ليبيا بين شرنقة الاستقلال و مشرط الحرب بالوكالة
ليبيا التي تتنازعها الفوضى السياسية والعسكرية منذ سقوط نظام القذافي بدعم من القوى الغربية، تحولت اليوم، الى بؤرة تتقاطع فيها العديد من المصالح الشرق اوسطية والغربية، سيما و ان الداعمين و الرافضين لمشروع الاسلام السياسي زادوا من حدة الصراع بالنيابة في منطقة شمال افريقيا الاستراتيجية، و التي يتخوف منها الغرب كثيرا، في حال اصبحت الحدود نحو اوروبا والغرب مكشوفة امام مد القوى و الحركات الاسلامية، و التي قد تستغلها التنظيمات المتطرفة في ضرب المصالح الغربية او شن هجمات انتحارية بصورة مباشرة داخل هذه الدول، و مع احتدام الصراع المسلح بين الميليشيات الاسلامية و القوات المدعومة من النظام السياسي الحالي، و التي هي ايضا خليط من قوات نظامية و حركات ذات اتجاهات مختلفة، يرى الكثير من المحللين، ان الاوضاع الليبية قد تشهد المزيد من التأزم، بعد ان زاد التنافر السياسي بين الاطراف الداعمة لهذه الجماعات، و التي تعتقد ان الاطراف الاخرى تشكل خطرا على امنها القومي، اضافة الى المحيط العربي.
بالمقابل، فان الدول الغربية، و على الرغم من التهديد المعلن الذي يشكله خطر سقوط ليبيا بالكامل بيد الجماعات المسلحة ذات التوجهات الدينية المتطرفة، لا تتدخل بصورة مباشرة في حلحلة الاوضاع المرتبكة، سياسيا و عسكريا، في ليبيا، كما ساهمت من قبل في اسقاط نظام القذافي، و دعت القوى الغربية الى الانهاء الفوري للقتال في ليبيا، و اصدرت الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و المانيا و اسبانيا و ايطاليا و كندا و مالطا بيانا مشتركا قالت فيه انها "قلقة للغاية" بشان الوضع في ليبيا، و اضاف البيان "ندعو جميع الاطراف الى وقف جميع العمليات العسكرية و الامتناع عن اتخاذ اية خطوات من شانها ان تزيد من حالة الاستقطاب و الانقسامات في البلاد"، و اصدرت الدول الثماني بيانات مشتركة في الماضي تدعو الى انهاء العنف في ليبيا بعد ان خرجت الامور عن السيطرة، و جاء في بين الدول الغربية "نحن ندرس بدقة قرار المحكمة العليا و سياقه و تبعاته".
انفصال الشرق
فقد قال مسلحون ليبيون سيطروا على موانيء نفطية في الماضي للمطالبة بالحكم الذاتي انهم سيعلنون الاستقلال في شرق البلاد إذا اعترف العالم بالبرلمان المنافس في طرابلس فيما يسلط الضوء على التوترات في البلاد المنتجة للنفط، و تراقب أسواق النفط تصرفات زعيم هؤلاء المسلحين إبراهيم الجضران الذي سيطر هو و أنصاره لنحو عام على أربعة موانيء نفط رئيسية في شرق ليبيا الذي ينتج نحو 600 الف برميل يوميا، و وقع الجضران اتفاقا مع الحكومة في ابريل نيسان لاعادة فتح موانيء النفط و خفف من لهجة تصريحاته، لكنه الآن صعد من لهجته بدرجة كبيرة، و لا يعرف انه هدد بتقسيم ليبيا إلى دول منفصلة، و ليبيا منقسمة فعليا و تتحول إلى كابوس أمني لجيرانها العرب و القوى الغربية، و تتقاتل جماعات مسلحة و متشددون إسلاميون ساعدوا في الاطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 من أجل السلطة و الحصول على نصيب من إيرادات النفط.
و سيطرت جماعة مسلحة على العاصمة طرابلس في أغسطس آب و أقامت برلمانها الخاص لتترك لنواب البرلمان المعترف به دوليا و الحكومة دويلة في شرق البلاد حيث يوجد رئيس الوزراء و حكومته في البيضاء و البرلمان في طبرق، و قالت الجماعة التي يقودها الجضران في البيان "في حال اعترف المجتمع الدولي و أخواننا في طرابلس و فزان بالمؤتمر الوطني و سحب اعترافهم بمجلس النواب فإننا سنضطر إلى أن نعلن استقلال دولة برقة و العودة لدستور 1949، على أن يتولى أعضاء مجلس النواب في اقليم برقة السلطة التشريعية كمجلس نواب للإقليم"، و أضافت أنها تتحدث أيضا باسم زعماء قبائل الشرق الذين لم تحددهم، و أعلنت المحكمة العليا في ليبيا عدم دستورية انتخابات مجلس النواب في طبرق، و رفض البرلمان الحكم و اعتبره باطلا لوجود المحكمة في طرابلس التي تخضع لسيطرة البرلمان المنافس. بحسب رويترز.
و قالت جماعة الجضران إن الحكم باطل لأن القضاة لا يعملون في مناخ مستقل، و قال الجضران إن نوابا من الشرق من أعضاء مجلس النواب سيشكلون برلمانا خاصا لبرقة في حالة اعلان الانفصال، و يثير قرار المحكمة الجدل و يضع ضغوطا على المجتمع الدولي للتعامل مع رئيس الوزراء المنافس عمر الحاسي الذي تسيطر حكومته و الكتائب التابعة له على معظم غرب ليبيا، وك ان دبلوماسيون غربيون أشادوا في السابق بالمحكمة الدستورية على انها من أكثر المؤسسات حرفية في البلد الذي تسوده الفوضى، و لم تعلق بعد القوى الغربية الرئيسية على الحكم فيما يعكس الشكوك بشأن كيفية التعامل معه، و في سبتمبر أيلول بدأت الأمم المتحدة أول جولة من المحادثات لجمع الاطراف المتناحرة، لكن المحادثات تستند إلى افتراض أن مجلس النواب هو البرلمان الشرعي في البلاد، و زاد انتاج النفط إلى نحو 800 ألف برميل يوميا في الشهرين الماضيين بفضل اعادة فتح ميناء راس السدر و ميناءين آخرين في الشرق بموجب اتفاق بين الجضران و رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني، لكن الانتاج تراجع بمقدار 200 الف برميل يوميا على الأقل عندما اضطرت السلطات إلى اغلاق حقل الشرارة بعد ان دخلته جماعة مسلحة و سرقت عربات و معدات النفط.
الإسلاميون في بنغازي
الى ذلك تعلو أصوات الدبابات التي تسير أمام بيوت تغطيها ثقوب الرصاص في مدينة بنغازي في شرق ليبيا فيخرج سكان لتحية جنود يحتفلون بنصر نادر على الإسلاميين المتشددين، و يهتف جندي "الله أكبر" بينما تلاحق الدبابات مقاتلين إسلاميين يفرون من هجوم الجيش على المدينة التي غرقت في فوضى أخذت البلاد إلى شفا حرب أهلية بعد ثلاث سنوات منذ سقوط معمر القذافي، و في ليبيا حقق الجيش الوليد الذي تشكل رويدا رويدا بعد أن تبعثرت قوات القذافي في الحرب التي قادها حلف شمال الأطلسي عام 2011 نجاحا عندما استعاد عدة أحياء في المدينة من الإسلاميين لكن يبدو أنه نجاح مؤقت لا أكثر، و سيكون من شأن تقدم الجيش في بنغازي إثارة ارتياح رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني الذي اضطر للفرار شرقا بعد أن سيطرت جماعة مسلحة تربطها صلات بالإسلاميين على العاصمة طرابلس ثم شكلت حكومة منافسة.
المخاطر جمة بالنسبة للثني، إذا تعرض الجيش للهزيمة في بنغازي فسيتمكن المقاتلون الإسلاميون المنتمون لمجلس شورى ثوار بنغازي من الهجوم على قواعد الجيش في البيضاء التي اتخذ منها الثني و حكومته مقرا لهم و طبرق التي انتقل إليها البرلمان المنتخب، و توضح المعركة الفوضوية من أجل بنغازي كيف أن ليبيا لا تزال عاجزة عن إقامة جيش يعتمد عليه رغم أن دولا غربية وأخرى عربية تقدم تدريبا للمئات من جنوده، و منذ استيلاء المسلحين على طرابلس في الصيف و إجبار البرلمان المنتخب على الفرار إلى الشرق هناك في البلاد حكومتان و برلمانان و رئيسان لأركان الجيش يقول كل منهما إنه يقود تشكيلاته المبعثرة، و لا توجد وزارة دفاع بالمفهوم الوطني، و هذا يجعل التدريب الأجنبي للقوات غير مجد إذ لا يوجد جيش وطني موحد ينضم إليه المتدربون عند انتهاء تدريبهم، و بعضهم ينتهي بهم المطاف في صفوف جماعات مسلحة و يكون ولاؤهم فقط للقادة المحليين الذين أوفدوهم لبرامج التدريب في المقام الأول.
و أوقفت بريطانيا فجأة برنامجا تدريبيا لجنود ليبيين بعد أن ارتكب عدد منهم سلسة جرائم جنسية، و ظهرت على آخرين منهم مشاكل من ناحية الانضباط، و إذ يفلت الزمام في ليبيا فإن أكثر ما يمكن أن تأمل فيه الدول الغربية هو أن يكون بمقدور الجيش تقوية نفسه من خلال تشكيل تحالفات مع مجموعات المقاتلين غير النظامية، و يفسر هذا لماذا اصطفت القوات الخاصة بالجيش في بنغازي مع القوات الموالية للواء خليفة حفتر الذي خدم بالجيش في عهد القذافي و الذي يقود الآن قواته العسكرية الخاصة، و تشكل التحالف الذي لم يكن مرجحا بعد أن انتظر الجيش النظامي أكثر من عام مساعدة من طرابلس في قتال المتشددين الذين تزداد قوتهم في المنطقة، و أرسل حفتر دبابات و قطع مدفعية من قاعدته الرئيسية في المرج شرقي بنغازي للمشاركة في القتال. بحسب رويترز.
و أفراد القوات الخاصة و رجال حفتر رفاق سلاح قدامى باعتبار و البعض منهم شاركوا معا في الحرب على القذافي قبل ثلاث سنوات، و أيا كان الحال فقد كان الجيش في بنغازي مستقلا نوعا ما على الدوام عن طرابلس، و في مايو أيار شن حفتر عملية الكرامة و هي هجوم على الإسلاميين جذب إليه فارين من وحدات الجيش بتعاطفون مع قضيته، و الآن أطلق الجيش الموالي لحكومة الثني نفس الاسم على عمليته ضد الإسلاميين بعد أن أطلق البرلمان المنتخب إشارة الدعم للواء السابق، و قال المتحدث باسم القوات الخاصة ميلود الزاوي إن هذه القوات تأتمر بأمر رئيس الأركان العامة بالجيش الليبي عبد الرزاق الناظوري، و أضاف أن القوات الخاصة تتلقى اوامرها من طبرق في إشارة إلى مقر البرلمان المنتخب المتحالف مع الثني، و يشدد المسؤولون على أن حفتر ليس له صلة رسمية بعملية بنغازي لكن في واقع الأمر يصطحب المتحدث باسمه محمد الحجازي و أحمد المسماري المتحدث باسم رئيس الأركان الصحفيين إلى ميدان القتال، و قال حجازي إن حفتر نفسه ظهر لفترة قصيرة في بنغازي مع ضباط كبار لتفقد قواته.
و الناظوري نفسه على معرفة منذ زمن بحفتر الذي يقول مسؤولون أمريكيون إنه يتلقى دعما من مصر و الإمارات العربية المتحدة اللتين تساورهما المخاوف من انتشار الإسلاميين، مما يزيد الارتباك بشأن المشاركين في القتال أن الجيش يدعمه شبان من المنطقة يرتدون الزي المدني و يستقلون شاحنات تويوتا صغيرة، و هاجم هؤلاء الشبان نقاط التفتيش التي أقامها أنصار الشريعة عندما بدأ هجوم الجيش، و كان حفتر قد اختلف مع القذافي في الثمانينات من القرن الماضي عندما منيت القوات التي كان يقودها بهزيمة مأساوية خلال حرب في تشاد، و قال في الآونة الأخيرة إنه يريد أن يتقاعد بعد "تحرير بنغازي"، لكن معركته الأخيرة غير بادية للعيان، ففي رسالة بالفيديو في فبراير شباط أعلن انه قاد انقلابا رغم أن شيئا لم يكن يحدث وقتذاك، و في وقت لاحق طالب بتشكيل مجلس خاص لقيادة البلاد، و جذب حفتر أيضا دعما من جماعة مسلحة في مدينة الزنتان في غرب ليبيا يوجه لها اللوم على هجوم على البرلمان في طرابلس في مايو أيار.
مع ذلك كثير من السكان سعداء بأن شخصا ما سيكون مسؤولا في المدينة في النهاية رغم أن نتيجة المعركة بعيدة كثيرا عن أن تكون مضمونة، فالقتال مستمر في مناطق عدة رغم أن القوات الخاصة استعادت الثكنات التي فقدت السيطرة عليها في الصيف، و كانت بنغازي شعاع أمل في قيام نظام ديمقراطي في ليبيا بعد أن اندلعت فيها انتفاضة 2011 عندما بدأت لكنها الآن مثال لكل شيء سار في الطريق الخاطئ، إن على سكانها أن يكافحوا الاغتيالات و السطو على السيارات و انتشار الجماعات الإسلامية المسلحة في الشوارع، و جماعة أنصار الشريعة التي اتهمتها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجوم في المدينة عام 2012 أودى بحياة السفير الأمريكي وسعت نفوذها في المدينة باطراد إلى أن وقع هجوم الجيش، و بعد أن طرد الجيش أنصار الشريعة من بعض مناطق المدينة لم يصدق السكان ما يرونه، و في هذه المناطق عادت شرطة المرور للمرة الأولى منذ شهور إلى مواقع عملها في المدينة التي لا يكلف كثير من السائقين أنفسهم عناء حتى وضع لوحات أرقام على السيارات التي يملكونها.
لكن الحياة لا تزال قاسية في الوقت الذي أغلقت فيه متاجر كثيرة أبوابها و شحت البضائع بسبب إغلاق الميناء، و يقف السكان في طوابير طويلة أمام المخابز، كما أغلقت البنوك أبوابها لأنها لا ترد إليها العملات من البنك المركزي، و قال أحمد سالم (30 عاما) و هو موظف "الوضع صعب لكن لا مفر من أن ننتظر إلى النهاية"، و كانت جماعة أنصار الشريعة و هي جزء من مجلس الشورى قد تركت المدينة عام 2012 بعد أن ثار السكان على المتشددين لكن الجماعة عادت لاحقا، لكن في هذه المرة يأمل بعض السكان في أن يفرض الجيش سطوته، و قال عبد الحميد العمراني و هو كاتب إن الجيش ستكون له الغلبة لأن الشارع يؤيده، و أضاف أن مجلس الشورى انتهى أمره.
دور أمريكا
فيما قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تبحث فرض عقوبات على الفصائل التي تقاتل في ليبيا للحيلولة دون تحول حرب بالوكالة تغذيها قوى اقليمية إلى حرب أهلية شاملة و لارغام زعماء المتشددين على التفاوض، و أدى التدخل الخارجي إلى تفاقم القتال بعد ثلاثة أعوام من سقوط نظام معمر القذافي حيث تدعم قطر و إلى حد ما تركيا قوات على صلة بالإسلاميين في حين تدعم مصر و الإمارات العربية المتحدة منافسين يميلون الى العلمانية، و ستكون العقوبات الأمريكية منفصلة عن عقوبات محتملة للأمم المتحدة تهدف إلى الضغط على الفصائل و المقاتلين الليبيين للمشاركة في مفاوضات سياسية ترعاها المنظمة الدولية و يرأسها مبعوث الأمم المتحدة بيرناردينو ليون، و طرحت علنا امكانية فرض عقوبات للامم المتحدة لكن لم يكشف من قبل عن فرض عقوبات أمريكية منفصلة.
و رفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الأشخاص الذين قد تستهدفهم العقوبات أو السبب في انهم يشعرون بضرورة النظر في عقوبات أمريكية منفصلة عن الأمم المتحدة، و لم يفصحوا أيضا عن نوع العقوبات التي سيقترحونها، اما بالنسبة لعقوبات الأمم المتحدة فانها ستستهدف حال تطبيقها الأفراد أو الجماعات المشاركة في القتال و ليس داعميهم الأجانب و ستجمد اصولهم بالاضافة إلى فرض حظر للسفر، و تشهد ليبيا حالة من الفوضى في ظل تصارع حكومتين و برلمانين متنافسين على السلطة و السيطرة على ثروات البلاد النفطية، و يقع الجزء الغربي من البلاد تحت سيطرة متشددين على صلات بإسلاميين يطلقون على انفسهم اسم قوات فجر ليبيا و الذين سيطروا على العاصمة طرابلس في أغسطس آب، و أسست تلك الجماعة البرلمان السابق و شكلت حكومة خاصة بها، بينما تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على دويلة في الشرق يعمل برلمانها من فندق في طبرق، و في حكم من المرجح ان يثير انقسامات عميقة أعلنت المحكمة العليا عدم دستورية هذا البرلمان. بحسب رويترز.
و أشار المسؤولون الأمريكيون إلى سببين على الأقل للتحرك الأمريكي المنفرد، الاول هو انه اذا كانت الأمم المتحدة تتحرك ببطء أو لا تتحرك على الاطلاق فإن العقوبات الأمريكية يمكن فرضها حين ترغب واشنطن ذلك، الأمر الثاني يتمثل في ان العقوبات الأمريكية قد تكون مزعجة على نحو خاص بالنسبة للواء الليبي السابق خليفة حفتر الذي كان قد فر إلى الولايات المتحدة بعد خلاف مع القذافي و عاد ليشن حملة ضد الإسلاميين في بنغازي، و يعتقد المسؤولون الغربيون ان تدخل قوى خارجية مثل مصر و الإمارات يفاقم من حدة الصراع و ان الدولتين تسلحان و تمولان القوى الاكثر علمانية، و أصبح حفتر طبقا للمسؤولين الغربيين وكيل مصر الكبير في ليبيا اذ ترى حكومتها ان وجود متطرفين على حدودها مع ليبيا يمثل تحديا رئيسيا لأمنها القومي، و تقول الولايات المتحدة و مسؤولون من حلفائها إن الإمارات العربية المتحدة تنظر إلى القيادة في مصر على انها حائط حماية ضد المتشددين و قدمت للقاهرة دعما ماليا و عسكريا.
و يقول دبلوماسيون إن المملكة العربية السعودية و هي داعمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تؤيد التدخل المصري و الإماراتي في ليبيا و لكن لا يعتقد انها تقوم بأي دور مباشر، و تدعم قطر و تركيا الإسلاميين في ليبيا بمن فيهم بعض العناصر التي تعتبرهم الولايات المتحدة متطرفين يشكلون خطورة، و قال مسؤولون إن قطر زودت متشددين إسلاميين بالسلاح و المال في حين تقدم تركيا الدعم المعنوي، و رغم الاعتراف بمخاوف اقليمية من ان تصبح ليبيا مركز جذب للمتشددين قال مسؤول أمريكي ان واشنطن تعتقد إن التدخل الخارجي قد يخلق تحديدا "هذا النوع من الصراع، الذي يجذب عناصر سلبية إلى ليبيا بدلا من ابقائها بعيدة".
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/تشرين الثاني/2014
ليبيا التي تتنازعها الفوضى السياسية والعسكرية منذ سقوط نظام القذافي بدعم من القوى الغربية، تحولت اليوم، الى بؤرة تتقاطع فيها العديد من المصالح الشرق اوسطية والغربية، سيما و ان الداعمين و الرافضين لمشروع الاسلام السياسي زادوا من حدة الصراع بالنيابة في منطقة شمال افريقيا الاستراتيجية، و التي يتخوف منها الغرب كثيرا، في حال اصبحت الحدود نحو اوروبا والغرب مكشوفة امام مد القوى و الحركات الاسلامية، و التي قد تستغلها التنظيمات المتطرفة في ضرب المصالح الغربية او شن هجمات انتحارية بصورة مباشرة داخل هذه الدول، و مع احتدام الصراع المسلح بين الميليشيات الاسلامية و القوات المدعومة من النظام السياسي الحالي، و التي هي ايضا خليط من قوات نظامية و حركات ذات اتجاهات مختلفة، يرى الكثير من المحللين، ان الاوضاع الليبية قد تشهد المزيد من التأزم، بعد ان زاد التنافر السياسي بين الاطراف الداعمة لهذه الجماعات، و التي تعتقد ان الاطراف الاخرى تشكل خطرا على امنها القومي، اضافة الى المحيط العربي.
بالمقابل، فان الدول الغربية، و على الرغم من التهديد المعلن الذي يشكله خطر سقوط ليبيا بالكامل بيد الجماعات المسلحة ذات التوجهات الدينية المتطرفة، لا تتدخل بصورة مباشرة في حلحلة الاوضاع المرتبكة، سياسيا و عسكريا، في ليبيا، كما ساهمت من قبل في اسقاط نظام القذافي، و دعت القوى الغربية الى الانهاء الفوري للقتال في ليبيا، و اصدرت الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و المانيا و اسبانيا و ايطاليا و كندا و مالطا بيانا مشتركا قالت فيه انها "قلقة للغاية" بشان الوضع في ليبيا، و اضاف البيان "ندعو جميع الاطراف الى وقف جميع العمليات العسكرية و الامتناع عن اتخاذ اية خطوات من شانها ان تزيد من حالة الاستقطاب و الانقسامات في البلاد"، و اصدرت الدول الثماني بيانات مشتركة في الماضي تدعو الى انهاء العنف في ليبيا بعد ان خرجت الامور عن السيطرة، و جاء في بين الدول الغربية "نحن ندرس بدقة قرار المحكمة العليا و سياقه و تبعاته".
انفصال الشرق
فقد قال مسلحون ليبيون سيطروا على موانيء نفطية في الماضي للمطالبة بالحكم الذاتي انهم سيعلنون الاستقلال في شرق البلاد إذا اعترف العالم بالبرلمان المنافس في طرابلس فيما يسلط الضوء على التوترات في البلاد المنتجة للنفط، و تراقب أسواق النفط تصرفات زعيم هؤلاء المسلحين إبراهيم الجضران الذي سيطر هو و أنصاره لنحو عام على أربعة موانيء نفط رئيسية في شرق ليبيا الذي ينتج نحو 600 الف برميل يوميا، و وقع الجضران اتفاقا مع الحكومة في ابريل نيسان لاعادة فتح موانيء النفط و خفف من لهجة تصريحاته، لكنه الآن صعد من لهجته بدرجة كبيرة، و لا يعرف انه هدد بتقسيم ليبيا إلى دول منفصلة، و ليبيا منقسمة فعليا و تتحول إلى كابوس أمني لجيرانها العرب و القوى الغربية، و تتقاتل جماعات مسلحة و متشددون إسلاميون ساعدوا في الاطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 من أجل السلطة و الحصول على نصيب من إيرادات النفط.
و سيطرت جماعة مسلحة على العاصمة طرابلس في أغسطس آب و أقامت برلمانها الخاص لتترك لنواب البرلمان المعترف به دوليا و الحكومة دويلة في شرق البلاد حيث يوجد رئيس الوزراء و حكومته في البيضاء و البرلمان في طبرق، و قالت الجماعة التي يقودها الجضران في البيان "في حال اعترف المجتمع الدولي و أخواننا في طرابلس و فزان بالمؤتمر الوطني و سحب اعترافهم بمجلس النواب فإننا سنضطر إلى أن نعلن استقلال دولة برقة و العودة لدستور 1949، على أن يتولى أعضاء مجلس النواب في اقليم برقة السلطة التشريعية كمجلس نواب للإقليم"، و أضافت أنها تتحدث أيضا باسم زعماء قبائل الشرق الذين لم تحددهم، و أعلنت المحكمة العليا في ليبيا عدم دستورية انتخابات مجلس النواب في طبرق، و رفض البرلمان الحكم و اعتبره باطلا لوجود المحكمة في طرابلس التي تخضع لسيطرة البرلمان المنافس. بحسب رويترز.
و قالت جماعة الجضران إن الحكم باطل لأن القضاة لا يعملون في مناخ مستقل، و قال الجضران إن نوابا من الشرق من أعضاء مجلس النواب سيشكلون برلمانا خاصا لبرقة في حالة اعلان الانفصال، و يثير قرار المحكمة الجدل و يضع ضغوطا على المجتمع الدولي للتعامل مع رئيس الوزراء المنافس عمر الحاسي الذي تسيطر حكومته و الكتائب التابعة له على معظم غرب ليبيا، وك ان دبلوماسيون غربيون أشادوا في السابق بالمحكمة الدستورية على انها من أكثر المؤسسات حرفية في البلد الذي تسوده الفوضى، و لم تعلق بعد القوى الغربية الرئيسية على الحكم فيما يعكس الشكوك بشأن كيفية التعامل معه، و في سبتمبر أيلول بدأت الأمم المتحدة أول جولة من المحادثات لجمع الاطراف المتناحرة، لكن المحادثات تستند إلى افتراض أن مجلس النواب هو البرلمان الشرعي في البلاد، و زاد انتاج النفط إلى نحو 800 ألف برميل يوميا في الشهرين الماضيين بفضل اعادة فتح ميناء راس السدر و ميناءين آخرين في الشرق بموجب اتفاق بين الجضران و رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني، لكن الانتاج تراجع بمقدار 200 الف برميل يوميا على الأقل عندما اضطرت السلطات إلى اغلاق حقل الشرارة بعد ان دخلته جماعة مسلحة و سرقت عربات و معدات النفط.
الإسلاميون في بنغازي
الى ذلك تعلو أصوات الدبابات التي تسير أمام بيوت تغطيها ثقوب الرصاص في مدينة بنغازي في شرق ليبيا فيخرج سكان لتحية جنود يحتفلون بنصر نادر على الإسلاميين المتشددين، و يهتف جندي "الله أكبر" بينما تلاحق الدبابات مقاتلين إسلاميين يفرون من هجوم الجيش على المدينة التي غرقت في فوضى أخذت البلاد إلى شفا حرب أهلية بعد ثلاث سنوات منذ سقوط معمر القذافي، و في ليبيا حقق الجيش الوليد الذي تشكل رويدا رويدا بعد أن تبعثرت قوات القذافي في الحرب التي قادها حلف شمال الأطلسي عام 2011 نجاحا عندما استعاد عدة أحياء في المدينة من الإسلاميين لكن يبدو أنه نجاح مؤقت لا أكثر، و سيكون من شأن تقدم الجيش في بنغازي إثارة ارتياح رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني الذي اضطر للفرار شرقا بعد أن سيطرت جماعة مسلحة تربطها صلات بالإسلاميين على العاصمة طرابلس ثم شكلت حكومة منافسة.
المخاطر جمة بالنسبة للثني، إذا تعرض الجيش للهزيمة في بنغازي فسيتمكن المقاتلون الإسلاميون المنتمون لمجلس شورى ثوار بنغازي من الهجوم على قواعد الجيش في البيضاء التي اتخذ منها الثني و حكومته مقرا لهم و طبرق التي انتقل إليها البرلمان المنتخب، و توضح المعركة الفوضوية من أجل بنغازي كيف أن ليبيا لا تزال عاجزة عن إقامة جيش يعتمد عليه رغم أن دولا غربية وأخرى عربية تقدم تدريبا للمئات من جنوده، و منذ استيلاء المسلحين على طرابلس في الصيف و إجبار البرلمان المنتخب على الفرار إلى الشرق هناك في البلاد حكومتان و برلمانان و رئيسان لأركان الجيش يقول كل منهما إنه يقود تشكيلاته المبعثرة، و لا توجد وزارة دفاع بالمفهوم الوطني، و هذا يجعل التدريب الأجنبي للقوات غير مجد إذ لا يوجد جيش وطني موحد ينضم إليه المتدربون عند انتهاء تدريبهم، و بعضهم ينتهي بهم المطاف في صفوف جماعات مسلحة و يكون ولاؤهم فقط للقادة المحليين الذين أوفدوهم لبرامج التدريب في المقام الأول.
و أوقفت بريطانيا فجأة برنامجا تدريبيا لجنود ليبيين بعد أن ارتكب عدد منهم سلسة جرائم جنسية، و ظهرت على آخرين منهم مشاكل من ناحية الانضباط، و إذ يفلت الزمام في ليبيا فإن أكثر ما يمكن أن تأمل فيه الدول الغربية هو أن يكون بمقدور الجيش تقوية نفسه من خلال تشكيل تحالفات مع مجموعات المقاتلين غير النظامية، و يفسر هذا لماذا اصطفت القوات الخاصة بالجيش في بنغازي مع القوات الموالية للواء خليفة حفتر الذي خدم بالجيش في عهد القذافي و الذي يقود الآن قواته العسكرية الخاصة، و تشكل التحالف الذي لم يكن مرجحا بعد أن انتظر الجيش النظامي أكثر من عام مساعدة من طرابلس في قتال المتشددين الذين تزداد قوتهم في المنطقة، و أرسل حفتر دبابات و قطع مدفعية من قاعدته الرئيسية في المرج شرقي بنغازي للمشاركة في القتال. بحسب رويترز.
و أفراد القوات الخاصة و رجال حفتر رفاق سلاح قدامى باعتبار و البعض منهم شاركوا معا في الحرب على القذافي قبل ثلاث سنوات، و أيا كان الحال فقد كان الجيش في بنغازي مستقلا نوعا ما على الدوام عن طرابلس، و في مايو أيار شن حفتر عملية الكرامة و هي هجوم على الإسلاميين جذب إليه فارين من وحدات الجيش بتعاطفون مع قضيته، و الآن أطلق الجيش الموالي لحكومة الثني نفس الاسم على عمليته ضد الإسلاميين بعد أن أطلق البرلمان المنتخب إشارة الدعم للواء السابق، و قال المتحدث باسم القوات الخاصة ميلود الزاوي إن هذه القوات تأتمر بأمر رئيس الأركان العامة بالجيش الليبي عبد الرزاق الناظوري، و أضاف أن القوات الخاصة تتلقى اوامرها من طبرق في إشارة إلى مقر البرلمان المنتخب المتحالف مع الثني، و يشدد المسؤولون على أن حفتر ليس له صلة رسمية بعملية بنغازي لكن في واقع الأمر يصطحب المتحدث باسمه محمد الحجازي و أحمد المسماري المتحدث باسم رئيس الأركان الصحفيين إلى ميدان القتال، و قال حجازي إن حفتر نفسه ظهر لفترة قصيرة في بنغازي مع ضباط كبار لتفقد قواته.
و الناظوري نفسه على معرفة منذ زمن بحفتر الذي يقول مسؤولون أمريكيون إنه يتلقى دعما من مصر و الإمارات العربية المتحدة اللتين تساورهما المخاوف من انتشار الإسلاميين، مما يزيد الارتباك بشأن المشاركين في القتال أن الجيش يدعمه شبان من المنطقة يرتدون الزي المدني و يستقلون شاحنات تويوتا صغيرة، و هاجم هؤلاء الشبان نقاط التفتيش التي أقامها أنصار الشريعة عندما بدأ هجوم الجيش، و كان حفتر قد اختلف مع القذافي في الثمانينات من القرن الماضي عندما منيت القوات التي كان يقودها بهزيمة مأساوية خلال حرب في تشاد، و قال في الآونة الأخيرة إنه يريد أن يتقاعد بعد "تحرير بنغازي"، لكن معركته الأخيرة غير بادية للعيان، ففي رسالة بالفيديو في فبراير شباط أعلن انه قاد انقلابا رغم أن شيئا لم يكن يحدث وقتذاك، و في وقت لاحق طالب بتشكيل مجلس خاص لقيادة البلاد، و جذب حفتر أيضا دعما من جماعة مسلحة في مدينة الزنتان في غرب ليبيا يوجه لها اللوم على هجوم على البرلمان في طرابلس في مايو أيار.
مع ذلك كثير من السكان سعداء بأن شخصا ما سيكون مسؤولا في المدينة في النهاية رغم أن نتيجة المعركة بعيدة كثيرا عن أن تكون مضمونة، فالقتال مستمر في مناطق عدة رغم أن القوات الخاصة استعادت الثكنات التي فقدت السيطرة عليها في الصيف، و كانت بنغازي شعاع أمل في قيام نظام ديمقراطي في ليبيا بعد أن اندلعت فيها انتفاضة 2011 عندما بدأت لكنها الآن مثال لكل شيء سار في الطريق الخاطئ، إن على سكانها أن يكافحوا الاغتيالات و السطو على السيارات و انتشار الجماعات الإسلامية المسلحة في الشوارع، و جماعة أنصار الشريعة التي اتهمتها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجوم في المدينة عام 2012 أودى بحياة السفير الأمريكي وسعت نفوذها في المدينة باطراد إلى أن وقع هجوم الجيش، و بعد أن طرد الجيش أنصار الشريعة من بعض مناطق المدينة لم يصدق السكان ما يرونه، و في هذه المناطق عادت شرطة المرور للمرة الأولى منذ شهور إلى مواقع عملها في المدينة التي لا يكلف كثير من السائقين أنفسهم عناء حتى وضع لوحات أرقام على السيارات التي يملكونها.
لكن الحياة لا تزال قاسية في الوقت الذي أغلقت فيه متاجر كثيرة أبوابها و شحت البضائع بسبب إغلاق الميناء، و يقف السكان في طوابير طويلة أمام المخابز، كما أغلقت البنوك أبوابها لأنها لا ترد إليها العملات من البنك المركزي، و قال أحمد سالم (30 عاما) و هو موظف "الوضع صعب لكن لا مفر من أن ننتظر إلى النهاية"، و كانت جماعة أنصار الشريعة و هي جزء من مجلس الشورى قد تركت المدينة عام 2012 بعد أن ثار السكان على المتشددين لكن الجماعة عادت لاحقا، لكن في هذه المرة يأمل بعض السكان في أن يفرض الجيش سطوته، و قال عبد الحميد العمراني و هو كاتب إن الجيش ستكون له الغلبة لأن الشارع يؤيده، و أضاف أن مجلس الشورى انتهى أمره.
دور أمريكا
فيما قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تبحث فرض عقوبات على الفصائل التي تقاتل في ليبيا للحيلولة دون تحول حرب بالوكالة تغذيها قوى اقليمية إلى حرب أهلية شاملة و لارغام زعماء المتشددين على التفاوض، و أدى التدخل الخارجي إلى تفاقم القتال بعد ثلاثة أعوام من سقوط نظام معمر القذافي حيث تدعم قطر و إلى حد ما تركيا قوات على صلة بالإسلاميين في حين تدعم مصر و الإمارات العربية المتحدة منافسين يميلون الى العلمانية، و ستكون العقوبات الأمريكية منفصلة عن عقوبات محتملة للأمم المتحدة تهدف إلى الضغط على الفصائل و المقاتلين الليبيين للمشاركة في مفاوضات سياسية ترعاها المنظمة الدولية و يرأسها مبعوث الأمم المتحدة بيرناردينو ليون، و طرحت علنا امكانية فرض عقوبات للامم المتحدة لكن لم يكشف من قبل عن فرض عقوبات أمريكية منفصلة.
و رفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الأشخاص الذين قد تستهدفهم العقوبات أو السبب في انهم يشعرون بضرورة النظر في عقوبات أمريكية منفصلة عن الأمم المتحدة، و لم يفصحوا أيضا عن نوع العقوبات التي سيقترحونها، اما بالنسبة لعقوبات الأمم المتحدة فانها ستستهدف حال تطبيقها الأفراد أو الجماعات المشاركة في القتال و ليس داعميهم الأجانب و ستجمد اصولهم بالاضافة إلى فرض حظر للسفر، و تشهد ليبيا حالة من الفوضى في ظل تصارع حكومتين و برلمانين متنافسين على السلطة و السيطرة على ثروات البلاد النفطية، و يقع الجزء الغربي من البلاد تحت سيطرة متشددين على صلات بإسلاميين يطلقون على انفسهم اسم قوات فجر ليبيا و الذين سيطروا على العاصمة طرابلس في أغسطس آب، و أسست تلك الجماعة البرلمان السابق و شكلت حكومة خاصة بها، بينما تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على دويلة في الشرق يعمل برلمانها من فندق في طبرق، و في حكم من المرجح ان يثير انقسامات عميقة أعلنت المحكمة العليا عدم دستورية هذا البرلمان. بحسب رويترز.
و أشار المسؤولون الأمريكيون إلى سببين على الأقل للتحرك الأمريكي المنفرد، الاول هو انه اذا كانت الأمم المتحدة تتحرك ببطء أو لا تتحرك على الاطلاق فإن العقوبات الأمريكية يمكن فرضها حين ترغب واشنطن ذلك، الأمر الثاني يتمثل في ان العقوبات الأمريكية قد تكون مزعجة على نحو خاص بالنسبة للواء الليبي السابق خليفة حفتر الذي كان قد فر إلى الولايات المتحدة بعد خلاف مع القذافي و عاد ليشن حملة ضد الإسلاميين في بنغازي، و يعتقد المسؤولون الغربيون ان تدخل قوى خارجية مثل مصر و الإمارات يفاقم من حدة الصراع و ان الدولتين تسلحان و تمولان القوى الاكثر علمانية، و أصبح حفتر طبقا للمسؤولين الغربيين وكيل مصر الكبير في ليبيا اذ ترى حكومتها ان وجود متطرفين على حدودها مع ليبيا يمثل تحديا رئيسيا لأمنها القومي، و تقول الولايات المتحدة و مسؤولون من حلفائها إن الإمارات العربية المتحدة تنظر إلى القيادة في مصر على انها حائط حماية ضد المتشددين و قدمت للقاهرة دعما ماليا و عسكريا.
و يقول دبلوماسيون إن المملكة العربية السعودية و هي داعمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تؤيد التدخل المصري و الإماراتي في ليبيا و لكن لا يعتقد انها تقوم بأي دور مباشر، و تدعم قطر و تركيا الإسلاميين في ليبيا بمن فيهم بعض العناصر التي تعتبرهم الولايات المتحدة متطرفين يشكلون خطورة، و قال مسؤولون إن قطر زودت متشددين إسلاميين بالسلاح و المال في حين تقدم تركيا الدعم المعنوي، و رغم الاعتراف بمخاوف اقليمية من ان تصبح ليبيا مركز جذب للمتشددين قال مسؤول أمريكي ان واشنطن تعتقد إن التدخل الخارجي قد يخلق تحديدا "هذا النوع من الصراع، الذي يجذب عناصر سلبية إلى ليبيا بدلا من ابقائها بعيدة".
.......
شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/تشرين الثاني/2014