إهمال المسؤولين للرياضة و الترفيه
الرياضة بشتى أنواعها، تمتص طاقات كبيرة، لاسيما تلك الموجودة لدى الشباب، وتساعد على ملء فراغهم، وتحميهم من الانخراط في عالم الاجرام مجبرين، فالطاقة الشبابية اذا لم تجد منفذا لها في الملاعب الرياضية وأماكن الترفيه السليمة، والسبل المناسبة لاستيعاب الطاقة البشرية، سوف تدفع بالشباب وغيرهم من الفئات العمرية، نحو طرق ومسارات وعوالم منحرفة، تقودهم الى متاهات الضياع، وتدفعهم نحو التحول من الطاقة الايجابية الفاعلة والداخلة في بناء الدولة والمجتمع، الى طاقة مدمرة تعمل على تدمير النسيج المجتمع، وتعمل على إشغال اجهزة الدولة المعنية، من خلال القيام بجرائم وتجاوزات تطول الجميع بلا استثناء.
وكلنا نتفق على أن لكل خلل أسبابه، وثمة حالات معروفة للجميع، تقف وراء الانحرافات التي يعاني منها الشباب اولا، ثم عموم الناس، تتقدم هذه الاسباب، ظاهرة إهمال الملاعب الرياضية، ترادفها ظاهرة مشابهة لها، وهي تتعلق بإهمال الاماكن الترفيهية، وعندما نسأل عن الاسباب، ونبحث عنها، فإننا لا نصل الى الاسباب الحقيقية، لان سلسلة الاعذار والمبررات التي يسوقها المسؤولون عن هذا الاهمال المتواصل، غالبا ما تكون جاهزة وحاضرة ومكررة.
لذلك نلاحظ إن جميع المسؤولين اليوم يتذرعون بالظروف الامنية المتردية في البلد، ومع اننا لا ننكر هذا الجانب، لكن ما هي العلاقة بين اهمال الرياضة والأمن اذا اراد المسؤولون يؤدون اعمالهم بالطرق والاساليب الصحيحة، ويبقى التساؤل قائما، لماذا يهتم المسؤولون بالأمور والمنافع الخاصة بهم، وعندما يتعلق الامر بالمواطن يختبئون خلف الاوضاع الامنية، ثم لماذا تغيب اماكن الترفيه المناسبة حتى في المناطق الهادئة والمسيطر عليها أمنيا؟.
كثير من التقارير التلفازية أظهرت بصورة واضحة مجاميع كثيرة وكبيرة من الشباب يأخذون من الشوارع العامة ملاعب لهم، يمارسون فيها الرياضة فوق الاسفلت الساخن، وخاصة كرة القدم الشعبية، لغياب الملاعب المناسبة، وايضا غياب لاماكن الترفيهية، إن اللامبالاة في التعامل مع طاقات الشباب يؤدي حتما الى نتائج سلبية غير محسوبة، ولا يجوز ان تُلقى المسؤولية على عاتق الشاب او عائلته، في حين تتهرب الجهات المعنية بالشباب من مسؤولياتها، وتحاول ان تجد الاعذار والمبررات لهذا التقاعس الواضح، خاصة اننا نتابع بدقة الاموال الكبيرة التي يتم رصدها من ميزانية الدولة العراقية للرياضة والترفيه، ومن الواضح ان هناك اموالا كبيرة يتم هدرها في غير المكان المناسب لها، فضلا عن التلاعب بهذه الاموال الضخمة، عبر الصفقات المشبوهة، او الانفاق غير المبرر في مجالات لا علاقة لها بالرياضة او اماكن الترفيه، ولا يتوقف الاهمال عند المسؤولين فقط، بل هناك تردد في معاقبة هؤلاء والتصدي لحالات التلاعب التي يقومون بها، رغبة في الاستفادة المادية اللامشروعة على حساب الشعب.
إن الحديث عن ظاهرة اللامبالاة، وعدم اهتمام الدوائر والمؤسسات المعنية بالشباب والرياضة والترفيه، لا يقل أهمية عن الانشغال بالخروقات الامنية، فالأمن والرياضة والترفيه بينهما رابط مشترك، بمعنى ليس هناك امن تام من دون امتصاص طاقات الشباب بالطرق الصحيحة والمناسبة، ولعل الرياضة والترفيه هما السبل الأكثر قدرة على وضع الشباب على الجادة الصحيحة، فيما يتعلق بتوظيف الطاقة في المكان المناسب لها.
ولا ننسى الافرازات الصحية التي يتسبب بها اهمال الرياضة، وقلة حركة الجسد، وهذه الاضرار تحدث بسبب غياب الملاعب وقلة الحركة التي تؤدي بدورها الى زيادة الوزن الذي يصبح عبئا عائقا على أجهزة الجسم المختلفة وتسهم ايضا في التسبب بمشكلات صحية اخرى منها مشكلة الهضم وآلام أسفل الظهر والضغط على الحجاب الحاجز، وعدم قدرة الجسم على امتصاص الاوكسجين وكثرة المشاكل في الجهاز التنفسي من احتقان الرئة وانسداد الشعب الهوائية وصعوبة التنفس وضمور العضلات ونقص حجمها مما يجعلها غير قادرة على العمل بكفاءة.
وحتما سوف ينعكس هذا الخلل الصحي على الحالة النفسية للفرد الشاب وسواه، وهكذا نلاحظ أن اهمال المسؤولين للملاعب الرياضية واماكن الترفيه، يتسبب بسلسلة من المشكلات النفسية والجسدية التي تشكل عائقا كبيرا امام الصحة السليمة للانسان، الامر الذي يؤدي بالنتيجة الى خلق مواطن عاجز نفسيا وجسديا عن مواصلة الحياة بصورة سليمة، وبدلا من ان يكون منتجا وفاعلا في المجتمع، يتحول الى عبء عليه، بسبب الاهمال الذي يعود الى الجهات والمؤسسات والقيادات المعنية بالترفيه والرياضة معا.
لهذا يتطلب هذا الحقل الرياضي الترفيهي المتداخل مع بعضه، جدية في التعامل، ومراقبة للمسؤولين عن الرياضة والترفيه، ومحاسبتهم في حالة الخلل والاهمال أو التركيز على المنافع الفردية على حساب المواطن، ولابد أن يؤمن هؤلاء المسؤولون بأن الاعمال والمسؤوليات المنوطة بهم، مهمة جدا، وليت مهمات ثانوية، كونها تتعلق بالأداء الجيد للفرد وتعود عليه بالنفع الجسدي والنفسي، ومساهمة ذلك في بناء المجتمع الجيد والدولة المتطورة.
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/تموز/2014
الرياضة بشتى أنواعها، تمتص طاقات كبيرة، لاسيما تلك الموجودة لدى الشباب، وتساعد على ملء فراغهم، وتحميهم من الانخراط في عالم الاجرام مجبرين، فالطاقة الشبابية اذا لم تجد منفذا لها في الملاعب الرياضية وأماكن الترفيه السليمة، والسبل المناسبة لاستيعاب الطاقة البشرية، سوف تدفع بالشباب وغيرهم من الفئات العمرية، نحو طرق ومسارات وعوالم منحرفة، تقودهم الى متاهات الضياع، وتدفعهم نحو التحول من الطاقة الايجابية الفاعلة والداخلة في بناء الدولة والمجتمع، الى طاقة مدمرة تعمل على تدمير النسيج المجتمع، وتعمل على إشغال اجهزة الدولة المعنية، من خلال القيام بجرائم وتجاوزات تطول الجميع بلا استثناء.
وكلنا نتفق على أن لكل خلل أسبابه، وثمة حالات معروفة للجميع، تقف وراء الانحرافات التي يعاني منها الشباب اولا، ثم عموم الناس، تتقدم هذه الاسباب، ظاهرة إهمال الملاعب الرياضية، ترادفها ظاهرة مشابهة لها، وهي تتعلق بإهمال الاماكن الترفيهية، وعندما نسأل عن الاسباب، ونبحث عنها، فإننا لا نصل الى الاسباب الحقيقية، لان سلسلة الاعذار والمبررات التي يسوقها المسؤولون عن هذا الاهمال المتواصل، غالبا ما تكون جاهزة وحاضرة ومكررة.
لذلك نلاحظ إن جميع المسؤولين اليوم يتذرعون بالظروف الامنية المتردية في البلد، ومع اننا لا ننكر هذا الجانب، لكن ما هي العلاقة بين اهمال الرياضة والأمن اذا اراد المسؤولون يؤدون اعمالهم بالطرق والاساليب الصحيحة، ويبقى التساؤل قائما، لماذا يهتم المسؤولون بالأمور والمنافع الخاصة بهم، وعندما يتعلق الامر بالمواطن يختبئون خلف الاوضاع الامنية، ثم لماذا تغيب اماكن الترفيه المناسبة حتى في المناطق الهادئة والمسيطر عليها أمنيا؟.
كثير من التقارير التلفازية أظهرت بصورة واضحة مجاميع كثيرة وكبيرة من الشباب يأخذون من الشوارع العامة ملاعب لهم، يمارسون فيها الرياضة فوق الاسفلت الساخن، وخاصة كرة القدم الشعبية، لغياب الملاعب المناسبة، وايضا غياب لاماكن الترفيهية، إن اللامبالاة في التعامل مع طاقات الشباب يؤدي حتما الى نتائج سلبية غير محسوبة، ولا يجوز ان تُلقى المسؤولية على عاتق الشاب او عائلته، في حين تتهرب الجهات المعنية بالشباب من مسؤولياتها، وتحاول ان تجد الاعذار والمبررات لهذا التقاعس الواضح، خاصة اننا نتابع بدقة الاموال الكبيرة التي يتم رصدها من ميزانية الدولة العراقية للرياضة والترفيه، ومن الواضح ان هناك اموالا كبيرة يتم هدرها في غير المكان المناسب لها، فضلا عن التلاعب بهذه الاموال الضخمة، عبر الصفقات المشبوهة، او الانفاق غير المبرر في مجالات لا علاقة لها بالرياضة او اماكن الترفيه، ولا يتوقف الاهمال عند المسؤولين فقط، بل هناك تردد في معاقبة هؤلاء والتصدي لحالات التلاعب التي يقومون بها، رغبة في الاستفادة المادية اللامشروعة على حساب الشعب.
إن الحديث عن ظاهرة اللامبالاة، وعدم اهتمام الدوائر والمؤسسات المعنية بالشباب والرياضة والترفيه، لا يقل أهمية عن الانشغال بالخروقات الامنية، فالأمن والرياضة والترفيه بينهما رابط مشترك، بمعنى ليس هناك امن تام من دون امتصاص طاقات الشباب بالطرق الصحيحة والمناسبة، ولعل الرياضة والترفيه هما السبل الأكثر قدرة على وضع الشباب على الجادة الصحيحة، فيما يتعلق بتوظيف الطاقة في المكان المناسب لها.
ولا ننسى الافرازات الصحية التي يتسبب بها اهمال الرياضة، وقلة حركة الجسد، وهذه الاضرار تحدث بسبب غياب الملاعب وقلة الحركة التي تؤدي بدورها الى زيادة الوزن الذي يصبح عبئا عائقا على أجهزة الجسم المختلفة وتسهم ايضا في التسبب بمشكلات صحية اخرى منها مشكلة الهضم وآلام أسفل الظهر والضغط على الحجاب الحاجز، وعدم قدرة الجسم على امتصاص الاوكسجين وكثرة المشاكل في الجهاز التنفسي من احتقان الرئة وانسداد الشعب الهوائية وصعوبة التنفس وضمور العضلات ونقص حجمها مما يجعلها غير قادرة على العمل بكفاءة.
وحتما سوف ينعكس هذا الخلل الصحي على الحالة النفسية للفرد الشاب وسواه، وهكذا نلاحظ أن اهمال المسؤولين للملاعب الرياضية واماكن الترفيه، يتسبب بسلسلة من المشكلات النفسية والجسدية التي تشكل عائقا كبيرا امام الصحة السليمة للانسان، الامر الذي يؤدي بالنتيجة الى خلق مواطن عاجز نفسيا وجسديا عن مواصلة الحياة بصورة سليمة، وبدلا من ان يكون منتجا وفاعلا في المجتمع، يتحول الى عبء عليه، بسبب الاهمال الذي يعود الى الجهات والمؤسسات والقيادات المعنية بالترفيه والرياضة معا.
لهذا يتطلب هذا الحقل الرياضي الترفيهي المتداخل مع بعضه، جدية في التعامل، ومراقبة للمسؤولين عن الرياضة والترفيه، ومحاسبتهم في حالة الخلل والاهمال أو التركيز على المنافع الفردية على حساب المواطن، ولابد أن يؤمن هؤلاء المسؤولون بأن الاعمال والمسؤوليات المنوطة بهم، مهمة جدا، وليت مهمات ثانوية، كونها تتعلق بالأداء الجيد للفرد وتعود عليه بالنفع الجسدي والنفسي، ومساهمة ذلك في بناء المجتمع الجيد والدولة المتطورة.
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/تموز/2014