الإنسان ورحلته القصيرة على وجه الأرض
اعداد/ميثم العتابي
شبكة النبأ: المكوث في هذه الارض لرؤية ثلاثة اجيال او اكثر، يزيد من السعادة لدى الإنسان، ورغم الأعمار الطويلة التي يتمتع بها البعض، إلا انهم وحين اقتراب خروجهم من هذه الدنيا يرون بأن الحياة كانت عبارة عن رحلة قصيرة.. وقصيرة جدا.
في رحلة استكشاف عن عمر الإنسان رصدت (شبكة النبأ) لقراءها الكرام هذا التقرير، لمعرفة السبل التي من الممكن ان تطيل العمر، مع لقاء واستعراض لأبرز معمري الارض واسرارهم الصحية.
كيف تصل إلى 100 عام بنصائح بسيطة
العيش حتى عمر المائة، مسألة اسهل مما قد يظن احدنا، إذ ان ابحاثاً علمية حديثة أشارت إلى انه حتى الاشخاص الذين قد يتعرضون لأزمات صحية مثل امراض القلب والسكري في مرحلة متقدمة من حياتهم، لديهم فرصا ببلوغ 100 عام.
واستندت الدراسة، التي أشرف عليها خبراء من جامعة "بوسطن"، بإجراء اتصالات وتقييم صحي لأكثر من 500 سيدة و200 رجل بلغوا عمر الـ100، حيث وجدوا أن ثلثي العينة من الجنسين نجوا من الإصابات بأمراض ناتجة عن الشيخوخة، غير أن النسبة الباقية الذين وصفوا "بالناجين" أصيبوا بأمراض لها علاقة بالشيخوخة قبل بلوغهم سن الـ85، منها مرض ضغط الدم المرتفع والسكري وأمراض القلب.
ووجدت الدراسة أنه بالإجمال فإن أمور الرجال المسنين في هذه العينة أفضل من فئة السيدات، فقرابة ثلاثة أرباع نسبة المسنين من الرجال، قادرون على الاعتناء بأنفسهم دون مساعدة مثل الاستحمام وارتداء اللباس، مقابل ثلث العينة لدى السيدات.
ويعتقد الخبراء ان ذلك يعود ربما ان الرجال يجب ان يتمتعوا بحالة صحية ممتازة أصلا لبلوغ هذه السن، وفق ما كتبت رئيسة البحث الطبيبة ديلارا تيري وزملائها.
ونجحت إحدى عينات الدراسة، المسنة روزا ماكجي في تفادي الإصابة بأمراض مزمنة وتبلغ حاليا 104 سنوات. ماكجي الطباخة والخياطة المتقاعدة هي واضحة التفكير بشكل ملفت، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وقالت في مقابلة معها في منزل نجلتها في شيكاغو: عاداتي في العيش جميلة، لا أتناول أي أدوية، ولا أدخن أو أتناول الكحول، لم أقم بذلك بتاتاً. بحسب (CNN).
المسنّة الأمريكية وحتى العام 2006 كانت تعيش لوحدها وتقوم بشؤونها دون مساعدة إلى أن سقطت، لتنتقل لاحقا بعد أن وهنت حركتها للعيش مع ابنتها، وإن كانت تقوم بالخروج والسير لبعض الوقت عدة مرات في الأسبوع خارج المنزل.
إلا أن الخبراء يعتقدون ايضا أن الجينات التي تحملها ماكجي يعود الفضل فيها لبقائها حية حتى الآن، إذ أن والدي أمها عاشا حتى سن المائة والـ107 سنوات.
وفي دراسة ثانية أوسع لرجال مسنين في السبعينات من العمر أشرف عليها خبراء من جامعة "هارفارد"، وجدت أن أولئك الذين تفادوا التدخين وقلة الحركة والإصابة بالسمنة وأمراض السكري وضغط الدم المرتفع، رفعوا من فرص حظوظهم بالعيش حتى سن التسعين، ووفق الخبراء، فإنهم في الواقع رفعوا هذه الفرص بنسبة 54 في المائة.
إلا أن فرص عيشهم تراجعت مع وجود كل عامل خطر، من العوامل الخمسة المذكورة آنفا، فيما الأفراد الذين لديهم الأعراض الخمسة فأن نسبة عيشهم حتى سن التسعين لا تتعدى 4 في المائة.
وشملت الدراسة 2357 رجلا متابعة أوضاعهم لفترة 25 عاما حتى وفاتهم، بادئة بذلك منذ كانوا في سن السبعين.
ووجدت الدراسة أن 40 في المائة منهم بلغوا سن التسعين، ونسبة 24 في المائة منهم لم يتعرضوا لأي من المخاطر الخمسة السابقة الذكر.
وقالت الطبيبة لوريل ياتس من جامعة هارفارد بريغهام ومستشفى السيدات: الأمر لا يعود للحظ الجيد، وليس الجينات.. إنه أسلوب حياة وذلك يشكل فارقا كبيرا.
وقالت، إنه لم يفت الأوان لاعتماد أسلوب حياة صحي مثل ممارسة المشي والتمارين، وإن كانت نتائج الدراسة لم تتطرق إلى ما إذا كان الانتظار حتى سن السبعين للإقلاع عن التدخين وخفض الوزن وممارسة الرياضة، قد يطيل عمر الفرد.
من جهته قال الطبيب ويليام هال من جامعة "روشستر" إن الاعتقاد العام إزاء العيش حتى عمر المائة، مسألة محصورة فقط بأولئك الذين لم يتعرضوا لأزمات صحية خطيرة وأمراض مزمنة.
وجاء في نظريته التي أوضحها في مقالة نشرت في منشورة متخصصة، أن الفضل في امكانية العيش حتى المائة يعود بشكل رئيسي للمبادرات الجريئة التي يتخذها الأطباء إزاء الأمراض التي يعاني منها المسنون، وعدم اليأس والاستسلام بأن لا منفعة لهم من ذلك.
التفاؤل سر من أسرار إطالة العمر
شكل 12 معمرا ومعمرة كوبيين، محور نقاش مع أطباء ومهتمين، في إطار لقاء دعا اليه احد النوادي في العاصمة الكوبية، هافانا، كشفوا خلاله عما يعتقدون انه سر بقائهم احياء، وبصحة جيدة لأكثر من 120 عاما.
وأسم هذا النادي "نادِ الـ120 عاما"!!، ويعرب اعضاءه عن قناعتهم بأنه في إمكان معظم الناس ان يعيشوا ليصلوا إلى هذا العمر المتقدم، اذا ما نجحوا في تغيير اسلوب حياتهم، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
وقد التف حول "شيوخ المعمرين" مجموعة من خبراء التغذية، والأطباء النفسيين، وعلماء الشيخوخة والأجيال، وأخصائييون ، من كوبا، والمكسيك وفرنسا وأسبانيا.
ومن بين الشيوخ، حضر بينيتو مارتينيز، الذي يدعي أنه الأطول عمرا على الجزيرة، وأنه يبلغ 124 من عمره، مما يجعله أكبر معمر في العالم، على الرغم من عدم وجود أية إثباتات لذلك. بحسب (CNN).
وإلى جانبه جاءت مارسيديس ماتيلد نونيز، التي قالت إن سر طول عمرها هو شغفها بالرقص والغناء، وقدمت إثباتا على ادعائها، وصلة رقص وغناء أمام الجميع.
اما اغوسطين غوتيريز، البالغ 103 عاما، فشرح للحضور كيف ان العمل الكادح، وتناول الخضار ساعداه على الحفاظ على صحة جيدة كل تلك السنين.
واتفق جميع هؤلاء على امر مشترك بينهم، هو التحلي بنظرة متفائلة، وجادلوا جميعا ان هذا هو المفتاح نحو حياة طويلة وصحة جيدة.
وقال مدير النادي، والطبيب الخاص للرئيس الكوبي فيدال كاسترو، الدكتور اوجينو سلمان: يمكن لكل الناس ان تعيش 120 عاما.
واضاف المدير: هناك ستة عناصر اساسية يجب تحقيقها: حوافز الحياة، نظام غذائي مناسب، رعاية طبية، نشاط جسدي وثقافي، وبيئة نظيفة.
يذكر ان متوسط العمر المتوقع في كوبا هو 77 عاما، وهو أعلى من معظم الدول النامية.
اعداد/ميثم العتابي
شبكة النبأ: المكوث في هذه الارض لرؤية ثلاثة اجيال او اكثر، يزيد من السعادة لدى الإنسان، ورغم الأعمار الطويلة التي يتمتع بها البعض، إلا انهم وحين اقتراب خروجهم من هذه الدنيا يرون بأن الحياة كانت عبارة عن رحلة قصيرة.. وقصيرة جدا.
في رحلة استكشاف عن عمر الإنسان رصدت (شبكة النبأ) لقراءها الكرام هذا التقرير، لمعرفة السبل التي من الممكن ان تطيل العمر، مع لقاء واستعراض لأبرز معمري الارض واسرارهم الصحية.
كيف تصل إلى 100 عام بنصائح بسيطة
العيش حتى عمر المائة، مسألة اسهل مما قد يظن احدنا، إذ ان ابحاثاً علمية حديثة أشارت إلى انه حتى الاشخاص الذين قد يتعرضون لأزمات صحية مثل امراض القلب والسكري في مرحلة متقدمة من حياتهم، لديهم فرصا ببلوغ 100 عام.
واستندت الدراسة، التي أشرف عليها خبراء من جامعة "بوسطن"، بإجراء اتصالات وتقييم صحي لأكثر من 500 سيدة و200 رجل بلغوا عمر الـ100، حيث وجدوا أن ثلثي العينة من الجنسين نجوا من الإصابات بأمراض ناتجة عن الشيخوخة، غير أن النسبة الباقية الذين وصفوا "بالناجين" أصيبوا بأمراض لها علاقة بالشيخوخة قبل بلوغهم سن الـ85، منها مرض ضغط الدم المرتفع والسكري وأمراض القلب.
ووجدت الدراسة أنه بالإجمال فإن أمور الرجال المسنين في هذه العينة أفضل من فئة السيدات، فقرابة ثلاثة أرباع نسبة المسنين من الرجال، قادرون على الاعتناء بأنفسهم دون مساعدة مثل الاستحمام وارتداء اللباس، مقابل ثلث العينة لدى السيدات.
ويعتقد الخبراء ان ذلك يعود ربما ان الرجال يجب ان يتمتعوا بحالة صحية ممتازة أصلا لبلوغ هذه السن، وفق ما كتبت رئيسة البحث الطبيبة ديلارا تيري وزملائها.
ونجحت إحدى عينات الدراسة، المسنة روزا ماكجي في تفادي الإصابة بأمراض مزمنة وتبلغ حاليا 104 سنوات. ماكجي الطباخة والخياطة المتقاعدة هي واضحة التفكير بشكل ملفت، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وقالت في مقابلة معها في منزل نجلتها في شيكاغو: عاداتي في العيش جميلة، لا أتناول أي أدوية، ولا أدخن أو أتناول الكحول، لم أقم بذلك بتاتاً. بحسب (CNN).
المسنّة الأمريكية وحتى العام 2006 كانت تعيش لوحدها وتقوم بشؤونها دون مساعدة إلى أن سقطت، لتنتقل لاحقا بعد أن وهنت حركتها للعيش مع ابنتها، وإن كانت تقوم بالخروج والسير لبعض الوقت عدة مرات في الأسبوع خارج المنزل.
إلا أن الخبراء يعتقدون ايضا أن الجينات التي تحملها ماكجي يعود الفضل فيها لبقائها حية حتى الآن، إذ أن والدي أمها عاشا حتى سن المائة والـ107 سنوات.
وفي دراسة ثانية أوسع لرجال مسنين في السبعينات من العمر أشرف عليها خبراء من جامعة "هارفارد"، وجدت أن أولئك الذين تفادوا التدخين وقلة الحركة والإصابة بالسمنة وأمراض السكري وضغط الدم المرتفع، رفعوا من فرص حظوظهم بالعيش حتى سن التسعين، ووفق الخبراء، فإنهم في الواقع رفعوا هذه الفرص بنسبة 54 في المائة.
إلا أن فرص عيشهم تراجعت مع وجود كل عامل خطر، من العوامل الخمسة المذكورة آنفا، فيما الأفراد الذين لديهم الأعراض الخمسة فأن نسبة عيشهم حتى سن التسعين لا تتعدى 4 في المائة.
وشملت الدراسة 2357 رجلا متابعة أوضاعهم لفترة 25 عاما حتى وفاتهم، بادئة بذلك منذ كانوا في سن السبعين.
ووجدت الدراسة أن 40 في المائة منهم بلغوا سن التسعين، ونسبة 24 في المائة منهم لم يتعرضوا لأي من المخاطر الخمسة السابقة الذكر.
وقالت الطبيبة لوريل ياتس من جامعة هارفارد بريغهام ومستشفى السيدات: الأمر لا يعود للحظ الجيد، وليس الجينات.. إنه أسلوب حياة وذلك يشكل فارقا كبيرا.
وقالت، إنه لم يفت الأوان لاعتماد أسلوب حياة صحي مثل ممارسة المشي والتمارين، وإن كانت نتائج الدراسة لم تتطرق إلى ما إذا كان الانتظار حتى سن السبعين للإقلاع عن التدخين وخفض الوزن وممارسة الرياضة، قد يطيل عمر الفرد.
من جهته قال الطبيب ويليام هال من جامعة "روشستر" إن الاعتقاد العام إزاء العيش حتى عمر المائة، مسألة محصورة فقط بأولئك الذين لم يتعرضوا لأزمات صحية خطيرة وأمراض مزمنة.
وجاء في نظريته التي أوضحها في مقالة نشرت في منشورة متخصصة، أن الفضل في امكانية العيش حتى المائة يعود بشكل رئيسي للمبادرات الجريئة التي يتخذها الأطباء إزاء الأمراض التي يعاني منها المسنون، وعدم اليأس والاستسلام بأن لا منفعة لهم من ذلك.
التفاؤل سر من أسرار إطالة العمر
شكل 12 معمرا ومعمرة كوبيين، محور نقاش مع أطباء ومهتمين، في إطار لقاء دعا اليه احد النوادي في العاصمة الكوبية، هافانا، كشفوا خلاله عما يعتقدون انه سر بقائهم احياء، وبصحة جيدة لأكثر من 120 عاما.
وأسم هذا النادي "نادِ الـ120 عاما"!!، ويعرب اعضاءه عن قناعتهم بأنه في إمكان معظم الناس ان يعيشوا ليصلوا إلى هذا العمر المتقدم، اذا ما نجحوا في تغيير اسلوب حياتهم، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
وقد التف حول "شيوخ المعمرين" مجموعة من خبراء التغذية، والأطباء النفسيين، وعلماء الشيخوخة والأجيال، وأخصائييون ، من كوبا، والمكسيك وفرنسا وأسبانيا.
ومن بين الشيوخ، حضر بينيتو مارتينيز، الذي يدعي أنه الأطول عمرا على الجزيرة، وأنه يبلغ 124 من عمره، مما يجعله أكبر معمر في العالم، على الرغم من عدم وجود أية إثباتات لذلك. بحسب (CNN).
وإلى جانبه جاءت مارسيديس ماتيلد نونيز، التي قالت إن سر طول عمرها هو شغفها بالرقص والغناء، وقدمت إثباتا على ادعائها، وصلة رقص وغناء أمام الجميع.
اما اغوسطين غوتيريز، البالغ 103 عاما، فشرح للحضور كيف ان العمل الكادح، وتناول الخضار ساعداه على الحفاظ على صحة جيدة كل تلك السنين.
واتفق جميع هؤلاء على امر مشترك بينهم، هو التحلي بنظرة متفائلة، وجادلوا جميعا ان هذا هو المفتاح نحو حياة طويلة وصحة جيدة.
وقال مدير النادي، والطبيب الخاص للرئيس الكوبي فيدال كاسترو، الدكتور اوجينو سلمان: يمكن لكل الناس ان تعيش 120 عاما.
واضاف المدير: هناك ستة عناصر اساسية يجب تحقيقها: حوافز الحياة، نظام غذائي مناسب، رعاية طبية، نشاط جسدي وثقافي، وبيئة نظيفة.
يذكر ان متوسط العمر المتوقع في كوبا هو 77 عاما، وهو أعلى من معظم الدول النامية.