دهاليز صناعة الإعلام
يعد الإعلام في المرحلة الراهنة اقوى سلاح فكري و معلوماتي في العالم، إذ يعمل على تغطية الاحداث في حين، و يصنعها في حين آخر، بهدف قيادة المجتمعات صوب أجندة القائمين بصناعته، فمن دون شك هناك علاقة حميمة بين المال و الإعلام و السلطة، مما يجعل من مهنة المتاعب محركا اساسيا في لعبة الصراعات الدولية.
على الرغم من ان الكثير من المتخصصين في الشؤون الاعلامية يرون ان الهدف من صناعة الاعلام هو تغطية الاحداث و الحصول على ارباح مادية عن طريق الاعلانات التي باتت مصدرا رئيسا لتمويل الكثير من وسائل الاعلام المتطورة، لكن واقع العمل الاعلامي يشير الى ان تكون هناك دوافع أخرى تتخطى مجرد جني الارباح، اذ ان هيمنة الاعلام على مختلف الاصعدة و دوره في تشكيل الرأي العام يمكن يكون عنصرا اساسيا في تجنيد الجمهور لأجندة خاصة غير معروفة المقاصد، قد تخبئ ورائها دهاليز الصناعة الاعلامية.
إذ يؤدي الإعلام العصري ادوارا حيوية يمكن ان تساهم في بناء أو هدم أي مجتمع من المجتمعات، مما يعني انه سلاح ذو حدين، لذا يجب الحذر الشديد من الفساد الاعلامي و استشرائه بين الجمهور، و ذلك عبر نشر الشائعات أو مهاجمة تيارات نافعة للمجتمع أو الترويج لتيارات فاسدة لحساب أية جهة أو تحريك الرأي العام او تجميده، خصوصا و أن العصر الراهن يشهد خلطات إعلامية يصعب فرزها أو تصنيف أهدافها، فهي ليست مقصودة بما تحمله الكلمة من معنى، و في الوقت نفسه ليست تلقائية، و هذا يعني انه لا يوجد في وقتنا إعلام متزن.
لكن ما يشهده عالم الاعلام في الآونة الاخيرة من فساد و انتهاكات على غرار سرقة الملكية الفكرية للمواد الاعلامية و نسبها للذات، خاصة عبر وسائل الاعلام الالكتروني الانترنت، بل و انتقل الإعلام من الفاسد إلى المفسد من خلال اساهمه في أذكاء الطائفية و زرع الأفكار المغلوطة، و هذا يحتاج لمواجهة حاسمة ليست فقط بالقانون و مواثيق الاخلاق، و لكن عبر تثقيف و توعية المجتمع بشكل شامل، و كذلك بتبني حملات و دعوات يتم تدشينها لمواجهة طوفان الفساد الاعلامي الذي يهدد المجتمعات على الاصعدة كافة.
فعلى الرغم مما يشكله الإعلام من فضاء مثالي للتعبير عن الرأي في بعض المجتمعات، و يعمله في نقل الإحداث و المعلومات و تبادل الآراء، فضلا عن مساهمته بشكل كبير في تطوير المجتمعات من خلال التثقيف و التعليم و تشكيل الراي العام و غيرها الكثير من الوظائف الاخرى، لكن في الوقت نفسه فإن الغزو الاعلامي للمجتمعات النامية ترك آثارا سلبية في شتى المجالات و خاصةً المجال الاعلامي و الثقافي، فوكالات الانباء العالمية بما تمتلك من قدرات على نقل اخبار العالم و تشكيل التصورات عن الاشخاص و الشعوب و الثقافات، و التحكم بالاتصالات الدولية من خلال الاقمار الصناعية، اضافة الى الهيمنة على السوق التجاري انتاجاً و تسويقاً لصناعة و تشكيل العقل البشري من خلال البرامج و الافلام و المجلات، و هو ما خلق حالة انسلاب واضحة لدى الكثير من البلدان النامية لاسيما بلدان الوطن العربي و تتمثل هذه الحالة بالاعتماد الشامل في معرفة و تناقل الاخبار على وكالات الاخبار الاجنبية و اهمال المصادر المحلية في معرفة الاخبار على الرغم من ان هذه المصادر المحلية هي اقرب من مثيلتها الاجنبية.
و عليه فان الاعلام بات النظام العالمي الجديد في عصرنا الراهن، من خلال ما يقدمه من خدمات واسعة النطاق و على أكثر من صعيد سواء كان ايجابية أو سليبة، لاسيما في هذا العصر الذي أحدث فيه الانترنت و التكنولوجيات الجديدة ثورة في هذا القطاع و في المجتمع ككل حتى صار اليوم الإعلام ميدان عالمي في مجالات الحياة العامة كافة.
.......
14/02/2015
شبكة النبأ المعلوماتية
يعد الإعلام في المرحلة الراهنة اقوى سلاح فكري و معلوماتي في العالم، إذ يعمل على تغطية الاحداث في حين، و يصنعها في حين آخر، بهدف قيادة المجتمعات صوب أجندة القائمين بصناعته، فمن دون شك هناك علاقة حميمة بين المال و الإعلام و السلطة، مما يجعل من مهنة المتاعب محركا اساسيا في لعبة الصراعات الدولية.
على الرغم من ان الكثير من المتخصصين في الشؤون الاعلامية يرون ان الهدف من صناعة الاعلام هو تغطية الاحداث و الحصول على ارباح مادية عن طريق الاعلانات التي باتت مصدرا رئيسا لتمويل الكثير من وسائل الاعلام المتطورة، لكن واقع العمل الاعلامي يشير الى ان تكون هناك دوافع أخرى تتخطى مجرد جني الارباح، اذ ان هيمنة الاعلام على مختلف الاصعدة و دوره في تشكيل الرأي العام يمكن يكون عنصرا اساسيا في تجنيد الجمهور لأجندة خاصة غير معروفة المقاصد، قد تخبئ ورائها دهاليز الصناعة الاعلامية.
إذ يؤدي الإعلام العصري ادوارا حيوية يمكن ان تساهم في بناء أو هدم أي مجتمع من المجتمعات، مما يعني انه سلاح ذو حدين، لذا يجب الحذر الشديد من الفساد الاعلامي و استشرائه بين الجمهور، و ذلك عبر نشر الشائعات أو مهاجمة تيارات نافعة للمجتمع أو الترويج لتيارات فاسدة لحساب أية جهة أو تحريك الرأي العام او تجميده، خصوصا و أن العصر الراهن يشهد خلطات إعلامية يصعب فرزها أو تصنيف أهدافها، فهي ليست مقصودة بما تحمله الكلمة من معنى، و في الوقت نفسه ليست تلقائية، و هذا يعني انه لا يوجد في وقتنا إعلام متزن.
لكن ما يشهده عالم الاعلام في الآونة الاخيرة من فساد و انتهاكات على غرار سرقة الملكية الفكرية للمواد الاعلامية و نسبها للذات، خاصة عبر وسائل الاعلام الالكتروني الانترنت، بل و انتقل الإعلام من الفاسد إلى المفسد من خلال اساهمه في أذكاء الطائفية و زرع الأفكار المغلوطة، و هذا يحتاج لمواجهة حاسمة ليست فقط بالقانون و مواثيق الاخلاق، و لكن عبر تثقيف و توعية المجتمع بشكل شامل، و كذلك بتبني حملات و دعوات يتم تدشينها لمواجهة طوفان الفساد الاعلامي الذي يهدد المجتمعات على الاصعدة كافة.
فعلى الرغم مما يشكله الإعلام من فضاء مثالي للتعبير عن الرأي في بعض المجتمعات، و يعمله في نقل الإحداث و المعلومات و تبادل الآراء، فضلا عن مساهمته بشكل كبير في تطوير المجتمعات من خلال التثقيف و التعليم و تشكيل الراي العام و غيرها الكثير من الوظائف الاخرى، لكن في الوقت نفسه فإن الغزو الاعلامي للمجتمعات النامية ترك آثارا سلبية في شتى المجالات و خاصةً المجال الاعلامي و الثقافي، فوكالات الانباء العالمية بما تمتلك من قدرات على نقل اخبار العالم و تشكيل التصورات عن الاشخاص و الشعوب و الثقافات، و التحكم بالاتصالات الدولية من خلال الاقمار الصناعية، اضافة الى الهيمنة على السوق التجاري انتاجاً و تسويقاً لصناعة و تشكيل العقل البشري من خلال البرامج و الافلام و المجلات، و هو ما خلق حالة انسلاب واضحة لدى الكثير من البلدان النامية لاسيما بلدان الوطن العربي و تتمثل هذه الحالة بالاعتماد الشامل في معرفة و تناقل الاخبار على وكالات الاخبار الاجنبية و اهمال المصادر المحلية في معرفة الاخبار على الرغم من ان هذه المصادر المحلية هي اقرب من مثيلتها الاجنبية.
و عليه فان الاعلام بات النظام العالمي الجديد في عصرنا الراهن، من خلال ما يقدمه من خدمات واسعة النطاق و على أكثر من صعيد سواء كان ايجابية أو سليبة، لاسيما في هذا العصر الذي أحدث فيه الانترنت و التكنولوجيات الجديدة ثورة في هذا القطاع و في المجتمع ككل حتى صار اليوم الإعلام ميدان عالمي في مجالات الحياة العامة كافة.
.......
14/02/2015
شبكة النبأ المعلوماتية