اقتربت الجزائر من يومها الانتخابي، ليحسم الجدل حول قضية انتخاب الرئيس القادم، سيما وان التكهنات التي رافقت مرض بوتفليقة، والخلاف العميق داخل الدولة والذي جرى بين أبرز قياداتها، اعادت المخاوف الشعبية الى عقود من الزمن، حيث الفوضى والدمار والمذابح التي جرت على يد المتطرفين، وفعلت فعلها في المجتمع الجزائري.
وقد أشار اغلب المحللين، ان الشعب الجزائري امتنع عن خوض غمار الربيع العربي لنفس الأسباب، فهو ما زال يعاني من ويلات الدماء الي اريقت في عهد الإسلاميين، على الرغم من استشراء الفساد والتضخم والبطالة العالية داخل الجزائر.
كما ان الجزائر تقف امام تحدي كبير، في حال تم انتخاب بوتفليقة، والذي يعتقد على نطاق واسع ان انتخابه سيعاد مرة أخرى لحكم الجزائر بنفس المشهد السابق للانتخابات، فهل سيكون قادراً على أداء مهامه الرئاسية بصورة طبيعية؟، وكيف سيكون حال الجزائر بعد فراغ المنصب إذا ما تعرضه لنكسة صحية جديدة؟.
من جانب اخر، وفي الشأن الانتخابي يتخوف خصوم بوتفليقة من عمليات التزوير التي قد تجري اثناء و بعد عملية الانتخابات، قد تعيد الى الاذهان الانتخابات الرئاسية السابقة والتي جرت عام 2009، وحصد فيها بوتفليقة نسبة 90% من الأصوات، مما قاد الى اعتراضات واسعة النطاق بين خصومة.
........
من هو بوتفليقة ؟
الى ذلك يخوض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الانتخابات لولاية رئاسية جديدة في 17 ابريل نيسان على الرغم من إصابته بجلطة العام الماضي، ويعتبره أنصاره رمزا للاستقرار بعد أن ساعد في إخراج الجزائر من الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عشر سنوات، فيما يلي بعض الحقائق عن بوتفليقة:
1. ولد في الثاني من مارس آذار عام 1937 وكان واحدا من المحاربين في حرب الجزائر من أجل الاستقلال عن فرنسا، شغل منصب وزير الخارجية 16 عاما حتى عام 1979.
2. بعد وفاة الرئيس هواري بومدين تدهورت الأوضاع بالنسبة له وذهب الى منفى اختياري عام 1981 ليهرب من اتهامات بالفساد أسقطت فيما بعد، عاد الى الجزائر عام 1987.
3. فاز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة عام 1999 بدعم من الجيش، وعد بإنهاء الصراع مع المسلحين الإسلاميين الذي بدأ عقب إلغاء الانتخابات البرلمانية عام 1992 والتي كان حزب إسلامي على وشك الفوز فيها.
4. في عام 2004 أصبح بوتفليقة الرئيس الجزائري الوحيد الذي ينتخب لولاية ثانية في انتخابات ديمقراطية منذ الاستقلال عام 1962.
5. في عام 2009 فاز بولاية ثالثة مدتها خمس سنوات، وزعم حزب معارض دعا لمقاطعة الانتخابات ارتكاب تزوير على نطاق واسع وقالت صحيفة إن أعمال شغب وقعت إلى الشرق من العاصمة مما ذكر بالغضب من الفقر والفساد الذي شعرت به أجزاء من البلاد.
6. تغلب بوتفليقة على سنوات من عزلة الجزائر واستقبل عددا من رؤساء الدول والحكومات في الجزائر لكن سياساته ذات التوجهات الاشتراكية لم تنجح في إنهاء اعتماد الاقتصاد على النفط والغاز.
7. سعى بوتفليقة الى تفادي اكتساب دعوات المعارضة للاحتجاج قوة دفع فوعد بمزيد من الحريات الديمقراطية وأصدر أوامره باتخاذ إجراءات جديدة لتوفير الوظائف، وقال ايضا إن حظر المسيرات الاحتجاجية سيظل قائما على الرغم من رفع حالة الطوارئ في فبراير شباط عام 2011. بحسب رويتر.
8. وصف حكم فرنسا الذي امتد 130 عاما بأنه همجي ودعا باريس للاعتذار عن مذابح ارتكبتها ضد الجزائريين لكنه خضع لفحوص طبية في فرنسا عام 2006، كما خضع لجراحة هناك لعلاج قرحة في المعدة في ديسمبر كانون الأول عام 2005، وأشارت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة الى أنه كان مصابا بالسرطان.
9. نقل بوتفليقة سريعا الى مستشفى في فرنسا بعد إصابته بجلطة عام 2013 وعاد الى الجزائر في يوليو تموز للنقاهة، ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة التي تجري هذا الشهر لكنه كلف رئيس وزرائه السابق وقيادات أخرى موالية له بتولي الحملة الانتخابية نيابة عنه.
10. نادرا ما شوهد في مناسبات عامة أو أدلى بتصريحات علنية منذ مرضه، وليس واضحا من الذي قد يتولى رئاسة اكبر دولة في افريقيا عضو منظمة أوبك التي تصدر لأوروبا خمس احتياجاتها من الغاز وتتعاون مع الغرب في مكافحة الإرهاب في حالة اذا لم يستطع بوتفليقة الاستمرار في منصبه.
ولا يواجه بوتفليقة تحديا يذكر من المرشحين المنافسين له رغم غيابه بفضل دعم الآلة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني والجيش وكبار رجال الأعمال، وظهر بوتفليقة على التلفزيون وهو يستقبل أمير قطر ويمازح وزير الخارجية الامريكي جون كيري باللغة الفرنسية وذلك في أطول ظهور علني له منذ عام.
وصدت الجزائر اضطرابات الربيع العربي بفضل الميل للاستقرار في الأساس وحد من أي قلاقل احتياطاتها التي تراكمت من صادرات النفط والغاز وبلغت 200 مليار دولار وكذلك انفاق الدولة على البرامج الاجتماعية والقروض والإسكان، وبدلا من ذلك تحدث الصراعات الجزائرية في قاعات مغلقة بين نخبة جبهة التحرير الوطني ووكالة الاستخبارات العسكرية اللتين تريان أنهما حماة الاستقرار.
ومنذ مرض بوتفليقة عزز حلفاؤه وضعهم فنقلوا بعض كبار الضباط وعزلوا البعض الآخر للحد من نفوذ وكالة الاستخبارات في الحياة السياسية وعينوا موالين لهم في المناصب الكبرى، ومع ذلك فما أن يفوز بوتفليقة ربما تطرح الفئات المتنافسة مطالبها من جديد لتهيء نفسها لليوم الذي تتوقع أن يتنحى فيه.
وقال دبلوماسي "إنهم يستعدون لما هو آت، فالصراع لمعرفة من سيخلفه سيستأنف في 17 ابريل" نيسان.
ولم يختف عنف المتشددين تماما وإن أصبح نادرا. ففي العام الماضي لقي 40 من عمال صناعة النفط أغلبهم من الاجانب مصرعهم في هجوم شنه اسلاميون على محطة للغاز في إن أميناس، وقد تسلل بعض المهاجمين من ليبيا، وتشهد الجزائر من حين لآخر احتجاجات مناهضة للحكومة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق جماعات من الشباب ألقوا حجارة وأشعلوا النار في قاعة كان من المقرر أن يلقي فيها سلال كلمة في بجاية وهي منطقة يتحدث أهلها باللغة الامازيغية، وقال مسؤولون أمنيون إن شرطيين اثنين أصيبا بجروح.
ويقر المنتقدون من صفوف المعارضة أن الجزائر قد تكون أكثر استقرارا لكنهم يرون تفشي الفساد وركود الحياة السياسية والاقتصادية، وبعد عشرات السنين التي كان للدولة فيها السيطرة على الاقتصاد تحتاج الجزائر لإصلاحات لتخفيف القيود التي تكبل الاستثمار الخارجي، كذلك فإن ناتج قطاع الطاقة الذي يمثل أكثر من 90 في المئة من ايرادات الدولة يشهد ركودا.
ولا يبدو لأي من مرشحي المعارضة الخمسة الرئيسيين في الانتخابات أي أمل يذكر في نظام سياسي يقول المنتقدون إنه لم يشهد أي تغير منذ الاستقلال وتهيمن عليه جبهة التحرير وشبكة الأحزاب المتحالفة معه، وقال عبد الله جاب الله أحد قادة حزب العدالة الاسلامي وهو من الجماعات التي تقاطع الانتخابات "هذا البلد ليس حتى مملكة وهو ملكية خاصة، نريد ثورة سلمية لا ثورة عنيفة للتغيير، أقل ما يمكن أن نفعله هو أن نقول لا للانتخابات".
ويرفض كثير من الشبان الجزائريين المناورات السياسية، لكن الاحتجاجات أكثر شيوعا بسبب أسعار الغذاء والبطالة والاسكان والخدمات والقروض وكلها الشكاوى التي تفجرت وتحولت إلى ثورة في تونس قبل ثلاث سنوات.
...........
انتخابات الجزائر...مخاوف الماضي ستعيد تنصيب سلطة مريضة
شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/نيسان/2014
وقد أشار اغلب المحللين، ان الشعب الجزائري امتنع عن خوض غمار الربيع العربي لنفس الأسباب، فهو ما زال يعاني من ويلات الدماء الي اريقت في عهد الإسلاميين، على الرغم من استشراء الفساد والتضخم والبطالة العالية داخل الجزائر.
كما ان الجزائر تقف امام تحدي كبير، في حال تم انتخاب بوتفليقة، والذي يعتقد على نطاق واسع ان انتخابه سيعاد مرة أخرى لحكم الجزائر بنفس المشهد السابق للانتخابات، فهل سيكون قادراً على أداء مهامه الرئاسية بصورة طبيعية؟، وكيف سيكون حال الجزائر بعد فراغ المنصب إذا ما تعرضه لنكسة صحية جديدة؟.
من جانب اخر، وفي الشأن الانتخابي يتخوف خصوم بوتفليقة من عمليات التزوير التي قد تجري اثناء و بعد عملية الانتخابات، قد تعيد الى الاذهان الانتخابات الرئاسية السابقة والتي جرت عام 2009، وحصد فيها بوتفليقة نسبة 90% من الأصوات، مما قاد الى اعتراضات واسعة النطاق بين خصومة.
........
من هو بوتفليقة ؟
الى ذلك يخوض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الانتخابات لولاية رئاسية جديدة في 17 ابريل نيسان على الرغم من إصابته بجلطة العام الماضي، ويعتبره أنصاره رمزا للاستقرار بعد أن ساعد في إخراج الجزائر من الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عشر سنوات، فيما يلي بعض الحقائق عن بوتفليقة:
1. ولد في الثاني من مارس آذار عام 1937 وكان واحدا من المحاربين في حرب الجزائر من أجل الاستقلال عن فرنسا، شغل منصب وزير الخارجية 16 عاما حتى عام 1979.
2. بعد وفاة الرئيس هواري بومدين تدهورت الأوضاع بالنسبة له وذهب الى منفى اختياري عام 1981 ليهرب من اتهامات بالفساد أسقطت فيما بعد، عاد الى الجزائر عام 1987.
3. فاز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة عام 1999 بدعم من الجيش، وعد بإنهاء الصراع مع المسلحين الإسلاميين الذي بدأ عقب إلغاء الانتخابات البرلمانية عام 1992 والتي كان حزب إسلامي على وشك الفوز فيها.
4. في عام 2004 أصبح بوتفليقة الرئيس الجزائري الوحيد الذي ينتخب لولاية ثانية في انتخابات ديمقراطية منذ الاستقلال عام 1962.
5. في عام 2009 فاز بولاية ثالثة مدتها خمس سنوات، وزعم حزب معارض دعا لمقاطعة الانتخابات ارتكاب تزوير على نطاق واسع وقالت صحيفة إن أعمال شغب وقعت إلى الشرق من العاصمة مما ذكر بالغضب من الفقر والفساد الذي شعرت به أجزاء من البلاد.
6. تغلب بوتفليقة على سنوات من عزلة الجزائر واستقبل عددا من رؤساء الدول والحكومات في الجزائر لكن سياساته ذات التوجهات الاشتراكية لم تنجح في إنهاء اعتماد الاقتصاد على النفط والغاز.
7. سعى بوتفليقة الى تفادي اكتساب دعوات المعارضة للاحتجاج قوة دفع فوعد بمزيد من الحريات الديمقراطية وأصدر أوامره باتخاذ إجراءات جديدة لتوفير الوظائف، وقال ايضا إن حظر المسيرات الاحتجاجية سيظل قائما على الرغم من رفع حالة الطوارئ في فبراير شباط عام 2011. بحسب رويتر.
8. وصف حكم فرنسا الذي امتد 130 عاما بأنه همجي ودعا باريس للاعتذار عن مذابح ارتكبتها ضد الجزائريين لكنه خضع لفحوص طبية في فرنسا عام 2006، كما خضع لجراحة هناك لعلاج قرحة في المعدة في ديسمبر كانون الأول عام 2005، وأشارت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة الى أنه كان مصابا بالسرطان.
9. نقل بوتفليقة سريعا الى مستشفى في فرنسا بعد إصابته بجلطة عام 2013 وعاد الى الجزائر في يوليو تموز للنقاهة، ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة التي تجري هذا الشهر لكنه كلف رئيس وزرائه السابق وقيادات أخرى موالية له بتولي الحملة الانتخابية نيابة عنه.
10. نادرا ما شوهد في مناسبات عامة أو أدلى بتصريحات علنية منذ مرضه، وليس واضحا من الذي قد يتولى رئاسة اكبر دولة في افريقيا عضو منظمة أوبك التي تصدر لأوروبا خمس احتياجاتها من الغاز وتتعاون مع الغرب في مكافحة الإرهاب في حالة اذا لم يستطع بوتفليقة الاستمرار في منصبه.
ولا يواجه بوتفليقة تحديا يذكر من المرشحين المنافسين له رغم غيابه بفضل دعم الآلة السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني والجيش وكبار رجال الأعمال، وظهر بوتفليقة على التلفزيون وهو يستقبل أمير قطر ويمازح وزير الخارجية الامريكي جون كيري باللغة الفرنسية وذلك في أطول ظهور علني له منذ عام.
وصدت الجزائر اضطرابات الربيع العربي بفضل الميل للاستقرار في الأساس وحد من أي قلاقل احتياطاتها التي تراكمت من صادرات النفط والغاز وبلغت 200 مليار دولار وكذلك انفاق الدولة على البرامج الاجتماعية والقروض والإسكان، وبدلا من ذلك تحدث الصراعات الجزائرية في قاعات مغلقة بين نخبة جبهة التحرير الوطني ووكالة الاستخبارات العسكرية اللتين تريان أنهما حماة الاستقرار.
ومنذ مرض بوتفليقة عزز حلفاؤه وضعهم فنقلوا بعض كبار الضباط وعزلوا البعض الآخر للحد من نفوذ وكالة الاستخبارات في الحياة السياسية وعينوا موالين لهم في المناصب الكبرى، ومع ذلك فما أن يفوز بوتفليقة ربما تطرح الفئات المتنافسة مطالبها من جديد لتهيء نفسها لليوم الذي تتوقع أن يتنحى فيه.
وقال دبلوماسي "إنهم يستعدون لما هو آت، فالصراع لمعرفة من سيخلفه سيستأنف في 17 ابريل" نيسان.
ولم يختف عنف المتشددين تماما وإن أصبح نادرا. ففي العام الماضي لقي 40 من عمال صناعة النفط أغلبهم من الاجانب مصرعهم في هجوم شنه اسلاميون على محطة للغاز في إن أميناس، وقد تسلل بعض المهاجمين من ليبيا، وتشهد الجزائر من حين لآخر احتجاجات مناهضة للحكومة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق جماعات من الشباب ألقوا حجارة وأشعلوا النار في قاعة كان من المقرر أن يلقي فيها سلال كلمة في بجاية وهي منطقة يتحدث أهلها باللغة الامازيغية، وقال مسؤولون أمنيون إن شرطيين اثنين أصيبا بجروح.
ويقر المنتقدون من صفوف المعارضة أن الجزائر قد تكون أكثر استقرارا لكنهم يرون تفشي الفساد وركود الحياة السياسية والاقتصادية، وبعد عشرات السنين التي كان للدولة فيها السيطرة على الاقتصاد تحتاج الجزائر لإصلاحات لتخفيف القيود التي تكبل الاستثمار الخارجي، كذلك فإن ناتج قطاع الطاقة الذي يمثل أكثر من 90 في المئة من ايرادات الدولة يشهد ركودا.
ولا يبدو لأي من مرشحي المعارضة الخمسة الرئيسيين في الانتخابات أي أمل يذكر في نظام سياسي يقول المنتقدون إنه لم يشهد أي تغير منذ الاستقلال وتهيمن عليه جبهة التحرير وشبكة الأحزاب المتحالفة معه، وقال عبد الله جاب الله أحد قادة حزب العدالة الاسلامي وهو من الجماعات التي تقاطع الانتخابات "هذا البلد ليس حتى مملكة وهو ملكية خاصة، نريد ثورة سلمية لا ثورة عنيفة للتغيير، أقل ما يمكن أن نفعله هو أن نقول لا للانتخابات".
ويرفض كثير من الشبان الجزائريين المناورات السياسية، لكن الاحتجاجات أكثر شيوعا بسبب أسعار الغذاء والبطالة والاسكان والخدمات والقروض وكلها الشكاوى التي تفجرت وتحولت إلى ثورة في تونس قبل ثلاث سنوات.
...........
انتخابات الجزائر...مخاوف الماضي ستعيد تنصيب سلطة مريضة
شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/نيسان/2014