استقلال الأكراد..واقع يتحقق أم أضغاث حلم؟
.......
طالما حلم الأكراد بالاستقلال ولكنهم لم ينجحوا طوال الحقب والحكومات المتعاقبة في تاريخ العراق الحديث، على الرغم من دخولهم مع هذه الحكومات صراعات مريرة أشرسها كانت ضد النظام السباق لصدام حسين ومنذ سقوط صدام أصبح أكراد العراق وعددهم أربعة ملايين هم الأقرب لتحقيق الحلم فهم يتمتعون بحكم شبه مستقل في منطقة جبلية تنعم برخاء وسلام نسبي في إطار اتفاق يمنحهم 17 في المئة من مجمل ثروة العراق النفطية ترسل من بغداد، كما شغل الأكراد منصبي رئيس البلاد ووزير الخارجية ولعبت الأحزاب السياسية الكردية دورا فعالا في البرلمان والحكومة بعد عام 2003.
وعلى الرغم من كل هذه الامتيازات يرى الكثير من المراقبين ان طموحات الكرد لم تتوقف عند هذا الحد فهدفهم الأساسي والاستراتجي هو مدينة كركوك التي يسكنهما خليط من الأكراد والعرب والتركمان، وتشكل هذه المدنية المتنازع عليها والغنية بالنفط قضية شائكة في السياسة العراقية، وظلت كركوك وكذلك المناطق الأخرى على طول خطوط التماس بين العرب والأكراد نقاطا للاحتكاك بين قوات البشمرجة الكردية والجيش العراقي، لكن هذا الأخير قد انسحب، تاركا كركوك كثمرة ناضجة في يد الأكراد.
ونتيجة للأحداث الأمنية المضطردة في العراق عندما تم استيلاء مقاتلي داعش بشكل سريع على الموصل وسيطرة الأكراد على مدينة كركوك الغنية، إثارة تلك الاحداث الكثير من الشكوك حول خلفيات ما حدث مؤخرا الى جانب مخاوف دولية من تقسيم العراق.
إذ يرى بعض المحللين أن مؤشرات التوتر بين حكومة إقليم كردستان وبغداد كانت تتصاعد وتتقوّى خلال السنوات الماضية. وساءت العلاقات بين الطرفين أكثر في الفترة الأخيرة على خلفية عقد صفقة لتصدير البترول يذهب ريعها مباشرة لحكومة الإقليم بدلاً من البنك المركزي العراقي، وكان اشتد توتر بين المنطقة الكردية شبه المستقلة وبين بغداد عام 2012عندما ارسل الجانبان قوات لتعزيز مناطق على امتداد حدودهما الداخلية المتنازع عليها وهو ما اقترب بهما من حدود المواجهة في نزاعهما الطويل عميق الجذور، ولعل ابرز مظاهر النزاع يكمن في هوية مدينة كركوك وملف النفط والمناطق المتنازع عليها، حيث يطالب الاكراد بالحاق كركوك الغنية بالنفط والتي يسكنها خليط من الاكراد والتركمان والعرب والمسيحيين، بإقليمهم الذي يتمتع بحكم ذاتي، الامر الذي ترفضه بغداد، وقد انعكس الخلاف توترا خطيرا على المستوى السياسي والاقتصادي، مما أدى الى تضارب في المواقف وتحالفات ذات طابع شللي، لكن تسأل هؤلاء المحللين هل ممكن ان تقوم الحكومة الكردية باتفاقية مع خصوم الحكومة العراقية من العرب السنة بداخل قوات جهادية من المرتزقة وما عرف بداعش مع ضباط النظام السابق من البعثيين لتشكيل أقليم سني واسقاط الحكومة العراقي لقوم البشمرجة بخطف كركوك وهذا ما يسهل استقلال اقليم كردستان عن العراق، لكن بحسب بعض المتابعين يبدو هذا السيناريو التحليلي غير مدعوم بأدلة دامغة غير ان اتهامات بعض المسؤولين العراقيين المواجهة ضد رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بالتآمر على العراق وتهريب النفط الى تركيا في ظل الاوضاع التي يمر بها العراق، وأشار الى انهما اتفقا على تشكيل اقليم سني مرادف للإقليم الكردي، يضفي بعض الواقعي نظرا للأحداث المربكة التي شهدها العراق خلال الاونة الاخيرة وعلى نحو دراماتيكي.
وهذا بدى واضحا من خلال تصريحات بعض المسئولين الأكراد بأنهم بعد اغتنام كركوك سيدرسون خياراتهم بالنسبة للخطوات المقبلة لكنهم أوضحوا بأن التسوية التي أبقت على العراق كدولة واحدة تمزقت، وهذا مايثير تساؤلا هاما هل يمكن للكرد إشعال الحرب من تحقيق مكاسب جيوسياسية.
لكن هذا الأمر ينطوي على خطر أن يجد الأكراد أنفسهم في حالة حرب مع تنظيم داعش وينساقوا إلى العنف الذي تجنبوه حتى الآن وعلى مدى أكثر من عقد.
والان وبعد أن تمكن الأكراد من ضم كل المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية، يبدو أن الأكراد يتطلعون إلى تحقيق الفرصة التاريخية التي ما فتئوا ينتظرونها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، بهدف إعلان دولة كردية مستقلة، لكن استمرار الفوضى الأمنية في العراق وخطر داعش الذي يهدد الكرد ايضا، سيضع طموح الأكراد حلم تائه صعب المنال.
.....
الأكراد يخطفون كركوك
في سياق متصل تغنى الشعراء بها على مدى أجيال.. وظل مقاتلون تحصنوا في جبالها يتدربون لعقود من أجل السيطرة عليها، ولكن عندما استولت القوات الكردية اخيرا على مدينة كركوك تحقق حلم الآباء خلال ساعات دون إطلاق رصاصة واحدة.
و انهارت سيطرة بغداد على شمال العراق أمام هجوم شنه مسلحو داعش مما أتاح للأكراد السيطرة على المدينة التاريخية التي يعتبرونها كالقدس بالنسبة لهم وأصبحوا فجأة أقرب من أي وقت مضى إلى هدفهم الأبدي وهو إقامة دولة مستقلة خاصة بهم.
وبعد أن سيطر مقاتلون مما يسمى بـ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق وتحركوا العاصمة بغداد لم يضيع المقاتلون الأكراد وقتا في الحشد، وسيطر المقاتلون الأكراد بشكل كامل على كركوك وبعض الأراضي المحيطة بها. وفي المجمل زاد الأكراد مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها بنحو 40 في المئة دون اللجوء لخوض معركة واحدة. بحسب رويترز.
واستولى الأكراد على القواعد التي هجرها الجيش العراقي في كركوك وحملوا كل شيء من الأسلحة إلى أجهزة التكييف والمركبات المدرعة والحشايا (المراتب) في حماسة أعادت إلى الاذهان المشاهد التي أعقبت سقوط صدام حسين في 2003.
وقال فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البرزاني لرويترز إن العراق دخل مرحلة جديدة تختلف تماما عما قبل السيطرة على الموصل وإن الأكراد سيبحثون كيفية التعامل مع هذا العراق الجديد.
وقال جبار ياور الأمين العام لوزارة البشمركة إن كل هذه المناطق سيتم ضمها للإقليم مشيرا إلى أن حدود الإقليم الكردي باتت الآن مع ما يسمى بـ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" وليس مع الحكومة العراقية.
ويقول مسؤولون أكراد إن الأولوية الآن هي لعزل الإقليم عن التداعيات العنيفة لما يحدث في باقي أنحاء العراق، ويقول مسؤولون في كردستان إنهم توقعوا هجوم الأسبوع الماضي الذي نفذه مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل نحو عام وحذروا بغداد لكن بلا جدوى.
وبنى الأكراد دفاعاتهم بإقامة حزام أمني يمتد لأكثر من ألف كيلومتر من الحدود الإيرانية وحتى سوريا ويدور حول الموصل وهي مدينة تعدادها نحو مليوني نسمة ولا يبدو أن لدى الأكراد النية للمحاربة من أجلها.
وقال مسؤول أمريكي سابق إن الأكراد "ليسوا مهتمين بالموصل.. سيواصلون التوسع لما بعد الخط الأخضر وستكون كثيرا من هذه الأراضي مرتبطة بالنفط"، وفي الأيام التي أعقبت سقوط الموصل لمح البعض في بغداد إلى أن البشمركة قد تهب لمساعدة الحكومة العراقية وتستعيد السيطرة على المدينة التي تبعد ساعة بالسيارة عن أربيل نيابة عن بغداد.
وتقول سكاي "الخطر بالطبع هو أن تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام نفسها على أنها المدافع عن السنة في (المناطق المتنازع عليها) وتبدأ معركة مع الأكراد قد تكون بداية لحرب بين العرب والأكراد"، وقال مصدر في الحكومة الإقليمية الكردية طالبا عدم نشر اسمه "الكل يشعر بالقلق لكن هذه فرصة كبيرة بالنسبة لنا. لقد منحتنا الدولة الإسلامية في العراق والشام في أسبوعين ما لم يمنحنا اياه المالكي في ثماني سنوات".
.......
الأكراد قد لا يشاركون في الحكومة العراقية المقبلة
من جانبه قال رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود البرزاني إن رئيس وزراء العراق نوري المالكي قاد البلاد في اتجاه حكم الفرد وهدد بإنهاء مشاركة الاقليم الغني بالنفط الذي يتمتع بالحكم الذاتي في الحكومة الاتحادية.
وقال البرزاني إن الاحزاب الكردية ستجتمع قريبا مع إعلان النتائج الرسمية للانتخابات في الأيام القليلة المقبلة لتحديد موقفها من مفاوضات تشكيل الحكومة، ومن المحتمل أن تطول المحادثات لأشهر وامتنع البرزاني عن إعطاء أي تفاصيل أخرى عن موقف الأكراد لكنه قال إن الوضع السياسي في العراق لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال وإن أحد الخيارات المطروحة هو سحب المشاركة الكردية بالكامل من الحكومة ما لم تظهر بوادر التغيير.
وقال البرزاني لرويترز في مقابلة "كل الخيارات مطروحة على المائدة. حان وقت القرارات النهائية. لن ننتظر عقدا آخر ونمر بالتجربة نفسها مرة أخرى. إذا قاطعنا العملية سنقاطع كل شيء (البرلمان والحكومة)". بحسب رويترز.
ثم ألقى البرزاني بثقله وراء محاولة لم تكلل بالنجاح لعزل المالكي في اقتراع على سحب الثقة منذ عام 2012 وعليه الان التأكد من ضمان التزام بغداد بالوعود التي قطعتها على نفسها إذا وافق الاكراد على المشاركة في الحكومة مرة أخرى.
وامتنع عن الخوض في تفاصيل الكيفية التي يعتزم الاكراد أن يضمنوا من خلالها تلبية مطالبهم لكنه قال إنه سيسعى للحصول على ضمانات تتجاوز الضمانات الورقية.
ورغم الخصومات يسلم بعض المسؤولين الاكراد بصفة غير رسمية بأن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع المالكي ولو حتى بهدف كسب الوقت إلى أن ينهض اقليم كردستان.
ويعمل الأكراد حاليا على تحقيق الاستقلال الاقتصادي وفي أواخر العام الماضي استكملوا مد خط أنابيب للنفط إلى تركيا يمكن من الناحية النظرية أن يجعلهم يتمتعون بالاكتفاء الذاتي. وهو ما جعل بغداد ترد بخفض تمويل الاقليم.
ويقول الأكراد إن من حقهم دستوريا تصدير النفط بشروطهم الخاصة وإن أكثر من مليوني برميل تدفقت بالفعل عبر خط الانابيب الجديد إلى صهاريج تخزين في ميناء تركي. وهددت بغداد بعواقب وخيمة إذا تم تصدير النفط دون موافقة على مستوى الحكومة الاتحادية لكن البرزاني قال إنه لا تراجع عن القرار.
........
شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/حزيران/2014
.......
طالما حلم الأكراد بالاستقلال ولكنهم لم ينجحوا طوال الحقب والحكومات المتعاقبة في تاريخ العراق الحديث، على الرغم من دخولهم مع هذه الحكومات صراعات مريرة أشرسها كانت ضد النظام السباق لصدام حسين ومنذ سقوط صدام أصبح أكراد العراق وعددهم أربعة ملايين هم الأقرب لتحقيق الحلم فهم يتمتعون بحكم شبه مستقل في منطقة جبلية تنعم برخاء وسلام نسبي في إطار اتفاق يمنحهم 17 في المئة من مجمل ثروة العراق النفطية ترسل من بغداد، كما شغل الأكراد منصبي رئيس البلاد ووزير الخارجية ولعبت الأحزاب السياسية الكردية دورا فعالا في البرلمان والحكومة بعد عام 2003.
وعلى الرغم من كل هذه الامتيازات يرى الكثير من المراقبين ان طموحات الكرد لم تتوقف عند هذا الحد فهدفهم الأساسي والاستراتجي هو مدينة كركوك التي يسكنهما خليط من الأكراد والعرب والتركمان، وتشكل هذه المدنية المتنازع عليها والغنية بالنفط قضية شائكة في السياسة العراقية، وظلت كركوك وكذلك المناطق الأخرى على طول خطوط التماس بين العرب والأكراد نقاطا للاحتكاك بين قوات البشمرجة الكردية والجيش العراقي، لكن هذا الأخير قد انسحب، تاركا كركوك كثمرة ناضجة في يد الأكراد.
ونتيجة للأحداث الأمنية المضطردة في العراق عندما تم استيلاء مقاتلي داعش بشكل سريع على الموصل وسيطرة الأكراد على مدينة كركوك الغنية، إثارة تلك الاحداث الكثير من الشكوك حول خلفيات ما حدث مؤخرا الى جانب مخاوف دولية من تقسيم العراق.
إذ يرى بعض المحللين أن مؤشرات التوتر بين حكومة إقليم كردستان وبغداد كانت تتصاعد وتتقوّى خلال السنوات الماضية. وساءت العلاقات بين الطرفين أكثر في الفترة الأخيرة على خلفية عقد صفقة لتصدير البترول يذهب ريعها مباشرة لحكومة الإقليم بدلاً من البنك المركزي العراقي، وكان اشتد توتر بين المنطقة الكردية شبه المستقلة وبين بغداد عام 2012عندما ارسل الجانبان قوات لتعزيز مناطق على امتداد حدودهما الداخلية المتنازع عليها وهو ما اقترب بهما من حدود المواجهة في نزاعهما الطويل عميق الجذور، ولعل ابرز مظاهر النزاع يكمن في هوية مدينة كركوك وملف النفط والمناطق المتنازع عليها، حيث يطالب الاكراد بالحاق كركوك الغنية بالنفط والتي يسكنها خليط من الاكراد والتركمان والعرب والمسيحيين، بإقليمهم الذي يتمتع بحكم ذاتي، الامر الذي ترفضه بغداد، وقد انعكس الخلاف توترا خطيرا على المستوى السياسي والاقتصادي، مما أدى الى تضارب في المواقف وتحالفات ذات طابع شللي، لكن تسأل هؤلاء المحللين هل ممكن ان تقوم الحكومة الكردية باتفاقية مع خصوم الحكومة العراقية من العرب السنة بداخل قوات جهادية من المرتزقة وما عرف بداعش مع ضباط النظام السابق من البعثيين لتشكيل أقليم سني واسقاط الحكومة العراقي لقوم البشمرجة بخطف كركوك وهذا ما يسهل استقلال اقليم كردستان عن العراق، لكن بحسب بعض المتابعين يبدو هذا السيناريو التحليلي غير مدعوم بأدلة دامغة غير ان اتهامات بعض المسؤولين العراقيين المواجهة ضد رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بالتآمر على العراق وتهريب النفط الى تركيا في ظل الاوضاع التي يمر بها العراق، وأشار الى انهما اتفقا على تشكيل اقليم سني مرادف للإقليم الكردي، يضفي بعض الواقعي نظرا للأحداث المربكة التي شهدها العراق خلال الاونة الاخيرة وعلى نحو دراماتيكي.
وهذا بدى واضحا من خلال تصريحات بعض المسئولين الأكراد بأنهم بعد اغتنام كركوك سيدرسون خياراتهم بالنسبة للخطوات المقبلة لكنهم أوضحوا بأن التسوية التي أبقت على العراق كدولة واحدة تمزقت، وهذا مايثير تساؤلا هاما هل يمكن للكرد إشعال الحرب من تحقيق مكاسب جيوسياسية.
لكن هذا الأمر ينطوي على خطر أن يجد الأكراد أنفسهم في حالة حرب مع تنظيم داعش وينساقوا إلى العنف الذي تجنبوه حتى الآن وعلى مدى أكثر من عقد.
والان وبعد أن تمكن الأكراد من ضم كل المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية، يبدو أن الأكراد يتطلعون إلى تحقيق الفرصة التاريخية التي ما فتئوا ينتظرونها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، بهدف إعلان دولة كردية مستقلة، لكن استمرار الفوضى الأمنية في العراق وخطر داعش الذي يهدد الكرد ايضا، سيضع طموح الأكراد حلم تائه صعب المنال.
.....
الأكراد يخطفون كركوك
في سياق متصل تغنى الشعراء بها على مدى أجيال.. وظل مقاتلون تحصنوا في جبالها يتدربون لعقود من أجل السيطرة عليها، ولكن عندما استولت القوات الكردية اخيرا على مدينة كركوك تحقق حلم الآباء خلال ساعات دون إطلاق رصاصة واحدة.
و انهارت سيطرة بغداد على شمال العراق أمام هجوم شنه مسلحو داعش مما أتاح للأكراد السيطرة على المدينة التاريخية التي يعتبرونها كالقدس بالنسبة لهم وأصبحوا فجأة أقرب من أي وقت مضى إلى هدفهم الأبدي وهو إقامة دولة مستقلة خاصة بهم.
وبعد أن سيطر مقاتلون مما يسمى بـ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق وتحركوا العاصمة بغداد لم يضيع المقاتلون الأكراد وقتا في الحشد، وسيطر المقاتلون الأكراد بشكل كامل على كركوك وبعض الأراضي المحيطة بها. وفي المجمل زاد الأكراد مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها بنحو 40 في المئة دون اللجوء لخوض معركة واحدة. بحسب رويترز.
واستولى الأكراد على القواعد التي هجرها الجيش العراقي في كركوك وحملوا كل شيء من الأسلحة إلى أجهزة التكييف والمركبات المدرعة والحشايا (المراتب) في حماسة أعادت إلى الاذهان المشاهد التي أعقبت سقوط صدام حسين في 2003.
وقال فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البرزاني لرويترز إن العراق دخل مرحلة جديدة تختلف تماما عما قبل السيطرة على الموصل وإن الأكراد سيبحثون كيفية التعامل مع هذا العراق الجديد.
وقال جبار ياور الأمين العام لوزارة البشمركة إن كل هذه المناطق سيتم ضمها للإقليم مشيرا إلى أن حدود الإقليم الكردي باتت الآن مع ما يسمى بـ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" وليس مع الحكومة العراقية.
ويقول مسؤولون أكراد إن الأولوية الآن هي لعزل الإقليم عن التداعيات العنيفة لما يحدث في باقي أنحاء العراق، ويقول مسؤولون في كردستان إنهم توقعوا هجوم الأسبوع الماضي الذي نفذه مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل نحو عام وحذروا بغداد لكن بلا جدوى.
وبنى الأكراد دفاعاتهم بإقامة حزام أمني يمتد لأكثر من ألف كيلومتر من الحدود الإيرانية وحتى سوريا ويدور حول الموصل وهي مدينة تعدادها نحو مليوني نسمة ولا يبدو أن لدى الأكراد النية للمحاربة من أجلها.
وقال مسؤول أمريكي سابق إن الأكراد "ليسوا مهتمين بالموصل.. سيواصلون التوسع لما بعد الخط الأخضر وستكون كثيرا من هذه الأراضي مرتبطة بالنفط"، وفي الأيام التي أعقبت سقوط الموصل لمح البعض في بغداد إلى أن البشمركة قد تهب لمساعدة الحكومة العراقية وتستعيد السيطرة على المدينة التي تبعد ساعة بالسيارة عن أربيل نيابة عن بغداد.
وتقول سكاي "الخطر بالطبع هو أن تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام نفسها على أنها المدافع عن السنة في (المناطق المتنازع عليها) وتبدأ معركة مع الأكراد قد تكون بداية لحرب بين العرب والأكراد"، وقال مصدر في الحكومة الإقليمية الكردية طالبا عدم نشر اسمه "الكل يشعر بالقلق لكن هذه فرصة كبيرة بالنسبة لنا. لقد منحتنا الدولة الإسلامية في العراق والشام في أسبوعين ما لم يمنحنا اياه المالكي في ثماني سنوات".
.......
الأكراد قد لا يشاركون في الحكومة العراقية المقبلة
من جانبه قال رئيس إقليم كردستان العراقي مسعود البرزاني إن رئيس وزراء العراق نوري المالكي قاد البلاد في اتجاه حكم الفرد وهدد بإنهاء مشاركة الاقليم الغني بالنفط الذي يتمتع بالحكم الذاتي في الحكومة الاتحادية.
وقال البرزاني إن الاحزاب الكردية ستجتمع قريبا مع إعلان النتائج الرسمية للانتخابات في الأيام القليلة المقبلة لتحديد موقفها من مفاوضات تشكيل الحكومة، ومن المحتمل أن تطول المحادثات لأشهر وامتنع البرزاني عن إعطاء أي تفاصيل أخرى عن موقف الأكراد لكنه قال إن الوضع السياسي في العراق لا يمكن أن يستمر على هذا المنوال وإن أحد الخيارات المطروحة هو سحب المشاركة الكردية بالكامل من الحكومة ما لم تظهر بوادر التغيير.
وقال البرزاني لرويترز في مقابلة "كل الخيارات مطروحة على المائدة. حان وقت القرارات النهائية. لن ننتظر عقدا آخر ونمر بالتجربة نفسها مرة أخرى. إذا قاطعنا العملية سنقاطع كل شيء (البرلمان والحكومة)". بحسب رويترز.
ثم ألقى البرزاني بثقله وراء محاولة لم تكلل بالنجاح لعزل المالكي في اقتراع على سحب الثقة منذ عام 2012 وعليه الان التأكد من ضمان التزام بغداد بالوعود التي قطعتها على نفسها إذا وافق الاكراد على المشاركة في الحكومة مرة أخرى.
وامتنع عن الخوض في تفاصيل الكيفية التي يعتزم الاكراد أن يضمنوا من خلالها تلبية مطالبهم لكنه قال إنه سيسعى للحصول على ضمانات تتجاوز الضمانات الورقية.
ورغم الخصومات يسلم بعض المسؤولين الاكراد بصفة غير رسمية بأن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع المالكي ولو حتى بهدف كسب الوقت إلى أن ينهض اقليم كردستان.
ويعمل الأكراد حاليا على تحقيق الاستقلال الاقتصادي وفي أواخر العام الماضي استكملوا مد خط أنابيب للنفط إلى تركيا يمكن من الناحية النظرية أن يجعلهم يتمتعون بالاكتفاء الذاتي. وهو ما جعل بغداد ترد بخفض تمويل الاقليم.
ويقول الأكراد إن من حقهم دستوريا تصدير النفط بشروطهم الخاصة وإن أكثر من مليوني برميل تدفقت بالفعل عبر خط الانابيب الجديد إلى صهاريج تخزين في ميناء تركي. وهددت بغداد بعواقب وخيمة إذا تم تصدير النفط دون موافقة على مستوى الحكومة الاتحادية لكن البرزاني قال إنه لا تراجع عن القرار.
........
شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/حزيران/2014