اللغة العربية...لغة التواصل الحضاري.
محمد الأوراغي.
..............................
تحوَّلت العربية إلى لغة حضارية،و لم تبق لغة قومية منذ أن اختارها الله – عزّ و جلّ – وعاءً لكلامه،و أداةً لتبليغ رسالته إلى الخلق.بهذا الإختيار صارت العربيةُ تتبع الإسلام في الإنتشار،مَن دخل في دين الإسلام تعلَّم لغةَ الرسول (صلى الله عليه و سلم).
لأنّ قسماً كبيراً من العبادة لا يؤدي بغير العربية،و لأنّه لا سبيل إلى معرفة شرع الله،كما نصَّ عليه القرآنُ الكريم و الحديثُ الشريف،بغير معرفة اللغة العربية.
و عليه فما كان وسيلةً إلى معرفةٍ واجبةٍ فمعرفتُهُ لذاته في حكم الواجب.
و بالعربية دَوَّنَ المسلمون حضارة القرآن،و هي،بلا شكٍّ،أعظمُ حضارةٍ في عصرها،و منطلقُ الإنسان المعاصر في بناء حضارته الحالية.
بالعربية يستمرُّ تواصلُ الأجيال،و يتأتى للخَلَف الإستفادة من ثقافة السلف،و يزيد عليها من أجل تنمية حصيلته العلمية و تطوير قدراته العملية.
و بغير العربية ينقطع التواصلُ الحضاري،فلا فكرُ السلف في شتى الحقول المعرفية يبقى حيّاً،و كأن بأصحاب حضارة القرآن ما أبدعوا في الآداب و الفلسفة و علم الكلام،و لا كانت لهم الريادة في الرياضيات و علم الفلك و الجغرافيا و مناهج العلوم و فلسفتها،و لا برعوا في العلوم الإنسانية كاللسانيات و الإجتماعيات و الشرعيات و علم التاريخ.
و لا شاركوا بالإبتكار و تصحيح أخطاء المتقدمين في الكيمياء و الفيزياء و المكانيك و البصريات و الطبِّ و علم التشريح و الصيدلة و الجغرافيا الفلكية،و علوم النبات و المعادن و المتحجرات و فنون الصناعات و العمارة،و نحو ذلك من فروع المعرفة المحفوظة باللغة العربية في أضخم مكتبة عرفها التاريخ البشري إلى ما قبل العصر الحديث.
و بغير العربية سوف يختفي أضخم تراث بشري.و ينقطع العملُ بحضارة القرآن، و هو مطلَبُ يعمل من أجله الكثيرُ و لنيله تُسخَّر كاقَةُ الوسائل،و أنجعُها تجنيدُ قطعان من المتمسلمة للإجهاز من الداخل على حضارة القرآن.
و إذا انقرضت العربية انقطع الناطقون بها عن حضارة القرآن،و تشتَّتوا بالتشيُّع في سائر الأُمم.
........
المصدر: كتاب لسان حضارة القرآن.
موقع البلاغ.
محمد الأوراغي.
..............................
تحوَّلت العربية إلى لغة حضارية،و لم تبق لغة قومية منذ أن اختارها الله – عزّ و جلّ – وعاءً لكلامه،و أداةً لتبليغ رسالته إلى الخلق.بهذا الإختيار صارت العربيةُ تتبع الإسلام في الإنتشار،مَن دخل في دين الإسلام تعلَّم لغةَ الرسول (صلى الله عليه و سلم).
لأنّ قسماً كبيراً من العبادة لا يؤدي بغير العربية،و لأنّه لا سبيل إلى معرفة شرع الله،كما نصَّ عليه القرآنُ الكريم و الحديثُ الشريف،بغير معرفة اللغة العربية.
و عليه فما كان وسيلةً إلى معرفةٍ واجبةٍ فمعرفتُهُ لذاته في حكم الواجب.
و بالعربية دَوَّنَ المسلمون حضارة القرآن،و هي،بلا شكٍّ،أعظمُ حضارةٍ في عصرها،و منطلقُ الإنسان المعاصر في بناء حضارته الحالية.
بالعربية يستمرُّ تواصلُ الأجيال،و يتأتى للخَلَف الإستفادة من ثقافة السلف،و يزيد عليها من أجل تنمية حصيلته العلمية و تطوير قدراته العملية.
و بغير العربية ينقطع التواصلُ الحضاري،فلا فكرُ السلف في شتى الحقول المعرفية يبقى حيّاً،و كأن بأصحاب حضارة القرآن ما أبدعوا في الآداب و الفلسفة و علم الكلام،و لا كانت لهم الريادة في الرياضيات و علم الفلك و الجغرافيا و مناهج العلوم و فلسفتها،و لا برعوا في العلوم الإنسانية كاللسانيات و الإجتماعيات و الشرعيات و علم التاريخ.
و لا شاركوا بالإبتكار و تصحيح أخطاء المتقدمين في الكيمياء و الفيزياء و المكانيك و البصريات و الطبِّ و علم التشريح و الصيدلة و الجغرافيا الفلكية،و علوم النبات و المعادن و المتحجرات و فنون الصناعات و العمارة،و نحو ذلك من فروع المعرفة المحفوظة باللغة العربية في أضخم مكتبة عرفها التاريخ البشري إلى ما قبل العصر الحديث.
و بغير العربية سوف يختفي أضخم تراث بشري.و ينقطع العملُ بحضارة القرآن، و هو مطلَبُ يعمل من أجله الكثيرُ و لنيله تُسخَّر كاقَةُ الوسائل،و أنجعُها تجنيدُ قطعان من المتمسلمة للإجهاز من الداخل على حضارة القرآن.
و إذا انقرضت العربية انقطع الناطقون بها عن حضارة القرآن،و تشتَّتوا بالتشيُّع في سائر الأُمم.
........
المصدر: كتاب لسان حضارة القرآن.
موقع البلاغ.