جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الدعاة الجدد...هل قدموا جديداً؟..هل قدموا خطاباً دينياً جديداً؟!.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الدعاة الجدد...هل قدموا جديداً؟..هل قدموا خطاباً دينياً جديداً؟!. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية الدعاة الجدد...هل قدموا جديداً؟..هل قدموا خطاباً دينياً جديداً؟!.

    مُساهمة من طرف In The Zone الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:46 pm

    "الدعاة الجدد"...هل قدموا جديداً؟
    عبد الحميد الأنصاري.

    ........
    إن للخطاب الديني الإسهام الأكبر و الفاعل في تشكيل "وجدان" المسلم و تنمية وعيه بقضايا مجتمعه و أمته و كذلك له الدور البارز في صياغة "عقله" و تصوراته و مفاهيمه و مواقفه و توجهاته سواء فيما يتعلق بمجتمعه: مواطنين و مقيمين،أو فيما يتعلق بالنظام السياسي الذي يحكم وطنه و السلطة الحاكمة و مؤسسات المجتمع المختلفة،أو فيما يتعلق بشعوب العالم المختلفة.
    و من هنا كان الاهتمام بتجديده و تطويره ليحقق الخطاب الديني أهدافه المنشودة في إعداد و تهيئة إنسان متصالح مع نفسه،متفان في خدمة دينه و وطنه و قضايا أمته،منسجم مع العصر و تحولاته،لا يعاني توتراً و انفصاماً و عزلة،محصن بقوة الإيمان و الثقة بالذات و يقظة الضمير و استنارة الوعي العاصم من أمراض التطرف و التعصب و الكراهية،منفتح على عطاءات العصر و معارفه،مبشر بالخير،و باعث على الأمل في غد أفضل.
    و إن تجديد الخطاب الديني أصبح اليوم ضرورة شرعية و وطنية و حضارية ملحة لعبور فجوة التخلف الواسعة عن العالم المتقدم،و هو ضرورة داخلية عميقة نابعة عن رفضنا لأوضاعنا المتردية،فأنت إذا نظرت إلى خريطة العالم الإسلامي فسوف تجد القتل و التفجير و التدمير و سفك الدماء و الفتاوى المكفرة و المحرَّضة و تقتيل و تهجير الأقليات الدينية،و ذلك قبل أن يكون التجديد مطلباً خارجياً،و هذا التجديد لا ينحصر في جهود العلماء المستنيرين بل من أولى مهمات المفكرين و المثقفين و منظمات المجتمع المدني و المنظمات الحقوقية و المؤسسات الدينية.
    و قد كان التجديد مسعى أساسياً في مسيرة الثقافة العربية منذ فجر الإسلام،فالله سبحانه و تعالى يقول في محكم تنزيله:
    "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"،أي في أنفسهم في أفكارهم و تصوراتهم،و في الحديث: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها".
    و ما قامت حضارتنا إلا على فكر متجدد،و حين توقف التجديد ران الصدأ و الجمود على العقل الإسلامي عبر ألف عام،لذلك فالحاجة اليوم ملحّة لتشغيل طاقات التجديد للبناء و التعمير بخطاب ديني إنساني منفتح على عصره،متصالح مع ذاته و مع العالم،فاعل في تحصين مجتمعاتنا من آفات التطرف و الإرهاب،قادر على حماية شبابنا من الانزلاق إلى أحضان الإرهاب.
    إننا اليوم نواجه تحدياً جديداً لم يواجهه السالفون،نواجه "إسلاماً دموياً" معادياً للعالم الإسلامي و للعالم أجمع،و من هنا فإنه يتعين على المؤسسات الدينية الرسمية أن تتحمل المسؤولية و أن تطور نفسها و تجدد أساليبها و تراجع مناهجها الدعوية و التعليمية نحو خطاب ديني يحتضن الإنسان كونه إنساناً لا لكونه مسلماً سنياً أو شيعياً،سلفياً أو أزهرياً.
    لقد تغيرت أساليب الدعوة و تغيرت مجتمعاتنا و احتياجاتنا،و هذه المؤسسات لم تتغير،سئم الناس و ملُّوا هذا الخطاب التقليدي و تطلعوا إلى خطاب ديني جديد،هذا الفراغ الديني و التطلع الجماهيري، هو الذي دفع فئة من الدعاة،ظهروا من خارج المؤسسات الرسمية،معظمهم غير متخصص في العلوم الشرعية،لكنهم يتقنون فنون التواصل مع الجماهير و التأثير،لهم نجومية طاغية (كاريزما)،عرفوا توظيف التقنيات الإعلامية و أساليب العرض،نجحوا في التعبير عن احتياجات و مطالب الجيل الجديد من الشباب من الجنسين،خرجوا في مظهر مختلف عن الدعاة التقليديين،حليقو اللحى أو لحاهم مهذبة، يتأنقون في اختيار ملابسهم و تناسق ألوانها،يستخدمون لغة بسيطة دارجة،يقدمون المعلومة الدينية في أسلوب مشوّق،مناسب للعصر،و يسردون القصص عن النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة و يسقطونها على أحداث معاصرة،يركزون على الأخلاقيات و ترقيق القلوب و تهذيب السلوك و حسن التعامل و تحقيق السعادة و النجاح،فنجحوا في اجتذاب ملايين الشباب و أثروا في الكثير منهم، قدموا خطاباً دينياً مختلفاً عن الخطاب الديني السائد في مختلف توجهاته و ألوانه؛ "السلفي، الأزهري،الجهادي،الرسمي"… هؤلاء هم "الدعاة الجدد".
    .......
    والتساؤل المطروح: هل قدموا خطاباً دينياً جديداً؟!
    بتحليل مضامين خطاب الدعاة الجدد،لم نجد تجديداً حقيقياً في المضامين و القضايا العامة التي تشكل تحديات كبرى للمجتمعات الإسلامية،لا معالجة معرفية تحليلية و نقدية لقضايا مثل حقوق الإنسان، الشورى و الديمقراطية،وضع المرأة في المجتمع،العدالة الاجتماعية،أوضاع الأقليات في المجتمع…بل لا اهتمام بالشأن العام و لا يعنيهم شيئاً،كل اهتمام الدعاة الجدد هو الشأن الفردي (الخلاص الفردي)؛يركزون على تقديم وصفات إرشادية للشباب حول كيفية تحقيق النجاح في العمل،كيفية الصعود و الترقي،كيف يطورون قدراتهم،كيف ينمُّون مهاراتهم،كيف يستمتعون بحياتهم،كيف يسعدون في الدنيا و الآخرة،كيف يرضون والديهم،كيف يجددون حياتهم،كيف يخططون،كيف يفكرون بطريقة مختلفة، كيف يحققون نجاحاً في الحياة الزوجية،كيف يرفعون درجتهم في الجنة…و غيرها من المواضيع المتعلقة بتنمية الطاقات الفردية الكامنة.
    و من يراجع أرفف المكتبات يجدها غاصة بكتبهم،و هي كتب تحقق ربحية عالية بسبب إقبال الشباب عليها لحاجتهم إليها في تحقيق النجاح.
    أي أن الدعاة الجدد كانوا مهرة في اختيار قضايا و مشكلات الشباب،و في تقديم الوصفات العلاجية لها،و أنت إذا مررت بمكتبات المطارات أو المجمعات التجارية وجدت كتب تطوير المهارات الشخصية هي الأكثر بروزاً.
    نجح الدعاة الجدد في تقديم خطاب ديني،منزوع العنف و السياسة لكنه يفتقد العمق و التحليل،يحقق ربحية عالية و نجومية إعلامية كبيرة،لذلك تنافست عليهم الفضائيات بأجور فلكية.
    مجلة "فوربس" المتخصصة في رجال الأعمال،خصصت عدداً للدعاة الجدد،باعتبارهم رجال أعمال حققوا مداخيل عالية من الدعوة!
    ..........
    و يبقى السؤال: هل قدموا جديداً؟
    لا،لم يقدموا جديداً،لأن كل ما قدموه لم يستطع تجاوز "المنتج الثقافي الأميركي" المتعلق بتطوير القدرات الذاتية،و ما أكثره في السوق،بدءاً من كتاب "دع القلق و ابدأ الحياة" لكارينجي، مروراً بالكتب التي تتحدث عن العادات السبع الأكثر فعالية،و"استراتيجيات الذكاء"،و انتهاءً بـ"نجاحات عظيمة يومية".
    لكن إيجابيات الدعاة الجدد أنهم استطاعوا تقديم المنتج الأميركي في ثوب إسلامي عصري،كما أن من إيجابياتهم أنهم حببوا الشباب في الحياة،في الإنتاج،في العمل،في البناء،و عصموهم من الانزلاق للهلاك و الصدام مع مجتمعاتهم و العالم،و إن حققوا مداخيل عالية.
    ......
    موقع أمهات بلا حدود.



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 12:28 pm