رسالة إلى الشعب الفلسطيني
إعداد : نرمين توفيق.
المكان : فلسطين .
الزمان : أيامنا هذه.
المشهد : جنازة شاب فلسطيني و حوله مشيعي الجنازة,يحملون السلاح,و يطلقون أعيرة نارية في الهواء ,يكممون وجوههم,و يهددون بالانتقام و لكن هذه المرة ليس من قوات الاحتلال الإسرائيلي و إنما من إخوانهم الفلسطينيين .
.........
في الآونة الأخيرة أصبح هذا الخبر يتردد كثيرا في نشرات الأخبار:
- مقتل و إصابة عشرات الفلسطينيين على إثر اشتباك مسلح نشب بين أنصار حركتي فتح و حماس بعد الخلاف الحاد الذي حدث بين الحركتين.
كلما استمع لمثل هذه الأخبار يعتصر قلبي من الأسى و الحزن على حال الفلسطينيين لذلك قررت في هذا المقال أن أقوم بعمل إيجابي...قررت أن أوجه رسالة إلى قيادات الشعب الفلسطيني لعلها تجد صدى عند أحدهم لمحاولة معالجة الأوضاع المتردية التي وصلت إليها الحالة في فلسطين.
" أولا أحب أن أعرفكم بنفسي أنا فتاة عربية في بداية العقد الثاني من عمري,كثيرا ما تألمت لما آلت إليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مثلي كمثل كثير من العرب و المسلمين و أصحاب الضمائر السليمة.
حينما كنت أرى الأطفال الذين لا يملكون سلاحا غير الحجارة يواجهون دبابات اليهود الذين يفرون من أمامهم كنت أقول فلسطين لن تموت أبدا و فيها طفل واحد من هؤلاء...
حينما كنت أرى شاب أو فتاة في مقتبل العمر يجودون بأنفسهم من أجل الفوز بالشهادة في سبيل الله كنت أقول ستظل هذه الأمة بخير..حينما كنت أرى الشيخ القعيد أحمد ياسين يرعب أكبر قيادات إسرائيل بجسده الضعيف و هو على كرسيه المتحرك كنت أشعر بقوة غير عادية..كنت أشعر أن الفرد الواحد يستطيع أن يحرك أمة كاملة مادام يملك إرادة قوية حقيقية.
حينما كنت أرى الرئيس الراحل ياسر عرفات يرفض و بشدة طلب إسرائيل مغادرة فلسطين و يردد مقولته الشهيرة " شهيدا لا طريدا " كنت أشعر بإيمان هذا الشعب الشديد بقضيته.
حينما كنت أرى المصلين كل جمعة يملؤن المسجد الأقصى دون خوف من رشاشات جنود الاحتلال الموجودين في كل شبر هناك..كنت أقول لنفسي انظري إلى قوة تحمل هذا الشعب مهما فعلت إسرائيل من جرائم بشعة ضدهم لن تنتصر عليهم أبدا ما داموا بهذا الترابط.
و لكن للأسف ضاعت وحدتكم الآن...و بسبب الاختلاف في وجهات النظر و الخلاف على السلطة حدث ما حدث بينكم من اقتتال داخلي لدرجة أن البعض يصف ما يحدث في فلسطين الآن بالحرب الأهلية.
و وصل حد الاختلاف بين فتح و حماس إلى أنه لا يمر يوم دون أن نستمع في نشرات الأخبار إلى قتلى و جرحى فلسطينيين بسبب اشتباكات الطرفين.
وصل الحد بينكم إلى درجة جعلت كلا الطرفين يكفرون أنصار الطرف الآخر و يبيحون إراقة دمه.
أسألكم بالله كيف تركتم الأمور بينكم تصل إلى هذه الدرجة ؟؟!
رصاص بنادقكم لم يعد يوجه إلى قوات الاحتلال و لكنه يتوجه الآن إلى صدور إخوانكم !!
أقول لكم أنسيتم بكاء الأمهات الثكلى ؟!
ألا يكفيهن ما هن فيه من ألم و أسى أصابهن من فقدان أبنائهم الشهداء على يد جنود الاحتلال ؟! أتريدون أن تجعلوا همهم همين ؟!
و لكن هذه المرة الفجيعة أكبر كثيرا..حيث أن الأم الفلسطينية عندما يتأتى لها نبأ استشهاد ابنها و هو يدافع عن أرضه كانت تقابل الخبر بالزغاريد و الفرح و قد رأيت أكثر من مرة في التلفزيون مثل هذا.
المشهد..لأنها تعلم جيدا أن الذين يقتلون في سبيل الله هم أحياء عند ربهم يرزقون.
و كانت تجهز باقي أبناءها لاستكمال مسيرة أخيهم الشهيد...أما الآن ماذا تفعل عندما يقولون لها ابنك قتل على يد أخيه الفلسطيني؟!
هل أحسستم بالألم الذي يعتصر قلبها في هذه اللحظة؟!
و هذا الطفل الصغير من سيربيه إذا قتلتم والده ؟
و من سيغرس في نفسه مقاومة المحتل الإسرائيلي حينما يكبر ؟
أم أن شغله الشاغل هو الآخر سيكون الثأر ممن قتل والده ؟!
و تنمو نار هذه الفتنة و تنتقل بين الأجيال.
هذه البنت الضعيفة من سيدافع عنها إذا تهجم عليها إسرائيلي لو قتلتم أخيها ؟
و هذه الأسرة من سيرعى شؤونها إذا قُتل عائلها...و من لهذا الشيخ المسن بعد مقتل حفيده ؟
من سيقضي له مصالحه ؟!!!
......
أيها الشعب العزيز الصامد عودوا إلى رشدكم من أجل أطفالكم و نسائكم و شبابكم و شيوخكم ...و اعلموا أن المستفيد الوحيد من هذه الفرقة هو المحتل الصهيوني يكفي أنكم أعطيتموهم الفرصة على أن يصوروكم أمام العالم أنكم مختلفون و منقسمون و هو لا يستطيع الحوار أو إقامة محادثات معكم..اعلموا أنكم بانقسامكم و اقتتالكم تفقدون كثيرا من تعاطف العوام في كافة البلدان معكم..توحدوا من أجل الدفاع عن قضيتكم الأساسية قبل فوات الأوان.
........
إمضاء فتاة خائفة على أمتها.
موقع حقيقة العرب.
إعداد : نرمين توفيق.
المكان : فلسطين .
الزمان : أيامنا هذه.
المشهد : جنازة شاب فلسطيني و حوله مشيعي الجنازة,يحملون السلاح,و يطلقون أعيرة نارية في الهواء ,يكممون وجوههم,و يهددون بالانتقام و لكن هذه المرة ليس من قوات الاحتلال الإسرائيلي و إنما من إخوانهم الفلسطينيين .
.........
في الآونة الأخيرة أصبح هذا الخبر يتردد كثيرا في نشرات الأخبار:
- مقتل و إصابة عشرات الفلسطينيين على إثر اشتباك مسلح نشب بين أنصار حركتي فتح و حماس بعد الخلاف الحاد الذي حدث بين الحركتين.
كلما استمع لمثل هذه الأخبار يعتصر قلبي من الأسى و الحزن على حال الفلسطينيين لذلك قررت في هذا المقال أن أقوم بعمل إيجابي...قررت أن أوجه رسالة إلى قيادات الشعب الفلسطيني لعلها تجد صدى عند أحدهم لمحاولة معالجة الأوضاع المتردية التي وصلت إليها الحالة في فلسطين.
" أولا أحب أن أعرفكم بنفسي أنا فتاة عربية في بداية العقد الثاني من عمري,كثيرا ما تألمت لما آلت إليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مثلي كمثل كثير من العرب و المسلمين و أصحاب الضمائر السليمة.
حينما كنت أرى الأطفال الذين لا يملكون سلاحا غير الحجارة يواجهون دبابات اليهود الذين يفرون من أمامهم كنت أقول فلسطين لن تموت أبدا و فيها طفل واحد من هؤلاء...
حينما كنت أرى شاب أو فتاة في مقتبل العمر يجودون بأنفسهم من أجل الفوز بالشهادة في سبيل الله كنت أقول ستظل هذه الأمة بخير..حينما كنت أرى الشيخ القعيد أحمد ياسين يرعب أكبر قيادات إسرائيل بجسده الضعيف و هو على كرسيه المتحرك كنت أشعر بقوة غير عادية..كنت أشعر أن الفرد الواحد يستطيع أن يحرك أمة كاملة مادام يملك إرادة قوية حقيقية.
حينما كنت أرى الرئيس الراحل ياسر عرفات يرفض و بشدة طلب إسرائيل مغادرة فلسطين و يردد مقولته الشهيرة " شهيدا لا طريدا " كنت أشعر بإيمان هذا الشعب الشديد بقضيته.
حينما كنت أرى المصلين كل جمعة يملؤن المسجد الأقصى دون خوف من رشاشات جنود الاحتلال الموجودين في كل شبر هناك..كنت أقول لنفسي انظري إلى قوة تحمل هذا الشعب مهما فعلت إسرائيل من جرائم بشعة ضدهم لن تنتصر عليهم أبدا ما داموا بهذا الترابط.
و لكن للأسف ضاعت وحدتكم الآن...و بسبب الاختلاف في وجهات النظر و الخلاف على السلطة حدث ما حدث بينكم من اقتتال داخلي لدرجة أن البعض يصف ما يحدث في فلسطين الآن بالحرب الأهلية.
و وصل حد الاختلاف بين فتح و حماس إلى أنه لا يمر يوم دون أن نستمع في نشرات الأخبار إلى قتلى و جرحى فلسطينيين بسبب اشتباكات الطرفين.
وصل الحد بينكم إلى درجة جعلت كلا الطرفين يكفرون أنصار الطرف الآخر و يبيحون إراقة دمه.
أسألكم بالله كيف تركتم الأمور بينكم تصل إلى هذه الدرجة ؟؟!
رصاص بنادقكم لم يعد يوجه إلى قوات الاحتلال و لكنه يتوجه الآن إلى صدور إخوانكم !!
أقول لكم أنسيتم بكاء الأمهات الثكلى ؟!
ألا يكفيهن ما هن فيه من ألم و أسى أصابهن من فقدان أبنائهم الشهداء على يد جنود الاحتلال ؟! أتريدون أن تجعلوا همهم همين ؟!
و لكن هذه المرة الفجيعة أكبر كثيرا..حيث أن الأم الفلسطينية عندما يتأتى لها نبأ استشهاد ابنها و هو يدافع عن أرضه كانت تقابل الخبر بالزغاريد و الفرح و قد رأيت أكثر من مرة في التلفزيون مثل هذا.
المشهد..لأنها تعلم جيدا أن الذين يقتلون في سبيل الله هم أحياء عند ربهم يرزقون.
و كانت تجهز باقي أبناءها لاستكمال مسيرة أخيهم الشهيد...أما الآن ماذا تفعل عندما يقولون لها ابنك قتل على يد أخيه الفلسطيني؟!
هل أحسستم بالألم الذي يعتصر قلبها في هذه اللحظة؟!
و هذا الطفل الصغير من سيربيه إذا قتلتم والده ؟
و من سيغرس في نفسه مقاومة المحتل الإسرائيلي حينما يكبر ؟
أم أن شغله الشاغل هو الآخر سيكون الثأر ممن قتل والده ؟!
و تنمو نار هذه الفتنة و تنتقل بين الأجيال.
هذه البنت الضعيفة من سيدافع عنها إذا تهجم عليها إسرائيلي لو قتلتم أخيها ؟
و هذه الأسرة من سيرعى شؤونها إذا قُتل عائلها...و من لهذا الشيخ المسن بعد مقتل حفيده ؟
من سيقضي له مصالحه ؟!!!
......
أيها الشعب العزيز الصامد عودوا إلى رشدكم من أجل أطفالكم و نسائكم و شبابكم و شيوخكم ...و اعلموا أن المستفيد الوحيد من هذه الفرقة هو المحتل الصهيوني يكفي أنكم أعطيتموهم الفرصة على أن يصوروكم أمام العالم أنكم مختلفون و منقسمون و هو لا يستطيع الحوار أو إقامة محادثات معكم..اعلموا أنكم بانقسامكم و اقتتالكم تفقدون كثيرا من تعاطف العوام في كافة البلدان معكم..توحدوا من أجل الدفاع عن قضيتكم الأساسية قبل فوات الأوان.
........
إمضاء فتاة خائفة على أمتها.
موقع حقيقة العرب.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الأحد يوليو 01, 2012 11:13 am عدل 1 مرات