الرئيسية
من طرف [center]
يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
إخوتي الكرام
أعضاء و زوار منتديات مملكة الخليج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
أعضاء و زوار منتديات مملكة الخليج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
فتِّش عن صديق.
[/center]
* د. حسان شمسي باشا
1-اختر صديقك:
فتّش عن الصديق المخلص الوفي، وإن نَدَر.. فتّش عمن يصادقك ويعرفُك لله.. لطيبة قلبك، وصدق ممشاك.. لحبك للخير وكراهيتك للشر والأشرار.. لشجاعتك في الحق، ومروءتك وصونك لأعراض الناس.
فتِّش عن صديق يحبّك في الله أوّلاً، ولهذه الصفات التي تتحلّى بها، ويريد أن يعمل بمثلها.. صديقٍ يصدُقُك القولَ والعمل.. في المواعيد والأمانات، وفي الاجتماع على طاعة الله.
يقول الشاعر:
عن المرءِ لا تسَلْ وسَلْ عن قرينه **** فكلُّ قرينٍ بالمقارَن يقتدي
فتِّش عن صديق إذا حدَّثتْك نفسكَ بمعصية أرشدكَ إلى تركها، وألقى بنفسه ليحميك من الوقوع فيها.
فتِّش عن صديق يدلُّك على طرق الخير، ويحذِّرك من طرق الشر..
فتِّش عن صديق، تطمئنُّ إلى رأيه، وترتاح إلى حكمته.. يصونك من الوقوع في المعاصي والزلّات، ويقيك من الزلل في مصارع السوء..
فتِّش عن صديق إن أنتَ بعُدتَ عن طريق الحق وجَّهك إلى الطريق المستقيم، وإن أنت تعرَّضت إلى مشكلة جلس معك يبحث عن حلٍّ لها، وإن أنت أُصبتَ بالإحباط شجَّعك ونفَّس عنك، وإن أنت سخطت وشكوت، ذكَّرك بنعم الله عليك.
تذكّر قول الله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنْسَانِ خَذُولا) (الفرقان/ 27-29).
وأخيراً تذكّر قول الله تعالى: (الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف/ 67).
ورحم الله تعالى أبا العتاهية حين قال:
وكلُّ صديقٍ ليس في الله ودُّه **** فإنّي به في ودِّهِ غيرُ واثقِ.
2-أصدقاء قادوا غيرهم للتهلكة:
أعرِفُ شابّاً ورث عن أبيه ثروة كبيرة، ولكنّه تعرّف على جماعة قادتْه إلى المعاصي والمنكرات..
وهذا شابٌّ تورّط في صحبة أصدقاء سوء؛ فما زالوا به حتى علّموه حياة (الكيوف) فأخذ مأخذهم وسار على منوالهم.. ترك دروسه ورسب في الامتحان.. تعوّد السهر معهم كل ليلة حتى الفجر.. فلما أدرك أبوه ما وقع به ابنه نصحه بكلّ الوسائل؛ فلم يُجْدِ معه النصح، ولم تفد فيه الموعظة.. هدَّده وتوعَّده فما غيَّر ذلك من سلوكه..
وأخيراً اهتدى إلى أصدقاء خيِّرين، وطّدوا علاقتهم بذلك الشاب، واستطاعوا بعد مرّة أن ينتشلوه من مستنقع الآثام الذي وقع فيه، فأرشدوه إلى طريق الخير حتى استقامت أموره، وعاد إلى ما كان عليه بل أحسن مما كان عليه!!.
ورحم الله الشاعر الذي قال:
مَنْ لمْ تكنْ في الله خُدّتُهُ **** فخليلُه منهُ عَلى خَطَرِ.
يتبع
موقع البلاغ
