دول الخليج..تهدئة مصطنعة، و خلافات جوهرية خفية
قطر تقدم التنازلات
فيما قدمت قطر مدفوعة بواقعيتها السياسية و الرغبة في حماية مصالحها، تنازلات كبيرة ظاهريا لدول الخليج خلال قمتها في الدوحة عبر الانضمام الى الموقف السياسي الداعم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و ادانة الميليشيات الاسلامية في ليبيا، و هي التي جعلت من دعم الاخوان المسلمين خيارا اساسيا لها خلال السنوات الأخيرة، و بحسب المحللين، لن تقطع قطر على الارجح علاقاتها مع الاخوان المسلمين الذين تعتبر انهم ما زالوا يشكلون تيارا عريضا في العالم العربي، الا انها عازمة على الحد من تداعيات هذا الدعم على مصالحها السياسية و الاقتصادية و طموحاتها الرياضية الكبيرة، و القمة التي انعقدت لساعتين فقط لكن مجرد انعقادها يعد نجاحا بعد تسعة اشهر من التأزم كانت الأسوأ في تاريخ مجلس التعاون منذ تأسيسه في 1981، انتهت باعلان "مساندة المجلس الكاملة و وقوفه التام مع مصر حكومة و شعبا في كل ما يحقق استقرارها و ازدهارها"، كما اكد قادة الخليج، و من بينهم امير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، دعم "برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسيي المتمثل بخارطة الطريق"، و ادانة "تحكم المليشيات و سيطرتها على الساحة الليبية".
و تتهم قطر بمساندة ميليشيات اسلامية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ليبيا، فيما يعتقد ان الامارات شنت في اب/اغسطس غارات على مواقع للإسلاميين في ليبيا، و تملك قطر التي يبلغ عدد مواطنيها ربع مليون نسمة فقط، ثالث اكبر احتياطي من الغاز في العالم، و قال المحلل السياسي المخضرم المقيم في لندن عبد الوهاب بدرخان "هناك تنازلات كبيرة قدمتها قطر في ما يتعلق بمصر و ليبيا"، و اشار ايضا الى تنازل "حتى بالنسبة للصياغة في موضوع البحرين و وضعه في سياق مكافحة الارهاب، الامر الذي يتعارض مع موقف قطر التي تعتبر الاحتجاجات (التي يقودها الشيعة) احتجاجات شعبية"،
و بحسب بدرخان، فان الدافع نحو التراجع الظاهر لقطر الداعمة الابرز للإخوان المسلمين و للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، هو "الواقعية السياسية من جهة، و خيار البقاء في مجلس التعاون من جهة اخرى" بعد ان وصل المجلس الى حافة التفكك، و قد يكون تقديم التنازلات خلال قمة تستضيفها خيارا يحفظ ماء الوجه لقطر و لا يبدو كتنفيذ املاءات. بحسب فرانس برس.
و كان الموقف من مصر في اساس الخلاف الخليجي الذي انفجر بسحب السعودية و الامارات و البحرين في اذار/مارس سفراءها من الدوحة في خطوة غير مسبوقة، و قد توصلت دول الخليج الى اتفاق مصالحة سمح بعودة السفراء، و لكن التنفيذ الحقيقي للانعطافة القطرية في الشكل يبقى موضع تساؤل، سيما ان خيار دعم الاخوان المسلمين او ما يعرف بتيار الاسلام السياسي، بدا متجذرا في السياسة القطرية منذ سنوات، بما في ذلك عبر ذراعها الاعلامية قناة الجزيرة التي تم تغير خطها التحريري، و قال مصدر خليجي "قد تكون قطر قررت تقديم تنازلات شكلية لانقاذ الاجندة، اي انعقاد القمة، و الانضمام الى بيانات قد لا تغير كثيرا في سياستها"، و اضاف "ان الاشهر المقبلة ستظهر ما اذا كانت قطر غيرت فعلا سياساتها ام انها غير راغبة او غير قادرة على ذلك"، اما عبد الوهاب بدرخان، فاعتبر ان التنازلات في قمة الدوحة "لا تعني ان قطر ستقطع علاقاتها مع الاسلام السياسي لان العلاقة فيها مصالح و التيار لا يزال كبيرا في العالم العربي"، الا ان قطر "لا تريد ان تفسد صبغتها بتيار الاسلام السياسي علاقاتها الخليجية و الدولية، هي التي لديها طموحات سياسية و رياضية كبيرة واجهت بدورها انتكاسات"، في اشارة الى تعثرات استضافتها لكاس العالم لكرة القدم في 2022.
و اعتبر ان قطر "تتعاطف مع التيار الاسلامي بما يخدم مصالحها اي انها تفيده و تستفيد منه، و لكن تريد في النهاية تحقيق مصلحتها"، و سبق ان طلبت قطر من عدد من قياديي الاخوان المسلمين مغادرة الدوحة، الا ان مصادر مختلفة تؤكد ان شخصيات اسلامية اخرى لا تزال تحظى بملجأ قطري، لاسيما الداعية الاسلامي البارز يوسف القرضاوي، و ان خف ظهوره الإعلامي، كما اوقفت قطر عمليات التجنيس التي شملت بحرينيين سنة و كانت من بين ابرز الخلافات مع الدوحة، و توقفت بحسب مصادر خليجية عن احتضان معارضين خليجيين لاسيما سعوديين، و بعد ان بدا النفوذ القطري الدبلوماسي متضخما مع انطلاقة الربيع العربي و مع ضمور القوى العربية التقليدية، و بعد انتكاسات دعمها للإسلاميين كقوة عابرة للدول العربية يمكن ان تستفيد من صعودها الى السلطة، تعود السياسة القطرية الى شيء من التوازن، و قال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع ان "قطر كانت امام خيار الخروج من مجلس التعاون، الا انها قررت البقاء ضمن البيت الخليجي لان مصالحها فيه"، لكنه قال انه "لا يجب الاستعجال في قطف ثمار هذا القرار" فيما "بات يتعين على مصر ايضا ان تقوم بخطوات تجاه قطر".
.......
شبكة النبأ المعلوماتية
2014-12-17
قطر تقدم التنازلات
فيما قدمت قطر مدفوعة بواقعيتها السياسية و الرغبة في حماية مصالحها، تنازلات كبيرة ظاهريا لدول الخليج خلال قمتها في الدوحة عبر الانضمام الى الموقف السياسي الداعم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و ادانة الميليشيات الاسلامية في ليبيا، و هي التي جعلت من دعم الاخوان المسلمين خيارا اساسيا لها خلال السنوات الأخيرة، و بحسب المحللين، لن تقطع قطر على الارجح علاقاتها مع الاخوان المسلمين الذين تعتبر انهم ما زالوا يشكلون تيارا عريضا في العالم العربي، الا انها عازمة على الحد من تداعيات هذا الدعم على مصالحها السياسية و الاقتصادية و طموحاتها الرياضية الكبيرة، و القمة التي انعقدت لساعتين فقط لكن مجرد انعقادها يعد نجاحا بعد تسعة اشهر من التأزم كانت الأسوأ في تاريخ مجلس التعاون منذ تأسيسه في 1981، انتهت باعلان "مساندة المجلس الكاملة و وقوفه التام مع مصر حكومة و شعبا في كل ما يحقق استقرارها و ازدهارها"، كما اكد قادة الخليج، و من بينهم امير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، دعم "برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسيي المتمثل بخارطة الطريق"، و ادانة "تحكم المليشيات و سيطرتها على الساحة الليبية".
و تتهم قطر بمساندة ميليشيات اسلامية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ليبيا، فيما يعتقد ان الامارات شنت في اب/اغسطس غارات على مواقع للإسلاميين في ليبيا، و تملك قطر التي يبلغ عدد مواطنيها ربع مليون نسمة فقط، ثالث اكبر احتياطي من الغاز في العالم، و قال المحلل السياسي المخضرم المقيم في لندن عبد الوهاب بدرخان "هناك تنازلات كبيرة قدمتها قطر في ما يتعلق بمصر و ليبيا"، و اشار ايضا الى تنازل "حتى بالنسبة للصياغة في موضوع البحرين و وضعه في سياق مكافحة الارهاب، الامر الذي يتعارض مع موقف قطر التي تعتبر الاحتجاجات (التي يقودها الشيعة) احتجاجات شعبية"،
و بحسب بدرخان، فان الدافع نحو التراجع الظاهر لقطر الداعمة الابرز للإخوان المسلمين و للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، هو "الواقعية السياسية من جهة، و خيار البقاء في مجلس التعاون من جهة اخرى" بعد ان وصل المجلس الى حافة التفكك، و قد يكون تقديم التنازلات خلال قمة تستضيفها خيارا يحفظ ماء الوجه لقطر و لا يبدو كتنفيذ املاءات. بحسب فرانس برس.
و كان الموقف من مصر في اساس الخلاف الخليجي الذي انفجر بسحب السعودية و الامارات و البحرين في اذار/مارس سفراءها من الدوحة في خطوة غير مسبوقة، و قد توصلت دول الخليج الى اتفاق مصالحة سمح بعودة السفراء، و لكن التنفيذ الحقيقي للانعطافة القطرية في الشكل يبقى موضع تساؤل، سيما ان خيار دعم الاخوان المسلمين او ما يعرف بتيار الاسلام السياسي، بدا متجذرا في السياسة القطرية منذ سنوات، بما في ذلك عبر ذراعها الاعلامية قناة الجزيرة التي تم تغير خطها التحريري، و قال مصدر خليجي "قد تكون قطر قررت تقديم تنازلات شكلية لانقاذ الاجندة، اي انعقاد القمة، و الانضمام الى بيانات قد لا تغير كثيرا في سياستها"، و اضاف "ان الاشهر المقبلة ستظهر ما اذا كانت قطر غيرت فعلا سياساتها ام انها غير راغبة او غير قادرة على ذلك"، اما عبد الوهاب بدرخان، فاعتبر ان التنازلات في قمة الدوحة "لا تعني ان قطر ستقطع علاقاتها مع الاسلام السياسي لان العلاقة فيها مصالح و التيار لا يزال كبيرا في العالم العربي"، الا ان قطر "لا تريد ان تفسد صبغتها بتيار الاسلام السياسي علاقاتها الخليجية و الدولية، هي التي لديها طموحات سياسية و رياضية كبيرة واجهت بدورها انتكاسات"، في اشارة الى تعثرات استضافتها لكاس العالم لكرة القدم في 2022.
و اعتبر ان قطر "تتعاطف مع التيار الاسلامي بما يخدم مصالحها اي انها تفيده و تستفيد منه، و لكن تريد في النهاية تحقيق مصلحتها"، و سبق ان طلبت قطر من عدد من قياديي الاخوان المسلمين مغادرة الدوحة، الا ان مصادر مختلفة تؤكد ان شخصيات اسلامية اخرى لا تزال تحظى بملجأ قطري، لاسيما الداعية الاسلامي البارز يوسف القرضاوي، و ان خف ظهوره الإعلامي، كما اوقفت قطر عمليات التجنيس التي شملت بحرينيين سنة و كانت من بين ابرز الخلافات مع الدوحة، و توقفت بحسب مصادر خليجية عن احتضان معارضين خليجيين لاسيما سعوديين، و بعد ان بدا النفوذ القطري الدبلوماسي متضخما مع انطلاقة الربيع العربي و مع ضمور القوى العربية التقليدية، و بعد انتكاسات دعمها للإسلاميين كقوة عابرة للدول العربية يمكن ان تستفيد من صعودها الى السلطة، تعود السياسة القطرية الى شيء من التوازن، و قال المحلل السياسي الكويتي عايد المناع ان "قطر كانت امام خيار الخروج من مجلس التعاون، الا انها قررت البقاء ضمن البيت الخليجي لان مصالحها فيه"، لكنه قال انه "لا يجب الاستعجال في قطف ثمار هذا القرار" فيما "بات يتعين على مصر ايضا ان تقوم بخطوات تجاه قطر".
.......
شبكة النبأ المعلوماتية
2014-12-17