جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    طاحونة السياسة الأمريكية ومن يدور حولها..الجزرة والعصا.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    طاحونة السياسة الأمريكية ومن يدور حولها..الجزرة والعصا. 7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    تسلية طاحونة السياسة الأمريكية ومن يدور حولها..الجزرة والعصا.

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء يناير 26, 2011 8:35 pm

    الجزرة والعصا
    طاحونة السياسة الأمريكية ومن يدور حولها.
    سياسة عقيمة متوارثة
    سياسة مهينة مستمرّة
    سياسة العجز والانتظار
    سياسة البيع بلا مزاد
    سياسة المخلصين


    منذ ترومان حتى أوباما وزعماء الدول العربية "المستقلّة" يتساءلون: ماذا يريد الرئيس الأمريكي الجديد؟..
    فإن عرفوا بعد حين بعض ما يريد، بدؤوا يتساءلون: من سيكون الرئيس الأمريكي القادم؟..
    فإن أتاهم الجواب بعد حين، عادوا إلى السؤال الأول: ماذا يريد الرئيس الأمريكي الجديد؟..
    وهكذا دواليك.. كمن يدور في الطاحون، وكلّ رئيس أمريكي جديد يرفع من وراء أدبارهم عصاه، أو يلقّم أفواههم جزرة، فيتقبّلون هذا أو ذاك، أو هذا وذاك، وينتهي عهد أحدهم ويخلفه آخر، فينهج نهجه، ويتساءل كما كان يتساءل، ويتلقّف ما كان يتلقّف.
    لو كان الأمر خاصّا بهم لشعر المرء ببعض الرثاء لأوضاعهم والإشفاق على شخوصهم ونفوسهم، وهم يمارسون ما يمارسون من "واقعيّة سياسية" مزيّفة مع العصا والجزرة، فلا يألمون من العصا، ولا تعاف نفوسهم الجزرة، وإن تمنّعوا حينا، وأظهروا بعض الألم حينا آخر.. إنّما يتجاوز الأمر أوضاعهم ونفوسهم، إذ يواجهون ما يتلقّونه وما يتلقّفونه بسياساتٍ تهدر طاقات شعوبهم وبلادهم، أو ما يعتبرونه -ظلما وتعدّيا وجهالة- ملكَ يمينهم من الشعوب والبلاد والطاقات، وتهدر ثروات أمّتهم، أو ما تسلّطوا عليه من ثروات الأمّة، ويستبيحون بتلك السياسات العقيمة الحقوق والحريات، ويئدون القضايا المصيرية، بدءا بقضية فلسطين انتهاء بقضايا التقدّم والتحرّر والوحدة والكرامة.

    سياسة عقيمة متوارثة

    ظهر أوباما مع نتانياهو في آخر مؤتمر صحفي جمعهما ومحادثات دارت بينهما، وعاد القيل والقال، عمّا أعلناه وأسرّاه، وهل فيه هذه المرّة طعم العصا أم طعم الجزرة!..
    هل يحتاج الأمر فعلا إلى سؤال.. إلى مقالات وتحليلات.. إلى خطب وتصريحات؟..
    ما الذي يمكن أن يقوله عدوّ قريب وعدوّ بعيد، لفريقٍ من الزعماء يعتبر الزعامة قصرا ولباسا وخدما وسدنة وشرطة وسجونا.. وسياسةً لا تكاد تفقه سوى انتظار ما يقول به العَدُوّان؟!..
    لم يتغيّر سلوك الأسلاف من أولئك "الزعماء" ومن خَلَفهم، من قبل بلفور والوعود الإنجليزية الصادقة تجاه الصهاينة، الكاذبة تجاه العرب، إلى اليوم، وإنّ من "ثمرات" ذلك السلوك أن تحوّل العدوّ المتسلّل في حماية استعمار بريطاني، إلى أعوان ومستشارين داخل الوزارات والمؤسسات والمنظمات القمعية والمؤتمرات "التطبيعية" وصياغة المناهج التضليلية.. جهارا نهارا، بينما يمضي أولئك القوم، ممّن سلف وممّن خلف، كما كانوا من قبل ولا يزالون، فيتساقطون في حفرة بعد حفرة، وورطة بعد ورطة.. بصبر عجيب وعناد أعجب، فيما يمنّون به النفس، من جزرة قد تبلغ أفواههم في يوم من الأيام، وهم يتحمّلون من أجلها العصا التي ما فارقت أبدانهم في يوم من الأيام!..
    فإلى متى؟..

    سياسة مهينة مستمرّة

    مثال العصا والجزرة معروف واسع الانتشار جيلا بعد جيل، وحكاية المثل معروفة للأجيال من حكام ومحكومين، وليس مستغربا أن يتحدّث عدوّ متعجرف عن ممارسته ما يسمّيه بوقاحة منقطعة النظير: "سياسة العصا والجزرة"، تجاه من يستهين بهم وبوجودهم وبسياساتهم، إنّما الغريب ألاّ يأنف قلم من الأقلام التابعة لأولئك المستهان بهم عن حديث -يعتبره جادّا- حول ما يمكن استخلاصه تحت عنوان "السياسة الواقعية" من فوائد في التعامل مع تلك السياسة المهينة كما هي!..
    علام لا يستخدم الأمريكيون ما يسمّى سياسة العصا والجزرة مع الأوروبيين أو القوى الدولية الأخرى؟..
    علام لا يستخدمها الغربيون تجاه الإسرائيليين"؟..
    علام ظهر خواؤها تجاه الإيرانيين؟..
    أما آن الأوان لإدراك أنّ المشكلة الكبرى هي مشكلة من يتقبّلها وليس من يستخدمها؟..
    أما آن الأوان أن يضع زعماء البلدان العربية تخصيصا حدّاً لهذه المهزلة المستمرّة منذ عشرات السنين؟..

    سياسة العجز والانتظار

    لقد برع أوباما أكثر من أسلافه في توزيع الابتسامات والكلمات المعسولة والعصا في يده كما كانت في يد سلفه، فهل تكمن المشكلة في أنّه يمسك بها.. أو يدفعه المتنفّذون في بلده إلى التلويح بها واستخدامها، أم تكمن فيمن رضي لنفسه أن يعشى بصره عن رؤيتها وتتلهّف نفسه إليها وهو يحسبها "جزرة"؟!..
    قيل بعد خطاب القسم الذي أدلاه بلغة بلده لأهل بلده: انتظروا حتى يفي بوعود أطلقها، أو ما خُيّل أنّه وعود لساسة الواقعية المزيّفة ولأصحاب الأقلام الملوّنة بألف لون ولون ما بين أيديهم وأرجلهم..
    ثمّ خطب في القاهرة فازداد براعة في توزيع الكلمات المعسولة مع الابتسامات فقيل: انتظروا!..
    وظهر حجم الخداع فطلب إليهم مزيدا من الانتظار، فقالوا لشعوبهم: انتظروا!..
    أهان الإسرائيليون نائبه بصورة استعراضية.. فأبدى بعض الامتعاض.. فقالوا مجدّدا: انتظروا ما سيسفر عنه الامتعاض!..
    بدأ عهده بحرب غزة.. ومضى في عهده تهويد الأرض.. فتمتم ببضع كلمات عمّا يسمّى "الاستيطان" (وهو اغتصاب وتهويد مستمرّان من قبل قيام تل أبيب إلى اليوم) فقالوا مجدّدا: انتظروا!..
    تناسى مسألة ما يسمّى الاستيطان وابتدع ما سمّي "مفاوضات غير مباشرة".. فقالوا: انتظروا!..
    تجاهل الغضبة الأممية على الجريمة الإسرائيلية في عرض البحر.. وما زالوا يقولون: انتظروا!..
    انتظروا!..
    لا تفتحوا معبر رفح.. ولا تكسروا حصار غزة.. ولا تسحبوا مبادرتكم من على الطاولة.. ولا تطردوا سفيرا.. ولا تمنعوا غازا.. ولا تغلقوا حدودا.. ولا تعدّوا جيوشا.. ولا تجدّدوا علاقات الأخوّة مع مَن خاصمتم من الأشقاء العرب والمسلمين من أجل "الجزرة" أو خوفا من "العصا".. ولا تقطعوا مفاوضات عقيمة حتى على أهداف هزيلة عقيمة.. ولا تنفتحوا على نظام أمني إقليمي يعوّض ما حطّمتم من نظام أمني عربي.. ولا تعودوا إلى لاءات أسلافكم الثلاثة ولو كلاما وشعارا.. ولا تعيدوا ما حذفتم من مناهج تدريس أطفالكم كيلا يصبحوا مقاومين أو مجاهدين بعد مماتكم.. ولا تمارسوا سياسة زراعية تغنيكم عن قمح عدوّكم.. ولا تنقطعوا عن استيراد منتجاته وفكره وأغانيه وأفلامه.. ولا تطردوا خبراءه ومستشاريه ومخابراته ومنظمات مرتزقته.. ولا تمنعوا استثماراته في بناء ناطحات سحاب على الرمال.. ولا تخالفوه فيما يرسم من سياسات وينفّذ على حساب بلادكم من حوض النيل ومنابعه إلى بحر الظلمات وسواحله وإلى جبال أفغانستان والجزر الإندونيسية!..
    إلى متى؟..

    سياسة البيع بلا مزاد

    أما آن الأوان أن تهجروا الجزرة والعصا وتطلبوا ثقة شعوبكم، فتستشعروا ما تشعر به وتتطلّع إليه، وتتبنّوا ما تريده وتنادي من أجل تحقيقه، وتلجؤوا إلى ما لديها من طاقات لم يقضِ عليها القمع والسجن والتعذيب والمحاكمات الصورية ولا استطاعت السيطرةَ عليها وتضليل عقولها أنظمةٌ أبديّة وأحكام طوارئ علنية وأخرى مثلها وإن لم تحمل اسمها!..
    إنّ الذين يتطلّعون إلى جزرة أوباما وابتساماته أو يخشون عصاه وجنده، إنّما يبيعون عبر سياساتهم "الواقعية" المزيّفة العقيمة فلسطين وأخواتها، أرضا وشعبا وتاريخا وحاضرا ومستقبلا، ولا يبيعون أنفسهم فحسب ولا إرادتهم السياسية وغير السياسية فقط!..
    وإنّهم لا يملكون ما يبيعون، لا إرثا مرفوضا ولا تسلّطا مفروضا، فإن لم يدركوا أنّه قد آن الأوان أن يبدّلوا السياسات العقيمة -إلاّ من النكبات والكوارث تخلّفا وعجزا وهوانا و"تطبيعا" واستسلاما- فقد آن الأوان أن يتجاوزهم المخلصون، وأن يتحرّكوا بأنفسهم للدفاع عمّا تملكه الشعوب، في فلسطين وغير فلسطين، فهم مَن يحملون أمانة الحفاظ على الحقوق الأصيلة والأهداف الجليلة والثروات والطاقات والقدرات الكبيرة والقضايا المصيرية المحورية، العربية والإسلامية.

    سياسة عقيمة متوارثة

    ظهر أوباما مع نتانياهو في آخر مؤتمر صحفي جمعهما ومحادثات دارت بينهما، وعاد القيل والقال، عمّا أعلناه وأسرّاه، وهل فيه هذه المرّة طعم العصا أم طعم الجزرة!..
    هل يحتاج الأمر فعلا إلى سؤال.. إلى مقالات وتحليلات.. إلى خطب وتصريحات؟..
    ما الذي يمكن أن يقوله عدوّ قريب وعدوّ بعيد، لفريقٍ من الزعماء يعتبر الزعامة قصرا ولباسا وخدما وسدنة وشرطة وسجونا.. وسياسةً لا تكاد تفقه سوى انتظار ما يقول به العَدُوّان؟!..
    لم يتغيّر سلوك الأسلاف من أولئك "الزعماء" ومن خَلَفهم، من قبل بلفور والوعود الإنجليزية الصادقة تجاه الصهاينة، الكاذبة تجاه العرب، إلى اليوم، وإنّ من "ثمرات" ذلك السلوك أن تحوّل العدوّ المتسلّل في حماية استعمار بريطاني، إلى أعوان ومستشارين داخل الوزارات والمؤسسات والمنظمات القمعية والمؤتمرات "التطبيعية" وصياغة المناهج التضليلية.. جهارا نهارا، بينما يمضي أولئك القوم، ممّن سلف وممّن خلف، كما كانوا من قبل ولا يزالون، فيتساقطون في حفرة بعد حفرة، وورطة بعد ورطة.. بصبر عجيب وعناد أعجب، فيما يمنّون به النفس، من جزرة قد تبلغ أفواههم في يوم من الأيام، وهم يتحمّلون من أجلها العصا التي ما فارقت أبدانهم في يوم من الأيام!..
    فإلى متى؟..

    سياسة مهينة مستمرّة

    مثال العصا والجزرة معروف واسع الانتشار جيلا بعد جيل، وحكاية المثل معروفة للأجيال من حكام ومحكومين، وليس مستغربا أن يتحدّث عدوّ متعجرف عن ممارسته ما يسمّيه بوقاحة منقطعة النظير: "سياسة العصا والجزرة"، تجاه من يستهين بهم وبوجودهم وبسياساتهم، إنّما الغريب ألاّ يأنف قلم من الأقلام التابعة لأولئك المستهان بهم عن حديث -يعتبره جادّا- حول ما يمكن استخلاصه تحت عنوان "السياسة الواقعية" من فوائد في التعامل مع تلك السياسة المهينة كما هي!..
    علام لا يستخدم الأمريكيون ما يسمّى سياسة العصا والجزرة مع الأوروبيين أو القوى الدولية الأخرى؟..
    علام لا يستخدمها الغربيون تجاه الإسرائيليين"؟..
    علام ظهر خواؤها تجاه الإيرانيين؟..
    أما آن الأوان لإدراك أنّ المشكلة الكبرى هي مشكلة من يتقبّلها وليس من يستخدمها؟..
    أما آن الأوان أن يضع زعماء البلدان العربية تخصيصا حدّاً لهذه المهزلة المستمرّة منذ عشرات السنين؟..

    سياسة العجز والانتظار

    لقد برع أوباما أكثر من أسلافه في توزيع الابتسامات والكلمات المعسولة والعصا في يده كما كانت في يد سلفه، فهل تكمن المشكلة في أنّه يمسك بها.. أو يدفعه المتنفّذون في بلده إلى التلويح بها واستخدامها، أم تكمن فيمن رضي لنفسه أن يعشى بصره عن رؤيتها وتتلهّف نفسه إليها وهو يحسبها "جزرة"؟!..
    قيل بعد خطاب القسم الذي أدلاه بلغة بلده لأهل بلده: انتظروا حتى يفي بوعود أطلقها، أو ما خُيّل أنّه وعود لساسة الواقعية المزيّفة ولأصحاب الأقلام الملوّنة بألف لون ولون ما بين أيديهم وأرجلهم..
    ثمّ خطب في القاهرة فازداد براعة في توزيع الكلمات المعسولة مع الابتسامات فقيل: انتظروا!..
    وظهر حجم الخداع فطلب إليهم مزيدا من الانتظار، فقالوا لشعوبهم: انتظروا!..
    أهان الإسرائيليون نائبه بصورة استعراضية.. فأبدى بعض الامتعاض.. فقالوا مجدّدا: انتظروا ما سيسفر عنه الامتعاض!..
    بدأ عهده بحرب غزة.. ومضى في عهده تهويد الأرض.. فتمتم ببضع كلمات عمّا يسمّى "الاستيطان" (وهو اغتصاب وتهويد مستمرّان من قبل قيام تل أبيب إلى اليوم) فقالوا مجدّدا: انتظروا!..
    تناسى مسألة ما يسمّى الاستيطان وابتدع ما سمّي "مفاوضات غير مباشرة".. فقالوا: انتظروا!..
    تجاهل الغضبة الأممية على الجريمة الإسرائيلية في عرض البحر.. وما زالوا يقولون: انتظروا!..
    انتظروا!..
    لا تفتحوا معبر رفح.. ولا تكسروا حصار غزة.. ولا تسحبوا مبادرتكم من على الطاولة.. ولا تطردوا سفيرا.. ولا تمنعوا غازا.. ولا تغلقوا حدودا.. ولا تعدّوا جيوشا.. ولا تجدّدوا علاقات الأخوّة مع مَن خاصمتم من الأشقاء العرب والمسلمين من أجل "الجزرة" أو خوفا من "العصا".. ولا تقطعوا مفاوضات عقيمة حتى على أهداف هزيلة عقيمة.. ولا تنفتحوا على نظام أمني إقليمي يعوّض ما حطّمتم من نظام أمني عربي.. ولا تعودوا إلى لاءات أسلافكم الثلاثة ولو كلاما وشعارا.. ولا تعيدوا ما حذفتم من مناهج تدريس أطفالكم كيلا يصبحوا مقاومين أو مجاهدين بعد مماتكم.. ولا تمارسوا سياسة زراعية تغنيكم عن قمح عدوّكم.. ولا تنقطعوا عن استيراد منتجاته وفكره وأغانيه وأفلامه.. ولا تطردوا خبراءه ومستشاريه ومخابراته ومنظمات مرتزقته.. ولا تمنعوا استثماراته في بناء ناطحات سحاب على الرمال.. ولا تخالفوه فيما يرسم من سياسات وينفّذ على حساب بلادكم من حوض النيل ومنابعه إلى بحر الظلمات وسواحله وإلى جبال أفغانستان والجزر الإندونيسية!..
    إلى متى؟..

    سياسة البيع بلا مزاد

    أما آن الأوان أن تهجروا الجزرة والعصا وتطلبوا ثقة شعوبكم، فتستشعروا ما تشعر به وتتطلّع إليه، وتتبنّوا ما تريده وتنادي من أجل تحقيقه، وتلجؤوا إلى ما لديها من طاقات لم يقضِ عليها القمع والسجن والتعذيب والمحاكمات الصورية ولا استطاعت السيطرةَ عليها وتضليل عقولها أنظمةٌ أبديّة وأحكام طوارئ علنية وأخرى مثلها وإن لم تحمل اسمها!..
    إنّ الذين يتطلّعون إلى جزرة أوباما وابتساماته أو يخشون عصاه وجنده، إنّما يبيعون عبر سياساتهم "الواقعية" المزيّفة العقيمة فلسطين وأخواتها، أرضا وشعبا وتاريخا وحاضرا ومستقبلا، ولا يبيعون أنفسهم فحسب ولا إرادتهم السياسية وغير السياسية فقط!..
    وإنّهم لا يملكون ما يبيعون، لا إرثا مرفوضا ولا تسلّطا مفروضا، فإن لم يدركوا أنّه قد آن الأوان أن يبدّلوا السياسات العقيمة -إلاّ من النكبات والكوارث تخلّفا وعجزا وهوانا و"تطبيعا" واستسلاما- فقد آن الأوان أن يتجاوزهم المخلصون، وأن يتحرّكوا بأنفسهم للدفاع عمّا تملكه الشعوب، في فلسطين وغير فلسطين، فهم مَن يحملون أمانة الحفاظ على الحقوق الأصيلة والأهداف الجليلة والثروات والطاقات والقدرات الكبيرة والقضايا المصيرية المحورية، العربية والإسلامية.

    سياسة المخلصين

    إن لم يدرك المسؤولون فليدرك المخلصون تحت كلّ راية وفي كل مكان أنّه لا مستقبل لمن يشتهي الجزرة ويخشى العصا.. ولا ينبغي ربط مستقبل البلاد وأهلها، والقضايا ومصيرها، والأهداف العزيزة وتحقيقها، ربطا أبديا مع كلمة: انتظروا، جيلا بعد جيل، ونكبة بعد نكبة!..
    وأمام المخلصين مجالات لا نهاية لها للتحرّك في كلّ ميدان من الميادين، تحتاج إلى التطهير من كل انحراف خطير، ومن كلّ مساومة مشبوهة، ومن كلّ تراجع أو تهاون أو تشاغل.. وبين أيدينا على ذلك أمثلة لا ينتهي سردها، وتطلب من يعمل من أجلها ويتعاون مع سواه لتجاوز كلّ عقبة في طريقها.
    لا بدّ من المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية على أساس المقاومة والتحرير، ولا يمكن تحقيقها ممزوجة بأوبئة "التطبيع" والتسليم تحت أيّ مسمّى ومن جانب أيّ فريق.. فلا تنتظروا انتظارا عقيما مَن يمارسون سياسات عقيمة!..
    لا بدّ من دعم المقاومة المشروعة بكل وسيلة وسبيل، ولا يمكن تحقيقه دون الاستعداد للتضحيات لكسر الحصار على شعب فلسطين في غزة والقطاع وداخل الأرض المحتلة وخارجها، أيّا كان شكله وأيّا كان مصدره.. فلا تنتظروا قرارات رسمية انفرادية أو جماعية لا تبلغ حتى مستوى التوصيات بصياغة كريمة!..
    لا بدّ من تحقيق المصالحة العربية-العربية والإسلامية-الإسلامية على مستوى الشعوب.. والاتجاهات.. والتيارات.. والتنظيمات.. فليست وحدة الأمّة قابلة للحصر في حدود وأعلام ورايات وليس تحقيقها رهنا بمؤتمرات الساسة والسياسيين والاتفاقات والخلافات فيما بينهم على أتفه التفاهات مع التخلّي عن كل مشروع عمليّ وجهد حقيقي ومخطط قويم ورؤية مستنيرة.. فلا تنتظروا ما يصنعه أهل المحاور والتحالفات المشبوهة!..
    لا بدّ من التواصل مع أحرار العالم من أصحاب الضمائر الحية والممارسات المنصفة، فما عاد في عالمنا المعاصر حدود تمنع التواصل كما ينبغي، والتحرّك المشترك المدروس، وليس من يمارسون سياسات "العصا والجزرة" أقلّ ارتكابا للمظالم بحقّ كثير من الفئات من شعوب بلادهم، ممّا يصنع الذين يتلقّفون جزرتهم ويخشون عصاهم.
    لا بدّ من تحرير المناهج من انحرافاتها ومقاطعة ما انحرف منها، وتطهير وسائل الإعلام من كلّ غثّ فيها، ولا بدّ من العودة إلى اللغة العربية في كل بيت ومنشأة مهما كانت صغيرة، بعد أن بلغ العداء لها لوأدها في أرضها ما لا يستهدف صنع القطيعة بين الأمّة ودينها وتاريخها وتراثها فقط، بل يستهدف أيضا تمزيق العلاقات ما بين شعب وشعب، وفئة وفئة، وجيل وجيل، من أبناء الأمّة الواحدة.. ليسهل توجيه الضربات القاصمة، لبلد بعد بلد، وتيّار بعد تيّار، وفئة مقاومة بعد فئة.
    إذا كانت الوسائل محدودة فلا بدّ من تطويرها وابتكار المزيد منها، وإذا كان التواصل ضعيفا فلا بد من دعمه والنهوض بممارسته، وإذا كان التعاون مفتقدا فلا بدّ من إيجاده وتنظيمه وترسيخ القواعد القويمة لاستمراره، وإذا تجدّدت العقبات والعراقيل، وجب أن تتجدّد المخططات والجهود المنظمة وتتطوّر!..
    لا طريق في عصر "الجزرة والعصا" إلاّ طريق المخلصين وتلاقيهم ومضاعفة جهودهم، ولا سبيل إلى سقوط سياسات الواقعية المزيّفة إلاّ من خلال العمل على أرض الواقع، وتحويل الدعوات للعمل -وما أكثرها.. وهذه واحدة من بينها- إلى أفعال مشهودة.

    نبيل شبيب
    مداد القلم

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 11:51 am