أمي....عليها السلام
( 1 )
صباحُ الأمن يا أمي
صباح السماء الصافية
التي لم نراها منذ مدة
هذا ابنك الذي حزم حقائبهُ
وأعلن سفرهُ الذي لا يعرف متى بدأ
صباح الأمن يا أمي
منذ أن أرخيت رأسي آخر مرة فوق صدرك
وأنا أشكو الصداع
سهري اللا منتهي
وشفاهي مزقتها أسلاك الدروب الصفراء
آه يا أمي
أتعبتني الوجوه الصدئة
و اغتيلت ضحكتي دون أن أدري
تسربت من وجهي بسرعة
.....................
أماه
هل الضحكة
حلم لا يتكرر ؟
( 2 )
شَعري يبكي راحة كفيك
ويفتقد الدفء ورائحة المطر
ونسيم ادم من مأوى الذكريات
وابتسامة ما زالت شاخصة
كلما اشتدت بي قسوة المسامير وبرودة الصدأ
وكلما تذكرت...إنني وحدي
( 3 )
أنا منذ ُأن أدركت وحدتي
في هذا الشيء المترامي الأبعاد
و بحثت عن قدر لي
و بحثت عن هوية
وارتكبت عشرات الحماقات
الصغيرة والكبيرة
لم أرى إلا وجهك وطناً لحسراتي
ولم أجد إلا شعري هوية تستحق المحاولة
وارتكبتهما
وجهك الذي ابتلي بحسراتي
وشِعري الذي ابتلي بي
ولم أستطع التخلص أبدا ً
من هوسي بهما
آه يا أمي
أنت وشِعري
جناحاي
( 4 )
في كل يوم
أظنُ أنهُ في كل يوم ٍ!
أستيقظ يا أمي
على ما تبقى من اليوم الماضي
من ضجيج ٍوإحباط ٍواختناق
افتح صدري
لشظايا الصدفة
واقتلع عيوني
لأذيبها في ماء الحياة المتسخ
و أعودُ يا أمي محبطا ً
فلاشيء يتغير يا أمي
لا شيء يتغير أبدا ً
( 5 )
أتعبُ عندما أبحث عن تفاصيلكِ
من أين آتي بدفء يديك ؟
من أين آتي بحضنك ؟
وكوب الشاي عند الصباح
والخبز البيتي
من أين آتي بصبرك عليَّ ؟
دليني بربك من أين ؟
من أين يا أمي ؟
( 6 )
أشهر مضت على رحلتي
هل تراني أدعي بأنني وجدت عشي ؟
فأنت تعرفينني
أنا لا أحبُ الموانيء
لا أحبُ الأعشاش
أحبُ أن أعيش في الهواء
وأكتب في الهواء
وأموتُ في الهواء
من أين لي بالهواء الآن يا أمي ؟
دروبي وعرة
ووجوههم غريبة
( 7 )
أمي
يا يدا ً تمتد بلا تعب
يا أفقا ً من الوجع
عليكِ السلام
فإني بين يديكِ
أعلنت كفري بخوفي
وصرخت بوجه أشباحي
لكنني أشكوك غصتي
و لا ماء عندي
فتصوري....
( 8 )
الدرب مفتوح...
هل الدرب مفتوح حقا ً؟
هذا طيفك ، صوتك ، وجعك
الذي لن أعرفه
كلهم إلى جانبي
واسأل
أسأل كل شيء
عن كل شيء فيك
أسأل الهواء وجهاز الهاتف والأحلام
وكما تعلمين
فكلهم أصدقاء...لا يصدقون
( 9)
أستغرب
كيف لم أعلنُ ضجري
عن الأشجار التي نبتت في صدري
من ماء دموعي
( 10 )
ملابسي
أصبحتْ بلا ألوان
من يوم غادرني قوس قزح
الذي ينضح من جبينكِ
( 11 )
أجوع ُ إليكِ يا أمي
أجوعُ روحا ً
وحضنا ً
ودموعا ً
هل لي بكسرة أم ؟
هل لي بكسرة أم ؟
هل...لي...بكسرة...أم؟؟
( 12 )
أعرف جيدا ً
أن وجهي سيظهر بين يديكِ
عند قنوتك
فلا تنسيني
لا تنسيني
وادعي لي
من روائع : علي محمود خضير
( 1 )
صباحُ الأمن يا أمي
صباح السماء الصافية
التي لم نراها منذ مدة
هذا ابنك الذي حزم حقائبهُ
وأعلن سفرهُ الذي لا يعرف متى بدأ
صباح الأمن يا أمي
منذ أن أرخيت رأسي آخر مرة فوق صدرك
وأنا أشكو الصداع
سهري اللا منتهي
وشفاهي مزقتها أسلاك الدروب الصفراء
آه يا أمي
أتعبتني الوجوه الصدئة
و اغتيلت ضحكتي دون أن أدري
تسربت من وجهي بسرعة
.....................
أماه
هل الضحكة
حلم لا يتكرر ؟
( 2 )
شَعري يبكي راحة كفيك
ويفتقد الدفء ورائحة المطر
ونسيم ادم من مأوى الذكريات
وابتسامة ما زالت شاخصة
كلما اشتدت بي قسوة المسامير وبرودة الصدأ
وكلما تذكرت...إنني وحدي
( 3 )
أنا منذ ُأن أدركت وحدتي
في هذا الشيء المترامي الأبعاد
و بحثت عن قدر لي
و بحثت عن هوية
وارتكبت عشرات الحماقات
الصغيرة والكبيرة
لم أرى إلا وجهك وطناً لحسراتي
ولم أجد إلا شعري هوية تستحق المحاولة
وارتكبتهما
وجهك الذي ابتلي بحسراتي
وشِعري الذي ابتلي بي
ولم أستطع التخلص أبدا ً
من هوسي بهما
آه يا أمي
أنت وشِعري
جناحاي
( 4 )
في كل يوم
أظنُ أنهُ في كل يوم ٍ!
أستيقظ يا أمي
على ما تبقى من اليوم الماضي
من ضجيج ٍوإحباط ٍواختناق
افتح صدري
لشظايا الصدفة
واقتلع عيوني
لأذيبها في ماء الحياة المتسخ
و أعودُ يا أمي محبطا ً
فلاشيء يتغير يا أمي
لا شيء يتغير أبدا ً
( 5 )
أتعبُ عندما أبحث عن تفاصيلكِ
من أين آتي بدفء يديك ؟
من أين آتي بحضنك ؟
وكوب الشاي عند الصباح
والخبز البيتي
من أين آتي بصبرك عليَّ ؟
دليني بربك من أين ؟
من أين يا أمي ؟
( 6 )
أشهر مضت على رحلتي
هل تراني أدعي بأنني وجدت عشي ؟
فأنت تعرفينني
أنا لا أحبُ الموانيء
لا أحبُ الأعشاش
أحبُ أن أعيش في الهواء
وأكتب في الهواء
وأموتُ في الهواء
من أين لي بالهواء الآن يا أمي ؟
دروبي وعرة
ووجوههم غريبة
( 7 )
أمي
يا يدا ً تمتد بلا تعب
يا أفقا ً من الوجع
عليكِ السلام
فإني بين يديكِ
أعلنت كفري بخوفي
وصرخت بوجه أشباحي
لكنني أشكوك غصتي
و لا ماء عندي
فتصوري....
( 8 )
الدرب مفتوح...
هل الدرب مفتوح حقا ً؟
هذا طيفك ، صوتك ، وجعك
الذي لن أعرفه
كلهم إلى جانبي
واسأل
أسأل كل شيء
عن كل شيء فيك
أسأل الهواء وجهاز الهاتف والأحلام
وكما تعلمين
فكلهم أصدقاء...لا يصدقون
( 9)
أستغرب
كيف لم أعلنُ ضجري
عن الأشجار التي نبتت في صدري
من ماء دموعي
( 10 )
ملابسي
أصبحتْ بلا ألوان
من يوم غادرني قوس قزح
الذي ينضح من جبينكِ
( 11 )
أجوع ُ إليكِ يا أمي
أجوعُ روحا ً
وحضنا ً
ودموعا ً
هل لي بكسرة أم ؟
هل لي بكسرة أم ؟
هل...لي...بكسرة...أم؟؟
( 12 )
أعرف جيدا ً
أن وجهي سيظهر بين يديكِ
عند قنوتك
فلا تنسيني
لا تنسيني
وادعي لي
من روائع : علي محمود خضير