جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الاعلام العربي..فقاعات صفراء و حقائق مغيبة..!

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الاعلام العربي..فقاعات صفراء و حقائق مغيبة..! 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    حصري الاعلام العربي..فقاعات صفراء و حقائق مغيبة..!

    مُساهمة من طرف In The Zone الخميس أبريل 12, 2012 3:28 pm

    الاعلام العربي..فقاعات صفراء و حقائق مغيبة..!
    برغم من الانتشار الواسع و المنافسة الشديدة التي تشهدها ساحة الاعلام العربي لا يزال ذلك الاعلام يواجه الكثير من المشاكل والتحديات،والتي من اهمها تحديد حرية الرأي وهيمنة بعض الحكومات واصحاب المصالح الخاصة على مفاصل القرار المهمة والتي تسهم بشكل مباشر بتحديد هوية تلك الجهة الاعلامية وهدفها وتعمل على تقليص اظهار الحقائق او اخفائها،ويرى بعض المتخصصين ان مؤسسات الاعلام العربي لا تزال مقيدة بقرارات الجهات المالكة التي تسعى الى فرض آرائها ووجهات نظرها الخاصة والتي تتسبب في بعض الاحيان بفقدان ثقة المشاهد والمتلقي،ومع الانتشار الواسع لوسائل الاعلام العربي تزداد حدة المنافسة لاستقطاب اكبر اعداد من المشاهدين الامر الذي يحدد مدى نجاح واستمرار وديمومة تلك الوسيلة الاعلامية،وفي هذا الشأن يشير المتحدث الرسمي باسم مجموعة «إم بي سي» مازن حايك لصحيفة البيان أن 15 قناة تستقطب ٪70 من المشاهدين والإعلانات عربياً.
    وهناك600 قناة فضائية تتنافس على ما بين 5% إلى 10% من نسب المشاهدة والإنفاق الإعلاني في المنطقة.
    لا يبدي مازن حايك قلقاً على الإطلاق،ويقول كل تلك الاعداد لا تشكل منافسة حقيقية وفقاً لمعطيات السوق التي يستعرضها في لقاء خاص مع صحيفة البيان الإماراتية.
    حيث يشير إلى أن 15 قناة تلفزيونية من بين 650 محطة فضائية عربية تبث على أقمار نايل سات وعرب سات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستحوذ على ما يقارب من 70% من نسب المشاهدة وعائدات الإعلان،وفيما تصل حصة القنوات الخمسين الأولى إلى 90_95%،وتتنافس المحطات الستمائة الباقية على ما نسبته 5% أو 10% في أفضل الأحوال من نسب المشاهدة والإنفاق الإعلاني في المنطقة. وأكد أن مجموعة "ام بي سي" تحظى "بحصة الأسد" كما يصفها من الإعلانات على الفضائيات العربية، مرجعاً ذلك لكونها "أكثر المجموعات الإعلامية قدرة عبر قنواتها العشر على توفير أعلى عائد على الاستثمار للمعلن".
    ومع دخول لاعبين عالميين جدد إلى قطاع الإعلام الإخباري الناطق باللغة العربية، يشكك حايك في نجاح القنوات الإخبارية الجديدة منها والقديمة على المنافسة في عالم الأخبار العربي مع وجود قناة "العربية" إلى جانب "أقرب منافسيها" كما يسميها، وهي طبعاً قناة الجزيرة القطرية.
    ولم يكتف حايك بذلك، بل طرح علامات استفهام حول أهداف القادمين الجدد وخاصة أن قطاع الأخبار غير مربح تجارياً،وتساءل أيضاً عن الجديد الذي ستقدمه القنوات الإخبارية الجديدة إلى المشاهد العربي.وفي ظل التنافس المحموم على استقطاب الخبرات الإعلامية العربية،ومع ابتسامة ملؤها الثقة، يكشف حايك أن العديد ممن تركوا المجموعة للعمل في محطات أخرى طلبوا العودة إليها بعد 24 ساعة.
    في سياق متصل اكدت قناة سكاي نيوز عربية التي مقرها ابوظبي و تسعى لمنافسة القناتين الاخباريتين العربيتين الجزيرة و العربية، انها ستبدأ بثها في السادس من ايار/مايو المقبل، بحسب بيان وزعته القناة.
    و بحسب البيان، اعلن نارت بوران المدير العام للقناة التي اسست بالشراكة بين "بي سكاي بي" البريطانية وشركة ابوظبي للاستثمار الاعلامي، ان "يوم السادس من ايار/مايو 2012 سيكون موعدا لانطلاق البث الرسمي للقناة".بحسب فرنس برس.
    و قال بوران في مؤتمر صحافي عقدته ادارة القناة بمناسبة الكشف عن موعد بدء البث ان القناة التي ستبث على مدار الساعة "ستلتزم بتقديم أخبار مستقلة وموضوعية للمشاهد العربي، بمشاركة أكثر من 400 من أفضل الصحافيين والمراسلين والمذيعين والمنتجين وفنيي البث في العالم العربي". ووعد بوران مشاهدي سكاي نيوز العربية بان تقدم المؤسسة "أفقا جديدا" للمشهد الاعلامي في العالم العربي.
    وقال "اننا جاهزون لبدء البث وتقديم افق جديد للمشهد الاعلامي في العالم العربي، ونحن ملتزمون بتقديم التقارير والتغطيات الإخبارية بطريقة مستقلة وجديدة ومبتكرة وبشكل فوري وشامل". وسبق ان اطلقت القناة موقعها الالكتروني في شباط/فبراير.
    وبحسب البيان، فان سكاي نيوز العربية ستكون أول قناة إخبارية في المنطقة تمتلك هيئة استشارية مستقلة للتحرير "لضمان عدالة ودقة وتناسق طرح الأخبار".
    الى جانب ذلك قرر الملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال نقل شركة روتانا الاعلامية المملوكة له علاوة على قناة اخبارية جديدة الى البحرين في خطوة تعكس الجهود السعودية لمساندة حكومة البحرين التي تضرر اقتصادها من جراء احتجاجات شهدتها البلاد هذا العام.
    و قال بيان أصدرته هيئة شؤون الاعلام البحرينية ان هذه المشروعات "تشكل باكورة لاستقطاب المزيد من المؤسسات المتخصصة في المدينة الاعلامية".
    وأضافت أن قناة العرب التلفزيونية وهي مشروع مشترك جديد بين المملكة القابضة التي يملكها الامير الوليد وخدمة بلومبرج الاخبارية ستنطلق في 2012.وتملك شركة روتانا التي يقع مقرها بالسعودية عددا من القنوات المتخصصة في الموسيقى والسينما والبرامج الدينية والاخبارية والدراما.بحسب رويترز.
    و كانت السعودية أرسلت قوات الى البحرين التي يتمركز بها الاسطول الخامس الامريكي لمساعدتها على اخماد احتجاجات شعبية داعية للديمقراطية قادتها الاغلبية الشيعية واتهم حكام البحرين ودول الخليج الحليفة لهم ايران بإذكاء الاضطرابات. وألقت الاحتجاجات التي أخمدتها قوات الامن بظلالها على قطاعي البنوك والسياحة.
    وقدرت مجلة فوربز ثروة الامير الوليد ابن أخي العاهل السعودي الملك عبد الله هذا العام بما يتجاوز 19 مليار دولار واشترى حصة في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. ويملك الامير الوليد حصة نسبتها سبعة في المئة في شركة نيوز كورب وتبث قنوات فوكس الترفيهية ارسالها من خلال شبكة روتانا التي يمتلكها.
    ..................
    أرقام في عالم الاعلام.
    من جانب اخر كشفت دراسة مستقلة أن أفراد الجمهور في أنحاء الشرق الأوسط قد تحولوا بأعداد قياسية إلى خدمات بي بي سي العربية لمتابعة أحداث "الثورات العربية".
    وزاد العدد الكلي لجمهور خدمات بي بي سي الإعلامية العربية بنسبة تزيد عن 50 في المئة ليبلغ رقما قياسيا هو 33.4 مليون شخص بالغ أسبوعيا بالمقارنة مع 21.6 مليون شخص بالغ قبل الربيع العربي. وارتفع عدد مشاهدي قناة بي بي سي العربية من 13.5 مليون مشاهد إلى 24.4 مليون مشاهد، وبنسبة تزيد عن 80 في المئة.
    وزادت نسبة المشاهدين للقناة أسبوعيا في مصر والعراق والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان والمغرب بأكثر من الضعف من 9.8 في المئة إلى 19.4 في المئة. وهذه الأرقام تستند إلى دراسة مستقلة أجراها البرنامج الدولي لأبحاث الجمهور التابع لمجلس أمناء البث في الولايات المتحدة، وشملت الدراسة ست دول هي مصر والمملكة العربية السعودية والعراق والأردن ولبنان والمغرب.
    واستأثرت مصر بأكبر نسبة زيادة في جمهور بي بي سي ، حيث زاد عدد مشاهدي بي بي سي في مصر بأربعة أضعاف أسبوعيا ليصل إلى 9.3 مليون شخص وبنسبة زيادة بلغت 16.2 في المئة. وتقول ليليان لاندور مديرة أقسام اللغات في خدمة بي بي سي الإخبارية العالمية "جلوبال نيوز" إن تلك الأرقام تكشف عن أنه "في أوقات الشدة تكون الأخبار والمعلومات الموثوق بصدقيتها وحياديتها والتي تقدمها بي بي سي موضع تقدير دائم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
    وتضيف قائلة إن "هذه الأرقام المبهرة تبرهن على أن الجمهور من دول متعددة يتحول بأعداد كبيرة إلى بي بي سي للحصول على أخبار ذات صدقية عالية ومن مصادر مستقلة ويمكن الإعتماد عليها".
    كشفت ارقام الدراسة أيضا عن عدة مؤشرات ذات دلالة إيجابية لبي بي سي باللغة العربية فقد ازداد عدد مشاهدي قناة بي بي سي العربية في العراق أسبوعيا ليصل إلى 4.9 مليون مشاهد وبنسبة تصل إلى 26.6 في المئة بعد أن كانت 21.5 في المئة، وبلغت الزيادة في النسبة المئوية 5.1 في المئة. وارتفع عد المشاهدين لقناة بي بي سي العربية أسبوعيا في الاردن إلى أكثر من الضعف من نسبة 8.8 في المئة إلى 22.4 في المئة، وارتفع نفس المعدل في المملكة العربية السعودية من نسبة 12.2 في المئة إلى 24.6 في المئة، وبعدد إجمالي يبلغ 3.6 مليون مشاهد. وفي المغرب ارتفع عدد المشاهدين للقناة أسبوعيا بنسبة تبلغ نحو 4 في المئة.
    من جانب اخر انخفض عدد مستمعي إذاعة بي بي سي العربية من 11.5 مليون مستمع إلى 10 ملايين مستمع، مما يعكس التحولات الكبيرة في المنطقة وكيف يتلقى الجمهور الخدمة الإخبارية عبر ما يتوفر لديه من وسائل تكنولوجية ابرزها التلفزيون. وحققت خدمة بي بي سي العربية عبر الإنترنت نموا مبهرا نتيجة للربيع العربي، حيث بلغ عدد زوار موقع بي بي سي العربي رقما قياسيا خلال شهر فبراير/شباط وظل مرتفعا خلال مارس/آذار.
    وخدمات بي بي سي الإخبارية العربية هي الأوسع بين الخدمات الإخبارية التي تقدمها هيئة الإذاعة البريطانية بلغات غير الانجليزية.و تشمل تلك الخدمات الإذاعة والتلفزيون والإنترنت على مدى 24 ساعة لسبعة أيام في الأسبوع. وبدأت بي بي سي في تقديم خدماتها الإخبارية للعالم العربي عام 1938، واليوم فإن بي بي سي أصبحت واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية التي يعتمد عليها المواطن في الشرق الأوسط للحصول على أخبار متوازنة وصادقة ويمكن الوثوق بها.
    من جانب اخر يستعرض تقرير جديد من مجموعة المرشدين العرب (Arab Advisors Group) المحطات الاذاعية الـ FM في العالم العربي مع نهاية 2011. وبين التقرير أن عدد محطات الإذاعة الـFM المحلية الحكومية التي تبث في 14 دولة عربية قد وصل الى 210 محطات بحلول ديسمبر الماضي . وطبقا للتقرير فقد وصل عدد المحطات الإذاعية في الوطن العربي إلى 72.
    فيما بلغ عدد المحطات الاذاعية الاقليمية في المنطقة العربية 7 محطات تبث على موجات راديو FM في عدد من الدول العربية، مما رفع من المجموع الكلي للمحطات الى 289 محطة تبث في 14 دولة عربية في نهاية عام 2011. وغطى التقرير 14 دولة عربية بحلول ديسمبر 2011، هي: الجزائر والبحرين ، مصر ، الاردن ، ليبيا ، موريتانيا، المغرب ، عمان ، قطر ، السعودية ، سوريا ، تونس ، الامارات العربية المتحدة و اليمن. وغطى التقرير أيضا المحطات الإذاعية في كل من العراق، الكويت، لبنان، فلسطين و السودان.
    و رأى التقرير أن لتحرير قطاع الإذاعة أثر كبير في رواج محطات راديو القطاع الخاص في العالم العربي.
    وحتى نهاية العام الماضي ، كان عدد الدول التي لا تسمح بترخيص الاذاعات الخاصة 3 دول من أصل 19، هي قطر ، الإمارات و اليمن. وانضمت الجزائر و موريتانيا لقائمة الدول التي تسمح بترخيص المحطات الاذاعية الخاصة في عام 2011 .
    إلا أنه مع نهاية عام 2011 لم توجد محطات إذاعية خاصة تبث في هذه الدول وبالإضافة إلى تحرير قطاع الإذاعة، تؤدي الحاجة إلى البث بلغات أجنبية متعددة من أجل تلبية احتياجات الوافدين إلى ازدياد عدد المحطات الإذاعية حتى في الدول التي لا تتواجد بها محطات اذاعية خاصة، فعلى سبيل المثال، تحوي دولة الإمارات العربية المتحدة على محطات إذاعية تبث بلغات عديدة تشمل العربية والإنجليزية والهندية والأوردو والتاميلية و الفارسية.
    شبكة النبأ المعلوماتية-10/نيسان/2012
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الاعلام العربي..فقاعات صفراء و حقائق مغيبة..! 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    حصري الفضائيات العربية...انحياز يشوه الربيع العربي.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد يونيو 24, 2012 1:02 pm

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الاعلام العربي..فقاعات صفراء و حقائق مغيبة..! 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    حصري هل الإعلام العربي يعكس الواقع؟

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت سبتمبر 08, 2012 3:27 pm

    هل الإعلام العربي يعكس الواقع؟
    د. طارق سيف.
    .........
    لا أحد ينكر مدى تأثير وسائل الإعلام،خاصة المرئية منها و الإلكترونية،على المتلقي أيّاً كان عمره و مستوى تعليمه و ثقافته و لا يستطيع أحد أن ينكر أيضاً أن للإعلام رسالة مجتمعية بجانب رسالته الترفيهية،حيث يتركز دوره في التثقيف بمفهومه الشامل،و في صياغة الرأي العام تجاه القضايا المهمة سواء الداخلية أو الخارجية،و هذا بالطبع لا ينفي دوره الترفيهي لتخفيف المعاناة اليومية و الظروف المعيشية للمتلقي،فيحافظ بذلك على صفحته "الثقافية- النفسية"، لذلك فإن وسائل الإعلام لا تنفصل عن واقعها و بيئتها و مجتمعها،لأنها تعبر عن هذا الواقع و ذاك المجتمع بصدق و شفافية،رغم الإبداع المطلوب و الخيال اللازمين في بعض الأحيان.
    و لكن ليس هناك أدنى شك في أن المشهد الإعلامي الراهن لا يمثل بأي حال الواقع العربي بأوضاعه كلها،السياسية و الاقتصادية و الأمنية و الاجتماعية و الثقافية و التقنية،بعد أن استمرأ الاستنساخ من الإعلام الأجنبي،و قرر التركيز على التسلية و الترفيه بغير وعي أو إدراك لانعكاسات ذلك على المتلقي العربي أو تداعياته المستقبلية.
    فالمحتوى الإعلامي في معظم وسائل الإعلام العربية،من مرئية و مسموعة و مقروءة،متخمٌ بأشكال من التسلية الغثة و الرخيصة التي يتعاظم فيها "الإمتاع الحسي" على حساب اكتساب المعرفة و تنمية العقل و بناء الشخصية السوية و حتى في صفحات الرأي أو البرامج الحوارية،بات الهدف هو التسلية أيضاً دون عمق التناول أو واقعية العرض.
    و إذ كان البعض يعزو التردي الإعلامي العربي إلى أنه انعكاس طبيعي لما عليه المجتمعات العربية، فهو مخطئ،لأن ما يعانيه المواطن العربي في يومه و ليلته يخالف بصورة كاملة و شاملة ما يراه أو يقرؤه أو يستمع إليه من وسائل الإعلام العربية.
    ففي الوقت الذي تعاني فيه معظم المجتمعات العربية فقراً و حرماناً و تدنياً في مستوى المعيشة، فإن معظم وسائل الإعلام العربي تعاني فقراً في مضمون و محتوى المنتج،و فقراً أكبر في القيم و المبادئ،و تدني مستوى الأخلاق.
    و بينما يواجه المجتمع العربي انتشار الأمية و ارتفاع نسب البطالة،فإن وسائل الإعلام تعاني "الأمية الإعلامية" من افتقاد القدرة على التعامل مع أدوات العصر و إمكانياته و إدراك ما توفره من أساليب و طرق حديثة في التعامل مع الرأي العام،مما جعل الإعلام العربي يتمسك بالقشور و السطحية ليواكب التطورات في وسائل الإعلام و طرق إدارته،كما تنتشر بطالة مُقنَّعة خاصة في أوساط القائمين على البرامج "الهابطة" و المعتمدين على "الاستنساخ" من وسائل الإعلام الأجنبية،لأن الإعلام في حاجة إلى إبداع،و من يفتقد هذا الإبداع يصبح عالة على الإعلام.
    ........
    و إذا كان المواطن العربي يعاني في بعض الدول ضعف الخدمات المعيشية و الحكومية،فإن وسائل إعلامه تعاني ضعف الأداء و قلة الكفاءات و تدني مستوى الإدارة،و إذا كنا نتهم المجتمع العربي بحقيقة مصادرته لحقوق المرأة فإن وسائل الإعلام العربية تصادر حق المتلقي في التثقيف و الترفيه، و أن يكون لهذه الوسائل دور مؤثر و فعال في حياته،و تعبر بصدق عن واقعه.
    و إذا كانت حقوق الإنسان العربي مهدورة في كثير من الدول العربية نتيجة لوجود سقف محدد للحريات تتحطم عنده كثير من هذه الحقوق،فإن لدى وسائل الإعلام العربية قدراً من الحرية يتجاوز كل الأسقف طالما ظلت بعيدة عن "الذات الحكومية"،و نقد الواقع المعايش،و تجنبت التعرض لأصحاب الوسيلة الإعلامية و المساهمين فيها و أقاربهم و أصدقائهم،و كل ما يمتُّ لهم بصلة.
    و إذا كان المواطن العربي يتعرض لتسلط سياسي و إداري،من حكومته و رب عمله،و أحياناً أسرته و ذويه،فإن وسائل الإعلام على أنواعها تخضع للتسلط الإعلاني و التجاري،فهي أسيرة الإعلانات و الدعاية لكافة السلع و المنتجات و الخدمات،دون أدنى اهتمام بمدى الاستفزاز الذي تمثله للمتلقي الذي لا يستطيع دخله أن يوفر له الكفاف من الحياة.
    و إذا كان الواقع العربي يفتقر إلى المساواة و التنافس الشريف و يعتمد على الوساطة و الرشوة في معظم الظروف،فإن الواقع الإعلامي يعتمد على التنافس في تكرار الموضوعات و البرامج و التسابق في الاستيلاء على أموال المتلقي،خاصة المشاهد "للفضائحيات"،و مواقفه و بث الفرقة بين تركيبة مجتمعه،فهو تنافس يلعب على أوتار آلام و معاناة الشعوب العربية،و يجترح القضايا و الموضوعات التي تزيد منه.
    و إذا كان المواطن العربي يجتر مشكلاته نتيجة انتشار الفساد الإداري،فإن وسائل الإعلام تعاني "الفساد الترفيهي" و "فساد الذوق" فيما تتناوله من موضوعات يراد بها التخفيف من معاناة المواطن العربي،بدلاً من أن تفضح الفساد الإداري،و تزيد من الوعي الشعبي لمقاومته.
    .........
    إتساع الفجوة بين ما تعرضه وسائل الإعلام العربية و واقع المواطن العادي.
    لقد اتسعت الفجوة بين ما تعرضه وسائل الإعلام العربية و واقع المواطن العادي،و اقتصر عمل معظم وسائل الإعلام على عرض الجزء المظلم فقط من الصورة الواقعية لبعض الأحداث المأساوية في العراق و فلسطين فقط،من قتل و تدمير و تشريد،و لم تتعد ذلك إلى عرض الصورة الأشمل بشقيها السلبي و الإيجابي،فضلاً عن وضوح تحيز وسائل إعلامية لدول أو جهات أو شخصيات بعينها،مما يفقدها مصداقيتها و شفافيتها.
    و يجب ألا نغفل دور الجمهور المتلقي الذي يتسم بالسلبية تجاه ما يشهده من وسائل الإعلام،بل إنه أحياناً يكون مشجعاً على استمرارها في غيها،من خلال إقدامه على تلبية دعوة "الفضائحيات" للمشاركة بالرسائل القصيرة،أو شراء ما تصدره المؤسسات الصحفية الغث منها و الثمين.
    لقد أدت الفجوة بين الواقع المعايش و "التسلط الإعلامي" الترفيهي و الثقافي و الإخباري إلى حدوث تداعيات مهمة تؤثر في صميم التركيبة "النفسية - الثقافية" للمتلقي،ليس أقلها "الاغتراب السياسي" أو "المجتمعي"،بل تكمن في تحطيم الهوية الوطنية و إضعاف المواطنة،و تراجع المستوى الثقافي،و تدني التفاعل مع القضايا الوطنية،و تزييف الوعي،و زيادة مساحة الغلو و التطرف، و الدفع في اتجاه الانفصال بين المواطن و واقعه،و بناء "الفرد الاستهلاكي".
    ..........
    إعلام إخباري و ترفيهي.
    و إذا كان البعض يفضل تقسيم الإعلام إلى إخباري و ترفيهي،و أن الأول قد تطور بصورة لافتة،و أن الأخير لا يزال يتلمس طريقه في ظل عصر عولمة الإعلام،فإن المأساة تكمن في كلا النوعين،حيث توجد شروخ أفقية و رأسية،و تتمثل الشروخ الأفقية في أنه رغم نجاح وسائل الإعلام العربية في نشر الوعي العابر للحدود،فإنها ركزت على الاستفادة التجارية إلى أقصى حد سواء من خلال الإعلان أو دفع المشاهد إلى المشاركة بالرسالة أو الهاتف،الأمر الذي يعمِّق الفجوة بين المتلقين،و يروِّج لثقافة الاستهلاك،و ابتذال المشاعر الإنسانية.
    أما الشروخ الرأسية،فنجد أنه رغم كسر كثير من وسائل الإعلام العربية لبعض أسقف حرية التعبير،و تحطيم "تابوهات" سياسية عدة،فإنها أدت إلى تنامي الشعور باللامبالاة،و عدم الاكتراث العام بالأحداث،فمتابع أي برامج حوارية يجدها تتسم بالزعيق و الإثارة،و أي مقالة للرأي تنضح بالشخصنة و المصالح الخاصة و التحيز التام،و لا تمنح الفرصة لتكوين رأي عام تجاه ما يحدث.
    ............
    لقد بات الإعلام العربي يتعامل مع المتلقي "كزبون" لديه رغبات و طلبات و توجهات تحتاج إلى أن تُشبع،و ما على الوسيلة الإعلامية إلا أن تشبعها دون الالتفات إلى أضرار ذلك على المدى البعيد.
    نحن لا نطالب الإعلام العربي بأكثر من طاقته أو بما لا يستطيعه،بل نطالبه بالتوقف عن تسويق الأوهام و بث الشعارات الزائفة،و الكف عن تحويل الثقافة إلى تسلية غير مجدية أو هادفة،و هذا لن يتحقق سوى بتحديد الأولويات و الاتفاق على الهدف من هذه الوسائل،و تحرير الإعلام العربي من قبضة الهواة و الأدعياء.

    .......
    المصدر:الإتحاد الإماراتية-2-9-2008
    مـعـهـد الإمـام الـشـيرازي الـدولي للـدراسـات - واشــنطن.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 6:10 pm