه المواد الكيميائية بحوزة العصابات الإرهابية المسلحة يعد دليلا قاطعا على استخدام تلك العصابات للسلاح الكيميائي ضد أبناء شعبنا و قواتنا المسلحة و يؤكد تورط جهات خارجية في تزويد الإرهابيين بكل مستلزمات استخدام السلاح الكيميائي".بحسب فرانس برس.
اما وزير الاعلام السوري عمران الزعبي فاكد في حديث تلفزيوني ان سوريا "لم تستخدم على الاطلاق" اي سلاح كيميائي،من جهته اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اثر محادثة هاتفية مع نظيره السوري وليد المعلم ان سوريا ستسمح لمراقبي الامم المتحدة بزيارة موقع في ريف دمشق حصل فيه هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية ادى الى مقتل المئات.
و كان المجتمع الدولي دعا الى السماح للامم المتحدة بالتحقيق في منطقتي الغوطة الشرقية و معضمية الشام لمعرفة ما حدث بالتحديد،و وصلت مسؤولة عن المنظمة الدولية الى دمشق وهي تحاول الحصول على اذن لتمكين خبراء الامم المتحدة الموجودين اصلا في سوريا،من الانتقال الى مكان الحادث و اجراء التحقيقات اللازمة.
...........
شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 26/آب/2013