إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا أيهاالذين آمنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم .
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
...................
كيفية علاج الكبر واكتساب التواضع
تكاثرت النصوص الشرعية من الكتاب و السنة في الأمر بالتواضع للحق و الخلق، و الثناء على المتواضعين و ذكر ثوابهم العاجل، كما تكاثرت النصوص كالنهي عن الكبر و التكبر و التعاظم و بيان عقوبة المتكبرين..فبأي شيء يكون علاج الكبر و اكتساب التواضع؟
لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و (( من تواضع لله درجة رفعه الله درجة ))[1] و من تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية - قال رجل: (يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس))[2] بطر الحق أي رد الحق، إذا خالف هواه رده، و غمط الناس أي احتقار الناس، فالناس في عينه دونه، يحتقرهم، يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته و إما لغناه و إما لوظيفته،و إما لأسباب أخرى يتخيلها،و قد يكون فقيراً،في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و لهم عذاب أليم: شيخ زان،و ملك كذاب،و عائل مستكبر))[3] عائل أي فقير و مع فقره يستكبر و يبتلى بالكبر، فالكبر يدعو إليه المال و الغنى، و مع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له و طبيعة له.
أما التواضع فهو لين الجانب، و حسن الخلق،و عدم الترفع على الناس،كما قال صلى الله عليه وسلم : (( إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ))[4]، ((البر حسن الخلق))[5] فليتذكر عظمة الله و يتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال،و أعطاه الوظيفة،و أعطاه الجاه و أعطاه الوجه الحسن، أو غير ذلك،يتذكر أن من شكر ذلك التواضع و عدم التكبر،لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك،بل يتذكر أن هذه من نعم الله،و أن من شكرها أن يتواضع و أن يحقر نفسه،و ألا يتكبر على إخوانه و يترفع عليهم،فالتكبر يدعو إلى الظلم و الكذب،و عدم الإنصاف في القول و العمل،يرى نفسه فوق أخيه؛إما لمال و إما لجمال و إما لوظيفة و إما لنسب و إما لأشياء متوهمة،و لهذا قال صلى الله عليه و سلم: ((الكبر بطر الحق و غمط الناس))[6] يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر،و غمط الناس احتقار الناس،يراهم دونه و أنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام،أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك.
و إذا تذكر ضعفه و أنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين و أنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة،و أنه يأكل من هنا و يخرج من هنا،وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه،و أنه مسكين و لا يجوز له أن يتكبر.
....................
[1] رواه ابن ماجه في الزهد برقم 4176، وابن حبان في كتاب الحظر والإباحة رقم 5678، والإمام أحمد في مسنده.
[2] رواه مسلم في الإيمان برقم 131. واللفظ له، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 3600.
[3] رواه مسلم في الإيمان برقم 156، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 9837.
[4] رواه الترمذي في البر والصلة برقم 1941.
[5] رواه مسلم في البر والصلة برقم 4632، والترمذي في الزهد برقم 2311.
[6] رواه مسلم في الإيمان برقم 131 واللفظ له، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 3600.
....................
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
الموقع الرئيسي للشيخ.
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم .
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
...................
كيفية علاج الكبر واكتساب التواضع
تكاثرت النصوص الشرعية من الكتاب و السنة في الأمر بالتواضع للحق و الخلق، و الثناء على المتواضعين و ذكر ثوابهم العاجل، كما تكاثرت النصوص كالنهي عن الكبر و التكبر و التعاظم و بيان عقوبة المتكبرين..فبأي شيء يكون علاج الكبر و اكتساب التواضع؟
لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و (( من تواضع لله درجة رفعه الله درجة ))[1] و من تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية - قال رجل: (يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ونعلي حسناً أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس))[2] بطر الحق أي رد الحق، إذا خالف هواه رده، و غمط الناس أي احتقار الناس، فالناس في عينه دونه، يحتقرهم، يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته و إما لغناه و إما لوظيفته،و إما لأسباب أخرى يتخيلها،و قد يكون فقيراً،في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم و لا ينظر إليهم و لهم عذاب أليم: شيخ زان،و ملك كذاب،و عائل مستكبر))[3] عائل أي فقير و مع فقره يستكبر و يبتلى بالكبر، فالكبر يدعو إليه المال و الغنى، و مع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له و طبيعة له.
أما التواضع فهو لين الجانب، و حسن الخلق،و عدم الترفع على الناس،كما قال صلى الله عليه وسلم : (( إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ))[4]، ((البر حسن الخلق))[5] فليتذكر عظمة الله و يتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال،و أعطاه الوظيفة،و أعطاه الجاه و أعطاه الوجه الحسن، أو غير ذلك،يتذكر أن من شكر ذلك التواضع و عدم التكبر،لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك،بل يتذكر أن هذه من نعم الله،و أن من شكرها أن يتواضع و أن يحقر نفسه،و ألا يتكبر على إخوانه و يترفع عليهم،فالتكبر يدعو إلى الظلم و الكذب،و عدم الإنصاف في القول و العمل،يرى نفسه فوق أخيه؛إما لمال و إما لجمال و إما لوظيفة و إما لنسب و إما لأشياء متوهمة،و لهذا قال صلى الله عليه و سلم: ((الكبر بطر الحق و غمط الناس))[6] يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر،و غمط الناس احتقار الناس،يراهم دونه و أنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام،أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك.
و إذا تذكر ضعفه و أنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين و أنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة،و أنه يأكل من هنا و يخرج من هنا،وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه،و أنه مسكين و لا يجوز له أن يتكبر.
....................
[1] رواه ابن ماجه في الزهد برقم 4176، وابن حبان في كتاب الحظر والإباحة رقم 5678، والإمام أحمد في مسنده.
[2] رواه مسلم في الإيمان برقم 131. واللفظ له، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 3600.
[3] رواه مسلم في الإيمان برقم 156، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 9837.
[4] رواه الترمذي في البر والصلة برقم 1941.
[5] رواه مسلم في البر والصلة برقم 4632، والترمذي في الزهد برقم 2311.
[6] رواه مسلم في الإيمان برقم 131 واللفظ له، ورواه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 3600.
....................
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
الموقع الرئيسي للشيخ.
عدل سابقا من قبل In The Zone في الجمعة أبريل 27, 2012 1:21 pm عدل 1 مرات