المعارضة الإلكترونية الجزائرية: قوة في الطرح و ضعف في الحشد
10.06.2014
.....
تبنت الفضاءات الإلكترونية الكثير من أدوار المعارضة في الجزائر، و أصبح لها مواقف و أنصار و مناضلين شباب على شبكات التواصل الاجتماعي، ميّزها السقف غير المحدود للحرية في انتقاد الوضع، إلا أن تأثيرها يظل محدودا في الشارع.
يمثل الفضاء الإلكتروني إحدى المساحات الأساسية و الواسعة التي تستوعب النشطاء السياسيين و الحقوقيين و عموم المعارضين في العالم العربي على اختلاف أفكارهم و انتماءاتهم، و يكاد يكون المتنفس الوحيد للمعارضة للتنسيق و التنظيم البعيد عن قيود الرقابة التي تمارسها الأجهزة الأمنية، في معظم الأرجاء المعمورة.
و تلجأ المعارضة الجزائرية إلى الفضاء الإلكتروني كلما أشتد عليها التضييق من طرف السلطة في عقد الاجتماعات واللقاءات الحوارية مع المواطنين لترويج مواقفها و أفكارها التي تتعرض للحجر و الحذف أو التشويه من طرف الحكومة أو المؤسسات الإعلامية الموالية لها، و هو ما حدث مع القوى السياسية المقاطعة للانتخابات الرئاسية الماضية، فبعد أن تم التضييق على حملة مقاطعتهم لجأت إلى الفضاء الالكتروني لنشر بياناتها و توضيح مواقفها عبر الرسائل الإلكترونية و المواقع الإلكترونية و شبكات التواصل الاجتماعي، كما عمل شباب هذه الأحزاب على إقامة منصات حوارية على مواقعهم الإلكترونية لإقناع روادها بالمقاطعة.
.......
أكبر تجمع للجزائريين
و تعد المعارضة الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي إحدى الظواهر الجديدة في الساحة السياسية الجزائرية و التي استقطبت الشباب غير المنتمي للأحزاب السياسية.
و أزداد عدد المنخرطين فيها مع ثورات الربيع العربي والتي كان لنشطاء شبكات التواصل الاجتماعي الدور البارز في قيادتها و تحديد إطارها.
و بالرغم من محدودية انتشار الانترنت في كل مناطق البلاد و ضعف سرعة التدفق، إلا أن عدد المشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي و المتعاطين مع القضايا العامة في ازدياد مستمر، حيث بلغ عدد المشتركين في الفايسبوك مثلا 4 مليون مشارك بنسبة تزيد عن 11 بالمائة من عدد السكان، و هي تحتل بذلك المرتبة 14 عربيا.
و يمكن القول بإن الفايسبوك هو أكبر تجمع يلتقي فيه الجزائريون، و يناقشون فيه أوضاع بلادهم. و يعتبر أغلب هؤلاء المشتركين بأن الفايسبوك هو مصدرهم الأساسي للأخبار المتعلقة بالجزائر، و هو المصدر الأكثر سرعة و مصداقية في ذلك، حيث تطورت في خضم السنوات الماضية ما يعرف بصحافة المواطن، التي شكلت صوت الشارع الأقوى من كل قوى المعارضة و السلطة، و أضحى مصدر هام لأخبار الصحف و القنوات التلفزيونية.
.....
المعارضة..لا الخراب
و يغذي الحراك السياسي الجزائري منذ الانتخابات التشريعية في أيار/مايو 2012 و الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل 2014 بالعديد من الصفحات الإلكترونية المعارضة للنظام، سواء في شكل مواقع خاصة لبعض الأفراد و المجموعات، أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "راديو طروطوار"(راديو الرصيف)، 1،2،3" فيفا لالجيري"،و "المنظمة الوطنية للشياتين" و غيرها، و جميعها تعج بالفيديوهات و البوستات المعارضة للسلطة الحاكمة و ناقدة لسياساتها، دون الدعوة للعنف أو استنساخ النموذج السوري أو الليبي.
و تلامس المعارضة الإلكترونية الجوانب المختلفة لحياة المواطن البسيط. و لا تكتفي هذه الفضاءات الإلكترونية على انتقاد الوضع و نقل الأخبار المختلفة، بل تفتح أيضا المجال لمناقشة الأفكار و الأطروحات المرتبطة بالمسائل المعروضة.
و تعتبر حركة بركات (كفاية بالعامية الجزائرية)، نموذج لحركة شبابية في الشارع شكلت تتويجا لمسار النقاشات التي سبقت ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة.
و تعد الصفحة الإلكترونية الناطقة باسمها من أبرز الصفحات على موقع الفايسبوك و تلقى متابعة واسعة من طرف الشباب الجزائري. و تستغل الفضاء الإلكتروني كمجالها الأول لإبداء مواقفها و بياناتها إزاء ما يحدث في الجزائر، بعد أن تم التضييق علي نشطائها في الشارع و تشويه صورتهم في وسائل الإعلام الموالية للسلطة.
و تشكلت مؤخرا أيضا صفحات معارضة لتعديلات الدستور، لا يزال أعضائها يتشاورون على شبكة الفايسبوك حول الآليات التي يمكن العمل من خلالها لإرغام السلطة على إحداث التعديلات الحقيقية على المواد الدستورية، و من أجل ذلك فتحت مبادرة "دستورنا" المجال أمام رواد الفضاء الإلكتروني للتعبير عن طبيعة الدستور الذي يريده الجزائريون، و آليات تحقيق مسعاهم.
.....
ضعف المحتوى و التأثير
و يرى نصر الدين قاسم، رئيس تحرير موقع الشروق السياسي، أن المعارضة الإلكترونية للنظام تجاوزت بكثير حدود المعارضة الواقعية بالمساهمات أو التغريد إلى الاستهزاء و السخرية و الكلام "الآخر" في بعض الأحيان.. لقد وجد المدونون على الأسوار الافتراضية مساحة كبيرة للحرية و التعبير لم تكن تتيحها لهم جدران العمارات و حيطان الأحياء".
و يضيف نصر الدين لـDW بأن المعارضة عموما في كثير من تفاصيلها تكتسي طابع الجدية، أو تعبر عن أفكار أو تدعو إلى ممارسات، إلا أن المعارضة على شبكة التواصل الاجتماعي تعني بشكل أساسي الشباب الذين يرفضون السلطة من الأساس، و رسائلهم تعني في بعدها الحقيقي استقالتهم من الحياة السياسية .
و هذا أمر طبيعي فلا يعقل أن يرفض الناس السلطة و خياراتها برمتها ثم يعودون للاهتمام ببعض تفاصيل قراراتها مثل الرئاسيات و الدستور و...
و يعتقد نصر الدين قاسم، أن الشباب المعارض على الفايسبوك ركز اهتمامه في الحياة السياسية أكثر على ما يثير الضحك و السخرية. فتم تناول المواضيع السياسية على سبيل التنكيت و تسفيه رجالها و نسائها، و ليس من جانب تقييمها أو مناقشة ما تطرحه من أفكار أو برامج.
و يرى الأستاذ سمير بوقشابية، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكيكدة، بأن غياب التشريعات التي تضبط الفضاء الالكتروني، جعل منه مكسبا كبيرا مكًن المعارضين استغلاله في التعبير عن أرائهم و مواقفهم و دون أن تطالهم عقوبات النشر، كما أنهم يستخدمون أسماء مستعارة أو صفحات إلكترونية مجهولة المصدر، و تمويه أسمائهم و صفاتهم و أماكن وجودهم.، إلا أن هذا لم يمنع السلطة من اعتقال و سجن العديد من الناشطين على الفايسبوك.
و ما قضية المدون عبد الغاني علوي الذي لا يزال رهن الاعتقال، إلا الدليل على ذلك.
....
جهاز قياس توجهات الشباب
و من جهته أعتبر محسن الهاشمي خنيش، الإعلامي، و الباحث في العلوم السياسية، أن ميل الشباب الجزائري إلى المعارضة الإلكترونية راجع إلى المساحات الضيقة التي تعطى له من طرف الأحزاب السياسية بمختلف مواقعها الإعلامية.
و أضاف الأستاذ محسن لـDW بأن ضعف مستوى المعارضة الإلكترونية راجع لضعف الثقافة السياسية للشعب الجزائري بصفة عامة، و هذا الضعف لا يقلل من صدقية تعبيراتها في نقل الواقع كما يراه المواطن البسيط.
و من الأفضل للسلطة والمعارضة أن تعتبر ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي "ترمومتر" تقيس به اتجاهات المواطنين و انشغالاتهم.
و يرى الباحث في العلوم السياسية بأن الشبكات الاجتماعية أصبحت أداة مهمة في التنشئة السياسية التي يعول عليها كثيرا في إدماج الشباب في العملية السياسية.
أما عن مستقبل المعارضة الإلكترونية، فيرى الأستاذ خنيش أنها ستأخذ منحى تصاعدي، كلما زاد مستوى الضغط و التضييق على المعارضة عموما و ذلك لكون الفضاء الإلكتروني لا سقف للحرية فيه، حتى و إن كان خاضعا للرقابة غير المباشرة من قبل الحكومة و مختلف الأجهزة الأمنية.
....
الخوف من العنف..هاجس الجميع
و يستبعد رئيس تحرير القسم السياسي بموقع الشروق، نزول هذه المعارضة للشارع كقوة معارضة جدية، و ذلك لسببين: الأول يتعلق بموقف هؤلاء من السلطة و السياسة بصفة عامة و استقالتهم منها، و هذا موقف يمثل الأغلبية الصامتة التي لم تعد ترى جدوى من المعارضة أو الخروج إلى الشارع على ضوء التجارب المسجلة حتى الآن.
و السبب الثاني يتعلق بأثر حملة التخويف الممارسة على الجزائريين من مخاطر ما يسمى بالربيع العربي، و ما أنتجه من دمار و فوضى في سوريا و ليبيا و مصر، و هذه الحملة أتت أكلها و استثمرت في خوف الجزائريين الذي عايشوه خلال سنوات الدم و الدمار.
.......
توفيق بوقاعدة/ الجزائر
موقع صوت ألمانيا
10.06.2014
.....
تبنت الفضاءات الإلكترونية الكثير من أدوار المعارضة في الجزائر، و أصبح لها مواقف و أنصار و مناضلين شباب على شبكات التواصل الاجتماعي، ميّزها السقف غير المحدود للحرية في انتقاد الوضع، إلا أن تأثيرها يظل محدودا في الشارع.
يمثل الفضاء الإلكتروني إحدى المساحات الأساسية و الواسعة التي تستوعب النشطاء السياسيين و الحقوقيين و عموم المعارضين في العالم العربي على اختلاف أفكارهم و انتماءاتهم، و يكاد يكون المتنفس الوحيد للمعارضة للتنسيق و التنظيم البعيد عن قيود الرقابة التي تمارسها الأجهزة الأمنية، في معظم الأرجاء المعمورة.
و تلجأ المعارضة الجزائرية إلى الفضاء الإلكتروني كلما أشتد عليها التضييق من طرف السلطة في عقد الاجتماعات واللقاءات الحوارية مع المواطنين لترويج مواقفها و أفكارها التي تتعرض للحجر و الحذف أو التشويه من طرف الحكومة أو المؤسسات الإعلامية الموالية لها، و هو ما حدث مع القوى السياسية المقاطعة للانتخابات الرئاسية الماضية، فبعد أن تم التضييق على حملة مقاطعتهم لجأت إلى الفضاء الالكتروني لنشر بياناتها و توضيح مواقفها عبر الرسائل الإلكترونية و المواقع الإلكترونية و شبكات التواصل الاجتماعي، كما عمل شباب هذه الأحزاب على إقامة منصات حوارية على مواقعهم الإلكترونية لإقناع روادها بالمقاطعة.
.......
أكبر تجمع للجزائريين
و تعد المعارضة الإلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي إحدى الظواهر الجديدة في الساحة السياسية الجزائرية و التي استقطبت الشباب غير المنتمي للأحزاب السياسية.
و أزداد عدد المنخرطين فيها مع ثورات الربيع العربي والتي كان لنشطاء شبكات التواصل الاجتماعي الدور البارز في قيادتها و تحديد إطارها.
و بالرغم من محدودية انتشار الانترنت في كل مناطق البلاد و ضعف سرعة التدفق، إلا أن عدد المشتركين في شبكات التواصل الاجتماعي و المتعاطين مع القضايا العامة في ازدياد مستمر، حيث بلغ عدد المشتركين في الفايسبوك مثلا 4 مليون مشارك بنسبة تزيد عن 11 بالمائة من عدد السكان، و هي تحتل بذلك المرتبة 14 عربيا.
و يمكن القول بإن الفايسبوك هو أكبر تجمع يلتقي فيه الجزائريون، و يناقشون فيه أوضاع بلادهم. و يعتبر أغلب هؤلاء المشتركين بأن الفايسبوك هو مصدرهم الأساسي للأخبار المتعلقة بالجزائر، و هو المصدر الأكثر سرعة و مصداقية في ذلك، حيث تطورت في خضم السنوات الماضية ما يعرف بصحافة المواطن، التي شكلت صوت الشارع الأقوى من كل قوى المعارضة و السلطة، و أضحى مصدر هام لأخبار الصحف و القنوات التلفزيونية.
.....
المعارضة..لا الخراب
و يغذي الحراك السياسي الجزائري منذ الانتخابات التشريعية في أيار/مايو 2012 و الانتخابات الرئاسية في نيسان/ أبريل 2014 بالعديد من الصفحات الإلكترونية المعارضة للنظام، سواء في شكل مواقع خاصة لبعض الأفراد و المجموعات، أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "راديو طروطوار"(راديو الرصيف)، 1،2،3" فيفا لالجيري"،و "المنظمة الوطنية للشياتين" و غيرها، و جميعها تعج بالفيديوهات و البوستات المعارضة للسلطة الحاكمة و ناقدة لسياساتها، دون الدعوة للعنف أو استنساخ النموذج السوري أو الليبي.
و تلامس المعارضة الإلكترونية الجوانب المختلفة لحياة المواطن البسيط. و لا تكتفي هذه الفضاءات الإلكترونية على انتقاد الوضع و نقل الأخبار المختلفة، بل تفتح أيضا المجال لمناقشة الأفكار و الأطروحات المرتبطة بالمسائل المعروضة.
و تعتبر حركة بركات (كفاية بالعامية الجزائرية)، نموذج لحركة شبابية في الشارع شكلت تتويجا لمسار النقاشات التي سبقت ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة.
و تعد الصفحة الإلكترونية الناطقة باسمها من أبرز الصفحات على موقع الفايسبوك و تلقى متابعة واسعة من طرف الشباب الجزائري. و تستغل الفضاء الإلكتروني كمجالها الأول لإبداء مواقفها و بياناتها إزاء ما يحدث في الجزائر، بعد أن تم التضييق علي نشطائها في الشارع و تشويه صورتهم في وسائل الإعلام الموالية للسلطة.
و تشكلت مؤخرا أيضا صفحات معارضة لتعديلات الدستور، لا يزال أعضائها يتشاورون على شبكة الفايسبوك حول الآليات التي يمكن العمل من خلالها لإرغام السلطة على إحداث التعديلات الحقيقية على المواد الدستورية، و من أجل ذلك فتحت مبادرة "دستورنا" المجال أمام رواد الفضاء الإلكتروني للتعبير عن طبيعة الدستور الذي يريده الجزائريون، و آليات تحقيق مسعاهم.
.....
ضعف المحتوى و التأثير
و يرى نصر الدين قاسم، رئيس تحرير موقع الشروق السياسي، أن المعارضة الإلكترونية للنظام تجاوزت بكثير حدود المعارضة الواقعية بالمساهمات أو التغريد إلى الاستهزاء و السخرية و الكلام "الآخر" في بعض الأحيان.. لقد وجد المدونون على الأسوار الافتراضية مساحة كبيرة للحرية و التعبير لم تكن تتيحها لهم جدران العمارات و حيطان الأحياء".
و يضيف نصر الدين لـDW بأن المعارضة عموما في كثير من تفاصيلها تكتسي طابع الجدية، أو تعبر عن أفكار أو تدعو إلى ممارسات، إلا أن المعارضة على شبكة التواصل الاجتماعي تعني بشكل أساسي الشباب الذين يرفضون السلطة من الأساس، و رسائلهم تعني في بعدها الحقيقي استقالتهم من الحياة السياسية .
و هذا أمر طبيعي فلا يعقل أن يرفض الناس السلطة و خياراتها برمتها ثم يعودون للاهتمام ببعض تفاصيل قراراتها مثل الرئاسيات و الدستور و...
و يعتقد نصر الدين قاسم، أن الشباب المعارض على الفايسبوك ركز اهتمامه في الحياة السياسية أكثر على ما يثير الضحك و السخرية. فتم تناول المواضيع السياسية على سبيل التنكيت و تسفيه رجالها و نسائها، و ليس من جانب تقييمها أو مناقشة ما تطرحه من أفكار أو برامج.
و يرى الأستاذ سمير بوقشابية، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكيكدة، بأن غياب التشريعات التي تضبط الفضاء الالكتروني، جعل منه مكسبا كبيرا مكًن المعارضين استغلاله في التعبير عن أرائهم و مواقفهم و دون أن تطالهم عقوبات النشر، كما أنهم يستخدمون أسماء مستعارة أو صفحات إلكترونية مجهولة المصدر، و تمويه أسمائهم و صفاتهم و أماكن وجودهم.، إلا أن هذا لم يمنع السلطة من اعتقال و سجن العديد من الناشطين على الفايسبوك.
و ما قضية المدون عبد الغاني علوي الذي لا يزال رهن الاعتقال، إلا الدليل على ذلك.
....
جهاز قياس توجهات الشباب
و من جهته أعتبر محسن الهاشمي خنيش، الإعلامي، و الباحث في العلوم السياسية، أن ميل الشباب الجزائري إلى المعارضة الإلكترونية راجع إلى المساحات الضيقة التي تعطى له من طرف الأحزاب السياسية بمختلف مواقعها الإعلامية.
و أضاف الأستاذ محسن لـDW بأن ضعف مستوى المعارضة الإلكترونية راجع لضعف الثقافة السياسية للشعب الجزائري بصفة عامة، و هذا الضعف لا يقلل من صدقية تعبيراتها في نقل الواقع كما يراه المواطن البسيط.
و من الأفضل للسلطة والمعارضة أن تعتبر ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي "ترمومتر" تقيس به اتجاهات المواطنين و انشغالاتهم.
و يرى الباحث في العلوم السياسية بأن الشبكات الاجتماعية أصبحت أداة مهمة في التنشئة السياسية التي يعول عليها كثيرا في إدماج الشباب في العملية السياسية.
أما عن مستقبل المعارضة الإلكترونية، فيرى الأستاذ خنيش أنها ستأخذ منحى تصاعدي، كلما زاد مستوى الضغط و التضييق على المعارضة عموما و ذلك لكون الفضاء الإلكتروني لا سقف للحرية فيه، حتى و إن كان خاضعا للرقابة غير المباشرة من قبل الحكومة و مختلف الأجهزة الأمنية.
....
الخوف من العنف..هاجس الجميع
و يستبعد رئيس تحرير القسم السياسي بموقع الشروق، نزول هذه المعارضة للشارع كقوة معارضة جدية، و ذلك لسببين: الأول يتعلق بموقف هؤلاء من السلطة و السياسة بصفة عامة و استقالتهم منها، و هذا موقف يمثل الأغلبية الصامتة التي لم تعد ترى جدوى من المعارضة أو الخروج إلى الشارع على ضوء التجارب المسجلة حتى الآن.
و السبب الثاني يتعلق بأثر حملة التخويف الممارسة على الجزائريين من مخاطر ما يسمى بالربيع العربي، و ما أنتجه من دمار و فوضى في سوريا و ليبيا و مصر، و هذه الحملة أتت أكلها و استثمرت في خوف الجزائريين الذي عايشوه خلال سنوات الدم و الدمار.
.......
توفيق بوقاعدة/ الجزائر
موقع صوت ألمانيا