يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَ مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ مَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.البقرة269.
....
إخوتي الكرام
أعضاء و زوار منتديات جوهرة تيسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
موقع البلاغ:التفسير..أشرف العلوم الشرعية.
* إيمان الخشاب.
.......
لا شك أن قيمة أي علم و أهميته تقاس بأهمية المعلوم منه،و حاجة العباد إلى ذلك العلم و ضرورته لهم،و من هنا جاءت الحاجة الملحة لعلم هام جداً لدنيانا و آخرتنا و هو "علم التفسير" أي تفسير القرآن الكريم،و الذي يعتبر من أعظم علوم الشريعة لأنه يفسر كلام الله تعالى و يبين لنا كل فضيلة و يساعدنا على الاعتصام بحبل الله و التمسك بمنهجه و الوصول إلى السعادة الحقيقية.
و المقصود بالتفسير لغوياً،كما يوضح لنا الدكتور أحمد السايح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر،هو الإيضاح و الكشف عن الشيء،ففسر الشيء إذا بان و ظهر،و المقصود به اصطلاحاً:
كما قال الزركشي (رحمه الله) في البرهان: "هو علم يفهم به كتاب الله المنزّل على نبيه محمد (صلى الله عليه و على آله و سلم) و بيان معانيه و استخراج أحكامه و حكمه".
فعلم التفسير من العلوم المقصودة لذاتها و لغيرها،و قد أمرنا المولى جل و علا بتدبر كتابه، فقال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد/ 24،فكلام الله تعالى لا يزال المصدر الأول لكل علم من علوم الدنيا و الآخرة.
و يضيف دكتور السايح:
لذلك نجد أن الصحابة (رضوان الله عليهم) حرصوا كل الحرص على الجمع بين حفظ القرآن و فهمه،روى الإمام أحمد (رضي الله عنه): "حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و على آله و سلم) أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و على آله و سلم) عَشْرَ آيَاتٍ،فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ،قَالُوا: فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَ الْعَمَلَ".
كما روى مالك ان عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال لأحدهم: "إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ،قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ..وَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُه".
و يقول الشيخ فرحات السعيد المنجي من علماء الأزهر:
ببساطة شديدة علم التفسير يعد أحد العلوم الشرعية الأساسية المتعلقة بالقرآن الكريم،فهو يساعدنا على استنباط الأحكام الشرعية بصورة صحيحة،إضافة إلى تذكير المخلوق بحق الخالق و تنبيه العابد للاستعداد إلى يوم المعاد.
و يجب أن نعلم ان أول مَن أظهر تفسير القرآن و أوضح للبشرية معانيه رسول الله (صلى الله عليه و على آله و سلم)،و كان هو أعلم الناس بمعاني كتاب الله و إدراك أسراره و معرفة مقاصده،يقول ابن خلدون في مقدمته: فكان النبي (صلى الله عليه و على آله و سلم) يبين المجمل و يميز الناسخ من المنسوخ،و يعرفه أصحابه فعرفوه،و عرفوا سبب نزول الآيات و مقتضى الحال منها منقولاً عنه.
كتب التفسير كثيرة لا حصر لها و متنوعة و هذا بالتأكيد دليل على اهتمام و انشغال الأمة الإسلامية بكتاب ربها،أما إذا تحدثنا على أنواع التفسير سنقول ان هناك التفسير بالمأثور أي تفسير القرآن بالقرآن نفسه أو بالسنة النبوية أو ما نقله الصحابة و من ثم التابعين،مثلاً تفسير الطبري،و تفسير بحر العلوم للسمرقندي،و تفسير ابن كثير.
و هناك النوع الثاني من التفسير و هو التفسير بالرأي أي تفسير القرآن باجتهاد المفسر معتمداً على أسباب النزول و دلالة كلمات الآيات و غير ذلك من أدوات التفسير،و نؤكد على أن التفسير بالرأي إن لم يتقيد بشروط و ضوابط التفسير يصبح خطراً كبيراًً و يمكن أن يخرج بكلام الله عن مقصوده،و للعلم من أشهر كتب التفسير بالرأي "مفاتيح الغيب" للرازي،و "أنوار التنزيل" للبيضاوي.
و "أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان هي تفسير القرآن الكريم"،حسبما قال الدكتور طه الدسوقي حبيشي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر،و ذلك نقلاً عن الاصفهاني،مضيفاً:
"ذلك لأن شرف الصناعة يكون إما بشرف موضوعها أو بشرف غرضها أو بشدة الحاجة إليها،و التفسير قد حاز الشرف من الجهات الثلاث فموضوعه كلام الله تعالى،و الغرض منه الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى،و أما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية و المعارف الدينية،و هي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى".
و يضيف الدكتور حبيشي:
فالتفسير مأخوذ من الفسر الذي هو كشف المغطى،و الهدف منه بيان كلام الله أو أنه المبين لألفاظ القرآن الكريم و مفهوماتها و قد نقل السيوطي في كتابه الإتقان ان بعض العلماء عرفوه بأنه: علم نزول الآيات و شؤونها و أقاصيصها و الأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها و مدنيها و محكمها و متشابهها و ناسخها و منسوخها.
و كان التفسير زمان الصحابة و التابعين يروى و يحفظ في الصدور ثم بعد عصر الصحابة و التابعين تم تدوين الحديث الشريف متضمناً التفسير،و في أواخر عهد الأمويين بداية عهد العباسيين وضع التفسير لكل آية من القرآن الكريم على حسب ترتيب المصحف و ذلك بواسطة مجموعة من العلماء منهم ابن ماجه و ابن جرير الطبري.
فهو علم موضوعه كلام الله جل و علا،و معرفة هداية الله في العقائد و العبادات و المعاملات و الأخلاق و هي الفوائد الجمة التي نجنيها منه،حتى نفوز بخيري الدنيا و الآخرة،و عن فضل هذا العلم حدثنا الطبري قائلاً:
"اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية و بلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضا و للعالم به إلى سبيل الرشد هدى و أن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه و تنزيله الذي لا مرية فيه الفائز بجزيل الذخر و سنى الأجر تاليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
....
إخوتي الكرام
أعضاء و زوار منتديات جوهرة تيسمسيلت.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
موقع البلاغ:التفسير..أشرف العلوم الشرعية.
* إيمان الخشاب.
.......
لا شك أن قيمة أي علم و أهميته تقاس بأهمية المعلوم منه،و حاجة العباد إلى ذلك العلم و ضرورته لهم،و من هنا جاءت الحاجة الملحة لعلم هام جداً لدنيانا و آخرتنا و هو "علم التفسير" أي تفسير القرآن الكريم،و الذي يعتبر من أعظم علوم الشريعة لأنه يفسر كلام الله تعالى و يبين لنا كل فضيلة و يساعدنا على الاعتصام بحبل الله و التمسك بمنهجه و الوصول إلى السعادة الحقيقية.
و المقصود بالتفسير لغوياً،كما يوضح لنا الدكتور أحمد السايح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر،هو الإيضاح و الكشف عن الشيء،ففسر الشيء إذا بان و ظهر،و المقصود به اصطلاحاً:
كما قال الزركشي (رحمه الله) في البرهان: "هو علم يفهم به كتاب الله المنزّل على نبيه محمد (صلى الله عليه و على آله و سلم) و بيان معانيه و استخراج أحكامه و حكمه".
فعلم التفسير من العلوم المقصودة لذاتها و لغيرها،و قد أمرنا المولى جل و علا بتدبر كتابه، فقال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد/ 24،فكلام الله تعالى لا يزال المصدر الأول لكل علم من علوم الدنيا و الآخرة.
و يضيف دكتور السايح:
لذلك نجد أن الصحابة (رضوان الله عليهم) حرصوا كل الحرص على الجمع بين حفظ القرآن و فهمه،روى الإمام أحمد (رضي الله عنه): "حَدَّثَنَا مَنْ كَانَ يُقْرِئُنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و على آله و سلم) أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و على آله و سلم) عَشْرَ آيَاتٍ،فَلَا يَأْخُذُونَ فِي الْعَشْرِ الْأُخْرَى حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِي هَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ،قَالُوا: فَعَلِمْنَا الْعِلْمَ وَ الْعَمَلَ".
كما روى مالك ان عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه) قال لأحدهم: "إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ،قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ..وَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُه".
و يقول الشيخ فرحات السعيد المنجي من علماء الأزهر:
ببساطة شديدة علم التفسير يعد أحد العلوم الشرعية الأساسية المتعلقة بالقرآن الكريم،فهو يساعدنا على استنباط الأحكام الشرعية بصورة صحيحة،إضافة إلى تذكير المخلوق بحق الخالق و تنبيه العابد للاستعداد إلى يوم المعاد.
و يجب أن نعلم ان أول مَن أظهر تفسير القرآن و أوضح للبشرية معانيه رسول الله (صلى الله عليه و على آله و سلم)،و كان هو أعلم الناس بمعاني كتاب الله و إدراك أسراره و معرفة مقاصده،يقول ابن خلدون في مقدمته: فكان النبي (صلى الله عليه و على آله و سلم) يبين المجمل و يميز الناسخ من المنسوخ،و يعرفه أصحابه فعرفوه،و عرفوا سبب نزول الآيات و مقتضى الحال منها منقولاً عنه.
كتب التفسير كثيرة لا حصر لها و متنوعة و هذا بالتأكيد دليل على اهتمام و انشغال الأمة الإسلامية بكتاب ربها،أما إذا تحدثنا على أنواع التفسير سنقول ان هناك التفسير بالمأثور أي تفسير القرآن بالقرآن نفسه أو بالسنة النبوية أو ما نقله الصحابة و من ثم التابعين،مثلاً تفسير الطبري،و تفسير بحر العلوم للسمرقندي،و تفسير ابن كثير.
و هناك النوع الثاني من التفسير و هو التفسير بالرأي أي تفسير القرآن باجتهاد المفسر معتمداً على أسباب النزول و دلالة كلمات الآيات و غير ذلك من أدوات التفسير،و نؤكد على أن التفسير بالرأي إن لم يتقيد بشروط و ضوابط التفسير يصبح خطراً كبيراًً و يمكن أن يخرج بكلام الله عن مقصوده،و للعلم من أشهر كتب التفسير بالرأي "مفاتيح الغيب" للرازي،و "أنوار التنزيل" للبيضاوي.
و "أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان هي تفسير القرآن الكريم"،حسبما قال الدكتور طه الدسوقي حبيشي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر،و ذلك نقلاً عن الاصفهاني،مضيفاً:
"ذلك لأن شرف الصناعة يكون إما بشرف موضوعها أو بشرف غرضها أو بشدة الحاجة إليها،و التفسير قد حاز الشرف من الجهات الثلاث فموضوعه كلام الله تعالى،و الغرض منه الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى،و أما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية و المعارف الدينية،و هي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى".
و يضيف الدكتور حبيشي:
فالتفسير مأخوذ من الفسر الذي هو كشف المغطى،و الهدف منه بيان كلام الله أو أنه المبين لألفاظ القرآن الكريم و مفهوماتها و قد نقل السيوطي في كتابه الإتقان ان بعض العلماء عرفوه بأنه: علم نزول الآيات و شؤونها و أقاصيصها و الأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها و مدنيها و محكمها و متشابهها و ناسخها و منسوخها.
و كان التفسير زمان الصحابة و التابعين يروى و يحفظ في الصدور ثم بعد عصر الصحابة و التابعين تم تدوين الحديث الشريف متضمناً التفسير،و في أواخر عهد الأمويين بداية عهد العباسيين وضع التفسير لكل آية من القرآن الكريم على حسب ترتيب المصحف و ذلك بواسطة مجموعة من العلماء منهم ابن ماجه و ابن جرير الطبري.
فهو علم موضوعه كلام الله جل و علا،و معرفة هداية الله في العقائد و العبادات و المعاملات و الأخلاق و هي الفوائد الجمة التي نجنيها منه،حتى نفوز بخيري الدنيا و الآخرة،و عن فضل هذا العلم حدثنا الطبري قائلاً:
"اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية و بلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضا و للعالم به إلى سبيل الرشد هدى و أن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه و تنزيله الذي لا مرية فيه الفائز بجزيل الذخر و سنى الأجر تاليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة يونيو 01, 2012 10:39 pm عدل 2 مرات