الشباب وظاهرة التفكير السطحي
علي حسين عبيد
شبكة النبأ: للشباب دورهم الأكبر في تفعيل الحركة المجتمعية وتنشيطها كونهم يشكلون نسبة عالية من المجتمع، أضف الى ذلك ما تسمح به لهم قدراتهم الجسمانية على تقديم النسبة الأكبر من المنجز المادي للمجتمع، ناهيك عن كونهم يشكلون القاعدة التي تُبنى عليها ركائز المجتمع عموما، لهذا أكد الباحثون المعنيون على أهمية الشريحة الشبابية وضرورة الاهتمام بها من لدن الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات ذات العلاقة إستنادا الى الجهد الذي تقدمه هذه الشريحة للمجتمع.
لكن الامر لايتوقف على الجهد المسؤول تجاه الشباب، بل لابد أن يتحمل الشباب أنفسهم جانبا من المسؤولية التي تتعلق بصقل مواهبهم وتفعيل قدراتهم وتوجيه أنشطتهم بالاتجاه الذي يصب في الصالح العام، بكلمة أخرى، لابد أن يكون هناك جهد ذاتي شبابي يصقل الشخصية الشبابية ويطورها ويفعّل مواهبها ويستفزها لكي تكون أكثر قدرة على العطاء والتشارك في البناء المجتمعي.
فهل قدم الشباب مثل هذا الجهد لأنفسهم وهل تحملوا جانبا من عملية تطويرهم وتحريك طاقاتهم واستنفارها وصبها في المسار الصحيح ؟ إن الاجابة عن هذا السؤال لابد أن تؤخَذ من واقع الحال فيما يتعلق بمجتمعنا، إذ أن الدلائل تشير الى تدني واضح في مسؤولية الشباب تجاه أنفسهم.
لهذا غالبا ما نلمس تسيّد التفكير السطحي للشباب واللهاث وراء الصرعات الشكلية التي لا تسند الشخصية الشبابية ولا تسهم في بنائها بقدر ما تحاول أن تعيق أو تدمّر هذا البناء، فالتفكير الشبابي قائم على الشكل في الغالب من دون اعتماد الجوهر الجاد، بمعنى أن شبابنا قد يبذل جهدا كبيرا في الاهتمام بملبسه ولهوه وقضاء فراغه في جوانب بعيدة عن بناء الشخصية الفاعلة.
في وقت يغفل الشاب جانب التطوير الذاتي لقدراته ومواهبه من خلال هدر الوقت الطويل على فعاليات واهتمامات شكلية لا تسهم في بنائه القويم إن لم تكن مقوضة له.
فمن النادر أن تجد الشباب مشغولين بالتفكير الصحيح، ومن النادر أيضا أن تجدهم يناقشون قضية جوهرية تهمهم والمجتمع عموما، كذلك من النادر أن ترى الشاب يتعب في بناء شخصيته وتطوير مواهبه وصقلها وتحريك قدراته بحجة أن الكبار او المعنيين لا يساعدونه في ذلك.
هنا يلقي الشباب مسؤولية تخلفهم على الجهات الاخرى بالكامل ويتناسون دورهم الذاتي الكبير في بناء أنفسهم، فنراهم يشكون من الآباء على نحو مستمر ومن اهمالهم لهم، كذلك يشكون من الجهات الرسمية المعنية بهم ومن المنظمات المدنية وتدني أنشطتها الداعمة للشباب، واذا كان مثل هذا الكلام والتبرير على قدر من الصحة، فإنه لا ينبغي أن يكون الشماعة التي يعلق عليها الشباب كسلهم وتقاعسهم وخمولهم.
هنا ينبغي على الشباب أن يعوا تماما دورهم الذاتي الكبير في بناء الشخصية الشبابية المعاصرة القادرة على مسايرة العصر بالفكر الجاد وليس باللهاث وراء الصرعات والمودة واللهو واللعب وقتل الوقت في أنشطة شكلية لا تفيد الشاب إلا في القضاء على وقته وموهبته واستنفاد قدراته الكامنة.
إذن فالمسؤولية هنا مشتركة، فيقع على الكبار، آباء وأمهات وأساتذة ومعلمين وعلماء وغيرهم، جانب من دعم الشباب في بناء أنفسهم، والشيء نفسه مطلوب من الدولة والجهد الحكومي، ومن المنظمات الشبابية المدنية، لكن الامر لا يتوقف عند هذا الحد، فالشباب غير معفيين مطلقا من تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم.
لذا عليهم مغادرة التعامل الشكلي مع قدراتهم ومواهبهم، فمن غير المعقول للشاب العصري أن يبذل جهدا كبيرا وأوقاتا ثمينة على تحسين شكله واختيار ملابسه وتسريحة شعره وهو فارغ من داخله، أي أنه لايمتلك ثقافة عصرية تؤهله لكي يكون عنصرا فاعلا ومتميزا في المجتمع.
وعلى الشباب أيضا أن يعبروا الى مناطق الأفكار الساخنة الفاعلة القادرة على مناقشة أهم وأخطر المواضيع والقضايا التي تخصهم والمجتمع عموما، ومطلوب منهم أيضا عدم الاتكال الكلي على غيرهم من الكبار او المعنيين الآخرين بالشباب، مع أن الجميع معني بمعاونتهم على أن لا يعفيهم ذلك من القيام بدورهم المهم في بناء أنفسهم.
وهكذا تبدو مسألة تأهيل الشباب عملية تشاركية لا تقتصر على المربين والمعلمين والرسميين فحسب إنما يتعلق الامر بمشاركة جميع الجهود، على أن ينبذ الشباب بأنفسهم كل ما يمت الى السلوك العشوائي والتفكير السطحي بصلة.
علي حسين عبيد
شبكة النبأ: للشباب دورهم الأكبر في تفعيل الحركة المجتمعية وتنشيطها كونهم يشكلون نسبة عالية من المجتمع، أضف الى ذلك ما تسمح به لهم قدراتهم الجسمانية على تقديم النسبة الأكبر من المنجز المادي للمجتمع، ناهيك عن كونهم يشكلون القاعدة التي تُبنى عليها ركائز المجتمع عموما، لهذا أكد الباحثون المعنيون على أهمية الشريحة الشبابية وضرورة الاهتمام بها من لدن الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات ذات العلاقة إستنادا الى الجهد الذي تقدمه هذه الشريحة للمجتمع.
لكن الامر لايتوقف على الجهد المسؤول تجاه الشباب، بل لابد أن يتحمل الشباب أنفسهم جانبا من المسؤولية التي تتعلق بصقل مواهبهم وتفعيل قدراتهم وتوجيه أنشطتهم بالاتجاه الذي يصب في الصالح العام، بكلمة أخرى، لابد أن يكون هناك جهد ذاتي شبابي يصقل الشخصية الشبابية ويطورها ويفعّل مواهبها ويستفزها لكي تكون أكثر قدرة على العطاء والتشارك في البناء المجتمعي.
فهل قدم الشباب مثل هذا الجهد لأنفسهم وهل تحملوا جانبا من عملية تطويرهم وتحريك طاقاتهم واستنفارها وصبها في المسار الصحيح ؟ إن الاجابة عن هذا السؤال لابد أن تؤخَذ من واقع الحال فيما يتعلق بمجتمعنا، إذ أن الدلائل تشير الى تدني واضح في مسؤولية الشباب تجاه أنفسهم.
لهذا غالبا ما نلمس تسيّد التفكير السطحي للشباب واللهاث وراء الصرعات الشكلية التي لا تسند الشخصية الشبابية ولا تسهم في بنائها بقدر ما تحاول أن تعيق أو تدمّر هذا البناء، فالتفكير الشبابي قائم على الشكل في الغالب من دون اعتماد الجوهر الجاد، بمعنى أن شبابنا قد يبذل جهدا كبيرا في الاهتمام بملبسه ولهوه وقضاء فراغه في جوانب بعيدة عن بناء الشخصية الفاعلة.
في وقت يغفل الشاب جانب التطوير الذاتي لقدراته ومواهبه من خلال هدر الوقت الطويل على فعاليات واهتمامات شكلية لا تسهم في بنائه القويم إن لم تكن مقوضة له.
فمن النادر أن تجد الشباب مشغولين بالتفكير الصحيح، ومن النادر أيضا أن تجدهم يناقشون قضية جوهرية تهمهم والمجتمع عموما، كذلك من النادر أن ترى الشاب يتعب في بناء شخصيته وتطوير مواهبه وصقلها وتحريك قدراته بحجة أن الكبار او المعنيين لا يساعدونه في ذلك.
هنا يلقي الشباب مسؤولية تخلفهم على الجهات الاخرى بالكامل ويتناسون دورهم الذاتي الكبير في بناء أنفسهم، فنراهم يشكون من الآباء على نحو مستمر ومن اهمالهم لهم، كذلك يشكون من الجهات الرسمية المعنية بهم ومن المنظمات المدنية وتدني أنشطتها الداعمة للشباب، واذا كان مثل هذا الكلام والتبرير على قدر من الصحة، فإنه لا ينبغي أن يكون الشماعة التي يعلق عليها الشباب كسلهم وتقاعسهم وخمولهم.
هنا ينبغي على الشباب أن يعوا تماما دورهم الذاتي الكبير في بناء الشخصية الشبابية المعاصرة القادرة على مسايرة العصر بالفكر الجاد وليس باللهاث وراء الصرعات والمودة واللهو واللعب وقتل الوقت في أنشطة شكلية لا تفيد الشاب إلا في القضاء على وقته وموهبته واستنفاد قدراته الكامنة.
إذن فالمسؤولية هنا مشتركة، فيقع على الكبار، آباء وأمهات وأساتذة ومعلمين وعلماء وغيرهم، جانب من دعم الشباب في بناء أنفسهم، والشيء نفسه مطلوب من الدولة والجهد الحكومي، ومن المنظمات الشبابية المدنية، لكن الامر لا يتوقف عند هذا الحد، فالشباب غير معفيين مطلقا من تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم.
لذا عليهم مغادرة التعامل الشكلي مع قدراتهم ومواهبهم، فمن غير المعقول للشاب العصري أن يبذل جهدا كبيرا وأوقاتا ثمينة على تحسين شكله واختيار ملابسه وتسريحة شعره وهو فارغ من داخله، أي أنه لايمتلك ثقافة عصرية تؤهله لكي يكون عنصرا فاعلا ومتميزا في المجتمع.
وعلى الشباب أيضا أن يعبروا الى مناطق الأفكار الساخنة الفاعلة القادرة على مناقشة أهم وأخطر المواضيع والقضايا التي تخصهم والمجتمع عموما، ومطلوب منهم أيضا عدم الاتكال الكلي على غيرهم من الكبار او المعنيين الآخرين بالشباب، مع أن الجميع معني بمعاونتهم على أن لا يعفيهم ذلك من القيام بدورهم المهم في بناء أنفسهم.
وهكذا تبدو مسألة تأهيل الشباب عملية تشاركية لا تقتصر على المربين والمعلمين والرسميين فحسب إنما يتعلق الامر بمشاركة جميع الجهود، على أن ينبذ الشباب بأنفسهم كل ما يمت الى السلوك العشوائي والتفكير السطحي بصلة.