العكازة..بقلم جاسم محمد صالح.
أقصوصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
...................
لم يستمع أحمد إلى نصائح أمه حينما كانت تمنعه من الجري بسرعة في الطريق، ولم يفهم وقتها أنها كانت تخاف عليه.. وذات يوم خرج أحمد من البيت دون علم أمه وبدأ يلعب الكرة في الشارع.. وصادف أن تدحرجت الكرة إلى وسط الشارع البعيد عنه.. ولما كان أحمد يملك ساقين قويتين فإنه أسرع نحوها مثل الطير وأثناء ركضه داس على قشرة موز رميت خطأً في الشارع، بدلا من مكان جمع الأوساخ، فسقط على الأرض بقوة وكسرت رجله.
اضطر أحمد إلى استعمال العكازة في ذهابه إلى المدرسة ورجوعه منها..لكنه كان لا يحب منظرها، فهو يكره العكازة الخشبية كثيرا، وكان يحاول أكثر من مرة أن يكسرها حتى يتخلص منها.. وفعلا جرب كسرها أكثر من مرة، لكن خشبها كان قويا وتحمل كل الضربات القوية..
وكانت العكازة تتألم كثيرا من عمل أحمد، لكنها كانت تحب أحمد وتريد أن تساعده حتى يشفى، وبعدها تودعه وتذهب لتساعد طفلا آخر يحتاج إلى مساعدتها، فهي تعرف أن أحمد لا يستطيع السير بدونها، لهذا فإنها تحملت كل نظرات الغضب والاحتقار التي كان يوجهها إليها وكانت تقول له بهدوء:
- إنني أساعدك يا أحمد..و سأبقى معك الى أن تشفى ساقك..
وحينها سأجلب لك هدية جميلة وأرحل.
لم يفهم أحمد شيئا مما قالته له العكازة.. وقرر أن يرميها في ساقية قريبة من البيت أثناء عودته من المدرسة ويقول لأمه إنه فقدها من دون أن يعلم.. وبهذه الطريقة يتخلص منها وإلى الأبد، لكنه وقبل أن يرميها في الساقية سمع صراخا عاليا وشاهد أطفالا يتراكضون نحو الساقية التي سقطت فيها طفلة صغيرة.
وقف الجميع مذهولين أمام الساقية.. لا يعرفون ماذا يفعلون؟ فهم يريدون أن يساعدوا الطفلة لكنهم لا يقدرون.
اقترب أحمد من الساقية بسرعة وبدلا من أن يرمي العكازة فيها فإنه مدها إلى يد الطفلة الصغيرة قائلا لها:
- تمسكي بها بقوة..سأسحبك بهدوء..تمسكي بها
تمكن أحمد من سحب الطفلة وإنقاذها من الغرق في مياه الساقية، وخرجت الطفلة سالمة، ففرحت العكازة كثيرا حينما ساهمت في إنقاذ الطفلة، ومنذ ذلك اليوم لم يفكر أحمد في التخلص من العكازة إلى أن يشفى، وأصبحت من أعز أصدقائه.
نبيل شبيب
م.القلم
أقصوصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
...................
لم يستمع أحمد إلى نصائح أمه حينما كانت تمنعه من الجري بسرعة في الطريق، ولم يفهم وقتها أنها كانت تخاف عليه.. وذات يوم خرج أحمد من البيت دون علم أمه وبدأ يلعب الكرة في الشارع.. وصادف أن تدحرجت الكرة إلى وسط الشارع البعيد عنه.. ولما كان أحمد يملك ساقين قويتين فإنه أسرع نحوها مثل الطير وأثناء ركضه داس على قشرة موز رميت خطأً في الشارع، بدلا من مكان جمع الأوساخ، فسقط على الأرض بقوة وكسرت رجله.
اضطر أحمد إلى استعمال العكازة في ذهابه إلى المدرسة ورجوعه منها..لكنه كان لا يحب منظرها، فهو يكره العكازة الخشبية كثيرا، وكان يحاول أكثر من مرة أن يكسرها حتى يتخلص منها.. وفعلا جرب كسرها أكثر من مرة، لكن خشبها كان قويا وتحمل كل الضربات القوية..
وكانت العكازة تتألم كثيرا من عمل أحمد، لكنها كانت تحب أحمد وتريد أن تساعده حتى يشفى، وبعدها تودعه وتذهب لتساعد طفلا آخر يحتاج إلى مساعدتها، فهي تعرف أن أحمد لا يستطيع السير بدونها، لهذا فإنها تحملت كل نظرات الغضب والاحتقار التي كان يوجهها إليها وكانت تقول له بهدوء:
- إنني أساعدك يا أحمد..و سأبقى معك الى أن تشفى ساقك..
وحينها سأجلب لك هدية جميلة وأرحل.
لم يفهم أحمد شيئا مما قالته له العكازة.. وقرر أن يرميها في ساقية قريبة من البيت أثناء عودته من المدرسة ويقول لأمه إنه فقدها من دون أن يعلم.. وبهذه الطريقة يتخلص منها وإلى الأبد، لكنه وقبل أن يرميها في الساقية سمع صراخا عاليا وشاهد أطفالا يتراكضون نحو الساقية التي سقطت فيها طفلة صغيرة.
وقف الجميع مذهولين أمام الساقية.. لا يعرفون ماذا يفعلون؟ فهم يريدون أن يساعدوا الطفلة لكنهم لا يقدرون.
اقترب أحمد من الساقية بسرعة وبدلا من أن يرمي العكازة فيها فإنه مدها إلى يد الطفلة الصغيرة قائلا لها:
- تمسكي بها بقوة..سأسحبك بهدوء..تمسكي بها
تمكن أحمد من سحب الطفلة وإنقاذها من الغرق في مياه الساقية، وخرجت الطفلة سالمة، ففرحت العكازة كثيرا حينما ساهمت في إنقاذ الطفلة، ومنذ ذلك اليوم لم يفكر أحمد في التخلص من العكازة إلى أن يشفى، وأصبحت من أعز أصدقائه.
نبيل شبيب
م.القلم