جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    ܓܨالمشكلات الخفية المسببة للنزاعات الزوجية..ܓ.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    ܓܨالمشكلات الخفية المسببة للنزاعات الزوجية..ܓ.   7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    رأي ܓܨالمشكلات الخفية المسببة للنزاعات الزوجية..ܓ.

    مُساهمة من طرف In The Zone الجمعة يناير 28, 2011 2:45 pm

    البلاغ:المشكلات الخفية المسببة للنزاعات الزوجية.

    * كارول وسيرج فيدال – غراف/ نقله إلى العربية: عبدالحميد سلطاني

    نحن نعتقد أنّ النزعات لها مصادر أخرى خفية، فهذه المشكلات الخفية تعبر عن ضيق عميق، ويبدو ذلك واضحاً عندما تتكرر النزاعات دون حدوث أي انفراج في العلاقة الزوجية المتدهورة. في هذه الحالة تكون هناك دون شك مشكلة في العنف، مشكلة مهمة جدّاً صعب حلها وبقي الزوجان يعانيان منها.
    هذه المشكلة خفية وصعبة المراس لذا سميناها (مشكلة خفية).

    سوف نتناول الآن أربع مشكلات خفية تتسبب في النزاعات:
    * التعهد.
    * السلطة وما يترتب عنها من رتب.
    * الحذر والإحتياط.
    * حل المشكلات الموروثة من العائلة في إطار العلاقة الزوجية.


    - التعهد:
    التعهد هو موضوع أساسي، فهو من الصعوبات التي يصطدم بها كثير من الأزواج.
    بعد قضاء شهر العسل يتحتم على الشريكان الاختيار هل يتعهد كل واحد أمام الآخر بمواصلة هذه القصة الغرامية على المدى البعيد. فهو قرار صعب دون شك. قرار يولد الخوف (هل اخترت الشريك المناسب؟ أنا موافق (موافقة) على التعهد بالإستمرارية على المدى البعيد، لكن ماذا سيحدث لو فشلت علاقتنا الزوجية؟ وهل بعد عشر سنوات أو بعد عشرين سنة هل سأستمر في حبّه؟
    يمكن أن أتغير وهو كذلك. هل سيتطور الوضع بالنسبة لي وله؟ هل علاقتنا ستصمد أمام خيبة الأمل التي سوف تواجهنا في حياتنا الزوجية؟
    العديد من الأسئلة تبقى دون أجوبة. فالمغامرة كبيرة وكبيرة جدّاً والقرار صعب نظراً للمدة القصيرة التي عاشها الزوجان معاً.
    العلاقة الزوجية بحاجة إلى الثقة والإطمئنان لكي تنمو بانسجام. إذا لم يتفق الزوجان على التعهد بوضوح لمتابعة الحياة الزوجية بأمان سوف تعترضهم مشكلات تؤثر على متانة علاقتهم وتسبب لهما الكثير من الصراعات: "كلما واجهنا صعوبة تهددني بالمغادرة. الوضع لا يحتمل أريدك أن تتعهد بالمتابعة".
    "إنّك تحافظ على شقتك الشخصية تحسباً لأي طارئ.. مادمت مصرّاً على ذلك فنحن لسنا متزوجين".
    "ربّما الزواج في نظرك يعد كالصراع على الحلبة، أمّا بالنسبة لي فهو حفلة دينية رمزية يتعهد فيها الطرفان على مواصلة الحياة الزوجية معاً".
    "لماذا ترفض أن يكون لنا حساب مشترك بالإضافة إلى حسابنا الخاص؟ سوف أثق بك لو وافقت على ذلك".
    "متى ستضيف اسمي إلى صندوق البريد الخاص بك؟".
    إنّ إختيار التعهد لمتابعة علاقة زوجية مستمرة ومواصلة مراحلها معاً هو في حد ذاته مغامرة ممتعة.
    العديد من المشكلات والعديد من المآسي أيضاً سوف يعيشها الطرفان، ولكنهما سوف يتقاسمان أيضاً العديد من الأشياء السارة، بالإضافة إلى الإنتصارات المشتركة. يا لها من جميلة هذه التجربة التي يتعرف من خلالها كل شخص على نفسه وعلى طريقة عيشه مع الآخر حياة الحب والألفة.
    نعم، إنّ العلاقة الزوجية هي عبارة عن مختبر لتنمية العلاقة المشتركة. لابدّ من شريك متميّز لمرافقة الآخر في هذه المغامرة الخطيرة. لكي يتجرأ المرء في إكتشاف العديد من المظاهر في شخصيته (حتى تلك التي لا تشرفه ولا تشرف غيره) يجب عليه أن يتعامل بثقة مع الآخر في علاقتهما الزوجية، قد يحصل ركود في أي علاقة زوجية إذا كانت مبنية على (الممكن)؛ لأن كل طرف يريد أن يطمئن أنّ الطرف الآخر سوف لا يهجره بمجرد مواجهة المصاعب الأولى للحياة الزوجية.. الهروب إلى الأمام كما يقولون.
    إذاً فالزواج هو بلا أدنى شك رمز للتعهد بالولاء، يبدو في العشرينيات الأخيرة أنّ الزواج فقد من مصداقيته، حتى لو لاحظنا في الآونة الأخيرة أنّه بدأ يسترجع عافيته. لسنا من المتمسكين بشدة بالزواج ولا بالمدافعين عنه بشغف، ولكن نعتقد أنّه إذا تخلينا عن الزواج المدني والزواج الديني بقصد أو غير قصد سوف نحرم أنفسنا كأزواج من أهم رموز الحياة في المجتمع، ومن أهم تعهد يربطنا بالعائلة والأصدقاء (يمكن لمن لا يريدون تدوين أسمائهم بسجل المتزوجين اختراع نظام خاص بهم ليعبروا بذلك عن تعهدهم الشخصي).
    لقد استعاد التعهد عافيته هذه الأيام وبدا يتجدد شيئاً فشيئاً في العلاقات الزوجية.
    هناك رغبة عارمة في طلب الزواج للعيش المشترك وشراء سكن ومن ثمّ الإنجاب وطلب قرض والإستعداد لإنهاء الحياة معاً.
    بالرغم من هذا تمر مراحل الحياة الزوجية الواحدة تلو الأخرى وتتخللها الكثير من المشكلات والصراعات دون الإعتراف الصريح بالتعهد بالرغم من أنّه يستحق ذلك.
    - السلطة المرتبة:
    إنّ السلطة ورتبها هي الهاجس الخفي الثاني الذي يترصد الحياة الزوجية.
    لقد تعودنا منذ نعومة أظافرنا أن علاقتنا تخضع لرتب مثل الرتب العسكرية، فهذه الرتب ضرورية لتيسير المجتمع.
    فلا يعني ذلك سوء إستعمال للسلطة بالطبع. إن من أهم هذا السلم التنازلي السلطة التي تحكم الآباء والأبناء ورجال الأعمال والموظفين والمعلمين والمتعلمين.
    في بداية العلاقة الغرامية وفي أثناء شهر العسل المساواة هي الفيصل بين الزوجين. ولكن شيئاً فشيئاً بمرور الزمن على العيش المشترك تظهر تلقائياً الرتب في هذه العلاقة.
    * ما هو سبب هذا التطوّر؟
    لأننا عشنا ذلك في طفولتنا، فهذا هو الواقع الثقافي فكل واحد منّا يخضع لهذا الترتيب دون أن يشعر؛ فالعادة تفرض علينا ذلك والسهولة أيضاً.
    * مَن يقر وماذا يقرر؟
    تاريخياً المرأة هي التي تمارس السلطة في البيت. وحتى التقاليد تقول ذلك، فهي التي تتولى تربية الأطفال وتهتم بشؤون البيت وبكل ما يحدث داخل البيت. والتاريخ يشهد أيضاً على دور الأب، لكن خارج البيت بالطبع. فهو الذي يتولى الشؤون العمومية والشؤون الإقتصادية.
    لذا لكل واحد دوره في هذا المجتمع، ولكل واحد ميدانه الذي يسيره ويديره. على مر الأجيال يتوارث الرجل والمرأة السلطة، سلطة البيت للمرأة والسلطة العمومية للرجل. من هنا ظهرت مسألة السلطة المرتبة؛ فالنساء يتولون مسؤولية العلاقات الودية والعاطفية، فلهنّ مسؤولة الإستمرارية ومسؤولية الإستقرار بالبيت. لهنّ حق المبادرة في تصحيح العلاقة الزوجية بصفة دورية. ويتضح من تصرّفاتهنّ أنهنّ الأجدر والأنشط في إختيار نمط الحياة الزوجية الأنسب بخصوص الأطفال وأوقات الفراغ والترحال... إلخ.
    أمّا اليوم فالميادين الخاصة بالقرارات قد أصبحت أقل تلاحماً من ذي قبل، فأصبح الرجل يزاحم المرأة في أعمالها، فهو يشارك في الأعمال المنزلية ويرعى الأطفال، والمرأة كذلك أصبحت تشارك الرجل في ميدان العمل وفي الميادين العامة.
    وبالرغم من ذلك تبقى المرأة إمرأة تعترف في داخلها أنّ السلطة من طبيعة الرجال وفي كل الميادين.

    وهذا ما يجعلها عندما تشعر أن سلطتها أقوى من سلطة زوجها تشعر بعدم الرضى فتحاول قدر الإمكان منح هذه السلطة إلى زوجها. بالنسبة لها فهذه هي إحدى علامات الولاء والحب. فتقول له مثلاً: (أنت هو الرجل لذا يجب أن تسيطر، انهض يا رجل) وقد تقول ذلك بكل غباوة ولا تشعر أنها بقولها هكذا تشير دون أن تشعر إلى أنّها هي المسيطر. فهي تقرر من سيتولى زمام السلطة. وهذا طبعاً فيه شيء من الإستخفاف بحق الرجل. فهو يشعر كأنّه الولد الذي يتولى السلطة من أُمّه لكي يتخذ القرارات الخاصة بالعلاقة الزوجية، فهذه إهانة له.
    العديد من الصراعات تنشأ من هذه السلطة المرتبة فبعض الزوجات تقلن لأزواجهنّ (لتكبر، كن رجلاً) وهنا يشتد الصراع فيصرخ الزوج في وجهها ويقول (كفى عن الإدعاء أنك أُمّي.. كفى).
    إنّ المساواة بين الزوجين ومحاولة توزيع المهام بالتساوي ليس بالشيء البسيط. فهذا التوازن لا يتم إلا بمرور الزمن وبعد تعديلات عديدة. فهو عمل جبار ويستحق التجربة والتضحية في الوقت نفسه.

    - الحذر والإحتياط:
    نحن لا نقضي الوقت الكافي مع بعضنا. هذه هي إحدى الشكاوى التي تتردد باستمرار بين الطرفين. الكثير من الأزواج يجعلن من هذه الشكوى اسطوانة تتردد يومياً وتسبب لهم العديد من الصدامات. ومن هذا المنطلق يشتكي كل واحد كم هو بحاجة إلى قسط من الشعور بالعطف، وكم هو بحاجة ماسة إلى الوقت لتحقيق ذلك.
    يبدو ذلك تناقضاً بالنسبة إلى ما لاحظناه في أثناء خبرتنا العلاجية حيث إن غالبية الأزواج يميلون إلى الإبتعاد ولا يحنون إلى التقارب، وهذا أيضاً يعد أحد الألغاز الخفية التي تأثر سلبياً في العلاقة الزوجية. فالقليل من الرجال والنساء هم بحاجة إلى الإبتعاد عن أقربائهم وأخذ الإحتياط منهم. ويمكن تلخيص هذه الظاهرة بالآتي (كيف يمكن الإبتعاد دون المقاطعة النهائية).
    إنّ كثيرين من الأزواج الذين يحبون بعضهم يفعلون أي شيء للمحافظة على حبهم. قد تقول إن ذلك لا يحصل إلا في قصص ألف ليلة وليلة، ولكنه الواقع، والأغلبية ترجح أزواج شهر العسل على الأزواج الدائمين.
    مَن يعتقد أنّ الزمن هو الفيصل بين الزوجين فهو إعتقاد خاطئ ويدل على أنّ العلاقة ليست سليمة.
    نحن طبعاً لا نشاطرهم الرأي؛ لأنّ الأزواج الذين عاشوا مدة طويلة مع بعضهم مضطرون لأخذ الحيطة، فهذا حقهم المشروع. إنّه من حق كل واحد أن ينسحب، سواء بمفرده (سوف نعود إلى ذلك فيما بعد عندما نتطلق إلى الوحدة) أو مع آخرين.
    لماذا يرغب بعض الناس في علاقات أخرى غير علاقتهم بزوجاتهم؟
    إنّ الثقافة تشمل العديد من الميادين (كالرياضة والسياسة وأوقات الفراغ والسفر والفكاهة) والإنسان بحاجة إلى التوسع في مجال لثافته؛ لذا نجد بعض الأزواج يربطون علاقات أخرى غير العلاقة الزوجية للتزود بما يفتقدونه في البيت. لهذا مهم جدّاً. سوف يعود إلى بيته بأفكار جديدة يمكن مناقشتها مع الزوجة أو الزوج والإستفادة منها والتمتع بها أيضاً.
    يحبّذ أن لا تتعارض هذه الأعمال الخارجية مع أعمال الآخر ولا تسيء إلى كرامته. فهذا جان بيار يكتشف أنه يهوى البوذية. أمّا زوجته جاكلين فقد تربت في بيت محافظ على الديانة المسيحية. فهي مضطربة بسبب هواية الزوج الغريبة.

    وهذا مثل آخر:
    ميشلين انخرطت في الحزب الشيوعي وزوجها سيقموند لا يطيق ذلك؛ لأنّه لاجئ حرب من إحدى الدول الديمقراطية الشعبية.
    يتبين من المثالين أننا بعيدان كل البعد عن أعمال خارجية نافعة، بل بالعكس، فهواية الأوّل وميول الثاني ما هي إلا أعمال تتعارض مع مبادئ الآخر وتسبب لهما الكثير من الصراعات.
    أمّا الخيانة الزوجية فلا نصنّفها ضمن الأعمال الخارجية المفيدة إلا إذا تقبل الزوجان ذلك بمحض أرادتهما.
    وهذا يحدث ولكنّه نادر جدّاً.
    تجب المحافظة على التوازن بين الأيام الحلوة والجميلة وأيام الفراق؛ لأن تغلب الواحد على الآخر سوف يؤثر على إنسجام الطرفين.
    خلال المراحل المختلفة للعلاقة الزوجية سوف يحدث تطوّر على الحاجة إلى الإبتعاد عن الآخر. بعد صراعات عديدة ومفاوضات وتسويات وتوافق سوف يكتسب الطرفان خبرة في تحويل الشجار إلى لغة الألفة والمحبة.

    - حلّ المشكلات الزوجية الموروثة من العائلة في إطار العلاقة الزوجية:
    إنّ آخر الألغاز الخفية التي تؤثر سلبياً في العلاقة الزوجية هو معالجة ما عانيناه من آلام وأحزان في عائلتنا الأصلية.
    عندما يقرر شخصان العيش معاً فكل واحد يحمل معه صورة والديه وحياتهما التي كان شاهداً عليها في أثناء طفولته وشبابه، ويحملان أيضاً انطباعاتهما وأحلامهما.
    فالأب والأُم يعدان قدوة صالحة أو غير صالحة للزوجين الجديدين، فتبقى صورتهما مرجعاً لهما وفقاً لإنطباعاتهما حولهما.
    فهذه الإنطباعات ترافق الأطفال حتى لو كانوا صغاراً في أثناء معاشرتهم لوالديهم.. فهم يقتبسون هذه الصورة من تصرفات الأب.
    بخصوص أطفال المطلقين بالمأساة أكبر، فلهم تصور عن آبائهم الأصليين وآبائهم بالتبنّي مع العلم أن صورة ذويهم هي الأقرب.
    عادة ما يراقب الأولاد تصرفات أوليائهم قبل مراقبة ما يدور حول الآخرين.
    * علاقات الأولياء مع أطفالهم.
    * علاقة الإخوان والأخوات.
    * الأجداد والأعمام والعمات والأخوال والخالات... إلخ.
    عندما يبلغ الأطفال سن الرشد سوف يتزودون بهذه المعلومات لبناء علاقاتهم، وسوف تكون لهم مصدراً لتكوين نموذج علاقتهم بأقاربهم وخاصة في علاقاتهم الغرامية. إما يقلدون أو (يختارون) التصرف عكس تصرف الأولياء "يبقى نموذج الآباء المرجع الأساسي حتى لو فعلوا عكسه".
    ففي العلاقة الزوجية يطرح كل واحد الأسئلة التالية:
    * ما النموذج أو النموذج المعاكس الذي يجب أن أتقيّد به كزوج؟
    * ما الدور الذي سوف ألعبه.. دور الطفل الذي كنت، دور الأبوين، أو دور أي عنصر من عائلتي؟
    إذا تعذب الصبي في طفولته فعند بلوغ سن الرشد سوف يعيد ما عاناه أو يقوم بتقويم وإصلاح ما كان شاهداً عليه في صباه.
    مثلاً فالعلاقة الإستبدادية سواء كانت متحفظة أو كثيرة النزاعات سوف يعاد تكرارها بغرض تطويرها إلى الأفضل.

    لنتناول مقال جولي:
    - عانت جولي في أثناء طفولتها من التسلط الشديد لوالدها. فعانت الكثير من الإهانات النفسية. فأبوها لا يكف عن الحطّ من قيمتها، فهو لا يقتنع بأي شيء تفعله، فهو يسخر منها ومن إهتماماتها وحتى من أصدقائها. إنّه ينتقد باستمرار طريقة لبسها وكلامها وتحركاتها، فالأم أيضاً كانت تخضع لتسلط الأب فلا تحاول أبداً الدفاع عن البنت المسكينة.
    هناك العديد من السيناريوهات، نعرض أربعة منها، ويمكن تخيل سيناريوهات عديدة أخرى، فالموضوع رحب ويمكن لاي واحد تخيل ما يشاء.
    * أصبحت جولي إمرأة خجولة، لا تثق في نفسها. سوف تكرر المأساة التي عاشتها مع والدها. سوف تبحث عن زوج متسلط لا يكف عن إنتقادها، وسوف تكون مطيعة كما كانت أُمّها من قبل.
    * عند بلوغ سن الرشد تمردت جولي. لقد أصبحت عنيفة وثائرة على كل سلطة. سوف تكرر العلاقة نفسها التي كانت تربطها بوالديها وسوف تبحث عن رجل مطيع، خجول لتتمكن من إنتقاده باستمرار. سوف تخضعه لسلطتها كما خضعت الأُم لأبيها.
    * عند بلوغ سن الرشد تتمرد جولي على أهلها. تأخذ حذرها منهما. وعندما تصبح امرأة تقرر أن لا تسلك سلوكهما.
    سوف تقوم بإصلاح علاقتها التي كانت تربطها بأبيها. سوف تقوم بإصلاح علاقتها التي كانت تربطها بأبيها.
    سوف تبحث عن زوج متسلط لينتقدها باستمرار وسوف تحاول تجنب المشاجرة مع زوجها حتى يكفّ عن إهانتها.
    فسوف تحاول بكل الوسائل إفهام زوجها أنّه يجب عليه تعديل سلوكه. وغرضها من كل ذلك هو الوصول إلى علاقة مبنية على التساوي المتبادل.

    * عند بلوغ سن الرشد تبتعد جولي عن الوالدين وعندما تصبح إمرأة تصير منفتحة على الآخرين وتبادلهم شعورهم وإحساسهم. سوف تقوم بإصلاح العلاقة التي سادت بين والديها. سوف تبحث عن زوج متحفظ وطيب مثل أُمّها. سوف تعمل ما في وسعها ليصبح هذا الزوج متأكداً من نفسه ناجحاً في أعماله وفي حياته الخاصة.

    * إنّ جولي ليست العنصر الوحيد في إبتكار هذه السيناريوهات فالرجل الذي تتزوجه أيضاً له دور مهم في حبك هذه القصص، فهذا هو ما يجعل كل قصة فريدة من نوعها وتختلف عن أي قصة أخرى.

    * على أساس هذه التصورات يمكن تصور العديد من القصص الخاصة بحياة الأزواج. قد تتوتر العلاقة الزوجية وفقاً لما عاشته عائلة الوالدين.
    ففي هذه السيناريوهات تارة نشاهد تكرار المأساة وتارة أخرى نشاهد الإصلاحات. لا تربط الأدوار بالشخص المقابل بل بالشخص الذي يراد منه تمثيله.
    بهذه الطريقة نكون قد نجحنا في إحتواء بعض المشكلات الخاصة بالزوجين.
    المصدر: كتاب كيف نُحوِّل المشاجرة بين الزوجين إلى لغة تفاهم

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 7:49 am