يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَ مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جوهرة نيسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
.............
لغة "الحرب" و لغة "الحب".
* خالد محمود.
.............
يقولون أن ما بين الحرب و الحب رسالة مختلفة كتلك العلاقة التي تجمع بين الماء و النار و لم نكتشفها بعد؟!
أي تناقض ذلك الذي بدأت أفكر فيه؟ و أي علاقة تلك التي نحاول اكتشافها و تجمع بين هذين المتناقضين؟
الحرب تبدأ تلميحاً ثم تسمعها تصريحاً و كذا هو الحب أيضاً..و لكن النهاية مختلفة بالتأكيد.
قد تعيش الحب دون أن تبحث عنه..و قد تدخل الحرب قبل أن تستعد لها..و إن وقعت في أي منهما فلا مجال لك أن تهرب..فهو واقعٌ و يجب أن تعيشه شئت أم أبيت!
فعلاقة الانسان بالحب و الحرب معاً علاقة أزلية،جذورها ممتدة من قبل الكلام و من مبتدأ الحرف.
نعم،لا شيء يجعل الانسان يتحدى المستحيلات و يذلل الصعاب كالحب و المحبة،فكيف سيحارب الانسان عدوه و قد نسي كل مفردات العاطفة الصادقة..لكن اليوم لم يعد الحب كما كان،بل أصبح مرحلياً يبدأ من نهايته،هوت عواطفنا و مشاعرنا من برج الحلم إلى حضيض المحسوس،و تكسرت العاطفة على صخرة وطأة الغرائز،و ضاع زمن الحس المرهف يوم كان الكلام يتلعثم على ألسنتنا أمام نظرة عين شاردة،حين كان الخجل مفتاح الولوج لمحراب المرأة و حين كان الصمت يدوي بكل لغات الطبيعة.
........
الحب الصادق.
اليوم،أبواب الحب الصادق أغلقت أبوابها و فتحت معاهد و جامعات لحب سوقي مصطنع ينتشر على أرصفة الشوارع و على حواف البرك الراكدة يبيع عشقاً رخيصاً عارياً من كل ما هو "محلل" و راقي.
علبوا حبهم على شكل زينة و فستان و بدلة عرس و اختلفوا على أثاث البيت فتراجع الحب مهزوماً و فرت عصافير الفرح عن الشبابيك المشرعة و استيقظ العشاق على لحن صاخب نشاز بعد أن هرب الحلم حاملاً كل ما هو جميل و تكسرت الوردة تحت زحمة الأشياء و تناقضاتها!
الحب و الحرب مفهومان للعقل و القلب لابدّ من تفعيلهما حتى نستحق لقب الإنسان،ففي الحب نحاول أن نتمسك أمام طوفان الحب و جبروته..و لكننا قد نفشل من الصمود كثيراً ثم ما نلبث أن ننهار..و نعلن الاستسلام..و في الحرب أيضاً نعيش تلك الصورة بعد أن يحاول أحدهم أن يصمد و لكنه قد يفشل فيحاول صنّاع الحرب أن يستخدموا كل أنواع الأسلحة لكسب المعركة..في الحب أيضاً يستخدمونها لكن قد يكون الأمر مختلف فهي تستخدم هنا لكسب القلوب..
لغة الحب قد تكون هي "قاعدة" و "لغة خاصة" لا يعرفها إلا الراسخون فى علم المحبة،حتى فى زمن الحرب هناك مَن لا يعرفون إلا لغة الحب لكى يتحدثوا بها،فالحرب أحياناً تكون ضرورية لكي تسود لغة الحب.
فعندما يتوقف الشعراء عن كتابة قصائد الحب و عندما يتوقف العشاق و المحبون عن العشق و المحبة فان ذلك يسبب الحرب لا غيرها.
هذا الصراع الأزلي بين الحب و الحرب هو أشبه ما يكون بالصراع الأزلي بين الخير و الشر و الحق و الباطل و الحرية و الدكتاتورية.
فالحب له فضائله و الحرب تحمل بعض الفضائل أحياناً عندما تنتصر للخير على الشر و للحق على الباطل و للحرية على الدكتاتورية.
الحب و الحرب مفهومان لا يقبلان الخطأ،يتحرك بهما الساكن و يلغى المستحيل و تثير عاطفتا الحب و الحرب ليشتعل الكون!
و لكنني أعتقد أنها ستكون حالة مؤلمة و قاسية أن يعيش الانسان بلا حب و لا حرب و أن يفقد النطق باللغتين معاً،فلا لغة الحرب مروية و لا لغة الحب محكية!
........
حرف واحد.
الفارق بين الحب و الحرب يختصر بحرف واحد،و لكن التفاصيل كثيرة و متعددة و في تلك التفاصيل شيء ندركه و لا ندركه يجوس متاهات الروح يعابثها يستثيرها أن تطلق عبر المدى نورانية الإحساس بالحياة لتنهمر من علياء التطلعات الأسئلة زخات..زخات..زخات،وقتها أدرك حجم عطشي و حاجتي لحالة "الحب" محكية و أن ابتعد عن قصص الحرب المروية،دون أن أنسى أنه لا يفسد الحب إلا البقية!!
........
موقع البلاغ.
إخوتي الكرام أعضاء و زوار منتديات جوهرة نيسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
.............
لغة "الحرب" و لغة "الحب".
* خالد محمود.
.............
يقولون أن ما بين الحرب و الحب رسالة مختلفة كتلك العلاقة التي تجمع بين الماء و النار و لم نكتشفها بعد؟!
أي تناقض ذلك الذي بدأت أفكر فيه؟ و أي علاقة تلك التي نحاول اكتشافها و تجمع بين هذين المتناقضين؟
الحرب تبدأ تلميحاً ثم تسمعها تصريحاً و كذا هو الحب أيضاً..و لكن النهاية مختلفة بالتأكيد.
قد تعيش الحب دون أن تبحث عنه..و قد تدخل الحرب قبل أن تستعد لها..و إن وقعت في أي منهما فلا مجال لك أن تهرب..فهو واقعٌ و يجب أن تعيشه شئت أم أبيت!
فعلاقة الانسان بالحب و الحرب معاً علاقة أزلية،جذورها ممتدة من قبل الكلام و من مبتدأ الحرف.
نعم،لا شيء يجعل الانسان يتحدى المستحيلات و يذلل الصعاب كالحب و المحبة،فكيف سيحارب الانسان عدوه و قد نسي كل مفردات العاطفة الصادقة..لكن اليوم لم يعد الحب كما كان،بل أصبح مرحلياً يبدأ من نهايته،هوت عواطفنا و مشاعرنا من برج الحلم إلى حضيض المحسوس،و تكسرت العاطفة على صخرة وطأة الغرائز،و ضاع زمن الحس المرهف يوم كان الكلام يتلعثم على ألسنتنا أمام نظرة عين شاردة،حين كان الخجل مفتاح الولوج لمحراب المرأة و حين كان الصمت يدوي بكل لغات الطبيعة.
........
الحب الصادق.
اليوم،أبواب الحب الصادق أغلقت أبوابها و فتحت معاهد و جامعات لحب سوقي مصطنع ينتشر على أرصفة الشوارع و على حواف البرك الراكدة يبيع عشقاً رخيصاً عارياً من كل ما هو "محلل" و راقي.
علبوا حبهم على شكل زينة و فستان و بدلة عرس و اختلفوا على أثاث البيت فتراجع الحب مهزوماً و فرت عصافير الفرح عن الشبابيك المشرعة و استيقظ العشاق على لحن صاخب نشاز بعد أن هرب الحلم حاملاً كل ما هو جميل و تكسرت الوردة تحت زحمة الأشياء و تناقضاتها!
الحب و الحرب مفهومان للعقل و القلب لابدّ من تفعيلهما حتى نستحق لقب الإنسان،ففي الحب نحاول أن نتمسك أمام طوفان الحب و جبروته..و لكننا قد نفشل من الصمود كثيراً ثم ما نلبث أن ننهار..و نعلن الاستسلام..و في الحرب أيضاً نعيش تلك الصورة بعد أن يحاول أحدهم أن يصمد و لكنه قد يفشل فيحاول صنّاع الحرب أن يستخدموا كل أنواع الأسلحة لكسب المعركة..في الحب أيضاً يستخدمونها لكن قد يكون الأمر مختلف فهي تستخدم هنا لكسب القلوب..
لغة الحب قد تكون هي "قاعدة" و "لغة خاصة" لا يعرفها إلا الراسخون فى علم المحبة،حتى فى زمن الحرب هناك مَن لا يعرفون إلا لغة الحب لكى يتحدثوا بها،فالحرب أحياناً تكون ضرورية لكي تسود لغة الحب.
فعندما يتوقف الشعراء عن كتابة قصائد الحب و عندما يتوقف العشاق و المحبون عن العشق و المحبة فان ذلك يسبب الحرب لا غيرها.
هذا الصراع الأزلي بين الحب و الحرب هو أشبه ما يكون بالصراع الأزلي بين الخير و الشر و الحق و الباطل و الحرية و الدكتاتورية.
فالحب له فضائله و الحرب تحمل بعض الفضائل أحياناً عندما تنتصر للخير على الشر و للحق على الباطل و للحرية على الدكتاتورية.
الحب و الحرب مفهومان لا يقبلان الخطأ،يتحرك بهما الساكن و يلغى المستحيل و تثير عاطفتا الحب و الحرب ليشتعل الكون!
و لكنني أعتقد أنها ستكون حالة مؤلمة و قاسية أن يعيش الانسان بلا حب و لا حرب و أن يفقد النطق باللغتين معاً،فلا لغة الحرب مروية و لا لغة الحب محكية!
........
حرف واحد.
الفارق بين الحب و الحرب يختصر بحرف واحد،و لكن التفاصيل كثيرة و متعددة و في تلك التفاصيل شيء ندركه و لا ندركه يجوس متاهات الروح يعابثها يستثيرها أن تطلق عبر المدى نورانية الإحساس بالحياة لتنهمر من علياء التطلعات الأسئلة زخات..زخات..زخات،وقتها أدرك حجم عطشي و حاجتي لحالة "الحب" محكية و أن ابتعد عن قصص الحرب المروية،دون أن أنسى أنه لا يفسد الحب إلا البقية!!
........
موقع البلاغ.