ثمرات العفاف ونتائجه.
...................
* أ. حميدة عامري (باحثة في قضايا المرأة)/ ترجمة محمد تقي.
1- تماسك الأسرة وتلاحمها:
الأسرة أصغر بناء إجتماعي في المجتمع وأهمّه، وهي مركز ثقل المحبة والأمل وتحقيق الأماني والآمال الحلوة الجميلة للبنين والبنات، وكلما كان إرتباط الزوجين أقوى وأعمق كان إنسجامها وتماسكها أقوى وأحكم.
بإشاعة العفة والحجاب في المجتمع تنحصر الروابط والعلاقات الجنسية في إطار الأسرة وحدودها، وعندها تراعى حركة كلّ من المرأة والرجل، لاسيما خارج المنزل، وبالتالي سيرغب الشباب في تشكيل الأسرة وبنائها، وستكون هذه الأسر أحكم بناء وأكثر ثباتاً.
وأمّا إذا ساد التبرّج وكشف محاسن المرأة وزينتها في المجتمع، فسوف تضعف وتتفكّك العلاقات الزوجية بين المرأة والرجل، وتأخذ الحريات السلبية طريقها بإزدياد، وتتزايد الأفكار المنحرفة شيوعاً وضراوة، وبالتالي ستؤول العلاقات الأسرية الحميمة إلى البرود والجمود، وتحلّ النفرة والبغضاء مكان المحبّة والمودّة، وعندها يتهاوى ويتداعى أوّل وأهم مركز للتربية وغرس المحبة والعاطفة والإستقامة في الأطفال، وبالتالي ستزداد نسب الطلاق والفواحش.
لا شك أنّ بناء الأسرة سيزداد تماسكاً وإزدهاراً وتسامياً نتيجة الدفاع عن حرمة الحجاب والعفاف، كالمصباح يضيء عندما تكون أجزاؤه سالمة، وبعكس ذلك سيؤول الوضع إلى الظلام وقد يتسبب من جرّاء ذلك الحريق أيضاً.
ومثل المرأة والرجل في الأسرة كسلكي كهرباء، سالب وموجب. إن تعاونا فيما بينهما ونسقا أمرهما أضاءا مصباح الأسرة، فيجب أن يجعلا العفاف والثقة المتبادلة ركناً أساسياً في هذا الإقتران، وإلاّ فسيتضاءل نور هذا المصباح ويلتهب بنار الشهوة والأهواء، ويستحيل إلى دخان ورماد.
2- السكينة الروحية:
إنّ الحجاب حصن يحول غالباً دون ثورة الجنس وهيجانه، وعدم إستقرار الروح، وإنعدام الحدود وذوبان الحرمات بين المرأة والرجل، وإشاعة العلاقات المنحرفة الخاوية وترويجها، وتزايد الميوعة والتحلّل الأخلاقي.
وبدون الحجاب تتحوّل الجاذبة الجنسية وطلب الشهوة إلى عطش روحي لا يمكن إشباعه، وبما أنّ إشباع الغريزة في جميع الموارد غير ممكن، ويقترن دائماً بالشعور بنوع من الحرمان، لذا سيسبب إختلالات روحية وتزلزلاً عاطفياً في أعماق الفرد.
وقد حرص الإسلام على توجيه هذه الثورات العاطفية والهيجانات الجنسية وتحديدها عن طريق غض البصر، وعدم الخضوع بالقول، وفرض الحجاب، ورعاية العفاف، وبهذا أهدى للفرد إستقراره الروحي وهدوءه النفسي.
3- سلامة المجتمع:
إنّ تواجد النساء والرجال النافع في المجتمع – دون إثارة جنسية – يجعله محكم البناء راسخ الأسس، وإنّ مراعاة العفّة في محيط الدراسة والعمل والإدارة والسوق و...يوفر الأرضية المناسبة لسلامة المجتمع وتقدّمه ورقيّه، أمّا إذا لم يرع العفاف ولم تحفظ الحرمات وشاع الفساد في المجتمع فقد توفرت دواعي سقوطه وفنائه.
يقول منتسكيو في هذا المجال: "اختفاء العفة في الحركة الديمقراطية يسبب أعظم المصائب والمفاسد بحيث ينهدم أساس الحكومة".
وقد أثبت التاريخ البشري سواء في المجتمع الإسلامي أو في المجتمعات اللاإسلامية هذا الأمر بوضوح، فقد اعترف المارشال بتن القائد العسكري الفرنسي في خطابه قائلاً: "من أهم أسباب اندحار فرنسا في الحرب أمام ألمانيا الغرق في دوامة الشهوات والإبتلاء بالكسل والإباحية".
وأشار إلى ذلك الدكتور غوستاف لوبون العالم الفرنسي الشهير حول هزيمة المسلمين في الأندلس، قائلاً: "حكم المسلمون في إسبانيا حوالي 800 عام، فكانت طوال هذه الفترة مهداً للعلم والمدنية، إلى أن قام الأعداء بنشر الفساد وترويج المشروبات الكحولية وإشاعة الإباحية، وعندها انتصروا على الدولة الإسلامية، وأجبروا المسلمين – بالقوة – على اعتناق الدين المسيحي، ثمّ أقاموا محاكم تفتيش العقائد، وأمروا بحرق معتنقي الدين المسيحي الجدد بحجّة أنهم لم يعتنقوا الدين المسيحي حقيقةً، وأجبروا الباقين على الهجرة من تلك البلاد".
وينقل لنا القرآن الكريم ما جرى على كثير من الأُمم التي فسدت فهلكت، ففي سورة العنكبوت يذكر لنا هلاك قوم لوط وقوم عاد وقوم ثمود وفرعون وهامان وقارون، فقال عزّ من قائل: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت/ 40). هذه هي نتيجة المجتمعات المنحرفة الغارقة في دوّامة الفساد.
4- حفظ الجمال والنضارة:
نظراً للهدوء الروحي الذي تحظى به المرأة عند مراعاتها العفّة والحجاب فسيكون جمالها أكثر بهاء وطراوتها أكثر بقاء،
أمّا إستعمال مواد التجميل والماكياج الحديثة، فنظراً لعدم الإطلاع على نوع وكيفية ومواد صنعها، ففي كثير من الموارد تضرّ بصحة الجلد والشعر وسائر الأعضاء، وتسبب مشاكل عديدة للنساء.
5- تركيز الحواس:
إنّ رعاية العفة والحجاب يوجّه إمتيازات المرأة من الزينة والجمال الظاهريين إلى وجهة صحيحة، يقلّل من إنحراف الفكر والذهن المتأثّر بوسوسة الشيطان، وبالتالي تتجه الحواس والفكر معاً إلى قيمها الحقيقة في طلب الكمال، ويتّخذ الفرد طريقه – بحرِّية – إلى نيل العلم والفنّ والأدب والأخلاق، فتزدهر الإستعدادات والإبداعات، ويتاح المجال له كي يفكّر بشكل صحيح ويخطّط لمصيره ومصير أسرته ومجتمعه، وبالتالي، فالمجتمع الذي يعيش أفراده بهذا النمط من الحياة سيتسلق سلم المدنية والرقي بسرعة.
6- الصحة والسلامة البدنية:
إنّ العفاف لينفي أرضية الفساد والإنحراف اللذين يوجدان ويسببان نمو وإنتشار الكثير من الأمراض والأخطار الجسمية، وبالتالي يؤدِّي – العفاف – دوره في سلامة أفراد المجتمع الجسمية.
وبعكسه الإنحرافات الجنسية، فهي تسبّب إستفحال الكثير من الأمراض الجلدية والتناسلية كالسفلس والإيدز و... فقد اكتشف مرض الإيدز – لأوّل مرّة – عام 1981م عند ممارسي اللواط، واعلن بعد 13 عاماً أنّه أصبح مرضاً شائعاً في جميع نقاط العالم، وفي تزايد وإنتشار مستمرين لحظة بعد لحظة.
ومن أهم طرق إنتقال هذا المرض العلاقات الجنسية اللامشروعة، وأفضل طريق للحدّ من هذا المرض وتقليله والوقاية منه هو مراعاة العلاقات الجنسية ورعاية أحكام وتعاليم الإسلام.
7- طهارة الأرحام ونقاوة الجيل الإنساني:
إنّ الإلتزام بالعفاف ورعايته يجعل الأرحام طاهرةً والأجيال معلومة الأصل.
يجب أن يحسّ الطفل بأنّ له قيّماً وحامياً، وأنّ له شخصية وعزّة وكرامة، وأنّه ليس موجوداً مهملاً لا قيّم له، أو أنّه جاء نتيجة حبّ آثم ولذة دنسة آنيّة.
لقد أعارت تعاليم الإسلام السامية أهمية كبيرة للحفاظ على طهارة الرحم ودوره في سلامة الفرد والأسرة والمجتمع، حتى عدَت الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة مسألتين أساسيتين في التأثير على مسيرة الإنسان والمجتمع، وأعظم أفراد البشرية هم ممن ترعرع في أحضان عفيفة.
وهناك مفاسد كثيرة تحدث بسبب إيجاد طفل غير شرعي، من أهمّها عدم تقبّل مسؤولية تربيته، وإذا فرضنا أنّه تقبل قيمومته فإنّ القيّم لا يحسّ بتعلّق الطفل به، وبعبارة أخرى: إنّ حب الذات يجعل الإنسان متعلّقاً بالمسائل التي تعنيه وكذلك بذويه أكثر، فعند علمه أنّ الطفل "ولده" تثار أحاسيسه وحبّه وعاطفته نحو بشكل كامل وطبيعي، مما يدفعه للحرص – بعزم وتصميم راسخين – على حفظه والإهتمام به والسهر على تربيته، أمّا إذا كان الإنجاب عن طريقٍ غير مشروع فسيواجه بعدم قبول مسؤوليته، وخلوّ علاقته به من المحبة والعاطفة، وهذا ما ينتج عنه مفاسد وأضرار وإختلالات إجتماعية كثيرة.
المصدر: كتاب المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر (قضايا وإشكاليات).
..........
موقع البلاغ.
...................
* أ. حميدة عامري (باحثة في قضايا المرأة)/ ترجمة محمد تقي.
1- تماسك الأسرة وتلاحمها:
الأسرة أصغر بناء إجتماعي في المجتمع وأهمّه، وهي مركز ثقل المحبة والأمل وتحقيق الأماني والآمال الحلوة الجميلة للبنين والبنات، وكلما كان إرتباط الزوجين أقوى وأعمق كان إنسجامها وتماسكها أقوى وأحكم.
بإشاعة العفة والحجاب في المجتمع تنحصر الروابط والعلاقات الجنسية في إطار الأسرة وحدودها، وعندها تراعى حركة كلّ من المرأة والرجل، لاسيما خارج المنزل، وبالتالي سيرغب الشباب في تشكيل الأسرة وبنائها، وستكون هذه الأسر أحكم بناء وأكثر ثباتاً.
وأمّا إذا ساد التبرّج وكشف محاسن المرأة وزينتها في المجتمع، فسوف تضعف وتتفكّك العلاقات الزوجية بين المرأة والرجل، وتأخذ الحريات السلبية طريقها بإزدياد، وتتزايد الأفكار المنحرفة شيوعاً وضراوة، وبالتالي ستؤول العلاقات الأسرية الحميمة إلى البرود والجمود، وتحلّ النفرة والبغضاء مكان المحبّة والمودّة، وعندها يتهاوى ويتداعى أوّل وأهم مركز للتربية وغرس المحبة والعاطفة والإستقامة في الأطفال، وبالتالي ستزداد نسب الطلاق والفواحش.
لا شك أنّ بناء الأسرة سيزداد تماسكاً وإزدهاراً وتسامياً نتيجة الدفاع عن حرمة الحجاب والعفاف، كالمصباح يضيء عندما تكون أجزاؤه سالمة، وبعكس ذلك سيؤول الوضع إلى الظلام وقد يتسبب من جرّاء ذلك الحريق أيضاً.
ومثل المرأة والرجل في الأسرة كسلكي كهرباء، سالب وموجب. إن تعاونا فيما بينهما ونسقا أمرهما أضاءا مصباح الأسرة، فيجب أن يجعلا العفاف والثقة المتبادلة ركناً أساسياً في هذا الإقتران، وإلاّ فسيتضاءل نور هذا المصباح ويلتهب بنار الشهوة والأهواء، ويستحيل إلى دخان ورماد.
2- السكينة الروحية:
إنّ الحجاب حصن يحول غالباً دون ثورة الجنس وهيجانه، وعدم إستقرار الروح، وإنعدام الحدود وذوبان الحرمات بين المرأة والرجل، وإشاعة العلاقات المنحرفة الخاوية وترويجها، وتزايد الميوعة والتحلّل الأخلاقي.
وبدون الحجاب تتحوّل الجاذبة الجنسية وطلب الشهوة إلى عطش روحي لا يمكن إشباعه، وبما أنّ إشباع الغريزة في جميع الموارد غير ممكن، ويقترن دائماً بالشعور بنوع من الحرمان، لذا سيسبب إختلالات روحية وتزلزلاً عاطفياً في أعماق الفرد.
وقد حرص الإسلام على توجيه هذه الثورات العاطفية والهيجانات الجنسية وتحديدها عن طريق غض البصر، وعدم الخضوع بالقول، وفرض الحجاب، ورعاية العفاف، وبهذا أهدى للفرد إستقراره الروحي وهدوءه النفسي.
3- سلامة المجتمع:
إنّ تواجد النساء والرجال النافع في المجتمع – دون إثارة جنسية – يجعله محكم البناء راسخ الأسس، وإنّ مراعاة العفّة في محيط الدراسة والعمل والإدارة والسوق و...يوفر الأرضية المناسبة لسلامة المجتمع وتقدّمه ورقيّه، أمّا إذا لم يرع العفاف ولم تحفظ الحرمات وشاع الفساد في المجتمع فقد توفرت دواعي سقوطه وفنائه.
يقول منتسكيو في هذا المجال: "اختفاء العفة في الحركة الديمقراطية يسبب أعظم المصائب والمفاسد بحيث ينهدم أساس الحكومة".
وقد أثبت التاريخ البشري سواء في المجتمع الإسلامي أو في المجتمعات اللاإسلامية هذا الأمر بوضوح، فقد اعترف المارشال بتن القائد العسكري الفرنسي في خطابه قائلاً: "من أهم أسباب اندحار فرنسا في الحرب أمام ألمانيا الغرق في دوامة الشهوات والإبتلاء بالكسل والإباحية".
وأشار إلى ذلك الدكتور غوستاف لوبون العالم الفرنسي الشهير حول هزيمة المسلمين في الأندلس، قائلاً: "حكم المسلمون في إسبانيا حوالي 800 عام، فكانت طوال هذه الفترة مهداً للعلم والمدنية، إلى أن قام الأعداء بنشر الفساد وترويج المشروبات الكحولية وإشاعة الإباحية، وعندها انتصروا على الدولة الإسلامية، وأجبروا المسلمين – بالقوة – على اعتناق الدين المسيحي، ثمّ أقاموا محاكم تفتيش العقائد، وأمروا بحرق معتنقي الدين المسيحي الجدد بحجّة أنهم لم يعتنقوا الدين المسيحي حقيقةً، وأجبروا الباقين على الهجرة من تلك البلاد".
وينقل لنا القرآن الكريم ما جرى على كثير من الأُمم التي فسدت فهلكت، ففي سورة العنكبوت يذكر لنا هلاك قوم لوط وقوم عاد وقوم ثمود وفرعون وهامان وقارون، فقال عزّ من قائل: (فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت/ 40). هذه هي نتيجة المجتمعات المنحرفة الغارقة في دوّامة الفساد.
4- حفظ الجمال والنضارة:
نظراً للهدوء الروحي الذي تحظى به المرأة عند مراعاتها العفّة والحجاب فسيكون جمالها أكثر بهاء وطراوتها أكثر بقاء،
أمّا إستعمال مواد التجميل والماكياج الحديثة، فنظراً لعدم الإطلاع على نوع وكيفية ومواد صنعها، ففي كثير من الموارد تضرّ بصحة الجلد والشعر وسائر الأعضاء، وتسبب مشاكل عديدة للنساء.
5- تركيز الحواس:
إنّ رعاية العفة والحجاب يوجّه إمتيازات المرأة من الزينة والجمال الظاهريين إلى وجهة صحيحة، يقلّل من إنحراف الفكر والذهن المتأثّر بوسوسة الشيطان، وبالتالي تتجه الحواس والفكر معاً إلى قيمها الحقيقة في طلب الكمال، ويتّخذ الفرد طريقه – بحرِّية – إلى نيل العلم والفنّ والأدب والأخلاق، فتزدهر الإستعدادات والإبداعات، ويتاح المجال له كي يفكّر بشكل صحيح ويخطّط لمصيره ومصير أسرته ومجتمعه، وبالتالي، فالمجتمع الذي يعيش أفراده بهذا النمط من الحياة سيتسلق سلم المدنية والرقي بسرعة.
6- الصحة والسلامة البدنية:
إنّ العفاف لينفي أرضية الفساد والإنحراف اللذين يوجدان ويسببان نمو وإنتشار الكثير من الأمراض والأخطار الجسمية، وبالتالي يؤدِّي – العفاف – دوره في سلامة أفراد المجتمع الجسمية.
وبعكسه الإنحرافات الجنسية، فهي تسبّب إستفحال الكثير من الأمراض الجلدية والتناسلية كالسفلس والإيدز و... فقد اكتشف مرض الإيدز – لأوّل مرّة – عام 1981م عند ممارسي اللواط، واعلن بعد 13 عاماً أنّه أصبح مرضاً شائعاً في جميع نقاط العالم، وفي تزايد وإنتشار مستمرين لحظة بعد لحظة.
ومن أهم طرق إنتقال هذا المرض العلاقات الجنسية اللامشروعة، وأفضل طريق للحدّ من هذا المرض وتقليله والوقاية منه هو مراعاة العلاقات الجنسية ورعاية أحكام وتعاليم الإسلام.
7- طهارة الأرحام ونقاوة الجيل الإنساني:
إنّ الإلتزام بالعفاف ورعايته يجعل الأرحام طاهرةً والأجيال معلومة الأصل.
يجب أن يحسّ الطفل بأنّ له قيّماً وحامياً، وأنّ له شخصية وعزّة وكرامة، وأنّه ليس موجوداً مهملاً لا قيّم له، أو أنّه جاء نتيجة حبّ آثم ولذة دنسة آنيّة.
لقد أعارت تعاليم الإسلام السامية أهمية كبيرة للحفاظ على طهارة الرحم ودوره في سلامة الفرد والأسرة والمجتمع، حتى عدَت الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة مسألتين أساسيتين في التأثير على مسيرة الإنسان والمجتمع، وأعظم أفراد البشرية هم ممن ترعرع في أحضان عفيفة.
وهناك مفاسد كثيرة تحدث بسبب إيجاد طفل غير شرعي، من أهمّها عدم تقبّل مسؤولية تربيته، وإذا فرضنا أنّه تقبل قيمومته فإنّ القيّم لا يحسّ بتعلّق الطفل به، وبعبارة أخرى: إنّ حب الذات يجعل الإنسان متعلّقاً بالمسائل التي تعنيه وكذلك بذويه أكثر، فعند علمه أنّ الطفل "ولده" تثار أحاسيسه وحبّه وعاطفته نحو بشكل كامل وطبيعي، مما يدفعه للحرص – بعزم وتصميم راسخين – على حفظه والإهتمام به والسهر على تربيته، أمّا إذا كان الإنجاب عن طريقٍ غير مشروع فسيواجه بعدم قبول مسؤوليته، وخلوّ علاقته به من المحبة والعاطفة، وهذا ما ينتج عنه مفاسد وأضرار وإختلالات إجتماعية كثيرة.
المصدر: كتاب المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر (قضايا وإشكاليات).
..........
موقع البلاغ.