جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جـوهـرة الـونشريس

جوهرة الونشريس،،حيث يلتقي الحلم بالواقع،،
هنـا ستكـون سمـائي..سأتوسد الغيم..و أتلذذ بارتعاشاتي تحت المطــر..و أراقب العـالم بصخبه و سكونه و حزنه و سعـادته..
هنـا سأسكب مشاعري بجنون..هذيانا..و صورا..و حتى نغمــات..

جـوهـرة الـونشريس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جـوهـرة الـونشريس

حـيث يلتـقي الـحلم بالـواقع


    ●|▓[ كبرياء بعوضة..بقلم محمد البحيري.بعوضة صمّمت على الانتقام.. ]▓|●

    In The Zone
    In The Zone
    Admin
    Admin


    ●|▓[ كبرياء بعوضة..بقلم محمد البحيري.بعوضة صمّمت على الانتقام.. ]▓|●   7e99cbc882b2aa88afb53997d7f58ce04g
    عدد المساهمات : 4732
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010
    الموقع : الأردن

    هام ●|▓[ كبرياء بعوضة..بقلم محمد البحيري.بعوضة صمّمت على الانتقام.. ]▓|●

    مُساهمة من طرف In The Zone الأربعاء مارس 02, 2011 11:50 am

    كبرياء بعوضة..بقلم محمد البحيري.
    بعوضة صمّمت على الانتقام.

    ..................
    كلمات معبّرة عن واقع قائم، بقلم محمد البحيري نقل عن موقعه قبيل اندلاع حرب احتلال العراق، و نشر في مداد القلم في إصداراته السابقة، ولا تزال هذه الكلمات تعبّر عن "واقع قائم" أو "متبدّل" إلى أسوأ ممّا كان عليه.
    ...................
    "الساخط هو الذي لا تعجبه كلّ الأوضاع، ولكن ليس عنده أيّ برنامج"..وجدت نفسي أردّد هذه العبارة بعد وجبة دسمة من حقن العار، التي تمّ حقني بها وأنا أتجوّل خلف آخر أخبار "السعار الأمريكي" الذي يوشك أن تسقط بغداد ضحيّة له، وأصابتني حالة من الملل الممل.. وبعد محاولات عدّة للهروب من ذلك الشعور المزدوج (العار والملل)..
    انتهت جميعها بالفشل الذريع، طرأ في بالي فكرة التوجه إلى مكتبتي الشخصية، لعلّي أجد فيها كتابا يخلّصني مما أنا فيه، ولو بطريقة التخدير الجزئي..
    وإمعانا في نجاح تلك المحاولة، قررت احتساء كوب من الشاي الساخن الذي يبدو لطيفا في ليالي مثل هذا الشتاء البارد، ولكنّي تذكرت أن زوجتي قد نامت منذ أكثر من أربع ساعات، وبالتالي يتوجّب عليّ أن أقوم بذلك بنفسي، وما الضير في ذلك، إنها حقّاً تجربة مثيرة أن أصنع لنفسي كوبا من الشاي لأول مرّة منذ زواجي الذي بلغ عمره الآن تسع سنوات!.. ودبّ في جسدي حماس غريب لإنجاز تلك المهمة المثيرة، وبالفعل توجّهت إلى المطبخ لصنع كوب من الشاي، تمهيدا لخلوتي مع كتبي التي تشتكي بين الحين والآخر من طول غيابي عنها.
    وكم كانت سعادتي وقد نجحت في إنجاز المهمّة، ها هو كوب من الشاي الساخن أحمله بكلتا يدي طلبا للتدفئة، وتوجّهت مسرعا إلى غرفة مكتبي في شوق عارم، لاحتضان كتبي وطلب الصفح والتصفح منها، ووضعت الكوب جانبا وأنا أتجوّل بعينيّ بين عناوين الكتب لاختيار أحدها، حتى يكون جليسا وأنيسا وونيسا لي في تلك الليلة. وبينما كنت أفعل ذلك لمحت بعوضة صغيرة تقف ساكنة تماما، وكأنها غارقة في بحر من النوم العميق، على كتاب يحمل عنوان "العار الصهيوني"، من تأليف "كافرو دو مارس".. كان بإمكاني القضاء على تلك البعوضة بسهولة تامة، ولكني لم أفعل لسببين، الأول أني خشيت أن يتلوّث غلاف الكتاب بدمائها، والثاني أنّي آثرت المرح معها قليلا، فقد تخيّلت مدى الانزعاج الذي ستستشعره عندما تستيقظ وتجد أنها كانت على وشك الموت، فلطمتها بأصبعي مستهترا، ساخراً منها، وكم كانت دهشتي وأنا أرى البعوضة تسقط أمامي على الأرض، وكأنّها طائرة تهوي بعد احتراق محركها!..
    فصرفت نظري عنها اعتقادا مني بأنها قد ماتت، ومددت يدي لالتقاط ذلك "العار الصهيوني" الذي اختارته البعوضة لتقف عليه، ومددت يدي إلى كوب الشاي لارتشف رشفة منه وأنا أتصفح ذلك الكتاب، وإذا بي أجد أن البعوضة قد نهضت من سقطتها، وطارت في اتجاهي حتى تزعجني بقصد الانتقام عما فعلته معها، فلطمتها دون أن أقتلها، وعاودت الكرة معي، فلطمتها ثانية وثالثة!.. فانصرفت البعوضة، واعتقدت أن اليأس قد تملّكها، وأنها أنحت فكرة الانتقام مني جانبا، مكتفية بأنّي لم أقتلها وأنّها ما زالت على قيد الحياة، بعد أن واجهت شبح الموت أكثر من مرّة، وقد رأيت في سلوكها هذا أمرا عاديا ومنطقيا، فقد آثرت البعوضة الحياة على الموت، مثل كثير من البشر، فقط لمجرد الحياة، لا أكثر! ..
    أخذت اتصفح الكتاب بتركيز كبير، وبينما كنت أرفع كوب الشاي إلى فمي لارتشف منه رشفة أخرى، إذا بي أفاجأ بذات البعوضة، تطير مسرعة لتلقي بنفسها في كوب الشاي الساخن الذي كاد أن يلمس شفتيّ، لتلقى البعوضة المسكينة مصرعها في الحال وتموت، فطرحت الكوب جانبا على المكتب، وقد اختلطت مشاعر الغضب والدهشة على قسمات وجهي، بينما اتأمل جثة البعوضة طافية على سطح الشاي.. لقد كنت مخطئاً إذن عندما اعتقدت أنّ اليأس قد أصاب البعوضة في مقتل وأنّها انسحبت من مواجهتي لتنعم بالحياة، بينما الحقيقة هي أن البعوضة صمّمت على الانتقام مني، حتى لو كلّفها ذلك حياتها، فقد آثرت أن تموت بكرامتها وكبريائها في سبيل الانتقام مني بعد أن قمت بإهانتها واستحقار شأنها، على أن تعيش ذليلة مهانة.. بينما أنا كذلك فوجئت بالمسجد المجاور لمنزلي وقد بدأ طقوس الاستعداد لأذان صلاة الفجر، وقد ارتفع مكبّر الصوت ناقلا صوت أحد المقرئين وهو يتلو قوله تعالى:
    {إنّ اللهَ لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها، فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنّه الحقّ من ربّهم، وأمّا الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا، يضلّ به كثيرا ويهدي به كثيرا، وما يضلّ به إلاّ الفاسقين}.
    اعتبرتها صدفة وحاولت تناسي الامر، فقمت بتشغيل التلفاز على محطة عربية فضائية، فإذا بالمذيع ينقل عن مسؤول أمريكي قوله إن إحدى عشرة دولة عربية عبّرت للإدارة الأمريكية عن موافقتها على ضرب العراق!!!

    محمد البحيري

    ●|▓[ كبرياء بعوضة..بقلم محمد البحيري.بعوضة صمّمت على الانتقام.. ]▓|●   Hosting-b8009da9e9
    ●|▓[ كبرياء بعوضة..بقلم محمد البحيري.بعوضة صمّمت على الانتقام.. ]▓|●   Ss-6

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 8:58 pm