الرشوة في المجتمعات...طريق الهلاك و الفساد.
.......
إذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه مجتمع فاسد،محكوم عليه بالعواقب الوخيمة،و بالهلاك المحقق.
لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها،و الواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى و إصلاح المجتمع،أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع و اختلال نظامه و تفكك عراه و أواصره.
و إن من حماية الله تعالى لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سببًا لضياعها أو نقصها؛ فحرم الله الرشوة و هي:
بذل المال للتوصل به إلى باطل،إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه،أو بإعفائه من حق واجب عليه،يقول الله تعالى:{و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا
فريقًا من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون} [البقرة:188].
و يقول الله تعالى في ذم اليهود:{أكالون للسحت} [المائدة:42].
و لا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.
..........
مجالات الرشوة:
لقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، و لا سيما فيما يسمى دول العالم الثالث.
فهناك الرشوة في الحكم،فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم مَن ليس من حقه أن يتقدم و يؤخر الجديرين بالتقدير و التقديم،أو يحابي في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة أكلها سُحتًا.كما تكون الرشوة في تنفيذ الحكم أيضًا.
والرشوة تكون في الوظائف أيضًا حيث يقوم الشخص بدفع الرشوة للمسؤول عن الوظيفة فيعينه رغم استحقاق غيره،و هذا بالإضافة إلى أنه أكلٌ للحرام و السحت،فإنه كذلك خيانة للأمانة؛حيث ينبغي أن يوظف الأصلح و الأكفأ:
{إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص:26].
و كذلك تكون الرشوة في التعليم،و في مجالات البناء و التشييد،و غيرها من المجالات التي يطول المقام بذكرها.
..........
من آثار الرشوة و أضرارها:
إن لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة و عواقب وخيمة على الفرد و المجتمع،و يمكن أن نجمل بعضها فيما يلي:
1) توسيد الأمر لغير أهله:
إن الإنسان حين يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة لا تتوافر فيه مقوماتها و شروطها فهو ليس أهلاً لهذه الوظيفة،مما يترتب عليه قصور في العمل و الإنتاج،و إهدار للموارد.
2) تدمير المبادئ و الأخلاق الكريمة:
إن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير أخلاق أبناء هذا المجتمع و فقدان الثقة بين أبنائه،و انتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب و اللامبالاة،و فقدان الشعور بالولاء و الانتماء،و سيطرة روح الإحباط.
3) إهدار الأموال و تعريض الأنفس للخطر:
فلو تخيلت أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاع الصحة و إنتاج الدواء،فكيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية رديئة أُجيز استعمالها عن طريق الرشوة؟
ثم تخيل أنك تسير على جسر من الجسور التي بها عيوب جسيمة تجعل منها خطرًا على أرواح الناس و ممتلكاتهم،و قد حصل المقاول على شهادات إتمام العمل و البناء عن طريق الرشوة،كم سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح و الأموال؟
و قس على ذلك جميع المجالات؛لهذا كانت الرشوة إهدارًا للأموال و تعريضًا للأنفس للخطر.
........
الفرق بين الرشوة و الهدية:
مما لا شك فيه أن الرشوة و الهدية قد يشتبهان في الصورة لكن الفرق الرئيس بينهما هو في القصد و الباعث على كل منهما حيث قصد الْمُهْدِي في الأساس استجلاب المودة و المعرفة و الإحسان.
.......
موقع البلاغ.
.......
إذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه مجتمع فاسد،محكوم عليه بالعواقب الوخيمة،و بالهلاك المحقق.
لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها،و الواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى و إصلاح المجتمع،أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع و اختلال نظامه و تفكك عراه و أواصره.
و إن من حماية الله تعالى لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سببًا لضياعها أو نقصها؛ فحرم الله الرشوة و هي:
بذل المال للتوصل به إلى باطل،إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه،أو بإعفائه من حق واجب عليه،يقول الله تعالى:{و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا
فريقًا من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون} [البقرة:188].
و يقول الله تعالى في ذم اليهود:{أكالون للسحت} [المائدة:42].
و لا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.
..........
مجالات الرشوة:
لقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، و لا سيما فيما يسمى دول العالم الثالث.
فهناك الرشوة في الحكم،فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم مَن ليس من حقه أن يتقدم و يؤخر الجديرين بالتقدير و التقديم،أو يحابي في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة أكلها سُحتًا.كما تكون الرشوة في تنفيذ الحكم أيضًا.
والرشوة تكون في الوظائف أيضًا حيث يقوم الشخص بدفع الرشوة للمسؤول عن الوظيفة فيعينه رغم استحقاق غيره،و هذا بالإضافة إلى أنه أكلٌ للحرام و السحت،فإنه كذلك خيانة للأمانة؛حيث ينبغي أن يوظف الأصلح و الأكفأ:
{إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص:26].
و كذلك تكون الرشوة في التعليم،و في مجالات البناء و التشييد،و غيرها من المجالات التي يطول المقام بذكرها.
..........
من آثار الرشوة و أضرارها:
إن لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة و عواقب وخيمة على الفرد و المجتمع،و يمكن أن نجمل بعضها فيما يلي:
1) توسيد الأمر لغير أهله:
إن الإنسان حين يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة لا تتوافر فيه مقوماتها و شروطها فهو ليس أهلاً لهذه الوظيفة،مما يترتب عليه قصور في العمل و الإنتاج،و إهدار للموارد.
2) تدمير المبادئ و الأخلاق الكريمة:
إن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير أخلاق أبناء هذا المجتمع و فقدان الثقة بين أبنائه،و انتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب و اللامبالاة،و فقدان الشعور بالولاء و الانتماء،و سيطرة روح الإحباط.
3) إهدار الأموال و تعريض الأنفس للخطر:
فلو تخيلت أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاع الصحة و إنتاج الدواء،فكيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية رديئة أُجيز استعمالها عن طريق الرشوة؟
ثم تخيل أنك تسير على جسر من الجسور التي بها عيوب جسيمة تجعل منها خطرًا على أرواح الناس و ممتلكاتهم،و قد حصل المقاول على شهادات إتمام العمل و البناء عن طريق الرشوة،كم سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح و الأموال؟
و قس على ذلك جميع المجالات؛لهذا كانت الرشوة إهدارًا للأموال و تعريضًا للأنفس للخطر.
........
الفرق بين الرشوة و الهدية:
مما لا شك فيه أن الرشوة و الهدية قد يشتبهان في الصورة لكن الفرق الرئيس بينهما هو في القصد و الباعث على كل منهما حيث قصد الْمُهْدِي في الأساس استجلاب المودة و المعرفة و الإحسان.
.......
موقع البلاغ.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة أكتوبر 26, 2012 1:04 pm عدل 1 مرات