الهواتف الذكية..استخدامات ضرورية و مخاطر قاتلة
أصبحت الهواتف الذكية و بفضل ما توفره من خدمات و مزايا عديدة في جهاز واحد، جزء مهم و ضروري في حياة الكثير من البشر، خصوصا و ان هذه الأجهزة في تطور دائم و مستمر بسبب تواصل الحرب التنافسية بين الشركات العالمية العملاقة، التي تسعى و بشكل دائم الى توفير و طرح كل ما هو جديد و مميز من خدمات و وظائف و تقنيات في سبيل استقطاب أعداد إضافية من الزبائن كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان الهواتف الذكية و نظرا لما تحتويه من تطبيقات و تقنيات مذهلة قد أثرت و بشكل كبير حياتنا اليومية و بمختلف جوانبها، حيث أتاحت هذه التقنيات المتطورة تنظيم الأعمال و العلاقات الاقتصادية و الشخصية، خصوصا و أنها تعد اقرب الطرق للاتصال بالعالم الافتراضي هذا العالم الكبير الذي يوفر الكثير من الأمور و الاحتياجات اليومية سواء كانت علمية و اقتصادية و اجتماعية و غيرها من الأمور الأخرى و هي أمور يحتاجها الجميع دون استثناء.
من جانب آخر يرى بعض الخبراء ان الهواتف الذكية، و على الرغم من فوائدها الكبيرة و المتعددة فهي أيضا لها سلبيات و أضرار كثيرة، خصوصا مع وجود جهات و أطراف متعددة تسعى الى استغلال هذه التقنيات من اجل تحقيق مصالح خاصة، يضاف الى ذلك أنها قد أصبحت تشكل مصدر قلق لدى العديد من المستخدمين، بسبب عمليات الاختراق المتواصلة او تعرضها للضياع او الفقدان الأمر الذي قد يؤثر على خصوصية أصحاب تلك الأجهزة و يعرضهم للكثير من المضايقات، و هو ما دفع بعض الجهات و الشركات المصنعة الى تطوير منتجاتها و إضافة مزايا و تطبيقات جديدة لتعزيز سلامة و امن المعلومات.
مبيعات الهواتف الذكية
و في هذا الشأن فقد تجاوزت مبيعات الهواتف الذكية في العالم للمرة الاولى تلك المسجلة بالنسبة للهواتف المحمولة العادية سنة 2013، بحسب تقرير لمنظمة التعاون و التنمية في الميدان الاقتصادي تضمن بيانات عن مستخدمي الانترنت و تفضيلاتهم.
و بحسب المنظمة فإن قيمة السوق العالمي لتطبيقات الهواتف الذكية بلغت ما بين 20 و25 مليار دولار في 2013. كما أن المستخدم العادي للهواتف الذكية قام بتحميل 28 تطبيقا الا انه لم يستخدم منها الا 11.
و في البلدان الـ34 الاعضاء في المنظمة، ارتفعت نسبة مستخدمي الانترنت بين الاشخاص الذين تراوح اعمارهم بين 16 و74 عاما الى ما يقارب 80% في 2013 بعد ان كانت اقل من 60% في 2005، مع تسجيل بعض الفروقات بحسب البلدان. و في ايسلندا و البلدان الإسكندنافية و هولندا و سويسرا، يستخدم 90% من البالغين الانترنت، بينما في اليونان و ايطاليا و المكسيك و تركيا تبلغ نسبتهم اقل من 60%.
و في كل بلدان منظمة التعاون و التنمية في الميدان الاقتصادي، حوالى ثلثي البالغين يستخدمون الانترنت يوميا و 41% من مستخدمي الانترنت يتصلون بالشبكة عبر هواتفهم. كما ان الاشتراكات بخدمة الانترنت السريع اللاسلكي زادت اكثر من ثلاث مرات بين 2008 (حوالى 250 مليونا) و2013 (حوالى 850 مليونا) في الدول الاعضاء في المنظمة. و بات الانترنت السريع على الهواتف المحمولة موجودا في عدد كبير من البلدان النامية. ففي افريقيا جنوب الصحراء، ارتفع عدد الاشتراكات من 14 مليونا في 2010 الى 117 مليونا في 2013. بحسب فرانس برس.
الا ان "التفاوت في سرعة الانترنت و الاسعار يبقى كبيرا على المستوى العالمي" بحسب التقرير. و تضم منظمة التعاون و التنمية في الميدان الاقتصادي 34 بلدا غالبيتها من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة و دول في الاتحاد الاوروبي و استراليا و اليابان، لكن ايضا دولا ناشئة مثل المكسيك و تشيلي و تركيا. الا ان بلدانا اخرى مثل الصين و البرازيل و الهند ليست عضوا في هذه المنظمة.
قتل الهاتف لمنع السرقة
من جانب اخر أعلنت شركتا غوغل و ميكروسوفت أنهما ستضيفان خاصية "قتل الهاتف" أو "كيل سويتش" إلى نظاميهما لتشغيل الهواتف الذكية، أندرويد و ويندوز. و تعمل هذه الخاصية على تعطيل الهاتف تماما و جعله بلا فائدة في حال سرقته، و بالتالي يصبح لاجدوى من سرقته. و تطالب السلطات شركات التكنولوجيا باتخاذ خطوات للحد من سرقة الهواتف، و أكدت أن خاصية "قتل الهاتف" يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة.
و تتوافر خاصية مماثلة في بعض الهواتف التي تنتجها شركتا آبل و سامسونغ، و هما اثنان من أكبر شركات تصنيع الهواتف في العالم. و تعني هذه الخطوة، التي اتخذتها غوغل و ميكروسوفت في هذا الشأن، أن خاصية "قتل الهاتف" ستصبح الآن متوفرة في أنظمة التشغيل الثلاثة الأشهر في العالم.
و قد أصبحت سرقة الهواتف الذكية مشكلة كبيرة في أنحاء العالم. و وفقا لتقرير أمريكي: نحو 3.1 مليون هاتف محمول سرقت في الولايات المتحدة في عام 2013، و هو ما يعادل تقريبا ضعف عدد الأجهزة التي سرقت عام 2012. سرقة الهواتف المحمولة تضاعفت خمس مرات في كوريا الجنوبية خلال الفترة من 2009 و حتى 2012. سرق في كولومبيا أكثر من مليون هاتف محمول في عام 2013.
و تمثل سرقة الهواتف الذكية مشكلة متفاقمة حول العالم و في محاولة لمعالجة هذه المشكلة، أطلق صناع القرار مبادرة بعنوان "لنحمي هواتفنا". و في إطار هذه المبادرة، حث المسؤولون شركات التكنولوجيا على اتخاذ خطوات تجعل سرقة الهواتف أقل جاذبية للصوص.
و تمنع خاصية قتل الهاتف إلى منع استخدام الهاتف فقط للأشخاص غير المسموح لهم بذلك. و يؤكد البعض أن الطريقة الوحيدة لتعطيل الجهاز بصورة دائمة هو إتلاف الجهاز يدويا.
و يحذر الخبراء من أن إغلاق الهاتف أو ضبطه على "وضع الطيران" قد يجعله غير قادر على تلقي إشارة خاصية قتل الهاتف. و تقول السلطات إن استحداث آبل لخاصية اغلاق التشغيل أو "اكتيفيشن لوك" التي تستخدمها في جميع هواتفها "آي فون" التي تعمل بنظام تشغيل "اي او اس 7" في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ساعدت بقدر كبير في الحد من عمليات السرقة.
و بحسب تقرير النائب العام لولاية نيويورك، فإن عمليات سرقة هواتف آبل في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 تراجعت بواقع 17 في المئة في مدينة نيويورك. من جهة أخرى، تراجعت سرقات هواتف "ايفون" فى لندن بمقدار24 في المئة و بمعدل 38 في المئة في سان فرانسيسكو خلال الأشهر الستة الأولى التى تلت استخدام آبل هذه الخاصية مقارنة بالأشهر الستة السابقة لها.
استعادة المعلومات
الى جانب ذلك تمكنت شركة متخصصة في مجال الأمن الالكتروني من استعادة آلاف الصور من هواتف محمولة بعدما تم محو كل البيانات لتعود إلى الشكل الذي خرجت به من المصنع. و بين ما نجحت شركة آفاست - و مقرها في التشيك - من استعادته صور التقطها أشخاص لأنفسهم و هم عراة. و استعانت الشركة بأدوات مستخدمة في مجال التحقيقات و متاحة للعامة، و ذلك من أجل استعادة الصور من هواتف محمولة مستخدمة بيعت عبر موقع إيباي لخدمات البيع الإلكترونية.
و تضمنت البيانات الأخرى التي جرت استعادتها أيضا رسائل بريد إلكتروني و رسائل نصية قصيرة و سجلات بحث على موقع غوغل.
و شدد خبراء على أن الوسيلة الوحيدة لمحو البيانات بشكل تام من الهواتف هي "تدميرها". و تضم غالبية الهواتف الذكية خيار "الإعادة لوضع المصنع" الذي يتيح للمستخدم أن يمحو كل البيانات التي كانت على جهازه و يعيد ضبط نظامه إلى الحالة الأصلية الأولى.
لكن شركة آفاست اكتشفت أن بعض الهواتف الذكية قديمة الطراز لا تمحو سوى فهرسة تلك البيانات بينما تبقى البيانات نفسها موجودة، و هو ما يعني إمكانية استعادة الصور و الرسائل الإلكترونية و النصية القصيرة بشكل سهل نسبيا من خلال استخدام أدوات بحث جنائي يمكن لأي شخص شراؤها و تحميلها.
و من بين 40 ألف صورة جرت استعادتها من 20 هاتفا، كانت قد بيعت عبر موقع إيباي، وجدت الشركة أن أكثر من 750 صورة هي صور خاصة لنساء في مراحل مختلفة من التعري، بالإضافة إلى 250 صورة التقطها أشخاص لأنفسهم "يبدو أنها تظهر رجولة المالك السابق" للهاتف.
كما تضمنت الصور 1500 صورة عائلية لأطفال، و1000 عملية بحث عبر غوغل، و750 رسالة من رسائل البريد الإلكتروني و الرسائل النصية القصيرة، و250 من أسماء أشخاص و عناوين بريدهم الإلكتروني.
و قالت الشركة إن "مسح الملفات من جهاز يعمل بنظام أندرويد قبل بيعه أو إعطائه لأحد أمر غير كاف. يجب طمس تلك الملفات بما يجعلها غير قابلة للاستعادة." و لم توضح آفاست إذا كانت استعادت البيانات من الهواتف العشرين كلها. و ردت غوغل بأن آفاست استخدمت هواتف قديمة، و أن دراستها "لم تعكس آليات الحماية في نسخ أندرويد التي يستعملها غالبية المستخدمين".
و نصحت غوغل المستخدمين باستعمال خاصية التشفير في أجهزتهم قبل إعادتها لحالة المصنع، و ذلك من أجل التأكد من عدم إمكانية وصول أي شخص إلى الملفات. و أوضحت غوغل أن هذه الخاصية أضيفت منذ ثلاث سنوات، إلا أنها لا تعمل تلقائيا مما يجعل المستخدمين الأقل خبرة بالتكنولوجيا عرضة للهجوم. أما شركة آبل فقد أتاحت خاصية تشفير على أقراصها الصلبة و أجهزتها منذ طرح هاتفها آيفون 3GS. و تعمل الخاصية بشكل دائم و لا يمكن للمستخدمين وقف العمل بها.
و هناك خصائص إضافية لحماية البيانات، لكن يجب تشغيلها من قائمة الضبط. و قال غراهام كلولي، المحلل المستقل في مجال أمن أجهزة الكمبيوتر، إن المستخدم إن كان جادا بشأن الخصوصية و الحماية، فعليه التأكد من أن هاتفه دائما محمي "بكلمة سر و تغيير طبيعة البيانات باستمرار". إلا أن آلن كالدر، مؤسس شركة الحماية "آي تي غوفرنانس"، قال إن مسح البيانات، حتى بعد تغيير طبيعتها، لا يكفي لحماية الجهاز تماما. بحسب بي بي سي.
و أشار إلى أن توصيات غوغل "تجعل من الصعب استعادة البيانات، لكنها لا تجعلها مستحيلة."
و أضاف "إذا أردت حماية بياناتك، فعليك بتدمير الهاتف. و ذلك إجراء حماية متعارف عليه لسنوات بخصوص الهواتف و أجهزة الكمبيوتر. و أي حل آخر هو مجرد تأجيل حتى يتمكن شخص ما من الوصول إلى بياناتك الخاصة."
رؤية ثلاثية الأبعاد
في السياق ذاته كشفت شركة أمازون الأمريكية عن أول هاتف محمول من إنتاجها، يتيح رؤية ثلاثية الأبعاد (3D) بفضل أربع كاميرات مثبتة على واجهته تستخدم تقنية تتبع الوجه. كما يوفر الهاتف خاصية التحكم من خلال الإشارة. و يسمح الهاتف، الذي أطلق عليه اسم "فاير فون"، للمستخدم بتغيير منظور الصورة من خلال تحريك الرأس، بدلا من استخدام تأثيرات يمكن إلغاؤها.
و يمكن للمستخدم أيضا استعراض الزوايا المختلفة من صفحات الانترنت أو إظهار القوائم من خلال إمالة الهاتف الذكي بين يديه. و أعلن الرئيس التنفيذي لأمازون، جيف بيزوس، عن طرح الهاتف الذكي في مؤتمر صحفي في مدينة سياتل الأمريكية.
يحتوي الهاتف على تطبيق يتيح رصد النصوص في النطاق القريب من الهاتف و تبلغ تكلفة النسخة الأساسية من "فاير فون"، بسعة تخزين 32 غيغابايت، 199 دولارا بالإضافة إلى عقد لمدة عامين مع شركة "ايه تي آند تي" للاتصالات، وهي الشبكة الوحيدة التي ستعرض الهاتف في بادئ الأمر اعتبارا من 25 يوليو/ تموز.
و يرجع الفضل في تأثير "المنظور الديناميكي" إلى استخدام أربع كاميرات تعمل "بطاقة منخفضة للغاية"، بالإضافة إلى أربعة مصابيح تعمل بالأشعة تحت الحمراء، و هو ما يسمح للجهاز بالاستمرار في تتبع وضع عيني المستخدم و فهمه وسط الظلام. و تتطلب هذه العملية اثنين من الكاميرات فقط، لكن الشركة قالت إن وجود كاميرتين أخريين يعني أن المستخدمين لن يقلقوا بشأن كيفية إمساك الجهاز.
و هناك فكرة أخرى مبتكرة استحدثت في هاتف "فاير فون" هي وجود زر جانبي مخصص لتفعيل تطبيق "فاير فلاي"، الذي يتيح التعرف على النصوص و الصور و الصوت في نطاق الهاتف الذكي. و يمكن استخدام هذا التطبيق في التعرف على معلومات، على سبيل المثال تفاصيل بشأن مشروب أو اسم أغنية، أو معلومات تتعلق بلوحة فنية، أو فرصة لشراء نفس المنتج أو منتج آخر ذي صلة من أمازون.
و يعتمد هذا التطبيق على خوادم أمازون من أجهزة الكمبيوتر، و لذا فإنه لن يكون متاحا في حال إغلاق الهاتف المحمول. و بحسب شركة "اي دي سي" للأبحاث، فإن أمازون شحنت مليون جهاز من القارئ الآلي "كندل فاير" من إنتاجها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مقابل 1.8 مليون خلال نفس الفترة من عام 2013. بحسب بي بي سي.
و تشير بيانات "اي دي سي" إلى أن حصة الأسهم السوقية من قطاع الكمبيوتر اللوحي تبلغ حاليا 1.9 في المئة، و هو ما يعادل تقريبا نصف تقديرات العام الماضي. أما سوق الهواتف المحمولة فقد أصبح فضاء أكثر ازدحاما في ظل وجود العديد من شركات التصنيع القائمة التي تعجز عن تحقيق أرباح من الأجهزة التي تبيعها. لكن مع اقتراب عدد مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم من ملياري شخص، فإن الاستحواذ و لو حتى على حصة صغيرة من السوق يمكن أن يمثل قيمة لأمازون.
.......
شبكة النبأ المعلوماتية: عبد الامير رويح 2015-1-29
أصبحت الهواتف الذكية و بفضل ما توفره من خدمات و مزايا عديدة في جهاز واحد، جزء مهم و ضروري في حياة الكثير من البشر، خصوصا و ان هذه الأجهزة في تطور دائم و مستمر بسبب تواصل الحرب التنافسية بين الشركات العالمية العملاقة، التي تسعى و بشكل دائم الى توفير و طرح كل ما هو جديد و مميز من خدمات و وظائف و تقنيات في سبيل استقطاب أعداد إضافية من الزبائن كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان الهواتف الذكية و نظرا لما تحتويه من تطبيقات و تقنيات مذهلة قد أثرت و بشكل كبير حياتنا اليومية و بمختلف جوانبها، حيث أتاحت هذه التقنيات المتطورة تنظيم الأعمال و العلاقات الاقتصادية و الشخصية، خصوصا و أنها تعد اقرب الطرق للاتصال بالعالم الافتراضي هذا العالم الكبير الذي يوفر الكثير من الأمور و الاحتياجات اليومية سواء كانت علمية و اقتصادية و اجتماعية و غيرها من الأمور الأخرى و هي أمور يحتاجها الجميع دون استثناء.
من جانب آخر يرى بعض الخبراء ان الهواتف الذكية، و على الرغم من فوائدها الكبيرة و المتعددة فهي أيضا لها سلبيات و أضرار كثيرة، خصوصا مع وجود جهات و أطراف متعددة تسعى الى استغلال هذه التقنيات من اجل تحقيق مصالح خاصة، يضاف الى ذلك أنها قد أصبحت تشكل مصدر قلق لدى العديد من المستخدمين، بسبب عمليات الاختراق المتواصلة او تعرضها للضياع او الفقدان الأمر الذي قد يؤثر على خصوصية أصحاب تلك الأجهزة و يعرضهم للكثير من المضايقات، و هو ما دفع بعض الجهات و الشركات المصنعة الى تطوير منتجاتها و إضافة مزايا و تطبيقات جديدة لتعزيز سلامة و امن المعلومات.
مبيعات الهواتف الذكية
و في هذا الشأن فقد تجاوزت مبيعات الهواتف الذكية في العالم للمرة الاولى تلك المسجلة بالنسبة للهواتف المحمولة العادية سنة 2013، بحسب تقرير لمنظمة التعاون و التنمية في الميدان الاقتصادي تضمن بيانات عن مستخدمي الانترنت و تفضيلاتهم.
و بحسب المنظمة فإن قيمة السوق العالمي لتطبيقات الهواتف الذكية بلغت ما بين 20 و25 مليار دولار في 2013. كما أن المستخدم العادي للهواتف الذكية قام بتحميل 28 تطبيقا الا انه لم يستخدم منها الا 11.
و في البلدان الـ34 الاعضاء في المنظمة، ارتفعت نسبة مستخدمي الانترنت بين الاشخاص الذين تراوح اعمارهم بين 16 و74 عاما الى ما يقارب 80% في 2013 بعد ان كانت اقل من 60% في 2005، مع تسجيل بعض الفروقات بحسب البلدان. و في ايسلندا و البلدان الإسكندنافية و هولندا و سويسرا، يستخدم 90% من البالغين الانترنت، بينما في اليونان و ايطاليا و المكسيك و تركيا تبلغ نسبتهم اقل من 60%.
و في كل بلدان منظمة التعاون و التنمية في الميدان الاقتصادي، حوالى ثلثي البالغين يستخدمون الانترنت يوميا و 41% من مستخدمي الانترنت يتصلون بالشبكة عبر هواتفهم. كما ان الاشتراكات بخدمة الانترنت السريع اللاسلكي زادت اكثر من ثلاث مرات بين 2008 (حوالى 250 مليونا) و2013 (حوالى 850 مليونا) في الدول الاعضاء في المنظمة. و بات الانترنت السريع على الهواتف المحمولة موجودا في عدد كبير من البلدان النامية. ففي افريقيا جنوب الصحراء، ارتفع عدد الاشتراكات من 14 مليونا في 2010 الى 117 مليونا في 2013. بحسب فرانس برس.
الا ان "التفاوت في سرعة الانترنت و الاسعار يبقى كبيرا على المستوى العالمي" بحسب التقرير. و تضم منظمة التعاون و التنمية في الميدان الاقتصادي 34 بلدا غالبيتها من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة و دول في الاتحاد الاوروبي و استراليا و اليابان، لكن ايضا دولا ناشئة مثل المكسيك و تشيلي و تركيا. الا ان بلدانا اخرى مثل الصين و البرازيل و الهند ليست عضوا في هذه المنظمة.
قتل الهاتف لمنع السرقة
من جانب اخر أعلنت شركتا غوغل و ميكروسوفت أنهما ستضيفان خاصية "قتل الهاتف" أو "كيل سويتش" إلى نظاميهما لتشغيل الهواتف الذكية، أندرويد و ويندوز. و تعمل هذه الخاصية على تعطيل الهاتف تماما و جعله بلا فائدة في حال سرقته، و بالتالي يصبح لاجدوى من سرقته. و تطالب السلطات شركات التكنولوجيا باتخاذ خطوات للحد من سرقة الهواتف، و أكدت أن خاصية "قتل الهاتف" يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة.
و تتوافر خاصية مماثلة في بعض الهواتف التي تنتجها شركتا آبل و سامسونغ، و هما اثنان من أكبر شركات تصنيع الهواتف في العالم. و تعني هذه الخطوة، التي اتخذتها غوغل و ميكروسوفت في هذا الشأن، أن خاصية "قتل الهاتف" ستصبح الآن متوفرة في أنظمة التشغيل الثلاثة الأشهر في العالم.
و قد أصبحت سرقة الهواتف الذكية مشكلة كبيرة في أنحاء العالم. و وفقا لتقرير أمريكي: نحو 3.1 مليون هاتف محمول سرقت في الولايات المتحدة في عام 2013، و هو ما يعادل تقريبا ضعف عدد الأجهزة التي سرقت عام 2012. سرقة الهواتف المحمولة تضاعفت خمس مرات في كوريا الجنوبية خلال الفترة من 2009 و حتى 2012. سرق في كولومبيا أكثر من مليون هاتف محمول في عام 2013.
و تمثل سرقة الهواتف الذكية مشكلة متفاقمة حول العالم و في محاولة لمعالجة هذه المشكلة، أطلق صناع القرار مبادرة بعنوان "لنحمي هواتفنا". و في إطار هذه المبادرة، حث المسؤولون شركات التكنولوجيا على اتخاذ خطوات تجعل سرقة الهواتف أقل جاذبية للصوص.
و تمنع خاصية قتل الهاتف إلى منع استخدام الهاتف فقط للأشخاص غير المسموح لهم بذلك. و يؤكد البعض أن الطريقة الوحيدة لتعطيل الجهاز بصورة دائمة هو إتلاف الجهاز يدويا.
و يحذر الخبراء من أن إغلاق الهاتف أو ضبطه على "وضع الطيران" قد يجعله غير قادر على تلقي إشارة خاصية قتل الهاتف. و تقول السلطات إن استحداث آبل لخاصية اغلاق التشغيل أو "اكتيفيشن لوك" التي تستخدمها في جميع هواتفها "آي فون" التي تعمل بنظام تشغيل "اي او اس 7" في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ساعدت بقدر كبير في الحد من عمليات السرقة.
و بحسب تقرير النائب العام لولاية نيويورك، فإن عمليات سرقة هواتف آبل في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 تراجعت بواقع 17 في المئة في مدينة نيويورك. من جهة أخرى، تراجعت سرقات هواتف "ايفون" فى لندن بمقدار24 في المئة و بمعدل 38 في المئة في سان فرانسيسكو خلال الأشهر الستة الأولى التى تلت استخدام آبل هذه الخاصية مقارنة بالأشهر الستة السابقة لها.
استعادة المعلومات
الى جانب ذلك تمكنت شركة متخصصة في مجال الأمن الالكتروني من استعادة آلاف الصور من هواتف محمولة بعدما تم محو كل البيانات لتعود إلى الشكل الذي خرجت به من المصنع. و بين ما نجحت شركة آفاست - و مقرها في التشيك - من استعادته صور التقطها أشخاص لأنفسهم و هم عراة. و استعانت الشركة بأدوات مستخدمة في مجال التحقيقات و متاحة للعامة، و ذلك من أجل استعادة الصور من هواتف محمولة مستخدمة بيعت عبر موقع إيباي لخدمات البيع الإلكترونية.
و تضمنت البيانات الأخرى التي جرت استعادتها أيضا رسائل بريد إلكتروني و رسائل نصية قصيرة و سجلات بحث على موقع غوغل.
و شدد خبراء على أن الوسيلة الوحيدة لمحو البيانات بشكل تام من الهواتف هي "تدميرها". و تضم غالبية الهواتف الذكية خيار "الإعادة لوضع المصنع" الذي يتيح للمستخدم أن يمحو كل البيانات التي كانت على جهازه و يعيد ضبط نظامه إلى الحالة الأصلية الأولى.
لكن شركة آفاست اكتشفت أن بعض الهواتف الذكية قديمة الطراز لا تمحو سوى فهرسة تلك البيانات بينما تبقى البيانات نفسها موجودة، و هو ما يعني إمكانية استعادة الصور و الرسائل الإلكترونية و النصية القصيرة بشكل سهل نسبيا من خلال استخدام أدوات بحث جنائي يمكن لأي شخص شراؤها و تحميلها.
و من بين 40 ألف صورة جرت استعادتها من 20 هاتفا، كانت قد بيعت عبر موقع إيباي، وجدت الشركة أن أكثر من 750 صورة هي صور خاصة لنساء في مراحل مختلفة من التعري، بالإضافة إلى 250 صورة التقطها أشخاص لأنفسهم "يبدو أنها تظهر رجولة المالك السابق" للهاتف.
كما تضمنت الصور 1500 صورة عائلية لأطفال، و1000 عملية بحث عبر غوغل، و750 رسالة من رسائل البريد الإلكتروني و الرسائل النصية القصيرة، و250 من أسماء أشخاص و عناوين بريدهم الإلكتروني.
و قالت الشركة إن "مسح الملفات من جهاز يعمل بنظام أندرويد قبل بيعه أو إعطائه لأحد أمر غير كاف. يجب طمس تلك الملفات بما يجعلها غير قابلة للاستعادة." و لم توضح آفاست إذا كانت استعادت البيانات من الهواتف العشرين كلها. و ردت غوغل بأن آفاست استخدمت هواتف قديمة، و أن دراستها "لم تعكس آليات الحماية في نسخ أندرويد التي يستعملها غالبية المستخدمين".
و نصحت غوغل المستخدمين باستعمال خاصية التشفير في أجهزتهم قبل إعادتها لحالة المصنع، و ذلك من أجل التأكد من عدم إمكانية وصول أي شخص إلى الملفات. و أوضحت غوغل أن هذه الخاصية أضيفت منذ ثلاث سنوات، إلا أنها لا تعمل تلقائيا مما يجعل المستخدمين الأقل خبرة بالتكنولوجيا عرضة للهجوم. أما شركة آبل فقد أتاحت خاصية تشفير على أقراصها الصلبة و أجهزتها منذ طرح هاتفها آيفون 3GS. و تعمل الخاصية بشكل دائم و لا يمكن للمستخدمين وقف العمل بها.
و هناك خصائص إضافية لحماية البيانات، لكن يجب تشغيلها من قائمة الضبط. و قال غراهام كلولي، المحلل المستقل في مجال أمن أجهزة الكمبيوتر، إن المستخدم إن كان جادا بشأن الخصوصية و الحماية، فعليه التأكد من أن هاتفه دائما محمي "بكلمة سر و تغيير طبيعة البيانات باستمرار". إلا أن آلن كالدر، مؤسس شركة الحماية "آي تي غوفرنانس"، قال إن مسح البيانات، حتى بعد تغيير طبيعتها، لا يكفي لحماية الجهاز تماما. بحسب بي بي سي.
و أشار إلى أن توصيات غوغل "تجعل من الصعب استعادة البيانات، لكنها لا تجعلها مستحيلة."
و أضاف "إذا أردت حماية بياناتك، فعليك بتدمير الهاتف. و ذلك إجراء حماية متعارف عليه لسنوات بخصوص الهواتف و أجهزة الكمبيوتر. و أي حل آخر هو مجرد تأجيل حتى يتمكن شخص ما من الوصول إلى بياناتك الخاصة."
رؤية ثلاثية الأبعاد
في السياق ذاته كشفت شركة أمازون الأمريكية عن أول هاتف محمول من إنتاجها، يتيح رؤية ثلاثية الأبعاد (3D) بفضل أربع كاميرات مثبتة على واجهته تستخدم تقنية تتبع الوجه. كما يوفر الهاتف خاصية التحكم من خلال الإشارة. و يسمح الهاتف، الذي أطلق عليه اسم "فاير فون"، للمستخدم بتغيير منظور الصورة من خلال تحريك الرأس، بدلا من استخدام تأثيرات يمكن إلغاؤها.
و يمكن للمستخدم أيضا استعراض الزوايا المختلفة من صفحات الانترنت أو إظهار القوائم من خلال إمالة الهاتف الذكي بين يديه. و أعلن الرئيس التنفيذي لأمازون، جيف بيزوس، عن طرح الهاتف الذكي في مؤتمر صحفي في مدينة سياتل الأمريكية.
يحتوي الهاتف على تطبيق يتيح رصد النصوص في النطاق القريب من الهاتف و تبلغ تكلفة النسخة الأساسية من "فاير فون"، بسعة تخزين 32 غيغابايت، 199 دولارا بالإضافة إلى عقد لمدة عامين مع شركة "ايه تي آند تي" للاتصالات، وهي الشبكة الوحيدة التي ستعرض الهاتف في بادئ الأمر اعتبارا من 25 يوليو/ تموز.
و يرجع الفضل في تأثير "المنظور الديناميكي" إلى استخدام أربع كاميرات تعمل "بطاقة منخفضة للغاية"، بالإضافة إلى أربعة مصابيح تعمل بالأشعة تحت الحمراء، و هو ما يسمح للجهاز بالاستمرار في تتبع وضع عيني المستخدم و فهمه وسط الظلام. و تتطلب هذه العملية اثنين من الكاميرات فقط، لكن الشركة قالت إن وجود كاميرتين أخريين يعني أن المستخدمين لن يقلقوا بشأن كيفية إمساك الجهاز.
و هناك فكرة أخرى مبتكرة استحدثت في هاتف "فاير فون" هي وجود زر جانبي مخصص لتفعيل تطبيق "فاير فلاي"، الذي يتيح التعرف على النصوص و الصور و الصوت في نطاق الهاتف الذكي. و يمكن استخدام هذا التطبيق في التعرف على معلومات، على سبيل المثال تفاصيل بشأن مشروب أو اسم أغنية، أو معلومات تتعلق بلوحة فنية، أو فرصة لشراء نفس المنتج أو منتج آخر ذي صلة من أمازون.
و يعتمد هذا التطبيق على خوادم أمازون من أجهزة الكمبيوتر، و لذا فإنه لن يكون متاحا في حال إغلاق الهاتف المحمول. و بحسب شركة "اي دي سي" للأبحاث، فإن أمازون شحنت مليون جهاز من القارئ الآلي "كندل فاير" من إنتاجها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مقابل 1.8 مليون خلال نفس الفترة من عام 2013. بحسب بي بي سي.
و تشير بيانات "اي دي سي" إلى أن حصة الأسهم السوقية من قطاع الكمبيوتر اللوحي تبلغ حاليا 1.9 في المئة، و هو ما يعادل تقريبا نصف تقديرات العام الماضي. أما سوق الهواتف المحمولة فقد أصبح فضاء أكثر ازدحاما في ظل وجود العديد من شركات التصنيع القائمة التي تعجز عن تحقيق أرباح من الأجهزة التي تبيعها. لكن مع اقتراب عدد مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم من ملياري شخص، فإن الاستحواذ و لو حتى على حصة صغيرة من السوق يمكن أن يمثل قيمة لأمازون.
.......
شبكة النبأ المعلوماتية: عبد الامير رويح 2015-1-29