جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك و الفساد.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك  و  الفساد. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك و الفساد.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد ديسمبر 19, 2010 10:04 pm

    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك و الفساد.
    .......
    إذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه مجتمع فاسد،محكوم عليه بالعواقب الوخيمة،و بالهلاك المحقق.
    لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها،و الواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى و إصلاح المجتمع،أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع و اختلال نظامه و تفكك عراه و أواصره.
    و إن من حماية الله تعالى لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سببًا لضياعها أو نقصها؛ فحرم الله الرشوة و هي:
    بذل المال للتوصل به إلى باطل،إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه،أو بإعفائه من حق واجب عليه،يقول الله تعالى:{و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا
    فريقًا من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون} [البقرة:188].
    و يقول الله تعالى في ذم اليهود:{أكالون للسحت} [المائدة:42].

    و لا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.
    ..........
    مجالات الرشوة:
    لقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، و لا سيما فيما يسمى دول العالم الثالث.
    فهناك الرشوة في الحكم،فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم مَن ليس من حقه أن يتقدم و يؤخر الجديرين بالتقدير و التقديم،أو يحابي في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة أكلها سُحتًا.كما تكون الرشوة في تنفيذ الحكم أيضًا.
    والرشوة تكون في الوظائف أيضًا حيث يقوم الشخص بدفع الرشوة للمسؤول عن الوظيفة فيعينه رغم استحقاق غيره،و هذا بالإضافة إلى أنه أكلٌ للحرام و السحت،فإنه كذلك خيانة للأمانة؛حيث ينبغي أن يوظف الأصلح و الأكفأ:
    {إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص:26].
    و كذلك تكون الرشوة في التعليم،و في مجالات البناء و التشييد،و غيرها من المجالات التي يطول المقام بذكرها.
    ..........
    من آثار الرشوة و أضرارها:
    إن لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة و عواقب وخيمة على الفرد و المجتمع،و يمكن أن نجمل بعضها فيما يلي:
    1) توسيد الأمر لغير أهله:
    إن الإنسان حين يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة لا تتوافر فيه مقوماتها و شروطها فهو ليس أهلاً لهذه الوظيفة،مما يترتب عليه قصور في العمل و الإنتاج،و إهدار للموارد.
    2) تدمير المبادئ و الأخلاق الكريمة:
    إن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير أخلاق أبناء هذا المجتمع و فقدان الثقة بين أبنائه،و انتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب و اللامبالاة،و فقدان الشعور بالولاء و الانتماء،و سيطرة روح الإحباط.
    3) إهدار الأموال و تعريض الأنفس للخطر:
    فلو تخيلت أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاع الصحة و إنتاج الدواء،فكيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية رديئة أُجيز استعمالها عن طريق الرشوة؟
    ثم تخيل أنك تسير على جسر من الجسور التي بها عيوب جسيمة تجعل منها خطرًا على أرواح الناس و ممتلكاتهم،و قد حصل المقاول على شهادات إتمام العمل و البناء عن طريق الرشوة،كم سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح و الأموال؟
    و قس على ذلك جميع المجالات؛لهذا كانت الرشوة إهدارًا للأموال و تعريضًا للأنفس للخطر.
    ........
    الفرق بين الرشوة و الهدية:
    مما لا شك فيه أن الرشوة و الهدية قد يشتبهان في الصورة لكن الفرق الرئيس بينهما هو في القصد و الباعث على كل منهما حيث قصد الْمُهْدِي في الأساس استجلاب المودة و المعرفة و الإحسان.
    .......
    موقع البلاغ.



    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة أكتوبر 26, 2012 1:04 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك  و  الفساد. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول الأسباب الحقيقية لإنتشار الرشوة و الفساد !

    مُساهمة من طرف In The Zone الأحد ديسمبر 19, 2010 10:33 pm

    الأسباب الحقيقية لإنتشار الرشوة و الفساد!
    تحقيق – عبد العزيز سليمان.

    .......
    الرشوة من أكثر صور الفساد تفشيا فى المجتمعات الإنسانية المعاصرة سواء في دول العالم الأول أو العالم الثالث !
    فلا يكاد يمر يوم إلا و نقرأ أو نسمع عن جريمة رشوة متهم فيها موظف كبير أو مسئول بارز فى أحد قطاعات العمل الحكومى أو الخاص،كل هذا يشير إلى مدى الخطر الداهم الذى يهدد مجتمعنا.
    وضعنا الظاهرة أمام علماء الاجتماع و القانون و القضاء و الدين ليحددوا لنا أسبابها و الدافع إليها و سبل التصدى و الحد منها...

    .......
    فى البداية تؤكد الدكتورة حنان محمد سالم مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس،أن الفساد ظاهرة عالمية،فلا يوجد أي مجتمع من المجتمعات سواء فى دول العالم الأول أو دول العالم الثالث مستثنى من هذه الظاهرة،و انتشار الرشوة و المحسوبية و استغلال النفوذ و الوساطة و كلها تعتبر من صور الفساد.
    و تعرف د. حنان سالم الفساد على أنه إساءة استغلال السلطة المرتبطة بمنصب معين سواء كان شغل هذا المنصب عن طريق التعيين أو عن طريق الإنتخاب،و يتم استغلاله بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح العامة.
    و لدينا عدة أنواع و أشكال من الفساد و يوجد بصفة أساسية الفساد الكبير و الفساد الصغير، و الفساد الكبير مرتبط بالمناصب الكبيرة و الصغيرة مرتبط بالمناصب الصغيرة،و من الصعب أن نتخيل أن تختفي الظاهرة كلية و أن يوجد مجتمع نقى 100%.
    .........
    ظاهرة إجتماعية.
    و تشير د. حنان إلى أن الدول المتقدمة استطاعت تحجيم و تقليص للفساد،لأنها نظرت إليه على أنه ظاهرة اجتماعية و أن الآثار المترتبة عليه هى آثار مدمرة ستعرقل عملية التنمية سواء للفرد أو المجتمع،و هذه الدول عندها مساحة كبيرة من الديمقراطية و الشفافية و المسائلة،و هذه هي أهم شروط مقاومة الفساد في العالم الأول و لا فرق عندهم بين مسئول كبير و مسئول صغير،و لا يوجد مسئول أكبر من القانون و لا يعترفون بشئ اسمه "ليس فى الإمكان أفضل مما كان" و لا أن الحكومات لا تخطئ !!
    و دول العالم الثالث تنظر إلى الفساد على أنه حالات فردية و أن ليس المجتمع كله فاسد،و تتم عملية تعتيم و مهادنة مع الظاهرة السلبية و لا تحدث عملية التحجيم و تنتعش و تكبر و تكون مثل المرض السرطاني الذى ينتشر في الجسم و يصل لدرجة لا تستطيع اللحاق به و يتحول إلى حالة ميئوس منها و نتقبل الوضع على ما هو عليه.
    و الذى يحدث على مستوى المجتمع الإنسانى أن الفساد عندما ينتشر بهذه الصورة الكبيرة و يكون جزء من نسيج الحياة الإجتماعية يحدث لدينا شيء اسمه "ثقافة الفساد" و هي أننا نعلم أن هناك فساد و نتكيف معه،فنجد مواطن صالح و ضد الرشوة و غيرها يخرج حالا سواء برضائه أو بغير رضائه و يعطيه لموظف حتى تنتهي المصلحة.
    و المشكلة أيضا ليست فى اكتشاف الفساد و لكن فى إدانته بمعنى أننا نسمع كثيرا عن أسماء كبيرة و لامعة فى عالم المال و الاقتصاد و الإعلام يتم القبض عليها و لكن عند نقطة الإدانة نجد أن الأمر يختلف من خلال ثغرات في القانون،حتى بعد دخول السجن شكل العقاب الكامل عندنا غير موجود.
    .......
    موقع البلاغ.




    عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة أكتوبر 26, 2012 12:56 pm عدل 1 مرات
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك  و  الفساد. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول الفساد في العالم العربي...جذور يصعب اقتلاعها.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة أكتوبر 26, 2012 12:48 pm

    الفساد في العالم العربي...جذور يصعب اقتلاعها.
    عبد الأمير رويح.
    ......
    تعد ظاهرة الفساد واحدة من أهم و اخطر المشاكل التي تعاني منها جميع الدول دون استثناء و لكن بنسب متفاوتة لكون اغلب تلك الجرائم مرتبط بشكل النظام السياسي المسيطر على مركز القرار في تلك الدول،و يتخذ الفساد صورا و أشكالا متنوعة منها الفساد الحكومي الذي يعتبر اخطر تلك الصور خصوصا في الدول الدكتاتورية التي تحكمها أنظمة مستبدة،فهو يرتكب من قبل بعض المسؤولين و رجال الدولة الساعين الى استخدام نفوذهم في سبيل تحقيق مكاسب شخصية تتنوع هي الأخرى و تختلف لتشمل الرشا و الاختلاس و التجارة المحرمة و الابتزاز و استغلال المناصب الإدارية و غيرها.
    و يرى الكثير من المراقبين ان نسبة الفساد في الدول العربية قد بلغت مستويات خطيرة بسبب هيمنة بعض الحكومات و الأحزاب السياسية و هو ما أسهم بتدهور اقتصاد تلك البلدان و أدى الى ارتفاع معدلات الفقر فيها،تلك الشواهد كُشفت بعد نجاح بعض الثورات العربية او ما بات يعرف بالربيع العربي حيث أسهمت تلك المتغيرات بكشف فضائح رؤساء و ساسة تلك الدول،لكن و برغم من كل ما تحقق لا يزال البعض يتخوف من تفشي تلك الظاهرة و اتساع رقعتها بسبب حالة الإرباك السياسي المستمرة و الاضطرابات المتواصلة،هذا بالإضافة الى تعدد الجهات و الأحزاب المسيطرة و الساعية الى الاستفادة و تثبيت الوجود و التي تحتاج الى تمويل خاص لغرض الاستمرار الأمر الذي قد يدفعها الى إتباع نفس الأنظمة السابقة.
    ........
    شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 25/تشرين الأول/2012

    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك  و  الفساد. Capitalism_and_Society_by_Tliken
    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك  و  الفساد. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    منقول ثقافة المجتمع و دورها في مجابهة الفساد.

    مُساهمة من طرف In The Zone السبت أكتوبر 27, 2012 2:47 pm

    ثقافة المجتمع و دورها في مجابهة الفساد.
    احمد جويد.

    ........
    ان ما خلفته الحروب المتعاقبة و الحصار الاقتصادي على العراق على سبيل المثال أدى إلى تنامي ثقافة التحايل في أغلب الأوساط الاجتماعية و بخاصة داخل مؤسسات الدولة و دوائرها العامة، حيث كان الحصار موجه بالدرجة الأولى إلى أبناء الشعب دون السلطة الحاكمة و أتباعها،و هذا ما أكدته منظمة الشفافية العالمية في تقاريرها الذي رأت إن هناك علاقة قوية و واضحة بين الفساد و الفقر و إن حوالي ثلاثة أرباع الدول المشمولة بالفساد هي من الدول الفقيرة،و بذلك فقد رسخت حالة الفقر (بفعل الحصار) لدى أغلب العراقيين ثقافة قبول الفساد المالي و الإداري على أنه مسألة طبيعية لا شأن لها بالتأثير على مكانة المفسد سلباً أو ايجاباً.
    فكان الابتزاز هو السمة المعروفة لقسم كبير من موظفي القطاع العام الذين يتحججون بعدم كفاية رواتبهم الشهرية،أما داخل الأوساط الأمنية فكانت أرواح الناس تباع و تشترى من قبل منتسبي تلك الأجهزة آنذاك،الأمر الذي رسخ ثقافة فاسدة لم يتخلص منها هؤلاء و من تأثروا بهم حتى بعد خلاصهم من النظام الاستبدادي و التحسن الكبير الذي طرأ على راتب الموظف العمومي و منتسب الأجهزة الأمنية إذ استمرت تلك الممارسات لتمثل جزء من ثقافتهم الاجتماعية.
    و للسياسة أيضاً دورها المميز في العراق لصنع ثقافة الفساد داخل أوساط المجتمع،إذ جعلت منه ممارسة محمية من قبل بعض المتصدين للسياسة لتكون جزء من ثقافة السياسي و ثقافة من يقف خلفه،و هنا لا أعني الأحزاب فقط،بل من يقوم بالوقوف خلف الأحزاب الفاسدة على أمل الانتفاع من فسادها في حال وصلت إلى السلطة على حساب الغير سواء كان ذلك بطريقة مشروعة أو غير مشروعة.
    فثقافة المجتمع،هي مجموعة القيم و الأفكار و الخبرات و التجارب المتراكمة في مجتمع ما،والتي تمثل هوية أجياله،و تتحكم في تصرفاتهم و مسيرتهم،و تميزهم عن غيرهم من المجتمعات الأخرى؛في التصورات و الاعتقادات،و المبادئ و الأخلاقيات،و العادات و التقاليد،و الأذواق و الأحاسيس،و المعاملات الحياتية اليومية،و هي التي بها تحتفظ الأمة بهويتها الثقافية،و خصائصها التاريخية،و سماتها الحضارية التي تتباهى بها أمام الأمم الأخرى.
    .........
    و يرى "إبراهيم شهاب" في معجم مصطلحات الإدارة العامة،بأن الفساد: (أزمة خلقية في السلوك تعكس خللاً في القيم،و انحرافاً في الاتجاهات عن مستوى الضوابط و المعايير التي استقرت عزماً أو تشريعاً في حياة الجماعة و شكلت البناء القيمي في كيان الوظيفة العامة).
    و هو ما يذهب إليه "عاصم الأعرجي" في نظريات التطوير و التنمية الإدارية،من أن الفساد هو: (القصور القيمي عند الأفراد الذي يجعلهم غير قادرين على تقديم الالتزامات الذاتية المجردة التي تخدم المصلحة العامة)،و لذلك يعد الفساد كواقع اجتماعي جزءً من ثقافة تؤدي إلى خلل في سلوك المجتمع بحيث ينظر الى ظاهرة الفساد في مؤسسات الدولة على أنها حالة طبيعية مألوفة من قبله و مقبولة لديه،و قد قال تعالى في ذلك: ﴿و إَِذا قِيلَ َلهمَ لا ُتفسِدوا فِي الأَرضِ َقاُلوا إِنَّما نَحن مصلِحون، أََلا إِنَّهم هم المفسِدون وَ لكِن لاَّ يشعرون)"سورة البقرة الآية 11-12".
    .........
    الفساد في العراق.
    الآن،و نحن في ظل أوضاع غاية في الصعوبة،يتعرض لها العراق و هو بأمس الحاجة لكل من يأخذ بيده، نرى هناك في ثقافة المجتمع خللاً كبيراً،أصاب جسد الدولة في مؤسساتها العامة بحيث أصبحت غير قادرة على الدفع باتجاه التغيير،و مواكبة حركة الديمقراطية الفتية في العراق،و مواجهة التحديات الثقافية التي تحول دون نهوض بلدنا من كبوة المشاكل الاقتصادية و الإدارية،الأمر الذي أدى إلى وجود حالة من التخلف الاقتصادي و العمراني في جميع أرجاء البلد رغم محاولة إظهار حالة التقدم السياسي و تطوير العملية السياسية و الخلاص من الاستبداد السياسي و التوجه صوب الانفتاح و الحرية.
    بل؛أصبح المال العام محط أطماع ضعاف النفوس و الانتهازيين و معدومي الضمير،و السبب في ذلك مرده إلى عوامل الضعف الداخلية،الناجمة عن شلل ثقافة المجتمع،التي أوصلت مؤسساتنا و دوائرنا الحكومية إلى هذه الحالة البائسة،و أوصلت العراق إلى المراتب المتقدمة بين الدول الأكثر فساداً في العالم بحسب التقارير السنوية لمنظمة الشفافية العالمية.
    و إذا آمنا بأن ثقافة المجتمع تدفعه إلى التغيير،و تقود عملية التغيير حتى نهايتها،و نقصد هنا بالتغيير؛الإصلاح و النهوض،و التنمية و التقدم،و الرقي الحضاري بالخلاص من جميع مظاهر الفساد و في مقدمته الفساد المالي و الإداري،بالتالي لا بد لنا من البحث عن حلول واقعية و موضوعية تساهم في تغيير المفاهيم و الثقافة التي تكاد أن تشكل عرفاً اجتماعياً فاسداً،و من أهم تلك الحلول؛العمل على:
    1- النهوض بثقافة المجتمع؛لتكون قادرة على الدفع باتجاه التغيير،إذ أن ثقافة المجتمع هي المسؤولة عن الأنماط السلوكية و الاتجاهات الفكرية السائدة في ذلك المجتمع،و لذلك فإن تغيير ثقافة المجتمع هي نقطة الانطلاق نحو التغيير.

    2- التأكيد على البناء الحضاري و الذي هو بحاجة إلى فعل إنساني واع مستند إلى فكر و إرادة قوية و وعي متقدم يبرمج خطوات هذا البناء و ليس من الضروري أن يكون كل المجتمع بالمستوى نفسه من الوعي لكي يتحرك.

    3- أن تبادر النخبة المصلحة في المجتمع،و الأفضل أيضاً أن تكون هذه النخبة أو(النخب) من أصحاب القرار الديني و السياسي و الأكاديمي الذين يتأثر بسلوكهم عامة أفراد المجتمع ليكونوا النواة التي ينطلق من خلالها قيادة الحرب على الفساد بكافة أشكاله و ألوانه و في مقدمته الفساد المالي و الإداري،إذ ليس من المعقول أن ينهض بمثل هكذا مهمة كبيرة و خطير بهذا الحجم أفراد لا يملكون سلطة القرار أو لا تأثير لهم على النفوس أو أنهم يعملون خلاف ما يدعون و بالتالي فإن عمل هؤلاء قد يأتي بنتائج عكسية و مخيبة للآمال.

    4- ترسيخ ثقافة الوعي القانوني و تعزيزها في المجتمع و تعويد الأفراد اللجوء الى القضاء دون خوف أو تردد و حمايتهم من أية جهة مفسدة مهما كان حجمها و سلطانها،لأن سياسة السوط قد أثبتت فشلها في كثير من الأحيان إن لم تكن معززة بسلطة قضائية تراقب و تحاسب و لا تستحي من قول الحق تجاه من تسول له نفسه العبث في مؤسسات الدولة و دوائرها العامة.

    5- النهوض بالواقع التربوي و تحصين الأجيال القادمة بثقافة نبذ الفساد و المفسدين من خلال برامج مدرسية و تربوية مدروسة ضمن أسس علمية و أخلاقية صحيحة.

    6- أن تكون الحرب على الفساد من أولويات الحكومة المقبلة معززة بمساندة السلطة التشريعية بصفتها الرقابية و الابتعاد عن تسييس ملفات الفساد مهما كانت صفة المتهم بها و إطلاق يد القضاء لمحاسبة و معاقبة المتورطين و احترام كافة قرارات العدالة.
    ...........
    إن أفضل سلاح لكسب المعركة ضد الفساد يكمن في التزامنا المتواصل لقيم الحكم الصادق، و الانفتاح،و السلوك العادل،و حكم القانون،كما إن لتشجيع المخلصين في الأوساط الحكومية و مكافئتهم و تقديم الدعم و العون لهم - و هم يحافظون على المال العام و يكشفون المفسدين- الأثر الأكبر في استمالة فكر الآخرين في النظر إلى المخلص على أنه إنسان مرغوب فيه داخل الأوساط الحكومية و الاجتماعية،و الى الفاسد على أنه منبوذ داخل وسطه الاجتماعي و الحكومي،بالتالي تنسحب تلك النظر لتكون جزء من ثقافة المجتمع العامة كي يستطيع التخلص من هذه الآفة التي عاثت فساداً في جميع مفاصل الدولة،و إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
    .......
    المصدر:shrsc
    معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات -واشنطن.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 13, 2024 7:33 am