المبادرات الايجابية
مساهمات في صنع الحياة
علي حسين عبيد
...................
شبكة النبأ: الكلام وحده لا يمكن أن يحقق أهداف الأمم والشعوب، الفلاسفة والمفكرون والمصلحون، يعرفون ذلك، ويؤكدون على ضرورة أن يُقرَن الفكر بالتطبيق، وإلا ليس ثمة فائدة تُذكر من آلاف بل ملايين ومليارات الكلمات المكتوبة والملفوظة، فالمهم في الأمر أن يتحول الكلام الفكري الى فعل مجسّد.
تحويل الكلمات الى فعل مرتبط بالقدرات المتوافرة للجهات المعنية ومنها البرمجة والتخطيط والخبرات وما شابه، لأن العشوائية تفسد الأفكار وتحيلها الى ركام متشظٍ من الافعال المتناقضة، لذا لابد أن يكون التخطيط المعتمد هو الاساس الأول في السعي لبلورة الافكار ووضع الخطوات الاجرائية المناسبة للانتقال من مرحلة الكلام الى مراحل العمل.
هنا لابد أن يعتمد المعنيون اسلوب المبادرات الايجابية لبناء المجتمع، بمعنى أوضح، لايصح أن تُلقى الأفكار الجيدة على مسامع وبصائر الناس ويتوقف الامر عند هذا الحد، المطلوب أن تشمل المبادرات الايجابية المساعي العملية المرافقة للخطوات المكتوبة، هنا كلما تحققت الدقة والرصانة والتوازن بين الفكر والعمل كلما كان الوصول الى الهدف أسرع وأدق، ويؤكد المختصون في علم الانسان، أن التكوين الفسيولوجي والنفسي للبشر يجعلهم متأهبين دائما لتلقف الافكار الايجابية المدعومة بالاجراء العملي الواضح.
لذلك تحتاج الأمم والشعوب النامية او التي تتطلع لحال أفضل، الى تفعيل اسلوب المبادرات الايجابية التي تطرحها المنظمات والمؤسسات الرسمية والاهلية، بل حتى تلك التي يطرحها الافراد، بمعنى أن اسلوب المبادرات الايجابية لا ينحصر بمجموعة او جهة او منظمة بعينها، ولا تتعلق بالعمل الجماعي حصرا، بل غالبا ما تكون المبادرة الايجابية ذات منطلق فردي يمكن أن يتعمم على المجموع، ويبقى المهم في هذا المجال أن تحمل فكرة وخطوات المبادرة في طياتها ممكنات التحقق على الارض.
وفي حالة شيوع هذا النهج في النشاط المجتمعي، فإنه سيغدو حالة دائمة وقائمة بذاتها وقادرة على الإمتداد والوصول الى معظم الناس، بل تُصبح ثقافة حياة تشمل عموم مكونات المجتمع، وهنا سوف ينبذ الناس كل الكلمات التي تفتقر للتنفيذ، أو لإمكانيات التطبيق مهما كانت الاسباب، فالمهم في الامر دائما أن تحمل المبادرة قدراتها التنفيذية معها، والملاحظ أن الانسان يكون أسرع في اكتساب المعرفة عندما يقترن القول بالتجرية، بل غالبا ما تتفوق مهارات الانسان العملية على النظرية.
لذا فإن مجتمعاتنا بحاجة الى إطلاق المبادرات الايجابية الفكرية العملية في آن، لاسيما أننا نقع في العربات المتأخرة من قاطرة التطور والمعاصرة، وتبدو حاجتنا الى نبذ الكلام المجرد من الفعل كبير بل وماسة، فلقد شبعنا من أطنان الكلام الذي يفتقر الى التطبيق، وهي العلة الاولى التي تقف وراء تخلفنا وتأخرنا عن الركب العالمي المتقدم.
ولابد من تثبيت بعض الخطوات التي تدعم ارتباط القول بالفكر وتساعد على إشاعة اسلوب المبادرات الايجابية واطلاقها بين مكونات المجتمع، ومنها:
- التحفيز الدائم من لدن الجهات المعنية، لاسيما الرسمية، لاطلاق المبادرات الفكرية القابلة للتطبيق.
- الابتعاد عن أساليب الوعظ المجرد ودعم القول بالتجربة في عموم ميادين الحياة الفردية او الجماعية.
- إعتماد التخطيط والبرمجة المسبقة وعدم الانسياق وراء العشوائية او لحظوية التنفيذ.
- نشر وتشجيع حب العمل من خلال توفير المحفزات، كالمكافآت المادية، او الثناء المعنوي وما شابه.
- زج منظومة الاعلام بقوة في مجال تسليط الضوء على المبادرات الايجابية المتميزة.
- التأكيد الدائم على جانب التجريب العملي وأهميته في إظهار مهارات الانسان وتطويرها أكثر مما لو اقتصر الامر على الفكرة او الكلام المجرد.
- ينبغي الايمان الجمعي بأن اسلوب المبادرات الايجابية العملية، أفضل بكثير من أساليب الوعظ وما شابه.
وبهذا سنكتشف أن دور المبادرات الايجابية في صنع الحياة لا يقل أهمية عن الفكر الذي يمضي في الطريق نفسه، وعلينا أن نؤمن ونعمل على إقران الفكر بالعمل بعيدا عن الأساليب الآنية المرتجلة.
مساهمات في صنع الحياة
علي حسين عبيد
...................
شبكة النبأ: الكلام وحده لا يمكن أن يحقق أهداف الأمم والشعوب، الفلاسفة والمفكرون والمصلحون، يعرفون ذلك، ويؤكدون على ضرورة أن يُقرَن الفكر بالتطبيق، وإلا ليس ثمة فائدة تُذكر من آلاف بل ملايين ومليارات الكلمات المكتوبة والملفوظة، فالمهم في الأمر أن يتحول الكلام الفكري الى فعل مجسّد.
تحويل الكلمات الى فعل مرتبط بالقدرات المتوافرة للجهات المعنية ومنها البرمجة والتخطيط والخبرات وما شابه، لأن العشوائية تفسد الأفكار وتحيلها الى ركام متشظٍ من الافعال المتناقضة، لذا لابد أن يكون التخطيط المعتمد هو الاساس الأول في السعي لبلورة الافكار ووضع الخطوات الاجرائية المناسبة للانتقال من مرحلة الكلام الى مراحل العمل.
هنا لابد أن يعتمد المعنيون اسلوب المبادرات الايجابية لبناء المجتمع، بمعنى أوضح، لايصح أن تُلقى الأفكار الجيدة على مسامع وبصائر الناس ويتوقف الامر عند هذا الحد، المطلوب أن تشمل المبادرات الايجابية المساعي العملية المرافقة للخطوات المكتوبة، هنا كلما تحققت الدقة والرصانة والتوازن بين الفكر والعمل كلما كان الوصول الى الهدف أسرع وأدق، ويؤكد المختصون في علم الانسان، أن التكوين الفسيولوجي والنفسي للبشر يجعلهم متأهبين دائما لتلقف الافكار الايجابية المدعومة بالاجراء العملي الواضح.
لذلك تحتاج الأمم والشعوب النامية او التي تتطلع لحال أفضل، الى تفعيل اسلوب المبادرات الايجابية التي تطرحها المنظمات والمؤسسات الرسمية والاهلية، بل حتى تلك التي يطرحها الافراد، بمعنى أن اسلوب المبادرات الايجابية لا ينحصر بمجموعة او جهة او منظمة بعينها، ولا تتعلق بالعمل الجماعي حصرا، بل غالبا ما تكون المبادرة الايجابية ذات منطلق فردي يمكن أن يتعمم على المجموع، ويبقى المهم في هذا المجال أن تحمل فكرة وخطوات المبادرة في طياتها ممكنات التحقق على الارض.
وفي حالة شيوع هذا النهج في النشاط المجتمعي، فإنه سيغدو حالة دائمة وقائمة بذاتها وقادرة على الإمتداد والوصول الى معظم الناس، بل تُصبح ثقافة حياة تشمل عموم مكونات المجتمع، وهنا سوف ينبذ الناس كل الكلمات التي تفتقر للتنفيذ، أو لإمكانيات التطبيق مهما كانت الاسباب، فالمهم في الامر دائما أن تحمل المبادرة قدراتها التنفيذية معها، والملاحظ أن الانسان يكون أسرع في اكتساب المعرفة عندما يقترن القول بالتجرية، بل غالبا ما تتفوق مهارات الانسان العملية على النظرية.
لذا فإن مجتمعاتنا بحاجة الى إطلاق المبادرات الايجابية الفكرية العملية في آن، لاسيما أننا نقع في العربات المتأخرة من قاطرة التطور والمعاصرة، وتبدو حاجتنا الى نبذ الكلام المجرد من الفعل كبير بل وماسة، فلقد شبعنا من أطنان الكلام الذي يفتقر الى التطبيق، وهي العلة الاولى التي تقف وراء تخلفنا وتأخرنا عن الركب العالمي المتقدم.
ولابد من تثبيت بعض الخطوات التي تدعم ارتباط القول بالفكر وتساعد على إشاعة اسلوب المبادرات الايجابية واطلاقها بين مكونات المجتمع، ومنها:
- التحفيز الدائم من لدن الجهات المعنية، لاسيما الرسمية، لاطلاق المبادرات الفكرية القابلة للتطبيق.
- الابتعاد عن أساليب الوعظ المجرد ودعم القول بالتجربة في عموم ميادين الحياة الفردية او الجماعية.
- إعتماد التخطيط والبرمجة المسبقة وعدم الانسياق وراء العشوائية او لحظوية التنفيذ.
- نشر وتشجيع حب العمل من خلال توفير المحفزات، كالمكافآت المادية، او الثناء المعنوي وما شابه.
- زج منظومة الاعلام بقوة في مجال تسليط الضوء على المبادرات الايجابية المتميزة.
- التأكيد الدائم على جانب التجريب العملي وأهميته في إظهار مهارات الانسان وتطويرها أكثر مما لو اقتصر الامر على الفكرة او الكلام المجرد.
- ينبغي الايمان الجمعي بأن اسلوب المبادرات الايجابية العملية، أفضل بكثير من أساليب الوعظ وما شابه.
وبهذا سنكتشف أن دور المبادرات الايجابية في صنع الحياة لا يقل أهمية عن الفكر الذي يمضي في الطريق نفسه، وعلينا أن نؤمن ونعمل على إقران الفكر بالعمل بعيدا عن الأساليب الآنية المرتجلة.