جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    التفسير...المثل القرآني لتحقير معبودات الكافرين.

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    التفسير...المثل القرآني لتحقير معبودات الكافرين.  7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام التفسير...المثل القرآني لتحقير معبودات الكافرين.

    مُساهمة من طرف In The Zone الثلاثاء يناير 04, 2011 5:07 pm

    جعفر السبحاني.
    المثل القرآني لتحقير معبودات الكافرين

    .............
    قال سبحانه: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم و أما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به
    كثيراً و يهدي به كثيراً و ما يضل به إلا الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)البقرة/ 26-27.

    - تفسير الآيات:
    الحياء تغيّر و انكسار يعتري الانسان من تخوف ما يعاب به و يُذمّ،يقال: فلان يستحي أن يفعل كذا، أي أن نفسه تنقبض عن فعله.فعلى هذا فالحياء من مقولة الانفعال،فكيف يمكن نسبته إلى الله سبحانه مع أنه لا يجوز عليه التغير و الخوف و الذم؟
    الجواب: ان إسناد الحياء كإسناد الغضب و الرضا إلى الله سبحانه،فإنها جميعاً تسند إلى الله سبحانه متجردة عن آثار المادة،و يؤخذ بنتائجها،و قد اشتهر قولهم: (خذوا الغايات و اتركوا المبادئ) فالحياء يصد الانسان عن إبراز ما يضمره من الكلام،و الله سبحانه ينفي النتيجة،أي لا يمنعه شيء عن إبراز ما هو حق،قال سبحانه: (فإذا طعمتم فانتشروا و لا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم و الله لا يستحي من الحق) الأحزاب/ 53.
    و أما ضرب المثل فهو أن لاستخدام كلمة (ضرب المثل) في التمثيل بالأمثال وجوهاً:
    منها: أن ضرب المثل في الكلام يذكر لحال ما يناسبها،فيظهر من حسنها أو قبحها ما كان خفياً، و هو مأخوذ من ضرب الدراهم،و هو حدوث أثر خاص فيها،كأن ضرب المثل يقرع به أذن السامع قرعاً ينفذ أثره في قلبه،و لا يظهر التأثير في النفس بتحقير شيء و تقبيحه إلا بتشبيهه بما جرى العرف بتحقيره و نفور النفوس منه.
    البعوضة:حيوان حقير يشبه خرطومه خرطوم الفيل،أجوف و له قوة ماصة تسحب الدم،و قد منح الله سبحانه هذا الحيوان قوة هضم و دفع كما منحه أذناً و أجنحة تتناسب تماماً مع وضع معيشته،و تتمتع بحساسية فائقة،فهي تفر بمهارة عجيبة حين شعورها بالخطر،و هي مع صغرها و ضعفها يعجز عن دفعها كبار الحيوانات.
    و قد اكتشف علماء الحيوان مؤخراً ان البعوضة قادرة على تشخيص فريستها من مسافة تقرب عن 65 كيلومتراً.
    يقول الإمام جعفر بن محمد الصادق بشأن خلقة هذا الحيوان الصغير: (إنما ضرب الله المثل بالبعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره و زيادة عضوين آخرين،فأراد الله سبحانه أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه و عجيب صنعته).
    إلى هنا تم تفسير مفردات الآية،و ما تفسير الآية برمتها فقد نقل المفسرون في سبب نزولها وجهين:
    الأول: ان الله تعالى لما ضرب المثلين قبل هذه الآية للمنافقين،أعني قوله:
    (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً) و قوله: (أو كصيّب من السماء) قال المنافقون: الله أعلى و أجل من أن يضرب هذه الأمثال،فأنزل الله تعالى هذه الآية.
    الثاني: انه سبحانه لما ضرب المثل بالذباب و العنكبوت تكلم فيه قوم من المشركين و عابوا ذكره،فأنزل الله هذه الآية.
    و لا يخفى ضعف الوجه الأول،فإن المنافقين لم ينكروا ضرب المثل،و إنما أنكروا المثلين اللذين مثّل بهما سبحانه حال المنافقين،و عند ذلك لا يكون التمثيل بالبعوضة جواباً لرد استنكارهم،لأنهم أنكروا المثلين اللذين و ردا في حقهما،فلا يكون عدم استحيائه سبحانه من التمثيل بالبعوضة رداً على اعتراضهم.
    و أما الثاني،فقد ورد ضرب المثل بالذباب و العنكبوت في مكة المكرمة،لأن الأول ورد في سورة الحج و هي سورة مكية،و الآخر ورد في سورة العنكبوت و هي أيضاً كذلك.
    و هذه الآية نزلت في المدينة،فكيف تكون الآية النازلة في مهجر النبي (صلى الله عليه و على آله و سلم) جواباً على اعتراض المشركين في موطنه؟
    و على كل تقدير فالآية بصدد بيان أن الملاك في صحة التمثيل ليس ثقل ما مثّل به أو كبره،فلا التمثيل بالبعوضة عيب و لا التمثيل بالإبل و الفيل كمال،و إنما الكمال أن يكون المثل مبيناً لحقيقة و واقعة غفل عنها المخاطب من دون فرق بين كون الممثل صغيراً أو كبيراً.
    و بعبارة أخرى: إذا كان الغرض التأثير فالبلاغة تقضي بأن تضرب الأمثال لما يراد تحقيره بحقيرها و لما يراد التنفير بما اعتادت النفوس النفور منها،فالملاك هو كون المثل مفيداً لما يريد المتكلم تحقيقه،من غير فرق بين حقير الأشياء و كبيرها،و هو سبحانه يشير إلى ذلك المعنى بقوله: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة) (بل) فوقها في الصغر كالجراثيم التي لا ترى إلا بالمجهر،كما تقول: فلان لا يبالي أن يبخل بنصف درهم فما فوقه أي مما
    فوقه في القلة.
    و لو أريد ما فوقه في الكثرة يقول مكانه (فضلاً عن الدرهم و الدرهمين).
    فما في كلام بعض المستشرقين من أن الصحيح أن يقول (فما دونه) غير تام.
    للفرق بين قوله: (فما فوقه) و قوله (فضلاً) و الأول بقرينة المقام بمعنى فما فوقه في الصغر و الحقارة لا بمعنى (فضلاً).
    و ربما تفسر الآية بأنه لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها في الكبر،و لكن الأول هو الأوفق لمقصود المتكلم.كما يقال عند لوم المتجري: بأنك تقترف جريمة لأجل دينار بل فوقه،أي نصف دينار،و المراد من الفوقية هو الفوقية في الحقارة.
    و قد أورد الزمخشري على نفسه سؤالاً،و هو: كيف يضرب الله المثل لما دون البعوضة و هي في النهاية في الصغر؟ ثم أجاب: إن جناح البعوضة أقل منها و أصغر بدرجات،و قد ضربه رسول الله (صلى الله عليه و على آله و صحبه) مثلاً للدنيا،و في خلق الله حيوان أصغر منها و من جناحها ربما رأيت في تضاعيف الكتب العتيقة دويبة لا يكاد يجليها للبصر الحاد إلا تحركها فإذا سكنت، فالسكون يواريها،ثم إذا لوحت لها بيدك حادت عنها و تجنبت مضرتها،فسبحان مَن يدرك صورة تلك و أعضاءها الظاهرة و الباطنة،و تفاصيل خلقتها،و يبصر بصرها،و يطلع على ضميرها،و لعل في خلقه ما هو أصغر منها و أصغر سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض و من أنفسهم و مما لا يعلمون.
    و قال البيضاوي: لما كانت الآيات السابقة متضمنة لأنواع من التمثيل عقب ذلك ببيان حسنه، و ما هو الحق له و الشرط فيه،و هو أن يكون على وفق الممثل له من الجهة التي تعلق بها التمثيل في العظم و الصغر،و الخسة و الشرف،دون الممثل،فان التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعنى الممثل له، ورفع الحجاب عنه و إبرازه في صورة المشاهد المحسوس، ليساعد فيه الوهم العقل ويصالحه عليه،
    فان المعنى الصرف إنما يدركه العقل مع منازعة من الوهم،لأن من طبعه الميل إلى الحس و حب المحاكاة،و لذلك شاعت الأمثال في الكتب الإلهية و فشت في عبارات البلغاء،و إشارات الحكماء، فيمثل الحقير بالحقير كما يمثل العظيم بالعظيم،و إن كان المثل أعظم من كل عظيم،كما مثل في الإنجيل على الصدور بالنخالة،و القلوب القاسية،بالحصاة،و مخاطبة السفهاء،بإثارة الزنابير،
    و جاء في كلام العرب: أسمع من قراد،و أطيش من فراشة،و أعز من مخ البعوض.
    و ربما يتصور أن التمثيل بالأشياء الحقيرة الخسيسة لا يليق بكلام الفصحاء،و على هذا فالقرآن المشتمل على النمل و الذباب و العنكبوت و النحل لا يكون فصيحاً فضلاً عن كونه معجزاً.
    و أجاب عنه صدر المتألهين الشيرازي (المتوفى عام 1050هـ) بقوله: إن الحقارة لا تنافي التمثيل بها، إذا شرط في المثال أن يكون على وفق الممثل له من الجهة التي يستدعي التمثيل به كالعظم و الحقارة،و الشرف و الخساسة،لا على وفق مَن يوقع التمثيل و يضرب المثال لأن الغرض الأصلي منه إيضاح المعنى المعقول،و إزالة الخفاء عند إبرازه في صورة المشاهد الحسوس،ليساعد فيه الوهم العقل و لا يزاحمه،فان العقل الانساني ما دام تعلقه بهذه القوى الحسية لا يمكنه إدراك روح المعنى مجرداً عن مزاحمة الوهم و محاكاته،لأن من طبعه كالشياطين الدعابة في التخييل و عدم الثبات على صورة.
    و لذلك شاعت الأمثال في الكتب الإلهية،و فشت في عبارات الفصحاء من العرب و غيرهم،و كثرت في إشارات الحكماء و مرموزاتهم،و صحف الأوائل و مسفوراتهم،تتميماً للتخيل بالحس،فهناك يضاعف في التمثيل،حيث يمثل أولاً المعقول بالمتخيل،ثم يمثل المتخيل بالمرسوم المحسوس المهندس المشكل.
    ثم إنه سبحانه يذكر أن الناس أمام الأمثال على قسمين:
    المؤمنون: و هم الذين قال سبحانه في حقهم: (فأما الذين آمنوا فيعلمون انه
    الحق من ربهم).

    الكافرون: و هم الذين قال سبحانه في حقهم: (و أما الذين كفروا فيقولون ماذا
    أراد الله بهذا مثلاً).و الظاهر أن قولهم (أراد الله)
    كان على سبيل الاستهزاء بادعاء الرسول أن المثل وحي منزل من الله،و إلا فان الكافرين و المنافقين كانوا ينكرون الوحي أصلاً.
    و لا غرو في أن يكون شيء سبب الهداية لطائفة و سبب الضلال لطائفة أخرى،و ما هذا إلا لأجل اختلاف القابليات،فمن استعد لقبول الحق و الحقيقة فتصبح الآيات الإلهية سبب الهداية،و أما الطائفة الأخرى المعاندون الذين صمّوا مسامعهم عن سماع كلمة الحق و آياته فينكرون الآيات و يكفرون بذلك.ثم إن الظاهر أن قوله سبحانه: (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً و ما يضل به
    إلا الفاسقين) من كلامه سبحانه،و لا صلة له بكلام المنكرين،بل تم كلامه بقوله: (بها مثلاً) و هو ان الأمثال تؤثر في قوم دون قوم.
    ثم إنه يعلل إضلال غير المؤمنين بفسقهم و يقول: (و ما يضل به إلا الفاسقين)،و الفسق: عبارة عن خروج النواة من التمر،و في الاصطلاح: مَن خرج عن طاعة الله،سواء أكان مسلماً متجرياً أو كافراً فاسقاً.
    و قد أطنب المفسرون الكلام في مفاد الجملة الأخيرة أعني: (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً) فربما يتوهم أن الآية بصدد الاشارة إلى الخبر،فحاولوا تفسير الآية بشكل يتلاءم مع الاختيار،و قد عرفت أن الحق هو أن الآية بصدد بيان أن المواعظ الشافية و الكلمات الحِكَمية لها تأثير معاكس فيؤثر في
    القلوب المستعدة تأثيراً إيجابياً و في العقول المنتكسة تأثيراً سلبياً.
    هذا هو تفسير الآية.
    و ربما يحتمل أن الآية ليست بصدد بيان ضرب المثل بالبعوضة كضربه بالعنكبوت و الذباب،بل الآية خارجة عن نطاق ضرب المثل بالمعنى المصطلح،و إنما الآية بصدد بيان قدرته و عظمته و صفاته الجمالية و الجلالية،و الآية بصدد بيان أن الله سبحانه لا يستحيي أن يستدل على قدرته و كماله و جماله بخلق من مخلوقاته سواء أكان كبيراً و عظيماً كالسماوات و الأرض،أو صغيراً و حقيراً كالبعوضة
    و الذباب،فمعنى ضرب المثل هو وصفه سبحانه بصفات الجلال أو الكمال.
    و يدل على ذلك أنه سبحانه استدل على جلاله و كماله بخلق السماوات و الأرض و قال: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون *الذي جعل لكم الأرض فراشاً و السماء بناء و أنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً و أنتم تعلمون) البقرة/ 21-22.
    يلاحظ على تلك النظرية بأمرين:
    أولاً: لو كان المراد من ضرب المثل وصفه سبحانه بالقدرة العظيمة لكان اللازم أن يأتي بالآية بعد هاتين الآيتين مع أنه فصل بينهما بآيات ثلاث تركز على إعجاز القرآن و التحدي به،ثم التركيز على الجنة و ثمارها كما هو معلوم لمن راجع المصحف الكريم.
    و ثانياً: ان القرآن يفسر بعضه بعضاً،فقد جاء قوله: (فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم) في سورة الرعد بعد تشبيه الحق و الباطل بمثل رائع،قال سبحانه: (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها..) إلى أن قال: (كذلك يضرب الله الأمثال) ثم قال: (أفمن يعلم إنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب * الذين يوفون بعهد اله و لا ينقضون الميثاق) الرعد/ 17-20.
    تجد ان الآيات في سورتي البقرة و الرعد كسبيكة واحدة يفسر بعضها البعض.ففي سورة البقرة ذكر ضرب المثل بالبعوضة،كما ضرب في سورة الرعد مثلاً للحق و الباطل.
    ففي سورة البقرة قال سبحانه: (و أما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم).و في سورة الرعد قال سبحانه: (أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو
    أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب).و في سورة البقرة قال: (و ما يضل به إلا الفاسقين)،و فسّره بقوله: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه..) الخ.
    و في سورة الرعد،فسّر أولي الألباب بقوله: (الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق) الرعد/ 20.
    فبمقارنة هذه الآيات يعلم أن المراد من ضرب المثل هو المعنى المعروف أي التمثيل بالبعوضة لتحقير معبوداتهم أو ما يشبه ذلك.
    نعم،ما نقلناه عن الإمام الصادق ربما يؤيد ذلك الوجه كما مرّ،فتدبّر.
    ........
    *المصدر : الامثال في القران الكريم.
    موقع البلاغ.
    الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي كاتبها فقط.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس أكتوبر 31, 2024 11:57 pm